قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثالث والستون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثالث والستون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثالث والستون

تسارعت الاحداث وكلا منهما ذهب الى بيته، اخذ اديم نسمه بعد ان استاذن من امها، ليسهروا في افخم مكان في مصر، وعندما دلفوا وجدت المكان فارغا باستثناء العاملين به. نظرت اليه
- قائله باستفهام. ايه ده فين الناس؟
رد عليها برقى.
- قائلا بهدوء. حجزت المكان كله علشانك.
خجلت من طريقته المهذبة وقالت بهدوء. thank you.
you welcome. قالها وهو يجذب لها مقعد على احد الطاولات لتجلس عليه.

رمقته نظرة امتنان، وجلست على المقعد وهو جلس قبالتها واتى النادل بعد قليل، واخذ منهم الطلبات وذهب...
نظر اليها.
- قائلا بعدم تصديق. انا لحد دلوقت مش مصدق انك معايا وقدامي.
- وانا مش مصدقه ان الوجع اللي عشته كله تحول لفرح وسعاده.
- انا اسف على كل اللي سببته ليكى.
- كان لازم نتالم عشان نتعلم. اصلا مش بنتعلم بالساهل.
- هو انتى كنت فين الفتره اللي سبتيني فيها.

- كنت في دهب بقضى وقت جميل، وبحاول انسى واتلاش كل حاجه.
- اصلا واضح ان نسيناك صعب جدا.
- جدا.
- انتى كنتى بتنسي وانا بحاول ادور عليك في كل مكان.
- هو انت عرفت انك بتحبنى امتى؟
- يوم ما اتخطبتى او ادعيتى انك اتخطبتى.
- ما تفكرنيش دي كانت فتره صعبه على جدا.
- مش اصعب مني. فكره انك مع حد غيري وبيقولك يا حبيبتي كانت موجعه.
- نفسي احساسي بالظبط لما جيت وقلت ليا ان ورود هتكون خطيبتك.

- كل ده ماضى وانتهى وانتى بقيتى ملكى لوحدى. قالها وهو يمسك يدها الموضوعة على الطاولة ونظروا في عين بعضهما البعض بحب واشتياق، احبينى كطفل رضيع بين يديك، وارسمنى بين ذاكرة قلبك كطفل لك، اخبرى الجميع من انا؟

فانا الحبيب الاولى ورجفة اليد الاولى، فانا الاول ولست الاخر، اصرخى عندما تغضبى منى، ولكن لا تتخلى عن احضان قلبى، فهذا هو مكانك الوحيد يا حبيبة وليس لك مكان اخر، قتلت جميع النساء بين عينى واحببتك انت في كل ثنايا قلبى، لا تبعثرى الحب الذي بيننا، انشريه بين الناس واخبريهم بمدى حبى لك، نامى على صدرى وتتدلى كما تشائى، فانت معبودة قلبى وفؤادى، انت من سفرت لاجلها بحور وبحور، وغرد العصفور والطيور باسمها، وضحكت الاغصان لها، وعدى اليك حق، بان الدموع والاحزان لن تطرك ابواب قلبك، فالطارق سيكون السعادة والسرور، هو انت الذي انتظرته طوال حياتى، هو انت الذي اشتقت له، جاتى انت فانتعشت روحى، وعاد لها شبابها الذي سرقته الايام ودمرته الليالى، انظر الى فاراضى قلبي قد تزينت بورود حبك، وانحلت همومى التي كانت بلا حل، فليكتب الله عمرى مع عمرك، اعتب على اليوم الذي يمر في بدونك، كملت كل ما كان ينقصنى، وازدته بهجة وسعادة...

اخذ ادم معه ورود في في سيارته بحجة انهم جيران، وهي كانت لا تريد ان تذهب معه في اية مكان، ولكنه اخذها عنوة تحت استغراب الجميع، وخاصة اديم ونسمة.

فى السيارة طوال الطريق كان ينظر اليها من حين الى اخر، وهي تنظر الى النافذه لا تريد ان تجري معه اية حديث، هو اتاح لها المجال لتفعل ما تشاء، فهو اخطا كثيرا في حقها، ولكنه ترك نفسه ينظر اليها ويتمعن في تفاصيل وجهها الرقيق ويتخيلها تبادله تلك النظرات المشتاق المتلهفه، متاسفا على كلمات موجعة اخبرتك بها متعمدا، فكنت مهما تحاولى اخبارى، انا اردت ان اوجعك باصعب الطرق، واكسر قلبك البرىء الذي ارتوى بعشقه له، فانا عاصى لعين بين يديك يا امراتى، لا تاخذينى بذنوبى السابقة، ودعينا نبحر في بحر حبك الجميل، كنت جريئا في ايلامك ووجعك، ولكنى لست جريئا في البعد عنك، فحبك دخل اعماق وريدى وتوغل في داخلى، ورضى بمكانه الطبيعى، لا يريد الرحيل او تغيير المسار، فانا راضيا في حبك بكل شىء، يكفى ان قلبى يتنفس لاجلك كل ليلة، سر قلبى هو انت روحى هو انت عقلى هو انت كل شىء فهو انت، معك اختصرت نساء العالم بين عينيك...

قطع هذا الصمت عندما رات النيل امامها طلبت منه، ان يوقف السيارة وهو اجاب طلبها على الفور، فاصطفى بالسياره عند النيل، فتحت الباب وذهبت عند سور النيل. ذهب هو ايضا ووقف بجوارها.
- وسالها باستفهام. مالك؟
نظرت له بعتاب.
- قائلة بحزن. في نفس المكان ده قولتلك انا مين. فاكر يا ادم؟
- اكيد فاكر هي دى حاجة تتنسي.
- طب ليه كنت بتقول الكلام الموجع ده.
- لانك كنتى مع اخويا اللى ابيع الدنيا دى كلها علشانه.
- حتى انا.

- اه حتى انت.
- السبب ده اللى كان مخلينى مستحملة كل حاجة بتعملها فيا.
- ورود كان صعب عليا. لم كنت بتخيل انك هتكونى مراته كنت بموت.
- ما كنش اصعب من احساسي وانت بتقولى انى واحدة رخيصة. عايزة اكون معاك ومع اخوك. ولا لم قولت ليا هو انتى تتطولى اخويا يبص ليكى انتى لا اصل ولا فصل. ياريت كان عندك نفس الشجاعة تحبنى زى ما كنت بتوجعنى بكلامك.
- بعترف بغلطى بس اعمل ايه؟

- كنت اسمعنى لو مرة واحدة من غير ما توجعنى.
- انا اسف.
- اللى انت قولته ليا كسر فيا كل حاجة.
- ورود انا بحبك وماقدرش من غيرك.
- اعتبرنى لسي خطيبة اخوك وانت تقدر.
- قصدك ايه بالكلام ده؟
- انت فاهمه كويس.
- ماتخليش زعلك ينهى على حبنا.
- حبنا؟! كان فين ده وانت بتتعمد في كل مرة توجعنى.
- ده اخويا ماقدرش.
- وانا كمان ماقدرش طاقتى خلصت.
- انتى بتصعبى الامور وبتدخلينا في سكك مقفولة.

- انا عمرى ماحبيبت حد في حياتى قد ما حبيتك.
- ما هو واضح بتخليكى عنى. ورود انا قلبى روحى عقلى كل حاجة فيا بتصرخ عايزاكى، وانتى في المقابل عايزة تبعدى. انا هتجنن بسببك.
- عرفت دلوقتى انا رخيصة ولا لا.
- كل ده اللى همك ومشاعرى ووجعى في داهية.
تخطته وسارت امسكها من ذراعها وصرخ فيها.
- قائلا بوجع. ودينى بحبك. بحبك ومش عارف من غيرك.
- يومين وهتنسى.
- بطلى طريقتك دى ماقدرش.

- كنت قادر بس توجعنى. ياريت عندك الشجاعة في دفاعك عنى، لو تصرفت اليوم بجنون واخبرتك اننى لا احبك، ماذا سيكون رد فعلك؟
هل ستضحك ساخرا؟ ام ستخبرنى انك تحبنى.
هل لديك الشجاعة كى تحب؟ من باعك؟!

فان قلبى يخفق اليوم بشكل مختلف، يا ليتك احببتنى مثلما انا احببتك، وقولت لى يا حبيبتى في اصعب الظروف، لو كنت تقول بعيناك احبك، كنت ختمتك داخل قلبى وخباتك من الجميع، ولكنك ماذا فعلت بعت بابخس ثمن، فارحل في سلام وكانك لا تسمعى شيئا عنى...

جالسة في البلكونة تنظر الى السماء وتتنهد بحزن، النجوم في سماء الليل، كلهم يستمعون الى الامى، ان حبيبي لا يراف بى ابدا، هو لا يعلم ما بى، لكن روحى تحترق لاجله، تلك الغصة التي في قلبى، تشتعل الى الابد ولم تتطفىء، لنفترض انه قد ترك هذا الحب، وذهب بعيدا دون ان يسال عن قلبى، فانا ضائعة بدونه عندما تراه عينى، فقلبى يموت من اجله، سوف اكتب همومى على اوراق شجر القمر، وعندما تقوم بقرائتها، ستنهمر دموعك على وجنتيك، الحب كالمرض يحرق ارواحنا، وانا اول من احترقت بناره...

دلف اليها والداها وجلس على مقعد اخر وسالها.
- عاملة ايه دلوقتى.
ردت عليه بحزن.
- قائلة بياس. زى ما حضرتك شايف.
- بتحبى؟!
- ماكنش ده هيكون حالى.
- مصيرك تنسي.
نظرت له بابتسامة.
- قائلة بخبث. كان اللى قبلى نيسوا.
ابتسم على كلامها وقام من على مقعده وجلس بجوارها واخذها في حضنه.
- قائلا بحنية. عارفة ما خلفتش من اللى اتجوزتهم ليه؟
هزات راسها باستفهام.

- لانى كنت عايز رقية بس تكون ام اولادى ويفضل اسمها مع اسمى مش حد تانى.
- ليه مابتقولش الكلام ده ليها.
- ما هي عارفة بس حابة تعاقبنى على تصرفاتى معاها.
- الصراحة تستاهل منها اى عقاب.
- وده على قلبى زى العسل.
- عملت ايه مع مالك؟!
- ولا حاجة غير ان طلبت منه يبعد.
رفعت حاجبيها باستغراب.
- قائلة بعدم تصديق. دى بس اللى حضرتك طلبته منه؟!
- اه طبعا.
- بابى انا حاسة ان في حاجة تانية.
- زى ايه مثلا؟!
- انت ادرى.

- لا ماضربتوش.
- اكيد ضربته وهينت كرامته هو انا مش عارفة حضرتك.
تحدث بطريقة ساخرة.
- قائلا بانكار. دى انا غلبان.
- بابى خليك صريح انت ضربته.
- دى اقل حاجة اعملها لى.
انتفضت في مكانها.
- قائلة بقلق. هو حصله حاجة.
- مايغور في ستين داهية.
- وليه تضربه.
- لانه كسر قلبك.
- هو ماكنش قالى حبينى.
- ولعبه بمشاعرك.
- انا اللى غلطانة صدقت واحد كداب.
- انتى قوية وهتقدرى تتخطى.
- ان شاء الله.
- امتحاتاتك امتى؟

- الاسبوع الجاى.
- عايزين نرمى كل حاجة وراى ضهرنا ونبدا نذاكر.
- هحاول يا بابى.
- مفهاش هنحاول. انتى هتطلعى الاولى. قالتها رقية وهي تضع امامهما كاسين من الشاى على الطاولة، وجلست قبالتهما.
- بالراحة على البنت يا رقية.
- مافيش راحة مذاكراتها هي اللى هتنفعها.
- كلام سليم بس نهدى.
- كلامها صح يا بابى لازم اركز في مذاكراتى.
- يعنى اخرج منها.
- مش قصدى كدة بس الدراسة هي اللى هتنسنى اللى اانا فى.

- عارف يا روح بابى من غير تبرير.
- ربنا يخليك ليا. نظر لها بامتنان. ثم قبلها على وجنتيها. - قائلا بدعاء. و يخليكى يا نور عيونى.
ثم نظر الى رقية.
- قائلا بوقاحة. ما تيجى تاخدى حضن يا رقية.
هبت فيه بانفعال.
- قائلة بعصبية. بطل سفالة يا كامل.
- خلاص نتجوز.
- سكتى ابوكى.
- انا هقوم اذاكر واتخانقوا براحتكوا. قالتها وهي تقوم.
- راحة فين؟
- هذاكر واتخاتقوا براحتكوا. قالتها ودلفت من امامهم.

- ينفع الكلام اللى انت بتقوله قدامها ده.
- لا ينفع عقابك ليا وكانى طفل صغير قدامك.
- روح شوف واحدة تتجوزها.
- مافيش غير واحدة بس اللى بحبها وعايز اتجوزها.
- بتحبها ولاست الستات اللى اتجوزتهم.
- ماضى وخلص.
- اللى ملوش ماضى ملوش حاضر.
- دكتور رقية اخرجى من المحاضرة وخليكى معايا.
- الكلام اللى بقوله عادى جدا، لكن حضرتك ماعيزاش تفهمه.
- مقبولة منك.
- هو انا غلطت فيك؟!
- وجع قلبى برفضك لى.
- بطل مراهقة.

- مصيرك ترجعى ليا اصل سحرى لا يقاوم.
- انت بتحلم.
- لم نشوف.
- هنشوف اوى.

دلفوا من المصعد سويا، راى كاميليا في انتظاره استغرب عندما رائها، ونظرت له ورود بعتاب.
اقتربت منهم.
- قائلة بتحية. ازيك يا ادم واحشتنى.
زم فمه لامام بضيق.
- قائلا بحنق. ايه سبب الزيارة؟
انصدمت من طريقته.
- قائلة بعتاب. بدل ما تقولى وانتى كمان.
- عن اذنكوا.
- استنى ياورود.
تحدثت بعصبية.
- قائلة بضيق. اسيبكوا تتكلموا براحتكوا.
- ازيك يا ورود. اى اخبارك؟
- الحمد لله كويسة. عن اذنك.
امسك يدها.

- قائلا باصرار. قولتلك ماهتمشيش.
صرخت فيه بعصبية.
- قائلة بانفعال. سيب ايدى يا ادم.
تجاهل طلبها ونظر الى كاميليا.
- قائلا بحدة. اتكلمى يا كاميليا. عايزة ايه؟
تعصبت عليه اكثر.
- قائلة بانفعال. ماتضقنيش.
- ماتسيبها براحتها يا ادم.
- تعرفى تسكتى.
- هنكتم.
- سيبنى انا مش طايقك ولا طايقة حاجة منك.
- طب نعرف هي جاية ليه؟
- وانا مالى سيبنى.
- يا روحى.

- اول مرة شوفتك يا ورود. كان ادم برضو ماسك ايدك وماعيزاش يسيبك. وكانه بيقولك مصيرك هو مصيرى.
- شايفة بتقول ايه؟!
قالت بغضب وهي تجز على اسنانها.
- سيب ايدى يا ادم.
- يا ورود مصيرك هو مصيرى.
عضته من يده بطفولة فتركها من الالم، ودلفت الى شقتها سريعا. وصعقت الباب ورائها بقوة وفي وجههم. وارتمت ارضا وانفجرت في البكاء. وصرخت في داخلها بعتاب.
- قائلة بوجع. ما شانى ان انعكس ضوء القمر على البحر؟

ما شانى ان بدا النهار وتفتحت الازهار؟
ما شانك من وجعى وعشقى اللعين؟
لا اريدك مرة اخرى في حياتى، فيكفى الى هذا القدر من الوجع، ما شانى اذا امسك غيرى يدك؟
ما شانى اذا ملا قلبك غريب؟
بالتاكيد سانسى وامحيك من داخلى، انت ستنتهى بالنسبة لى وتكون ذكرة تعيسة في جدران قلبى، سارتك للرب يحاسبك على ما سببته لى من وجع، ضمت يديها ونظرت للرب...
غمزت له كاميليا.
- قائلة باستفسار. هو ايه الحوار؟

- ايه اللى جابك يا كاميليا.
- عايزة انام معاك.
انصدم من الذي قالته. برغم ان هذا اقل من القليل في الماضى.
- قائلا بعصبية. بطلى وقاحة.
- مالك متعصب كدة ليه. ما هي دى علاقتنا.
- انتهت العلاقة دى.
- من امتى الكلام ده؟
- من يوم ما صافى عرفت وانا ماعايزاش اكمل.
- هو انت حبيت ولا ايه.
- كاميليا بطلى لف ودوران عايزة ايه؟
- جاوب على سؤالى الاول.
- حاجة ماتعنيش ليكى.
- طب تعنى لمين. لورود مثلا.

- كاميليا لخصى عايزة ايه؟
- ما انا قولتلك عايزاك.
- بقولك خلصنا وبعدين علاقتنا كانت من غير شروط.
- ما انا عارفة يا حبيبي. علشان كدة عايزاك.
- كاميليا غورى من قدامى. قالها باستحقار وتخطاها.
- هي بقت كدة. عامة انا كنت جاية اودعك.
استدار لها بضيق.
- قائلا بسخرية. ليه قررتى تتنتحرى.
- مش للدرجة يعنى بس هسافر.
- هتروحى فين؟
- امريكا عند اهلى.
- مش معنى؟!
- رحمة بقت مع باباها وانا مبقاش ليا في حياتها مكان.

- بسهولة كدة بتتخلى عنها.
- في حد بيتخلى عن نفسه.
- طب بسفرك ده بتعملى ايه؟ بتصلحوا علاقتكوا مثلا.
- بدى فرصة لعلاقتى بيها ولطارق يمكن يرجع.
- لسي عندك امل.
- دى اكيد.
- خلى بالك من نفسك.
- وانت كمان.
- مادام مسافرة. ليه بتلعبى؟
- اهو بتسلى معاك زى ما كنا بنتسلى زمان.
- خلصت التسلية.
- هتوحشنى يا ندل.
- وانتى كمان.
- ابقى سلملى عليها.
- هي مين؟
- حبيبتك ورود. قالتها وهي تغمز له.
- كاميليا.

- على اساس مااخدتش بالى اول ما شوفتها.
- يوصل.
- والله ولاقيتك بتحب.
- شوفتى ازاى؟!

- كل شىء في الزمن ده وارد. سلام. قالتها بوداع ودلفت داخل المصعد، سترحل وتبدل المكان وتغير الزمن، وتعبر سفينة الحياة، بتروى وتانى بقرارات كثيرة ستتغير واحلام ستتبدل، لم نكن تلك الاشخاص الذين اعتدوهم في الماضى، فالماضى سحق مع اوجاعه والالامه، لدينا حاضر نريد ان نسطره من اول وجديد، سنترك الاطلال والبكاء عليها وناخذ سفينة اخرى، لعلنا يوما ما نصل الى بر الامان...
طرق على شقتها.

- قائلا بهدوء. ورود ممكن تفتحى.
عندما سمعت صوته الذي تعشقه ويرجعها الى نفس النقطة، وضعت يديها على اذنيها لا تريد ان تسمع او تعرف اى شىء. يكفى ما حدث لها.
- علاقتى مع كاميليا خلصت وانتهت.
-...
- دى حتى هي مسافرة.
-...

- ورود انا عايزاك تعرفى حاجة واحدة بس انا بحبك انتى. واسف على كل الوجع اللى سببته ليكى. قال كلماته وذهب الى شقته، وهي ذهبت الى المرحاض لتوضا وتصلى، لانها لم ترتاح الا بتلك الطريقة ؛ حتى وان كان فيها خيانة للرب. ولكنها ماذا ستفعل؟ فتلك الصلاة تجعلها تتنفس وان كل مشاكلها لا تسوى شىء بين يدى الله...

فى الصباح ذهبوا سويا الى الشركة، ماسكين ايديهم البعض، وسط صدمة واستغراب واستنكار الجميع، دارت الاسئلة الكثيرة بينهما ومنها.
ازاى؟ ونسمة مخطوبة. واديم ايه اللى جمعه معاها؟ ما كانت قدمت استقالتها. واى سبب رجوعها؟!
انقطعت اسئلتهم عندما وقف في وسط الشركة، ورفع يدها واعلن بصوت جهورى يملؤه بالسعادة.

- قائلا بابتسامة. اتخطبنا انا ونسمة وفرحنا خلال الشهور الجاية. الخبر نزل على البعض كالصاعقة، والبعض الاخر سعد لاجل تلك اللحظة. فهم يعلمون جيدا بان نسمة منذ ان عملت في ذلك المكان وهي تعشق اديم كارم النوار، حتى اشاء القدر واصبحت من نصيبه. صفق له الجميع بسعادة وسرور ولاقوا اعجاب الكثير ودهشتهم...
بعد ان انتهوا من مباركات الجميع. دلفوا الى مكتبه. جلس على مكتبه باريحية، وهي تجلس على مقعد مكتبه.

- قائلة باشتياق. واحشنى المكان.
- كان من غيرك وحش.
- اهو رجعت.
- نور المكان بيكى.
- ميرسى.
- قررتى ايه؟ بخصوص لون الجناح اللى هنقعد فى.
- اكيد ماهيكونش في زى زوقك.
- دى مملكتك واختارى اللون اللى يعجبك.
- مهما اختار ذوقك ورقيك اعلى منى بكتير.
- انا باى لون هتختارى هكون معاكى.
- وانا كمان كفاية وجودك في حياتى.
- بس انتى من حقك تختارى.
- انا اختارت.
- اى هي الالوان؟!
- اختارتك انت.
- ارد اقول ايه؟

- مافيش غير انك تختار الالوان.
- مادام مصرة ماشى. والفستان؟ هتلبسي فستان الكلوكشن الاخير بتاعى.
- قالت بسعادة. بجد.
- مين غيرك تجمله؟
- ميرسى.
- هتليسى ليا انا مش حد تانى.
- اديم.
- فاكر كل كلامك عن قريب ده.
- دى كان ماضى.
- هحاول اتجاهل انك لبستى دبلة حد غيرى.
- تجاهل كل شىء. الا ان هو قريبى.
تعصب عليها بشدة.
- قائلا بانفعال. عايزة تجنينى.
- ماقصديش يا حبيبي بس ا...

قال بهمس وهو يقوم من على مقعده ودار حوله ووقف امامها.
- سكتى ليه؟ هو غلط ان اكون حبيبك.
ثم تابع وهو يمسك يدها وينظر في عينيها.
- قائلا باستفهام. ردى على سؤالى.
ردت بخجل.
- قائلة بهدوء. لا مش غلط.
- طب بتسكتى ليه؟
عضت على شفتيها بخجل. اذابته تلك الحركة.
- قائلا بتحذير. بلاش تعملى كدة.
رفعت عينيها له.
- قائلة بجهل. مش فاهمة قصدك.
- ماتعضيش على شفايفك.
اتسعت عينيها بصدمة.
- قائلة بغضب. اديم.

- ماتعمليش كدة لانى هبوسك غصب عنك.
- اكيد بتهزر.
- لا مابهزرش انا هبوسك فعلا لو قررتى الحركة دى.
- انا غصب عنى بعملها.
- وانا كمان هيكون غصب عنى.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة