قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الرابع والأربعون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الرابع والأربعون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الرابع والأربعون

من اسئلته الكثيرة التي نزلت على راسها، انفجرت في البكاء على الفور. قام كريم من مكانه سريعا، واحتضنها من الخلف، وآدم ارتعب من صوت بكائها. خرج من سيارته ليتحدث معها. وورود ايضا خرجت لتقف بجواره.
- قائلا بقلق. مالك يا مامى. هو انتى فين؟
- قالت بارتباك. وهي تحاول ان تسيطر على نفسها. عند كامليا.
قال باستفهام، وهو يرفع حاجبيه باستغراب.
- قائلا باستفهام. ليه يا مامى.
- اصلها تعبت امبارح فاتصلت بيا.

- قال بقلق. طب هي كويس.
- اه الحمد لله.
- وصلى ليها سلامى.
- دى اكيد يا روحى يوصل.
- اجى اشوفها اطمن عليها.
قالت بسرعة، وهي تهب فيه انفعال.
- لا لا يا حبيبي هي نايمة دلوقتى.
- مالك اتخضتى كدة ليه؟!
- صافى بتلعثم. اص ل ماعيزاش اتعبك.
- لا مافيش تعب. اجى اطمن عليها.
- خدت الدواى ونامت يا ادم.
- هو ايه اللى كان تعابها؟
- شوية ارهاق، وضغط طليقها عليها في حضانة بنتها.
- الله يخربته ما هو خلاص خرج من حياتها.

- نعمل ايه نصيبها بقي.
- طب خلى بالك منها.
- في عيونى يا حبيبي.
- ليه ما اتصلتيش قولتى انك هتباتى برى.
- اصل لم اتصلت بيا اتوترت وقلقت جدا. ونسيت اقولك.
- الدادة قالت ليا انا موتت على طول من القلق.
- كفل الشر عليك يا روحى.
- اعمل ايه يا صافى بحبك.
- وانا بعشقك يا عيون صافى.
- خلى بالك من نفسك.
- دى اكيد.
- سلام.
قالت بدعاء وهي تغلق الهاتف معه.
- تسلم يا حبيبى.

وضعت يدها على قلبها حتى تهدا انفاسها. ثم بعدت يد كريم من عليها خصرها، حزن من تصرفها بشدة. فهو كان يريد ان يعطيها القوة ويثبت لها انه معها ولن يتركها ابدا. جمعت ملابسها الواقعة على الارض، ودلفت الى المرحاض، لم يعلق على فعلتها فتركها حتى تهدا، بعد ان انتهت بدقائق دلفت من المرحاض...
قالت بعصبية، وهي تقف امامه مباشرة.
- انا مجنونة ازاى اعمل كدة.
قال بصدمة من حديثها الغير متوقع بتاتا.

- انتى مراتى يا صافي.
- لو ادم عرف اللى حصل هيخرب الدنيا.
قال بحنان، وهو يهدا من خوفها.
- يا روحى انت ما عملتيش حاجة.
بنفس العصبية ردت عليه بانفعال.
- دى كله ومعملتش اتجوزتك، وبايت برا البيت ودى كله من وراى ابنى.
- صافي انتى مراتى.
قالت بندم وحزن.
- يا ريتنى ما كنت.
- اكيد بتهزرى.
- انا ابنى هيقتلنى لو عرف.
- وايه اللى هيعرفه.
- اى حد هيعرفه.
- انتى بتدورى على اى حاجة تنغسى بيها اليوم.

- انا اللى بدور ولا دى حقيقة.
- انتى ناسية النهاردة ايه.
- ماعيزاش افتكر. انا هروح على البيت.
- مافيش مروح.
- ليه ان شاء الله.
- لانك مراتى.
- وده يديك الحكم في التحكم فيا.
- اه يدينى الحق وبزيادة كمان.
- ابقي شوف مين اللى هينفذ كلامك.
- صافي بطلى عند ومتخلنيش اتحول عليكى.
- ورينى نفسك لو تقدر.
- انا اقدر وبزيادة.
- ايه هتجبرنى اكون معاك.
- من غير جبر بس هتفضلي.

- ليك حق تعمل اكتر من كدة. لانى انا اللى عملت في نفسي كدة.
- قرارتك الغط خلتك معايا.
- فعلا قرار غلط ولازم يتصلح دلوقتى.
- ابقي شوفى مين اللى هيصلحه.
- طلقنى يا كريم.
انصدم من الذي قالته. فاخرج اقوى كتلة الغضب به.
- قائلا بصراخ. تعرفي انك اكبر انانية في العالم.
- قول براااااااااااااااااااااااااااااااحتك.
- استنيتك العمر دى كله وفي الاخر لم بقيتى مراتى بتطلب الطلاق.
- علشان ابنى.

- كله علشان ابنك لكن انا اولع.
- قولتلك بلاش لكن انت...
- غلطت لم حبيتك واتجوزتك.
- صلح غلطت وطلقنى.
- مافيش طلاق.
- هو الجواز بالاجبار.
- اعتبري كدة.
تجاهلت كلامه وجذبت الحقيبة من على الطاولة. وجريت لتهرب منه. ركض عليها سريعا، وامسكها من خصرها وحملها وهي تصرخ و تحاول تتخلص منه.
- قائلة بعصبية. سيبنى يا كريم.
قال بعند، وهو يرميها على السرير.

- ماهسبكيش يا صافي. وهو فوقها. امسك يديها الاثنتين ورفعهما فوق راسها.
قالت بامر، وهي تنظر له بارتباك.
- قوم من على.
قال بعند فيها، وهو يهزا راسه بالنفي.
- لا.
قالت بصراخ، وهي تحاول ان تتخلص منه.
- انت مجنون.
- مش عيب واحدة تقول على جوزها كدة.
- كانت لحظة سودة.
- ليه دى كانت اجمل لحظة في حياتى.
قالت بهدوء، وهي تجز على اسنانها بغضب.
- قوم ماينفعش كدة.
- عكرتى ليلة دخلتنا فلازم تتعاقبي.
- هو انت مراهق؟

قال بوقاحة، وهو يغمز لها بشهوة.
- اكتر وحياتك. بس كنتى جميلة امبارح.
- انت قليل الادب.
قال بمكر، وهو هجم على شفتيها ويقبلها.
- ماقدرش اكسفك.
فى قبلة كانت رافضة منها في الاول بشدة. ولكن تارخت اعضائها واستسلمت له في الاخر. فترك يديها فاحتضنته وقربته منها. وهو غرز يده في شعرها بتعمق. قال بين قبلته.
- انا بعشقك.
قالت وهي هائمة في قبلاته.
- حبيبي.
- صافي خلينا ننسي كل حاجة.
- انا مش على الارض.

ترك شفتيها بصعوبة فهى كانت لا تريد ان تتركه بتاتا.
- قائلا بهيام. وهو ينظر في عينيها بعشق. انسى كل حاجة خليكى معايا بس.
- انا معاك بس ماتبعدش.
ابتسم على جرائتها ولهفتها عليه.
- قائلا بسعادة. مجنونة.
قالت بصدق، وهي تهجم على شفتيه وتقبله في جراة منها.
- بعشقك.
سعد جدا بفعلتها وغاص معها في بحر عشقها المجنون مثلها...

بعد ان انتهى من اتصاله. نظرت له ورود.
- قائلة باستفهام. هنروح فين بعد كدة.
- خمنى؟
بدات تفكر الى اين سيذهبوا. ولكنها لم تستطع عجزت عن التخمين.
- فقالت بتذمر طفولى. صعب قول بقي هنروح فين.
- طب ما تخمنى.
- انت بتسمع منين ماعرفتش.
- عامة دقايق وهتعرفي يلا.
- برضو ماهتقولش.
- اكيد لا.

هزات راسها بياس. وركبت بالسيارة وهو التف وركب بجوارها وقاد الى الوجهة الثانية. مركز تجميل بالقاهرة. بعد ساعة وقفت السيارة امام اشهر مراكز التجميل بالقاهرة. نظرت له باستفهام.
- قائلة بتساؤل. وقفت ليه.
قال بطلب، وهو يفك حزام الامان.
- انزلى وهتعرفى.
- انت مجنون.
- مافيش مشكلة وعايزك تتجننى معايا.
- مش للدرجادى.
- لا للدرجة دى واكتر من كدة بكتير.
قالت ورود باستفهام، وهي تنظر الى المكان.
- ادم هنعمل ايه جو.

- بتحبى تسالى كتير.
قالت بهدوء، وهي تنظر له.
- مش لازم اعرف.
قال بنفاذ صبر، وهو ينفخ في وجهها بتافف.
- اوف يا ورود انا هبدا امل. يلا انزلى.
قالت بضحك، وهي تنزل من السيارة.
- والله انت مجنون.
قال وهو ايضا ينزل من السيارة.
- مافيش مشكلة.
دلفوا الى الداخل. المكان راقى جدا لحد الجنون سار يمينا عند موظفة الاستقبال.
- التي قالت بعملية له. اؤمرنى حضرتك.
- wheres devedo.
- مسيو ديفيد قصدك.
- ايوا هو.
- ثوانى هكلمه.

هزا راسه ايجابا. نظر اليها كانت ملخبطة ومبهورة فالمركز يشبه المراكز، التي كانت تراها في التلفاز، استغربت جراءة الفتيات وحديثهم مع الرجال وكان الامر سيان لا يوجد غلط فيه.
- آدم باستفهام. عجبك المكان.
اردفت بانبهار وعينيها تشاهد كل تفاصيل المكان.
- قائلة باعجاب. تحفة.
- مش احسن منك على الفكرة.
قالت باستفهام، وهي تلتفت له بعدم تصديق.
- بجد.
- هو انتى ليه عندك شك في جمالك.
- ماعنديش شك لانها خلقة ربنا.

- طب ايه؟!
- مدام انا جميلة جبتنى هنا ليه.
- علشان محتاج ورود على حقيقتها.
قالت بتعجب، وهي ترفع حاجبيها باستغراب.
- حقيقتها؟! طب انا ايه.
- البنت اللى بتعيش من وجهة نظر الجميع الا وجهتها.
- وانا لو عملت كدة هعيش من وجهة نظرك انت.
- ياريت.
قالت موظفة الاستقبال بهدوء، وهي تقطعهم عن مواصلة حديثهم.
- مسيو ديفيد مستنى حضرتك في مكتبه.

هزا راسه ايجابا وامسك يدها بدون اعتراض منها نهائى. فهى تحب ان تشعر بدفء يده بين يدها. توجه الى مكتبه بالطابق الثانى. طرق الباب
قال ديفيد بالانجليزية.
- ادخل. enter.
طل عليه باناقته المعهودة. عندما رائه هب من على مقعده سريعا ورحب به بحفاوة.
- قائلا بحب. واحشتنى يا شرير.
- مقدرش اقولك انت اكتر.
- لماذا الم تشتاق الى. why donot you miss my.
هزا راسه بالنفي.
- iam so sad. whos beautiful.
- آدم بايجاب. ورود.

اعجب بالاسم كعادة الجميع.
- قائلا بتغزل. اسمها حلو.
- دى اكيد
- حبيبتك.
انصدم من الكلمة بشدة واجاب بضيق.
- لا هي خطيبة اديم.
- هل تمزح متى فعل؟ are you kidding. when did that.
قال ادم بامر، وهو يتنهد بعصبية.
- شوف شغلك يا ديفيدو.
- اهدى يا آدم.
- طولت في الكلام كتير.
- ما انا بقالى كتير ماشفتكش.
- فقولت تعوض فترة الاشتياق.
- اعمل ايه؟!
- ماتعملش حاجة غير انك تورينى جمال ورود الحقيقي.
- دى حاجة سهلة جدا.

- خلاص نشوف.
- دقايق.

وبالفعل اصدق في حديثه دقائق وطلت بشعرها الطويل. الذي يصل ما بعد ظهرها مفرودا عليه، كحل لها عينيها، اوضح مدى جمالها والبراءة التي تظهر بوضوح فيهما، وشفتيها المكتنزتين لونهما باللون الاحمر القانى اوضح مدى اثارتهما، كان يريد ان يراها على تلك الشاكلة حتى يتاكد يقينه بان ورود مختلفة في كل شىء حتى في جمالها الذي اعطاها الله لها، فهى ساحرة تسمر الجميع عندما رائوها، الفتيات بالمركز شعروا بجوارها بانهم لا يملكون شىء من الجمال، والرجال شعروا بانهم يريدوها ان تكون زوجتهم. اردف بانبهار.

- قائلا باعجاب. انت عملت فيها ايه يا ديفيدو.
قال ديفيد بصدق، وهو يقف بجواره ينظر الى جمالها الذي لا يوجد ذرة جدال عليه.
- ماعملتش حاجة غير انى بينت جمالها الحقيقي.
- جمال ايه دى كتلة جمال ماشية على الارض.
- اديم ده محظوظ جدا.
- اه محظوظ.
اردفت ورود بذوق.
- قائلة بامتنان. ميرسي يا مسيو ديفيدو.
- الميرسي ليكى انتى يا ورود.
- ليه هو انا عملت ايه؟

- عملتى كتير وكتير كمان. ممكن اخليكى الوجه الاعلانى لبيوتى سنتر.
قال ادم بعصبية، وهو يهب فيه بانفعال.
- انت بتقول ايه يا ديفيدو.
- دى كنز في الجمال. لازم الكل يعرف بانها كانت عندى.
- شكلها هربت منك.
- حد يشوف الجمال ده ومتهربش منه.
قال بامر، وهو يرمقه نظرة حادة.
- تعرف تخرس.
- definitly.
اردفت ورود برقة.
- قائلة باستفهام. اى رايك يا ادم.
قال بصدق، وهو ينظر لها باعجاب.
- مبهرة.
- كدة احسن ولا الاول.
- الاول.

- يا سلام.
تجاهل الرد عليها. واخرج الهاتف من جيبه، ثم اشار له ان تقترب، فاقتربت منه واخذها في حضنه بتملك وسط صدمة ديفيد وموظفيه، نظرت له بارتباك وهو ايضا نظر لها باعجاب. ثم تحدث الى ديفيد، وهو يعطيه الهاتف.
- قائلا بطلب. صورنا يا ديفيدو.
قال بطاعة، وهو ياخذ منه الهاتف على الفور ؛ ليصور.
- عيونى.
- لخص يا ديفيدو بطل هرى.
- دايما متعصب كدة.
- اذا كان عجبك.
- مقدرش اتكلم اضحكوا.

هزات راسها بارتباك ورسمت ابتسامة بخجل. والتقط لهما اجمل صورة في الكون. تحى تلك الذكرة الجميلة بينهما. بعد ان انتهى رفع يده من عليها.
- قائلا بامر. ادخلى اغسلي وشك.
قالت باستفهام، وهي تستغرب طلبه بشدة.
- انت بتقول ايه؟
- اللى سمعتى بقولك ادخلى اغسلي وشك.
- اكيد بتهزر.
قال بحدة، وهو يرمقها نظرة آمرة.
- اعتقد ما عايزاش اعيد كلامى تانى.
هزات راسها ايجابا وذهبت معها مساعدة. بعد ان اشار لها ديفيد بان تساعدها.

قال ديفيد باستفهام، وهو ينظر له.
- انت بتفكر في ايه؟
- حاجة ماتخصكش. هو حسابك ايه؟
- خليها على المرة دى.
- العب غيرها
- ديفيد بسخرية. علشان تجيبها مرة تانية ونمسح ليها المكياج.
- مش شغلك على فكرة.
-...

دلف الى غرفته وجده يجلس على اريكة يشاهد ضوء القمر من خلال البلكونة المفتوح ابوابها على مصرعها. ومطفىء انوار الغرفة بالكامل. لم يشعل عمر النور فهو يعلم تلك الحالة جيدا. قائلا باستفهام، وهو يجلس قبالته على المقعد.
- بتحب.
قال بحزن، وهو يضحك على سؤاله.
- مامى قالت ليك.
- دى اكيد.
- انا ما بحبش انا غرقت وخلاص.
- طب ازاى وامتى انتوا مختلفين جدا عن بعض.
قال بصدق، وهو يعتدل له.
- ما اعرفش هو كدة.

- طب هتعمل ايه؟
- هبعد. هبعد بكل الطرق.
- تفكيرك سليم.
- افتكرتك هتقولى تمسك بحبك.
- من الواضح انك حاولت وفشلت.
- مع الاسف رافضة بكل طرق.
- ما انا قولتلك الطريق مش واحدة.
- ساعدنى يا بابا اخرج من الحوار ده.
- كنت ساعدت نفسي.
- انت لسي بتحبها؟
- مع الاسف اه ماخرجتش من قلبي.
- شكلى انا زيك وعمرى ما هقدر انسي.
- ومالها حياتى ما هي جميلة.
- فين الجمال وانت مابتحبش مامى.
- ومين قالك انى ما بحبهاش.

قال ادم بحيرة، وهو يرفع حاجبيه باستغراب.
- طب كلامك ده ايه؟
- حبي دى شيء واحترام وتقديرى لوالداتك مالوش حدود.
- كلام يحترم.
- انت مش مقتنع.
- اكيد لا.
- العشرة واللى ما بينا اكبر من اى حاجة في الدنيا.
- طب ليه مابتقولهاش كدة.
- لانها تستحق اكتر من كدة.
- يا سلام يا ست اناهيد لم تسمعى الكلام ده.
- مصيرها تسمعوا بس في الوقت المناسب. عامة جيه الوقت انك تنزل معايا الشغل.
- اى يا سي عمر مقرر تستغل وجعى.

- استحالة بس علشان اشغلك وابعدك عن التفكير.
- هفكر يا بابا.
- مافهاش تفكير لان ده هو الصح.
- مادام هو ده الصح خلاص موافق.
- كويس.
- اكيد هقدر انساها.
- ان شاء الله.
- طب لو مقدرتش.
- دى حسب قرارك ومدى حبك ليها.
قال بحزن، وهو يتنهد بضيق اشتياقا لها.
- ماكنتش اتخيل في يوم انى احب او اكون في المكان ده.
- ما هو كدة القدر الحاجات اللى مش معمول ليها حساب هي اللى بتحصل.
اردف بحزن عميق.

- قائلا بوجع. انا موجوع اوى اوى.
- فترة وهتعدى.
- بحاول ومافيش فايدة وبرجع تانى ليها.
- الشغل هو اللى هيخرجك.
- ما نشوف اخر اقتراحتك.
- خير ان شاء الله.
-...

بعد ان خرجوا من مركز التجميل. ركبوا السيارة بجوار بعضهما البعض.
اردفت ورود بعدم تصديق.
- قائلة باستغراب. وهي تنظر له. انت مش مفهوم على فكرة.
قال باستفهام، وهو ينظر الى الطريق.
- هو ايه مش مفهوم؟!
- منين تجبنى اتمكيج وفي ثانية تطلب منى اغسل وشى.
قال بلامبالة، وهو يهز كتفيه.
- عادى.
- هو ايه اللى عادى؟! بتقولى عايز اشوفك من وجهة نظرى وفي الاخر...
- وجهة نظرى طلعت غلط.
- طب هو ايه الصح.

قال بهدوء، وهو ينظر لها بحنية.
- انك تكونى كدة ومافيش مكياج نهائى.
- اى اوامر تانية.
- مافيش اوامر.
- طب هنروح فين.
- هوريكى الاهرامات.
قالت بحماس طفولى، وهي حزينة بشدة.
- واو انا نفسي اشوفها من زمان.
- انتى مطلوب منك تحلمى وانا احقق ليكى.
قالت برقة، وهي ترمقه نظرة امتنان.
- شكرا يا آدم.
- لسي هتشكرينى كتير.
- ليه؟
- بعد الاهرامات هنروح السينما والملاهى.
لمعت السعادة في عينيها.

- قائلة بفرح. الله انا فرحانة اوى.
ضحك على ردة فعلها البريئة وان ابسط الاشياء قادرة على ان تسعد تلك الانسانة السبيطة بل تكون ممتنة لذلك الشخص...

(اليوم التالى)
بعد ان تركته لورين صعد الى غرفته، فتح الهاتف ليتصل بها ويطمئان عليها، ولكنها لم تجيب عليه نهائيا، فكانت تجلس في ارضية الغرفة تبكى بشدة على نفسها، وتلوم حظها التعيس الذي اوقعها في حب اديم كارم النوار، فهو نجم عالي في السماء صعب الوصول له، ولكن ماذا ستفعل فهذا قدرها ونصيبها، حاولت ان تتخلص من تلك اللعنة ولكنها تعود مرة اخرى اليه، يلح في اتصاله عليها، امسكت الهاتف وجدت اسمه.

- صرخت فيه. كفاية يا اديم ابعد بقي عنى. قالتها والقت الهاتف ارضا، وهي تشعر بوجع في قلبها غير طبيعى. الاحساس الذي يروادها او اقرب للتوضيح القهر والاحساس بلا قيمة.

القلق كان سيقتله طوال الليل يحاول الوصول لها، لكن لا حياة لمن تنادى، اتى الصباح عليه بصعوبة، وهو مازال يحاول معه، حتى ترد عليه وتطمان قلبه المتسائل عن حالها، كان يريد ان يذهب عند غرفتها حتى يطمان عليها، ولكن يوجد اكثر من سبب يمنع ذلك، تمالك نفسه ودلف الى المرحاض، واخذ دشا دفئا، ثم بدل ملابسه ودلف الى المطعم، لعله يجدها او ينتظرها، بعد ساعة طلت عليه ابنة عمه وزوجها وابنتيها، عندما رائها قام من مقعده سريعا ووقف امامها.

تحدثت تارا بضيق.
- قائلة بغضب. ما عايزاش اتكلم.
قال بحنية، وهو يترجاها.
- خلاص بقي يا تارا.
قالت بعتاب، وهي تهب فيه بانفعال.
- هو ايه اللى خلاص انك تخطب من غير موافقتنا.
قال بتوضيح.
- مش كدة.
ثم تابع وهو ينظر لزين بانفعال.
- هو انت مافهمهتاش يا زين؟
- تعبت ومافيش فايدة.
- مستحيل اتقبل انك خطبت من ورانا.
- هتكلم معاكى بالتفصيل بس دى كله بعدين.
- وليه بعدين وضح السبب دلوقتى.
قال بضيق، وهو يتافف بحزن شديد.

- بعدين يا تارا.
قالت تارا بقلق، بعد ان لاحظت حزن الواضح في عينيه وحديثه.
- مالك يا اديم.
- مافيش اطلعى شوفى نسمة مالها وطمنينى.
قالت باستفهام، وهي ترفع حاجبيها باستغراب.
- هي مالها؟!
- اختفت من امبارح.
- يعنى ايه اختفت؟ ؛
- كانت بتتكلم في التليفون مع خطيبها تقريبا. فبعد ما خلصت معاى. جت معيطة ولم سالتها حبت تكون لوحدها.
- دى كله حصل ومحكتش ليا.
- اقولك ايه؟ وانتى زعلانة منى.
- ولسي زعلانة.

- حطى زعلك دلوقتى على جنب واطلعى شوفيها دلوقتى.
- يعنى مش هامك زعلى.
قال بغضب، وهو يهب فيها بانفعال.
- تارا انا مش رايق اطلعى شوفيها دلوقتى.
- حاضر من غير صراخ.
- اصلك مستفزة.
- هعديها. خلى بالك من البنات يا زين.
- حاضر يا روحى ما تتاخريش.
- هشوف مالها واجى.
- مش بس كدة هتخليها تنزل علشان اطمن.
قالت بخبث، وهي تغمز له بخبث.
- اى اوامر تانية.
- بليز يا تارا.
قالت بطاعة، وهي تنصرف من امامهم.
- تمام حاضر.

- مالك يا اديم؟
- من امبارح زى دلوقتى مابتردش على تليفونها.
- ممكن حابة تكون مع نفسها.
- كفاية سبتها الوقت دى كله مع نفسها.
- طب ممكن تهدى.
- اهدى ازاى. شكلها هي وخطيبها الزفت شدوا قدام بعض.
- ما هو المخطبين كدة طب لم تتجوز هت...
قبل ان يكمل الكلمة صمت.
قال بامر، وعروقه تنفر من رقبته.
- اخرس يا زين.
- انا قولت كدة برضو. هنفضل واقفين كدة.

هزا راسه ايجابا وذهب معه ليجلسوا على الطاولة. طلب زين اكل له ولزوجته ولابنتيه. واديم لم يعلق في كلمة على الطعام، فهو كان مشغولا في قلقه عليها، ولاحظ زين عليه ذلك ولكنه لم يعلق، ترك كل شخص يفعل ما يشاء...

بعد ان انتهت اولى اربعة محاضرات اخذوا راحة، ودلفت احسان وورود الى المكتبة ليقرائوا ويتحدثوا. وجلسوا قبالة بعضهم البعض على طاولتهما المعتادة، ولكن القراءة لم تكن من نصيبهما اليوم، فبدات احسان بالحديث.
- قائلة باستفهام. ورود كنتى فين ماجتيش امبارح ليه؟
اردفت بايجاب.
- قائلة بسعادة. كنت بتفسح.
- ايه بتتفسحى؟! اللى هو ازاى يعنى.
- ادم خدنى امبارح ورانى القاهرة.

قالت بعدم تصديق، وهي ترفع حاجبيها باستغراب.
- آدم اللى اخدك؟!
- ايوا.
- هو ايه الحوار؟
- هحكيلك.
- اتفضلى قولى.
- بعد ما ماييفا ضربتنى وهو جيه ياخدنى حكتله كل حاجة فقرر يغير اسلوبه معايا.
- احسان بسخرية. يعنى بعد ما عرف حقيقتك غير اسلوبه لا في الخير.
- من غير تريقة لو سمحتى.
- يعنى قلبه حن لم عرف الصورة الكاملة.
- مش بمعنى كدة.
- طب بمعنى ايه؟!
- ان هو عرف انى ماهتخطبش لاخوه.
- طب هو ماله بالحوار.

- يعنى ان حد هيشاركه في اخوه.
- جايز برضو. ما علينا. قوليلى وراكى ايه.
- الاهرامات وروحنا السينما والملاهى.
- دى انتو خربتوها.
- اه واكلنا كريب.
- لا انتى عديتى.
- كنت مبسوطة اوى وحاسة انى طايرة.
- ربنا يسعدك يا حبيبتى.
- وانتى كمان يا روحى. قوليلى خدتى ايه امبارح.
- البحث التجارى نزل امبارح.
- هو ايه البحث التجارى؟!
- بيكون عبارة عن بحث مشترك بين اتنين بخصوص المالية وحاجات كدة هتفهميها مع شريكك.

- ومين شريكى؟
- ما اعرفش.
- طب شريكك انتى مين؟
- تخيلى؟
- انتى هتعملى زى آدم.
- هو كمان بيعمل زى حاجة غريبة.
- هي ايه اللى غريبة؟
- اصل آدم اللى معايا في البحث التجارى.
- أيه؟!
- دى كانت نفس ردة فعلى.
- وهتعملى ايه؟
- اكيد هكلمه لم نشوف هنعمل المشروع ازاى.
- يا بخته بيكى.
- يعنى في الكلية كلها مايطلعليش الا آدم.
- اهو احسن من مالك.
- مالك.
- في ايه يا احسان.
- لو سمحتى يا ورود ماتجبليش اسم البنى آدم ده تانى.

- حاضر يا روحى.

وصلت عند غرفتها وكادت ان تط...
فتحت نسمة باب الغرفة، وجدت تارا امامها، عندما رائتها على تلك الهيئة الهادئة.
- قائلة بغيظ. يا برودك يا اختى.
- قالت نسمة بلا مبالة، وهي تغلق باب الغرفة ورائها. ليه بتقولى كدة.
- اديم تحت هيموت من قلقه عليكى وانتى لابسة ومتشيكة ولا كأنك راحة تقابلي حبيبك.
سعدت جدا من كلام تارا. بانها جعلته ان يعيش ولو لدقائق مثل شعورها الدائم به.
- قائلة ببرود. طب اعمل ايه.

- ما تعمليش غير انك تشلي.
- قالت بدلع. هو انا عملت حاجة.
- قافلة تليفونك من امبارح مابترديش.
- حابة اكون مع نفسي.
- ونفسك دى كانت هتموت اديم.
- ماقصديش كنت بكلم خطيبي وانشغلت.
- انتى تنشغلى وغيرك يولع.
- طب يلا بقي قبل ما يقلق اكتر.
- فعلا كلامك صح.
قالت في داخلها، وهي تسير معها بثقة وثبات.

- اتعلم لم تنوجع وتنقهر تكون في غرفتك الخاصة بعيد كل البعد عن الناس. علشان ماحدش يشوفك ويشفق عليك او يشمت فيك. خلى كل الاوجاع والانهيارات في اوضتك الصغيرة. ولم تفرغ كل اللى بيك من حزن. اخرج منها انسان جديد غير المتعارف عليه. خلى العالم يشوف ابتسامتك وسعادتك يفتكروا انك اسعد انسان على وجه الارض. وده من رضا ربنا بعباده. ان يظنوا بيك السعادة والرفاهية وهو عكس كدة تماما.

دلفوا من المصعد وجدها تقترب منه في احلى صورة رائها فيها، تسير بانوثة شديدة والابتسامة عريضة تزين محياها كأنها لم تصاب بشيء ليلة الامس، بعد ان وصلت لهم، القت التحية بانوثة، وجلست على الطاولة قبالة اديم.
اردف زين باستغراب.
- قائلا بعتاب لاديم. ما هي حلوة اهى. قلقتنا معاك.
قالت تارا بايجاب، وهي تجلس بالمقعد الذي بجوار زوجها.
- هي حلوة بس دى عدت.
- قالت نسمة برقة لهما. شكرا على ذوقكوا.

تجاهل كل هذا الحديث الفارغ.
- قائلا بهدوء مصطنع، وهو ينظر لها بضيق. ماردتيش على تليفونك ليه.
قالت بلامبالة، وهي ترد عليه ببرود.
- كنت مشغولة ونزلت اهو.
- انا بتكلم على امبارح.
- كنت بكلم خطيبي.
- الموبايل ماكنش مشغول.
- اصلي كنت بكلمه على التاب.
- مافضيتش دقيقة تردى على.
- اسفة يا مستر.
- انا تعتذرى ليا. لكن هو تكلمى بالساعات عادى.
قالت تارا عندا فيه.
- اومال تكلمك انت دى قريب هيكون جوزها.

رد عليها زين موافقا على رايها.
- كلامك صح يا تارا.
ثال اديم بامر لهما.
- اخرسوا انتوا الاتنين.
- انت ازاى تكلمنا كدة يا اديم.
قال بعصبية لنسمة، وهو يتجاهل الرد على تارا.
- انا اللى اسف في خوفى وقلقي عليكى.
- ماحدش قالك تقلق.
- فعلا كلامك صح. خلصى اكلك علشان ورانا شغل كتير.
- ممكن اقوم دلوقتى مافيش مشكلة.
قال بغضب، وهو يهب من على مقعده بعصبية.
- طب يلا علشان ما نتاخرش.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة