قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الرابع

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الرابع

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الرابع

قالت بعصبية، وهي تنصرف من امامه بغضب.
- ما تحبش وكمل حياتك في الفشل والضياع.
قال ببرود، وهو يجذب الغطاء عليه ؛ ليواصل نومه مثلما كان يفعل قبل ان تاتى امه وتسمعه الاسطوانة المعتادة.
- ما انا بقول كدة برضو.

دلفت الى غرفتها بعصبية، واغلقت الباب عليها، نظرت الى فراغ الغرفة بانها وحيدة ومكسورة، ترقرقت الدموع على وجنتيها، يا للخسارة على ذلك الماضى الاليم، لقد تعب قلبى من عدم نسيانه، ان اليوم الذي تركتنى فيه وعرفت بزواجك، كان يوم صدمتى في الحب، لقد كنت كالزهرة البيضاء التي كلما نمت اشرقت، لقد ذبلت زهرتى من يوم الرحيل، اصبح مستحيل ان يمر يوم بدونك يا حبيبي، لقد احبيبتك رغما عن كل الاحزان والاوجاع التي كنت اعانى منها، احببتك في يقظتى ومنامى، قلبى اللعين سيظل يحبك، حتى لو كان حبل المشنقة على رقبتى، ساظل احبك لقد اقسم قلبى في داخله ان يستمر يخفق لك، انت لا تفهم ولا تعرف في العشق نهائى، حتى لو احترق الورد ستبقى ساكنا بدون بكاء، وبينما انا اذرف الدموع هنا واتالم، وانت في احضان زوجتك، انت مقاتل خائن ولا تعرف ذرة من الاحساس، الخائن الذي باع حبه، بينما انا في ميادين الحرب، وانت خارج الساحة نهائى، يا خسارة مضيعة وقتى، لقد كنت فراشة تحلق هنا وهناك ولا توجد حساباات او قيود، حتى فقدت روحها في نيران الحب، فقدت كل شىء.

اخرجت اهة كبيرة من قلبها الحزين.
- قائلة بوجع. لحد امتى يا كريم هتفضل تتطاردينى وتعذبنى. مش كفاية كدبك علي. انا ازاى لحد دلوقتى بحبك. العمر مهما يعدى. لسي بحب اكبر كداب وخاين في العالم. عايزنى اقولك ايه يا ادم. ان عمك اللى بتحبه وشايفه بابك. هو سر وجعى وكسرتى.

تلك الحرقة التي في قلبي، دائما مشتعلة ولا تنطفىء ابدا، قالوا لى انك مجنونة، صدق فانا حقا مجنونة بدونك، عندما تراك عينى بعيدا عنها، قلبى يموت الالف المرات، نسيانك صعب وتقريبا مستحيل، لقد اصبت بجرح غائر في قلبى الحزين...

فى تلك اللحظة، وصل اديم عند المستشفى. نزل من السيارة بسرعة. ودلف للداخل، وسال موظفة الاستقبال. التي تركت كل شىء لمجرد. لمجرد انها رات اجمل رجل في العالم
- قائلة بنحنحة. ايوا حضرتك.
تجاهل اسلوبها
- قائلا باستعجال. في واحدة تعبت و جيرانها جابوها هنا.
- اه الست اللى مريضة قلب.
- اه. هي فين؟
- في الدور التانى حضرتك.
- طب تمام شكرا. قالها بامتنان وانصرف من امامها.
ام هي وضعت يدها على قلبها.

- قائلة باعجاب. ياربي هو في كدة.

علي الجانب الاخر، مطار القاهره الدولي تتسلط الكاميرا بقوة على ذلك الشاب الوسيم الطويل عريض المنكبين، حامل فوق ظهره حقيبة صغيره الحجم، والهاتف بيده، يسير في ساحة المطار بغرور، ومرتدى نظارة شمسية كبيرة الحجم كأنه نجم من نجوم السينما، يخفى بها جاذبيته الاخذة للعقول، لكن عينيه هنا وهناك على البنات فهو زير النساء الاوحد في مصر، او يعتبر الثاني بعد ادم كارم النوار، لا يختلف عنه في الفشل والضياع والانهيار، لا تستطيع ان تفرق بينهما من الاسوء من الثانى، فلاثنان سواء، سبب ضياعهما الدلع الزائد، توفير كل شىء لهما بدون شكوى، الحلال مباح في مجتمعهما بدون جدال. فهم مسلمون على الورق لا اكثر من ذلك، من غيره مالك عمر الصياد يبلغ من العمر ال 21 سنة، طالب بادارة اعمال في الجامعة الامريكية لديه جاذبية لا تقاوم. كانت بجواره امه اناهيد السيد فتح الله تبلغ من العمر 47. احد سيدات الطبقة الراقية، لا تهتم بشيء غير الموضة وصياحتها. وابنها مالك وابنتها نوران التي تبلغ من العمر 15 سنة لا تختلف عن اخوها في الوسامة ولكن على بنت، هي مجتهدة في دراستها وتعشق ادم كارم النوار.

والده عمر الصياد صاحب شركات الحديد والصلب للصياد 55 تزوج اناهيد في جواز صالونات. لا يشغله غير شغله ويطلب من زوجته ان تهتم بابنائها ولو بالقليل. ولكن نترك الازياء والموضة لمن هل هذا شيئا يعقل يا رجل. حقا انك مجنون...

وصل خارج المطار، اصطفت امامهم سيارة فارهة، خرج السائق سريعا وفتح الباب الخلفى لسيدته اناهيد، هزات راسها برقى ودلفت الى الداخل، وبجوارها ابنتها نوران ومالك ركب بجوارهما واغلق الباب ورائهم، وعمر ركب في الامام بجوار السائق، وضع كل الحقائب في صندوق السيارة، بعد ان انتهى دلف الى مكان القيادة وسار بهم، وفي غضون دقائق وصلوا الى قصر كبير وشامخ يعود الى عائلات الصياد، دلف من السيارة، وتوجه سريعا الى غرفته حتى لا يسمع كلمة من اباه يكفى ما حدث في فرنسا، عندما علم والداه بسقوطه لثلاث مرة على التوالى، سمعه ما يسمع اهانة وتوبيخ وبالاخير، انتهاء الاجازة، والعودة الى مصر، امه كالعادة تعاملت مع الموضوع بعصبية ليس لفشله بل لانقطاع الاجازة، وعدم استكمالها الشوبنج، عندما سمع صوت اباه وامه اغلق باب الغرفة على نفسه باحكام، خلع الحقيبة التي على ظهره والقاها ارضا باهمال، وارتم على سريره الفخم، وامسك هاتفه، و اجري اتصال مع صاحبه اللعين.

- قائلا باستفهام. ايوا ياااااااا انت فين؟
قال ادم بضيق
- في البيت متزفت.
- ومالك بتقولها بصعوبة كدة؟
- مخنوق يا مالك. هترجع مصر امتى؟
- ما انا في مصر يا بنى بقالى ساعة.
- وازاى ما تقوليش يا حيوان؟!
تجاهل شتميته
- قائلا بحنق. ابويا قرر ينزلنى لم عرف النتيجة بتاعتى.
- طب انت عملت ايه؟
- نفس اللى انت عملته. والله يا ابنى لا ذودت ولا نقصت.
- يعنى طلعت الاول على الدفعة.

- لا دى الاول على الجمهورية. هم عملوا معاك ايه؟
- كالعادة سمعونى الاسطوانة المشروخة بتاعت كل مرة.
- ما تزعلش يا صحبي نفس الوضع. ابويا حلف على امى ونزلنى من فرنسا.
قال ادم بخبث
- هي فرنسا عاملة ايه؟
- قصدك نسوان فرنسا.
- يا خريبت عقلك. هو انت دورتها هناك.
- مش اوى هو ابوىا. كان سايب ليا فرصة.
- يعنى ما ظبتطش.
- عيب عليك يبقي انا كدة مش صحبك. بس على خفيف.
- هو دى الكلام. بس ستات فرنسا عاملين ايه؟

- بيقدرو الراجل وبيفهموا مش زى اللى عندنا. هيموتوا على الجواز.
- ايه يا ابنى هي مصر فيها واحدة شريفة؟
- معاك اه. لكن معايا الادب والاخلاق.
- هي نوايا.
- وانت نيتك، بلاش نتكلم.
- هذا من فضل ربي.
- الله على الايمان.
- كفاية اصل جسمى بقشعر
- - بقولك احنا نتقابل النهاردة.
- اه علشان نحتفل بتفوقنا.
- هو اى تفوق يا ابنى اهالينا دولى ما بيفهموش.
- بقولك نغير المرة دى نروح مكان مختلف.

- اسال الواد هوكشة واشوف حد يظبط الطاسة.
- ايوا كدة اصلها خربانة على الاخر.
- يلا سلام. اشوفك بالليل يا منحرف. قالها مالك واغلق الهاتف معه.

عندما اتاها اتصال بحالة امها، تركت كل شىء وذهبت الى التي ربت وضحت وقدمت دون مقابل بعد وفاءة والداها، دون شكوى او عتاب او تجريح، اكملت ما نقص من ابنتها، فهذه هي الام شمعة تحترق في سبيل ابنائها، وليس تلك العاهات التي نراها يوميا، كانت تتحدث مع جيرانها، الذين قاموا بالواجب وزيادة، بانه عندما تعبت امها، قاموا بنقلها سريعا الى المستشفى، وبعد ذلك اتصلوا بها، واثناء حديثها، التفت يمينا، راته امامها، لا تصدق بانه اتى، لقد اتى في معاده وتوقيته الازم، ركضت اليه متجاهلة تماما كل العادات والتقاليد، ورمت بها عرض الحائط، وارتمت في حضنه، تبكى بعجز وضعف، اخذها بين ضلوعه، وربت على ظهرها بعطف وحنان، فهو يعتبر نسمة اخته الصغيرة مثلها مثل ادم.

– قالت وهي تبكى. ماما تعبانة اوى يا مستر اديم.
قال اديم بحنية، وهو يربت عليها.
– ان شاء الله هتكون كويسة.
قالت بحزن، وهي تخرج من حضنه، وتتظر له باهتمام.
– انا اديتها الدواى الصبح. مش عارفة ايه اللى جرالها؟
قال بحنية، وهو يطمئنها.
– السن وكدة ما انتى عارفة.
– انا خايفة يجرى ليها حاجة.
– ما تقوليش كدة. مامتك ان شاء الله هتكون كويس.
ضمت حاجبيها بتساؤل.

– قائلة باستفهام. اكيد.
– اكيد. خلى عندك ثقة في ربنا.
– ونعم بالله.
قال بطلب، وهو ينظر الى جيرانها التي تقتلع عيونهم عليهما.
– نروح بقي للناس اللى واقفة هناك. اصل عينهم ماهتنشالش من علينا.
هزات راسها ايجابا، وصارت بجواره. عندما اقتربت منهما عرفتهما باديم جارتها ام محمود وزوجها فتحى النبلسي، رحبوا به بقوة. وخاصة ام محمود.

- التي قالت بترحاب، وعينيها لا تفارق جمال اديم. يا مرحب يا ابنى. ايه الجمال دى كله؟
ابتسم على كلامها.
- قائلا بادب، وهو ينظر لها برقى. ميرسي لحضرتك يا حجة.
- والنبى حاجة طالعة من بوقك زى العسل.
غار عليها زوجها فتحى
- قائلا بحزم، وهو يلكزها في كتفها. ما تعقلى يا ولية مالك.
- ايه يا اخويا برحب بالراجل.
- ده بيتسمى ترحاب. اومال الغزل يكون ازاى؟
استغربته زوجته بشدة.

- قائلة بدهشة. ايه يا ابو محمود انت بتغار. ولا ايه؟
- ومغرش ليه مش راجل.
انشرح قلبها بكلام زوجها
- قائلة بابتسامة. لا راجل وسيدى الرجالة كمان.
- ايوا كدة اعرفى قمتى.
- والله عارفها يا اخويا. عقبالكوا يا حبايبي.
ارتبكت نسمة من كلامها. ام اديم كان يريد ان يخبرها ان نسمة مجرد اخت له. لكنه صمت عندما دلف الطبيب من غرفة امها.
سالته نسمة
- قائلة بلهفة. ماما عاملة ايه؟

عندما راى ذلك الطبيب الشاب وجه نسمة. اعجب بها بشدة.
- قائلا بغزل. كويسة يا انسة...
- نسمة اسمى نسمة.
رمقها نظرة اعجاب
- قائلا بغزل. فعلا نسمة.
تعصب اديم بشكل غير مفهوم من نظرات الطبيب الموجهة لنسمة. وهي تبادله تلك الابتسامة المجاملة.
- قائلا بضيق. يعنى كويسة ولا لا؟
قال بجدية.
- هي الحمد لله بقت كويسة بس واخدة حقنة مهدئة ونايمة.
- هي مامتى كويسة ولا بتضحك على.
- يحرقنى ربنا يا انسة نسمة هي كويسة.

زم اديم فمه لامام بضيق ينظر اليها تارة واليه تارة. والضيق مسيطر عليه. من ذلك المراهق المستفز. والذي زاد البلة طين عندما طرح سؤاله.
- قائلا باستفسار. انسة برضو ولا ايه؟
استغربت نسمة سؤاله، ورغم ذلك اجابت عليه.
- اه انسة حضرتك.
عند هنا لم يتحمل. هب فيه بانفعال.
- قائلا بغصب. انت بتسال السؤال ده ليه؟
ارتبك من طرح السؤال. وتجاهل الاجابة عليه.
- قائلا بوقار. حضرتك اول ما تفوق تقدرى تاخديها معاكى.

- شكرا لحضرتك يا دكتور.
قال بادب، وهو ينصرف من امامها.
- لا شكرا على واجب. عن اذنك.
- اديم بغضب. ده دكتور ازاى؟!
قال فتحى بهدوء، وهو يربت على ذراعه برجاء، فهو لم يستطع ان يصل لكتفه ؛ نظرا لفرق القلمة بينهما.
- اهدى يا ابنى بيحبوا يخرجوا الواحد عن شعوره.
قال بعصبية، وهو ينظر له.
- فعلا يا عمو ده راجل قليل الادب ووقح.
- حلوة عمو منك دى يا ابنى قولها على طول.
ضحك اديم على رده العفوى.

- قالت نسمة بامتنان. شكرا يا عم فتحى تعبتك معايا.
- احنا جيران ازاى تقولى كدة!
- رحوا ريحوا انتوا وشوية هجيب ماما وهاجى.
ام محمود برفض
- قائلة باستغراب. ازاى نسيبك لوحدك كدة؟!
- انا هكون معاها ما تقلقوش.
- خلى بالك منها يا ابنى.
- في عيونى.
- لو احتجتى حاجة يا نسمة ابقي كلمينى.
- حاضر يا ام محمود.
- ازاى يا بنتى هنسيبك كدة.
رد مكانها اديم ؛ ليطمانهم
- قائلا بهدوء. ما تقلقش يا عم فتحى هي معايا.

- طب نشوفك على خير يا ابنى. اتشرفت بمعرفتك.
- الشرف ليا يا راجل يا طيب.
قالت ام محمود وانصرفت هي وزوجها بطيبة.
- تصبحوا على خير.
قالت نسمة وهي تراقب سيرهما سويا.
- وانتوا من اهله.
كم مر من العمر وهما مازالوا معا، يتنافرون ويتجاذبون ويتخانقون ويغارون، ومازالوا على وعدهم لحد الان، رمقته نظرة امتنان
- قائلة بشكر. تعبت حضرتك يا مستر اديم.
- تعبك راحة يا نسمة. وبعدين انتى اختى ولا نسيتى؟

ابتسمت بحسرة على كلماته الموجعة
- قائلة بوجع. لا ما نستش دى شرف ليا.

فيلا كريم النوار
بعد ان انتهى من لقائها الشائق، دخل اوضة الليفنج روم. وجلس على الاريكة القرمزى، وخلع جاكت بدلته، ووضعه بجواره باهمال، وبعد ذلك فك اول ذرين من قميصه، ومد قديمه على الطاولة واسترخى على الاريكة، وارجع راسه للخلف، يفكر في كلامها الذي تخبره به دائما، وتتعمد ان توجعه باية طريقة، اخرج تنهيدة حزن من صدره.

- قائلا بضيق. اه منك يا صافى. لحد امتى هتفضلي توجعينى وتاذينى بالكلام. انا انسان وليا طاقة صبر. كان نفسي اوى اخدك في حضنى. واقولك قد ايه واحشتينى. ليه بتعذ...
قطعته من شروده زوجته شاهيناز التي اضات انوار المكان. وظهر زوجها الذي يبدو الحزن الشديد عليه. متجاهلة تماما حزنه
- قائلة باستفهام. كنت فين يا كريم؟
اعتدل لها مجيبا بضيق.
- كنت في مشوار.
جلست على اريكة بعيدة عنه. لكن وجهها امام وجهه.

- قائلة بخبث. مشوار ايه؟ ايه اللى يخليك تيجى من السفر وتروحله!
- حاجة ما تخصكيش.
- ما تخصنيش. اومال تخص مين؟
جز على اسنانه
- قائلا بنفاذ صبر. شاهيناز انا مش رايق ليكى خالص.
- مش رايق ليا. بس رايق لصافى.
نظر لها بغضب.
- قائلا بعصبية. انتى عايزة ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااايه؟
- ايه هي حبيبة القلب رفضتك زى كل مرة.
- شاهيناز بحذرك.

تجاهلت عصبيته ونفور عروقه من مكانها.
- قائلة بنفس البرود. دى شكلك اترفضت بشكل كبير اوى.
- تموتى وتحرقي دمى.
- هو كدة بالظبط زى ما انت بتحرقنى.
– طب ابعدى عنى بقي ؛ لانها مش ناقصكى.
تجاهلت تحذيره، وطرحت سؤالها بوجع.
– قائلة بغيرة. فيها ايه زيادة عنى؟
- ما فهاش حاجة زيادة غير انى حبيتها، وانتى عارفة كدة كويس.
هبت فيه بعصبية
– قائلة بصراخ. دى حتة سكرتير...
قطعها بعصبية.

– قائلا بتحذير. شاهيناز اصحى وفوقى لنفسك.
صرخت في وجهه.
– قائلة بانفعال. انا ايه بالنسبة ليك؟
– انتى ام بننتى.
– وهى؟
– ما انا قولتلك.
– قولها. انت اصلا من غير اى حاجة واجعنى اوى اوى اوى. لكن مافيش احساس.
– سيبته ليكى.
– يا سبحان الله نفس اللى بتعمله فيا. صافى بتعمله فيك.
– عارفة يا شاهيناز انتى كل مادى بتاكدى ليا. الحب ما بينا مستحيل.

– نفسه اللى بتاكده ليا. لتكون فاكر انى بحبك او ديابة في دبايبك. انا مكملة معاك بس علشان احرق قلب صافى.
– انتى فاكرة صافي محروقة وانا معاكى. دى بالعكس. دى بتعاقبنى ببعدها عنى.
– احساس حلو اشوفك وانت بتموت قدامى.
صرخ فيها بعصبية.
– قائلا بكره. غورى من وشي.

خافت من نظرات عينيه، وهبت من على الاريكة، اختفت من امامه على الفور. اما هو عاد الى نفس وضعه الاول. قبل دخول تلك الحرباء مثلما يطلق عليها.
دلفت الى غرفتها.
- قائلة ببرود. وقال تارا بنتك بتلومنى على خينتى ليك. ما تعرفش ان ابوها هيموت على ارمة اخوه. ودينى لافضحك يا كريم انت وصافى قدامها بس في الوقت المناسب.

دلف من السيارة بكبرياء وعجرفة، والقى مفاتيح السيارة للحارس المكان، ودخل لاشهر بار في مصر، بثقة وغرور كبير، ادم كارم النوار، لقد اتى يا بشر، حوت النساء الاوحد، ومعذبهم و قاهر قلوبهم...
قرب منه الجرسون. سائلا اياه باحترام.
- قائلا بادب. اؤمرينى يا باشا.
نظر له بغرور.
- قائلا ببرود. ادم كارم النوار.
- اتشرفت بحضرتك.
لاحظ انه لا يعرفه، فهذا ضايقه بشدة.
- قائلا بغضب. بقولك ادم كارم النوار.

رائه مالك يتحدث مع النادل. ذهب اليه.
- قائلا باستفهام. في حاجة يا ادم؟
هب فيه بانفعال.
- قائلا بوقاحة. انت فين يا ابن...
- في الدنيا بس انت اللى بتجيش.
رمقه نظرة ضيق. الزمته الصمت على الفور. ثم اشار على الجرسون بتكبر.
- قائلا بتعالى. مين الكائن ده؟
- دى محروس.
- خلى يغور من وشي دلوقتى.

انصدم ذلك النادل من تعجرفه وتكبره على البشر، ولكنه لا يستطيع ان يرد او يعقب ؛ حتى لا ينقطع لقمة عيشه من ذلك المكان. وهذه اسهل طريقة يفعلوها اولاد تلك الطبقة.
لاحظ مالك عصبية ادم
- قائلا بامر للنادل. امشي انت دلوقتى يا محروس.
هزا راسه بقلة حيلة، ودلف من امامهما.
اما ذلك المتعجرف. اكمل تكبره.
- قائلا باستحقار. ايه المكان الخر اللى انت جايبنى فيه ده؟
- ماله ما كويس اهو.
- بص ليه كدة.

خطف نظرة سريعة على المكان. راى انه لا بئس به.
- قائلا بهدوء. كويس يا ادم. ما تفكك.
- انت شايفه كويس.
- ما انت بتدور على مكان ماحدش يعرفنا فيه.
- بس مش للدرجة دى.
- يخربيت غرورك اللى هيموتك.
- فين الغرور المكان مش اوى؟
- ده طلبك.
- بس مايكونش زبالة.
- فين الزبالة دى البنات هنا من الاخر.
- قال بعجرفة، وهو يزم فمه لامام. ما نشوف اخرتها.
- خير وهترجع ايدك ملاينة.
- بطل شغل البيئة ده.
- تمام منك نستفيد.

- لا انت هتستفيد كتير. نصيحة منى ليك لازم تاخد درس عندى.
- اكيد هيحصل وفي وقت قريب اوى.
- هو احنا هنفضل واقفين كدة. ولا ايه؟

- على رايك. يلا. قالها وتوجه به الى اريكة بعيدة قليلا عن المكان، وامامه طاولة موضوع عليها اقبح واقذر الذنوب. جلسوا بجوار بعضهما البعض. جذب ادم كاس من الخمر وتجرعه مرة واحدة، كان امامهما ستيج تتراقص عليه البنات والاولاد، وعين ادم ستقلع على البنات التي لا ترتدى ملابس تقريبا، ينظر في ادق ادق تفاصيل الانثى، كان هناك فتاة عينيها وقعت على ادم بدات تتراقص امامه بوساخة ومياعة، حتى تلفت انتباهه، تجاهل افعالها القذرة، وكأنه لم يلاحظها، اغنية وراء اغنية وهي تحاول فيها لفت انتباهه بكل الطرق، لكن لا حياة لم تنادى، عندما ملت ذهبت اليه وهي تتخايل في مشيتها...

- قالت بجراءة، وهي تمد يدها له. مادلين.
عض على شفتيه بوقاحة، قائلا بسخرية، وهو يتفحص جسدها الرخيص بجراة.
- اسمك ده؟ ولا لازوم الشغل.
ضحكت بوقاحة.
- قائلة بمياعة. لا لازوم الشغل ياباشا. الاسم اللى يعجبك نادينى بي.
عبث بشعره الكثيف، وكأنه يفكر في كلامها.
- قائلا بخبث. i liked it.
- لا مابمشيش انجليزى والنبى عربي.
قال وهو يخرج المحفظة من جيب بنطاله ليدف...
- وكمان مؤمنة دى انا امى دعيالى
سائله مالك بعصبية.

- انت بتعمل ايه؟
- هدفع.
- حد كان قالك انى مش لاقي اكل.
تجاهل كلامه. و اخرج مبلغ كبير من محفظته. والقاه على الطاولة. هذا هو ادم كارم النوار مغرور ومتكبر التواضع لا يعرف له طريق.
لم ينصدم مالك من تصرفه. فهذا المتعارف عن ادم.
- يخربيت عندك.
غمز له
- قائلا بخبث. ما تشوفلك حد ويلا.
- لا هتصل بالبت مريت.
- مش معنى؟!
- فاهمة مزاجى. وبعدين انا غيرك ما بحبش التغير.

قام من على الاريكة، ودار حول الطاولة. وحضن الفتاة من خصرها بجراة.
- قائلا بخبث، وهو يغمز لها. لا انا بحب ادوق من كل نوع.
ضحكت ضحكة رقيعة. عض على شفتيه.
- قائلا بوقاحة. شكلها ليلة نار.
- هتولع.
قال بطلب، وهو يذهب بها.
- طب يلا بسرعة.

قام مالك من على الاريكة، يسير ورائه ويجرى اتصال مع مريت ؛ حتى تصل له عند شقة ادم، التي يوجد بها الشيطان واصحابه، ويساعدوه في ارتكاب وابشع الذنوب، عندما خرجوا كانت هنا الكارثة، رائوا كم هايل من الصحافة، وبدات الاسئلة تنزل عليهم من حيث لا يدروا.
- ادم مين اللى معاك دى؟
- مالك الصياد ايه الاشاعات اللى بتطلع عليكوا دى؟!
لقد شوهد ادم كارم النوار معاه عاهرة من عاهراته
- مين دى يا ادم. xواحدة من عاهرتك.

عند هنا ولم يعد ادم يتحمل اكثر من ذلك. هب فيه بانفعال.
- قائلا بعصبية، وهو يلكمه بقضبة يده في وجهه بقوة. عاهرة مين يا ابن المرة.

هنا كان الحدث التاريخى. بدات كل الكاميرات تلتقط له صورا، وهو يقوم بضرب احد الصحفيين، حاول مالك ان يزيحه عن الرجل، ولكن لا فائدة فادم ثار عليه كالاسد الذي يثار على فريسته، بعد عدة محاولات نجح في تخليص الرجل من تحت يده، واخذه عند سيارته، ولم يجيب على سؤال واحد لهم. ركب ادم بعصبية شديدة وبجواره مالك الذي قاد السيارة سريعا بعيدا عن حشود الصحفيين.

بعد ان نيمت بناتها، وقفت في البالكون، تتنظره حتى ياتى كعادتها معه، الحب لا يختار الشخص المحق، كل ليلة ويربطها نهارا جديدا خاليا من دونك يا نور عيونى، في كل صباح استيقظ مع اشتياقك الذي لا ينطفىء ابدا، مع الاسف الحنين والاشتياق يتزايد مع الوقت، حتى لو اشرقت الشمس فهناك غضب وظلام في قلبى، لا يزال الا عندما ارى وجههك، تعال اتوسل اليك تعال، فقلبى النازف مشتاقا لك، احبك، الليالى كالجليد وقلبى كالجمرة، تتوجع كلما تتخيل انه توا مع امراة اخرى غيرها، وضعت يدها على قلبها.

- قائلة بوجع. يارب ما يكون بيخونى. ولا بيعمل حاجة تغضبك، انت عارف يارب انا مش هقدر اتكلم علشان بابى واللى عملته امى فى. يارب عارفة انى غلط. بس بابي اهم عندى من سعادتى.

اما هو مازال يقف في مكانه، منذ ان تركه اديم امام الزجاج الشفاف للشركة، الجميع رحل وهو مازال في مكانه، واضعا يده في جيب بنطاله، يظهر من الخلف انه يقف بثقة وثبات، لكن اذا نظرت في ذرقة عينيه، تجد القهر والحزن والالم والوجع، وضعه لا يختلف عن معشوقته بل العن، لقد اشتاق لها، الى حضنها ولمسة يدها ودفء كلماتها، ولكن هذا اصبح لغيره دون مقابل، غصة كبيرة تخترق اعماق قلبه كلما تذكر ما رائه من سنتين...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة