قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الخامس والعشرون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الخامس والعشرون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الخامس والعشرون

داخل الكلية بعد السلامات والاحضان بين ادم ومالك والاصدقاء. وجه ادم حديثه الى مالك.
- قائلا باستفهام. اى توقعاتك للسنة دى؟
قال مالك بوقاحة، وهو ينظر الى فتاتين يقفوا بجوار بعضهما البعض لفتوا انتباهه وهو يدخل للكلية.
- قلبى حساسنى انها سنة جميلة.
قال ادم بتساؤل، وعينيه تاكل جميع الفتيات التي تدخل وتخرج من الكلية، من تحت نظارته الشمسية الفاخرة.
- وجبت الاحساس ده منين.
- من المزز الموجودة.

- دى اكبر دليل ان احنا هنبلط السنة دى.
اردف مالك بعدم مسئولية.
- قائلا بلامبالة. مانبلط اهم حاجة نعيش اللحظة.
- لا انا واعد اخويا السنة دى انجح.
- قال بسخرية، وهو يضحك عليه. وانت من امتى كنت بتوفى.
اردف ادم باصرار.
- قائلا بتحدى. هحاول المرة دى اعملها.
- قال بخبث، وهو يغمز له بوقاحة. هتعملها ازاى؟ والبنات؟
قال ادم بقذارة، وهو يغمز له.
- هنوازى بين الاتنين
- بالتوفيق يا ابنى ولكل مجتهد نصيب.

- وكمان بتقول حكم.
- بعض ما عندكوا.

اصطفت تلك السيارة الفاخرة، امام باب الكلية مباشرة، خرج السائق على استعجال، فتح لصاحبتها التي تجلس خلفا، نزلت بغرور مرتدية نظارة شمس لا تختلف في سعرها عن تلك الملابس باهظة الثمن التي ترتديها، دخلت بكعبها العالى تدب في الارض بغرور وتعالى، وكأنها تخبر الجميع بان ليس لها مثيل، شعرها يتطاير مع نسمات الهواء، عندما دخلت سحرت الجميع بطلتها الانيقة وسيرها الواثق من نفسها، لا تلتفت يمينا او يسارا، عندما رات اصدقائها الذين ينظر لهم مالك، فهو معجب باحدهما، اشارت لهم وذهبت اليهم.

عندما رائها ادم تدخل انبهر بها فهذا النوع من الفتيات يعجبه بشدة. ويريد ان يكون معه في علاقة تاكيد ليست جدية.
- قائلا باعجاب. اوبا مين الصاروخ دى؟
قال مالك باستغراب، وعينيه تفصلها تفصيلا.
- ما تعرفهاش.
- لا ما انت عندك كل المعلوماات.
قال مالك بصدق، وبدون تفكير ذهب اليها.
- لا ما اعرفهاش. بس مافيش مانع اروح ليها واتعرف.
عندما وصل اليهم القى عليهم التحية.
- قائلا. hi.

رمقته ماييفا نظرة تعالى، ولم تستطلفه بتاتا، شعرت انه رخم.
(ماييفا السيد السباعى، 18 سنة متعجرفة ومغرورة بنفسها، خاصة انها تتمتع بجسد ممشوق وطول فارع وعينين خضراء، و من عائلة ارستقراطية، وبطلة عالم في الاسكواش اربعة سنوات على التوالى)
ردت صديقتها التي تقف بجوارها، والتي اعجبت بمالك بشدة.
- قائلة بترحاب. هاى انا جيداء.
والفتاة الاخرى عرفت نفسها عليه.
- قائلة بتواضع. وانا نورين.

قال باستفهام. وهو ينظر الى تلك المغرورة التي لم تعرف بنفسها على خلاف اصدقائها. اللاتى رحبنا به وخاصة جيداء.
- وانا مالك الصياد. والاستاذة؟
- قالت بعجرفة، وهي تنظر له بضيق. ماييفا السباعى.
تضايق من طريقتها.
- قائلا بحنق. انتى مالك بتتكلمى كدة ليه؟
ردت جيداء بهدوء. لتهدائة الوضع.
- قائلة بتوضيح. ماتزعلش اصلها بطلة العالم في السكواش.
قال بضيق، وهو ينظر لها بكره.
- على نفسها، عن اذنكوا. قالها ودلف من امامهم.

حزنت جيداء من رحيله، فبوخت صديقتها.
- قائلة بعتاب. ازاى يا ماييفا تتكلمى معاى كدة؟
- لان طريقته قديمة جدا.
استغربت نورين طريقتها.
- قائلة بسخرية. قديمة ايه اللى بتحكى فيها؟
- عايزة واحد يكون لى اسلوب مختلف.
هبت جيداء فيها بانفعال من طريقتها.
- قائلة بتوضيح. هو اصلا مايعرفكيش هو كان جاى يتعرف علينا.
- لا دى كان جاى ليا وبالخصوص كمان.
- نفسي اعرف جايبة الثقة دى منين.
- بص لى هو وصاحبه وهم بيتكلموا.

قال ادم بتساؤل، وهو ينظر الى مالك.
- مين دى؟
رد عليه بضيق.
- ماييفا السباعى. بطلة الاسكواش العالمية.
- ومالك متضايق كدة ليه؟
- بتتكلم من طرف مناخيرها.
- انت اللى غشيم دخلتك كانت غلط.
- هي اصلا مش استيلى.
- يا راجل؟
- البنتين اللى معاها برقبتها.
- كلامك صح بس هي احلى منهم بكتير.
- تغور بحلاوتها.
- دى البت علمت عليك وبالجامد كمان.
- ماييفا دى مش سكتى دى سكتك انت.
- ويا حياتك لاخليها تيجى لحد رجلى.

- ماتوقعش بطريقتها المستفزة دى.
تجاهلت جيداء حديث نورين و ماييفا. وذهبت لهم. وخاصة لمالك. لانها انبهرت بلون عينيه. عندما وصلت لهما، قطعتهما عن مواصلة حديثهما.
- قائلة بتعريف على نفسها، وهي تمد يدها لادم. هاى انا جيداء.
رد عليها ادم بشياكة. قائلا بتعريف، وهو يمد يده لها.
- انا ادم كارم النوار.
انصدمت عندما سمعت اسمه.
- قائلة بلهفة. اخوك اديم كارم النوار المصمم العالمى.

سعد ادم من معرفتها باخيه فهذا يزيده شرف.
- قائلا بفرح. هو بعينه.
تحمست جيداء اكثر.
- قائلة بسعادة. دى مصممى المفضل.
- دى شرف ليا يا انسة جيداء.
- اذا كان المفضل ليا فماييفا مجنونة بى.
هزا ادم راسه بتصنع.
- قائلا بمكر. ماييفا مين؟
- بطلة الاسكواش العالمية.
- ما اعرفهاش.
انصدمت جيداء من كلامه، وفي نفس الوقت سعدت لذلك الامر.
- قائلة بذهول. دى لو عرفت هتزعل جدا.
- ليه بقي؟

- اصل كل العالم تعرفها. او هي معتقدة كدة.
- انا بقي خارج الحسبة كلها.
- قالت برقة، وهي تنصرف من امامهما. عامة اتشرفت بمعرفتك وسورى يا مالك على تصرف ماييفا.
بعد ذهابها انصدم من تصرف صديقه.
- قائلا بدهشة. اى يا ابنى اللى انت عملته ده؟
- اصل النوعية دى عايزة التجاهل.
انبهر مالك بتفكيره اللئيم.
- قائلا باعجاب. لعيب ورئيس قسم.
- مش عارف هفضل لحد امتى اعلمك فيك.
- شوف حد غيرى دلوقتى علمه ؛ علشان انا ماشى.

- رايح فين يا ابنى والمحاضرة؟
- ماليش في هرية الدماغ دى.
- طب هتروح فين دلوقتى؟
- اكيد رايح اخربها.
- اخربها بقي وخد وضعك كله.
قال بوداع، وهو يشاور له من خلف ظهره.
- سلام.

على الجانب الاخر. لم تكن تصدق كلام صديقتها، بانه لا يعرفها، خاصة ان نظراته الوقحة والجريئة لم تنفك عنها، والذي زاد صدمتها اكثر ان هو اخو مصممها المفضل، من لحظة دخولها الكلية وعينيها لمحته، اعجبت به، فهذا هو نوعها المفضل. ماييفا مر عليها الكثير من الذين يريدوا قربها لمصالحهم الشخصية، والتباهى بوجودها في حياتهم مثل اصدقائها، فهى ابنة عائلة ارستقراطية شهيرة في مصر، وبطلة عالمية اسكواش برغم صغر سنها، وحاصلة على كم كبير من الجوائز. لقد ملت حديثهم.

- قائلة بغضب. خلاص يا جيداء انت و نورين.
اردفت جيداء بضيق من عجرفتها.
- قائلة بطلب. متضايقيش اوى كدة يا ماييفا واحد مايعرفكيش.
- هو انتى بقي صدقتى.
- ومصدقهوش ليه.
تدخلت نورين بهدوء.
- قائلة بتوضيح. اكيد حيااته زى حياة اخوه مش طول الوقت في مصر.
- كل كلامكوا ده مايشغلنيش، ويلا بقي علشان المحاضرة.

هزوا راسهم ايجابا. وتوجهوا الى قاعة المحاضراات، كان ادم دخل قبلهم وهذا بتعمد منه، وجلس في اول الصف اشار لجيداء بيده، فابتسمت له بحماس، وذهبت له. اعترضت ماييفا في اول الامر، ولكنها في الاخر ذهبت معهم. جلست جيدا بجوار ادم وبجوارها نورين وبعدها ماييفا. تعرف ادم على نورين. وكلمها بانها ماييفا.
- قائلا باستنكار. اتشرفت بمعرفتك يا انسة ماييفا.
اردفت نورين بابتسامة.
- قائلة بتوضيح. انا نورين مش ماييفا.

- قال باستهزاء، وهو يشير عليها بقلة قيمة. يبقي بقي اللى جنبك.
تحدثت ماييفا بضيق.
- قائلة بغضب. ايوا هي انا.
- ادم.
قالت بضيق.
- ماييفا.
وسط شماتة اصدقائها فيها. فاخيرا وجدوا من ينزل انفها ارضا. ويجعلها تتعامل بان الناس سواء، بعيدا عن تلك العجرفة والغرور الذي تعيش فيهم.

دخلت الدكتورة بملابسها الضيقة التي تبرز اكثر ما تغطى، كانت ورود تقف بتوتر وقلق وعندما رائتها احسان تائهة كطفل رضيع. ذهبت لها على الفور، وطلبت منها برقة ان تجلس بجوارها. سعدت جدا انها وجدت شخصا يشبهها ولو بالقليل في ذلك المكان. خاصة ان ادم متجاهلها تماما. وانصدمت عندما اشار لتلك الفتيات ليجسلوا معه وهي لا خاصة انها كانت تقف خلفهم، حزنت بشدة لكن احسان انقذت الموقف عندما اتت لها واخذتها...

عرفت عن نفسها الدكتورة وعن المادة التي ستتناول شرحها لهم طوال الترم، ثم بدات في المحاضرة...
فى تلك اللحظة، ذهب ليركب سيارته، اتسعت عينيه بصدمة عندما راى ذلك الخدش الواضح، وحروف اسم تلك الشقية مكتوب عليها بدون خوف او خجل، اخرج هاتفه من جيبه بعصبية. واتصل بلامن.
- قائلا بامر، وهو يصرخ فيه بعصبية. دقائق وتكون عندى.
- حاضر يا بيه جاى بسرعة.
قال بعصبية، وهو يغلق الهاتف في وجهه.
- بسرعة يا زفت.

ثم تابع بغضب، وهو يشد في شعره من الغيظ فسيارته جديدة، وهذه اول مرة يركبها اليوم. ليتباهى بها امام اصدقائه، وخاصة الفتيات التي يريد اصطيادهم.
- مين اللى عمل كدة؟
اتى اليه الامن على عجالة.
- قائلا باستفهام. في ايه يا باشا؟
التفت اليه بعصبية.
- قائلا بصراخ، وهو يشير على الخدش. مين اللى عمل في العربية كدة؟
- والله ما اعرف.
- امى اللى تعرف مثلا.
تحدث الامن بهدوء، ليحد من عصبيته.

- قائلة بطلب. اهدى يا باشا، والله ما اعرف مين.
جز على اسنانه بعصبية.
- قائلا بغضب. متقوليش اهدى. مين اللى اتجرء وعملها انت ايه وظيفتك هنا.
- انت بقالك كام سنة في الكلية عمر حد بوظلك حاجة.
تجاهل كلماته، وهو ينظر الى المكان بعصبية.
- قائلا بغضب. فين كاميرات المكان ده؟ انا عايز اعرف من اللى عملها؟
- خروج الكاميرات باذن من عميد الكلية.
- انت تجبلى الكاميرات بلا عميد بلا غيره.
- ممنوع دى فيها رفضى.

- انت هتجبهالى ولو اترفضت شغل بابا موجود.
- طب ماتعرف مين اللى بينك وبينه عدواة علشان يعمل...
قال بعجرفة، وهو يتذكر عندما مراة سيارته خبطت فتاة محجبة، لحظتها صرخت عليه وبخته باقذر الشتائم. ولكنه هزا راسه بالرفض مستحيل ان تفعل ذلك فهى اقل من تلك الافعال الطفولية.
- استنى.
- قال الامن بتذكر. مالك باشا انا جت ليا بنت الصبح وسالتنى عن مكان الجراج.
انتبه الى كلامه حول شكوكه.
- قائلا باستفسار. شكلها ايه؟

- هي شكلها في الدفعة الجديدة. بس محجبة.
قال مالك بغضب ممزوج بغيظ.
- يبقي هي بنت الحرام.
- هتعمل ايه؟
قال بوعيد وعينيه تنطق بكل نيران الغضب.

- عملها اسود ومنيل. قال كلامه. ثم توجه اليه وبوخه لاهماله وانه سيعاقبه باشد العقوبة، ولكنه بعد ان ياخذ حقه من تلك الفتاة المجهولة، تركه وذهب للكلية في عصبية وانفعال، كانت هي تخرج من المحاضرة بمفردها، لان ورود رفضت الخروج واحبت ان تستكمل محاضراتها، فوجودها هنا من اجل حلمها لا اكثر من ذلك. وجدت احسان ذلك الوقح، يقف في نصف الكلية، وعينيه تذهب يمينا وشمالا، ولكنها لم تلتقطه، فقررت ان تختصر عليه الطريق في البحث عنها، وذهبت اليه ووقفت امامه بكل قوة وشجاعة، اتسعت عينيه بصدمة، عندما رائها امامه، وعينيها يملائها كل القوة والشجاعة. تحدثت بمكر عليه.

- قائلة بجراة. بتدور على حاجة.
تعصب من طريقتها.
- قائلا بايجاب. بدور عليكى.
- هو انا بقيت مهمة للدرجة دى.
- هو انتى مش خايفة منى.
- واخاف ليه. الخوف ده للجبناء. وانا عمرى ماكنت كدة.
قال بلطف، وهو يتحدث معها بهدوء رغم الذي فعلته معه.
- انتى ايه اللى عملتى في العربية ده.
- زى اللى انت عملته معايا مش شوية.
- انتى عارفة العربية اللى حضرتك دمرتيها بكام.
- قالت بجراءة، وهي تنظر له بضيق. اكيد اغلى منك.

كل من كان يقف في المكان انفجر في الضحك عليه. وادم كان يقف فوق في الدرو الثانى ساند قدمه على سوره وواقف يشاهد باستمتاع.
- انتى مين علشان تكلمنى بالطريقة دى.
- انا اللى علمت عليك ودمرتلك العربية.
- انت شكلك واحدة مجنونة ومتخلفة.
- ايه هو انت بتوصف نفسك.
- عارفة وماكنتيش واحدة ست انا كان زمانى دفنتك تحت رجلى.
- انا ارجل منك، واعملها ورينى نفسك لو تقدر.
- انا على استعداد اعملها بس انا مش شايفك قدامى.

- واضح مش شايفنى بدليل ان عينيك بتطلع شرار دلوقتى.
- قال مالك بقسم ممزوج بعصبية. ودينى لدفعك تمن الكلام دى كله.
- ماتتنرفزيش اوعى كدة يا بيضة احسن يطق ليك عرق.
- غورى من وشي دلوقتى.
لم تخشى او تهاب صوته العالى او تغيير لون عينيه. بل تحدثت بكبرياء.
- قائلة بقوة. هي ماكنتش كلية ابوك علشان امشى واسبهالك.
- انا ابن راجل لكن انتى بنت مره.

عندما ذكر اسم امها. انفعلت فيه بشدة، ورفعت يدها وصفعته على وجهه بكل قوته بعصبية.
- قائلة بغضب. انا امى مره يا ابن الكلاب.
وسط صدمة الجميع وذهولهم. نزل ادم بسرعة من مكانه وحجز ما بينهما. هب مالك فيها بانفعال شديد على غير عادته.
- قائلا بتوبيخ. اه يا بنت...
- الشتيمة دى لامك مش ليا.
قال بغضب، وهو يحاول ان يبعد ادم عنه. سيبنى على بنت الكلاب دى. -
قال ادم برجاء، وهو يمنعه من ضربها.

- اهدى يا مالك لو سمحت بلاش عصبية.
- اهدى ايه؟ ودينى لدفعها التمن غالى.
- لو راجل ورينى نفسك.
- اعتبر نفسك كأنك ماسمعتهاشى.
- الحيوانة دى بوظت العربية وكمان ضربتنى بالقلم.
- دى بنت ماينفعش نتكلم معاها كدة.
- فين البنت هي بروح امها فيها ملمح من الانوثة.
- احسن من امك العاهرة.
انصدم ادم من الذي قالته، فاستدار لها باستغراب.
- قائلا بصدمة. يا نهار ابوكى اسود، ايه اللى انتى قولتى ده.
- هو فاكر كل الناس زى امه.

تعصب بسرعة منها، وتخلص من ادم بقوة، ووقف امامها، وجذبها الى حضنه، وبدون تفكير او حساباات، هجم على شفتيها وقبلها بعنف، لم يكن يري امامه، فتلك الشقية اخرجت اسوء ما فيه، هي تحاول التخلص منه ولكنها لم تعرف، فهو اقوى منها بمراحل، بعيدا عن سلاطة لسانها التي تكسر بلدان باكملها، تعمق اكثر في قبلته لها، كان يريد ان يعاقبها على طولة لسانها ووقاحتها عليه، فهو اول مرة احد يكلمه بتلك الطريقة، اباه نفسه لم يفعلها معه ابدا، تحاول وتحاول والجميع يشاهد ذلك الوضع المخزى والمهين لفتاة مثلها، وادم مصدوم من تصرف صديقه، مهما يكن ففعلته خارج كل التوقعات، كل ما تبتعد عنه يجذبها اكثر الى احضانه، انفاسها تنقطع رويدا رويدا لانها تعانى ضيق تنفس حاد، وهو ولا هنا يقربها له اكثر، حتى ظهرت ستارة سوداء امام عينيها. وغابت عن الوعى بين احضانه، شعر بان مقاومتها انتهت، ابتعد عنها ليرى الحزن في عينيها ويشمت فيها، وجد وجهها ازرق ويشبه الميتين، وسيطرتها منتهية. ارتعب ادم من منظرها.

- قائلا بقلق. يا نهار ابوك اسود انت عملت فيها.
- قال مالك بضيق، وهو ينظر لها بخوف. دى تلاقيها بتمثل.
- تمثل ايه دى ماتت.
- بطل هزارك يا ادم.
قال ادم بانفعال على صديقه.
- هزار ايه؟ انت مش شايف وشها.
- طب هنعمل ايه؟
- شيلها ويلا بينا على المستشفى الجامعة.

هزا راسه ايجابا. وحملها بين ضلوعه، وركض بها على المستشفى وادم ورائه، بعد ذهابهما، كان كل من في الكلية يتحدثون عن الفضيحة التي حدثت توا، وبعض الشباب الوقح قام بتصوريها، وتناقلها في ارجاء الجامعة...
وضعها مالك على سرير الكشف بهدوء.
نظر لهما الطبيب المعالج.
- قائلا باستفهام. هو ايه اللى حصل؟
اجابه مالك بخوف.
- قائلا بايجاب. نفسها ضاق وفقدت الوعى.
اردف ادم بقلق.
- قائلا باستفهام. هي مالها يا دكتور؟

قال الطبيب، وهو يقيس نبضها.
- الانسة بتعانى من ضيق تنفس.
انصدم مالك من كلامه.
- قائلا بعدم تصديق. ايه بتقول ايه؟
قال الطبيب بضيق من وجودهما، وهو يضع لها جهاز التنفس.
- اللى سمعتوا حضرتك.
مالك بتلعثم وعدم تتدراكه الموقف.
- قائلا بحزن. بس احنا ما نعرفش.
استغرب الطبيب قلقه.
- قائلا بتعجب، وهو ينظر له. هو ايه اللى هيعرفكوا؟ واحدة فقدت وعيها وانتوا جبتوها، ولا في حاجة تانية.
غطى ادم على قلق صديقه.

- قائلا بانكار. لا مافيش يا دكتور.
- طب اتفضلوا برا علشان راحة المريضة.
- طب هي هتكون كويسة.
- اه ان شاء الله. عامة واضعنها على جهاز التنفس لحد ما ترجع لوضعها الطبيعى.
اردف ادم بامتنان.
- قائلا بادب. شكرا يا دكتور.
- العفو يا شباب.
هزوا راسهم ايجابا، ودلفوا للخارج. مثلما امرهم الطبيب.
مسح مالك على وجهه بعصبية.
- قائلا بعدم تصديق. لو كان جرى ليها حاجة كنت زمانى في مكان تانى.

قال ادم بضحك، وهو يضربه على ذراعه.
- انت عملت ايه في البنت يا ابنى.
تحدث بسعادة، وهو ينفض فكرة موتها من راسه.
- خرجتنى عن شعورى بس الحمد لله كويسة.
- ابوك لو عرف هيطلع عينك.
- يولع ابويا انا مش عارف بنت اللذينة دى طلعتلى منين.
- ما حضرتك السبب خبطتها بالعربية.
- هو انا يعنى كان قصدى اتهبب.
- بس بنت لسانها طويل مسحت بكرامتك بلاط الكلية.
- ما انا علمت عليها قدام الكلية كلها.
- تفكيرك غلط. دى كانت ممكن تموت.

- علشان طولة لسانها. لا انا عمرى ماشفت بنت بالطريقة دى. مش عارف جايبة الجراة دى كلها منين.
- تصدق احنا ما نعرفش اسمها لحد دلوقتى.
- هو احنا هنسابها.
- لا بس بعد القبلة دى هتنضم للاستة.
اردف مالك بغيظ.
- قائلا بحنق. على اساس سبتنى اكملها ما ماتت في ايدى.
- اصلك دخلت دخلة مش حلوة خالص.
- لا اسيبها تمسح بكرامتى الارض.
- ماتسبهاش بس بالراحة.
- خرجتنى عن شعورى مش متخيل لحد دلوقتى انا عملت كدة ازاى.

- مالك انت ماشفتش نفسك انت كنت هتغصبها في قلب الكلية.
- مجنونة خرجتنى عن شعورى.
- طب اهدى يا وحش.
اغمض عينيه بتافف. وهو يعض على شفتيه بوقاحة.
- قائلا باعجاب. البت ليها لذة غير طبيعية.
غمز له ادم بخبث.
- قائلا باستفهام. هي عجبتك ولا ايه؟
- مختلفة وده المميز اللى فيها.
- لسانها وحجابها مش ماشيين مع بعض خالص.
- ما دى اللى هيخلينى اتجنن.

بعد ساعتين اصبحت الفضيحة على مراى ومسمع الجميع، من خلال الهاتف النقال، فمن قام بتصويرهم ارسل الفيديو الى كل من بالجامعة، حتى اصبح كل من بالجامعة الامريكية يعلم بتلك الفضيحة ويتحدث عنها، حتى وصلت لرئيس الجامعة، فطلب بحضور الولد والبنت على الفور، على الجانب الاخر، كان مازال يقف امام باب غرفتها مع صديقه، اصر عليه ادم بالذهاب او ان يجلس بجواره، ولكنه رفض بشكل قطعى، فهو من تسبب في اذيتها ووصولها لتلك الحالة، ربما كانت فارقت الحياة ولكن حمدا لله انه لم يحدث ذلك، مهما فعلت فهو الخاطىء الاكبر في ذلك الموقف، الذي لا يصدق الى الان انه فعل ذلك، مهما يكن كان عليه الصبر وتحمل برودها وسلاطة لسانها، ولكنه عمى عن الصبر...

فتحت عينيها ببطء، حتى وضحت لها الرؤية، رات نفسها في غرفة غريبة عليها، رفعت جهاز التنفس من على فمها، تتذكر من الذي اتى بها الى هنا، تذكرت اليوم من اوله لاخره، وقفت عند قبلة مالك لها، وضعت يدها على شفتيها، وانفجرت في البكاء الصعب والموجع والمهين لفتاة في مثل اخلاقها ورونقها الطاهر والبرىء، بعيدا عن سلاطة لسانة وقوتها وتجبرها، فهى اضعف من تلك الفعلة بكثير، من يراها الان لا يصدق بانها تلك الفتاة القوية والشجاعة، التي وقفت امام مالك وتحدته دون ذرة خوف، شهقات بكائها ارتفعت، حتى خرج صوتها الباكى لهم. اول من سمعها كان هو، فقام من مكانه.

- قائلا بسعادة، وهو يقف عند باب الغرفة. اى ده البنت شكلها فاقت.
قام ادم من على مقعده بسعادة لسعادة صديقه.
- قائلا باستفهام. بجد فاقت. طب صوتها ماله.
اردف مالك بضيق من نفسه.
- قائلا بحزن. اكيد بتعيط.
اراد ادم ان يخفف تانيب ضمير صديقه.
- قائلا بمزاح. بتعيط ايه هي كانت تتمنى انك تقربلها.
قال بطلب. وهو يتنهد بحزن.
- اسكت يا ادم مش وقت هزار.
- مالك يا مالك؟
ابتعد عن باب غرفتها بحزن.

- قائلا بتوضيح. اصل دى من نوعية البنات الشريفة. القبلة الاولى تكون لزوجى.
- بقولك ايه ماتدخل تشوفها.
- لا ادخل انت. اصل انا لو دخلت دلوقتى هتتعصب على ومتنساش انها مريضة.
- مريضة بس لسانها طويل وانا مابحبش قلة الادب.
بعد ان انتهت من جولة بكائها، عدلت من حجابها ومن نفسها، وعندما خرجت رات مالك امامها، لم تستطع ان تكتم غضبها.
- قائلة بقسم. والله العظيم لاخليك مره في قلب الكلية.
تجاهل طولة لسانها.

- قائلا بندم حقيقي. انا اسف اذا كنت ضايقتك.
- انت باى حق يا حيوان تبوسنى او تقربلى.
- قائلا بهدوء عكس ما به من بركان غضب، وهو يجز على اسنانه بنفاذ صبر. اللهم ما طولك يا روح.
- صحيح انك بجح وقليل الادب.
- لا انتى اللى محترمة.
- محترمة عن امك اللى ربتك.
- هو انتى لسي فيكى نفس تتكلمى.
- انت فاكر بفعلتك القذرة اللى شبهك هتخرسنى.
- شكلك عجبك الموضوع وعايزانى اكررها تانى.

- ليه هي مامتك عجبها الموضوع وهي بتخون بابك.
- صحيح انك بنت كلاب ما تلمى نفسك يا بت انتى.
- الكلاب دولى هم اهلك اللى معرفوش يربوك ساعة واحدة.
- اهلى عرفوا يربونى الباقى والدور على ام لسان وسخ زى اهلها.
- والله مافيش اوسخ واحقر منك في الدنيا كلها.
لم يعد يتحامل ادم التطاول الذي يحدث بينهما. فتحدث بهدوء.
- قائلا بعتاب. ماينفعش كدة يا انسة عيب.
- الكلام ده مفروض توجه لصحبك مش ليا.
- يا انسة...

قطعه عن مواصلة حديثه. عندما اتى فردا من امن الجامعة.
- قائلا بحزم. انسة احسان استاذ مالك حضرتكوا مطلوبين عند رئيس الجامعة.
ضرب مالك على الارض بعصبية.
- قائلا باستفهام، وهو يجز على اسنانه. ليه يا عمى عطية.
- علشان المشكلة اللى حصلت من شوية.
- قالت بخوف، وهي تنظر الى مالك بضيق. طب انا مالى هو السبب.
قال كلامه، وهو يدلف من امامهم.
- الكلام ده حضرتك تقولى عند رئيس الجامعة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة