قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السادس والأربعون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السادس والأربعون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السادس والأربعون

اعتدل في الاريكة وجلس مثلها. ونظر لها وتحدث بوجع.
- قائلا بعتاب. احنا بنشتغل مع بعض بقالنا خمس سنين. نسمة انتى كنتى بتخافى على من الهوا الطاير. كنتى بتعتبرنى ابنك حد غالى عليكى. ويوم لم بسافر بتيجى معايا ولو مجتيش بتحضرى ليا شنطتى وتفضلى تقول ليا ادعية واول ما بوصل بتتصلى بيا. فين دى كله.
لم ترد عليه غير انها بكت على حالها فهى قدمت له الكثير وكان المقابل ان يخطب غيرها.

- قالت ببكاء. من خمس سنين اتوظفت معاك. لاقيت فيك الاخلاق والتواضع راجل بجد وانسان طيب جدا. فكنت زى اى بنت حبيت بس اللى حبيته عمره ما حس بيا.
انصدم من الذي تقوله.
- قائلا بعدم تصديق. انتى بتقولى ايه؟ انا مش فاهم.
اردفت باعتراف موجع.
- قائلة بعشق. مستر اديم كارم النوار انا بحبك.
- نسمة انتى بتقولى ايه.
- انا بقول اللى عمرك ماحسيت بى.
- ازاى وامتى.
- هتصدقنى لو قولت من اول ما عينى جت في عينك.
- انا بتحبينى.

- ولا عمرى حبيت غيرك
طب ما انتى انخطبتى.
- كنت بهرب من اى حاجة بتقربنى ليك.
- بس كدة انتى غلط.
- وكان فين الصح لم حبيتك.
- اديم بصدمة. هو حبك ليا غلط.
- واكبر غلطة ارتكبتها في حياتى.
- للدرجة دى.
- انت لعنة دخلت بين وريدى وما عرفاش اخلص منها.
- انا مسبب ليكى عذاب كتير.
- تعرف اكبر وجع كان يوم ايه؟
- كان يوم ايه.

- لم حبيت وكان واضح في عينيك. ولا لم جيت قولت انك خطبتها. بقي في واحدة في حياتك هتشاركك كل حاجة، وانا مجرد سكرتيرة كان كل حاجة بتوجعنى وانت برضو مش حاسس.
- نسمة ماتقوليش كدة. انتى...
- اختك. كانت بتوجع اوى وانت بتقولها ليا كل مرة كانك بتاكد ان الطرق ما بينا مستحيلة.
- هو انا وحش للدرجة دى.
- انت مالكش ذنب.
- ازاى وانا عيشتك في الوجع ده.
- نصيبي وقدرى كدة.
- انا اسف.
- انا ما طلبتش منك تعتذر ليا.

- طب اعمل ايه ليكى.
- انسي كل اللى قلته وكانك ما سمعتش حاجة.
- ازاى انسى.
- عادى وسهل جدا.
- فين السهولة في اللى انتى بتقولى.
- انا ماقلتش حاجة.
- اعترافك وحبك ليا مش حاجة.
- ايوا مش حاجة دى مجرد كلام.
- الكلام ده قتلنى.
- ماتشيلش نفسك ذنب يا مستر.
- ما اشلش ازاى وانتى بتتعذبى بسببى.
- قولتلك نصيبي وقدرى.
- انا اسف اسف اوى.
- انا ماطلبتش تعتذر. انا اللى حبيت من طرف واحد.
- ليه ماقولتيش ليه مافهمتنيش.

- افهمك ايه وانا اصلا مش دماغك.
- ايا كان بس كنت هعاملك بطريقة تانية.
- طريقة ايه؟ الشفقة مثلا.
- نسمة انا...
- خلص الكلام يا مستر. قالتها بحزم وقامت من على الاريكة لتذهب.
امسكها من ذراعها ونظر في عينيها.
- قائلا باستفهام. موجوعة.
- هو انت دست على رجلى؟
اردف بنفاذ صبر.
- قائلا بوجع. طب اعمل ايه ليكى.
- قولتلك انسي كل اللى قولته هنا.
- انتى بتقولى ايه؟!
قالت بطلب وهي تتخلص من يده.
- لو سمحت.
- صعب جدا.

- اوعدينى نخرج من الاوضة دى نرجع زى الاول.
- ماهقدرش.
- لا هتقدر.
- دى قلبك اللى وجعته.
- اهو انت قلت قلبى انا مش قلبك.
- طب خلينا نشوف حل للعذاب ده.
- مالوش حل غير النسيان.
- هتقدرى.
- هحاول تانى.
- هو انت حاولتى قبل كدة.
- اه مع الاسف.
- والنتيجة.
- الرجوع لنفس الدايرة دى تانى.
- طب ادينى فرصة.
- انك تحبنى مثلا.
- وليه لا.؟!
- مستحيل لانك بتحب ورود.
- طب اعمل ايه؟
- يلا نروح لانك تعبان من الصبح.

- اللى انتى قولتى النهاردة مايجيش جنب التعب حاجة.
- هو انا قولت حاجة.
- يا سلام.
- يلا.
- حاضر يا نسمة.

بعد ان تركوا بعض وكل واحدا منهما ذهب الى غرفته، بعد ان اخذ دش دافئ، ارتمى على سريره، لينام وياخذ قسطا من الراحة، لكن اين الراحة فيما سمعه واخبرته به نسمة، كانت يتقلب في سريره، لم يستطع ان يغمض عينبه لحظة واحدة كلما تذكر وجعها وجرحها، واعترافها بحبها له، كان يتذكر كيف كانت تعامله وتخشى عليه، من الهواء الطائر، لقد كانت تعشقه وتقدم له كل وسائل الراحة والسكينة، بدون مقابل فالعشق هو العطاء وليس الاخذ، كل تصرفاتها كانت تاكد حبها الشديد له، ولكن اين هو، فكان مشغولا بالعمل وتحقيق النجاح، وعندما احب فكانت فتاة اصغر منه بمراحل، تجاهل مشاعر تلك المسكينة ورمى بها الى القاع. اردف بغيظ. - قائلا بعتاب. ازاى ماقدرتش اخد بالى منها. ازاى ماكنتش شايفها، وهي كل حاجة كانت بتعملها بتاكد ليا انها بتحبنى. وانا زى الاهبل مش شايفها. انا كنت حقير اوى كدة. وجعتها ولم انخطبت كنت انانى برضو معاها. لا انا لازم اتكلم معاها. قالها وهو يقوم من على سريره ويذهب لها. طرق عليها باب الغرفة برقى. فتحت له بدون مساحيق التجميل وظهور جمالها المتواضع، ولكنه اعجب بذلك الجميل الغير متكلف وبجامتها الوردية.

- نعم يا مستر في حاجة.
- ممكن ادخل جوا.
- اه طبعا. قالتها بادب، وهي تزيح جانبا حتى يمر.
بعد ان دلف للداخل اغلقت الباب ورائها وذهبت له.
- قائلة باستفهام. نعم يا مستر.
- انا عايزة اتكلم معاكى.
- بخصوص ايه.
- بخصوص حبك ليا.
هبت فيه بانفعال.
- قائلة بعصبية. هو حضرتك ماوعدتنيش ماهتفتحش الموضوع ده.
حاولت بس حابب اتكلم معاكى.
- انا قفلت الصفحة وخلص الكلام.
- لو كنتى قفلتى الصفحة ماكنتيش لسي بتحبينى.

- نسمة بعصبية. مستر لو سمحت.
اردف بهدوء.
- قائلا بطلب. حاضر ماتتعصبيش.
- انا عايزة انام.
- دى انا بتطردينى.
- اليوم كان طويل وصعب.
- هو في حب كدة.
- بقولك لو سمحت.
- جاوبى على سؤالى وانا امشى.
- اللى هو ايه؟
- هو في حب كدة.
- في ولا مافيش حاجة ماتخصنيش.
- رجعتى نسمة الرخمة.
- افضل من اللى بتحب من طرف واحد.
- نسمة انا...
- بقولك لو سمحت. قالتها ببكاء.
- طب ما غير ما تبكى.
- انت اللى بتوصلنى لكدة.
اخذها في حضنه.

ابتعدت عنه بعصبية.
- قائلة بغضب. ابعد عنى انا مش محتاجة شفقة.
- شفقة.
- انا واحدة مخطوبة ازاى تحضنى.
- الله يحرقه خطيبك.
- ماتدعيش على.
- انتى مفروض تفسخى الخطوبة دى.
- ليه اعمل كدة.
- لانك ما بتحبهوش.
- مش مهم.
- طب ايه المهم.
- الاحترام اللى مابينا.
- نسمة انتى بتحبينى ومهتقدريش تكونى لغيرى.
رفعت يدها في وجهها لتريه خاتم الخطبة.
- قائلة بعند. لا هقدر وبدليل دبلته اللى لسي في ايدى.
- ماتعنديش ووقفي الهبل ده.

- انا واحدة هبلة ما تبعد عنى.
- انا ماقصديش بس ازاى هتكونى مع واحد مابتحبهوش.
- انا مش اول واحدة تتجوز كدة.
- وليه تعملى في نفسك كدة.
- اعمل ايه هو انا هتجوز مجرم ولا قتال قتلة دى دكتور محترم.
- هتكون معاى ازاى وانت مابتحبهوش.
- لا ما انا ناوية انساك واحبه هو.
- تنساينى ازاى.
- في طرق كتيرة.
- انا عايز احضنك.
انصدمت من الذي قاله.
- قائلة بذهول. انت بتقول ايه.
- عايز احضنك.
- مستر هو انت شارب حاجة.

- لا بس سبينى احضنك.
- لو سمحت اخرج.
- نسمة سبينى اطبطب عليكى.
- طلبك ده بيحسسنى قد ايه انا رخيصة.
- رخيصة.
- ايوا رخيصة. لو سمحت نفذ رغبتى وانسى اللى قولته.
- هو اللى انتى قولتى ده يدخل العقل ازاى.
- ياريت ماتدخلهوس وتنساى.
- نسمة انا مش عارف انام ضميرى هيموتنى.
- كلم ورود وانت تنسي الحوار كله.
- انتى شايفة كدة.
- ياريت تعمل كدة وتنسى كل حاجة.

- طب تمام عن اذنك. قالها بادب ودلف من امامها، وهي اغلقت الباب ورائه. ووقفت خلف الباب وبكت على حظها التعيس مثلها
(فى اليوم التالى).

ذهبوا ليواصلوا عملهم، كان هو هادىء جدا، بخلاف الامس متقبل اعمال الاخرين بكل سلاسة ويسر، وهذا ساعد الموظفين ان يقدموا افضل ما لديهم، ادرك بان الصوت العالى لا يقدم او ياخر، بل بلادب والاخترام تنفذ كل طلباته بسهولة ويسر، هي كانت تسجل كل الملاحظات التي يقولها، كل دقيقة ينظر لها نظرات غريبة جدا، صعب ان توصفها لانها تجاهلهل، هل ندم عشق عتاب وجع، لكنها تجاهلت كل ذلك، وواصلت عملها بكل جد ونشاط، فهو الباقى لها والذي يصبرها على حبها غلذى مت طرف واحد، كانت طلت اخر عارضة بفستان الزفاف الذي اخذ عقول الكل. واولهم لورين التي كانت تتخيل نفسها فيه، عروسا تزف لحبيبها باللون الابيض، ومن هذا الحبيب الا هو أديم كارم النوار، نسمة نظرت للفستان بحزن شديد، وتمنت ان تكون عروسا في يوم من الايام، ولكنها لم تستطيع ففؤاد تركها واديم يعشق غبرها، لم تحزن لحظة على فؤاد، وتعتبر انه هم وازيل من على قلبها، خاصة انها تحبه وتحترمه مثل اخيها الكبير لا اكثر من ذللك، وتشكر الله انه فسخ الخطبة، لانها لم تتحمل نظراته او غزله لها، فما بالها بلمسه لها جسديا، وهي تهيم عشقا في رجل اخر، على راى اديم هذا يعد جنون وخطيئة كبيرة، افاق من شرودها على صوت تصفيق الجميع على انتهاء البروفة، شاركتهم هي ايضا التصفيق بارتباك وحزن، اقترب منها اديم سالها باستفهام.

- كنتى سرحانة في ايه؟
اردفت ببرود.
- قائلة بكذب. ابدا كنت بفكر في الشغل.
- اه تمام. اى رايك في الفستان؟
- تحفة يا مستر اديم.
- بجد.
- ايوا طبعا.
- عقبال فستان فرحك.
- اكيد ماهيكونش بالجمال ده.
- ليه ما انا اللى هعمله ليكى.
- شكرا على ذوقك بس فؤاد ماهيقدرش على تمنه.
- فؤاد مين؟!
- خطيبي.
- ادبم بغيرة. وايه اللى جابه في الحوار.
- ازاى يا مستر مش هو العريس.
- خلينا نتكلم بصراحة.

- ماعايزش اسمع حاجة. عن اذنك. قالتها وهي تهرب منه.
امسكها من ذراعها بقوة وقربها له.
- قائلا بعصبية. انتى ليه بتهربى.
- فين اللى هربت؟
- ازاى تكونى مع حد وانت بتحبى حد تانى.
- حاجة ماتخصكش.
- نعم.
قالت بعصبية وهي تحاول ان تتخلص من يده.
- ممكن تسيب دراعى.
- ماهسبش غير لم تبطلى هبل.
- انا واحدة هبلة مالكش دعوة بيا.
- نسمة انتى واحدة فاهمة وعارفة ازاى تعمل في نفسك كدة.
- هو انا عملت ايه؟
- جوازك من الكائن ده.

اقتحمت لورين عليهما لحظة الشجار فترك اديم ذراعها.
- قائلة بطلب. دعنى ارتدى هذا الفستان.
- ولماذا؟
- اريد ان التقط صورة معك. حتى اشعر باننى عروسك.
- لقد جننت.
- نعم جننت بعشقك. هل سحرتك لتلك الدرجة.
اردف بضيق من تصرفات لورين.
- قائلا بنفاذ صبر. هل سنواصل نفس الحديث.
ردت عليها نسمة.
- قائلة بهدوء. نعم سحرت له بالجمال الطبيعى.
- هل حقا جميلة مثلما وصفتها نسمة.
- نعم جميلة.
- ولاية درجة يصل جمالها؟

- بانه لا يقاوم وجعلت اديم كارم النوار خاضعا لها.
- لقد اثيرت حفظتى اريد ان اراها.
- اديم باستفهام. واين سترايها.
- معك صورة لها.
- لا.
- هل تمزح؟
- اننى اتحدث بصدق.
اندهشت لورين من الذي سمعته. -
قائلة بعدم تصديق. كيف ذلك حبيبتك ولا تمتلك لها صورة واحدة. فانا امتلك كل صورك منذ ان عشقتك.
- نحن ليس مثلكوا في ذلك الامر.
- يا سيدى لا يوجد فرق بين العربي والاجتبى. فالعشق تقريبا هذا الشىء الذي نتفق فيه.

- لا تكبرى الامر.
- اجيبي عليه يا نسمة.
- بماذا اجيب؟ ؛
- هل انتى ايضا مثله.
- في ماذا.
- انك لاتملكين صورة لخطيبك.
- لا فانا املك له صور في جميع مراحل حياته.
- هذا هو الحب!
- فعلا هو الحب.
- مستر حضرتك بتتريق.
- فكراكى بتحبى خطيبك وبتموتى فى.
- وليه لا؟
- هو انتى بتسعبطى ومين اللى صرحتيله بحبك امبارح.
- امتى ده؟
- نسمة ماتجننيش.
- سلامتك من الجنان.
- بطلى طريقتك ده.
- مالها طريقتى؟
- بتعصبنى.
- خلاص انا اسفة.

- هو انتى موبيلك على صوره؟
- ودى شىء يخصك في ايه؟
- يخصنى. انك بتخبنى.
- انا طلبت من حضرتك تنسى. -
لم انتى تنسي انك تنسينى.
- هو مش حكر واكيد في يوم هنساك.
- مستحيل تعملى كدة.
- انتى عايزانى اكمل في حبك.
- اكيد وبقوة كمات.
- لا تعليق.
- لا عايز اسمع رايك.
- مستر انت انانى وبالقوة كمان.
- ماذا تقولون؟
رد عليها اديم.
- قائلا بكذب. انه شىء خاص بالعمل.
- لماذا لا نشاركها.
- هل تمزحين.

- ولما لا مستر اديم يخبرنى بانه عندما تزوج سيعطينى هذا الفستان هدية.
اتسعت عينيها بسعادة.
- قائلة باستفهام. حقا؟!
- نعم فانا لا اريد ذلك ولكنه مصر ان يرانى بفستانه.
- كم انت رائع يا اديم.
- ارايت الى اى مدى روعته. قالتها نسمة بسخرية.
- حقا انا حبى لك لا ياتى من فراغ.
- عارفة انى عايز اموتك دلوقتى.
- ليه بقي
- ازاى تقولى ليها كدة.
- طب اقولها ايه.
- انت فعلا عايزة تلبسي الفستان ده.
- ايوا.
- خلاص هحقق رغبتك.

- شكرا يا مستر.
- بس مش في فرحك.
- ازاى مش فاهمة.
- تكون عارضة الفتسان في اخر العرض.
- عرض ايه دى مستحيل.
- وليه مستحيل.
- اولا لانى مش عارضة ثانيا انت ليه بتعمل كدة.
- لانى عمرى ماهحضر فرحك.
- ليه بقي؟
- انتى اكيد مجنونة.
- ما انا كمان هحضر فرحك.
- اللى هو ازاى يعنى.
- عادى يا مستر دى انا هكون فرحانة جدا ليك.
- انتى متاكدة انك بتحبنى.
- اى علاقة ده بكلامنا؟
- اصل اللى بيحب حد ماهيطقش يشوفه مع حد تانى.

- لا انا عديت المرحلة دى من زمان.
- عديتها ازاى وانتى بتحبينى على كلامك يعنى.
- ممكن اكون نسيتك وانا مش واخدة بالى.
هب فيها بنفعال.
- قائلا بعصبية. بطلى تلعبى.
تجاهلت عصبيته.
- قائلة ببرود. ايه هتخلينى البس الفستان؟
- انتى ماتعرفيش يعنى ايه حب؟
- فعلا كلامك صح انا مااعرفوش.
- ردودك بقت قاسية.
- فعلا انا اللى قاسية.
- اخرسى
- تمام اى اوامر تانية.
- ازاى بتتكلمى ببرود كدة وانتى واحدة مجروحة من حبك ليا.

- بكيت كتير فقولت كفاية نبكى على الفاضى.
- فعلا فاضى عن اذنك.
- اتفضل.

وهما في السيارة يتحدثون، عرفت منه بان مالك ارسل له رسالة بالامس، اخبره من معها في البحث التجارى، ما كان هو الا وائل نور الدين، سالها آدم عنه بانها هل تعرفه ام لا، وكانت الاجابة بانها تعرفه شكليا ولم تتعامل معه ابدا، هذا اسعد آدم بانه شخص غريبا عنه، لا يعرفه بعيدا عن اصدقائه الفاسدين، عندما وصلوا الى الكلية، كان هو في انتظارها، سلم على آدم ثم عليها وتركها آدم، ليذهب الى احسان...

جلسوا في كافتيريا الكلية على طاولة هما الاثنين امام بعضهم البعض. اردف وائل باستفهام.
- قائلا بهدوء. هااااا يا ورود نبدا منين؟
هزات كتفيها بعدم معرفة.
- قائلة برقة. ما اعرفش.
- ازاى تقولى كدة وانتى من الناس الشاطرة في الكلية.
- علشان كدة قلقانة وخايقة.
- من ايه؟
- انى افشل.
- يا شيخة كفل الشر صلى على النبى.
-...
صمتت ورود لم تجب عليه.
استغرب صمتها.

- قائلا باستفهام. ايه يا بنتى مابتصليش على الحبيب ليه اللى هيشفع لينا يوم القيامة.
- قالت بتلعثم. اص ل انا.
- مالك بتهتهى كدة ليه.
- اصل انا مسيحية.
- نعم.
- انا مسيحية يا وائل.
- لا اله الا الله. ومقولتيش ليه من الاول. قالها بانفعال فيها.
استنكرت ردة فعله العصبية.
- قائلة باستغراب. واقولك ليه اى علاقة ده بالبحث.
- ازاى انا مستحيل اشتغل مع واحدة مسيحية. قالها بحدة وهو يقوم من على مقعده.
انصدمت من كلامه.

- قائلة بعدم تصديق. انت بتقول ايه يا وائل؟!
- اللى سمعتى عن اذنك. قالها بكره وانصرف من امامها.

فى تلك اللحظة كان ادم واحسان خارجين من كلية الطب، بعد ان كانوا في مكتبتها ويبحثون في بعض الكتب، لعلهم يجدوا شيئا يفيدهم في البحث، ولكنهم لم يجدوا فخرجوا منها يمشون في الطريق، والشمس ساقطة فوق رؤوسهم، فادرف آدم باستغراب. - قائلا باستفهام. اي علاقة البحث التجارى بكلية الطب. اجابت احسان عليه.
- قائلة بتوضيح. لازم ندخل كل الكليات.
- آدم بسخرية. ليه ان شاء الله.
- علشان نكون افضل واحسن بحث.

- كلامك كويس بس كلية طب ايه علاقتها بالتجارة.
- ممكن يكون فيها معلومات تفيدنا في البحث.
- يا سلام.
- ايه مش عجبك.
- لا لازم يعجبنى.
- ليه حاسك انك بتتريق.
- انا مستحيل اعمل كدة. لانى من حظى الحلو انك معايا.
- وليه بقي حظك حلو.
- يا بنتى انتى الاولى على الجمهورية فالبحث هيكون الاول.
- انسان استغلالى.
- وليه لا احنا صحاب برضو.
- انت ماعندكش اى اقتراحات.
- انا ابيض يا ورود.
- طب يلا نروح هندسة.

- انا خلاص فصلت شحن.
- ادم بطل كسل احنا لسي ورانا الكليات دى كلها. قالتها وهي تشير على جميع الكليات.
- يا نهار اسود ماندخل كليتنا ندور فيها.
- دى اكيد بس هتكون اخر مرحلة.
- طب ما تخليها اول مرحلة.
تعصبت مت طريقته المحبطة.
- قائلة بتافف. اوف.
- ماتتعصبيش على انا جعان وعايز اكل.
- بعد ما نخلص في هندسة. هناكل.
- احسان انا خلاص ماعنتش اقدر خلينا ناكل الاول وبعد كدة نشوف هنتزفت فين.

- ادم ماتبوظش الخطة اللى دماغى.
- هتبوظ لانى ماعنتش قادر.
- آدم استحمل شوية.
- هو حد مسلطك على.
- آدم احنا مش فاضين لتفاهات.
- بقولك جعان وفصلت شحن.
- انت بتتكلم جد.
- لا بهزر.
انت شايف ايه.
- ماعنتش شايف حاجة ويلا علشان ناكل.
- اوكى هناكل فين.
- اى مكان تختارى.
- خلينا نروح ناكل في الكلية. علشان نشوف ورود عملت ايه.
- تصدقي كلامك صح.
- انا دايما كلامى صح.
- طب يلا يا واثق.

هزات راسها ايجابا وسارت معه الى كلية ادارة اعمال.

كانت جالسة بمفردها في كافيتريا حزينة ومكتئبة، جرحها وائل بطريقة قاسية، عندما اخطا في دينها، فهى لم تفعل مثله، ليس خوفا بل احتراما لجميع الاديان، هذا ما تعلمته في الكنيسة، ولا تستطيع ان تنسي تعاليم الرب، لكن ماذا تفعل في تلك العقول الفاسدة، التي دائما تبحث عن العنصرية والتمنر، راى سراج ورود جالسة على تلك الهيئة اقترب منها فسالها.
- قائلا باستفهام. مالك يا ورود.
- هااااااا.

- لا انتى مش موجودة. قالها وهو يجلس قبالتها على الطاولة.
- انت كنت بتقول حاجة يا سراج.
- بقولك مالك زعلانة كدة ليه.
- مافيش. عملت ايه في البحث؟
- ماتجبيلش لي سيرته.
- ليه ايه اللى حصل.
- جيه معايا اوحش واحدة في الكلية.
- حرام عليك يا سراج متقولش كدة.
- اسكتى يا ورود انت ماشفتهاش.
- ايا كان بس ماينفعش كدة.
- ليه مايكونش اسمى مشباه لاسمك.
- نصيب بقي.
- يا بخت اللى معاكى.
اردفت بحزن.
- قائلة بوجع. فعلا يا بخته.

- هو طلع مين.
- وائل.
- وائل البومة التخينة.
ضحكت على كلامه.
- قالت بضحك. انت ما بتعرفش تبطل تريقة.
- مع الاسف لا.
- بس كدو حرام.
اعجب برقتها الشديد.
- قائلا بتغزل. ورود انتى جميلة.
خجلت من كلامه وغزله الصريح بها.
- قائلة برقة. سراج.
- دى حقيقة انتى جميلة اوى يا ورود.
- تصدقوا ناقصكوا شجرة واتنين ليمون. قالتها ماييفا التي كانت تنظر لورود بحقد وكره.
انصدم سراج من وجودها.
- قائلا باستغراب. ماييفا.

قالت بسخرية وهي تجلس بينهما على الطاولة في احد المقاعد
- انا اسفة بجد يا جماعة قطعت عليكوا اللحظة السعيدة دى.
انصدمت ورود من الذي تقوله.
- قائلة باستفهام. انتى بتقولى ايه يا ماييفا.
- بعتذر على قطع اللحظة يا ورود.
هب فيها سراج بانفعال.
- قائلا بعصبية. ايه اللى بتقولى ده؟!
- مش هي دى الحقيقة. حبك لورود واعجابك الشديد ليها.
- عن اذنكوا. قالتها ورود بادب وهي تقوم من على مقعدها.
رمقتها نظرة تحذيرية.

- قائلة بتهديد. لو مقعدتيش مكانك. هعرفك مين هي ماييفا.
- انتى مالك بيها.
- اصلها احسن منى فبغار منها.
- مالك يا ماييفا بتتكلمى كدة ايه.
رن هاتف ورود. فامسكته و وردت عليه.
- قائلة بادب. نعم يا آدم.
- انتى فين يا ورود.
- انا فى...
اختطفت منها ماييفا الهاتف.
- قائلة بدلع. نعم يا حبيبي.
انصدم من صوت تلك العقربة.
- قائلا بذهول. ماييفا؟!
- ايوا انا يا روحى.
تعصب عليها.
- قائلا بقلق. ورود فين؟
- ماتقلقش عليها كدة.

- انتوا فين؟
- قاعدين في الكافتبريا مع س...
- طب انا جاى. قالها واغلق الهاتف في وجهها.
حرق دمها بغلقه الهاتف في وجهها ولكنه وصلت حديثها معه بالكذب.
- قائلة بدلع. طب يا روحى مستنباك.
-...
- وانت كمان واحشتينى.
-...
- آدم كفاية بقي. سلام. قالتها وهي تدعى اغلاق الهاتف. وبعد ذلك اعطته لها بحقد.
راى سراج آدم وهو ياتى على عجالة من امره، وعينيه كلها شر.
- آدم جه.

التفت له ماييفا وقامت من على مقعدها سريعا وذهبت له وارتمت في حضنه.
- قائلة بدلع. حبيبي.
بعدها عنه بكره.
- قائلا بغضب. عملتى ايه فيها؟
- عارفة يا ماييفا لو عملتى ليها حاجة نفس العلكة هتاخديها وهنا دلوقتى.
- اهدى على نفسك يا احسان.
- لم انتى تهدى وتبعدى عن ورود.
- ماتخفيش عليها دى قاعدة مع سراج.
- آدم بغيرة. بتعمل ايه معاى.

للاحظت تلك الغيرة الواضحة عليه فارادت ان تشعلها اكثر. - قائلة بهدوء. بيعبرلها عن حبه.
- نعم؟ قالها بعصبية ومشى وذهب لها.
وعندما وصل لعندها.
- قائلا باستفهام. ايه اللى بيحصل هنا.
- مافيش حاجة يا ادم قاعدين انا ورود بنتكلم.
- بتتكلموا في ايه؟
- بيقولها قد ايه انتى جميلة.
هب فيها بعصبية.
- قائلا بامر. اخرسي يا ماييفا.
- اوكى.
اردفت ورود بخوف مت نظرات عينيه.
- قائلة بتوضيح. انا كنت متضايقة فجيه سراج.

- يطيب خاطرك.
- اه هو دى اللى حصل.
- بمناسبة ايه تقعد معاها.
استنكر سراج طريقة آدم المتعصبة.
- قائلا باستفهام. في ايه يا ادم صحاب مع بعض؟
- وجميلة برضو فيها صحاب.
- دى حاجة خاصة ما بينى وبينها.
- نعم يا روح امك خاصة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة