قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثاني والستون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثاني والستون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثاني والستون

وهى تخرج راتهم سويا في حضن بعضهم البعض والانسجام واضح عليهما، دلفت لهم بسعادة.
- قائلة باستغراب. ايه اللى بيحصل هنا؟
ابتعدت عنه بخجل. ولكنه لم يهتم ظل حاضن خصرها بعشق.
- قائلا بايجاب. زى ما انتى شايفة يا صافى نسمة رجعت لمكانها الصحيح.
- والله كويس جدا. طب ليه كان العند؟!
اردفت بخجل.
- قائلة برقة. خلاص بقي يا صافى هانم.
- نبطل هانم دى بقي. احنا هنكون اهل. ولا ايه يا اديم؟
- دى اكيد وفي القريب اوى.

- اصل صعب.
- وليه صعب يا نسمة؟ صافى عادى جدا.
- اصلها حكاية تعود.
- قولى كدة وانتى هتتعودى بسرعة.
- قولى كدة يا حبيتى ماتكسفيش.
- انت كدة هتخليها تتكسف اكتر.
- انا غلطان انى بخليها تقول يا صافى.
- لا مش غلطان بس البنت الوضع جديد عليها.
- كلامك صح يا صافى.
- شوفتى سهل ازاى وجميل كمان لم طلعك منك. يارب اخلص منك يا اديم.
- للدرجة دى مضايقك.
- يا حبيبي عايزة اشوف اولادك.

- عن نفسي شهر بالكتير ونسمة تكون في البيت.
نظرت له بصدمة.
- قائلة باستغراب. شهر ايه؟ دى قليل جدا.
- دى اقل حاجة بالنسبة ليا.
- ومامتى وعالتى.
- ما احنا هنروح نقراى الفاتحة دلوقتى.
- فتحة ايه اللى هتقراها دلوقتى.
- ماعدش في طاقة انى اصبر بعدك مميت بالنسبالى.
- ماينفعش. شهر دى قليل جدا الحق اعمل ايه ولا ايه.
- انا قولت خلاص وكلامى هيتنفذ.
- شايفة كلامه يا صافى.
- اديم استنى حتى لم تكلم مامتها.

- ما اكيد هتكلم مامتها. يعنى هتتجوز من وراها.
- يا حبيبى الامور دى بتتاخد واحدة واحدة.
- من غيرها مابقتش عارف.
- فات الكتير مابقاش الا القليل.
- بقالكوا ايه؟ شهر وهتكونى في البيت دى اخر كلام عندى.
- هو انا في الشهر ده هعمل ايه؟
- مافيش حاجة تعمليها غير انك تحبينى.
- وانا اللى بقول اديم عاقل طلع اكتر من ادم.
- هي اللى خلتنى مجنون بحبها.
- وايه تانى يا روميو.
قال بعشق وهو يغمز لها.
- دى كلام خاص بينى وبينها.

- يعنى اطلع منها.
- من غير تفكير.
- شكلى كدة بتطرد بالادب. عن اذنكوا.

لم يرد احد عليها فهما غرقوا في بحر العشق اخذها في حضنه بقوة، حبك كالطيور اتت وهبطت على قلبى، كان عمرى كالشتاء وصار ربيع لا نهاية له في وجودك، في ليلة سعيدة ولدت معك من جديد، انسى الايام التي مرت ودعينا نعيش اللحظة التي اخيرا كتبت لنا، لو وضعوا كل احمال الدنيا على، حتى ان وقف الاصدقاء والاعداء في طريقى، لن اتنازل عنك، مهما كان الثمن ساسير بالحب الى النار يكفى فقط ان تتمسك بيدى...

بعد ان اخبر والداتها بكل شىء، سعدت بشدة لاجل ابنتها التي اخيرا اجتمعت مع حبيبها، واتصلت على الفور بكل احبتها تدعوهم على قراءة فتحتها...
اما صافى ذهبت الى غرفتها واجرت اتصال على زوجها، الذي اخبرته بكل شىء تفصيلا وسط استغرابه وسعادته، واتفقوا ان يتقابلوا غدا، فهو اشتاق الى كل شىء بها، دلفت الى الداخل، واغلق الباب ورائها وذهب لها.
- قائلا بعدم تصديق. والله لم كلمتنى ماكنتش مصدق.
تحدثت اليه وجها لوجه.

- قائلة بسعادة. والله ولا انا مش مصدقة. شوفت حكمة ربنا.
- ربنا كبير وعظيم دى انا كنت هتجنن.
- ومين سمعك؟ انا لما كنت بشوف ادم كنت بتقطع من جوايا، ولا مني عارفه اساعده ولا مني عارفه اوقف الوجع اللي جوايه.
تنهد بارتياح.
- قائلا برضى. اهو الحمد لله فتره وعدت.
- كانت فتره صعبه اوي يا كريم.
- مش عليكى بس يا روحي. فكره اني ادم كان بيعاني زيي وعايش نفس الوضع. يلا الحمد الله.

- اديم لما اعلن حبه نسمه كان كل القيود اللي حوالين رقبتى انفكت والذنب اللي كان جوايا من ناحيته ما بقاش موجود.
- كل حاجة خلصت واديم عرف كان بيحب مين.
- على رايك؟
- اتفقتوا على ايه.
- اديم كلم مامتها وفرحت جدا. وقراية الفاتحة بكرة.
- ايوه كده خلي الافراح الحلوه تخش بيتنا.
- الفتره اللي فاتت ماكنش في غير حاجات حزينه.
- بس ان شاء الله اللي جاي هيكون حلو.
- ان شاء الله يا حبيبي.

اقترب منها وحضنها من خصرها بتملك.
- قائلا بحميمية. قولي كده يا حبيبي.
- كريم انت في ايه ولا في ايه؟!
- بقالنا ساعه بنتكلم على ادم واديم واحنا مش موجودين.
- ليه هو في حاجه ثانيه اتكلم عنها.
- اه في.
- اللي هي؟
- حبنا عشقنا لهفتنا واشتياقنا لبعض.
- انت مابتتعبش.
- مش عارف اشبع منك كل حاجه فيك بتسحرني. الكلام ده قليل على احساسي بيكى. كل يوم بيعدي بشكر ربنا ان انا عرفتك وقابلتك وقدرت اقناعك ان نتجوز.
- حبيبي.

- روحه وحتة منه...

(قصر عمر الصياد)
فى تلك كان مالك يرتدى ملابسه امام المراة، حتى يذهب الى العمل كما طلب منه كامل فرغل فهذا شرطه، ليوافقه على زواجه من ابنته الوحيدة، كانت امه اناهيد تقف خلفه وتعقد ذراعيها امام صدرها.
- قائلة باستغراب. انا مش عارفه ازاي توافق على كلام الراجل المجنون ده.
- لو سمحتى يا مامى متقوليش على مجنون.
- مجنون ايوه طبعا مجنون ولا انت عندك كلام غير ده.
التفت اليها.

- قائلا بهدوء. من حقه ده واحد بيدافع عن كسرة قلب بنته.
- هو انت كسرتها في ايه؟! واحده مجنونه وغيرانه وعملت مشكله ما بينكم.
- حضرتك عارفه كده، لكن احسان فاكرة الكلام ده حقيقي.
- انا الكلام ده مايعنيش ليا كل اللي شاغلني ازاي هتشتغل؟ وهتشتغل ايه؟!
- المهم انه هو وافق ان انا اتجوز بنته. فموضوع الشغل مش هو يعني اللي هيعطل الجواز.
- يا حبيبي وامتحاناتك دى ما عادش فاضل فيها الا اسبوع.
- ان شاء الله هتتدبر.

- ليه هو انت ناوي تبلط السنه دي برضو.
- ابلط ايه؟ انا لازم انجح.
- هتنجح ازاى وانت رايح تشتغل مع الراجل المتخلف ده.
- اعمل ايه؟
- سيبك منه.
- طب حبى لاحسان.
- اروحلها البيت واعرفها ان جيداء دى واحدة كدابة.
- مهما تحاولى اللى في دماغها في دماغها.
- لازم احاول بكل الطرق.
- لحد ماحضرتك تحاولى انا هروح الشغل.
- هقول لباباك ايه.
- هتقوليله انى في الكليه.
- انت عايزني اكدب عليه.
- على اساس انها اول مره تعمليها.

- ولد خلى بالك من كلامك.
- انا مش قصدي يا نهوده قلبي. بس انا ما صدقت ان هو يوافق، وانت دلوقت بتقولي ليا الامتحانات.
- على اساس انك لم تسقط هيرضى يجوزك بنته.
- لا طبعا.
- وما تنساش ان بنته الاولى على الجمهوريه. اكيد السنه دي برده الاولى على الدفعه.
- كلامك صح فعلا.
- طب هتعمل ايه؟ هشتغل عنده برصو.
- بقالى ساعة بكلمك وفي الاخر بتقولى هشتغل عنده.
- هو انا هاعمل اي حاجه علشان احسان تكون معايا.

- والله انا ما عارفة اقولك ايه.
- ادعي ليا ربنا يوفقني.
- يا رب.
قال بوداع وهو يقبلها على وجنتيها.
- سلام بقى عشان ما اتاخرش.
- سلام.

(مصانع الحديد والصلب لكامل فرغل الحناوى)
نزل من سيارته الفارهة وسال عنه. اخبره الامن بانه يقف مع الموظفين هناك.
ذهب له على الفور. القى التحية بادب.
- قائلا باحترام. السلام عليكم.
رد عليه الجميع ومنهم كامل. الذي قال.
- وعليكم السلام. كل واحد يتفضل على شغله.
هزوا راسهم ايجابا ودلفوا في الصمت.
- انا جيت لحضرتك على المعاد اهو.
- اه فعلا.

قال باستفهام وهو ينظر الى المصنع الذي يملائه الكثير من المعدات والاجهزة الحديثة.
- هو انا هشتغل ايه هنا.
- شغلة هتعجبك ايوا.
- اشك؟!
- كون متاكد انها اكتر وظيفة لايقة عليك.
- واللى هى؟
- عامل النظافة.
اتسعت عينيه بصدمة.
- قائلا بعدم تصديق. ايه؟!
- شوفت ازاى لايقة عليك.
- حضرتك مش للدرجة دى.
- وانت فاكر انك تتجوز بنتى دى سهلة.
- بس دى اهانة كبيرة ليا.
- فين الاهانة؟ وبعدين الشغل مافهوش عيب.

- دى اكيد بس انا مالك الصياد.
- خلاص يا مالك يا صياد ماعندبش بنات للجواز.
- انت بتمسكنى من ايدى اللى بتوجعنى.
- ماعنديش شغل ليك غير كدة.
- ما تشوف حاجة تانية بعيد عن عامل النظافة.
- ماعنديش غير كدة.
- انت قاصد تذلنى.
- كويس انك عرفتها لوحدك.
- طب ليه؟
- علشان كسرة قلب بنتى مش بالساهل.
- بقولك دى واحدة مجنونة الله يلعنها.
- قررت ايه؟ لان ماعنديش وقت.
- موافق علشان خاطر احسان.

- في خلال الفترة ماتحاولش تكلمها او تقرب منها.
- اى حاجة تانية؟
- لحد دلوقتى لا.
- في نهاية الحوار هتجوزنى بنتك.
- والله انت اللى هتحدد.
- انا هعمل ايه حاجة علشان تكون.
- كلام سليم. اشوفك بعدين. قالها وذهب من امامه، وهو ظل في مكانه يتمتم ويشتم و يلعن تلك الجيداء، التي بعدته عن حبيبته الالاف الاميال، والذي سيزيد الطين بلة سيكون عامل نظافة لذلك المكان...

فى المساء، رن الجرس على شقتها، فتحت الباب وجدته امامها.
- قائلة برقة. ازيك يا اديم اتفضل.
رد عليها بابتسامة وهو يدلف للداخل.
- الله يسلمك يا ورود.
اغلقت الباب ورائه، وذهبت تجلس امامه على الاريكة المقابلة له.
- قائلة باستفهام. تشرب ايه؟
- متتعبيش نفسك انا جاي اتكلم معاكى.
- وانا كمان محتاجة اتكلم.
- اتفضل قولى مالك.
- انا هرجع الفيوم.
- هنرجع نتكلم تانى.
- اديم ده كان اتفاقنا.
- حضرتك اللى اتفقتى مش انا.

- انا هرجع الفيوم.
- يعنى راى في الجزمة.
- مقصديش.
- طب لو قصدك.
- انا تعبت عايزة ارجع لمكانى.
- مكانك فين؟ في الدار.
- من يوم ما فتحت عينى وانا في المكان ده.
- ربنا اداكى فرصة كويسة.
- فين الفرصة انا من يوم ماجيت هنا وانا تعبانة وبعانى.
- انا اسف يا ورود عارف تعبتك معايا.
- مش انت بس. كل حاجة حواليا بقيت بتخنقنى.
- هو مزعلك؟!
- مين؟!
- حبيبك.
- هترجع تانى لنفس الموضوع.
- وليه تنكرى والوجع باين فيكى.

- هو حوار كان غلط من الاول.
- مافيش غلط في الحب.
قالت بحزن وهي تتضع يدها على قلبها.
- جرحنى باصعب طريقة.
- قوليلى عمل ايه؟ وانا اربى ليكى.
- اديم بتقول ايه؟
- انا مابقولش انا بعمل. يلا قولى.
- احنا حكايتنا خلصت من قبل ما تبتدى.
- هتعمليلى زى ادم.
- فعلا خلصت.
- فعلشان كدة قررت ترجعى الفيوم.
- ماليش حد هنا.
- بطلى هبل يا بت. طب انا فين؟
- انت موجود.
- لو كنت موجود كنتى بقيتى.
- هبقى ليه؟ وعلشان ايه؟

- علشان ده الصح. وهنا مستقبلك.
- انا حاسة انى راحتى هتكون هناك.
- راحة ايه؟! في بعدك عن دراستك واصحابك.
- ما اللى هناك برضو اصحابى.
- على راسى. بس يا ورود خليكى هنا تشتغلى وتقابلى ناس جديدة. وبكدة هكون مطمن عليكى اكتر.
- ابقى تعالى اطمن عليا هناك.
- دى انتى متعبة.
- انا خلاص قررت.
- وطب امتحاناتك.
- هخلصها وارجع.
- خليكى الفترة دى هناك وابقي ارجعى على الدراسة.
- انا بقولى كفاية كدة.

- بت انتى اخرسى بدل ما اضربك.
- هتضربنى؟!
- واكسر دماغك. صحيح طفلة.
- اديم انا هنا بعانى لوحدى.
- تعالى عيشى معايا.
- انت بتقول ايه؟
- انا بتكلم جد.
- بصفتى ايه؟
- ما تيجى اجوزك ادم والصفة تكون رسمية.
قالت بصدمة ممزوجة بخجل.
- انت بتقول ايه؟!
- وانتى مالك انكسفتى كدة.
- اصل ماينفعش تقول كدة.
- انا بهزر انتى صدقتى.
- هزارك بايخ.
- تصدقى فكرة مش بطالة.
- انت بتقول ايه؟
- اصلك خسارة اوى.
- هو انت بتقول انا ولا اخويا.

- ورود انتى بالنسبة ليا اختى وبنتى الصغيرة.
- شكرا جدا وانت في مقام اخويا الكبير.
- يا روحى ربنا يخليكى.
- ويخليك لحبايبك.
- اللهم امين ويهديكى.
- ليه هو انا عملت ايه؟
- عايزة تسيبي كل حاجة ؛ علشان فشلتى في الحب.
- مالهاش علاقة.
- طب عايزة تمشى ليه؟
- لان مافيش حد شبهى هنا.
- ورود بطلى كدب.
- انا مش كدابة.
- ماتعترفى انك فشلتى وده سبب هروبك.
- يا اديم اسمعنى.

- اسمعينى انتى. الحب ده مابيجيش غير مرة واحدة في العمر. اتمسكى بي على قد ما تقدرى.
- الحب مش عايزانى.
- حاولى لحد ما يرجعلك.
- هشوف.
- اعملى زى ادم وارمى كلامى في الزبالة.
- ما انا بقولك هشوف.
- عامة الكلام خدنا ونسيت اقولك انا كنت جاي ليه.
- معلشى صدعت دماغك.
- اتصدعت بالهبل اللى انتى قولتى. ما علينا.
- اديم.
- هكدب يعنى؟ عامة قراية فتحتى بكرة على نسمة.
اتسعت عينيها بسعادة.

- قائلة بعدم تصديق. ايه؟ انت بتتكلم جد.
- اخيرا نسمة هتكون خطبتى.
- انا مش مصدقة. مبروك طب حصل ازاى؟
- رجعت ليا بالليل واعترفت.
- ماقدرتش تقاوم حبك.
- فعلا يا ورود.
- انا سعيدة ليك جدا.
- عقبالك يارب.
تنهدت بحزن.
- قائلة بياس. في الاحلام.
- انا مش ناقص كابة. عن اذنك. قالها ودلف ليذهب.
- ما تخليك شوية.
- عندى استعداد اقعد بس تقتنعى بكلامى.
هزات راسها بالنفى.

- يبقي امشى احسن. قالها وهو يفتح باب الشقة ويدلف خارجا.
قالت بتمنى وهي تقف امامه.
- كان نفسي اسمع كلامك.
- فين بقي اخويا الكبير.
- على راسى.
- يا روحى خليكى هنا.
- هفكر.
- قائلا بطلب. اوعى تنسى بكرة تجهزى نفسك.
- ليه هو انا هاجى معاكو.
- طبعا مش اخت العريس.
- مبلاش انا.
- ليه ان شاء الله.
- احسن نسمة تتضايق منى.
- وتضايق ليه؟
- بخصوص الموضوع.
- افهمى يا ورود معزتك من معزة ادم بالظبط. ونسمة حب حياتى.

- شكرا يا اديم.
- الشكر ليكى انتى استحملتى كل حاجة فيا وجيتى على نفسك كتير علشانى. ورود انت مش جميلة شكل...
فتح الاسانسير وجد اديم اخيه وورود وسمعه وهو يقول انتى مش جميلة
نظر لها بعتاب وغيرة شديدة. التف اديم على اثر فتح الاسانسير، راى ادم ورائه وواضح على وجهه معالم الضيق، وفي يده باقة من الورود الرقية.
- قائلا باعجاب. ايه الرومانسية دى.
رد عليه بضيق.
- فين الرومانسية؟
- في الورود اللى في ايدك.
- ده عادى.

- عادى. هو انت كنت جايبها ليها ورافضته.
- لا انا جايبه لورود.
- متقولش انا اكيد بحلم.
- لا انا جايبه لورود.
- مش معنى؟!
هز كتفيه بعدم مبالاة.
- قائلا بعدم اهتمام. عادى.
- هو ايه اللى عادى؟ انت جايبه ليها كاعتذار ولا تساعدك انك توصل لحبيبتك.
- ايه الكلام اللى بتقوله ده يا اديم؟
- والله ليك حق ماحدش يقدر يقنع حبيتك الا ورود.
- حبيبة مين يا اديم؟
- تصدق ما اعرفش اسمها لحد دلوقتى. هي اسمها ايه؟

- اديم شكلك رايق على الاخر.
- اكتر من اللى خيالك يتصوره.
- ما لازم قراية فتحتك بكرة.
- عقبالك.
- في حياتك ان شاء الله.
نظر الى ورود.
- قائلا بتوضيح. سامعة بيقول في حياتك مش في الاحلام.
- ما بالراحة عليها.
رفع اديم حاجبيه باستغراب.
- قائلا باستفهام. مين اللى بيتكلم ادم؟ غريبة.
- وليه غريبة؟!
- لانك مابتحبش ورود.
- ومين قال كدة؟!
- تصرفاتك وخناقاتك معاها على طول.
- ده كان زمان.

- وايه اللى اتغير دلوقتى. اه فهمت انها مابقتش خطبتى.
- قصدك ايه يا اديم.
- انك غيران على وماعيزاش حد في حياتى.
- مش للدرجة دى.
- طب ايه سبب كرهك ليها؟
ضم حاجبيه باستغراب.
- قائلا بتعجب. كرهى؟!
- يعنى ده اللى مانعك؟ خناقتكوا. ارتحت.
- الراحة هتكون اكبر لم ارجع الفيوم.
- مش انتى كنتى بتقولى هفكر.
- لا ما انا فكرت.
- بالسرعة دى.
- خليها تتكلم براحتها مافيش رجوع للفيوم.
- ليه ان شاء الله.

- لانى انا اللى قولت كدة عندك اعتراض.
قالت بعصبية، وهي ترفع صوتها عليه.
- لا عندى وبقوة كمان.
- ورود ماتعليش صوتك على.
- وانت ماتدخلش في اللى ملكش فى.
- ازاى ماليش فى؟
- انا حرة دى حياتى.
- هتسيبي كل حاجة ليه.
- لانها حبت ماطلتش.
- اديم انت بتقول ايه.
- هتنكرى ليه ما هي دى الحقيقة.
- اوف اخرجوا من حياتى.
- بطلى شغل عيال صغيرة.
- انت مالك بيا يا رخم.
- اقسم بالله بقالى ساعة بقنع فيها. كأنى كنت بكلم حايطة.

- عرفت ليه كنت بزعقلها.
- الصراحة ليك حق.
- حتى انت كمان يا اديم.
- المفروض انا اكبر منك تسمعى الكلام.
- دى مش وراها غير العند. الكلام معاها مضية للوقت.
- فعلا كلامك صح. اتخانق معاها يا ادم.
- اصلك بتزعل لم بتخانق معاها.
- هو انت ما صدقت.
- اصلها بتفكرش في الرجوع ناسية دراستها.
- مين اللى بيتكلم اللى مبلط في الكلية.
- اديم مش وقت هزار.
- بقولكوا ايه اقلعوا شعروا بعض عن اذنكوا. قالها ودلف من امامهم.

بعد ذهابه نظر لها.
- قائلا باستفهام. ايه اللى جابه.
- ما هو كان قدامك مسالتوش ليه.
- بطلى تضايقنى.
- انا اللى بضايقك برضو.
- جاوبى على سؤالى.
- مش مجبرة اجاوبك.
- بطلى استفزاز.
- هو انا كدة اذا كان عجبك.
- ده عاجبنى وبقوة كمان.
- تصبح على الخير.
قال بحنية وهو يعطيها الورود.
- والورود لاجمل ورود.
- ماعايزاش.
- يرضيكى ورود جميل زيك كدة يترمى في الزبالة.
- ما انا اترميت في الزبالة مجتش على يعنى.
- غلطة مش مقصودة.

- وانا مش مجبرة اصلح غلطات.
امسك يدها ونظر في عينيها.
- قائلا برجاء. سامحينى.
- سيب ايدى يا ادم.
- بتعملى ليه كدة.
- معلشى اصل مجنونة.
- متقوليش على نفسك كدة.
- لا دى حقيقة.
- يا حبيبتى انا اسف.
- اعتذارك جاى متاخر جدا.
- هو اديم كان جاى ليه؟
- كان جاى يدعينى على قراية فتحته.
- عقبالنا.
- روح قاله انى حبيبتك.
- هقوله بس في الوقت المناسب.
- هكون مشيت وسبتك.
- انا مش اديم.
- كلامك صح. ايه اللى وصلك لي؟

- قال بهمس وهو يلمس وجهها الرقيق. مهما تحاولى. هتفضلى ورود حبيبتى الاولى والاخيرة.
ابتعدت عنه.
- قائلة بضيق. ادم ماينفعش.
- بطلى تعاندى انا بحبك.
- انا مابعندش خلصت.
نظر لها بعشق شديد.
- ورود باستفهام. انت بتبصلى كدة ليه.
- بشوف الانسانة اللى اختارها القدر ليا.
- دلوقتى القدر وفين كلامك الموجع ليا.
- عارف انى وجعتك بس انا كنت اكتر منك.
- لو كنت سمعتنى ماكناش وصلنا للطريق المسدود ده.

- وايه اللى سدوه وهو اخيرا انفتح؟
- ادم انت بتفهم ازاى؟!
- بطلت افهم انا بحب بس.
- لم ترد عليه والتزمت الصمت.
اقترب منها ووضع راسه على راسها.

- قائلا بهمس. كلمة منك تسوى العمر كله. يثقب القلب بصرخة، يكفينى ان استنشق رائحتك كل يوم، ابتعد عنها قليلا، ونظر في عينيها. كل شىء في عينيك له مغزى. نبضات قلبى تعتمد على وجودك في حياتى، انت ملاكى وتعنين لى كل شىء، تمسكى بيدى دائما ولا تتخلى عنها، حبك لا ينطفىء في قلبى، ليس باستطاعتى ان ابقى يوم من دونك، لو جعلوا العالم ملكى لا استطيع ان ابقى فيه بدونك، فانت البداية والنهاية. ابعدته عنها ورمقته نظىة عتاب عنيفة، انت لم تكن ملاك بالنسبة لى، انا شاهدت وعرفت ما هو الملاك؟ لقد كنت سبب زيادة اوجاعى، فابتعد عنى، لا اريد رؤيتك في اى مكان في العالم، يكفى ما حل فوق راسى بسببك...

لا استطيع فانا بدونك ميت. رمقته نظرة ساخرة ودلفت الى شقتها واغلقت الباب في وجهه بقسوة، دون الاهتمام به مثقال ذرة.

عندما تتارجح ارجوحة الحياة ونصل الى اهدافنا التي كنا دائما نظن انها مستحيلة وصعب تحقيقها، اليوم نعيشها بسلام وامان، والذي كنا نعيشه كان مجرد وهم وياس وعدم ايمان بقدرة الواحد الدايم، على تحقيق تلك المعجزات التي لا تقارن بمعجزاته، تجمع كل الاحبة واصطفوا بجوار بعضهم البعض ليشاركوا اديم فرحته التي لا تقدى بثمن، في بيت نسمة يوم جميل وسعيد، مدوا جميعهم ايديهم والابتسامة لا تفارق وجوههم، و قرائوا الفاتحة في صوت واحد. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1).

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
صدق الله العظيم...

بعد ان انتهوا قاموا وباركوا لبعضهم البعض على تلك الخطوة الجميلة والمباركة، كان ينظر اليها من حين الى اخر، لا يصدق بتاتا بانها امامه، وفي خلال شهر ستكون زوجته فهمى نظمى، فهو عندما اخبر الجميع بان الفرح سيكون في خلال انصدموا جميعهم من تسرعه الغريب، ولكنهم وافقوا فواضح ان العريس متلهف الى عروسته بشدة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة