قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السادس عشر

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السادس عشر

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السادس عشر

مع اشراقة الصباح ويوم جديد، ونسمات خجولة تبعث الامل والدفء في اركان المكان، فتحت عينيها وجدته جالس على مقعد ونائم على سريرها ويمسك يدها بقوة، تركت نفسها تنظر له، وتملا قلبها برؤيته، فهى مشتاقة الى النظر والتمعن في ملامحه عن قرب، فمن سنتين ابتعد عنها، واصبحت تشاهده من بعيد لبعيد، وصور لملامحه على الهاتف، تعاتب نفسها كثيرا، عن انها فعلت ذلك الامر وخبات عنه، لم تترك ملمح بوجهه غير انها فصلته تفصيلا، وعبات قلبها من وجهه الجميل...

افاق من نومه، وجدها تتمعن فيه بحب، خجلت كثيرا من نفسها، وابعدت انظارها عنه، سائلة اياه.
- قائلة بهدوء مصطنع. هو انت كنت هنا طول الليل؟
اعتدل في مقعده.
- قائلا بايجاب. ويده لم تترج يدها. اه.
- قالت بقلق، وهي تنظر له. طب ليه والبنات.
- البنات ماتخفيش اوى عليهم كدة مع الدادة.
- طب ليه كدة؟
قال بهمس، وهو يرمقها نظرة عشق.
- لسي بتسالى. تارا انتى كل حاجة بالنسبة ليا.
-...
لم تجبه.

انتزعت يدها من يده بخجل، حزن بشدة ولكنه حاول قدر المستطاع ان لا يظهر ذلك، قام من على مقعده.
- قائلا باستفهام، وهو يضع وسادة خلف ظهرها. تارا عايزة حاجة.
- لو سمحت يا زين كلم الدكتور.
اردف بخوف عليها.
- قائلا بقلق. ليه فيكى حاجة.
- مافيش بس علشان يكتب ليا على خروج.
كاد ان يرد سمع طرقا على الباب، اذن للداخل، فكان الطبيب المعالج لها، اردف بابتسامته المتواضعة.

- قائلا بعملية. وهو يقف امام سريرها. مدام تارا حضرتك عاملة ايه؟
- انا كويسة يا دكتور.
- طب كويس.
- هي هتخرج امتى؟
- النهاردة لو حبت.
قالت بسعادة، وهي تتحمس بشدة فحوائط المستشفى تقبض على انفاسها.
- قائلة بسعادة. حابة اوى.
- اوام زهقت مننا.
- ما لازم تزهق هي كدة قاعدة في دريم بارك.
- كلامك صح فعلا. عامة تقدرى تخرجى النهاردة.
- شكرا يا دكتور.
قال بتواضع، وهو يرمقها نظرة امتنان.

- قائلا بتواضع. العفو يا مدام تارا. ثم تابع وهو ينصرف من امامها. ربنا يتمم شفائك على خير. عن اذنكوا.
- قال بطلب، وهو يلتفت لها بعد ذهاب الطبيب بهدوء. يلا قومى ؛ علشان نروح البيت.
- بيت ايه اللى نروحه؟ ؛
- بيتنا.
- شكلك بتنسى كتير. انا قولتلك انا مش راجعة البيت ده.
- لا انا ما بنساش. بس الواحدة مالهاش الا بيتها وجوزها.
رفعت الغطاء من عليها، وقامت من على فراشها...

- قائلة باستفهام مقهور. وهي تقف امامه بقوة. وكان فين الكلام ده من سنتين؟
- كان موجود بس انتى اللى خباتى ودارتى.
- لا كنت اجى اقولك.
- دى المفروض يا مدام.
- المفروض عليك انت. انك كنت لازم تصدقنى ؛ لانك ببساطة مفروض عارفنى كويس. لكن حضرتك حكمت على حكم مسبق بدون معرفة التفاصيل.
- التفاصيل اللى بتقولى عليها دى. كانت مجهولة ليا. مستنية منى ايه؟ واحد راح لاقى مراته في شقة مع واحد غريب.
انوجعت من كلامه.

- قائلة بحزن. وهي ترد له الضربة بقوة. فعلا هستنى منك ايه! على اساس انك لاقتنى معاى في السرير.
- انت بتقولى ايه؟
- وجعتك الكلمة. لكن مانوجعتش لم قولت ليا هستنى ايه.
- حطى نفسك مكانى.
- حطيت كتير ومالقتش مبرر لافعالك.
- اسالى اى راجل برا هيكون رد فعله على الموقف اللى شفته.
- انا ما بسالش حد. انا بسال الانسان اللى حبيته من كل قلبى.

- وانا مش بحبك انا بعشق التراب اللى بتمشى على. علشان كدة بقولك ادينا فرصة خلينا نصلح الغلط اللى احنا عملنا.
- الفرصة دى ماهتنفعش وانا قدامك وشايفك.
- ليه يا تارا عايزة تبعدى في اكتر وقت انا محتاجك فى.
- وانا كنت محتاجاك في يوم من الايام بس ملاقتش غير الوجع والاهانة.
- كان غصب عنى انا راجل. بصرف النظر عن اى كلام تانى.
- وانا واحدة ست كنت بنام كل يوم مقهورة وانت مع واحدة تانية.
- انا عمرى ماخنتك.

- ايه بتقول ايه؟
- انا عمرى ما خنتك.
- امال ايه الكلام اللى كنت بسمعه ده.
- كله كان اشاعات منى كنت عايز اقنعك انى بخونك.
- قالت بقهر. وهي تصرخ في وجهه. وليه؟
- علشان تحسى بيا ولو مرة واحدة.
- احس بيك.
- كنت عايز ادوقك من نفس الكاس حتى لو كان كدب.
- للدرجة دى كنت انانى وظالم معايا.
- ماتجبيش سيرة الانانية والظلم ؛ لانك اكتر واحدة تعرفيهم.
- انا يا زين.

- ايوا يا تارا انتى. متقوليش كان غصب عنى وهتقول لبابا والكلام دى كله.
- لا مهقولش كدة. الظروف حطتنى في موقف. كان بينك وبين بابا.
- واختارتى بابكى.
- كان لازم اختاره. لان ده اللى ربي واللى شال وماكنش لى مقابل.
- وانا مش زعلان منك لانك اختارتى كدة. بس بقولك كفاية بعد وارجعى لحضنى تانى.
- مينفعش ارجع.
- وايه المانع.
- لانى مريضة ولازم اتعالج من كل حاجة مريت بيها.

قال كريم بابتسامة. عندما دلف الغرفة واغلق الباب ورائه
- تارا حبيبة بابى عاملة ايه النهاردة؟
- قالت له بايجاب، وهي تنظر له بابتسامة. انا كويسة يا بابا.
راى دموع على وجنتيها اترعب عليها.
- قائلا بقلق. وهو يقف امامها متجاهلا زوجها بتاتا. في حاجة يا تارا؟
- مافيش يا بابى انا كويسة.
- قائلا بدفء ابوى. وهو يحاوطها بذراعه بحنية. امال ايه الدموع دى؟
- دى دموع فرحتى بخروجى من المستشفى.

تجاهل كذبها الواضح له. فهى ابنته ويعرف متى تصدق ومتى تكذب. والتفت الى زين.
- قائلا بحدة، وهو يوجه اصابع الاتهام اليه. انت عملت فيها ايه؟
قال زين باستفزاز، وهو يعاند معه.
- ما هردش.
- ما اعرفش عاميلك السودة واصلة معاها لفين.
قال بانفعال، وهو يهب فيه بنفاذ صبر.
- ارحمنى بكلامك انا قربت اجيب اخرى.
- نعم يا...
- بابى انا هروح لصافى.
قال بحنية، وهو يلتفت لها.
- حاضر يا حبيبتى.
ثم وجهت حديثها الى زوجها الغاضب.

- قائلة بنداء. زين.
- رد عليها بحنية. نعم يا تارا.
- ممكن تساعدنى في تغيير هدومى.
انصدم كريم من جراءة ابنته. كيف تستطيع ان تقول كلامها الوقح بمنتهى السلاسة. لكن زين سعد بشدة من طلبها. وهزا راسه ايجابا. واخذها معه الى المرحاض. وتركوا ذلك المصدوم الذي يضرب كف على كف. فابنته قد جنت...

بعد عدة ساعات، فتحت الخادمة الباب، رات امامها كريم وابنته وزوجها، رحبت بهما ترحاب حار، وخاصة تارا، دلفوا للداخل، اخذ منهم البواب حقيبة ملابس تارا ودلف بها الى غرفتها...
كانت في تلك اللحظة تدلف صافى الدرج، عندما رات تارا، نزلت سريعا، حتى وصلت امامها، والسعادة تملا قلبها، بادلتها تارا السعادة.
- قائلة بحب. انا هعيش معاكى يا صافى.
- قالت بسعادة، وهي تاخذها في حضنها بحنان. تنورى يا عيونى.

- خلى بالك منها.
- قالت بطيبة. وهي تخرج من حضنها ة. انت هتوصينى على بنتى يا زين.
تدخل ذلك المتطفل.
- قائلا بعند. اه بنتها.
رمقته صافى نظرة كره. ثم وجهت نظرها الى تارا.
- قائلة بطلب. اطلعى فوق يا روحى ريحى جسمك من تعب المستشفى.
هزات راسها ايجابا، وسندها زوجها، وذهبوا الى غرفتها المعتادة.
- قالت بقسوة، وهي تنظر الى كريم بكره. ماتجيش هنا تانى. البيت ده تنسي خالص.

- قال بانفعال. وهو مصدوم من كلامها ولهجتها الحادة. انسى ايه؟ ده بيت اخويا.
- اخوك اللى عايز تتجوز مراته.
قال بعصبية، وهو يهب فيها بصراخ عنيف.
- صافى فوقى انتى ارملته.
- وطى صوتك. افرض حد سمعك.
- ما يسمعونا انا استحملت هريك كتير.
- امشي من هنا يا كريم.
- ما همشيش، وهاجى وقت ما احب.
- اطلع برا بيتى وانسانى.
- مستحيل انا انسى كل حاجة. الا انتى.
قالت بهمس، وهي تلتفت هنا وهناك بخوف.
- بطل جنون هتعمل ليا مشاكل.

- بطلى انتى تهربى من الواقع.
- كريم احنا مش لبعض.
- زمان كنا كدة بس الاوضاع كلها اتغيرت.
- مافيش حاجة اتغيرت كل الحكاية كارم مات.
- الحاجز مابقاش موجود.
- موجود بادم.
- انا بحبك.
- انت ليه بوستنى؟
- عملت حاجة كان المفروص اعملها اول ما قلبى دق ليكى.
قالت برجاء، وهي تهتز من كلامه.
- لو سمحت.
- لو سمحتى انتى خلينا نكون مع بعض.
- دى مستحيل.
- بطلى عند العمر بيجرى.
قالت بغضب، وهي تمسكه من يده وتخرجه.

- اخرج برا بيتى يا كريم ومتعملش ليا مشاكل.
فتحت باب البوابة، واخرجته، وكادت ان تغلق الباب في وجهه.
لكن هو كان اذكى منها، جذبها للخارج معه، واخذها بين احضانه. ارتبكت من فعلته وارتجفت وحاولت ان تتخلص منه.
- قائلا بعصبية. تصدقى انى غلطان.
قالت وهي بين احضانه.
- ايوا غلطان.
قال بهمس، وهو يرمقها نظرة كلها اشتياق.
- انا المفروض ماكنتش ابوسك. انا كنت اغتصبتك. وبالطريقة دى غصب عنك كنتى هتوافق.
انصدمت من جراءته.

- قائلة بعصبية. وهي تحاول ان تتخلص منه. انت قليل الادب و بقيت مجنون.
- وانتى مع الزمن العند بيكبر جواكى.
- انت ازاى تقول ليا كدة.
- هو انا كلمت حد غريب. صافى انتى ملكى.
- قالت برفض، وهو تنظر له. انا مش ملك حد.
قال بتاكيد، وهو يصر على كلامه.
- قائلا بتاكيد. لا انتى ملكى.
- قائلة بهمس، وهي تضربه على كتفه. كريم بطل فضايح وسبنى.
- قال بوقاحة، وهو يحضنها اكثر. حضنك جميل اوى يا صافى.
- كفاية لحد يشوفنى.

- مش مهم.
- طب ايه المهم؟
- انك في حضنى، وانك بتترعشى بين ايدى.
- بطل عند وسبنى.
- في حد عاقل. تكون الجنة بين ايده ويسيبها.
- ماينفعش اكون في حضنك بالشكل ده. انت بتضغط عليا.
- واحشانى اعمل ايه؟
- لو ادم شافك هتحصل مصيبة.
- وافقى نتجوز وكل مشاكلنا تتحل.
- قصدك تتبدى.
- استسلمى يا صافى بين ايديا.
- قالت بهمس، وهي تستسلم له. من فضلك يا كريم سبنى.
- استسلمى وبطلى كفاية.
- كدة غلط.

ذهبت الى ابنتها لتطمان عليها في المستشفى، ولكنها لم تجدها اخبرها الطبيب المعالج انها خرجت اليوم مع اباها وزوجها، ايقنت انها ذهبت الى العقربة، فذهبت اليها...

وبعد ساعة وصلت، دلفت من السيارة، رات صافى وكريم في احضان بعضهما البعض في وضع حميمى، وكريم زوجها المحترم يضع قبلات متفرقة على وجهها، والمحترمة مستسلمة له نهائيا، الغل ملاء قلبها، خاصة ان زوجها يقبلها ويتحدث معها بنعومة على غير المعتاد منه، ذهبت لهما، وهي تقسم في داخلها انها ستدفعهم الثمن غالى...
افاقت على نفسها، فبعدته عنها نهائيا.
- قائلة بحنق. وهي تتخلص من ذراعه. كريم انا بكرهك.

صفقت بيدها عندما وصلت عندهما.
- قائلة بسخرية. وهي تقف بينهما. برافو روميو وجوليت يا ترى واقفين بتبوسوا بعض ليه؟
ارتعبت صافى بشدة، عندما رات شاهيناز امامها. ام هو اغمض عينيه بضيق، سائلا نفسه. ايه اللى جابها، انا كنت اخيرا ساقنع تلك العنيدة بحبها لى.
- ايه يا كريم؟
قال بضيق، وهو ينظر لها بكره.
- قائلا بضيق. ايه اللى جابك.
قالت بغل، فهى لم تهتم بطريقته.

- والله كنت رايحة اطمن على تارا في المستشفى ملاقتهاش. فقولت اكيد عند حبيبة قلبى صافى.
اجابتها صافى بتلعثم.
- قائلة بارتباك. ا ه هي هنا اتفضلى ليها جوا.
- انا حابة اسمعكوا كنتوا بتقولوا ايه. قصدى بتبوسوا بعض ليه؟
قالت صافى بثبات مصطنع، وهي تبتلع ريقها بصعوبة اثر حديثها.
- مافيش حاجة من اللى انتى بتقوليها دى حصلت.
- ازاى يا حبيبتى وانتى وشك احمر كدة.
- قالت بارتباك، وهي تضع يدها على وجهها. وشى؟ ماله وشى.

- احمر من القبلات الحارة بتاعت كريم.
- احترمى نفسك يا شاهيناز.
- اوضة النوم فوق يا كريم.
- حاسبى على كلامك.
- كبرت وخرفت بتبوسها قدام بوابة البيت.
- بحبها وواحشانى.
- ما انا بقولك اوضة النوم كانت جوا.
- انتى فاهمة غلط يا شاهيناز.
- هو انتى لسى بتتصنعى الكدب.
- ابعدى عنها وكلمينى انا.
قالت باستهزاء، وهي تعقد ذراعها امام صدرها.
- ازاى يا كريم دى حبيبة قلبك.
كريم بحدة.
- قائلا بانفعال. شاهيناز احترمى نفسك.

- قولى بتتكلموا في ايه. والحديث اتعمق لدرجة انك بوستها.
- ايه الكلام المتخلف اللى بتقولى ده شكلك كبرتى وخرفتى.
- انا اللى كبرت وخرفت، امال كنت في حضنها بتعمل ايه.
قالت صافى بخوف شديد من ابنها ادم. ان يخرج على صوتها العالى وتحدث كارثة.
- لو سمحتى يا شاهيناز ماحصلش حاجة من الكلام ده
قال بقسوة، وهي يتحدث مع صافى.
- انتى مالك بتكلميها كدة ليه. ما تولع.
قالت صافى برجاء، وهي تهمس خوفا من ابنها.

- اسكت يا كريم ادم هنا.
- مادام ادم هنا لازم يعرف.
قال كريم بحدة، وهو ينظر لها بكره.
- يعرف ايه يا شاهيناز.
- بعلاقتك انت والهانم.
تحدث معها بمنتهى البرود، لكن بين العبارات قوة وشراسة.
- عارفة يا شاهيناز لو قولتى حاجة لابن اخويا انا هعمل ايه.
- ولا تقدر تعمل حاجة.
قال بهدوء سرش، وهو يضحك على ثقتها بنفسها.
- قلبك طيب.
- كريم انا مابتهددش.
- وانا مابهددش انا بنفذ.

استغلت صافى خلافتهما سويا وتركتهم، ودلفت للداخل سريعا واغلقت الباب في وجههم. اندهش كريم من فعلتها. اما شاهيناز.
- قالت بسخرية. شايف حبيبة القلب.
ضحك على فعلتها في داخله، هذه هي صافى ولم تتغير ودائما الهروب هو طريقها للفرار من مشاكلها...
امسكها من يدها بعنف، وجرها ورائه ولم يهتم بندائها.

(بعد ان اطمان على زوجته، كان في البهو يسال الخادم عن صافى، اخبرته انها في الحديقة الخلفية، هزا راسه بامتنان، وذهب لها رائها تسير هنا وهناك والخوف والعصبية بادية عليها بشدة، قلق من منظرها. فسالها باهتمام.
- قائلا بهدوء. مالك يا صافى؟
انتبهت لوجود زين.
- قائلة بهدوء مصطنع. وهي تلتفت له. مافيش يا روحى.
قال بتعجب، وهو يستغرب من انكارها.
- ازاى مافيش انتى مش شايفة نفسك.
- ماتشغلش نفسك بيا هي تارا عاملة ايه.

- كويسة بس انتى مالك.
- مافيش يا زين شوية ارهاق مش اكتر.
- شكلك مش حابة تتكلمى. عامة لو حبتى انا موجود.
- هتكلم عن ايه اصلا مافيش حاجة.
- ماتخفيش مهقولش لحد.
قالت باستفهام، وهي تضحك على رده.
- انت رايح فين؟
- رايح اشوف الشغل. اصل من يوم تعب تارا وانا مابقربش ناحيته.
- اخيرا هتريح اديم.
قال بادب، وهو ينصرف من امامها.
- اه. سلام بقي علشان ما تاخرش.
- سلام يا حبيبي.

بعد ان انتهى من كل اعماله، خلع جاكت بدلته، والبسه لمقعده، ثم جلس عليه وارخى ظهره للخلف يفكر فيها، يتذكر ابتسامتها هدوئها ورقتها واسلوبها الراقي في الكلام، فتلك الفتاة غريبة عن مختلف الاشكال، تجبرك ان تنجذب لها شئت ام ابيت، فلديها سحر غير طبيعي، وكلمات تسرقك من لحظات العمر، تتميز برونق غير مالوف تختلف عن باقي النساء الذين قابلهم في حياته، مميزة و فريدة ونادرة، منذ اخر لحظة كان فيها في الملجا لم تنفك لحظة عن عينيه، كل يوم يمر عليه فهو يشتاق اليها اكثر، عندما تاتي صورتها في مخيلته الابتسامه ترتسم على وجهه بسعادة، ويشعر بدق في قلبه اول مرة يراوده، دلف اليه زين، بعد طرق عنيف على باب مكتبه، ولكن لا حياة لم تنادى، فقرر ان يدخل له ويقطع الخلوة عليه، راي ابتسامه غير طبيعيه على وجهه، رفع حاجبيه باستغراب، سائلا نفسه. ما سر الابتسامه المرسومة على وجهه.

لم يشعر به، فهو كان في عالم اخر مع تلك الورود التي سرقت لب قلبه، ظل زين ينادي عليه، ولكن لا مجيب، من كثرة هيامه، جلس زين على مقعد مكتبه، ولم يلاحظ ايضا، حتى صرخ فيه بصوت عالي.
- قائلا بنداء. يا عم اديم انت فين؟
قال باستغراب، وهو يفيق من شروده، على صوت صديقه
- هو انت جيت امتى؟
- لا لسه ما جيتش.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة