قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الخامس

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الخامس

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الخامس

(قبل سنتين).

بعد ان انتهيت من العمل، ركبت سيارتى وذهبت الى مطعم لاتناول فيه طعامى، اتى النادل، وطلبت منه كل ما اريد، بعد خمسة دقائق اتى بالمطلوب على اكمل وجه، وبينما اتناول طعامى في مكان مكشوف، الذي استطيع من خلاله ان ارى جميع المارة بالشارع، وهذا ما يعجبنى في ذلك المكان، وانا امضغ طعامى في هدوء، رايت تارا امامى، تدخل عمارة غريبة مقابلة للمطعم، ولكنها بعيدا بشارع وشارعين تقريبا عن المطعم، لا تستطيع من خلالها ان ترى شخص عن بعد تلك المسافة، لكنها زوجتى اعرفها من ملايين النساء، استغربت بشدة وجودها في ذلك المكان، فقررت اتصل بها واعرف ماذا يحدث. ترن ترن ترت. فردت على.

- قائلا بحب. حبيبي عامل ايه؟
قالت بحزن وقلق.
- انا كويسه يا روحي.
وهذا ما لاحظته في نبرة كلامها، فهى زوجتى واعرف عنها كل كبيرة وصغيرة، فهذا زاد من حيرتى مما دفعنى ان اسئلها ذلك السؤال.
- هو انتى بتعملى ايه دلوقتى؟
ارتبكت من سؤاله بشدة. وتمالكت نفسها بصعوبة.
- قائلة بثبات اصطناعى. ما بعملش حاجة قاعدة مع البنات.
انصدم من ردها بشدة.
- قائلا بعدم تصديق. يعنى انتى مع البنات دلوقتى؟
- اه طبعا.

- طب خلى بالك منهم.
- في عيونى يا حبيبي. قالتها واغلقت الهاتف معه، وهي تدعو الله ان يسامحها على تلك الكذبة التي قالتها توا...
انزل الهاتف من على اذنه بصدمة، وعينيه لا تحيد عنها، كيف تكذب عليه تلك الكذبة، ولكنها مضطرة، فتصرفات امها توحى بالكثير والكثير. دائما تفعل اشياء غريبة، واتصالات يوميا تاتيها عن خيانتها لابيها، لحد ما دفعها اليوم اتصال من فاعل خير كما اخبرها.

- قائلا بتوضيح. مامتك في شقة كذا، دلوقتى. بتخون بابك مع واحد اسمه سعد الجوهرى.
انتفضت من مكانها.
- قائلة بعدم تصديق. انت بتقول ايه يا مجنون انت؟
- لو مش مصدقانى روحى دلوقتى وشوفى بنفسك.
- انت انسان زبالة وحقير.
- والله ما حد زبالة وحقير الا مامة حضرتك.
- انا مش عارفة هتروح فين من ربنا على كدبك ده.

- روحى وشوفى بنفسك، والشاطر اللى فينا يطلع كداب. قالها واغلق الهاتف في وجهها، وترك الشك يتفاقم ويتزايد بداخلها، حتى قررت ان تذهب بنفسها وتعرف الحقيقة، وتركت بناتها الصغار مع الدادة...
دلفت اول خمس درجات من تلك العمارة برعب وخوف، وسالت البواب الذي يجلس امامها على ذلك الشخص، نظر لها باستحقار من اخمص قدمها حتى اعلى راسها. وقال لها بضيق.
- عايزاى في ايه يا مدام؟
ابتلعت ريقها من نظراته وقالت بتلعثم.

- ع اي زاى في موضوع يعنى.
- طب شقته في الدور الخامس.
- شكرا لحضرتك، قالتها ودلفت من امامه.
ضرب كف على كف
- قائلا بدعاء. ربنا يستر على ولاينا.
وقفت امام الشقة بتوتر وخوف شديد، اخشى ان تكون امى بالداخل، وتمارس مع ذلك الشخص اصعب واقذر الذنوب. رنت على الجرس ويدى ترتعش، والخوف وما ادراك ما الخوف...
فتح لى الباب شخصا اول مرة اراه تقريبا من عمر ابي.
- قائلا باستفهام. في حاجة يا انسة؟
بلت شفتيها.

- قائلة بتلعثم. م دام شاهيناز هنا؟
- سعد يا حبيبي بتكلم مين؟

اتسعت عينيها بصدمه، من صوت امها الذي ياتى من الداخل، قلبها وقع بين ضلوعها، دفعت الرجل بيدها، وتخطته الى الداخل، اغلق الباب ورائها، ولا يفهم ماذا يحدث، ولكنه خمن في داخله، تسارعت دقات قلبها عندما رات امها تجلس على الاريكة، ومرتدية قميص نوم مثير، مثلما تكون مع اباها، رات ابنتها امامها وعيونها تملائها الصدمة والحسرة، انتفضت من مكانها، ووقع كاس الخمر الذي بيدها ارضا.

- قائلة بخضة. تارا؟! انتى ايه اللى جابك هنا؟
هبت فيها بانفعال.
- قائلة بصراخ. مش عارفة ايه اللى جابنى.
- عرفتى ازاى؟
- كل يوم بتوصلنى اتصالات ومكلمات، وحاجات غريبة عن خيانتك لبابا.
: وضعت يدها على فمها ودموعها سيول ماذا ستخبرها او تقول لها توا. وابنتها امامها تراها عاهرة خائنة معدومة الاحساس والمشاعر.
- قالت ببكاء ممزوج بصراخ. انتى بتعملى ايه هنا؟
ثم تابعت وهي بتشير بيدها المرتعشة على ذلك الرجل.

- قائلة باستفهام. وبتعملى ايه مع الرجل ده؟
- حبيبتى انا هفهمك.
- ما انتى لازم تفهمينى ماعدش ينفع اكون عبيطة اكتر من كدة. مش انت امي برده ولازم تفهمينى.
- طب انا هغير هدومى وهاجى نتكلم.
- برا.
- اكيد ما هنتكلمش هنا.
رن الجرس بشدة وخبط على الباب بقوة، هنا نظروا لبعضهم البعض باستفهام من الطارق بالخارج، هل اباها واكتشف خيانه امها، حتى اتى صوته بصراخ.

- قائلا بعصبية. افتحى يا تارا افتحى يا تارا. افتحى الباب لاكسره.
هنا ركضت امى على المرحاض واغلقت الباب ورائها، وتركتنى وحيدة مع ذلك الرجل الغريب مجهول الهوية بالنسبة لى، تسمرت في مكانى بصدمة، انظر على ذلك الباب الذي يكاد يقلع من مكانه، لا اعرف ماذا يحدث او ما الذي يجرى حولى، لا استطيع توا ان اترجم مشاعرى، غير اننى واقفة ضائعة تائهة عاجزة، ذهب ذلك الرجل وفتح الباب...

واخيرا فتح الباب رايت امامى رجلا كبيرا في السن، ويظهر من معالم وجهه انه غير محترم بتاتا، وتارا متسمرة في مكانها ودموعها على وجنتيها انهار، الكلمات خرجت من فمه بصعوبة.
- قائلا بعجز. امال بناتك فين يا مدام؟
-...

لم استطع ان ارد عليه، انا اساسا لا اعرف على ماذا ساجيبه، امى توا كانت ترتدى قميص نوم مثير مع ذلك الرجل الذي يظهر من معالمه الخبث والدهاء، وامى التي تركتنى ورمت التهمة جميعها الى دون الخوف على، ماذا تفعل مع ذلك الرجل وماذا يحدث، اشعر ان عقلي وقف عن التفكير، وقلبي ينبض بين ضلوعى يريد ان ينطق ويتكلم عن ماذا يحدث، ولكنه ماذا سيقول او يخبره، امسك الرجل ضربه امامى، وظل يلقنه بالضرب والشتائم البذيئة، حتى تجمعت الجيران على صوت الرجل، ورفعوه عنه بصعوبة، وامسكوه اجبارا، وبدا يقولون حولى. تلك الكلمات التي لا تنسى.

- دى راجل قليل الادب.
- كل يوم مع واحدة ست.
- والله دى ما خلى سمعة العمارة في الارض بسبب تصرفاته القذرة دى.
ظلوا ينظرون لى نظرات استحقار ويوجهون لى اصابع الاتهام، واننى زوجة خائنة لزوجى كلمات كتيرة لم يخبرونى بها، لكن نظرات عينيهم كانت كفيلة بذلك الدور.
- حرام عليك يا ابنى هتضيع مستقبلك علشان واحدة زبالة.

تخلص من يدهم التي كانت تمسكه ؛ حتى لا يتهور ويقتله في الحال، ووقف امامى. وصفعنى على وجهى بشدة، هنا استوعبت وادركت ما يحدث حولى، امسكنى من شعرى بقوة، وجرنى خارج الشقة امام انظار الجميع، وصلنا عند السيارة والقانى في داخلها بعنف...
وبعد دقائق وصلنا الى مكان بعيد خال من الناس، فتح باب السيارة وظل يصرخ يصرخ يصرخ. ووضع يده على قلبه يضربه.
- قائلا بوجع. اه اه اه اه اه اه اه اه.

كانت في داخل السيارة مقهورة غير مستوعبة وحزينة بشدة على زوجها. فهو توا يموت ؛ لاعتقاده بانها خانته. دلفت من السيارة لتوضح له. كانت قدماها تخذلها ولكن ما باليد حيلة. ستتلكلم وتخبره ايا كانت العواقب.
- قائلة بعجز. انت فاكر انى كنت بخونك.
التفت لها بقسوة.
- قائلا بصراخ. اومال كنت بتعملى معاى ايه؟

صمتت للحظات لم تستطع ان تجيبه. هل تخبره بان امها هي التي كانت معه، وركضت الى المرحاض. و تركتها لمصيرها المجهول. ظلت تفكر في اشياء. حتى تحدثت اخيرا.
- قائلة بعدم تركيز. انت فاكر انى كنت بخونك.
- لا انا متاكد انك فعلا خونتينى.
- وجايب التاكيد ده منين؟

- لانى كنت بكلمك وسالتك بتعملى ايه؟ قولتلى ليا مع بناتى. بتخونينى يا تارا. بتخونينى. قالها بحسرة ولقنها قلم عنيف على وجهها، وبدا يضرب فيها بعصبية وعنف شديد، كانت عاجزة لم تستطع الدفاع عن نفسها فمن كثرة الضرب سقطت ارضا، وبدا يضربها بقدمه في بطنها بقسوة ويصرخ
- قائلا ببكاء. بتخونينى يا تارا. طب ليه؟ عملت فيكى ايه؟ انطقى ساكتة ليه؟

كنت اضع يدى على وجهى. لا اريد ان ارى ملامح وجهه، حتى لا تتكون صدمة لدى، وتنغرز في ذاكرتى، ضربه كان عنيفا بطريقة لا توصف، اول مرة في حياته يضربنى او يهنينى ويذلنى بتلك الطريقة، فزين كان زوجا صالحا بيشجعني، ويشعرنى بالامان، ودائما يكون فرحان بنجاحي، كنت اقول دائما ان ربنا راضى عنى، انه عوضنى بحب حياتى...
قال بوجع، وهو يواصل ضرب فيها.
- كنتى بتعملى ايه مع الراجل ده؟
تحدثت بصعوبة.

- قائلة بصدق. انا ماخنتكش.
- اومال كنتى بتعملى ايه عنده؟
- ما هينفعش اقولك.

ظل يضرب بعنف وغضب شديدان. حتى فقدت الوعى نهائيا، تاركة كل شىء للواحد الاحد الفرد الصمد، بعد ان نفذت طاقتى، تركتها واعطيتها ظهرى، غير مستوعب او مدرك لذلك اليوم اللعين، برغم انه انهى عليها فحاله لا يختلف عن حالها نهائيا تقريبا اسوء، والاسئلة التي كانت تضرب في ام راسه. ماذا كانت تفعل معه، هل حقا كانت، تخوننى، ام ماذا، التفت باتجاهها، رايتها غائبة عن الوعى، ووجها كله دماء، لا تستطيع ان ترى معالمه من كثرته، ركضت اليها سريعا، وجثيت على قدمى امامها، رفعت شعرها عن وجهها، ملامحه كانت لا تبشر بالخير ابدا، توحى بانها دقائق وتفارق الحياة، دق قلبه رعبا، فهذه تارا حبيبته التي عشقها منذ الصغر، بدون تفكير حملها بين ذراعيه. وفتح باب السيارة وادخلها بها، وركض على اقرب مستشفى...

تسارعت الاحداث و دخلت غرفة العمليات.
بعد ساعتين
خرج الدكتور ووجه له كل اصابع الاتهام.
- قائلا بحدة. المدام اتعرضت لضرب جامد. تقريبا واخدة علقة موت. وحضرتك اول المتضررين.
-...

فى تلك اللحظة كان والداها ووالداتها اتوا، عندما اتاهم اتصال من ادارة المستشفى، فالمريضة وزوجها اغنياء عن التعريف، كريم كان يظهر على معالمه الضيق والقلق. شاهيناز كان لديها كل المعلومات، ولكنها مستحيل ان تتحدث، او تخبرهم بشىء، خرجت تارا من غرفة العمليات وجهها بالكامل كله كدمات، ذراعيها انكسر وقدميها ايضا، والداها كان سيجن عليها ليعرف ماذا حدث لها، خاصة انها دخلت في غيبوبة.

اما انا فكنت لم استطع اتكلم او ابوح بما داخلى، فالكلمات كانت عاجزة في لسانى، كنت افكر في الايام التي قضيناها سويا، وكيف هان عليها ان تفعل ذلك الامر الشنيع، الذي لا يصدقه عقل، ولا يرتضيه دين، وبناتنا ماذا سيكون موقفهم من امهم عندما يكبروا، وهل فعلا بناتى ام لا، ترك المستشفى باكمله، واخذهم وذهب بهم الى المستشفي، ليعمل لهما تحليل حتى يعرف، هل بناته ام يخصوا ذلك الرجل...

بعد يومين ظهرت النتيجة، حمدا لله لم تكسره تارا في ابوته منهم، بعد ان اطمئن قلبه من اتجاه بناته وانهما من صلبه، قرر ان يذهب الى الرجل ليعرف منه كل شئ، واذا لم يخبره سيقتله في التو والحال...
عندما وصلت الى هناك، سالت عليه البواب، اخبرنى بانه جمع اغراضه الخاصة وذهب من هنا، ولا احد يعرف عنه شيئا ولا يريد ان يعرف، يكفى ما فعله من فضائح ومشاكل الى هذا القدر، وعندما سالته عن تارا اجاب.

- قائلا بصدق. شهادة لله يا ابنى اول مرة اشوف مدامتك هنا. وبعدين هي اول ما جت سالت على الشقة في الدور الكام؟
- يعنى عمرها ما جت هنا.
- لا والله يا ابنى. والله على ما اقول شهيد.
- الراجل الزفت ده اسمه ايه.
- سعد الجوهرى.
- بيشتغل ايه ولا فين؟
- والله يا ابنى اللى اعرفه شغله كله في بلاد برا.
- اول مرة تجيله واحدة ست.
فهم سؤاله.

- قائلا بحنق. الراجل ده سمعته حاجة استغفر الله العظيم منها. فضايحه كانت مسمعة جيران الجيران.
- هو مش متجوز.
- لا متجوز وعنده ولاد كمان.
- طب هما فين؟
- معاى في بلاد برا.
- بلد ايه؟
- امريكا.
- امريكا قولتلى.
- اه هي يا ابنى. يلزم حاجة تانى.
- لا شكرا. قالها بحيرة، واعطاه مبلغا كبيرا من المال، ودلف من امامه...

ركبت سيارتى وذهبت من امام العمارة اللعينة مثلما اطلقت عليها، وصلنى اتصال من اديم بانها اخيرا فاقت، ذهبت اليها سريعا، ليس قلقا بل لاعرف ماذا ستفعل، هل ستبلغ عنى وتذجنى بين السجون، ام لم تفعل، اصبحت لا اعرف شيئا...

عندما دخلت غرفتها كان معها الضابط الذي يستجوبها، واباها وامها التي تضع يدها على قلبها، تخشي من تارا ان تخبره كل شيء، فزين لقنها علقة موت، ماذا سيفعل فيها كريم اذا علم بما حدث، حقا سيقتلها، فهو لا يطيقها ولا يتحمل مجالستها لحظة واحدة، كان الضابط يلح على في نفس السؤال، وكانت اجابتى نفس الاجابة.

- انا ماحدش ضربنى. انا واقعة من على السلم. لن اقول الحقيقة حتى لو قتلونى، فالذى فعلته في زين اكبر مما هو فعله معى، فانا كسرت فيه كل شيئا، لكن ابى اهم عندى من كل شيء، يكفى خوفه ورعبه على.
- قائلا كريم برجاء. قولى يا حبيبتى مين اللى ضربك ماتخافيش.
- انا قولت يا بابى. انا وقعت من على السلم بالغلط.
هب فيها بانفعال.
- قائلا بصراخ. انتى هتجنينى مش شايفة وشك. ولا دراعك ورجليكى المكسورين عاملين ازاى.

- يا مدام تارا لو حضرتك خايفة. قولى من عمل كدة. وانا دينى اسجنه فورا.
- نفس الاجابة يا حضرت الظابط انا ماحدش عمل فيا حاجة.
- انتى ليه بتنكرى ان جوزك هو اللى ضربك.
-...
لم يعلق على كلام حماه، كل الذي عليه ينظر لها بكره وغضب.
اما هي كانت تنظر له بحب.

- قائلة باعتذار. زوجى عمره ما ضربنى ولا مد ايده على. دايما هو امانى وسكنى وعزوتى وناسي. وفوق دى كله ابوى بناتى. فمستحيل يا حضرت الظابط واحد يكون بالمواصفات دى. ويضربنى كدة. قالتها وهي تنظر له. كانه تخبره بان لا يحزن منها، فهى لا تستطيع ان تخبره الحقيقة، لكنى لن اقول لك غير انى عمرى ما بحياتى خنتك، فانت حبي الاول والاخير...

عودة الى الوقت الحاضر، فتحت عينى ودموعى نزلت على وجنتى كلما تذكرت ذلك اليوم اللعين، وعلى مدار السنتين كان سؤالا واحدا يضرب ام راسي، ماذا كانت تفعل مع ذلك الراجل؟ وهل حقيقة كانت اول مرة تذهب الى ذلك المكان مثلما اخبرنى ذلك البواب، واذا كان ذلك الكلام صحيح، لماذا لا تخبرنى الى سبب ذهابها هناك، وهل هي خانتنى ام لا، الاسئلة كثيرة ومتضاربة وانا اصبحت لا اطيق ذلك. نظرت الى الناس المارة امامى من النافذة الشفافة، لاشتت تفكيرى في ذلك الموضوع الموجوع...

بعد ان انتهى من ذكريااته، كان يفتح باب الشقة، سمعت صوته، خرجت من غرفتها، وقررت ان تواجهه وتتحدث معه، رائها امامه ومرتدية ذلك القميص اللعين، تجاهلها وتخطاها، طرحت سؤالها عليه.
- قائلة بصراخ ممزوج بقهر. خنتنى ولا لسي؟
التفت لها بكره.
- قائلا بغضب. اختفى من قدامى.
قالت برجاء وهي تمسك يده.
- وحياة بناتك جاوبنى.
تخلص من يدها بكره.
- قائلا بحدة. شكلك عايزة تتهانى النهاردة.

- هنى اقتلنى وادبحنى. بس قولى كنت مع حد ولا لا.
قال بتحذير وهو يجز على اسنانه.
- اشترى نفسك وغورى من قدامى.
- ماهمشيش غير لم تجاوب على سؤالى.
امسكها من شعرها بقوة، وقربها له.
- قائلا بكره شديد. اتمسي وقولى يا مسا.
لا تهتم بالم شعرها، فالالم الذي تشعر به توا اصعب بمراحل من وجع الشعر.
- قائلة بوجع. انا بموت يا زين خوتنى ولا لا. قالتها وانفجرت في بكاء يقطع القلب.
- نفس اللى انتى عملتى انا عملته فيكى.

صرخت في وجهه
- قائلة بصدق. وحياة بناتنا ما خنتك ورب العالمين ما حصل. اعمل ايه علشان تصدق؟
- والراجل اللى شفته معاكى في الشقة. كان بيعمل ايه؟
- مش هقدر اقول. بس عمر ما حد لمسنى غيرك.
رمها على الارض بقسوة.
انوجعت من الوقعة واخرجت تاويهة.
- ثم تابعت بصراخ. اعملك ايه علشان تصدقنى؟
- ابعدى من وشي الساعة دى بدل ما اموتك.
- قولتلك موتنى واقتلنى بس اسمعنى ولو مرة واحدة.

- لم بسالك ما بتقوليش ايه اللى جابه. او في الشقة بتعملى عنده ايه.
- انا تارا بنتك حبيبتك ام بناتك تصدق اعمل كدة.
جث على ركبتيه امامها، وامسكها من شعرها، ونظر لجسدها باستحقار.
- قائلا بقهر. لمس ايه ملكى؟ نمتى معاه صح؟ قوليلي وريحى قلبى؟
بكت بشدة ودموعها نزلت سيول على وجنتيها.
- قائلة ببكاء. قولتلك وعندى استعداد اقولها مليون مرة.
ترك شعرها بضيق. وقام من امامها.

- قائلا بحزن. ابعدى عنى، واحمدى ربنا ان ما قتلتكيش يومها.
- نمت ما كام واحدة غيرى؟ خلاص الخيال بيموتنى كل يوم. انا من غير حاجة ميتة. بس مستنية الحكم على.
- وانا زيك منك لله.
- اه اه اه اه اه اه اه اه اه. قالتها باعلى صوت لديها، وتبكى على تمزيق قلبها. هي تعلم ان زوجها يخونها وكل يوم في حضن امراة مختلفة.

نظرت له بعجز. - قائلة بصدق. انت واحشتنى اوى. نفسي احضنك، يارب الرحمة من عندك انا بموت. بموت. ظلت تصرخ و تصرخ. خرجت الخادمة على صوتها الخادمة، اخذتها في حضنها وهي تصرخ. تخرج القهرة والالم الذي في قلبها، لا يشعر بها غير خالقها.
- يا بنتى اهدى...
قالت بانهيار، وهي تلطم على وجهها وتصرخ
- انا بموت بموت بموت.
- يا ابنى تعالى خدها في حضنك ممكن تهدى.

- قال بكره. ما تموت ولا تولع. ثم تابع بتحذير. اسكتى علشان بناتك...
كانها لم تسمعه، فغاب عقلها نهائى من التفكير، تخلصت من يد الخادمة، وركضت على المطبخ، واتت بسكينة. ووضعتها على عنقها، اترعب زين عليها، والخادمة وضعت يدها على قلبها.
- قالت بصدق. انا ما خنتكش ما خنتكش لو عملت كدة اموت.
- تارا يا بنتى مالك النهاردة؟
- خلاص ما عنتش طايقة الحياة دى.
صرخ فيها.
- قائلا بعصبية. بطلى جنون.

- انا اتجننت لم انت ما بقتش معايا.
- نزلى السكينة وادخلى لبناتك.
- خلى بالك منهم انا مش قادرة اكمل من غيرك.
اقترب منها لياخذ السكينة. لكنها ابتعدت عنه.
- وقالت بحزم. ابعد انا خلاص خدت قرارى.
- قرار ايه يا المجنونة؟
- الرحيل. انا عايزة امشى ودى انسب حل.
- وبناتك؟
- انت معاهم وبابي واديم وصافى وادم.
- وانتى فين؟

- انا مش موجودة من غيرك. بموت كل لحظة وانا عارفة انك مع واحدة دلوقتى ومش عارفة اعمل حاجة ولا اوقفك عن افعالك.
- ما انتى اللى عملتى كدة.
- كان غصب عنى. كلكوا بتلمونى وانا ماعملتش حاجة.
- طب انا عملت فيكى ايه؟ انتى اللى نهيتى كل حاجة.
- خلاص هريحك منى ومن خلقتى اللى بتفكرك بكل حاجة وحشة. انا بحب...
- دادة روحى صحى البنات.
- انت بتعمل ايه؟
- دادة من غير ما تفكرى روحى صحى البنات.

هزات راسها ايجابا بقلة حيلة، ودلفت الى غرفة البنات. او بمعنى اصح ركضت اليهما. رمت تارا السكينة من يدها. واغمى عليها. وقبل ان تقع على الارض كان ساندها زوجها. وحملها ونادى على الدادة بصوت عالى.
- قائلا بصراخ. يا دادة يا دادة.
خرجت من غرفة البنات. رات تارا فاقدة الوعى، وحالتها لا تسر عدو ولا حبيب. وضعت يدها على قلبها.
- قائلة بحسرة. لا اله الا الله.

- اتصلي بالدكتور شوقى جارنا خلى يجى بسرعة. قالها ودخل بها غرفتهما. ووضعها في سريرة بهدوء. وجرى بسرعة احضر لها ملابس ؛ لانها ترتدى ذلك القميص اللعين، بعد ان البسها اذدال للصلاة، كان الطبيب اتى...

فى تلك اللحظة، ركب ادم بعصبية وبجواره مالك. وركض بعيدا عن حشود الصحفيين، وصل عند المقطم. دلف ادم من السيارة، واغلق بابها بعصبية، كاد ان يكسره، كان يدلف المكان ذهابا وايابا، وامسك شعره بعصبية، يكاد يقلعه من جذروه، ويتافف في ضيق وغضب.
- قائلا بحنق. ياربى على الفضايح اللى مابخلصش منها.
-...

لم يجد رد من مالك نظر اليه، كان يفكر في رد على اباه عندما يسائله عن تلك الفضيحة، ضرب ادم بيده على كبوت السيارة بغضب.
- قائلا بحنق. انت يا زفت بتفكر في ايه؟
- ما تهدى ادم وتطلع من دماغى.
- مش المكان دى كان شرتك. الله يلعنك يا مالك.
- مش انت اللى عايز مكان الصحافة ما تعرفكش هناك. وكنوع من التغيير.
- حوش يااااا ماحدش عرفنا هناك.
- طب الحل ايه؟
- اخويا هيولع فيا.

قال بسخرية. وهو ينزل من السيارة وجلس على كبوتها.
- لا ابوى انا اللى هيحتفل بيا.
- ولاد الدايغة ايه اللى عرفهم مكانا.؟
- نحس بعيد عنك.
- انا لسى عامل فضيحة من يومين.
- ابويا المرة دى هيسمع امى اوسخ الحان الربيع.
- اديم هيزعل اوى يا مالك. مش عارف ردة فعله هتكون ايه المرة دى؟
- في ايه يا ادم؟ ياريت كل الناس زى اخوك. سايبها ليك.
- يا غبى دى اخر مرة محذرنى. وانا ماعملتش فضيحة واحدة دى فضحتين.

- والله ما في اختلاف واحد زى اتنين. ما هو كل مرة بيحذرك وانت زى ما انت. بترجع تعيد المنوال تانى بس على توسع شوية.
ضيق ادم حاجبيه بضيق من كلامه صديقه
- قائلا باستغراب. ليه حساك شمتان فيا؟!
- ليه مش راشك معاك في الفضيحة. ولا الصحافة هتكتب اسمك وتسيبنى انا.
- بس انا كنت طالع بواحدة وانت لا.
- ما فرقتش يمكن لو كنا معانا بنتين. كانت الفضيحة هتكون اهون.
رفع حاجبيه باستغراب
- قائلا باستفهام. قصدك ايه؟

- قصدى بنت واحدة. يعنى على وعليك.
استوعب ادم كلامه.
- قائلا بصدمة. يا نهار اسود دى كملت.
- قصدك يا ليل اسود.
- انا كل اللى شغالنى اديم لكن ماما براضيها بكلمتين.
- انا كل اللى شاغلنى البيت كله. ابويا احتمال يطلق امى فيها. ونتشرد في الشارع.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة