قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السابع

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السابع

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السابع

خرج من حضنه
- قائلا. انا من غير فضايح يجرى ليا حاجة.
- دى انا اللى هيجرى ليا. يا ابنى يا حبيب برستيجنا ومكانتنا ووضعنا قدام الناس.
دلفت صافى الى غرفته تصرخ في وجهه.
- قائلة بعصبية. هتموتنى يا ادم.
التفت اليها.
- قائلا بهزاره المعتاد وسخريته من الفضائح التي يفتعلها. كفل الله الشر عليكى يا موزة.
- قال اديم بتمنى. اهدى يا صافى اكيد اخر مرة يعمل كدة.
تحدثت بعصبية.

- قائلة بغضب. كل مرة بتقول كدة وكل مرة بيكون اوسخ من الاول.
- اعمل ايه في ابنك؟ ما هو اللى مش راضى يبطل.
- شد عليه امنع عنه الفلوس. فضحنا في كل مكان. كل ما اروح مكان الناس تقول ابنك ابنك ابنك ابنك ابنك. خلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااص تعبت.
- هم يعنى اللى مقراين.
قالت لاديم بعتاب، وهي تشير على ابنها.
- شوفت بجحته وقلة ادبه.
- اهدى يا ادم.

- دى اللى ربنا قدرك على يا اديم بدل ما تضربه قلمين.
- اضرب مين يا صافى؟
- اضرب ادم هو مش اخوك.
انصدم ادم من كلام امه.
- قائلا بوقاحة. يا نهارك اسود يا صافى انت باعينى للدرجة دى.
صرخت في وجهه.
- قائلة بعصبية. اسكت يا حيوان ماعيزاش اسمع صوتك.
تدخلت نسمة بهدوئها. فهى كانت تقف بجوارها صافى.
- قائلة بطلب. اهدى يا مدام صافى.
- كلكوا بتقولوا ليا اهدى اهدى اهدى. شايفينى بشد في شعرى.
ادم بسخرية.

- ياريتك ما اتكلمتى يا اسطى نسمة.
تعصب اديم منه
- قائلا بتحذير. ادم احترم نفسك بدل ما اضربك.
غمز ادم لها.
- قائلا بوقاحة. ليه هو انا جيت على الجرح؟
- قال اديم بامر، وهو يرمقه نظرة تحذيرية. بطل هزار لاتشوف وش ماهيعجبكش.
- اهو دى اللى بتدافع عنه. سفالة وقلة ادب.
- انا مابدافعش عنه. بس ما ينفعش اضربه.
قالت بغضب، وهي تضربه على كتفه بقوة.
- طب وسع اضربه انا.
قال بصدمة، وهو يفر وراء ظهر اخيه.

- دى ضربتنى بجد وايدها تقيلة.
- قالت بصراخ، وهي تحاول ان تضربه مرة اخرى، لكن اديم يقف بينهما يمنع ضربه. وسع خلينى اموته.
- قال باستفهام، وهو ينظر من خلف ظهر اخيه. ويهون عليكى يا صافى.
- يهون جدا كفاية اللى انت عامله فيا.
- قال بطلب، وهو مازال مختبا وراء اخيه. اوعى توسع يا اديم هنخسر بعض.
- صافى انتى عايزة تعملى ايه؟ هتضربي واحد في سنه ده.
- ما انا لو كنت ضربته وهو صغير ماكنش عمل كدة.

- لو كنتى؟! لكن حضرتك دلعتى. ماتيجيش بعد كدة تتطالبى بتربيته.
- هو انا لوحدى اللى دلعته ما كلكوا دلعتوه. وبعدين انت بتتكلم ببرود كدة ليه؟
- عايزانى اعمل ايه يعنى؟
- يكون ليك موقف انت اخوه الكبير.
- ادم حاله ما هيتعدلش غير لم يحب.
ضحكت صافى بسخرية.
- قائلة بتريقة. كنت انت عملتها وحبيت.
تضايق من سخريتها.
- قائلا بتوضيح. لسي مالقتش البنت المناسبة اللى تخطف قلبي.
عقدت ذراعها امام صدرها.

- قائلة باستفهام. وقلبك ده هيتخطف امتى في الاربعينات مثلا.
- صافى يا دى ام الاسطوانة اللى بتفتحيها كل مرة.
- مش عارفة امتى هتتجوز وافرح بيك.
- دى حاجات في علم الغيب.
قالت برجاء، وهو تنظر الى نسمة، التي تركت المكان فور حديثها عن الحب، فهى تعلم انه مستحيل يدق قلبه لها، والذي تعيشه معه اوهام في اوهام، لا اكثر من ذلك...
- فتح عيونك كويس وانت تلاقى الحب قدامك.
- انا هروح الشركة. وانتوا الاتنين مع نفسكوا.

- اول ما اجيب سيرة الجواز تقولى شغل وشركة.
- صافى اطلعى من دماغى هي مش طالبكى النهاردة.
- المصيبة انى طالعة من دماغكوا انتو الاتنين.
قال بنصح لها، وهو ينصرف من امامهما.
- يكون احسن. بس خليكى مع ادم.
زم ادم فمه لامام بتصنع الحزن.
- قائلا بكذب. مامى ان...
رفعت اصبعها في وجهه
- قائلة بتحذير. ما تكملش يا ادم.
- طب اسمعينى.
- اسمع كل يوم مع واحدة.
- يا امى الامل مفقود منى.

رمقته نظرة غاضبة وتركته ودلفت خارج الغرفة...
اما هو ارتمى على سريره ببرود، يبعث بشعره الكثيف، غير مهتم بتاتا بما فعله، فهو يعشق العلاقات والعبث، يحب ان يعيش حياة بدون حساباات او قيود فارغة.

فتحت عينيها شعرت برائحته حولها، كان في ثقل على بطنها، رات زين حاضن خصرها بقوة، ارتعش جسدها بقوة الذي اشتاق له، سائلة نفسها بخوف. ما الذي اتى به الى هنا، عندما امعنت النظر اكثر، ايقنت انها بغرفته وليس هو، وضعت يدها على فمها
- قائلة في نفسها. لو شفنى في سريره، اكيد هيزعقلى، ومش بعيد يقتلنى.

رفعت ذراعه من عليها بهدوء، بدا يتملل في مكانه نتيجة حركتها، توقفت عن تحريكه، عندما شعرت بانه استيقظ، شم رائحة جسدها، فتح عينيه، رفع جسده من عليها، رائها مرعوبة وخائفة من ردة فعله، لام نفسه على ما تعانى منه، ابتلعت ريقها بصعوبة
- قائلة بقسم، وهي تعتدل في الفراش. والله انا ماجيت انام في سريرك.
وهو يعدل من نفسه
- قائلا بضيق، وهو يقوم من على السرير. عارف.
رفعت الغطاء من عليها بخجل، وقامت من على السرير.

قائلة بخوف، وهي تفتح باب الغرفة ؛ لتذهب هروبا من كلماته المهينة التي يلقنها لها يوميا.
- طب عن اذنك.
- انتى مش عارفة حصل ايه امبارح.
طعنها بكلماته في ظهرها الذي تعطيه له، ضربت راسها بباب الغرفة. عندما تذكرت ما فعلته بالامس، انهيارها وبكائها وصراخها. والذي زاد الطين بلة محاولة انتحارها.
-...
- ساكتة ليه؟
لا يوجد مفر فهو مصر على الاهانة اليوم. التفت له بتوتر
- قائلة بارتباك. اه فاكرة انا اسفة.

وضع يده في جيب بنطاله.
- قائلا بثبات مصطنع. ليه فكرتى تعملى كدة؟
فركت في يدها بتوتر.
- قائلة بتبرير. لحظة ضعف ماهتتكررش.
رمقها نظرة حزن
- قائلا باسي. ياريتها تكون لحظة.
رفعت وجهها له.
- قائلة باستفهام. انت قصدك ايه؟
- الدكتور كان امبارح هنا.
- كان جاى لى.
هزا راسه ايجابا.
- وقال ايه؟
اخرج تنهيدة حزن من صدره.
- قائلا بصعوبة. انك محتاجة تروحى مصحة نفسية.
اتسعت عينيها بصدمة.
- قائلة بعدم تصديق. ايه؟! بتقول ايه؟!

- طلب منا تروحى مصحة نفسية.
قالت بعدم استيعاب ممزوج بحزن.
- طب ليه؟ وعلشان ايه؟
- لانك تعبانة.
- انت بتكرهنى للدرجة.
- مش معنى بتقولى كدة؟
صرخت فيه بانفعال.
- قائلة بعصبية. بتدعى انى مريضة علشان تودينى مصحة نفسية.
بادلها العصبية
- قائلا بعدم تصديق. انت بتجيبي الكلام ده منين؟
- عايز تنتقم منى ودى افضل طريقة. تخلص منى عن طريق الجنون.
- انتى بتفكرى ازاى؟!

- انا بفكر صح بس انت مش واخد بالك. ده تمن خيانتى ووجعى ليك.
- لو كنت عايز انتقم منك كنت عملتها من زمان.
ترقرقت الدموع من عينيها.
- قائلة بوجع. ما انت كل يوم كنت بتنتقم بخيانتك ليا. بس لقيت دى مش جايبة معايا سكة. يبقى مصحة نفسية واخد منها البنات.
جز على اسنانه
- قائلا بعصبية. الدكتور اللى مشخصك مش انا.
- ما انت اكيد اشتريته بفلوسك.

- اشترى مين بفلوسى. ياريت كلامك صح وماتكونيش تعبانة فعلا. بس مع الاسف انتى لازم تكونى هناك.
هزات راسها بالرفض، والدموع سيول على وجنتيها، بدون تفكير منها، فتحت بها الغرفة، وركضت على الصالة تصرخ
- قائلة ببكاء. الحقينى يا داااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااادة.

خرجت من المطبخ على صوت صراخها. راتها ترتجف، وشعرها مشعث، ونظرات الضياع واضحة جدا في عينيها، لقد وضح عليها المرض النفسي، وهذا جعل زين ينقهر اكثر عليها، تارا مريضة فعلا، وذلك لم يظهر عليها ابدا، اقتربت منها الدادة، واخذتها في حضنها لتهدائتها. - قائلة بحنان. اهدى يا بنتى.
هبت فيها
- قائلة برفض. اهدددددددددددددددددددددددددى ايه؟ دى بيقولى اروح مصحة.
- هناك هتكونى كويسة.
خرجت من خضنها بصدمة.

- قائلة بصراخ. حتى انتى كمان عايزة تنتقمى.
- وانتقمى منك ليه يا بنتى.
- لان هو سيدك. وخايفة منه.
- انا مابخافش غير من اللى خلقنى.
- اتفقتى معاى على.
صرخ فيها ناطقا اسمها لاول مرة بعد ازمتهما.
- قائلا بعصبية. تارا انتى مريضة.
- يعنى ايه مريضة؟
- المرض النفسي بيموتك.
- يعنى ايه اروح مصحة نفسية. انا اموت هناك.
- لازم تروحى لانك بتدورى على الموت في كل مكان.
قالت ببكاء طفولى يحرق القلب.
- ماعنتش هعمل كدة تانى.

- مع الاسف هتعملى كدة.
- والله ما هعمل كدة وحياة بناتنا.
- مش هتعرفى تسيطرى على المرض.
- زين انا قوية انت عارف تارا.
- تارا خلصت والمرض هو اللى بيتحكم فيها دلوقتى.
عند هنا وانفجرت فيه باعلى صوته تمتلكه.
- قائلة بوجع. هو انا عملت ايه لدى كله. الله يلعن غبائى وتضيحتى.
اتسعت عينيه بدهشة.
- قائلا باستفهام. تضيحة ايه؟
تجاهلت سؤاله بتاتا.
- قائلة بالم. طلقنى.
تجاهل سؤالها المؤلم على قلبه.

- قائلا باستفهام. تارا تضيحة ايه اللى بتقولى عليها.
- طلقنى الرحلة خلصت هنا.
اقترب منها وامسكها من ذراعها بقوة وصرخ فيها.
- قائلا بعصبية. اتكلمى قولى.
قالت برجاء، وهي تحاول التخلص من ذراعه.
- سيب دراعى انت بتوجعنى.
تجاهل كل الالامها. فهو موجوع اكثر منها بمراحل.
- تضيحة ايه اللى قدمتيها خلتينا سنتين بعيد عن بعض.
- انا عمرى ما هتكلم.
- قولى يا تارا ايه اللى حصل.
- كلامى خلص يا زين.
- ليه مصرة على الفراق.

- يمكن القدر عايز كدة طلقنى.
ترك ذراعها بحزن.
- قائلا بقهر. بتبعى حبنا بالرخيص اوى.
- هو لسي في حب؟!
- لو مافيش حب ماكنش في تضيحة.
- طلقنى.
- ورقتك هتوصلك عند بيت بابكى.
هزات راسها بدموع. ودلفت من امامه
قال باستفهام، وهي تقف خلفه.
- راحة فين؟
- هلمى هدومى وامشى.
التفت لها.
- قائلا بتحذير. اوعى تفكرى تاخدى البنات.
التفت له بعجز.
- قائلة بدموع. هسيبهم ليك انا مريضة وممكن اذيهم.
- هتروحى المصحة.
- اكيد لا.

- انتى كدة هتموتى.
- انا موت لم شفت الوجع في عينيك.
- ياريتك تقدرى تتكلمى.
- مش هقدر.
- طب ليه؟!
- الحكاية ماتخصنيش لوحدى.
- انتى هتتحاسبي جامد يا تارا.
تجاهلت عتابه.

- قائلة باشتياق. واحشنى اسمى من شفايفك. سامحنى يا زين. ساعات القدر بيسوقنا للحاجات مابتكونش من نصيبنا. قالت كلماتها ورحلت من امامه، نزلت دمعة موجعة من عينيه باسي وحزن، يريد ان يتوقف الزمان وتعود تلك المتمردة اليه، فهو راض بكل اخطائها، حتى تضيحتها اللعينة فهو راض بها، نحن لم نستطع ان نكون سويا، وهذا حزين جدا، لم استطع الضحك منذ ان حدث الامر ذلك الامر اللعين، لماذا احمل قلب انت لست في داخله، اذا شعرت بالبكاء من داخلى الان؟ هل ستفرق؟ من يشعر بالامر يقول ان البكاء جيد، فلتبكى يا قلبى، ربما ينتهى الالم...

في ذلك الوقت، كانت تقف ورود، وتنظف مقاعد الكنيسة بقماشة مبلولة من الماء، و تدندن التراتيل الدينية المقدسة...
روح زورهن ببيتهن. بيتن فقير ما عندن شي
روح زورهن ببيتهن. قلّن خلق يسوع
لوّن سواد تيابهن. دهّب لِهن شي نهار
علّق قمر عَ بوابهن. في برد خدلن نار
عتقت سنين عيادهن. ما يوم لبسوا جديد
وبعدن صغار ولادهن. يا عيد زورن يا عيد
روح زورهن ببيتهن. بيتن فقير ما عندن شي
روح زورهن ببيتهن. قلّن خلق يسوع.

الليلة خلق يسوع
تدندن وهي في حاله سعادة، و طمئنانية بوجودها في ذلك المكان المقدس العظيم، الذي يضم الكثير من وجعها واحزانها، ومعها شذى تسمح بلاط الكنيسة، وتنظفها قطعة قطعة، وهي تتافف في داخلها بضيق وعصبية وتلعن لحظة زواج اصحابها، فاخرجت ورود من شرودها.
قائلة باستفهام.
- هو انت بتقولي ايه يا شذى؟
التفت لها بغضب.
- قائلة بايجاب. بقول حسبي الله ونعم الوكيل.

- قالت ورود بنعومة، وهي تعتابها. ليه بتقولي كده يا حبيبتي؟
هبت فيها بانفعال.
- قائلة بغضب مش عارفه بحسبن على مين؟
- اجلى اسبابك. وبعدين اصبري صحابنا و لازم نفرح معاهم.
- امانه عليك يا ورد تخليكى في عالم الملائكيه والطيبه والبراءة اللي انتى عايشه فيها دي، وتسيبيني في الحزن اللي انا فيه.
تركت القماشة، وذهبت اليها.
- قائلة بحنية، وهي تقف امامها. انا مش عارفه على قد طيبه قلبك. انتى ليه بتحاولي تغضبى الرب.

تركت المقشة.
- قالت بعصبية، وهي تترك المقشة. وربنا ما يرضاش اللي بيتعمل فينا ده.
قالت ورود برقتها المعتادة.
- طب انت عايزه مين ينظف ويظبط الكنيسه والدار والحاجات دي. هيجيبوا واحد ينظف المكان مثلا.
وضعت يدها في خصرها.
- قائلة بتذمر. وايه المانع؟ وبعدين هو احنا كنا خدامين ابوهم.
- نسيتى ان الناس دي شلونا سنين وسنين، وخلوا بالهم مننا.

- لا يا حبيبتي ما حدش شالنا ببلاش. الناس دي كل سنه بيجي لها تبرعات على اسمنا.
- بس برده ممكن يرمونا في الشارع وياخدوا كل التبرعات دى، و يعملوا منظر قدام اي احد.
- ما يقدروش يعملوا كده ؛ لان الفلوس اللي بتوصل بتوصل على اسماء كل واحده فينا. ولو حد فكر يرمينا. ده هيكون بالنسبه ليهم خراب في خراب.
استغربت كلامها.
- قائلة بتعجب. انا مش عارفة انتى بتفكرى ازاى.
ملت من كلامها.

- قائلة بطلب. اسكتى يا ورود، وخليكى في الشغل بتاعك.
- عارفه يا شذا انك طيبه وقلبك طيب وجميل من جوى، واكيد الرب بيحبك. بس لازم تقربي اوي من الرب. انتى كده بتعملي حاجات وحشه مش كويسه.
- لو انا بعمل حاجات وحشه وغلط. بس ده مش ذنبي. ده ذنب اهلى اللي سابوني ماسالوش عنى.
- لو كنا هنعاتب فاحنا هنعاتب ناس كتير اوى في حياتنا يا شذى. بس وقت العتاب مات وانقضى.

- صدقيني ان انا اكون من غير ام و من غير اب، ومجرد خدامه عايشه في دور ايتام، انا حتى ما اعرفش اذا كنت مسلمه ولا مسيحيه يهودية ولا نصرانية.
دافعت ورود عن دينها بقوة.
- قائلة برجاء. اوعي تقولي كده يا شذى على الدين المسيحي. هو دين السلام والمحبة. هو اول طريقك للدخول جنة الرب يسوع. كلنا عارفين كده؟
- وانت ايه عرفك ان الدين المسيحى دين الجنة. دى حتى دي كمان فيها اختلافات.
- انتى بتتكلمي في ايه يخرب بيتك.

- مالك بتتكلمى بصوت واطى كدة.
قالت روود بخوف، وهي تضع يدها على راسها وعلى الناحية اليمينة، والشمال بترسم الصليب.
- افرضى حد سمعك وراح قال لام. انك بتشكيكى في دين الرب. مش بعيد تقول عليكى ان حد لعب في دماغك.
تجاهلت كلامها.
- قائلة بتمنى. امتى الواحد يقدر يخلص من الدار دي. ويقدر يعيش حياته حر طليق.
- خلاص هانت كلها اربع سنين و تتخرجى من الكليه.

- وقتها كل واحد هيروح مكان واشوف شغل ليا، واجيب من فلوسه كل الحاجات اللى انا انحرمت منها.
ابتسمت ورود على امنيتها البسيطة التي تضم المال. بعد ان انتهت من خيالاتها. نظرت الى ورود وسائلتها.
- قائلة باستفهام. وانتى يا ورود لم تتخرجى هتعملى ايه.
نظرت ورود الى صورة الرب يسوع.
- قائلة بحب. اكيد من غير تفكير هترهبن وهكون في خدمة الرب على طول.
- حرام عليكى يا ورود هتضيعى حياتك هنا في الكنيسة.

قالت بابتسامة صافية.
- حياتى عمرها ماهتضيع بالعكس دى هتبتدى من هنا.
- طب ما تشوفى حاجة تانية بعيدة عن الرهبنة.
- قالت باستغراب، وهي تنظر لها برقة. ومالها بقى الرهبنة. هي فيها حاجه وحشه اننا نخدم الكنيسه والرب.
- لا ما فيهاش بس الجواز في حاجات حلوة برضو. يا ورد في الدنيا حاجات جميلة.
- وانا مش عايزه الدنيا انا اخترت طاعه الرب، ودى اهم بكتير من اى حاجة تانية.

قالت مريم صموئيل برجاء، وهي تقتحم عليهما الحديث. بعد ان التقطت اذنيها حديث ورود الجميل عن الرب يسوع.
- الرب يكون راضي عنك يا ورود في كل حاجه بتعمليها.
نظرت ورود الى مريم صموئيل بسعادة، فهى التي تركت كل ملذات الحياة وتفرغت لخدمة الرب والكنيسة. وعلى وجهها ابتسامة من الجنة.
- قالت ورود بحب. يعزك الرب.
- قالت بدعاء، وهي تقف بينهما. امين.
- الارواح الطيبة الرب بيجمعهم في مكان جميل.
- اكيد يا ورود.

هزات راسها بود.
- قائلة بحنان. انا مبسوطه منكم اوى يا بنات ان انتم بتنظفوا الكنيسة وترتبوها عشان اصحابكم. عقبالكم لما الكل يكونوا متجمعين وبيعملوا ليكوا كده.
- اكيد يا امي هنكون ممتنين ليهم اوي.
تحدثت بحنان معها.
- قائلة باستغراب. ليه يا ورود مابتفكريش زى اصحابك؟
- لانى بحب الرب وحابة اكون قربه ودى هيخدمنى لم اكون في بيته. حسابات الدنيا لا تعنى لى. انا شلتها من حساباتى.

- ليه يا حبيبتي ما تقربي من الدنيا، وتشوفي فيها ايه جميل.

- انا ارتضيت باختيار القدر اللي انا في، وبعدين انا حابه المكان ده اوى. وحابة الطبيعه، حتى الشجره اللي هناك دى بقعد عليها و بتكلم معاها وبكتب مذاكراتى. المكان ده اصبح مني وجزء كبير اوي احتل كل تفكيري. صعب لى انى اسيبه او اتركه في يوم من الايام. في المكان ده بنسى نفسي وبنسى دنيتي وكل اللي بفكر فيه يوم ما اقابل الرب هاقوله. ان في بيته كنت بلاقى السلام والامان. الدين المسيحي مش مجرد دين احنا بنمشى عليه وتستقيم حياتنا. هو عبادة خاضعة للرب يسوع.

سعدت بكلامها. قائلة بهيام.
- قد ايه كلامك عظيم ويشد كل الاقباط انهم يكونوا زيك انتى مثال جميل. يحتذى به في كل حاجه.
- شرف لي يا امي على كلامك الرقيق والمجامل ده.
- دى مش مجاملة. دى حقيقة انتى بتميزى بيها. انتى انسانه جميله من الداخل ومن الخارج. اتمنى انك تكوني في يوم من الايام راهبة للدين السلام والامان. وتقدرى ترشدى الكتير من زملايك اللي موجودين معاكى في الكنيسه.
- مش عارفة ارد اقولك ايه.

قالت بدعاء، وهي تضع يدها على راسها ؛ لتعطيها بركة ايمانها وسلامها الداخلى.
- الرب يرضى عنك.

علي الجانب الاخر فيلا اديم كارم النوار، كانت تدلف غرفة اللفينج روم ذهابا وايابا بعصبية وغضب، امام انظار صديقتها كاميليا التي اتت لتطمأن عليها، فتربطهم علاقة قوية من ايام زواجها، تعتبرها صافى اختها وكل شيئا لها، تعبت من تافف صافى وضيقها.
- قائلة بنفاذ صبر. كفاية اقعد صدعتى دماغى.
قالت بعصبية، وهي تجلس بجوارها على الاريكة.
- هيومتنى بعمايله.
- ما هو كل الشباب كدة.
- الا ادم ابنى اخترق كل القواعد.

- اصل ابنك وسيم ومجنن كل بنات مصر.
- دى بناات رخيصة وزبالة بترمى نفسها على.
غمزت لها كاميليا.
- قائلة باستفهام. مابفكركيش بحد يا صافى.
تضايقت من كلامها.
- قائلة باستفهام. قصدك ايه يا كاميليا؟
- قصدى كريم.
قالت بخوف، وهي تخفض صوتها.
- اسكتى انتى بتقولى ايه.
- مالك يا بنتى خوفتى كدة ليه.
- كريم مين؟ وزفت ايه؟ افرضي ادم سمعنا.
دق قلبها بلهفة.
- قائلة باستفهام. ادم هو هنا؟
اجابتها صافى بضيق.

- اه نايم فوق ولا على باله حاجة.
قالت بسخرية، وهي تضحك.
- ابنك ده مالوش حل.
- ما لو كان لى حل ماكنش كل يوم بفضيحة.
- على رايك!
- ماعنتش لاقية تفسير لكل عاميله. مخلى سمعتنا زى الزفت في بلد.
ربتت على قدمها بحب.
- قائلة بتمنى. طب اهدى كدة واستهدى بالله.
- ما تطلعى يا كاميليا تكلمى هو بيحكيلك كل حاجة.
- حاضر يا روحى هطلعله.
-...

عندما وصل اديم الى الشركة، كان الموظفين يتغمزوا ويتلمزوا على فضيحة امس، كل الشركة عرفت بفضيحة اخاه، دخل مكتبه وهو يتافف بضيق وغضب. طرحت نسمة سؤالها بقلق.
- قائلة باستفهام. مالك يا مستر اديم؟
التفت لها بعصبية.
- قائلا بضيق. يعنى مش عارفة.
فهمت مقصد كلامه.
- قائلة بهدوء. سيبك منهم مصيرهم ينسوا.
- اديم بعصبية. فضيحتنا العالم كله عرف بيها.
- مش عارفة ادم بيفكر ازاى؟
- مدلع وشايف الحياة كلها ستات.

- طب ما تشد على شوية.
- انتوا بتتكلموا ازاى. ادم ده مش اخويا دى ابنى وسندى وكل حاجة في حياتى.
- رينا يخيلهولك ويهدى.
- يارب.
- لازم نتخلص من الفضايح الموجودة في السوشيل ميديا ؛ لان ده هيعطل عملنا.
عبث بشعره.
- قائلا بضيق. يا نهار اسود.
- اهدى يا مستر.
- شوفى حل يا نسمة هنعمل ايه؟
بدات تفكر معه في حل، حتى اتت اليها.
- قائلة باقتراح. في ملجا بتتبرع لى كل سنة.
- بقولك شوفيلى حل؟ ملجا اى دلوقتى.
- اسمعنى بس.

هدا من عصبيبته.
- قائلا بنفاذ صبر. طب تمام سمعتك.
- عارف ملجا المسيحين اللى بتتبرع لى كل سنة.
- اه عارفه ماله؟
- الملجا ده هيجوز عدد من البنات، ولو روحت هناك الصحافة هتكون موجودة.
بدا يفكر في كلامها ويعقله.
- وهي تتابع حديثها.
وهتقول عنك كلام كويس اوى. وهينسوا فضيحة اخوك نهائى.
- تفتكرى؟
- دى اكيد. وكدة هنسكت كل الاسنة اللى بتتكلم علينا. بالعكس احنا اللى هنكون الملايكة قدامهما.
لقد اعجب باقتراحها.

- قائلا بانبهار. يخربيت دماغك سم.
انصدمت من كلامه الغير متوقع.
- قائلة باستفهام. هي دى مجاملة ولا شتيمة؟
رفع حاجبه
- قائلا باستفهام. انتى شايفة ايه؟
- بتهئلى اعتبرها مجاملة.
- بقيتى فاهمة. ام ادم لم اروح هشوف شغلى معاي.
ضحكت على كلامه.
فسالها بضيق
- قائلا باستفهام. بتضحكى على ايه؟
- اومال حضرتك الصبح كنت بتعمل ايه؟
- كنا بتناقش. لكن لم اروح في عقاب شديد وعنيف.

- حضرتك كل مرة بتقول كدة وفي الاخر بتسامحه وبتكلمه.
- لا المرة دى غير.
- انت شايف كدة.
- نسمة اطلعى من دماغى.
- انا هطلع من دماغك بس حضرتك ماهتعملش حاجة.
- نسمة.
- نعم.
- شوفى موضوع الملجا علشان نخلص منه.
- هكلم الدار ونكون هناك بكرة.
- اوك.
هزات راسها ايجابا ودلفت من امامه...

دلفت الى غرفته، واغلقت الباب ورائها، كان يغط في نوم عميق، جلست على السرير بجواره، كان واضع يده تحت الوسادة، والاخرى على جسده، وعار الصدر كالعادة، وضعت يدها على وجنتيه بوقاحة، شعر بلمساات على وجهه، قام من نومه مفزوعا، راى امامه كاميليا صديقة امه وعشيقته.
- قائلا باستفهام. انتى هنا من امتى؟
زمت شفتيها المكتنزتين.
- قائلة بايجاب. من شوية.
امسكها من وجهها بقوة، وقبلها من شفتيها بعنف.

تخلصت منه باعجوبة فادم رغم صغر سنه، فهو دائما المسيطر عليها.
- قائلة بخوف. يا مجنون بتعمل ايه افرض حد شافنا.
نظر لها باستمتاع.
- قائلا ببرود. ما يشفونا هو حرام اعبر عن حبي لحبيبتى.
- مجنون.
- بيكى.
- كل بعقلي حلاوة كل.
عض على شفتيه وهو يداعب وجنتيها بلمسات من يده الوقحة
- قائلا بسيطرة. هو انتى عندك شك في حبي ليكى؟
تخلصت من يده.
- قائلة بعصبية. اكيد عندى شك. ومش واحد بس دى ملايين.
- طب اعمل علشان اثبتلك.

- تبطل فضايحك في الجرايد وعلاقاتك اللى مصر كلها عارفها.
- يا بيبي هما اللى بيترموا على وبعدين انتى بتغيبي وتسيبنى كتير.
- ما انت عارف ما ينفعش اسيب بنتى.
قال بوقاحة، وهو يجذبها الى حضنه.
- سيبك من دى كله انتى واحشتينى.
قالت بخوف، وهي تحاول ان تتخلص منه.
- ادم ما ينفعش
تجاهل رجائها.
- قائلا بطلب. قومى اقفلى الباب بالمفتاح، وانا هخلى ينفع.
- طب بقولك ايه اجى ليك النهاردة الشقة، ونعمل كل اللى عايزينه.

زم فمه لامام بتفكير
- قائلا باستفهام. هتيجى ولا كلام؟
- لا هاجى.
قال باقتناع، وهجم على شفتيها يقبلها بوقاحة.
- اذا كان كدة ماشي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة