قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الرابع والعشرون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الرابع والعشرون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الرابع والعشرون

اجرت اتصال على اديم. فرد عليها
- قائلة بهدوء. اديم حبيبي اخبارك.
قال بحزن.
- الحمد لله يا صافى اخبارك انتى.
- كويسة. بس ايه اللى حصل ما بينك وبين ادم.
- لو سمحتى يا صافى. ان كنتى هتكلمينى عنه بس اقفلى السكة.
- مالك يا اديم ايه اللى حصل ما بينكوا المرة دى.
- بقولك لو سمحتى.
- طب خلاص هسكت.
- هي نسمة جت معاك.
- لا ماجتش.
- غريبة؟!
- تصرفات نسمة اصلا بقت كلها غريبة.
- ليه ايه اللى حصل.

- مش هي صاحبتك ابقى اساليها.
- صاحبتى اه بس اكيد في حاجات خاصة عايزة تخليها لنفسها.
- نسمة بقي ليها حاجات خاصة وعلى.
- بنات بقي يا اديم.
- اه بنات وتعاملنى اسوء معاملة.
- انا افتكرت انها جت معاك. خاصة انها جت حضرت الشنطة ليك.
قال باستفهام، وهو مصدوم من الذي قالته.
- حضرت ايه؟
تصنعت عدم المعرفة. برغم انها تعمدت ان تخبره.
- قائلة باعتذار. oh sorry. هي قالت ليا مقولكش.

- صافى سيبك من دى كله، وقوليلى هي فعلا حضرت ليا الشنطة مش الدادة.
- ايوا هي يا اديم.
- طب ليه مقالتيش.
- شوف انت زعلتها في ايه.
- والله مزعلتها. بس هي بقالها فترة مش طايقة ليا كلمة.
- انا من راى لازم تصالحها.
- انتى شايفة كدة. طب اعمل ايه.
- جيب ليها هدية حلوة من باريس.
- دى شغل عيال يا صافى.
- عيال ايه؟ جيب انت ليها هدية وعلى ضمانتى.
- طب تمام هحاول.

- قالت صافى برجاء ممزوج بطلب. وكلم ادم المرة دى ومتزعلش منه. دى مهما كان اخوك الصغير.
- صافى ادم المرة دى جاب اخرى.
- معلشى هو متضايق جدا ان هو زعلك. ومهينمش غير لم تكلمه.
- طب تمام.
- هتكلمه.
- هكلمه.
- thank you.
قالت بوداع، وهي تغلق الهاتف معه
- طب سلام. goodnight.

فى تلك اللحظة كان يقرائوا الفاتحة في غرفة الصالون، بعد ان انتهوا من قرائتها قاموا اهل العريس وباركوا له، وام نسمة اخذتها في حضنها وسط سعادتها العارمة بابنتها ووحيدتها، هي كانت سعيدة ولكن ليس كثيرا فقلبها مازال معلق بذلك الاديم، ولكنها وافقت على خطبتها من فؤاد لتتخطى حبه ولو بالقليل، اقتربت عمتها منها واخذتها في حضنها، وبعد ان انتهت المباركات لبسوا الدبل، وتركوهم سويا ليتحدثوا...

فكان اول من تكلم فؤاد الذي كان يجلس بجوارها على مقعد غير مقعدها.
- قائلا بسعادة. وهو ينظر لها بحب. مبروك يا اجمل عروسة في الكون.
اردفت بامتنان.
- قائلة بشكر. ميرسي يا فؤاد. انت اللى عيونك حلوين.
- قال بغزل، وهو يرمقها نظرة اعجاب. بس مش اجمل من عيونك يا نسمة.
تفاجات من غزله بها، فهو معروف عنه الخجل وعدم البوح بمشاعره.
- قائلة باستغراب. اى يا دكتور الرومانسية دى كلها.
- حد يشوفك ومايكونش رومانسي.

- كلامك جميل وبيسعدنى.
- ربنا يقدرنى واقدر اسعدك.
- خير ان شاء الله.
- مبسوطة يا نسمة.
- ليه بتسال كدة.
- اصل مش شايفك ملهوفة.
- انا صعبة شوية في التعبير.
- ولا مكسوفة.
- يمكن.
- انا مش غريب عنك انا ابن عمتك وخلاص بقيت خطيبك.
- ابن عمتى اه لكن خطيبك دى لسي جديدة على.
- بكرة تتعودى.
- ان شاء الله.
دخلت عليهما اخته نرمين تلك الاخت الصغرى للفؤاد.
- قائلة باستفهام. اى جماعة بتتكلموا فيه؟
اردف بغيظ من دخوله اخته.

- قائلا بضيق. ايه اللى جابك يا نرمين.
- قولت اجى اشوف العشاق الجدد.
- خلاص شوفتينا تمشى بقي من هنا.
- في ايه يا فؤاد عايزة اقعد مع نسمة شوية.
- كلها شوية واسافر وهسيبك اليوم كله معاها.
اردفت نسمة باستفهام.
- قائلة بقلق. تسافر فين وخاصة في الوقت ده.
- وايه اللى يمنع سفرى عندى شغل.
- الوقت متاخر خليك لبكرة الصبح.
- متاخر ايه دى الساعة لسي عشرة.
- عشرة بتتكلم كانها لسي تمانية.

- هو انا عيل صغير هتوه في الطريق ولا هتخطف يعنى.
- لا مش عيل صغير بس الوقت متاخر جدا.
- اى ده انتى خايفة على ولا ايه؟
- ايوا طبعا خايفة عليك مش ابن عمتى.
- وخطيبي اتعودى عليها بقي يا نسمة.
- انا بقول اخلع بقي ؛ علشان تواصلوا الحب والدباديب.
- اخيرا ابو جبل هيفهم.
قالت نرمين، وهي تنصرف من امامهما.
- عن اذنك يا دكتور...

فى تلك اللحظة، كان يقف في البلكونة عارى الصدر، ينفس في سجارته بغضب وضيق، ينتظر اتصال من اخيه، فاذا لم يتحدث معه توا، فلن يشم رائحة النوم ابدا، بعد ان انهى اتصاله مع صافى اتصل به فهو ايضا لا يتحمل حزنه، عندما سمع صوت هاتفه، رمى السجارة ارضا، وركض على الفور واجتذبه من على الطاولة...
اردف اديم باستفهام.
- قائلا بوقار. نمت ولا لسي؟
- اكيد لسى.
- ومنمتش ليه.
- انام ازاى وانت زعلان منى.

- هو انت يعنى بيهمك؟
- اه بيهمنى.
- وده من امتى؟
- من يوم ما تخلقت على ضهر الدنيا وعينى شافتك وحبتك.
- اى يا ابنى الكلام الرومانسي ده.
- اديم انت ابويا انا ابيع الدنيا واشتريك انت.
- ماهو واضح من كلامك.
اردف بحزن.
- قائلا باعتذار. انا اسف ان زعلتك.
اردف اديم بحزن.
- قائلا بعتاب. انت وجعتنى بكلامك.
- ماكنش قصدى.
- اومال لو قصدك كنت قولت ايه.
- يا اديم مش هي دى اللى اسمها يرتبط باسمك.
- هنرجع تانى لنفس الكلام.

قال ادم بصوت عالى، وتكرار كلمات الاعتذار التي ليس لها اول من اخر.
- لا لا خلاص انا اسف جدا جدا جدا جدااااااااااااااااااااااااااا.
- كفاية اعتذار.
- عارف لو ماكنتش كلمتنى انا كنت هفضل سهران لحد ما تكلمنى.
- هو انا صافى علشان تضحك على.
- انت اديم مش صافى. حاجة جميلة في حياتى ماقدرش استغنى عنها لحظة.
- مابقلكش بقيت رومانسي.
- امانة عليك ماتزعلش منى واوعدك اول واخر مرة.
- خلاص مش زعلان منك.

- ومن بكرة هكون خدام لورود.
انصدم من كلام اخيه.
- قائلا برفض. خدام ايه؟ انت بس خلى بالك منها.
- دى اقل حاجة اعملها لخطيبة اخويا.
- ادم ورود انسانة شفافة ورقيقة متحاولش تتضايقها لو سمحت.
- لو سمحت انت متزعلش منى. وانا هعمل كل حاجة تقولى عليها.
- يعنى هتعمل كل حاجة كل حاجة.
- هو مش كله اوى بس هحاول.
- please. يا ادم بلاش فضايح السنة دى. ولازم تنجح علشان شكلى قدام ورود.

- لا ما انت تختارلك اتنين لا انجح لا ابطل علاقات.
- الاتنين مع بعض.
- لا دى كدة حرام هو انا هلاحق على ايه ولا ايه.
- ادم الاتنين ومن غير جدال لام ارجع ازعل منك.
- حاضر يا اديم بس انت متزعلش. اديم الكام ساعة اللى قفلت تليفونك فيها انا كنت هموت.
- كفل الشر عليك يا حبيبي.
- انت اللى حبيبي وابويا وسندى.
- وانت ابنى البكر اللى تعابلى اعصابى بمشاكله وكوارثه.
- خلاص هكون حمل وديع.
- اشك في كدة جدا.
- نعمل ايه؟

- متعملش حاجة لو سمحت. بقولك.
- تؤمرنى.
- متنساش تبقي تودى ورود الكنيسة.
- تمام هبقي اوديها. ابقي اعرف منها الايام ووديها على طول.
- وانت بتوديها متنساش تتكسف وتبقي تصلى.
اردف بسخرية.
- قائلا بايجاب. في الكنيسة.
- احنا هنزر. اكيد في المسجد.
- حاضر طلباتك كترت يا اديم.
- ولا كترت ولا حاجة. هي حاجات سهلة بس انت مش ناوي تتغير.
- هنفتح بقي الاسطوانة المشروخة اللى ما بتخلصش. بقولك ايه تصبح على خير.

- في ثوانى بتهرب.
- هو مش هروب قد ما انا عايز اجهز نفسي للكلية بكرة.
- اذا كان كدة ماشي. تصبح على خير.
قال برضا، وهو يغلق معه الهاتف.
- وانت من اهله.
وذهب الى فراشه بسعادة ليغط في نوم عميق، فغدا اول يوم في الدارسة...

ولقد اتى اليوم، الذي تتغير اهداف الطلبة فيه، منهم من يريد ان يواصل الاجازة بدون دراسة متواصلة دائما دون انقطاع، ولا المتحمس لمنهج جديد وسنة جديدة، ولا الفتاة التي تحب ان تكون رئيسة الجامعة، ولا الولد الضائع التلفان الذي يريد علاقات مع البنات لا اكثر من ذلك، ولا الفتاة التي يهمها العلاقات والبعد عن الضغط الاسرى، ولا التي لا تبحث عن احلامها وطموحاتها وتريد زوجا لها، في كل مكان في يوم دراسة كل انسان يكون له فكرا مختلفا عن الثانى، لكن في الجامعة الامريكية ارقي طبقة في مصر يلحتقوا بها، برغم انهم يتميزون في الرقي والاخلاق، لا يختلفون في تطلعاتهم عن الاخرين، نفس التفاصيل ونفس سقف الاحلام، باختلاف المال، لكنه نفس المبدا، استيقظت من نومها وصلت للرب ودعت لنفسها، ان يسير اول يوم لها في هدوء وسلامة، وجلست على طاولة الطعام، لتتناول افطارها بعد ان حضرته لنفسها، وبينما هي تاكل سمعت جرس الباب يرن، فقامت من على الطاولة بحماس، فتحت الباب وجدت انه الامن، يخبرها بان سائق التاكسي بانتظارها لينقلها للكلية، انطفات سعادتها وحماسها كانت تعتقد بان هو من سياخذها للكلية اول مرة، لكن لم يدم الحزن طويلا على وجهها، عندما اخبرها بان ادم وصى لها على تاكسي ياخذها كل الاماكن التي تريدها، تتاخر تبكر كل هذا يرجع الى راحتها، اذا اردت شىء فانا في خدمتك في اية لحظة، وكل هذا تحت اوامر الادم، رمقته نظرة رمقته امتنان وشكر. ثم قالت بادب.

- ثوانى وهنزل.
- براحتك يا هانم.
- لا ثوانى ونازلة يا استاذ...
- انا محمد حضرتك.
- خلاص يا استاذ محمد انا هجيب شنطتى.

واثناء كلامها معه، خرج ادم من شقته، راته عينيها فدق قلبها من وسامته الفائقة واناقته في مظهره، واهتمامه بنفسه بادق التفاصيل، بداء من حذائه الرياضى باهظ الثمن انتهاءا بشعره الممشط بطريقة ساحرة وجميلة، رائها تتحدث مع الامن، رمقها نظرة تجاهل، ودلف من امامهما دون القاء السلام فوجود تلك الورود قادر على اخراج اسوء ما لديه، فانا لا اريد قربها نهائيا، فهى فضيحة لمظهرى وطريقتها المتصنعة تلك، ولكى انفذ اوامر اخى، كلمت لها سائق خاص يهتم بكل مشواريها، اعتقد انى فعلت اكثر من الازم، فانا لست والداها او مسئولا عنها...

حزنت في داخلها بشدة من تجاهله التام لها، فهو يعتبرها اكثر من النكرة، دلفت الى السيارة، بعد ان اغلقت شقتها، ونزلت في المصعد مع الامن، والحزن يخيم على قلبها من فعلته القاسية والحادة بالنسبة لها، لكن بمجرد روكبها التاكسى، كانت طوال الطريق تفكر في شكل الجامعة وما مصيرها فيها، سائلة نفسها فقط سؤالين، هل النجاح والوصول لاعلى الدرجات ام الفشل، لكن مع الاسف في خلال افكارها المطروحة عن الجامعة تذكرت تصرفه وقسوته العنيفة لها مرة اخرى، ونظراته التي تحوى كره غير طبيعية، اخرجت تنهيدة حزن من صدرها داعية الرب ان تمر ايامها في تلك القاهرة في سلام وامان بعيدا عنه، فهو من الواضح لا يضيق وجودها.

فتحت بوابة الجامعة الامريكية لكل من هب ودب، والكل كان ياتى بسيارته الفاخرة وباهظة الثمن، ويركنها في مكانها، نزلت من العربية، قلبها يدق بسرعة من فخامة المكان وطلابه، فهى اول مرة ترى اناس بتلك الطريقة، من حيث ملبسهم الذي واضح من فخامته كم يتعدى الارقام من الاموال، وشكلهم المهندم والمنظم، شعرت في داخلها، انها قليلة بملابسها البسيطة جدا، والتي كانت عبارة عن جيبة بيضاء موضوعة في قميص موف وحذاء ابيض وحقيبة بنفس لون الحذاء، كانت تظن نفسها انها ترتدى افضل ما لديها، انها لابسة اللى حبل زى ما بيقولوا، لكن بعد ذلك ايقنت بانها اقل من القليل بكثير، لافت انتباها غير الشكل الخارجى، ان الفتيات يسلموا على االاولاد بالاحضان والقبلات، وعندما سارت قليلا، كانوا يتكلمون عن اين قضوا الاجازة، هل في جزر المالديف ام شرم الشيخ، الخ، وماركات الملابس واحدث صيحات الموضة، هي تنظر عليهم وكانها تشاهد فيلما في التلفاز، و هي تمشي وتشاهد تفاصيل حياة كل واحد فيهم، بعيدة كل البعد عن حياتها البسيطة والتي غير مكلفة بتاتا، وتسال نفسها كيف ستقضى اربعة سنوات هنا مع تلك الاشكال، الذين كلامهم مختصرا عن الملابس والموضة والاجازات والخروجات وليس اكثر من ذلك، كانوا ينظرون لها بضيق واحتقار من شكلها، ايقنت في داخلها بحزن لماذا لم يعطيها ادم ولا ذرة اهتمام، فبشكلها ومنظرها هذا ستقضي على مكانته وقيمته وسط الجامعة، وقفت في مكان بعيد عن تجميع الطلبة، حتى لا ترى نظراتهم التي يرمقونها اياها، وبعد دقائق وصل آدم كارم النوار، راكب موتسيكل وواضع الخوذة على راسه، وظل يدور بالموتسيكل امام الكلية، وسط صرخات البناات وحماسهم واعجابهم وانبهارهم بحركاته التي يفعلها، وهو يعمل دوائر وحركات تلفت انتباههم، ويرفع حصان بقوة وشجاعة، والبنات تصفق ومبهورة، والشباب يكاد ان يولع في نفسه ومقهورا بعدم فعلهم تلك الحركات المجنونة، وشعورهم امام انفسهم بالعجز، كانت حركاتة من الاخر ومثيرة لاعجاب، وكل ذلك تحت انظار ورود التي لا تختلف عنهم بل اكثر منهم، آدم يتعلم كل سنة طريقة يخطف بها اكبر قدر من الفتيات، بعد ان انتهى من العرض الغير طبيعي والملفت والباهر للنظر وخاصة الفتيات، اوقف موتسكله ورفع الخوذة من على راسه، وغمز لهم وهذا زاد من اعجابهم اكثر، عندما ظهر ذلك الوسيم صاحب الشعر الكثيف والطويل والعيون العسلى والطول الفارع، نزل من على الدراجة، وحط الخوذة في مكانها الطبيعى، ودخل للكلية بكبرياء وغرور، وثقة تامة بانه خطف قلوب الفتيات، سلم على اصدقائه الفاسدين مثله، وكانت الاسئلة المطروحة بين الفتيات كالتالى (. مين ده. ايه الجمال دى كله. دى زير النساء الاول. ابن عائلة ارستقراطية وكلام من ذلك النوع واكثر.

في تلك اللحظة كانت تمشى بجوار امها و تتشاجر مع دبان وجهها، فهى لا تريد تلك الكلية، فاباها منذ طلاقه من امها، يتحكم فيها كيفما يشاء، فاجبرها على دخول كلية ادراة اعمال حتى تمسك الشركات الهائلة التي يمتلكها، فهى ابنته الوحيدة من زوجته الاولى، منذ ان خلقت فهو يعاملها بقسوة وجمود، بخلاف امها تلك السيدة الرقيقة التي تسير بجوارها، زفرت بضيق ودبت في الارض بطفولة وتوقفت عن السير، نظرت لها امها.

- قائلة بعتاب. كفاية بقي يا احسان.
(احسان كامل فرغل، 18 سنة، تتميز بالجمال الشرقى، والشعر الكثيف الذي تغطيه بحجابها الرقيق، وملابسها الجميلة المتواضعة، فهى ابنة كامل فرغل الحناوى، صاحب اكبر امبراطورية في الحديد والصلب، والوريثة الشرعية له، تعشق والداها ولكنها ترفض الكثير من فرض شخصيته عليها، وهي لا تطيق ذلك فهى حرية طليقة تريد ان تعيش بالطريقة التي تحبها وتريدها، ولكن ماذا تفعل ما باليد حيلة).

- قالت بحنق. وهي تنظر لها. ماما بابا عايز يلغى شخصيتى.
اردفت امها برقة.
- قائلة بهدوء. شخصيتك ايه اللى يلغيها. دى دخلك اجمل جامعة في مصر.
- افضل جامعة اه. لكن الكلية لا.
- ومالها ادارة الاعمال.
اردفت احسان بضيق.
- قائلة بوقاحة. زى الزفت.
اردفت امها بتحذير.
- قائلة بحدة. بنت حسن الفاظك.
- ولو ماحسنتهش يا رقية هانم.

(رقية ابراهيم المنوفى، 44 سنة، تتميز بالجمال البرى الغير مصطنع، تعمل دكتورة ادب في جامعة القاهرة، وكلا من في الجامعة من اصغر عامل لاكبر عامل، يحترمونها ويقدرونها، انفصلت عن زوجها بسبب خيانته المتكررة لها، برغم انه يعشقها ويموت كل ليلة في بعده عنها، ولكنها صاحبة كرامة وكبرياء، وفضلت ان تعيش لابنتها وتربيها احسن تربية، وتجعلها من مقيمين الصلاة وحفظة القران الكريم، وفعلت ذلك بكل جهد وعزيمة، وجعلتها ملتزمة دينيا مثلها، بخلاف سلاطة لسانها التي لا تحتمل، وعصبيتها المفرطة، وشخصيتها العنيفة في الدفاع عن حقها).

- قالت رقية بحنية، وهي تمسك يدها. يا احسان لازم تحبى الكلية علشان تقدرى تنجحى فيها.
- مضطره اعمل كدة. علشان ما تعودتش على الفشل.
- برافو عليكى يا حبيبتى.
اردفت احسان بتفاخر بنفسها.
- قائلة بثقة. علشان احسان كامل فرغل الاولى على الجمهورية. لازم دايما تكون مجتهدة ومحافظة على درجاتها.
- ايوا كدة انا عايزاكى عاقلة ومتعمليش مشاكل مع حد.
قالت بحنق من تذكر امها لها دائما بعدم افتعال المشاكل.

- ايه اللى جاب ده في كلامنا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة