قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الحادي والخمسون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الحادي والخمسون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الحادي والخمسون

بعد ان تركتها تجهز حقيبة سفرها، ذهبت الى زوجها واخبرته بانها تريد العودة الى ارض الوطن، استغرب كثيرا طلبها ولكنه لم يجادلها فوافق على الفور، وخاصة اكتشف ان هذا من مصلحة بناته اولا، ثم زوجته ثانيا، وفي الصباح حضروا حقائب السفر، وتجهزوا وجهزوا بناتهم، بعد ان اخبرتهم نسمة بموعد الطائرة، اديم استيقظ من نومه وذهب الى عند نسمة، ليتحدث معها بهدوء، ويعتذر لها عن تصرفه الذي ارتكبه ليلة البارحة، وكان سيطرق باب الغرفة ويدخل، فرائها تفتح الباب وفي يدها حقيبة السفر فسالها.

- قائلا بضيق. هو انتى راحة فين؟
اردفت بحزم.
- قائلة بصرامة. راجعة مصر زى ما قولت لحضرتك.
- نسمة راجعى نفسك. انا اسف اذا كنت ضايقتك.

نظرت له بابتسامة تحفظ كل معالم ووجه، فهى سترحل ولن تعود ونهائيا، هذا هو اخر قرار من قلبى لن اكون كما كنت، هذا اقصى حد من الالم في حبك الكاذب، كل شىء كان مجرد خداع الا وجود الله، لقد بكيت كثيرا في حبك وعلى ماذا حصلت في النهاية، هذا ما يحصل دائما في علاقات الحياة، حتى ليلى ومجنونها انفصلا عن بعضهما، دموع الوحدة ستقتلنى، ولكنى لا ابالى، اريد ان اصلح كل شىء كسر بى، الدمار الذي حصل كان انت من سببه، ساعيش بدونك لماذا ينبغى ان يكون هناك اى شكاوى، سوف اتحمل هذه الجروح من دون احد، التي سببتها لى، انه وقت جديد وموسم جديد، سوف اجد شىء جديد الان، وابدا حياتى نهائيا بدونك، انا سعيدة الان ولست غاضبة من احد سوى نفسي، انا التي اخترت الطريق الذي اوصلنى اليك، اشعر انى ساعانى اذا تركته، احببت لكن قلبى جعلنى ابكى...

تحدث بحزم.
- قائلا بانانية. انا هسيبك تمشى ؛ علشان بس تغيرى جو.
تعصبت من طريقته الحديث.
- قائلة بقوة. مستر اديم دى اخر لقاء ما بينا.
تجاهل حديثها.
- قائلا ببرود. هعتبر نفسي ماسمعتش حاجة.
- هتشوفنى بس يوم فرحك.
رفع حاجبيه باستغراب.
- قائلا باستفهام. مش معنى؟!
- لان في اليوم ده هتكون خرجت نهائيا من حياتى.
نظر له بتحدى.
- قائلا بثقة. مهتقدرش تنسينى وبكرة هترجعى.
نظرت له بابتسامة.
- قائلة بثقة. بكرة نشوف.

- يلا يا نسمة هنتاخر. قالتها تارا.
التفت على صوتها.
- قائلا باستغراب. هو انتى كمان هتسافرى؟
- اه يا اديم مدارس البنات متاخرة.
- وكنتى هتسافرى من غير ما تقولى.
- ما زين راح ليك بالليل مالكش في الاوضة، ودلوقتى رحلك وانت هنا.
- مافيش تليفون تتصلى بيا تقوليلى.
- ما هو اتصل وتليفونك كان مغلق.
- غصب عنى.
- هو انت اخدت كلمة نسمة. قالتها بخبث وهي تغمز لنسمة.
ذهب زين الى عندهم.

- قائلا بتذمر. بترغوا في ايه الطيارة. ثم شاهد اديم.
- قائلا باستفهام. هو انت فين يا ابنى من امبارح.
- كنت مشغول شوية في الشغل.
- شغل ايه؟! ما احنا كنا مع بعض امبارح.
- ماتشغلش نفسك يا زين. هنواصل كلامنا بس في العربية...
(بعد ساعة في المطار).

سلم على زين، الذي استغرب سفره بشدة ومعه تارا وابنتيهما، وتلك القاسية التي اصرت على الرحيل، ولكنها ستعود مرة اخرى، فهى ليس لها سواى، اخذ تارا في حضنه وقبلها على جبهتها، وقبل خديجة وعائشة على وجنتيهما، ثم ارتفع عنهما ومد يده لها.
- قائلا بجفاء. خلى بالك من نفسك.

اذا كان الرحيل هو الحل، لنفترق اذا كان الامر هكذا، ان كنتى ستمحو ماضينا بلحظة، لا ترجع ابدا مرة اخرى، لا استطيع ان ارى وجهك، او حتى اسمع صوتك، فكل شىء سينتهى هنا ويتحطم، مع الاسف لا استطيع البكاء على الرحيل...
مدت يدها له.
- قائلة بكبرباء. دى اكيد.

لا تدخل الى حياتى مرة اخرى، ولا تعلم عن اوجاعى شىء، جزء منى يقول اذهبى، والاخر يقول ابقى، جزء منى ميت وجزء اخر حى، اساسا كبريائي صار تحت قدميك، جزء منك شيطان والاخر برئ، جزء منى صيف والاخر شتاء، الجميع كان مدرك لحبى لك لكن انت لا، ليس لقلبى لسان لكى يخبرك، بكم الوجع والاسى الذي لحقنى في هذا الحب، اى قلب انت؟ متى اصبحت هكذا؟ ولو مرة ساقول لك لا، كيف ساحب مرة اخرى، وانت دمرت كل شىء بى، سانظر الى عينيك لاخر مرة واذهب، لن ابقي اكثر من ذلك، لا تظن اننى ساذكر اسمك، لم يتبقى لنا طريق معا، ربما ساظن انك تحب حقا، ولكن لا اعتقد ذلك بعد الان، فحكايتنا انتهت واغلقت صفحاتها الاخيرة، جذبت يدها من يده.

- قائلة بوداع. مع السلامة يا مستر اديم كارم النوار. قالتها بابتسامة. ثم اعطته ظهرها، وجرت حقيبتها وراء ظهرها، ونزلت دموعها بغزارة، تسير بوجع غير طبيعى، مجددا اصبحت الورود تذبل بداخلى، ويبتسمون في ربيع اخر، قلبى المنهك واحلامى المتعبة، يقاومونى لكن لن انهزم بعد ذلك، دائما هناك امل في قلبى قادر على التغير، ونفس الشجاعة تحاوطنى، في داخلى صوت يقول لى اصبرى اصبرى، ما بين كل الاحلام ماتبقي لى بعد هذه السنوات غير خيبة الامل، مثل كل مرة صرخ فيها قلبى اشتياقا وحبا له، يصبح سما ولا يبقي مجالا لاحلام اخرى، خيبة امل كسرت في كل شىء جميل، لكن لم انهزم واعود الى ذلك الطريق مرة اخرى، ايا كانت درجة الاشتياق، ستعود الى يوم عرسه مثلما وعدته...

وصلت الى منزلها. فتحت لها امها الباب. نظرت بها بابتسامة.
- قائلة باشتياق. واحشتينى يا ماما.
اخذتها في حضنها.
- قائلة بسعادة. انتى اكتر يا روحى.
بادلتها الحضن فهى اشتاقت لها بشدة، كانت تحتاج اليها في تلك الاوقات الصعبة التي مرت بها لكن حمدا لله انها عادت الى حضنها ودفء كلماتها، بعد الاحضان والقبلات دلفت الى الداخل، واغلقت امها الباب ورائها.
- قائلة بحنية. انا جهزت ليكى الاكل.
التفت لها بارهاق.

- قائلة بتعب. لا انا هريح جسمى الاول وبعد كدة هاكل.
- مافيش راحة غير لم تاكلى.
- هو انا هطير.
- مهتطريش بس علشان الاكل مابيردش.
- ابقي سخنى لم اصحى.
هبت فيها بانفعال.
- قائلة بحزم. نسمة تعالى كلى واحكى ليا ايه اللى حصل بالظبط.
فهمت مقصد امها.
- قائلة بهدوء. قولى كدة.
- طبعا ما انا لازم افهم.
تاففت بضيق.
- قائلة بحنق. اوكى. قالتها وراحت قعدت على مقعد السفرة.
- قائلة بنفاذ صبر. عايزانى اقولك ايه؟

جلست قبالتها على مقعد السفرة.
- قائلة بفضول. اى سبب جيبانك في الوقت ده.
- السبب انى سبت الشغل.
عقدت حاجبيها باستغراب.
- قائلة باستفهام. ودى ليه.
صمتت قليلا، ثم تحدثت بقوة.
- قائلة بشجاعة. علشان ماعدش ينفع اكمل في الهبل دى كتير.
فهمت جيدا مقصد ابنتها. ولكنها اصرت عليها.
- قائلة باستفهام. واى بقي الهبل.
- ما انتى عارفة.
- حابة اسمعه منك علشان تفوقى.
تنهدت بوجع.
- قائلة بايجاب. حبي لاديم كارم النوار ارتحتى.

- كويس وايه تانى؟
- هقدم استقالتى بكرا والحوار ده يخلص نهائى.
- وهو اى رايه في الكلام ده.
- فاكرنى هغير جو وهرجع الشركة تانى. لكن انا خلاص قفلت الصفحة.
- كلامك سليم وقرارك صح. حساكى عقلتى في السفرية دى.
- ولسي هعقل اكتر.
- هتعملى ايه؟
- هسافر اغير جو.
- هتروحى فين؟
- اى مكان المهم اتخلص من الهم ده.
- اللى يريحك يا حبيبتى.
- بس عندى منك طلب.
- اى هو؟
- ماحدش يعرف نهائى مكانى وخاصة اديم.

- ليه بقي. ما انتى خلاص هتسيبي الشركة.
- لانه اكيد هيرجع يدور على مش حب فيا. لكن انانية منه.
- واى يعنى لو عرف مكانك.
- كدة انا هرجع لنقطة البداية.
- اللى تشوفى.

علي الجانب الاخر، كانوا الخدامين يعملوا عملهم باحمل صورى ونشاط، عندما سمعت منه بان اليوم سياتوا من فرنسا سويا، السعادة لم تسعها، بانه سيعود مع زوجته وترجع السعادة الى هذا البيت الجميل، الذي كان اساسه الفرح والحب، سمعت جرس الباب، ذهبت فورا، ورحبت بهم بشدة، وخاصة تارا التي اشتاقت اليها من اخر مرة راتها فيها ودلفوا الى الداخل. واغلقت الباب ورائهم، وذهبت الى عندهم.

- قائلة بسعادة. منورة بيتك يا بنتى.
نظرت لها بامتنان.
- قائلة بادب. دى بنورك يا دادة.
تنهدت براحة شديدة.
- قائلة بسعادة. اخيرا البيت ترجع لى روحه.
- على اساس ان هو كان ميت. قالها زين بسخرية.
- ايوا ميت من غير تارا.
- يا حبيبتى دادة شكرا ليك.
- الشكر انك جيتى ونورتى الييت.
- هو انتى هتاخدينا في الكلام فين المحمر والمشمر. قالها زين باستفهام.
- جاهز يا عيونى دقايق وتلاقى على السفرة.

- نكون غيرنا هدومنا. ولا ايه؟ قالها وهو ينظر الى زوجته بعشق.
- دى اكيد يا حبيبي.
- يلا. هزات راسها ايجابا وراحت لتغير هدومها وهدوم بناتها.

بعد دقائق فعليا وضع الطام على السفرة، الذي يحتوى على انواع كثيرة من الطعام، من كل لذ وطاب اكلوا بشراهة، وملئو بطونهم لدرجة اصبح لا يوجد متسع بها، بعد ان انتهوا اخذت تارا بناتها لتغسل ايديهم، وبعد ذلك اخذتهم الى غرفتهما ووضعتهما في سريرهما، وكانت ستدلف بجوارهم، واذا بزوجها زين يطرق على الباب. اذنت لى تارا بادب.
دلف اليها. - قائلا باستفهام. اى يا حبى اللى اخرك؟
هزات راسها بعدم فهم.

- قائلة باستفهام. اتاخرت على ايه؟
- انا مستنكى علشان ننام سوا.
خجلت من كلامه.
- قائلة بتوتر. انا هنام النهاردة مع البنات.
- هو انتى ماكفكيش سنتين بعيدة عنى. عايزة تكميلهم هنا.
- خليها سنتين ويوم.
اردف بعند تام.
- قائلا باصرار. دى مستحيل.
- مافرقتش من بكرة يا زين.
- فرقت ويلا احسن ما اشيلك.
- انت اكيد ماهتعملش كدة.
- لا هعملها. قالها بصدق، وحملها بين ذراعيها.
وهى تمسك في رقبته ؛ خوفا ان تقع.

- قائلة بدهشة. انت بتعمل ايه؟ نزلنى.
- هنزلك بس في اوضتنا. قالها بعند وخرج من غرفة بناته الى غرفته تحت انظار الدادة السعيدة لهما وداعية في سرها لهما ان تدوم سعادتهم. وضعها على السرير بهدوء. وراح اغلق باب الغرفة بالمفتاح. وسط قلقها وخجلها. ثم اطفا انوار الغرفة، اصبحت مظلمة لم يبقي منها غير نور القمر الذي يحتلها من البالكونة المفتوحة على مصرعيها...
- زين انا مش مستعدة للى في دامغك.

ثنى ركبتيه على السرير امامها. واقترب منها.
- قائلا بخبث. هو ايه اللى دماغى؟
قالت بخجل شديد وهي تبعد عنه.
- انت فاهم قصدى كويس.
- لا مش فاهم ممكن توضحى ليا. قالها وهو يقترب منها اكثر.
رفعت يدها امام وجهه.
- قائلة بتحذير. ابعد عنى احسن اصوت والم عليك الناس.
- تارا انتى مراتى ولا نسيتى. قالها بتملك، وهو ينظر في عينيها بعشق.
- لا مانستش بس الدكتور.
- يولع هو كمان هيدخل في علاقتى بيكى.
- لا بس...

- بس ايه هو في حد حلو كدة.

يا لصعوبة النظر الى وجهك الجميل، وكأن الشمس تشرق من على راسك، عيناى مبهورتان بك يا حبيبي، فانا عاشقة لتلك العينان، وشفتاك هما الجنة بالنسبة لى، هجم على شفتيها وقبلها بعشق شديد، غاصت معه قبلنى اكثر فاكثر واغرقنى بين احضانك الكاسحة لعشقنا الجميل، هل يوجد جمال بتلك الطريقة، اه يداى ترتجفان، اف وحراراتى جسدى كليا ترتفع عن نبضها الطبيعى، هذا الاشتياق الذي بيننا لا يزول بالتقبيل، اه احبنى اكثر ولوثنى معك، لاشربك وكأنك نبيذ، قلبى ينبض بشدة، تعالى الى فانا مريضة بغرامك، دعنا نكسر جميع الحواجز التي بيننا...

فى اليوم التالى، كانت تجلس في الحديقة الخلفية، على احد المقاعد واضعة رجل على رجل، ووتشرب قدحا من القهوة، كانت مشغولة الفكر تماما بتصرفات ابنها التي خرجت تماما عن المالوف، ايا كان تصرفاته لكن لا تصل الى علاقة مع صديقة عمرها، التي آمنت لها على بيتها وحياتها، وفي الاخر، اصبحت عشيقة لابنها، ومن ورود ايضا، التي من الواضح ورائها سر كبير...
- اوف منك يا ادم. قالتها بحنق وهي تتافف من تصرفات ابنها.

- حبيبتى بتنفج ليه. قالها كريم باستفهام.
قامت من على مقعدها بخوف.
- قائلة باستفهام. كريم انت بتعمل ايه هنا.
- قولت اجى اطمن على حبيبتى. اللى راحت ومسالتش عنى.
- كنت كلمنى في التليفون وانا اقولك.
- التليفون مايقدرش يطمنى عليكى.
- اسفة يا حبيبي. اصل آدم...
- ماله هو في حاجة. قالها كريم بقلق.
- متقلقش على دى زى القرد.
- طب ايه؟ - البيه المحترم عاملة علاقة مع كاميليا صحبتى.
اتسعت عينيه بصدمة.

- قائلا بدهشة. ايه كاميليا؟
- اه شوفت وساخته وصلت لفين؟
كريم بعصبية.
- دى اتجنن.
- لا هو عدى الجنون بمراحل.
- هو ايه اللى عرفك؟
- شفتهم مع بعض.
- للدرجة دى. طب آدم ومجنون وكاميليا.
هبت فيه بانفعال.
- قائلة بغضب. ماتجبليش سيرتها اصل لو شفتها قدامى هقتلها.
- طب اهدى يا حبيبتى علشان صحتك.
- آدم خلاها ماعدتش موجودة.
- كفل الشر عليكى. قالها وهو يقترب منها ليقبلها.
ابتعدت عنه بخوف.
- قائلة باستفهام. انت بتعمل ايه؟

- بطيب خاطرك. قالها وهو يحاول يقبلها مرة اخرى.
صدته مرة ثانية. قائلة بصوت منخفض.
- كريم الخدامين.
اردف بغضب.
- قائلا بعصبية. طظ.
- ازاى تقول كدة افرض شافونا وراحوا قالو لادم.
- هو انتى ناسية انك مراتى.
- مش ناسية بس فين اتفاقنا.
- دى كانت لحظة سودة الاتفاق دى.
- الاتفاق ده اللى خلانى اتجوزك.
- وعلشان موافقتك وافقت.
- خلاص بقي استحمل.
- ما انا مستحمل هو انا فتحت بوقى.
- حساك مضايق. قالتها صافى لتغيظه.

- انا. لا اطلاقا. دى حتى هطير من السعادة.
- كويس.
- مبسوطة انى مضايق.
- جدا.
- ماشي يا صافى. مصيرك تقعى في ايدى.
- لم اقع بقي.
- انتى بتحدانى.
- دى اكيد. هتعمل ايه معاى.
- معملتش حاجة. غير انى اخدت منه الكريدت كارت.
- ازاى خديتهم. دى مستحيل.
- انا طلبتهم وهو اداهم ليا.
- آدم استغنى عن الفلوس بسهولة كدة.
- لا طبعا. دى كان رافض بشدة.
- حيرتينى طب خدتيهم ازاى.
- عن طريق ورود.
- مين ورود دى؟
- هحكيلك...

بعد ان انتهت من حكى له ما حدث عندما رات ورود.
- قال كريم بعدم اقتناع. ادم مستحيل يحب.
- طب معنى تصرفه ايه.
- ممكن يكون عايز يوقعها في غرامه مش اكتر من كدة.
- انا كنت زيك بقول كدة في الاول. بس هي ماكنتش موجوده وهو بيدينى الكريدت كارت.
- عايز يبين ليها ان هو اتغير.
- ومن امتى ادم كان بيهتم براى حد فى.
- اصل كلامه بيقول حاجة وافعاله بتقول حاجة تانية.
- ادم دى هيجننى.

- سلمتك من الجنون يا عيونى. قالها بعشق. وهو يمسك يديها بحميمية.
- كريم انت شكلك مهتجبهاش للبر ابدا.
- انا خلاص معاكى رسيت على اجمل سفينة.

لقد كتبت قصة ونحن ايدينا بيد الاخرى، لقد رسمت حلما ونحن عيوننا بعين الاخرى، لقد تمنيت دنيا انت فيها فقط، باحرف كبيرة جدا الحب يساوينا نحن، لقد رايت حلما يعبر عن الحب، وعندما اقول الحب فهذا يعنى انه يعبر عنك، يعيش في الجنة هذا القلب معك، كل نبضة من قلبى تعبر عنك، برايك انت ايضا اننا لا نتكلم احيانا بهذيان؟ الا نجعل من المشاكل الصغيرة جدا مشكلة كبيرة، كان اكبر خطا هو بعدنا عن بعض كل تلك السنين، الا يحق لنا ان نكون سعداء، تعالى يا حبيبي الى قلبى، اعطى عمرى الطمأنينة، لنغنى جميع الاغانى التي قيلت في العشق، ان حبنا كالملاك، يطير في السماء العالية، يرفرف بين السحاب في سعادة وهدوء، ليغارو منا العشاق ويفعلوا مثلنا...

ذهبت الى الشركة بكل ثقة وقوة، وجلست على مقعد مكتبها وظلت تنظر اليه كثيرا، فذلك المكان هو اول مكان عملت به، استفادت كثيرا منه وتعلمت اشياء جيدة لم تكن تعلم عنها، هذا المكان يضم الكثير من الذكريات سواء السعيدة او الحزينة، اخرجت ورقة من درج المكتب وكتبت لاخر مرة عليه، وهي كانت استقالتها بعد ان انتهت من كتابتها، قامت من على مقعدها وفتحت باب مكتبه ودلفت الى الداخل واغلقت الباب ورائها وهي تنظر الى كل ركن به، كانت تحفظ كل قطعة فيه، فهنا ضحكت معه، وهنا تعلمت شىء جديد، هنا عشقت الحديث معه، وهنا انقهرت وهنا انوجعت وهنا سعدت ايضا، ذكريات كثيرة جمعتهم سويا، مستحيل تقابل اديم كارم النوار ولا تعشقه، فهو شخص عنده وقار وكبرياء ومعاملة حسنة بين الناس تجعلك تعشقه بمنتهى السهولة، وهي مع الاسف وقعت في فخ عشقه، حطت الورقة على المكتب، وخرجت تسلم على واحد وتودعه من اكبر موظف الى اصغر موظف. وسط تساؤلات الكثير ومنها، ان اديم لا يستطيع ان يستغنى عنها نهائيا، وهي ايضا لا تستطيع الاستغناء، ربما يوجد خلاف بينهما، خاصة ان تصرفاتهم في الفترة الاخيرة كانت عبارة عبارة عن الشد والجذب، وضعت جميع الاسئله على جنب وخرجت من الشركه بقرارات جديده في حياتها، انها لن تعود الى هنا مره اخرى، لقد طوت تلك الصفحه وانتهت تلك الذكريات التعيسه، ذهبت الى بيتها واخذت حقيبتة سفرها، متوجهة الى دهب لتقضي بها اجمل الايام واسعدها وتحاول ان تتكيف على بعدها عنه.

اما هو.

مر عليه اليوم الثانى ومعه الثالث والرابع وصولا الى الخامس، خرج الى البالكونة، يستند على السور يزفر بضيق. كان يعتقد انه عندما تذهب بانه مستحيل ان يتاثر بغيابها، وانها مجرد موظفة تعمل لديه، لكن حدث العكس تماما، فاكتشف انها اهم شخص في حياته، انها كانت تعمل شغلها على اكمل وجه بدون تقصير منها، وانها كانت تهتم بادق التفاصيل، وهذا لاجل يكون سعيد وراضى عنها، ابدا كان لا يعرف انها كم تتعب او تبذل مجهود حتى يخرج العمل بافضل صورة، لانها طوال الوقت كانت متوفرة لديه، اذا احتاجها سيجدها فورا امامه، لكن غيابها لم يعتاد عليه ابدا، ففى رحيلها ايقن بشدة كم انه يحيها ويعشقها، وان حبه لها ليس وليد اللحظة بل كان من مدة طويلة، والدليل على ذلك عندما عرف بامر خطبتها وانها اصبحت ملك لشخصا اخر، حزن في دخله بشدة، وطل طوال الوقت عصبي ومتنرفز وروحه في انفه منها وجايب معها اخره، وهو لا يعلم سر غضبه او ضيقه، تمنى كثيرا ان لا تكن تحب خطيبها، حزن بشدة عندما اخبرته انها تهيم فيه عشقا، كان يشعر انها خانته وخانت الذكريات الحلوة التي جمعتهم، لقد شعر معها بحنان امه عليه وعوضته عن حرمانها، بكلماتها الطيبهة وحنيتها الزائده، اشياء كثيرة قدمتها له بدون مقابل نهائيا، هي انسانة قدمت كل الذي تقدر عليه من حب من عطاء من حنيه من تشجيع ودعم كل شىء، لم تبخل عليه ابدا في شىء منهم، وكان رده عليها انه قدم لها الوجع الكسرة والقهرة والعتاب، وذهب الى خطبة فتاة اخرى تصغره في العمر بكثير، ولم يحبها يوما ما، ورود بالنسبة له شىء جديد لم يعتاد عليه، اعجب برقتها وهدوئها وبرائتها، مجرد اعجاب وليس حب، فالحب كان من نصيب نسمة، والدليا على ذلك انه طوال فترة سفره لم يجرى اتصالا على ورود بحجة انه يريد ان يترك لها المجال حتى تقرر باريحية، وهذا خطا تماما...

لقد انتهك فعليا طوال الايام الماضية وقتله الشوق اليها، اخرج الهاتف من جيبه وقرر ان يكلمها ويعترف لها بعشقه، لم ترد عليه فهاتفها مغلق او غير مفتاح. اردف باصرار. - قائلا بتحدى. كلها يومين واكون في مصر ووقتها نتكلم وش لوش
كانت تسير على شاطىء البحر، ونسمات الهواء العليل تبعث في شعرها الجميل، تحاول ان تتعافى من حب، كان قادر على ان يقضى على كل شىء فيها، ولكنها قررت ان تنهى تلك الحكاية وتبعد نهائيا...

انت هكذا مثل الحلم، رايته مرة واحدة فقط، حاولت التمسك به، لكنك انت مثل الرماد الذي يطير مع الرياح، الحب اغلى من كل شىء، لقد فهمتك جيدا، حتى ولو مضى الاف السنين، الذي في داخلى سيطير مع رياحك، لقد احببتك برغم ان الحب ذنب، فانا اتقبل هذا بصدر رحب، هكذا انا وحيدة من غيرك، وخيالك اصبح في الماضى، لقد كنت بجانبك يا حبيبي، وعيناك مغلقتان لا ترانى حولك...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة