قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الخامس والخمسون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الخامس والخمسون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الخامس والخمسون

هجم مالك على الباب وفتحه.
- قائلا بقلق. ادم.
رائه جالس على السرير، واديم على مقعد بجواره. اغلق باب الغرفة ورائه، وذهب قعد بجواره على السرير.
- قائلا وهو ينهج. حرام عليك اللي انت عملته فينا.
رد عليه بتعب. - قائلا ببرود. هو انا عملت ايه.
- يا معلم عملت كل خير.
تدخل اديم بانفعال.
- قائلا بغضب. والله اصل مش مصدق الكارثه اللي هو عاملها.
- لما سمعت الخبر انا حرفين مت. الحمد لله ماجراش ليك حاجة.

- بس اى اللى عرفك.
- اتصلت بيك افهم ايه الحوار. دادة قالت ليا على الكارثة.
اردف اديم باستفهام.
- قائلا باستفسار. واى بقي الحوار ده يا مالك؟!
تجاهل مالك الاجابة على سؤاله.
- قائلا بهروب. ماتشغلش دماغك يا اديم. المهم سلامة ادم.
- الله يسلمك يا سيدى. ما تقول اى الحوار.
- ما انت عارف مواضيعنا يا اديم مافيهاش جديد يعنى.
- بس مواضيعكوا اتغيرت بقي فيها حب.
- هو انت عرفت؟
- اه طبعا امال الاستاذ قطع ايده ليه.

- انا ماقصديش على ادم انا بتكلم على نفسي.
- هو انت كمان بتحب.
- وقريب هيكون في مشروع خطوبة.
نظر الى اخيه بحزن.
- قائلا بسخرية. واحد هيخطب والتانى بيفكر في الموت.
زفر ادم بغضب.
- قائلا بضيق. انت ليه مصر اننى بحب.
- طب عملت في نفسك كدة ليه.
- غلطة وماهتتكررش.
- لسي مصر على كدبك وانك مابتحبش.
- اه مصر لان دى الحقيقة.
- طب عن اذنكوا اسيبكوا تكملوا كدب على راحتكو. قالها اديم بنفاذ صبر، وهو يقوم من على مقعده.

- رايح فين؟ مافيش حاجة تتقال ما بينا.
- لا اسيبكوا وبعدين انا عايز اطمن على ورود.
- اه تمام. قالها ادم بحزن شديد.

دلف خارجا فتح الهاتف بلهفة ليتصل بنسمة وليس ورود، الهاتف اعطاه مغلق او غير متاح، حاول مرة اخرى لكن لا يوجد. بعد محاولات شتى. اتصل ب ورود منذ اخر اتصال جمعهما عندما اخبرته بسفرها الى رحله شرم، فاراد ان يطمئن عليها، لم تسطع ان تنام طوال الليل فعندما اشرقت الشمس، خرجت ووقفت في البلكونة، تسند راسها على الحائط، وتتقاتل الافكار المبعثرة بداخلها، فكل دقيقة ياتى على خاطرها فكرة، رن هاتفها الذي كان بيدها، فتحته، تحدث اديم.

- قائلا باستفهام. ايه يا ورود انت لسه في شرم.
اردفت بتعب.
- قائلة بايجاب. اه لسه هناك.
- فرحانة على كدة بقي.
- لا متضايقة والله.
- وانا كمان.
- هو انت رجعت مصر.
- ايوه رجعت من كام ساعه كده.
- حمد لله على سلامتك.
- الله يسلمك.
- انا كنت عايزه اتكلم معاك في موضوع.
- والله مين سمعك انا كمان عايز اتكلم معاكى.
- خلاص هارجع النهارده.
- انا هابعت ليك السواق.
- ما تتعبش نفسك.

- تعبك راحه يا بنتي وبعدين والله لو ما موضوع ادم انا اللى كنت جيت واخذتك بنفسي.
- ما له آدم.
- المجنون بتاعنا حب وما طولش.
- حب مين؟
- ما ده بقى اللي انا عايز اعرفه منك. مين اللي حبها وخليته ان هو يقطع ا يده.
- ورود بصدمة. ايه قطع ايده.
- مع الاسف اه وهو من امبارح هنا في المستشفى.
اردفت بقلق.
- قائلة بانفعال. هو جرى لى حاجه؟
استنكر اديم طريقتها الانفعالية.
- قائلا بهدوء. اهدي هو بقى كويس.

- طب اديني اكلمه اطمئن عليه. قالتها ببكاء.
- هو انتى بتعيطي.
تجاهلت سؤاله.
- قائلة بالحاح. ادينى لو سمحت اطمئن علي.
- طب اهدي هاديك تطمئني عليه.
بعد ان تاكد من خروج اديم نهائيا. اقترب من صديقه.
- وساله باستفهام. بجد.
لم يفهم مقصده.
- قائلا بجهل. هو ايه اللي بجد؟
- ورود حكت كل حاجة لاحسان.
- كل حاجة كل حاجة.
- مع الاسف اه.
- انا مش عارف هتبطل تفتن على نفسها لحد امتى.
- رد على سؤالى هو بجد في علاقة ما بينكوا.

تنهد بحزن شديد.
- قائلا بحيرة. اقولك ايه يا مالك.
- الحقيقة يا صاحبى.
- بس دي حقيقه مره صعب ان الانسان يقولها.
- حصل؟
تنهد بحزن.
- قائلا بضيق. اه. ما اعرفش ازاي لقيت نفسي كل الكره والحقد والغل والقرف والغضب تحول لحب.
- دى شىء غصب عن الواحد.
- كان لازم ابعد عنها انا دمرت حياتها وحياتى.
- وصلت بيك انك تاذى نفسك.
- ماعايزاش اتكلم لانى مش مستوعب اى حاجة.
- ورود انهارت.
اغمض عينيه بعجز.

- قائلا بوجع. انا السبب في كل ده.
- طب اهدى خير.
- فين الخير في اللى حصل؟ انا اعمل في اديم كدة. اديم اللى مقدمش ليا غير كل خير. وانا ما قدمتش ليه غير القرف. مش عارف مش عارف ازاي تحولت مشاعرى اتجاهها.
- الحاجه دي مش باختيارك. قلبك اللي حبها.
- الله يلعن قلبي اللي داني في 60 داهيه
- هتعمل ايه دلوقت.
- انا هبعد على قد ما اقدر لانه ما ينفعش.
- فعلا يا صاحبى لازم تبعد.
- حتى قرار البعد صعب وانا هموت واشوفها.

- انت واقع في كارثه.
- انا اصلا بعد ما اتخانقت انا وهي مع بعض. لقيت الدنيا كلها قفلت في وشي.
صمت يتذكر دخولها في حياته.

- ثم استطرد قائلا بالم. ما كنتش عايش وهي صحت كل حاجة حلوة في حياتى. وقلبى دق اول مرة. انسانة مختلفة عن كل اللى قابلتهم في حياتي. الدنيا اسودت في وشى جريت على المطبخ وجبت السكينة. انا فعلا كنت عايز اخلص من حياتى. مخ وعقلي وقلبي مش قادرين يستوعبوا ان اللى كانت بين ايديا ورود. خطيبة اخويا الانسانة اللى اختارها دون عن اللى قابلهم في حياته.
- اهدى يا ابنى انت كدة بتعذب نفسك.

- انا لسي ماشفتش عذاب لان العذاب جاى قدام.
- ان شاء الله خير و ربنا هياخد بايدك من البلاء ده.
- ربنا؟! هو انا اعرفه ولا عمرى صليت لى.
- كلنا بنتغير وربنا غفور رحيم.
- يارب يسامحنى على الذنب اللى عملته في حق اخويا.
- هيسامحك ومصيرك تنساها وتقول مالك قال.
- انساها ازاى وحبها بيجرى في نبضة من قلبي.
اتسعت عينيه بحسرة.
- قائلا بعدم تصديق. آدم...

- اه انا بحبها. وبعشق كل حاجة فيها. انا بغار عليها منك يا مالك شوفت الموضوع واصل لفين.
- يا نهار اسود.
- لسي السواد جاى كتير لان ورود خدت معاها كل حاجة فيا.
- امتى ده؟
- ما اعرفش لاقيت نفسي بحبها وبغار عليها من اى حد.
هجمت صافى على غرفته في لهفة.
- قائلة بحنية. حبيب ماما قلبي.
ثم تابعت وهي تغلق باب الغرفة وتجلس بجواره على السرير وتقبله على وجنتيه.

- قائلة بعتاب. حرام عليك اللى انت بتعمله في ده. انا هاموت من عمايلك.
قبل يدها بحب.
- قائلا بتمنى. كفل الله الشر عليك. ان شاء الله انا.
- ما تقولش على نفسك كده. ازيك يا مالك.
- اخيرا افتكرتى وجودى.
- عقلي تار بسبب تصرفات صحبك.
- عادى ولا يهمك. والله يسلمك يا طنط. ايه الاخبار؟
- زفت طول ما صحبك بيعمل اللي في دماغه.
- مصيره يعقل.
- فين العقل ده دى كل مايكبر بيتجنن اكتر.
- نعمل ايه غير نستحمل.

- قولى يا مالك مين حبيبة ادم.
تصنع مالك عدم معرفته.
- قائلا باندهاش. هو ادم بقي لى حبيبة.
- هو انا بسالك ليه. من انت زى صحبك.
- ماله صحبي ما زى العسل اهو.
- ما انا لازم اعرف هي مين.
- قائلا بحيادية. السؤال ده ادم يجاوبك عليه.
- مين اللى خلتك تعمل كدة.
زفر بغضب.
- قائلا باصرار. مافيش حد يا مامى.

وهو في طريقه قابل الطبيب، فسائله عن حالة اخيه. اخبره بانه اصبح بخير ويستطيع الخروج اليوم مثلما قال بلامس، شكره اديم بشدة ورد على ورود التي كانت معه على اتصال.
- قائلا باستفهام. اطمنتى.
- هسمع صوته هطمن اكتر.
- حاضر يا ورود مع انى مش فاهم ايه الحوار.
- لو سمحت يا اديم.
- حاضر يا ورود طلباتك اوامر. قالها بطاعة وهو يفتح باب الغرفة ودلف الداخل.
واعطى الهاتف لادم.
- قائلا بطلب. خد كلم حد هيموت من القلق عليك.

اخذ منه الهاتف باستغراب.
- قائلا باستفهام. مين.
- رد وانت تعرف.
- مين يا اديم بجد؟ قالها وهو يضع الهاتف على اذنه. سمع صوت بكائها تسارع دقات قلبه قلبه سريعا.
- صافي جهزى حاجات ادم لانه هيخرج النهارده.
- مين اللي قالك كده.
- انا لسه كنت مقابل الدكتور وسالته.
- ما فيش حاجه تتجهز هاتصل بالدادة تجيب الهدوم.
- تمام.
نظر الى اخيه.
- قائلا بطلب. كلمها بالراحة ماتتعصبش عليها.
- حاضر يا اديم.

- انا هروح ادفع حساب المستشفى. قالها ودلف خارجا وقابل كريم في طريقه وقص عليه زواجه من صافي، الذي انصدم من الخبر بشدة، وسعد في نفس الوقت لاجل صافي التي تعذبت في حياته...
بعد خروجه رد عليها ببرود.
- قائلا بضيق. نعم عايزة حاجة.
انصدمت من طريقته الجارحة.
- قائلة باستغراب. ادم انتى بتكلمنى كدة ليه؟
- انا كويس في حاجة تانية.
- مافيش غير انى كنت عايزة اطمن عليك.

- واطمنتى مع السلامة. قالها بغضب، واغلق الهاتف في وجهها.
عاتبته امه على طريقته التي انصدمت منها.
- قائلة بهدوء. انتى بتكلمها كدة ليه؟
هب فيها بانفعال.
- قائلا بعصبية. عايزانى اكلمها ازاى.
- اى الطريقة الهمجية دى.
- هي دى طريقتى الله يلعنها.
- شوف صاحبك يا مالك. قالتها بغضب. ثم ذهبت من امامه حتى تكلم الدادة تحضر ملابس لابنها.
- ليه كلمتها كدة.
- لان دى الصح ماينفعش نعك اكتر من كدة.
- مش عارف اقولك ايه؟

- هتقول ايه وانا في مصيبة مايعرفهاش الا ربنا.
- وانا اللى كنت بعانى في حبى من احسان.
- معانتك بتعانى باختلاف الطرق لكن انا حبيت خطيبة اخويا. اللى بعد يوم او سنة هتكون مراته.
- انت تخلص السنة دى وعلى بلاد برا.
- ما هو دى اللى هيحصل لانى لو شفتهم مع بعض هنهار نهائى...

علي الجانب الاخر ارتمت ارضا وبدات تبكى وهي تضع يدها على قلبها. عندما راتها احسان على هذا الوضع، ركضت اليها واخذتها في حضنها سالتها بقلق. - اى تانى يا ورود.
قالت ببكاء وهي منهارة.
- قطع ايده بالسكينة.
- انتى عرفتى؟
خرجت من حضنها.
- سالتها بصدمة. احسان هو انتى كنتى تعرفى.
- اه ومحبتش اقولك علشان نفسيتكى.
هبت فيها بانفعال.
- قائلة بغضب. وفين نفسيتى وانا هموت.
- يا روحى اهدى.

- فين الهدوء واللى بحبه حاول يموت نفسه.
- ماحدش طلب منه يعمل كدة.
- يعمل ايه وهو فاكر انى خطيبة اخوه.
- ما هي دى الحقيقة.
- اديم سابنى افكر.
- عارفة الكلام ده. بس هو هيرضى ان اخوه يتجوزك وهو بيحبك.
- اديم مابيحبنيش بدليل ان هو متبيسالش على نهائى ة.
- ورود انتى ليه مابتقتنعيش ان الموضوع مرفوض نهائى.
- عارفة ان هو مرفوض وفي كل حاجة بس انا بحبه...

بعد ان انتهى من تبديل ملابسه بمساعدة امه. دلف من المرحاض كان اديم بانتظاره، دلفت ممرضة لترتب الجناح وتاخذ ما فيه النصيب، عندما شاهدت اديم يجلس على مقعد بكل كبرياء ووقار انبهرت بجماله، وعندما خرج آدم متسندا على امه، تسمرت في مكانها.
- فقالت بهيام. حمد لله على سلامتك.
رد عليها ببرود.
- قائلا بعدم اهتمام. الله يسلمك.
- هو مين اديم؟
قام اديم من على مقعده.
- قائلا بايجاب. انا اخوه بتسالى ليه.

- اصل لم كان في العملية بيقول سامحنى يا اديم.
انصدم من الذي قالته.
- قائلا باستغراب. انا قولت كدة؟!
- وكلام اكتر من كدة. انا بحبك يا اديم. انا ماكنش قصدى. وقلبى حبها غصب عنى. انا خنت...
هب فيها ادم بانفعال.
- قائلا بامر. اسكتى ما عازاش اسمع حاجة.
- انا اسفة اذا قولت حاجة ضايقتك.
- اهدى يا ادم. هي قالت حاجة.
- انا تعبان وعايز اروح.
- حاضر يا روحى يلا. قالتها صافى بحنية وهي تسنده ويدلفوا خارجا.

ام اديم حدثها بهدوء.
- قائلا بتواضع. ما تزعليش منه.
- انا اسفة اذا كنت اتدخلت في شىء مايعنيش لى.

- عادى ولا يهمك. قالها واعطاها بقشيش ثم انصرف من امامها. ركبوا السيارة صافى وادم في الخلف واديم هو السائق، نام على كتف امه ليرتاح قليلا. وهي حاوطته بيدها وجعلته داخل احضانها، لاحظ بان اديم يحاول الاتصال مع شخصا ما، ولكنه لا يرد عليه، اعتقد بانها ورود ولا تريد ان تجيب على اخيه وهذا اوجعه كثيرا، كان يحاول مرارا وتكرار ولا يجد رد نهائى، كان يريد ان ترد عليه فهو اشتاق لها بجنون، مع محاولاته الكثيرة التي كانت تقتل ادم الالاف المرات، بانه خان اخيه وعلق حبيبته به، هل هذا هو الثمن والمكافاة التي رده، عارا عليك يا ادم، هذا ما تلفظ به في داخله.

وصلوا الى المنزل، وجميع من كل بالمنزل خرج لمقابلته والسعادة والفرحة لا تفارق وجوههم، قبلوه واطمئنوا عليه ثم دلفوا الى الداخل لمواصلة عملهم، رفض ان يذهب الى غرفته فاخذته امه الى الحديقة الخلفية، ليستنشق بعض من نسمات الهواء العليل، طلبت صافي من الخادمة ان تجهز له الطعام، اديم رفض ان يتناولوا الطعام معهم، وهذا اوجع ادم واستغربته صافى التي سالته باستفهام. قائلة. ازاى ما هتاكلش معانا.
اردف بارهاق.

- قائلا بحزن. ماهقدرش يا صافي.
- مالك يا اديم. ادم بقي كويس.
- الحمد لله. بس في موضوع مضايقنى شوية.
- مين اللى كنت بتكلمه ومابيردش عليك.
- واحدة.
اتسعت عينيه بذهول.
- قائلا بتعجب. واحدة. مين دى.
- هتعرفيها في الوقت المناسب.
- هو بقي في اسرار ما بينا.
- ولا اسرار ولا حاجة. بس احنا لسي في الاول.
- اديم انت بتحب.
- اه.
اتسعت عينيها بسعادة.
- قائلة بسرور. واو واخيرا لقيتها.
- اه لقيت حب عمرى وحياتى كلها.
- احساسك.

- طاير وفرحان وغيران مشاعر كتير يا صافي.
- يا حبيبي. قالتها بسعادة واخذته في حضنها وسط قهرة ووجع ادم، الذي يحاول ان يخباه.
- انا فرحانة بجد. اخيرا يا اديم.
- هو الحب كدة يا صافي بيجى من غير مواعيد.
- ادم اديم اخيرا بيحب.
اردف بحزن.
- قائلا بوجع. اه. مبروك يا اديم.
- انتوا بتتكلموا على اساس انى اتجوزت.
- مادام حبيبت اكيد هتتجوز.
- الموضوع مش بالسهولة دى يا صافي.
- هي هتلاقي زيك فين.

- من ناحية هتلاقى فهتلاقى كتير.
- شكلها شخصية مميزة.
- هتنبهرى بيها.
- متحمسة اشوفها.
- قريب اوى.
- خلاص مستنية.
- عن اذنك.
- اتفضل يا روح قلبي.
رمقها ابتسامة ثم دلف من امامها. اخذت انفاسها بسعادة ثم جلست قبالة ادم على الطاولة.
- قائلة بعدم تصديق. مين يصدق ان اديم يحب.
لم يرد عليها فهو كان ينظر بعيدا عنها. حتى لا ترى دموعه التي نزلت على ما فعله في حق اخيه الذي لا يوجد احد في حياته الا هو...

اتت الخادمة ووضعت الطعام على الطاولة، وهذا اتاح له المجال بان يمسح دموعه سريعا، دلف الى غرفته واخذ دش سريعا وذهب عند منزل نسمة، فتحت له الباب امها. استغربت عندما راته امامها.
- قائلة بدهشة. اديم.
نظر لها بابتسامة متواضعة.
- قائلا بادب. ازى حضرتك يا طنط.
- الله يسلمك يا ابنى. قالتها بحيرة.
ثم تابعت وهي تتيح له مجال الدخول.
- قائلة بهدوء. اتفضل انت شرفتنا.

هزا راسه ايجابا ودلف الى الداخل. بعد ان اغلقت باب الشقة ورائه. اشارت له على غرفة الصالوت. جلس على المقعد بوقار.
- قائلا باستفهام. هي فين نسمة.
جلست قبالته على الاريكة.
- قائلة بايجاب. نسمة سافرت.
- سافرت فين؟
- هي قالت ليا ماقلوش لحد وخاصة انت.
- هو انتى تعرفى؟
- اه عارفة انها بتحبك وده كان غصب عنها.
- يا طنط انا...
- يا ابنى من غير كلام الحب مش بادينا انت ليك حياتك وربنا يسعدك.
- انا عايز اتكلم معاها.

- هي قدمت استقالتها.
- انا مقبلتهاش.
- هي سابتها على مكتبك وبعد كدة سافرت.
- ازاى تعمل كدة من غير ما ترجع ليا.
- انا بنتى غلطت في حبها وصلحت غلطتها انها بعدت نهائى عن الحوار ده.
- بعد ايه؟ هي فاهمة الموضوع غلط.
- غلط ولا صح الحوار انتهى.
- يا طنط انا...
- هتقول ايه وانت خاطب.
- خطوبتى دى غ...
- كل الكلام ده مايعنيش ليا.
- انا بعد الايام علشان ارجع واشوفها.
- اهو اللى حصل.
- طب انا لازم اعرف سافرت فين.

- مبروك على الخطوبة.
- يعنى مهتقوليش ليا.
- تشرب ايه يا اديم بيه.
- شكرا واسف انى ازعجتك. قالها بادب وذهب.
ثم عاد اليها.
- قائلا بطلب. لو كلمتك قوليلها اديم محتاجك ضرورى.
- ان شاء الله يوصل.
رمقها نظرة امتنان. وانصرف من امامها. وركب السبارة.

- قال باستفهام، وهو يغادر من امام منزلها. انتى فين يا نسمة. وليه بعدتى انا عارف انى وجعتك وجرحتك بس رجعت علشانك. انا من غيرك ميت وانتى ازاى اهون عليكى للدرجة دى. انتى واحشتينى اوى نفسي اشوفك واسمع صوتك. كل تفاصيلك واحشتنى، لم اكن اشعر بالوحدة من قبلك، لقد جاءت لى عندما ذهبت، لم اكن اعلم كيف ينتظر الانسان، فكيف تكون الليالى خائنة، وكيف تكون الايام عدو، اين انت يا نصفى الاخر، اما ان تاخذنى او تبقي معى، هل احببت البعد كثيرا، فقد غبت كثيرا عنى، الجميع يحمى قلبه كالسر، وانا اعطيتكياه بيداى، لا يوجد معنى للندم، ورغم ذلك مازال هناك صوت في داخلى يسال...

تجمع الجميع في الليفنج روم ماعدا الحرباء شاهيناز، فزوجها امره يتناولون اطراف الحديث بسعادة وفرحة، و زين وزوجته وكريم وصافى وآدم الذي يتوسط بينهما، وخديجة وعائشة يلعبون في االخارج، كان يحاول ينسي معهم الذي حدث، وانها ربما تكون مع اخيه يكلمها، كانت الفكرة مميتة بالنسبة له، اه يا قلبى الذي وجد الحب في الوقت والميعاد الغلط، كل شىء حولى اصبح لا طعم له، الوان الحياة اصبحت بالنسبة لي اسود في اسود، انسدل الليل عليهم، استاذنت تارا هي وزوجها وراحوا يلعبوا مع بناتهم، في الحديقة الخلفية...

(وصلت السيارة القاهرة.
- قائلة ورود باصرار. انا هروح اطمن على.
- انتى عارفة الساعة كام.
- ميهننيش.
- ورود فوقى.
هبت فيها بانفعال.
- قائلة ببكاء. انا لو ماشفتوش دلوقتى هيجر ليا حاجة.
- طب من غير عياط.
- انا هموت من الوجع ازاى يعمل كدة.
- اهو مجنون.
- لو سمحتى خلينا نروح لى.
- حاضر يا روحى. قالتها بحنية واخذتها في حضنها. ثم تحدثت الى السائق بادب.
- قائلة بطلب. اطلع على بيت اديم النوار.
- حاضر يا هانم.

بعد ساعة اصطفت السيارة داخل القصر. نزل مالك من سيارته راى سيارة اخرى. تنزل منها ورود واحسان. ذهب لهم. - قائلا باستفهام. انتوا لسي واصلين.
ردت عليها احسان بايجاب.
- قائلة بتعب. اه.
- طب ما ريحتوش النهاردة ليه، وجيتوا بكرة.
- انا عن نفسي مااجيش خالص.
- ادم فين يا مالك.
- اهدى كدة. هو كويس جدا الموضوع مش عايز عصبية او خوف.
- انا ماهطمنش غير لم اشوفه ادام عينيا.

نظر الى المنزل وقال بايجاب، وهو يشير لها على المكان.
- بصي انتى هتفضلى ماشية على طول وبعد كدة ترن الجرس الخدم هيفتحوا ليكى.
هزات راسها ايجابا وسارت مثلما وصف لها ورنت الجرس. في تلك اللحظة كانت صافى تجلس بجوار ابنها واخذته في حضنها وتبعث في شعره الكثيف، مثلما كانت تفعل معه وهو طفل صغير. فسالته باستفهام.
- قائلا بفضول. هي مين دى يا ادم.
- مامى انتى مابتزهقيش من كتر السؤال.

- ما انا لازم اعرف مين لللى وجعتك بالطريقة دى.
- مافيش حد واجعنى وبطلى كتر اسئلة.
- انت بتكدب ليه مابتقولش الحقيقة.
- هي دى الحقيقة عايزة ماتقتنعيش انتى حرة.
- ادم انا مامى اكتر حد بيحبك وبيخاف عليك في الدنيا.
خرج من حضنها.
- قائلا بانفعال. اوف انتى ما زهقتيش.
- يا حبيبي...
رن جرس الفيلا.
- قائلة وهي تقوم من جواره. اكيد اديم.
- ما لو اديم كان فتح لنفسه.

- هفتح واشوف مين. قالتها وذهبت لتفتح الباب، رات امامها ورود، فتذكرتها على الفور لكنها اليوم مغايرة عن ما قابلته، فواضح على معالم وجهها الحزن والاسي.
- فقالت بتعجب. ورود.
- اسفة انى ازعجت حضرتك في الوقت ده.
- ازاى تقولى كدة اتفضلى. قالتها بترحاب وهي تشير لها بالدخول، رمقتها نظرة امتنان ثم دلفت الى الداخل بخجل. اغلقت صافى الباب ورائها، ثم سبقتها وتوجهت على غرفة الليفنج روم.

- قائلة بسعادة. في مفاجاة ليك حلوة.
هزا راسه بعدم فهم.
- قائلا باستفهام. مفاجاة ايه.
- ورود.
- ورود مين.
- انا يا ادم.
قام من مكانه.
- قائلا بعصبية. انتى ايه اللى جابك هنا.
- عيب تقول لضفتك كدة.
- لانها قليلة الادب.
انصدمت من توبيخه لها.
- قائلة بعدم تصديق. ادم انت بتقول الكلام ده ليا.
بكل وقاحة رد عليها بغضب.
- قائلا بسخرية. اكيد مش بقوله لامى يعنى.
هبت فيه صافى بانفعال.
- قائلة بغضب. ولد احترم البنت.

- انتى ازاى تيجى في الوقت ده لوحدك.
انفتحت في البكاء.
- قائلة بدموع. انا مش جاية لوحدى معايا احسان ومالك برا.
- اطمنتى على غورى بقي من هنا.
- ادم ماتبقاش قليل الذوق كدة.
صرخ في وجهها.
- قائلا بامر. امشى يا ورود من هنا.
- انا اسفة انى جيت.
- هي عملت ايه علشان تكلمها كدة.
- انا ماعملتش حاجة.
- يا روحى اختلفتوا مع بعض، ولم سمعت بتعبك جت على طول. هم الحبايب كدة.
عقد حاجبيه باستغراب.

- قائلا باستنكار. حبايب؟! حبايب ايه يا مامى.
- مش ورود حبيبتك اللى قطعت ايدك علشانها.
- ده استحالة. قالها برفض تام.
لم تقتنع صافى بكلمة واحدة من ابنها، فورود هي حبيبته التي جرح نفسه لاجلها. فتحدثت معه بهدوء.
- قائلة بحيادية. بصوا انا هسيبكوا تتكلموا واروح لمالك. قالتها وهربت من امامهم واغلقت الباب خلفهم، حتى يتحدثوا باريحية.
- شايفة اخرت تصرفاتك المجنونة.

تجاهلت كتلة الغضب التي امامها، وركضت عليه وارتمت في حضنه وانفجرت في البكاء.
- قائلة بوجع. انا اسفة اسفة اسفة.
حاول ان يبعدها ولكنه فشل.
- قائلا بعجز. ابعدى حرام عليكى.
- انا بحبك. انا موت لم عرفت.
- ليه يا ورود بتزودى الوجع.
خرجت من حضنه ونظرت في عينيه.
- قائلة بوجع. قطعت ايدك وقلبى انقطع كل حاجة فيا.
- انتى ملك اخويا.
- انا ملكك انت.
- اطلعى من حياتى.
- اطلب منى حاجة تانية الا ده.

امسكها من ذراعيها وهزها بقوة.
- قائلا بوجع. افهمى. انتى خطيبة اديم اللى قدم كل حاجة ليا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة