قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الخامس والثلاثون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الخامس والثلاثون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الخامس والثلاثون

- مش هي جميلة.
-...
لم تستطع ان تنكر جمال احسان، وخاصة مع ملابسها المحتشمة وحجابها الراقى المماثل لبراءة وجهها.
- انت عايز توصل لايه؟
اجابها مالك بمنتهى البساطة.
- قائلا بصدق. لقلبك.
- وانت ايه اللى يوصل امثالك لقلبى.
- ادينى الفرصة يمكن اقدر واكسر الحاجز.
- طب ما تبعد بدل ما اهين كرامتك واقل منك.
- عادى جدا اى حاجة تعمليها مقبولة منك.

- انا يوم ما افكر اسلم قلبى يكون لانسان محترم حافظ كتاب ربنا زى. مش زيك حافظ بس ازاى تغضب ربنا وتبعد عن دينك.
- ما معاكى هتغير.
- انا ولا سكتك ولا طريقك. فاحسنلك تبعدى عنى. وتشوف غيرى.
- مستحيل الاقى غيرك.
- بقولك ايه؟
اقتحمت جيداء عليهما الحديث، عندما وضعت يدها على كتف مالك بحميمية.
- قائلة باستفهام، وهي تنظر الى احسان بحقد. اى يا حبيبي بتعمل ايه؟
انزل يدها من على كتفه. ورمقها نظرة غيظ.

- قائلا بضيق. ايه اللى جابك؟
لم تبالى بغضبه الواضح عليه.
- قائلة بدلع. قلقت عليك فقولت اطمن.
- ليه هو انا عيل صغير؟
قالت احسان بسخرية.
- يمكن. ثم اخذت يد ورود وانصرفوا من امامهما.
بعد ذهابها هي وصديقتها، حزن بشدة، كان يريد ان يقف معها اطول فترة ممكنة، لكن تلك الحرباء اقتحمت عليه الحديث معها...
زمت فمها لامام. ثم قالت باستفهام.
- انت عايز منها ايه؟
- قال مالك بانفعال. وانتى مال امك.

انصدمت من طريقته الجارحة في الكلام.
- قائلة باستغراب. مالك انت ازاى تكلمنى كدة.
- واكلمك اوسخ من كدة لم تتدخلى في مالكيش فى.
- لا ليا وبزيادة كمان.
- بامارة ايه؟
- بامارة علاقتنا وحبنا لبعض.
- حبنا لبعض؟! لا دى هربت منك.
- يشهد صحابنا كلهم علينا.
- كل اللى اعرفه انى موعدتكيش بحاجة.
- انت واعى لكلامك.
- واعى جدا، وغورى بقي من قدااااااااااااااااااااااااامى.

(مكتبة الكلية)
جلسوا قبالة بعضهما البعض، على طاولة المكتبة، لم يستعيروا اية كتاب، فهما يريدون ان يتحدثون سويا، وخاصة فيما حدث من دقائق، كيف يجرؤ ان يقول ذلك، هو متعارف عنه الوقاحة واكثر من ذلك، لكن لكل شىء به حدود، فذلك المالك تخطاها و بجراة، رمى بكل الاعراف والشعائر السماوية، معترفا بشيئا واحدا، وهو كيفية الوصول الى شهواته القذرة...
قالت بتمنى، وهي تتنهد بضيق.
- ربنا يهدى.

تحدثت اليها ورود بهدوء.
- قائلة برقة. ماتزعليش يا احسان.
- شوفتى كلامه.
- اه. بس ممكن يكون بيحبك.
- اللى زى مالك وشاكلته ما يعرفوش يعنى ايه حب. فالبتاكيد مستحيل يحبوا.
قالت بحزن.
- ليه يا احسان؟
- الاجابة سهلة جدا يا ورود. لانهم متعودين على الحرام المباح فليه يدوروا على الحلال الصعب.
انصدمت ورود من الذي سمعته.
- قائلة باستغراب. ازاى عايشين كدة؟!
- عايشين في ذنوب كل يوم وبعد عن رب العالمين. ربنا يهديهم.

- يارل.
- بيطالبنى بقلبى وهو مصاحب واحدة في الكلية قمة في قلة الادب. قلبى ده غالى يوم ما يتسلم يكون لحلالى. مش واحد فاجر زى ده.
- طريقة كلامه جريئة جدا.
- لانه متعود على الوقاحة. ودى كمان طريقته للوصول لاى بنت.
- وازاى جيداء عارفة ان هو بيلعب بيها ومكملة معاى.
- لانها زيه بتدور على السهل والبسيط. وتعيش علاقة في الحرام علشان تكون زى اصحابها.
- دى بنت غير طبيعية!

- هي تفكيرها كدة وبعدين دى مش اول علاقة ليها.
- هو انتى تعرفيها؟
- اه مع الاسف من ايام الحضانة ومعروف عنها العلاقات.
- يا الله انا بسمع كلام غريب.
- انتى لسي هتشوفى العجب هنا.
- اكتر من كدة.
- هو انتى لسي شفتى استنى بس.
- لا كفاية كدة.
- اهم حاجة انك ماتحاوليش تغضبي ربنا. لان معصية الخالق دى حاجة كبيرة اوى.
- دى اكيد وانا بحاول. سراج صحابهم ده حاول كتير يكلمنى لكن انا رفضت.

- اوعى يا ورود تقعى معاهم او تختلطى بيهم.
- دى اكيد يا احسان. بس سؤال؟
- اتفضلى يا روحى.
- كلام مالك محركش فيكى حاجة.
- هو انا هبلة علشان اتاثر بكلام واحد زى ده. دى عايز يضمنى لشلته.
- هيعمل ايه لو ضمك؟
- هيفضل يتباهى بانجازه العظيم وان هو وقع بنت صعبة المنال.
- مستحيل يكون بيفكر كدة.
- وانتى مالك بتدافعى عنه كدة ليه؟
- لانى انا اللى شايفة البناات هم اللى بيترموا عليهم.
- قالت بخبث. بيترموا على مين؟

قالت بارتباك، وهي تبتلع ريقها بصعوبة.
- على مالك وشلته.
- مين بقي اللى في الشلة بتاعته.
- سراج وآدم وكدة يعنى.
- قولتيلى بقي. ويطلع مين آدم ده.
- صاحب مالك.
- الولد اللى شعره كبير ده.
- اه هو.
-...

قالت جيداء باعتراف، وهي تقف امامه.
- مالك انا بحبك.
- وانا عمرى ما حبيتك.
- اكيد بتقول كدة علشان توجعنى.
- دى حقيقة انا عمرى ما حبيتك.
- طب ازاى؟ وانت كنت بتق...
- انا عمرى ما وعدتك بحاجة. حتى كلمة بحبك مقولتهاش ليكى.
- يعنى انت كنت بتضحك على.
- ماتسمعاش كنت بضحك عليكى. كنا بنتسلى انا وانتى.
عندما سمعت تلك الكلمات، فعلت كالمعتاد منها، عند قطع كل علاقة لها، وصرخت باعلى صوت لديها.

- قائلة ببكاء. اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه اه. تصرخ وتصرررررررررررررررررررررررررررررررررررررخ. وسط صدمة مالك الذي استغرب بشدة فعلة تلك الفتاة، التي لم تخطر على بال احد، تجمع الجميع حولها ومن ضمنهم اصدقائها نورين وماييفا، التي اخذتها في حضنها وتربت على ظهرها بحنية، وآدم وسراج اخذوا مالك وذهبوا عند مكان ركن السيارات الخاصة بالجامعة، وعندما وصلوا اول من تحدث آدم.

- قائلا بانفعال لصديقه. هو انا منبهتش عليك مالكش دعوة باحسان.
هب فيه مالك بغضب.
- وانت مين علشان تقولى؟
- انا صحبك يا غبى وخايف عليك.
- شوفت تصرفات جيداء الزبالة.
- تعمل ايه بتدافع عن حبيبها؟
- حبيب مين انا ماوعدتهاش بحاجة.
- ومدام مابتحبهاش بتكلمها ليه.
- زى ما انت بتكلم ماييقا. ولا هو حلال ليك وحرام على.
- اه بكلم ماييفا بس مابكلمش عليها.
- ويا حياة بابى والنبى لتحلف.

قال سراج بسخرية، وهو ينفجر في الضحك عليه.
- عيب يا مالك آدم بيخونها برا الجامعة.
- من غير معرفتها لكن مش قدامها عينى عينك.
- وهي مال امها اكلم اللى اكلمه. هي كانت مراتى.
- شكلك عايز تعمل فضايح تانى. وتروح لرئيس الجامعة.
- اه عايز.
- بطل عند عايزين نبدا الترم ده نضيف.
قال سراج بسخرية، وهو يضرب كف على كف.
- مين اللى بيتكلم آدم.
- اه آدم وخلينا بعيد عن وجع الدماغ.

- من النهاردة يا سراج، ولم نفسك بدل ما تشوف الوش التاتى.
- سورى يا بوص.
- انا كنت عايز اتكلم معاها وجيداء منعت ده.
- وتتكلم معاها بتاع ايه.
- عايز اعرف سبب غيابها الفترة اللى فاتت دى كلها.
- وانت مالك تخصك فيه.
- واللى زيها هعوز منها ايه.
- شوف انت بقي.
- وضح تلميحاتك بلاش لف ودوران.
- يعنى انت عايزنى اجيب من الاخر.
- دى اكيد.
- من غير زعل.
- لخص يا ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااادم.

- انت بتحبها وهتموت عليها.
- ارجع لتخاريفك تانى وبعدين لو صح. هو انت ممكن تحب.
- دى مستحيل.
- انا بقي صحبك. هل من الممكن انى احب.
- طب افعالك دى ايه.
- عجبانى وعايزاها مش اكتر ولا اقل.
- بص انت لعيب وليك علاقات كتير حتى الدكتورة لعبت عليها لكن دى لا.
- تتراهن؟
- انت مجنون. رهان ايه؟ شوف صحبك يا سراج.
قال سراج باستفهام، الذي غاب عن حديثهما والتفكير في خاطفة قلبه.
- ها بتقول حاجة يا ادم.

- بقالنا ساعة بنتكلم انت فين.
- معاكوا.
- ما هو واضح.
- سيبه يا ادم يرسم خيال.
قال ادم باستفهام، وهو يغمز له بخبث.
- ويا ترى مين بقى اللى بترسمها في خيالك.
- قال سراج بصدق، وهو ينظر له. شدانى اوى.
قلق ادم من كلامه ونظرات عينيه التي لا تبشر بالخير.
- قائلا بضيق. وهي مين بقى؟
- مش لازم تعرف.
- ليه خايف عليها منى؟
- بغار عليها حتى لو حد تانى نطق اسمها.
- هو للدرجة دى؟

- مع الاسف وصلت معاها لمرحلة ماعدش فيها رجوع.
- هو حصل علاقة ما بينكما.
- علاقة؟ دى مبتكلمش ولا واحد في الكلية.
- هي احسان؟
هب فيه مالك بغضب شديد.
- قائلا بعصبية. احسان مين يا روح امك انت وهو.
- انت بتقول ايه يا مالك؟
- اللى سمعته.
- كل المواصفات عليها.
- مافيش واحدة محترمة في الكلية الا احسان ما المحترمين كتير.
- كلامك صح بس دى مميزة.
- قال بغضب، وهو يجز على اسنانه بعصبية. ماتجبش سيرتها.

قال ادم باستمتاع بغيرة صديقه وحب الواضح للعلن.
- امممممممممممممم. علشان لم اقولك انك حبيتها تبقى تقتنع بكلانى.
قال سراج بملل من حديثهما، وهو يذهب.
- بقولكوا ايه انا ماشى.
- طب اسمها؟
قال وهو ينصرف من امامهما.
- مصيركوا تعرفوا سلام
بعد ذهابه التفت له ادم، وتحدث مالك باستغراب.
- سراج بيتكلم على اساس ان احنا مانعرفهاش.
- هو انت تعرفهاا يا مالك؟
- هو انت هتسعبط ما انت كمان عارفها.
- ما اعرفهاش.
- ورود يا آدم.

- ورود مين؟
- ورود هو في غيرها. دى يمكن يكون الاسم الوحيد اللى في الجامعة كلها.
اتسعت عينيه بصدمة. ثم قال بعصبية، وعروق رقبته تنفر من مكانها.
- دى يبقي نهاره اسود.
- ليه هي تخصك؟
- يا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااابن المرة دى خطيبة اديم.
- ايه؟!
- هو انا ماحكتلكش عنها.
قال بتذكر، وهو يضرب على راسه بنسيان.
- نسيت يا آدم هو انا مخى دفتر.
- تكلمه بدل ما اكلمه انا بطريقتى.
- ماتقلقش من الموضوع ده.

- طب ليه مابتكلمهاش في للكلية.
- انا اصلا مبطقاهش.
- هي بتقول لاخوك كل فضايخك.
- ولا بتفتح بقها بحرف.
- طب ايه بقي.
- هو كدة وخلاص كره من عند ربنا.
- اكيد الموضوع في لغز.
- بطب شغل الستات وكلم سراج بدل ما تكون انت كمان معاى.
- طب انا مالى.
- لانى حكيتلك وانت عارف.
- يا كسرة قلبك يا سراج.
- اقفل بوقك بدل ما ادفنك مكانك.
- طب ليه ماقولتوش قبل من يحبها.
- وانا ايه اللى عرفنى هسيب الكلية كلها ويختارها هى.

- القلب ما يريد.
رمقه نظرة قاتلة. فارتبك في كلامه.
- قائلا بهدوء. هكلمه ما تقلقش.
- ماتقولش انها خطيبة اخويا.
- ليه؟!
- لان ماعايزش الخطوبة دى تم فلو قولت منظرى هيكون في الارض.
- منظر ايه يا ابنى دى ورود دى تشرف دولة بحالها. كفاية بس لون عينيها اللى يدوخ اجيال ورا...
قال بغضب، وهو يمسكه من عنقه.
- انت بتقول ايه يا روح امك.
قال باستغراب، وهو يحاول يتخلص من يده.
- في ايه يا ادم مالك.
- في محشى اغرفلك.

- ما انت بتقول انك ماعيزهاش لاخوك غيران عليها ليه.
- انا بقول بس الواقع ايه؟
قال باستغراب، وهو يزيل يده من على عنقه.
- مالك يا آدم ما انا بعاكس مامتك عادى ومابتتكلمش.
- لان امى بتعتبرها في مقام امك لكن ورود في مقام مين؟
- اقولك ومتزعلش.
- ودينى انيمك في المستشفى النهاردة.
- انا كدة اخاف على نفسي.
- خاف وبالجامد كمان.
- ما كانت قدامى من قبل ما اعرف انها خطيبة اخوك.
- ما انا حكتلك عنها.

- نسيت ما انت عارف انى مابفتكرش حاجة.
- قال بخبث وهو يغمز له. لكن فاكر احسان.
- انا عايز اتراهن انها تكون ليا.
- بص يا مالك.
- من غير نصايح وبالذات منك انت.
- احنا فينا العبر لكن نتراهن على بنات لا يمكن.
- ايه الفضيلة دى.
- وبعدين احنا علاقتنا مع عاهرات مش عذراء وكمان عفيفة.
- دى حافظة القرآن.
- واكيد ماتسبيش ولا فرض.
- هي احسان دى في زيها.
- كتير بس بعيد عن ديراتنا.
- لم قالت ليا حافظة القرآن انصدمت.

- اومال زيك حافظ خريطة جسم الست.
- هو صعب الوصول.
- دى مستحيل.
- علشان كدة عايزاها.
- شوف انا بكلمه في ايه، وده بيتكلم في ايه؟ دى غير جيداء.
هزا مالك راسه باستفهام.
ثم تابع آدم.
- قائلا بتوضيح. جيداء تقبل بوسة حضن لكن دى do nt touch.
- ليه ان شاء الله.
- لانها عفيفة.
- يا آدم...
شخط فيه بغضب.
- كفاية. فعلا كفاية...

علي الجانب الاخر، اخذوها في مطعم هادئ، وكانت تجلس امامها ماييفا ونورين على طاولة المطعم، بعد ان ذهب النادل الذي وضع امام كل واحدة منهما الطلبات التي اردوها. تحدثت نورين بانفعال.
- قائلة ببكاء. بيحبها بيحبها يا ماييفا بيحبها.
- هي مين اللى بيحبها؟
- عدوتك الدودة احسان كامل فرغل.
قالت نورين برفض.
- انتى اتجننتى يا جيداء يحب مين.
- ماشفتيش نظراته ليها يا نورين.
- عادى.
- انتى ازاى تتكلمى بالبساطة دى؟

- لان الموضوع مايستخقش الفضيحة اللى حضرتك عملتيها جوا.
- وقلبى اللى انكسر.
- قلبك اللى انكسر! انتى ليه بتكبرى الموضوع اوى كدة ليه.
قالت بضيق، وهي توجه حديثها الى ماييفا.
- شايفة البرود اللى بتكلمنى بى.
- انا شايفة كلامها صح. مالك مستحيل يحب احسان.
- دى بيقولها انا عايز قلبك يا ماييفا.
- يا جيداء ماتقرنيش نفسك بيها.
- اكيد مافيش مقارنة بس بيحبها.
- حد يسيب الجمال ده ويبص لواحدة مفركشة زيها.

قالت بقسوة، وهي تنظر الى نورين لترد لها الصفعة.
- ما سراج ساب نورين وبيحب واحدة غيرها.
قالت نورين بهدوء، وهي تنظر لها برقى.
- من حقه سراج يختار الانسانة اللى تناسبه.
قالت ماييفا بحدة لها، وهي تنظر لها بتعالى.
- مابقتيش تعمل كدة تانى. علشان منظرى قدام آدم.
- كل اللى هامك نفسك وانا اولع.
- جيداء انتى بتتكلمى على اساس انك اول مرة تحبى.
- قصدك ايه يا نورين؟
- ان مالك مش اول راجل في حياتك.

- فعلا كلامك صح. بس المرة دى هو الاول والاخير.
- تقريبا يا ماييفا احنا بنسمع كل المرة الكلام ده.
- وفرى سخريتك لنفسك ؛ لانى ماعايزاش اخرج عن شعورى.
- اعتقد انك خرجتى ومن دقائق كمان.
- انتى ما شفتيش حاجة نهائى.
- ورينى نفسك لو تقدرى.
هبت فيهما بانفعال.
- قائلة بامر. اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااسكتوا.
- حطى نفسك مكانى يا ماييفا آدم لو اختار واحدة جربوعة هتعملى ايه.

- مستحيل آدم يفكر في واحدة غيرى.
- بقولك حطى نفسك مكانى.
- جيداء افهمى انا ماييفا السباعى لا اقارن بحد وخاصة ان آدم بيعشق كل حاجة فيا.
- اتمنى انك تاخدى شوية من ثقة ماييفا.
- مصيرها تحس بلا انا فى.
- دى استحالة. لانى ببساطة انا مش غبية زيك.
- ليه بقي؟
- لانك لفتى انتباه مالك لاحسان وان حبها هتكونى انتى السبب.
- لفت انتباهه في ايه؟
- في الشو اللى حصل من دقايق.
- غضب عنى، وبعدين تفتكرى اكون انا السبب.

- دى اكيد يا اغبى اخواتك.
- ماكنش ليه لازوم التمثيل اللى حضرتك عملتى جوا.
- حافظى على كلامك يا نورين.
- ياريتك كنتى حافظتى على شكلك ووفرتى كرامتك.
-...

بعد ان انتهت من عملها الجامعى، ذهبت الى بيتها كالمعتاد منها، واجرت اتصال الى ابنتها، لتعرف ماذا تفعل توا، وتطمان عليها، ترن ترن ترن، اجتذبت الهاتف من على الطاولة. رات اسم امها فتحته ؛ لتجيب.
- قائلة بادب. ايوا يا مامى.
- بتعملى ايه دلوقتى؟
- في المكتبة مع ورود.
- مين ورود؟
- صحبتى يا مامى.
- طب انا عايزة اتعرف عليها.
- دكتورة رقية بتفكرى في ايه؟
- متخليش دماغك تروح لبعيد.
- لا انا هخليها تروح لبعيد.

- متخفيش عليها ماهاكلهاش.
- وافرضى حصل هعوضها ازاى؟
ضحكت على كلام ابنتها برقة.
- قائلة بطلب. خلصوا محاضرااتكوا وتعالوا على البيت.
- ممكن ماترضاش يا مامى.
- حاولى اقنعيها بطريقتك. وانا هعمل ليكوا اكلة من الاخر.
- حاضر يا مامى هقولها واشوف.
قالت بتمنى وهي تغلق الهاتف معها.
- خلاص يا روحى في رعاية الله.
بعد ان انتهت، وضعته مرة اخرى على الطاولة، ووجهت حديثها الى ورود.
- قائلة بتردد. عايزة اطلب منك طلب.

- اتفضلى يا احسان.
- مامى عزامكى على الغدا.
- قالت ورود بقلق. ليه هو في حاجة؟
- انتى قلقتى كدة ليه؟ مامى بتحب تتعرف على اصدقائى. عادة سيئة في الدكتورة نعمل ايه؟
- بس ماينفعش اجى معاكى يا احسان.
- ليه يا ورود؟
- مع احترامى ليكى بس ماقدرش. حاجة ماتعودتش عليها.
- طب ما تكلمى بابكى اقول له.
تجمعت الدموع في عينيها.
- قائلة بوجع. انا يتيمة اب وام.
انصدمت احسان من معرفتها بيتم صديقتها.

- قائلة بوجع. لا اله الا الله. انا اسفة.
- عادى ولا يهمك.
- طب انتى قاعدة مع مين.
- في شقة لوحدى على النيل.
- ازاى وفين اهلك.
هربت الدموع من عينيها على طرح السؤال.
- قائلة بصعوبة. انا تربية ملجا.
- قالت بحب. وهي تقوم من على مقعدها، وتاخذها في حضنها. لتربت عليها. بحنان الام على ابنتها. يا الله. ورود. يا حبيبتى. انت لازم تيجى معايا.
ابتعدت عن حضنها.
- قائلة بهدوء. انا هحكيلك.

هزات راسها بتفهم وبدات ورود في سرد الحكايه...

وهى تجهز الغداء بهمة ونشاط في مطبخها، سمعت جرس الباب، فارتدت اسدال الصلاة على البجامة الرقيقة التي تريديها، وذهبت لتفتح الباب، رات امامها ابو ابنتها وزوجها السابق، وحامل في يده باقة من الزهور، فتحدث بصوته الرجولى الخشن.
- قائلا بلهجة خاصة به. ازيك يا رقية.
ردت عليه برقتها المعهودة.
- قائلة بادب. ازيك يا كامل. اخبارك؟
- الحمد لله. هفضل واقف على الباب كدة كتير.
اردفت بتردد واضح صريح في عينيها.

- قائلة بامتناع. اتفضل.
هزا راسه ايجابا. ودلف الى الداخل، وسط صدمتها من فعلته، فكانت تدرك بان رفضها الواضح سيجعله يتراجه لكن هيهات وهيهات، فهذا الكامل وقح لابعد الحدود، والذي زاد الطين بلة، ذهب الى الصالون وجلس على احد مقاعده، ووضع الباقة على الطاولة، ثم رجع في مقعده باريحية، ووضع قدم فوق الاخرى بكل غرور، بعد ان اغلقت الباب ورائه بعصبية وذهبت له.
- قائلة باستفهام، وهي تنفخ نار في وجهه. تشرب ايه؟

- قال ببرود. ماعندكيش اكل.
- انا بجهز الغداء.
- طب كملى وانا هستنى.
- كامل ما ينفعش.
- ايه هو اللى ما ينفعش؟!
- انت طليقى.
- انا ابو بنتك يا رقية.
- دى اكيد بس دى مايمنعش نكون مع بعض في نفس المكان.
- وايه المانع؟
- في حاجات كتير تمنع.
- اى هي بقي؟
- هو انا بتكلم المانى. انت طليقى!
- عرفت ليه بتعلى صوتك، وبعدين مش انتى اللى قولت ليا اتفضل.
- انجبرت على كدة فاعتقادى انك هترفض.
- بطلى تلعبى بالالغاز يا رقية.

- مافيش الغاز. اكيد حضرتك شوفت الرفض في عيونى.
- وايه اللى هيخلينى ابص في عينك وانتى طلقتى.
- كويس انك فاكر انى طلقيتك وميحلكش تكون هنا دلوقتى.
- انتى بتطردينى يا رقية.
- دى اكيد.
قام من على مقعده بعصبية. ووقف امامها بطوله الفارع.
- قائلا بتحذير. راعى كلامك يا مدام دى بيتى.
- قالت بقوة، وهي تنظر له بشجاعة دون ذرة خوف في عينيها. دى كان زمان لكن دلوقتى بقي من حقى.
- هي فين بنتك تسمع خرفااتك دى.

- في الكلية واتفضل بقي من غير مطرود.
- طب انا ماهخرجش و ورينى هتعملى ايه؟
- اكيد ما هكلمش البوليس. هكلم مراتك اقولها على وجودك هنا دلوقتى.
- راقية انا اكيد ماهغتصبكيش.
هبت فيه بانفعال.
- قائلة بغضب. ااااااااااااااااااااااااحترم نفسك وبطل قلة ادب.
- ليه عايزانى امشى؟ هو انا مش كامل حبيبك.
- كنت قبل خيانتك ليا يا محترم.
قال بطلب، وهو يرمقها نظرة عاشقة.
- طب ماتفتشى جوى قلبك يمكن يكون لسى في مكان ليا.

- كان في وخلص.
- طب ما تحاولى.
- كاااااااااااااااااااااامل فوق واعقل.
- صعب اشوفك واكون عاقل.
- ازاى تكلمنى كدة! ومراتك يا محترم.
- انا بفكر اطلق.
- والله تطلق ماتطلقش دى حاجة تخصك انت ماتخصنيش انا.
- طب لو طلقت نرجع لبعض تانى.
- دى من رابع المستحيلات يجمعنا بيت تانى.
- ليه يا راقية؟
- انا مش سد خانة لحضرتك لنزواتك وشهواتك.
- خلاص ماعدش في الكلام ده. انا تبت.
- توبتك تكون بعيد عنى.

- راقية خلينا نرجع لبعض وتتربى بنتنا في وسطنا.
- كان فين الكلام ده وانت كل يوم مع واحدة.
- غلطت وبصلح.
- كامل اخرج برا...

حكت لها ورود كل حياتها بالتفصيل الممل بدون زيادة او نقصان حتى اديم وآدم، والدموع سيول على وجه احسان، التي حزنت بشدة على تلك الحياة القاسية، التي عاشت فيها ورود تلك الملاك البرىء، وانصدمت بشدة عندما عرفت باتفاق اديم مع الام، وحسرتها كانت على تصرف الام وعدم مراعاتها لمشاعرها، ولا آدم الذي يعاملها ابشع معاملة، هل يوجد احد في الدنيا بمثل هذه القسوة والانانية، هل يعقل هذا الامر الذي لا يتقبله عقل او دين، اين ذكر هذا الكلام في ديانة من الاديان، بوذية مسيحية يهودية اسلام عبدة البقر ايضا لا يوجد، والذي يزيد بشاعة الامر، انهم تاركينها في شقة بمفردها، طفلة في عمرها تحتاج الى الرعاية وحضن يربت عليها كل ليلة يهون عليها مرارة وقسوة قلوب البشر، هي مازالت على قيد الحياة لم تمت بعد، حتى لا يسال عنها احد دون ان يهتم بها او بوجعها الذي تعانى منه وهي بمفردها، اعتصرت حزنا عليها دموعها ليست دليل على ما تشعر به توا، فهذا ظلم واضح صريح وقع عليها، والملك حذرنا من الظلم بشتى اشكاله، فالظلم ظلمات يوم القيامة، هؤلاء اليشر فعلوا تلك الفاحشة دون ان يلتفتوا لها، اهم شىء انفاسهم واهتمامتهم ورغباتهم، وهي نكرة لا قيمة لرايها او مشاعرها، خرجت من معاناة دخلت في اصعب منها.

- قائلة احسان ببكاء. دى كله جيه عليكى.
تجاهلت الوجع الواضح في عيون صديقتها.
- قائلة بايمان. هي دى حكايتى.
- دى مش حكاية دى معاناة.
- نصيبى كدة.
- دى حرام اوى ازاى تفكيرها يكون كدة.
- الام بتقول ان كدة افضل واحسن ليا.
- فين الافضل انك تعيشي لوحدك وماحدش يسال عنك.
- هو بيسال على من فترة لفترة.
- دى انسان انانى وماعندهوش ذرة ضمير واحدة.
- هو كويس بس ظروف شغله كدة.
- بطلى مثالية.

- اتعودت اكون مثالية ؛ علشان ارتاح.
- دى هروب من الواقع.
- موافقة اهرب بس ما انوجعش.
- وانتى فكرك ماتوجعتيش.
- دى مايجيش حاجة جنب اللى انا شفته. بس أديم فعلا طيب.
- طب نفرض ان كلامك صح. ازاى مع واحد زى اللى اسمه آدم ده.
- على فكرة آدم كمان طيب.
- كلهم ملايكة وانتى بقي الشريرة.
- كل واحد وظروفه بقي يا احسان.
- وانتى فين من كدة؟
- انا في احسن جامعة في مصر.
- اه احسن جامعة بس انتى هتستمرى مع اللى اسمه اديم ده.

- لا مهستمرش.
- يعنى ايه؟! اربع سنين هتضيعوهم من عمرك وفي الاخر هتقولى قرارك.
- لا انا على الاخر السنة هقول القرار.
- ما هو كدة هيمنعك انك تكملى دراستك.
- لا هو قالى اى قرار هتاخدى ماهياثر في دراستك الاربع سنين.
- مش عارفة اقولك ايه يا ورود انا مصدومة.
- متقوليش حاجة. وانا فرحانة انى حكيت ليكى.
- يا ريتك ماحكيتى وجعتى قلبى عليك. انا عمرى ماشفت قسوة كدة.
- معلشى بقي خليها عليك.
رمقتها نظرة حانية.

- قائلة بغزل. انتى تؤمرى يا قمر.
- كان نفسي اقعد مع حد واتكلم معاى.
- ويا ترى بقي ارتحتى معايا ولا نشوفلك حد تانى.
-لا ماتشفيش انا اترحت معاكى.
- يلا بقي علشان الدكتورة زمانها مستنيانا.
- تانى.
- يلا بقي دى مامى اكلها تخفة.
هزات بقلة حيلة وذهبت معها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة