قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الرابع والخمسون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الرابع والخمسون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الرابع والخمسون

دلف آدم الى غرفة العمليات سريعا، وصافى ورجل الامن والسائق وقفوا بانتظاره، وصل زين وتارا التي كانت منهارة فعليا...
- قائلة باستفهام. ايه اللى حصل.
ردت عليها صافي بانهيار.
- قائلة ببكاء. آدم اتجنن. عور نفسه بالسكبنة.
- ليه وعلشان ايه.
- مافهمتش منه غير ان هو حب والبنت سابته.
- يا نهار ابيض في حد يعمل في نفسه كدة. قالها زين باستغراب.
- هو انتوا ايه اللى عرفكوا. - دادة اتصلت بينا وقالتنا.

- انا دماغى مش قادرة تستوعب ازاى يعمل كدة.
اقترب منها زين الذي لاحظ انهيارها، فامسك يدها.
- قائلا بطلب. تعالى اقعدى، ولم يفوق ان شاء الله هتعرفى منه كل حاجة.
هزات راسها بتعب وجلست على المقعد، ووضعت وجهها بين يدها تبكى في صمت موجع...
نظر زين الى تارا.
- قائلا. انا هتصل بابكى.
قالت ببكاء.
- ايوا يا زين خلى يجى ؛ يمكن يقدر يعمل حاجة لادم.

قال بحنية وهو يربت على كتفها. - طب اهدى انتى عارفنى مابحبش اشوف دموعك.
- اهدى ازاى وآدم كل حاجة في حياتنا.
- طب علشان مامته. قالها زين وهو يشير لها على حالة صافى التي لا تسر عدو ولا حبيب.
هزات راسها ايجابا، وقالت وهي تمسح دموعها.
- حاضر هحاول.
- كويس وانا هروح اكلم بابكى. قالها بهدوء وذهب...

ام هي جلست بجوار صافى التي كانت تتذكر كل شىء امامها، صراخه وبكائه ووجعه وتكسيره لصورته وتدميره والدعاء على نفسه بان يموت عاجلا وليس أجلا، والذي نهى الموضوع انه ىكض الى المطبخ واخذ السكينة ونهى كل شىء بيده، تصرخ في داخلها.

- قائلة ببكاء. لا يارب سامحه على كل ذنوبه. آدم ده هو ابنى الوحيد ماليش الا هو في الدنيا. يارب خلى ليا وماتحرمنيش منه. وخلى يومه قبل يومى. ابنى لو جرى لى حاجة انا اموت. والله اموت من حسرتى على شبابه. يارب ماتتعقبنيش في ابنى. والله ماهقدر وماهستحملش.

اخذتها تارا في حضنها تربت على ظهرها بحب، فتلك الانسانة وقفت معها في اصعب الظروف كانت لها نعم الام والصديقة والرفيقة، فالذى تفعله توا لا يعطى درجة واحدة مما فعلت لاجلها، وخبر آدم وفعلته تلك ذكرتها بنفسها عندما انهارت علاقتها مع زوجها، فركضت على السكين حتى تتخلص نهائيا من هذا الوجع والالم الذي كانت تعيش فيه، فاحساس ان تكون بتعشق شخص لحد الجنون، وبلحظة واحدة يخرج من حياتك هذا هو الموت البطىء، فهى تعلم جيدا مدى تعبه وقهرته، اسال الله ان ينجيك يا آدم من هذا الوجع، وانت تعود كما كنت...

وصل كريم ومعه زوجته الحرباء شاهيناز التي اصرت ان تاتى معه، ليس اطمئنان على ادم بل شماتة في صافي عدوتها اللدودة، راى حبيبته تضع راسها على كتف ابنته وتبكى بوجع وانهيار ذهب اليها.
- قائلا باستفهام. ادم عامل ايه.

سمعت صوته فرفعت راسها عن تارا كانت تريد ان ترتمى في حضنه وتخبره بكم الوجع الذي تعانى منه توا، ولكنها لن تستطيع فهى امام الجميع ارملة اخيه الراحل، وليست زوجها فهذا ليس من حقها. فاكتفت بالرد عليه.
- قائلة بحزن. ما اعرف هو لسي في اوضة العمليات.
لكن هو لم يهتم باحد جثي على ركبتيه امامها وسط صدمة الجميع. فسالها بحنية.
- قائلا باستفهام. ايه اللى خلى يعمل كدة.

- ما اعرفش يا كريم انا هتجنن. قالتها بحزن وانفجرت في البكاء.
مسحها دموعها بعشق.
- قائلا بهمس. ماتعيطيش علشان خاطرى.
- دى ادم.
- عارف يا حبيبتى.
انصدم الجميع وخاصة شاهيناز التي كانت تشتعل بشدة.
- انا ابنى لو جرى لى حاجة والله هموت.
- كفل الشر عليكى. وربنا يخليكى ليا.
هنا لم تعد شاهيناز تستحمل ذلك. فتحدثت بحنق.
- قائلة بسخرية. الف سلامه يا صافي.
- الله يسلمك يا شاهيناز.

- هو كل حد يرفضنا بقى نقتل نفسنا ونجرح نفسنا على شانه الظاهر انه هو طالع ليكى.
انفعلت من كلامها.
- قائلة بغضب. انت بتقولي ايه.
نظر لها كريم بحدة. فقالت بكذب.
- قصدى ربنا يقومه بالسلامة.
- تعرفى تخرسي.
تضايقت من رده.
- قائلة بمياعة. هو انا قولت حاجة يا حبيبي. غير يقوم بالسلامة.
- زين خد حماتك على البيت.
- اروح ليه هو انا اطمنت على ادم.
قام من امام صافى ونظر لها بحدة.
- قائلا بغضب. انا اللى قولت انك تروحى.

اردفت بعند شديد.
- قائلة باصرار. انا ماهميش.
- ماتمشى انتى اصلا موترة المكان كله.
- تارا ما تنسيش انى امك.
- ياريتنى انسى ماافتكركيش نهائى.
- شايف بنتك بتقولى ايه.
صرخت فيهم صافي.
- قائلة بوجع. انتم بتتكلموا في ايه انا ابني بين الحياه والموت وانتم بتتكلم.
- والله ما احنا اللي خليناه بين الحياه والموت هو اللي فاكر ان الدنيا كلها هتكون ليه.
رفع كريم يده وضربها على وجهه بكره. صرخت فيه.

- قائلة بغضب. انت بتضربني يا كريم.
- اه بضربك وغورى بقي من هنا.
- انا همشي. ابقي رد بقي على بابى. قالتها بتهديد ثم انصرفت من امامهم...
- ولا يهمنى تهديدك في ستين داهية.
- ممكن تهدى يا عمى. قالها زين بادب.
- اهدى ازاى دى انسانة مستفزة.
- ايه اللى خلاك تجيبها يا بابي.
التفت اليها.
- قائلا بايجاب. قالت ليا انها عايزة تتطمن على ادم. ماكنتش اعرف انها قاسيه بالشكل ده.
- لا شاهيناز هانم ماتعرفش للرحمة مكان.

- انا اسف يا صافي. قالها بندم وهو يجلس بجوارها.
- عادى ولا يهمك يا كريم.
- طب ممكن اخدك في حضنى.
انصدمت من كلامه.
- قائلة بغضب. كريم انت بتقول ايه.
- هو الواحد حرام يحضن مراته.
- مراته. قالها تارا وزين سويا بصدمة.
- اه مراتى. قالها بايجاب. وهو ياخذها في حضنه عنوة
- ودى من امتى.
- من يوم...

انهارت منها ورود فاخذتها في حضنها، وذهبوا الى غرفتهم، ووضعتها في سريرها بهدوء، ثم شدت الغطاء عليها. وجلست عليه وامسكت يديها.
- قائلة بحنية. ان شاء الله كل حاجة هتكون تمام.
- ورود ببكاء. ماافتكرش كل حاجة انهدت فوق راسى.
- كل مشكلة وليها الف حل.
- انا قلبى بيوجعنى حاسة ان في حاجة غلط.
- حبيبتى ماتقوليش كدة خلى عندك ثقة في ربنا.
- انا حاسة ان آدم حصل لى حاجة.
اردفت بكره.

- قائلة بسخرية. وده هيحصله ايه تلاقى زى القرد.
- يعنى هو مهيزعلش على فراقى.
- لا طبعا دى تلاقى مع واحدة دلوقتى.
انفجرت في البكاء.
- قائلة بطلب. ماتقوليش كدة يا احسان. انا قلبى بيوجعنى.
- طب اهدى.
- آدم مستحيل ينسي اللى ما بينا اكيد في حاجة غلط.
- انتوا علاقتكوا من الاول كانت غلط ومرفوضة.
- كان غصب عننا مانعرفش ايه اللى حصل.
- طب نامى دلوقتى وسيبى كل حاجة لبكرة.
- انام ازاى وانا كل حاجة جوايا اتكسرت.

- يا حبيبتى دموعك مهتعملش ليكى حاجة.
- هتريحنى من كل الوجع اللى جوايا.
- طب انا مهقدرش اشوفك كدة لام هعيط زيك.
- لا ماتعيطيش انا هكون كويسة. قالتها بوداعة وهي تمسح دموعها.
- كويسة ازاى وانتى منهارة بالشكل ده.
- اصل الوجع المرة دى غير كل مرة.
- والله هيعدى بس انتى قولى يارب.
اغمضت عينيها.
- قائلة بدعاء. يارب.
- حلك دلوقتى تقومى تصلى ركعتين فك الكرب.
- احسان انا مسيحية.

- قومى صلى في الوقت ده شوفى بتعملوا ايه.
ضحكت ورود على كلامها.
- قائلة بضحك. اقولك ايه وانتى ضحكتينى.
- ماتيجى تصلى معايا.
- هو انتى هتدخلينى في الاسلام.
- لا ماهدخلكيش. بس تعالى جربى يمكن ترتاحى.
- اجرب ايه يا بنتى.
- هو انا مادخلتش مرة معاكى الكنيسة. ايه المانع انك تيجى تصلى معايا.
صمتت قليلا لتفكر ثم ثحدثت.
- قائلة بهدوء. وايه المانع؟
- هو دى الكلام. يلا قومى نتوضى سوا.
- بس انا مابعرفش اتوضى.

- هعلمك هي كيميا.
هزات راسها بهدوء. وقامت معها لتتوضا، وهي لا تعرف ما الذي دفعها لذلك الشىء، فهى مسيحية للنخاع وتعشق الرب حد الجنون، فالذى توا تفعله جريمة بشعة واثم ستحاسب عليه يوم اللقاء، تراجعت عن ذلك.
- قائلة باقتناع. انا ماينفعش اعمل كدة.
- احسان بعدم فهم. هتعملى ايه.
- انى اخون الرب.
- فين الخيانة ما انتى هتصلي لى.
- الصلاه مش كدة.
- مافيش فرق بين ربى وربك لانهم واحد.
- الكلام ده غلط.

- لا صح ويلا علشان نصلى.
- انا مسيحية.
- ورود بطلى كتر كلام ويلا.
- انا مهعملش كدة. قالتها وذهبت الى السرير مرة اخرى. وشدت الغطاء عليها.
اما احسان تركتها تفعل ما تشاء، ثم توجهت الى الصلاة، وبعد ان انتهت تذكرت انها تركت مالك بانتظارها، ذهبت اليه كان يتافف بضيق وخنقة انها تركته وتاخرت عليه، عندما وصلت اليه.
- قائلة باعتذار. انا اسفة انى اتاخرت عليك.
رمقها نظرة عشق.
- قائلا بهمس. عادى ولا يهمك.

- ما تبطل قلة ادب.
عض على شفتيه بوقاحة.
-قائلا بمكر. هو انا عملت ايه.
- اعمل نفسك برىء بقي.
- دى انا قمة في البراءة والاحترام.
- بامارة الدكتورة نسرين.
- هو انتى لسي فاكرة.
- ماتخلى قلبك ابيض وانسي.
عقدت يدها امام صدرها.
- قائلة بتحدى. ماهنساش.
غمز لها بوقاحة.
- قائلا بهمس. انا هعرف انسيكى بطريقتى.
رفعت اصبعها في وجهه.
- قائلة بتحذير. لو فضلت تتكلم بلاسلوب ده انا همشي.
- حاضر. حكت ليكى ايه اللى حصل ما بينهم.

تذكرت ما فعله ادم لصديقتها التي اصبحت بمثابة اختها.
- قائلة بعصبية. صاحبك ده ملعون ملعون.
- ليه هو عمل ايه؟
- ضحك على ورود وعلقها بى وفي الاخر سابها.
- اهدى اكده وفهميني بالراحه. ايه الحوار؟
- صاحبك اللي زيك علق ورود بحبه وفي الاخر سابها.
- علقها ازاي دي خطيبة اخوه.
- هو اللي زي ده بيفكر خطيبة اخوه ولا غيره.
- لا لا ادم مستحيل يعمل كده.
- على اساس ان هو كان مقرا في الجامع.

- اه هو ليه اخطاء كثير وبيغلط بس مش ان هو يخون اخوه.
- يعني ورود بتكدب وتقول كلام من عندها.
- لا مش هتكدب. بس اكيد في حاجه غلط.
- لا ما هو الغلط في صاحبك. اللي ضحك على وحده بريئه زيها واوهمها بالحب وبالاخر لما وصل لغرضه سابها.
- الكلام اللي انت بتقوليه ده كبير جدا وخطير.
- هو خطير. بس صاحبك مابيفكرش في العواطف قد ما بيفكر ان هو يضحك على بنات الناس.
- ادم زباله بس ما يعملش كده.

- البنت منهارة وحالتها ماتعجبش اى حد.
- طب هو ضحك عليها. الحاله اللي كان فيها من شويه دى تسميها ايه؟
- ما ده اللي هيجنني.
- خلينا نفكر كويس وما نحطش اللوم كله على ادم.
- ورود بتقول ان هم حبوا بعض وعايشين في علاقه مع بعض من فتره.
- علاقه من اي نوع؟
- مش زي اللي في دماغك علاقه حب.
ضرب مالك على راسه بعدم تصديق.
- قائلا بغضب. انا اصلا كنت شاكك، وحاسس ان الموضوع في حاجه غلط. خاصه ان هو كان بدا يكلمني عليها.

- يعني ساب البنات كلها وما لقاش الا دي.
- القلب بقى يا بنتي. هنعمل فيه ايه؟
- على اساس ان صاحبك ده عنده قلب.
ضحك على كلامها.
- قائلا بصدق. والله ما كناش فاكرين ان احنا عندنا قلب لحد ما لقينا اننا بنحب عادي زي البشر.
- انت بتحب انت.
- لا انا مابحبش انا بعشق.
- تصدق انك انسان تافه سيبت الموضوع الاساسى، وبتفكر في ايه اصلا.
- الكلام اللي انت بتقوليه دي حاجه تجنن.
- ادم ده اصلا مستحيل يحب ويوم ما يحب يحب ورود.

- اهو ده اللي حصل ممكن يكون ما بيحبهاش وبيمثل البنت نامت من كثر العياط والحسره اللي صاحبك عملها لها.
- طب بصي انا هاكلمه وافهم منه الحوار.
- يكون احسن برده.
امسك الهاتف حتى يتصل به رد عليه احد الخدم وهي الدادة.
- قائلة ببكاء. ايوه يا مالك.
- ايوه يا دادة فين ادم.
- قالت ببكاء. ادم يا حبيبي في المستشفى.
ارتعب مالك.
- قائلا بقلق. ايه اللى وادى المستشفى.
- حاول الانتحار.
- نعم. وحصل ازاى ده.

- لم جيه كان في حاجه مش طبيعيه وكان بيصرخ وبزعق وفي الاخر جرى على المطبخ ومسك السكينه وقطع ايده بيها.
- يا نهار اسود. طب ايه اخباره.
- لسي مافيش جديد.
- هو ايه اللى حصل طمنى يا ابنى.
اغلق الهاتف مع الدادة.
- قائلا بحزن. ادم حاول الانتحار.
- لا اله الا الله.
- الموضوع طلع اخطر مما توقعنا.
- طب حالته.
- مافيش جديد. انا هرجع القاهرة دلوقتى وماتقوليش لورود حاجة.
- حاضر. بس ابقي طمنى على.

- اكيد. عن اذنك قالها بعجالة وركض من امامها فهذا اد صديقه الاول والاخير...

وصل اديم الى منزله، وكان سعيد بانه اخيرا عاد الى ارض الوطن، وكان محمل بالهدايا لجميع افراد العائلة وخاصة آدم ونسمة، نزل من السيارة وجد الخادم يجلسون خارجا والدموع على وجنتيهم. فسالهم بقلق.
- قائلا باستفهام. هو ايه اللى حصل؟
ردت عليه الدادة.
- قائلة...
عندما سمع الخبر ركب السيارة مرة اخرى وركض على المستشفى، بعد نصف ساعة وقف المصعد نزل منه راى الجميع جالس في حزن وياس.
نادى على صافي.

- قائلا بوجع. صافى ايه اللى حصل.
رفعت راسها رات امامها اديم الذي واضح عليه كم من الحزن والاسي.
- قائلة ببكاء. اديم، ثم جريت علىه وارتمت في حضنه وانفجرت في البكاء.
- قائلة بصراخ. ابنى بيضبع منى.
- ازاى عمل كدة وايه السبب.
خرجت من حضنه.
- قائلة بايجاب. مااعرفش.
- طب حالته عاملة ايه.
- الدكاترة معاى جوا. انا قلبي هيقف ادم بيضيع منى.
تنهد بحزن.
- قائلا بامل. ان شاء الله خير.
- لا يا اديم انت ماشفتش حالته.

- كانت ازاى.
- بيصرخ ويعيط وبيتكلم عن واحدة سابته.
اديم بعدم فهم.
- قائلا باستفهام. واحدة. واحدة مين.
- مااعرفش ادم لو جرى لى حاجة انا هموت.
- طب اهدى واستهدى بالله.
هبت فيه بانفعال.
- قائلة بصراخ. اهدى ازاى وابنى بين الحياة والموت كلكوا بتقولوا ليا اهدى. ناسينى ان ده وحيدى اللى طلعت بي من الدنيا.
-صرخ فيها بوجع.
- قائلا بعتاب. ادم مش ابنك لوحدك وانتى عارف كدة.
- مين البنت اللى كسرت قلبه ووجعته بالشكل ده.

- لم يقوم بالسلامة وقتها هنفهم سر تصرفه ده.
- انا قلبي هيقف مش قادرة استوعب اللى حصل. قالتها واغمى عليها من اثر الضغط على نفسها.

جرى كريم عليها وحملها من اديم. ونادى اديم على ممرضة فاتت على الفور ودلفوا بها الى غرفة الطبيب للكشف عليها. استاذن اديم وتركهما سويا، وذهب وقف بجوار غرفة العمليات ينتظر اخيه، ويدعى له ان يخرج منها بالسلامة، ويسال نفسه من تلك الفتاة التي حبها وتركته بتلك الطريقة، اوصلته ان يتخلى عن حياته بتلك السهولة، ايا كانت الاسباب فادم جن فعليل، معتقد بانه مفرد في الحياة، لا يوجد احد يخاف او يخشى عليع، لكن هءا خطا بتاتا فاديم عندمت سمع الخبر، انصدم بشدة وكان يقود السيارة بسرعة شديدة تشبه الركض في المسابقات العالمية، كان غير مدرك على نفسه، فربما كانت تخبطه سيارة ويصبح طريح الفراش، نتيجة خوفه وقلقه على اخيه، فادم ليس اخ فقط بل كيان كامل قادر على اسعاد اديم او انهياره، مثلما يحدث معه اليوم...

زين كان حزين على حال صديقه، الذي اتى من السفر على هنا، فتافف بضيق من افعال آدم التي ليس لها اول من اخر
- قائلا بغضب. انا مش عارف استهتار ادم هيوصيل لفين اكتر من كدة.
رمقته زوجته نظرة ضيق.
- قائلة بطلب. اسكت يا زين.
- لا مايسكتش لان ادم عمل اللى يفوق كل الخيلات. قالها اديم بحزن شديد.
- واحد حب واترفض غصب عنه.
- زين بتاكيد. كلامك صح بس احنا فين ما دى كله.

- مش موجودين حب وانجرح فقرر يتخلص من حياته ناسي تماما ان في ناس بتحبه وتخاف على من الهوا الطاير.
- انت ماشفتش تارا لم قولت ليها ماكنتش عارفة تلبس والدموع والخوف دى كان ممكن يجرى ليها حاجة.
اردف اديم بوعيد.
- قائلا بتمنى. لم يخرج بالسلامة يشوف هعمل ايه.
هبت تارا بغضب على اديم.
- قائلة بعدم تصديق. انت هتحاسبه على؟
هب فيها بغضب.
- قائلا بعصبية. على اهماله وعدم حفاظه على نفسه.
- حط نفسك مكانه هتعمل ايه.

- يجى يقولى ونشوف حل معاى. لكن ماياذيش نفسه.
- اهو حصل اللى حصل هنعلق لى المشنقة يعنى.
- بس لم يخرج ه...
قبل ان يكمل كلامه فتح الطبيب غرفة العمليات ودلف منها. ساله اديم بلهفة.
- قائلا بقلق. اخويا عامل ايه.
تحدث الطبيب برزانة.
- قائلا بهدوء. الحمد لله العملية نجحت وقدرنا نلم الجرح.
التقطوا انفاسهم التي قبضت خوفا ورعبا على ذلك المستهتر الذي لايهتم بالحياة مثقال ذرة.
نظر له اديم بامتنان.

- قائلا بسعادة شكرا جدا يا دكتور على تعبك معانا.
- على ايه دى واجبى. الف سلامة على.
- الله يسلمك. قالتها تارا بسرور.
- هو هيقضى معانا الليلة دى بس وبكرة خدوا.
- تمام.

- الف سلامة مرة تانية. قالها ثم ذهب من امامهم. خرج ادم من غرفة العمليات. على سرير كان ينقله ممرضتان، كان واضح عليه الارهاق والتعب، رغم انه كان غارقا في حياة اخرى، دلفوا الى جناح فخم، ووضعوه على السرير بهدوء، ثم شدت عليه الممرضة الغطاء، واخذت بقشيش من اديم هي وصديقتها، ثم دلفوا من امامهم...
ذهبت تارا اليها وقبلته على راسه.
- قائلة بسعادة. الحمد لله انك كويس.
- الف سلامة على ادم.

- الله يسلمك يا زين تعبناك معانا.
- ماتقولش كدة يا اديم انت عارف معزة آدم.
- خد مراتك وروحوا، وبلغوا كريم ان هو بقي كويس.
- حاضر.
نظرت له احسان بهدوء.
- قائلة بطلب. ماتضغطش على لم يفوق يا اديم.
- روحى يا تارا.
- وحياة معزته عندك ماتعملش معاى حاجة.
- تمام هحاول.

- يلا سلام. قالتها تارا وذهبت مع زوجها، واغلقوا الباب ورائهم. ام اديم جذب مقعد وجلس بجوار سريره وامسك يده المجروحة ثم قبلها بحب. وانفجر في البكاء معاتبا آدم على ما فعله معه.

- قائلا بدموع. هو ده جزاتي ان انا حبيتك وكنت بخاف عليك و بدلعك. تعمل فيا كده. اختارت موتك على حياتي يا ادم. هو انا عملت فيك ايه علشان تعمل معايا. هو ده الواجب والجميل تقهرني وتوجع قلبي عليك. عايز تحسسنىي انى يتيم من غيرك بتعمل كده ليه وعلشان مين؟
(انسدل الصباح عليهم في يوم جديد ومشرق)
غمرت الشمس المكان، ففتح آدم عينيه على اشاعتها، راى اديم يجلس على مقعد لجوار وغافى من نومه، نظر له باشتياق.

- قائلا بصدق. واحشتنى من اخر مرة شفتك فيها. تنهد بحزن ثم نظر الى يده التي قطعها، كان يجب ان يرحل ويتخلص من حياته على ما اقترفه في حق اخيه، لكن ربنا اعاده الى الحياه مرة اخرى، فالذى حدث لم يكن بيده بتاتا، فالحب ليس اختيار الانسان بل اختيار القلب العنيد...
فتح اديم عينيه وجد ادم ينظر له بحب. وعينيه كلها كلام وحزن وجع...
اول كلمه خرجت من لسانه.
- قائلا باستفهام. ارتحت على اللي انت عملته ده.

اعتدل في السرير.
- قائلا بارتباك. اديم انا.
هب فيه بانفعال.
- قائلا بعصبية. انت ايه. للدرجة دى انت مستهتر وانانى.
- الموضوع مش زى ما انت فاهم.
- انت عارف لو كان جرى ليك حاجة. احنا كان هيجرى فينا ايه. وتعرف ليه ما المهم انت واحنا نولع.
- كنت هريحكوا منى ومن مشاكلى اللى مابتخلصش.
- فين راحتنا وانت بعيد عننا. ومشاكلك اللى بتقول عليها دى. كنا بنتحملها بس علشان بنحبك.
- وانا كمان بحبكوا.

- فين حبك ده وانت كنت هتحرق قلبنا عليك.
- ماحدش اتحرق قلبى قده.
- ومين في العالم يقدر يوجعك او يجرحك وانا موجود.
- قفل الحوار انا ماعايزاش اتكلم.
- هي مين دى؟
- مين اللى مين؟!
- اللى وصلتلك لحالة الانهيار دى.
- مافيش حد.
- بطل كذب مش على اللى رباك.
- انت عارف ان مافيش حد يقدر يكسرنى.
- دى اكيد بس حصل مع الاسف.
- اديم انا كويس.
- ماهو واضح من قطع ايدك. قالها اديم بغضب.
تافف بحنق.

- قائلا بضيق. اوف كانت لحظة وراحت لحالها.
- اتمنى يكون كدة.
- انت جاى تعاتبنا بدل ما تقولى الف سلامة.
- ادم انت مش مدرك الكارثة اللى انت عملتها. مش مدرك اللحظات اللى كنت فيها في اوضة العمليات كانت بالنسبة ليا ايه. كانت الموت بالبطىء. ادم انا اكتشفت النهاردة انك مش ابنى بس انك سندى والحد الوحيد اللى ليا في الدنيا. عارف اول مرة احس انى يتيم في اللحظات دى. قالها ودمعت عينيه بشدة.
- اديم انت بتبكى.

- ماكنتش هبكى عليك هبكى على مين. قالها ببكاء واخذه في حضنه.
اردف ادم في داخله بعتاب.
- قائلا ببكاء. يا ريتني كنت مت يا اديم، وماكنتش تشوفنى اعمل فيك كده. يوم ما جبت لي ورود امانه عندي بصيت ليها وحبتها وعشت معاها اللحظة ونسيت كل اللي انت عملته على شاني حبك وخوفك وقلقك ودعمك لي. كل ده اتمسح من دماغى. قد ايه انا خاين وزبالة.
على الجانب الاخر، فاقت صافى وجدت كريم بجوارها - قائلة ببكاء. ادم ابنى.

فاق على صوتها.
- قائلا بهدوء. اهدى يا صافى ادم فاق وبقى كويس.
اعتدلت في سريرها بسعادة.
- قائلة باستفهام. بجد يا كريم.
امسك يدها وربت عليها بحب.
- قائلا بصدق. طبعا يا حياتى.
- انا هروحله.
- استريحى شوية.
- ماهستريحش غير لم اشوف ابنى.
- طب هتصل بالممرضة تيجى تشيل الكلنة من ايدك.
هزات راسها ايجابا وانتظرت حتى تاتى...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة