قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الحادي والستون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الحادي والستون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الحادي والستون

وقفوا مصدومين من هول ما يرونه، فادم مصدوم بشدة لا يعرف ما يحدث امامه، اخاه ليس خاطب ورود، كانت مجرد لعبة لعودة نسمة، يعنى اديم لا يحب ورود بل نسمة، لكن متى كان ذلك؟ ولماذا لم تخبرنى؟

متعمق في قبلته لها، لا يريد ان يتركها بتاتا، فاخيرا ااستطاع ان يجعلها بين يديه، يغوص في بحر عشقها، ويتلذذ بطعم شفتيها، لقد عانى فراقها ورحيلها عنه، مشتاق اليها كاشتياق البحر الى مائه، يريد ان يرتوى من عشقها، الذي لم يشعر به الا متاخرا، فقد اتت الفرصة كاملة سيعبر لها عن مدى الاشتياق والحرمان الذان عانهما في رحيلها...

لكنها تريد ان تتخلص من لعنة عشقه، فبعدت مسافات كثيرة ورحلت وعندما علمت بخطبته، عادت لتخرس قلبها، الذي يصرخ عشقا لذلك الانانى، الذي لا يحب الا نفسه، تريد ان تتخلص من لعنته، تريد ان تفر من دقات قلبها، تريد ان يبتعد عنها، فقبلته لها تخنقها بشدة، فتملكه لها يؤكد انها ملكه فقط مهما فعلت، ولكن حاولت ان تبعده عنها، فهو لعنة تريد الفرار منها، بعد محاولات منها بعدته عنها بالقوة.
- قائلة بصراخ. انت مجنون!

صرخ فيها.
- قائلا بتحدى. انتى اللى اتجننتى لم سبتنى.
جزت على اسنانها بانفعال.
- قائلة بحدة. ده جنان وقلة ادب.
- انا حر اعمل اللى انا عايزاه.
- حر مع نفسك لكن انا لا.
- خلينا نتكلم بهدوء.
- انا قليلة الادب انى جيت. قالتها لتذهب...
امسكها من يدها.
- قائلا باستفهام. انتى راحة فين.
التفت له بقسوة.
- قائلة بصراخ. سيب ايدى بدل ما اخرج عن شعورى.
نظر في عينيها باشتياق.
- قائلا بصدق. نسمة انا بحبك.

- وانا ماعايزاش اشوفك بعد اللى عملته.
- اللى انا عملته دلوقتى حاجة قليلة في بعدك عنى.
وهى تتخلص من يده.
- قائلة بقوة. مش من حقك. مش من حقك تقرب ليا او تلمسنى حتى.
اردف باصرار.
- قائلا بعند. من حقى لانك ملكى.
- انا مش ملكك لانك انسان انانى. عايز تاخد كل حاجة لنفسك.
- اذا كان حبى ليكى انانية فعادى.
- مافيش عادى بالنسبة ليا.
- انا همشى.
- ماهتمشيش الا لم نتكلم ونتفق.
- مافيش اتفاقات ما بينا.

- قلبك ماوجعكيش على، ولا موحشتكيش.
بمنتهى القسوة اجابته.
- قائلة بتحدى. دوست على قلبى.
- نسمة مستحيل تكونى نستينى بسهولة كدة.
- كان لازم انساك. لان حبك كان اكبر غلطة في حياتى.
- اكيد بتقولى كدة علشان توجعينى.
- صدق ولا ماتصدقش بس دى الحقيقة.
صرخ في وجهها.
- قائلا برفض. وانا رافضها بكل الاشكال ؛ لانكى بتحبينى.
- ده كان زمان.
- كلامك بيوجعنى.
- ماتخفش يومين وهتنسانى.
- زى ما انتى قدرتى تنسينى بسهولة.

- فعلا نسيتك بمنتهى السهولة.
- انتى كدابة ؛ لان وجودك النهاردة بياكد على انك لسي بتحبينى.
- شكلك عايز تعيش نفسك في الوهم كتير.
- ده مش وهم ؛ لانك كنتى بتترعشى في ايدى من دقايق.
- لانك خدت حاجة مش من حقك.
- من حقى وبزيادة كمان.
صرخت فيه بانفعال.
- قائلة بعصبية. باى وجه حق.
- قلبك عايزانى ومحتاجنى بس انتى حابة تكابرى.
- انا جاية احضر خطوبتك ومافيش في قلبى ذرة حب ليك.
- انتى كدابة. لانك مستحيل تنسينى.

- المستحيل اتحقق وبقي حقيقة قدامك.
- نسمة انا بحبك ومااقدرش من غيرك.
- والله ده قرارك انت.
- انا اديم حبيبك. مستحيل تنسي دى كله.
- اتنسى.
تضايقت ورود من ردود ها المستفزة. فتدخلت في الحديث.
- قائلة بطلب. بطلى تكابرى يا نسمة. انتى بتحبى اديم.
- خطيبتك المزيفة بتدافع عن حبك ليا.
- اه مزيفة. لكن حبه ليكى حقيقة ولازم تصديقها.
- كان نفسي اصدق.
- نسمة اديم بيحبك ماتخسريش حبه علشان عند.
رفعت حاجبيها باستغراب.

- قائلة باستفهام. عند؟!
- ايوا عند. انتى بتعقابنى على عدم احساسي بيكى.
- صدقنى ماعيزاش اعقابك على حاجة.
- نسمة انا فاهمك وحافظك.
- لو كنت فاهمنى كنت عرفت قد ايه انا بحبك.
- انا اسف.
- انا اللى اسفة على الازعاج. انا كنت جاية ابارك على خطوبة مش لعب عيال.
انصدم اديم من الذي قالته.
- قائلا بدهشة. هو انت سامعه نفسك بتقولي ايه؟!
- ايوه سامعه نفسي.

- انا اسف اني اخذت من وقتك كثير. عن اذنك. قالها بحزن وصعد الى غرفته.
بعد رحيله وقف ادم بينهما وتحدث.
- قائلا باستفهام. انا عايز اعرف ايه اللي بيحصل؟
تجاهلت ورود الرد عليه.
- قائله لنسمة بعتاب. ازاي تكلمي كده، وهو كان مستنيك الفتره دي كلها.
- اديم ما بيحبنيش علشان يستناني.
- انتى بقى جايبه الكلام ده منين.
- انت عايزه تقنعيني اني مجرد غيابي عنه خلاى عارف بحبه ليا.

- ايوه. لانه كان بيحبك من بدري بس ما كانش حاسس بده ؛ لانك موجوده ومتوفره طول الوقت.
- وانتى كنتى بالنسباله ايه؟
- مجرد واحده عجبته. لكن لم دور وبعدتى عرف ان هو ماحبش حد الا انتى.
- وانتى بقى صدقت الكلام ده.
- انا صدقت الكلام ده لما هو قال ليا كده ؛ لان اديم مش مضطر ان هو يكدب.
- وانا بقى مش مصدقه الكلام ده.
- والله انتى حره. مش انا اللي خسرت واحد بيحبني وبيخاف علي.
تدخلت صافى في الحوار.

- قائلة بانفعال. نسمه مش ده اديم اللي كنت بتحبيه وبتموتي عليه. ايه اللي غيرك دلوقتى؟
- كنت حاجه في الماضي، وانتهت.
- سيبها براحتها بكره تندم.
- ندمى الوحيد اللي ندمته في حياتي. انى قطعت اجازتى وجيت.
- احنا فعلا اسفين ليكى ارجعي كملي اجازتك عادي، وكانه ما فيش حاجه حصلت.
اردفت ببرود مصطنع.
- قائلة باستفهام. طب والخطوبه؟!
تعصبت ورود من كلامها.

- قائلة بانفعال. انت بتفهمي ازاي. ما فيش خطوبه دي مجرد لعبه علشان حضرتك ترجعي ويا ريتك ما رجعتي.
- ورود حاسبي على كلامك.
- نسمه انتى الكلام معاكى مضيعه للوقت انا طالعه اشوف اديم.
- ومدام زعلانه عليه اوي كده ما تتجوزيه.
ارادت ان تستفزها.
- قائلة بتحدى. ما هو ده اللي هيحصل هاحاول اقنعه يتجوزني.
انصدم ادم واشتعلت نسمة من الغيرة.
- قائلة بحزن. وهو طبعا ما هيصدق يوافق.
- ده اكيد. اصل انا سحرى لا يقاوم.

- هو فعلا بيحبني؟
- هي السفريه اكلت نص مخك.
- بطلي تغلطي وجاوبي على سؤالي.
- اديم لما رجع من السفر قال ليا ان هو مش عايز يكمل معايا بسببك. لانه بيحبك. بس مش من دلوقت ده من زمان اوي. بس ما كانش حاسس بكده. لاني زي ما قلت انتى كنتى متوفره طول الوقت.
- هو انا غلطانه اني كنت معاى طول الوقت.
- مش غلطانه. بس التوقيت يمكن كان غلط. في الاول وفي الاخر عارف ان هو بيحبك انتى وعايزك انتى.

- انا اتعذبت كثير في حبي ليه وكلهم عارفين كده. لكن هو ما كنش يعرف.
- ده مش ذنبه.
- طب ذنب مين؟ انى كنت بموت كل ثانية.
- نسمة كل ده اتغير.
- انتى مش فاهمة حاجة.
- انتى بتكلمى اكتر حد حاسس بيكى.
- ماحدش عمره حس بيا. حتى هو نفسه. كل حاجة جوايا كانت بتصرخ بحبى لي. عينى وقلبي وشفايفى كل حاجة كل حاجة. وفي الاخر حبك انتى واختارك.
- قولتلك كان مجرد اعجاب.

- اللحظة اللى قالى ان هو خطب انا موت. ولم بدات اتعافى جاى يقول ان هو بيحبنى. مرفوض كلامه كله مرفوض يعنى ايه دلوقتى بيحبنى.
ربت ادم على كتفيها.
- قائلا بحنية. اهدى يا نسمة.
- كنت عارف يا ادم انى بحبه كلكوا كنتوا عارفين لكن الاستاذ لا. لانه بيحب يكون المسيطر.
- يا حبيبتى غلط. بس الحجر اتحرك.
- في الوقت الغلط يا صافى هانم.
- غلط ولا صح.
- ماعدش الكلام منه فايدة. عن اذنكوا. قالتها كلماتها ودلفت من امامهم.

امسكت صافى شعرها وبدات تعبث فيه بعصبية. ستجن حقا ستجن، وتستغرب امر نسمة واديم جدا.
نظر لها ادم بغيظ.
- قائلا بغيرة. ما تطلعى تقنعى بنفسك.
تعصبت ورود من طريقته.
- قائلة بانفعال. انت تانى ماهتبطلش بقي.
- مش انتى اللى قايلة كدة قدامنا.
- ماهردش عليك.
- ليه ماقولتيش ليا.
- على اساس ان الفترة دى كلها محاولتش اتكلم معاك. والنهاردة لم حاولت اتكلم حضرتك وجعتنى باصعب طريقة.
- ده اخويا.

- الواضح انك واخوك بتحبوا تخسروا الناس اللى بتحبكوا.
- اخرسوا انتو الاتنين. انا دماغى هتنفجر.
- بعد الشر عنك يا طنط.
- انا مش فاهمة حاجة يا ورود. كل اللى فهمته ان اديم ما بيحبكيش. وان هو عايز نسمه لانه بيحبها.
- اعتقد ان حضرتك دلوقت فهمتى.
- طب ليه ماقالش لينا؟
- ماكنش عايز يشغلكوا بمشاكله. خاصة ان هو كان مشغول على ادم.
- يا حبيبي دى اتعذب كتير.
- فعلا يا طنط.
- انا طالعة اشوفه. قالتها وذهبت الى اديم.

كان نائم على السرير واضع يده على وجهه والاخرى بجواره حزينة على حاله المسكين، بعد ان وجدها ضاعت مرة اخرى من يده، كأنه مكتوب عليه الوجع والاسي في ذلك الحب، يريدها بشدة فهى حبيبته الاولى والاخيرة، كان يريد ان يصرخ فيها اكثر من ذلك، ويخبرها بان حديثها جنون وعدم ادراك للذى تقوله، فكل كلمة رفض كانت تخبره بها كان يموت الالاف المرات، فهو يهيم عشقا فيها، كان يريد ان يري الحب في عينيها ومدى اشتياقها له، انا كنت انسان ليس في واعيه، وضائع وضال الطريق، وعندما الحياة بدات تضيق شعرت بقيمتك، انا تحت رحمة كلمة حلوة تخبرها لى، نظرة او امتنان اى شىء غير انها استطاعت ان تنسانى...

- اه يا نسمة كنتى واحشانى بجنون ولم رجعتى وجعتينى برفضك ليا...
طرقت على الباب، ثم حاولت ان تفتحه، لكنه كان مغلق من الداخل. تحدثت بهدوء.
- قائلة بطلب. اديم افتح الباب خلينا نتكلم.
- لو سمحتى يا صافى عايز اكون لوحدى.
- يا حبيبي هنتكلم.
- لو سمحتى.
- عايزة اطمن عليك.
- متقلقيش هكون كويس.
- مقلقش ازاى وانت صوتك حزين بالشكل ده.
- هنام ولم هصحى هكون كويس.
- ليه مالقتش انك بتحبها.
- كنت مشغول بادم.

- طول الفترة دى كلها كنت فاكرة انك سعيد. وانت؟
- انا هنام يا صافى.
- اهرب يا اديم.
- اهرب احسن ما اتجنن.
- نسمة دى مجنونة. هي اصلا بتحبك.
- واضح من رافضها ليا.
- نسمة بتعاقبك على تجاهلك ليها.

(على الجانب الاخر قصر عمر الصياد)
- انت عايز تقنعينى انك بتحبها.
- انا مابحبهاش انا بعشقها.
- ومدام بتحبها على كلامك. ليه عملت كدة؟!
هب فيه بدافع عن نفسه.
- قائلا بانفعال. انا ماعملتش حاجة دى واحدة حقيرة غيرانة مننا.
- حجة فارغة ؛ لان اللى بيحب ما بيعملش كدة.
- انت بتكره بنتك؟
استغرب كامل سؤاله.
- قائلا باستفهام. ايه السؤال ده؟!
- جاوبنى لو سمحت.
- بتلف وبتدور على ايه؟
- حضرتك بتحبها ولا لا؟!

- هتوصل لايه من سؤالك؟!
- هتعرف لم تجاوبنى.
- اكيد بحبها.
- مدام بتحبها. ليه انفصلت عن امها؟! ومش بس كدة كنت بتخونها على طول.
تعصب عليه.
- قائلا بعنف. انت ايه اللى عرفك بالكلام ده؟
- بنتك. وبرغم كل عمايلك بتحبك وبتحترمك.
- وانت مالك بعلاقتى ببنتى.
- انا وانت واحد بس الفرق انى مستحيل اغدر او اخون.
- كلامك كبير.
- ماهيكونش اكبر من الوجع اللى شافته معاك.
- وانت بقي عالجت الوجع. بعملتك دى فتحت الوجع اكتر.

- عالجته لم خلايتها تحبنى. والدليل على كدة وجودك هنا.
- انا هقتلك.
بمنتهى الطاعة اجابه مالك.
- قائلا برضى. وزى ما قولتلك هقبل منك اي حاجة المهم تكون راضية.
- ابعد با راجل انت عن ابنى.
- اسكتى يا ماما.
- اخرس انت. خروج ابنى على جثتى.
- علشان مايلعبش ببنات الناس. ودى مش اى حد.
- لعب بيها ايه؟! هو كان ضحك عليها.
- الدمعة من عين بنتى فيها موت ابنك.
- وانا قولتلك خروجه من هنا على جثتى.
- انا عايز اتجوز احسان.

- بتقول ايه؟!
- بحبها وعايز اتجوزها.
- وانت فاكرنى هرضى بيك.
- اى مقابل عايزانى ادفعه انا هسده.
- هو بيحبها من زمان خليهم يتجوزوا.
- وانت بشتغل ايه؟ علشان اجوزك بنتى.
- من يوم قلبى ما دق لاحسان. وانا بشتغل مع بابا.
- وافق على مالك ابنى بيحب احسان اكتر من نفسه.
- ابنك ولازم تدافعى عنه.
- مش علشان ابنى بس هو فعلا بيحبها. واتغير جد علشانها.

بدا بفكر في كلامهم. وخاصة ان بنته تهيم فيه عشقا، والواضح من حديثه ونظرات عينيه بانه صادق، ويكن لابنته الكثير والكثير من المشاعر الطيبة...
- موافق بس بشرط.
سعد مالك.
- قائلا بحماس. اى حاجة تقول عليها موافق.
- تيجى تشتغل معايا في المصنع.

- انا ماشية.
امسك يدها.
- قائلا بطلب. انا عايز اتكلم معاكى.
حاولت تتخلص من يده.
- قائلة بعصبية. وانا ماعايزاش اتكلم معاك.
- لا هنتكلم غصب عنك. قالها باصرار وهو يشدها من يدها ويدلف بها الى الليفنج روم. دخلها الاول وهو قفل الباب ورائه.
التفت له هبت فيه بانفعال.
- قائلة بعصبية. ادم افتح الباب.
بدون مقدمات منه. ركض اليها واخذها في حضنه وسط صدمتها.
- قائلا باشتياق. واحشتينى واحشتينى.
حاولت الفكاك منه.

- قائلة بعصبية. ااااااااااااااااادم.
- انا كنت بموت بموت. عارفة يعنى ايه بموت. قالها وهو ينظر في عينيها.
- مش اكتر من حالى.
- بحبك انا بعشقك يا ورود.
- كان فين الكلام ده؟ سبتنى الفترة كلها لوحدى بعانى من كل حاجة وانت كنت بتزود الجرح.
- اعذرينى غصب عنى.
- غصب عنك، وانا كمان غصب عنى.
- ورود انا كنت فاهم الموضوع غلط. وانا حاولت افهمه ليك لكن حضرتك اتهمتنى بانى عايزة اكون معاك ومع اخوك.

- عارف انى غلطت بس حطى نفسك مكانى.
- كنت على الاقل اسمع مصدرش حكم جاهل.
- ده اديم كنتى عايزانى ازاى اسمعلك.
- عامة انا خلاص هرجع الفيوم.
- ورود بطلى هبل.
- ده مش هبل لانى هعمل كدة.
- ومين اللى هيسمحلك اصلا.
- اديم.
جز على اسنانه بغضب.
- قائلا بامر. ماعنتيش تذكرى اسمى اديم على لسانك تانى.
- ليه مش مراته.
صرخ فيها بعصبية.
- قائلا بغيرة. انتى بتقولى ايه.
- بقولك الكلمة اللى كنت بتوجعنى بيها طول الوقت.

- قبل ما كانت بتوجعك كانت بتقتلنى.
- كنت هتجنن ازاى تقولى كدة او تتهمنى.
- انا اسف.
- وانا اسفة كفاية وجع فيا اكتر من كدة.
- رجوعك الفيوم مستحيل.
- مش من حقك تمنعنى.
- وررررررررررررررررررود.
- خلصت يا ادم.
- انا من غيرك هموت.
- ماحدش بيموت من الحب.
- انا كنت فاهم غلط. اسمعينى.
- بتطلب منى حاجة انت معملتهاش ليا.
- اعملك ايه؟
- تحرج من حياتى.
- ده مستحيل.
- افتح الباب يا ادم.
- مهتخرجيش الا لم نتكلم ونتفاهم.

- يوم ماقطعت ايدك. جيت ليك زى الكلبة. ردك كان ايه؟ طردتنى وسمعتنى اصعب الكلام.
- ماتفتكريش ان الموضوع كان سهل على نهائى.
- سهل ولا صعب. افتح الباب وانسانى نهائيا.
- ممكن تهدى وخلينا نتكلم.
- ماعدش في كلام يجمعنا من بعد جرحك ليا.
- ماكنش جرحك لوحدك.
- لو كنت جيت على نفسك وسمعتنى ماكنش ده حالنا.
- اسمعك ازاى وانا كنت فاكر. انك هتكونى خطيبة اخويا.
- خليك فاكر انى خطيبته واخرج من حياتى.

- بقولك بتطلبى شىء مستحيل.
- المستحيل انك فاكر بعد جرحك ليا هنرجع نكون زى الاول.
حاول ان يقترب منها.
- قائلا بصدق. ورود يا حبيبتى انا اسف.
ابتعدت عنه.
- قائلة بطلب. افتح الباب يا ادم. احسن اصوت واقول انك كنت بتغتصبنى.
انصدم من الذي قالته.
- قائلا باستفهام. انتى هتعملى كدة؟
- تحب تشوف؟
- ممكن...
صرخت فيه بعصبية.
- قائلة بانفعال. افتح الباب الكلام بينا خلص.
- طب اهدى.
- مهداش غير لم اااااااااااخرج من هنا.

- طب هنفذ كلامك من غير صراخ. قالها وهو يفتح الباب لها. دلفت منه فورا وذهبت دون ان تنطق بكلمة واحدة. يريد ان يذهب وياخذها بين احضانه ويخبرها بماذا عانى في تلك الفترة، لكنه سيفعل المستحيل حتى تعود له، حتى لو كلفه ذلك الكثير والكثير، فهذا قليل بالنسبة لاحساسه بحبه لها...

فتحت باب الشقة بالمفتاح، ودلفت للداخل وهي تغلقه سمعتها امها فخرجت على صوتها، راتها حزينة وتقريبا باكية.
- قائلة باستفهام. في ايه يا نسمة؟ اديم قالك حاجة.
- ياريته ماكنش اتكلم يا امى.
- قولتلك ماتروحيش ليا. لكن حضرتك جبتى شنط سفرك وجريت على. دى واحد عمره ماهيحس بيكى.
- فعلا عمره ما هيحس.
- روحتى ليه؟
- كنت عايزة ااكد لنفسي ان اديم مابقاش ملكى.
- ولا عمره هيكون يا بنتى.

- عذاب كبير الحب من طرف واحد الموت بالبطىء.
- مصيرك تنسي.
- كل الطرق بترجعنى ليه. تفتكرى ليه؟
- لانك مصرة على حبك ليه؟
- او يكون في حاجة جواه اتحركت.
- نسمة اديم لم جيه هنا كان مجرد احساس بالشفقة.
- هو الحب ممكن يكون شفقة؟
- لا طبعا.
- تصدقى حس بيا.
- بامارة الدموع اللى في عينك.
- امى اديم بيحبنى.
- انتى بتقولى ايه؟! دى خطوبته يوم الجمعة.
- اديم كارم النوار بيحب نسمة السكرتيرة.
- انتى فين وهو فين؟

- مابقاش في فروقات لانه اخيرا حس بيا.
- هو ايه اللى حصل هناك.
- لم روحت هناك...
- انا مش مصدقة.
- لا صدقى لان دى الحقيقة.
- طول الفترة دى كان مستنينى، وانا كنت طول الفترة دى كلها كنت بحاول انساى.
- دى مجنون ازاى يعمل كدة.
- قالى قدامهم كلهم انا بحبك يا نسمة.
- هو قال كدة فعلا.
- قالى ورود مش خطبتى دى مجرد كوبرى علشان ترجعى.
- للدرجة دى.
- عاتبنى على غيابى وقالى كنت بموت كل ثانية من غيرك.
- وانت ردك كان ايه؟

- صديته ورفضت حبه.
- ليه يا نسمة انتى بتحبى.
- الحب اللى يكون في اهانة للكرامة ميكونش حب.
- ومين اللى هز كرمتك.
- لم يروح يخطب بنت اصغر منه.
- ما هو قالك مجرد اعجاب. لكن انتى الحب الاول والاخير.
- بعد ايه لم انكسر فيا كل حاجة.
- بحبه ليكى هيتصلح كل ده.
- مافيش حاجة بتتصلح بعد ما بتتكسر.
- انتى ليه بتوجعى قلبك انتى بتحبى والراجل اخيرا اعترف بحبه ليكى.
- بسهولة كدة اسامحه.

- ايوا بسهولة لانك بتحبى ومن غيره تموتى.
- لا يا امى انا هدوس على قلبى.
- وتدوسى ليه والحب قدامك.
- انا مش مصدقة بيحبنى بجد.
- على كلامك ده مابحبكيش دى بيعشقك.
ترقرقت الدموع من عينيها وارتمت في حضن امها.
- قائلة بعدم تصديق. وانا بعشقه يا امى.
قالت لحنية وهي تربت على ظهرها.
- ليه الدموع؟
- لان قلبى تعب من الانتظار.
- ربنا عوضك بده.
قالت برضى وهي تخرج من حضنها.
- الحمد لله.

- روحى يا نسمة خد شور وغيرى هدومك وروحى لى.
انصدمت من الذي قالته.
- قائلة باستفهام. انتى بتقولى ايه؟
- بقولك رحيله واعترفيله بحبك وعيشى حياتك من غير عذاب.
- بس ماينفعش.
- العمر بيجرى مابيستانش حد.
- انتى شايفة كدة؟!
- مافيش غير كدة.
هزات راسها ايجابا، ودلفت الى غرفتها لتختار فستان شيك جدا...

كان الليل طل بهدؤه وسكونه، بعد ان استيقظ من نومه، الذي لم تغفل عينيه عن التفكير بها، يقف في الحديقة الخليفة وحيدا، يتنهد حزنا واشتياقا لها، اطلت راته يقف بهيبة وكبرياء، ويضع يديه في بنطاله، فهذا هو الشخص الذي تهيم فيه عشقا وترتجف اوصالها لمجرد رؤيته، اقتربت منه برزانة وهدوء، سمع صوت كعب عالى، التفت رائها امامه مبتسمة خجولة عاشقة، وترتدى فستان احمر نارى يفصل جسدها تفصيلا، وتركت شعرها الاسود ينسدل على كتفيه باريحية. وتضع على شفتيها روج احمر مثير ؛ لتجعله يجن عليها اكثر من ذى قبلها، فسالها بعدم استيعاب.

- قائلا باستفهام. في حاجة يا نسمة؟
قالت باستفهام وهي تقف امامه مباشرة.
- واقف لوحدك ليه؟
رفع حاجبيه بسخرية.
- قائلا باستفهام. على اساس انك مش عارفة.
- هي تستاهل انك تزعل عليها للدرجة دى.
- بتتكلمى على اساس انها حد تانى.
- خلينا نعتبرها حد تانى وجاوب على سؤالى.
تنهد بعشق شديد.

- قائلا بصدق. اهم انسانة قابلتها. لم بشوفها بحس انى ملكت الكون. ضحكتها وصوتها قادرين يغيروا حالتى من الاسوء لاحسن بكتير. انسانة صعب تكرارها او تعويضها. انا بح...
ارتمت الى حضنه بلهفة.
- قائلة ببكاء. بحبك يا اديم. بحبك.
اخذها بين احضانه بقوة.
- قائلا باشتياق. بعشقك يا نسمة. انتى روحى ونبض قلبى.
- كنت بموت كل ثانية من غيرك.
- مجنونة ازاى قدرتى تسبينى.
خرجت من حضنه.
- قائلة ببكاء. غصب عنى. كنت فاكرة هقدر.

- ولا انتى هتقدرى ولا انا هقدر لان حبك بيجرى في عروقى.
- امتى حسيت بحبك ليا.
- لم حد دخل حياتك.
- كنت بتعاملنى ازبل معاملة.
- ده كان اقل حاجة في احساسي المميت في بعدك عنى.
- اتعذبت اوى.
مسح دموعها برقة.
- قائلا برجاء. ماعايزاش اشوف دموعك دى ابدا.
هزات راسها ايجابا. ثم تابع بطلب.
- قائلا بحيمية. عايز اتجوزك. وتكونى ملكى وام اولادى...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة