قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الرابع عشر

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الرابع عشر

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الرابع عشر

التفت كريم الى ابن اخيه، الذي رمقه نظرة كلها ضيق وغضب، ابعد انظاره عنه، وتحدث مع تارا.
- قائلا بهدوء عكس ما به من غضب. الف مليون سلامة عليكى يا تارا.
- قالت بابتسامة. الله يسلمك يا اديم.
- دى زين هيفرح اوى اول ما يعرف.
ارتبكت عندما ذكر اسم زوجها، والذي زاد الارتباك اكثر بانها قبل مرضها اخبرته بكل شىء، حتى لا يتحدث امام اباها ويفضحها، وتهتز صورتها امام عينيه...
قال اديم باستفهام، عندما لاحظ شرودها.

- تارا انتى روحتى فين؟
- قالت بابتسامة، وهي تفيق من شرودها على سؤاله. انا معاك يا اديم.
- يا رب دايما تكونى بخير.
- شكرا يا اديم. انت واقف ليه اتفضل اقعد.
- لا انا ماشى.
- طب ما تخليك شوية.
- معلشى يا روحى. ورايا شغل.
قالت بخبث، وهي تغمز بمكر.
- قائلة بخبث. هو في شغل دلوقتى؟
- تارا انا غير ادم.
- ما الكارثة انك غيره.
- يا ستى ما تقلقيش انا رايح ارتاح، وهاخد معايا صافى.
- طب انت هترتاح صافى مالها.

- اصل من وقت ما تعبتى وهي معاكى ماسبتكيش.
قالت بامتنان، وهي ترمق نظرة حب.
- بجد يا صافى.
قالت بحب، وهي تربت على يدها بحنية.
- دى اقل حاجة اعملها ليكى.
- يلا بقي يا صافى.
- دى انت مستعجل اوى يا اديم.
- فوق ما تتخيلى. وخاصة ادم لوحده في البيت.
- بتتكلم عن ادم كانه طفل صغير.
- ياريته صغير دى كارثة متنقلة.
- كلامك صح. بس ممكن طلب.
- اتفضلى يا تارا.
- سيبها معايا شوية.
- تمام. بس متتاخريش يا صافى.
- حاضر يا اديم.

- شكرا.
قال بحب، وهو يدلف من امامها، دون ان يوجه حديث لعمه، فهو لا يطيق ان يتحدث معه ولو ثانية واحدة...
- بطلى هبل يا بت انتى. انت اختى.

فى تلك اللحظة، كان يجلس في البيت، وخاصة غرفة النوم الخاص بهما وعلى فراشهما، يتذكر كل لحظة قضوها هنا سويا، وكل كلمة همسة لمسة كل شىء، ولكن اين هي الان، فهى طريحة الفراش، والموت ربما يزورها لحظة ما، يدعو الله كثيرا ان تعود ويخبرها بمدى حبه الشديد لها، فهى حبيبته وزوجته وام بناته، منذ غيابها وهو اصبح مهمل متكاسل في نفسه، شورابه نمت حالته اصبح يرثى لها، عندما تراه مستحيل ان تصدق ان هذا ابن الحسب والنسب زين عز الدين، فالحزن اخذ الكثير منه، والذي عليه هو الان بقايا انسان، افاقه من دوامة الحزن التي يعيشها توا، عندما اتاه اتصال من الممرضة، المسئولة عن حالة زوجته، تخبره بانها فاقت، سجد شكرا لله على الفور ودموع الفرح تزين وجهه، لم يكذب خبر ركض سريعا اليها في المستشفى، كانت اقدامه تتسابق معه للوصول اليها، ودقات قلبه متلهفة لرؤيتها، لقد اشتاق لها بشدة، فتح باب الغرفة، رائها جالسة على السرير، وعينيه تراها، ركض اليها واخذها في حضنه، غير مهتم بتاتا بنداء ابوها له، لقد توقف الزمان والمكان في تلك اللحظة، فتارا فاقت من غيبوبتها وهروبها من ارض الواقع وعادت اليه، تركت نفسها لحضنه الذي اشتاقت له بشدة سنتين تعيش في ظما بعيدا عن احضانه ودفء كلماته، اختارتها لنفسها، حتى تستطيع ان تنجى اباها من كارثة او اهانته امام احد...

قالت صافى بهدوء، وهي تقترب منه برغم ضيقها من تصرفه.
- يلا يا كريم نطلع ونسيبهم سوا.
قال بعند، وهو ينظر الى زين وهو يحتضن ابنته بتلك الطريقة المتلهفة.
- انا مستحيل اسيب بنتى.
قالت بحنق، وهي تمسك يده بنفاذ صبر ليذهبوا.
- قائلة بحنق. بطل عندك الطفولى ده ويلا.
كان يريد ان يعترض، لكن عندما امسكت يده جعلته يلتزم الصمت فورا. ودلف معها الى الخارج واغلقوا باب الغرفة بهدوء...

- قالت بضيق. وهي تترك يده بكره. انا اسفة.
- انا اللى اسف.
- ماعايزش اشوف وشك تانى.
- غصب عنى انا بحبك ماقدرتش امسك اعصابى.
قالت بصراخ، وهي تهب فيه بعصبية.
- كريم كفاية كفاية. انتى ما بتزهقش.
- مستحيل ازهق من حبى ليكى.
قالت لتذهب...
- انت مافيش فايدة فيك. انا ماشية.
امسكها من ذراعها.
- قائلا بجراة، وهو يهمس في اذنها. دى اول مرة المس فيها شفافيك. امتى اليوم يجى وتكونى ملكى.

تخلصت من ذراعه بعصبية. وبصقت في الارض، وركضت من امامه، فكريم كل ما العمر يمر يجن اكثر. ولا يضع حدود للجنونه.
على الجانب الاخر، تارا وزين.
قال باشتياق، وهو يحضنها بلهفة.
- واحشتينى.
قالت بتردد، وهي تبادله الحضن بخجل.
- وانت كمان.
قال بعدم تصديق، وهو يخرج من حضنها بلهفة.
- بجد.
- اه حقيقى.
- انا بحبك.
-...
صمتت ولم تجبه.
- قولى وانا كمان زى لم كنتى بتقولهلى زمان.
- صعب.

- هو ايه اللى صعب؟ قوليها وريحى قلبى المشتاق ليها.
قالت بطلب، وهي تتهرب من طلبه.
- هم البنات فين؟
- بتهربى؟
-...
- خلاص يا ستى كلها دقايق وتكونى معاهم.
قالت بتجهم، وهي تنصدم من كلامه.
- معاهم فين؟
- في البيت يا تارا. اومال هيروحوا فين.
- لا يا زين.
- لا ايه؟
- انا هروح اقعد مع ولاد عمى.
- ولاد عمك ايه؟ وبيتك؟
- لا انا هروح هناك.
- هتروحى فين؟ هتسبينى انا وبناتك.
- مقدرش. بس محتاجة اريح اعصابى وابعد.

- تبعدى عنى ليه. كفاية بعد يا تارا.
- ماهقدرش.
- ليه هو العمر في كام سنة علشان نفضل بعيد عن بعض.
- ماتضغطش على...
- تطلبى بعد عنى تانى، ومش عايزانى اضغط عليكى.
- لو رجعت البيت هفتكر كل كلامك واهانتك ليا. كل حاجة هفتكرها وهيتفتح جرح كبير ليا. وانا عايزة انسى.
- انا اسف بس كان غصب عنى. انتى اللى اختارتى كدة.
قال كريم باستفهام، وهو يهجم على غرفتها دون طرق الباب.
- قائلا باستفهام. اختارتى ايه.

- قالت برجاء، وهي تنظر له. بابا لو سمحت.
قال ومازال نظراته مسلطة على زين بكره.
- نعم يا حبيبة بابى.
- انا هروح اقعد مع صافى.
- ايه؟
- انا عايزة اريح اعصابى وابعد عن كل الضغط.
اقترب منها عندما تلمس الوجع في كلامها.
- قائلا بحنية. وهو يجلس بجوارها على السرير. اكيد يا حبيبتى بس عن حضن بابى لا.
- ابقي تعالى زورنى.
- ما انتى عارفة صافى مابطقنيش. بيت بابا موجود.
قالت بطلب، وهي ترمقه نظرة رجاء.

- قائلة بطلب. لو سمحت حابة اكون مع صافى وولاد عمى.
- صافى لا.
- بابا معلشى.
- لو روحتى هناك مقدرش اجى واشوفك.
- ليه هو ايه اللى حصل.
صمت بماذا يخبرها، ان هو كان نفسه يقبلها من عشرين سنة او اكثر، واليوم فعل ذلك متجاهلا كل شىء.
قالت بتساؤل، وهي تستغرب صمته بشدة.
- قائلة بتساؤل. بابا سكت ليه.
- مافيش مروح عندها.
تحدث زين بحدة.
- قائلا بصرامة. تارا بيتك موجود وبناتك في انتظارك.
- زين انا مستحيل ارجع البيت.

- كل حاجة اتغيرت بس ارجعى.
- مهتكونش بالساهل على.
تحدث كريم.
- قائلا بطلب. زين ممكن تسبنا لوحدنا.
هزا راسه ايجابا، ودلف الى الخارج بقلة حيلة، منتظرا والداها يقنعها بالعودة الى بيتهم الحزين الباكى على حالهما...
قال كريم بحنية، وهو يمسك يدها بطيبة.
- ليه حابة تكونى مع صافى.
- لانها الوحيدة اللى بتسمعنى. دى حتى بتفهمنى من غير ما اتكلم.
- للدرجة دى؟!
- اه انا بعتبرها امى.
- ما ماما موجودة يا تارا.

- عمرها ما كانت موجودة بالنسبة ليا.
- طب ليه؟
- عمرها ما اهتمت بيا ولا حسستنى في يوم انى بنتها. طب انا فوقت من تعبى دلوقتى هي فين بقي. لكن صافى تقريبا ماسبتش المستشفى من يوم تعبى.
قال بحيرة، عندما لا يستطع ان يجيب عليها. فكل حديثها صحيحا مائة بالمائة.
- مش عارف اقولك ايه؟
- هتقول ايه لان كلامى كله صح.
- مع الاسف يا بنتى.
- خلاص سيبنى اروح لاكتر انسانة فهمانى وعارفانى.

قال بهدوء. عندما لم يجد امامه شىء غير ان يوافق على طلبها.
- تمام يا تارا روحى مكان ما تحبى.
قالت بسعادة، وهي ترتمى في حضنه بحب.
- يا حبيبي يا بابى.
قال بحنية، وهو يبادلها الحضن بحب.
- انتى اللى حبيبتى يا تارا.

تسارعت الاحداث سريعا، بعد ان ذهبت تارا الى غرفتها في فبلا اولاد عمها، ونامت في سريرها بسلام وامان، دلفوا الى غرفة الليفينج روم، ليتحدثوا عن ما دار في المستشفى...
- قال اديم باستفهام، وهو يضع يده في جيب بنطاله. ممكن تفهمينى بقى اللي انا شفته ده.
ادرفت بهدوء.
- قائلة بطلب. طب اقعد الاول ونتكلم.
هزا راسه ايجابا، وخلع يده من جيب بنطاله، وجلس على الاريكة. وهي امامه على الاريكة الاخرى.

قالت باستفاضة، وهي ترجع بالماضى للخلف.
- الموضوع تبدا حكايته لم كنت طالبة في الجامعة. في اخر سنة في كلية تجارة. شركة النوار كانت منزلة اعلان عايزين متدربين علشان يكونوا سكرتيرية في الشركة. كانت بالنسبة ليا فرصة كطالبة فاضل لها شهور وتتخرج. وخاصة الحالة المادية كانت صعبة. فروحت الشركة. اول مرة روحت هناك. كان المسئول على متدربين السكرتير كريم النوار. اول ما قابلته في المكتب.

هنا اخرجت تنهيدة حارة من صدرها. دلفت الى غرفة مكتبه بتوتر وقلق، القت التحية بصعوبة، رفع عينيه من على الاوراق التي كان يتابعها، راى امامه فتاة فاتنة ومختلفة على غرار الذين قابلهم من قبل.
قال بغزل، وهو يعض على شفتيه بوقاحة.
- الجميل اسمه ايه؟
قالت بتلعثم، وهي ترتبك من نظراته المصوبة نحو جسدها.
- ص افى!
- انا مابسالكيش على الدلع. انا عايز اسمك الحقيقى؟
- ما هو حضرتك دى اسمى.
قال باعجاب، وهو يغمز لها.

- ياربى على الرقة.
- ميرسي لحضرتك.
- اسمى كريم.
- تمام يا مستر كريم.
- لا يا صافى انا كريم وبس.
عندما نطق اسمها بتلك الطريقة المثيرة. ارتجفت اوصالها ودق قلبها. ولا تستطيع ان تنكر بانه يتمتع بوسامة غير طبيعية. لا تستطيع ان تجاريه. فهو خبير بالنساء ؛ لانه زير نساء من الصفوف الاولى. ادرك في داخله بانها اول مرة لها تسمع غزل من احد. انتهز الفرصة وقام من مقعد مكتبه والتف حوله. حتى وقف امامها.

- قائلا بجراة. في حد حلو كدة!
قالت بحزم، وهي تبتعد عنه قليلا.
- حضرتك انا جاية اشتغل.
قال بسخرية، وهو يعقد حاجبيه باستهزاء.
- تشتغلى ايه؟
تحدثت بقوة دون ذرة خوف في اعماقها.
- اتدرب هنا ولو حصل ليا نصيب اشتغل سكرتيرة.
- همس في داخله بحنق. شكلك مؤدبة وهتتعبينى.
- نعم حضرتك.
- مافيش حضرتك. انا مسئول عن تدريبك انتى وزمايلك.
- ما انا عارفة.
- بجد ولا حد قالهالك.

رمقته نظرة حادة بان يلتزم الصمت ؛ لان افعاله لا تعنى لها بتاتا. اختلفت معالم وجهه.
- قائلا بجدية. عامة مواعيدك من الساعة 4 لحد 5.
- شكرا لحضرتك.
- قائلا بسماجة. العفو.
قالت بضيق، وهي ترمقه نظره كره.
- عن اذنك.
- اذنك معاكى.
هزات راسها ايجابا، ودلفت من امامه، واغلقت الباب ورائها بهدوء.
- صعبة بس مصيرى اوصلها.

استغرب بشدة من تلك الحكاية التي قصتها، وكيف تعرفت على عمه. الذي كان لا يختلف عن ادم اخيه في تصرفاته. فاراد ان يعرف الحكاية لاخرها ؛ حتى يكون حكمه عادل عليها. قال بتراقب، وهو يتابع بحماس.
- هاااااااااا وبعدين.

- ما اقدرش انكر ان اول مرة شفته فيها. ما عجبنيش او ماشدنيش. بس لما سمعت من الشركه ان هو بتاع ستات. بعدها ماحاولتش اقرب منه. في الوقت ده كان هو بيحاول بكل الطرق. وانا دايما كان الصدى ملازمنى. كل يوم على مكتبى الاقى بوقه ورد. لحد ما الشركة بدات تتكلم. واول ما اكون بكلمه في حاجة يبدا الهمس واللمز. لحد ما فاض بيا.

وفي يوم ذهابى الى مكتبى. رايت باقة زهور من الورود الانيقة. وموضوع بداخلها كارت كالمعتاد. مكتوب عليه.
بحبك لا بعد مدى
مزقت الكارت الى قطع متفرقة، واخذت الباقة، وذهبت الى مكتبه. السكرتيرة حاولت تمنعنى ولكنى اصريت ودخلت. وجدته جالس على مقعد مكتبه في هدوء وسكينة، وكأنه لا يفعل شىء.
قالت برجاء، وهي تضع الباقة على مكتبه بعصبية.
- ارحمنى بقي.
ترك ما بيده على اثر دخولها، وقام من على مقعده باستغراب من عصبيتها.

- سائلا اياها ببرود، وهو يقف امامها. في ايه يا صافى؟
- يعنى ما تعرفش في ايه.
- لا ما اعرفش.
- قالت بعصبية. وهي تشير على الباقة. الزفت الورد اللى كل يوم بلاقى على مكتبى.
- وايه المشكلة هو حرام الواحد يعبر عن حبه.
- ارحمنى يا كريم.
- ومين يرحم قلبى اللى حبك وكل مرة بتصدى، ومش عارف ليه؟
قالت بغضب، وهي تصرخ في وجهه بانفعال.
- قائلة باستنكار. مش عارف ليه؟
هزا راسه ايجابا.
- لانك كريم النوار وانا حتة سكرتيرة.

- اى الهبل ده انا بحبك.
- انت مجنون.
- ايوا مجنون بس بيكى انتى.
- كريم انا مش لعبة بين ايدك.
- عمرك ما كنتى بالنسبالى كدة. انتى اجمل شىء في حياتى.
- كفاية الشركة كلها بقت بتتكلم علينا.
- خليها تتكلم. خلى العالم كله يعرف بانى بعشقك وبموت فيكى.
- انتى فاكرنى واحدة من اللى انت تعرفهم.
- عمرك ماكنتي منهم ولا هتكونى ؛ لانك انضفهم وانقاهم.
- وانت فاكرنى هصدق الكلام ده.
- ماتصدقيش. بس عايزك تسالى نفسك سؤال.

- اى هو؟
- ليه ما بوستكيش لحد دلوقتى، ليه ماخلتكيش واحدة من اللى اعرفهم.
- لانك ماقدرش.
- لا ؛ لانك صافية وبريئة ونقية اخاف الوثك بزبالتى.
- كريم بطل كدب.
- صافى انا بحبك.
- كفاية. عايز منى ايه.
- اعملك ايه علشان تصدقينى.
- ابعد عنى.
قال بصوت يكسوه الحزن.
- صعب وحياتك صعب.
- كلامك بيوجعنى. انت عايز تكسرنى.
- مستحيل اعمل كدة يا نور عيونى.
- خلاص سيبنى في حالى.
- قولتلك صعب.
لقد اتت باخر ما لديها.

- فقالت بحنق. وهي تنفجر فيه بصراخ. انا قرفت قرفت قرفت منك قرفت.
- وانا بعشقك لحد يوم في حياتى. يا حبي الاول والاخير.
- عايز تتسلى انا مش بتاعت تسلية.
- فين التسلية؟ انا واحد صادق في مشاعرى.
- مستر كريم مصر كلها عارفة بعلاقاتك.
- ماهنكرش ده. بس دلوقتى عيونى مش شايفة الا انتى.
- ارحمنى وابعد عنى.
- طب حاولى اسمعى قلبك وشوفى هيقولك ايه.
- ماعايزاش اسمع حد، ولو هسمع ماهسمعش غير عقلى.

- انا بحبك ومهما تحاولى هفضل وراكى. لحد ما اوصل لكل حاجة. قلبك وعقلك وروحك حتى جسدك.
قالت بضيق، وهي تدلف من امامه.
- انت انسان مقرف.
قال بصدق، والدموع تترقرق على جنتيه بخزى وعار.
- وانتى اجمل حاجة حصلتلى.

هو متزوج ولديه ابنة، ولكنه لم يعشق زوجته ليلة واحدة. بل احب تلك الفتاة البسيطة المتواضعة والجميلة. عشقها من الوهلة الاولى. وبعد سنة من العمل معها اصبح لا يطيق ان يفترق عنها لحظة واحدة. ماذا سيكون رد فعلها اذا علمت بكارثته. لكن لن اتنازل للوصول الى قلبها. ظل يوميا يرسل لها الورود على مكتبها وفي المنزل. وشكولاتة العشاق. لحد...
-
- وانا زى اى بنت في سنى حبيته من كل قلبى.

قال اديم بدهشة، وهو ينصدم من كلامها.
- حبيتى ازاى؟ دى كان متجوز.
قالت بوجع وترقرقت الدموع على وجنتيها بصدق. عندما تذكرت كسرت قلبها، الذي مهما مر عليها الزمن لن تنساها له.
- ماكنتش اعرف ان هو متجوز، وعنده تارا.
قال باستفهام، وهو يعقد حاجبيه باستغراب شديد.
- ازاى الكلام ده؟!
- دى الحقيقة وابقى اساله.
- ازاى قدر يخبى عنك، واللى في الشركة.
- كان منبه عليهم كلهم ماحدش يقولى. او يجيب ليا سيرة.

قال بعصبية. وهو يضرب كف على كف بحسرة على وجع صافى.
- ده اسمه جنون.
- كان عايز يكمل معايا وانا ما اعرفش.
- طب عرفتى ازاى؟
- يوم عيد ميلادى 22. كلمني وقال ليا انا مستنيكى في مطعم كذا...

روحت فعلا وانا متحمسة وسعيدة ولبست احسن حاجة عندى، كنت متاكدة ان هو عازمنى علشان عيد ميلادى، ظنونى ماكنتش خيال فعلا طلع صح، اول ما وصلت المطعم كان فاضى من الناس، ومزين كله بالورود وتورتة كبيرة عليها صورتى، ومكتوب عليها بحبك، وقتها نسيت المكان والزمان واترمت في حضنه، كنت حاسة انى طايرة وسعادتى ماكنتش تتوصف لحد، وقلبى دقاته كانت سريعة، بان حبيبي معايا وبين ايدى، لحد ما سمعت صوت تصفيق.

ترك احضانى، ونظرات عينيه المحبة تحولت الى كره مميت. تحدثت شاهيناز.
- قائلة باستعلاء. والله برافو يا كريم. بقى هي دى اللى انت مصاحبها اليومين دول.
التفت رايت امراة تتميز بالجمال والذي يزيده اكثر مساحيق التجميل، وعينيها كلها شر وغل، فاردفت بحيرة من كلامها.
- قائلة باستفهام. مصاحب مين؟
قالت شاهيناز بامر، وهي ترمقها نظر استحقار.
- انتى تخرسي خالص.
قالت صافى بانفعال، وهي تنظر له.

- واخرس ليه؟ كريم مين الست دى؟
قالت بعجرفة، وهي ترفع حاجبيها باستغراب.
- الست دى. اى يا كريم انت مش معرفها انا مين.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة