قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثاني والخمسون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثاني والخمسون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثاني والخمسون

اتعرض اخر فستان، وطلت العارضة بفستانها الابيض الانيق، الذي لفت انظار الجميع وتمنت كل امراءة في هذا المكان ان ترتدى هذا الفستان الفخم في ليلة زفافها، الرجال كانوا مبهورين بجماله ولونه الابيض الواضح فيه، الجميع قطع يده من التصفيق بحرارة، خاصة عندما طل المصمم العالمى المصرى اديم كارم النوار بادبه وتواضع وحيا الجميع بمنتهى الذوق والرقي، الفساتين كانت جميعها شيك وجميلة وجامعة بين كل الالوان التي كانت فيها الطبيعة الحلوة والروح الراقية، عندما ترى تلك المجموعة، تشعر ان الطبيعة تتحدث عن نفسها، او تبتدى حكاية جديدة، كل فستان كان يعبر عن حكاية لها مدلولها في ذهن اديم، لكن فستان الزفاف كان يعبر عنه فقط، لانه كان يريد ان تكون معه اليوم وترى نجاحه الذي تعبت فيه معه، ويعترف لها امامه تلك الجماهير الغفيرة بحبه وعشقه لها ويطلبها للزواج امامهم، لكنها اخترت البعد، التوقيت ليس في صالحها، ولكنه سيعود الى القاهرة ويغير كل شىء ارتكبه خطا في حقها، ولن يبيع الفستان الابيض سيتركه لها فهى ستكون زوجته في القريب العاجل، اصل لا يجوز ان يتزوج فتاة لم يدق قلبه لها مرة واحدة حتى اذا دق فهذا عن طريق الخطا، فنسمة كل شىء به ينادى عليها، شكر الجميع بابتسامته المتواضعه ودلف الى الداخل، وبعد ساعة تجمعت الصحافة امامه وبدات تساله الاسئله المعتاده.

- من اين ات لك وحى تلك المجموعة الرائعة.
- من خلال الطبيعة والمراءة الشرقية.
- لماذا وقع الاختيار على تلك الالوان المبهجة.
- كنت اريد ان اعيد السعادة على الوجوه مرة اخرى. حتى ولو باقل التفاصيل.
- الفستان الاحمر مااذا يدل.
- الاجابة معروفة يدل على العشق الحى بين الطرفين.

كانت الاسئلة تدار على تلك الشاكلة. وهو كان يجيب بدون كذب او تزييف، بعد ان انتهت الصحافة من طرح اسئلتها تركت له المجال يتحدث باربحية مع كل شخص، وخاصة السيدات الذين اتوا من بلاد اخرى لاجل عرض، كل سيدة كانت تتحدث عن الفستان الذي اعجبها والثمن كم وستشترى ماذا، وواحدة اخرى تريده ان يكون مقاسها، وكان ينتهى من سيدة يذهب الى اخرى وهكذا وهكذا، كان ينتقل من طاولة الى طاولة اخرى ويسمعهم يثنون على ازيائه وجمالهم، لقد ملل ليس من حديثهم بل انه كان في وجود نسمة لا يتحدث مع هذا الكم بمفرده، فهى كانت تتحمل معظمهم بمفردها، كل يوم يكتشف بانها كانت تقوم بالكثير من المهام لاجله، مع الاسف اكتشف ذلك متاخر، ولكنه قرر ان يعود لها ويعترف بعشقه ويجعلها زوجته في اقرب وقت، اقتربت منه لورين. -.

قائلة بالفرنسية. مبروك على هذا الابداع الذي لا يوجد له مثيل.
- هذا من ذوقك يا لورين.
مدت يدها له.
- قائلة بطلب. دعنى ارقص معك احتفالا بتلك المجموعة الرائعة.
استاذن السيدات بادب. ومد يده لها برقي. وضعت يدها في كفه بسعادة وذهبت معه الى ساحة الرقص بفستان المخملى الازرق المثير، وضعت يد على كتفه والاخرى في يده، حاوطها من خصرها برقي وبدائوا يترقصون على الموسيقى الفرنسية الهادئة، وهي تتمايل بيد يديه.

- قائلة بشفافية. حبيبتك محظوظة بك.
- انا المحظوظ بوجدها في حياتى.
- يا لها من روعة. من اجمل انت ام هى.
- لقد غيرتى السؤال.
- لاننى عرفت الاجابة بانها اجمل منى.
- الحب ليس جمال لكنها روح جميلة تسكنن.
- العشق جعل منك شاعرا ايها اديم.
- مشاعر جديدة ومحتلفة عنى.
- ولكنك سعيدا بها.
- انا محلق في سماء العشق.
- انا متيقنة ان الذي لفتك لها هو جمالها وليس اكثر من ذلك.
- عندما تريها ستعلمى جيدا ما الذي لفتنى لها.

- متى يحين الوقت لذلك.
- عندما انزل القاهره ساعقد عليها وفي خلال شهر ستكون زوجتي.
انصدمت من الذي قاله.
- قائلة بدهشة. اتمزح شهر.
- نعم شهر فانا مشتاق اليها واريدها ان تجلسني الباقى من حياتي.
- اوافقك الراى لكن ليس الى تلك الدرجة.
- ماذا افعل في قلبي المشتاق لها.
اردفت بعتاب موجع.
- قائلة باستفهام. لماذا لم تغرم بي.
- الحب لم يكن بيدي والقلب اختارها.

. - صعب ان تحدثني بتلك الطريقه وانا شخص اكن لك كل مشاعرالعشق. فمشاعرى لم تناسك. فانا مجرد لك صديقة بالعمل.
- انا اسف.
- لا داعى لاسف. فثلما قلت بان القلب الذي اختارها.
- يوما ما ستجدين الشخص الذي يناسبك.
- عندما يتم الزفاف ادعونى حتى اتى واشاركك تلك اللحظة السعيدة.
- بتاكيد فانتى اول المدعوين
. - متى سيتم ذلك.
- انا سوف اسافر غدا وفي خلال شهر سيتم الزفاف.

- كيف ستسافر غدا و المؤتمرات والاجتماعات ستاخذ منك اسبوع.
- لا استطيع فاسبوع كثير.
- لا تقلق سمير سريعا وخاصة هذا في مصلحة العمل.
- هل تستطيعى ان تدبرى تلك الامور بدونى.
- انا مجرد شخص ينسق الحفلات وينظمها هذه مسؤولية نسمة. لماذا سافرت بتلك الطريقة.
- لانها مشغولة بالعمل.

- ادم انت بتقول ايه.
- بقول الكلام اللى كان لازم اقوله ليكى. اول مادق ده ليكى. قالها بصدق وهو يشير على قلبه.
ارتبكت بين يده وارتعشت اوصالها.
- قائلة بتلعثم. الكلام ده كبير.
- دى حقيقة وحاجة حاسس بيها من غير كدب او تزيف.
- قولته لناس كتير الكلام ده.
- كتير جدا.
- حبيت صراحتك.
- بس معاكى كانت حقيقة.
- انا هدوخ من كلامك يا ادم.
- متدوخيش دلوقتى لان التقيل جاى منه كتير.

- لا كفاية النهاردة الكلام بقي صعب على.
- انتى ملكى لوحدى ومتخصيش حد الا انا.
- ادم...
- نعم يا وروده وجنته.
- انت النهاردة كلامك غير كل حاجة.
- لانك غير كل البشر اللى قابلتهم.
- لانى سذاجة.
- لانك ملاك موجود معانا على الارض.
- فسهل انك تضحك على.
- مستحيل اعمل كدة. لانى بحبك.
اتسعت عينيها بدهشة وعدم تصديقها من اعترافه بحبه لها.
- قائلة بصدمة. انت بتقول ايه.
- انا بحبك بعشقك. كل حتة في قلبي بتصرخ بحبك.

- ادم انا ورود خ...
- كل حاجة جمعتنى بيكى كانت بتنطق بحبي ليكى. عصيبتى وخناقى وغيرتى عليك. انا مابطقش اشوفك لحظة واحدة مع حد نار جوى قلبي بتاكلنى.
- علشان كدة كنت بتضايقنى.
- كنت بحاول بكل الطرق ابعدك عنى. وانتى مصرة تقربي وتخلينى اتعلق بيكى اكتر.
- انا ماكنش قصدى اى حاجة.
- برائتك وعدم فهمك لاشياء البسيطة خلتنى اغرم بيكى.
- ادم انت فعلا بتحبنى.
- انا بس مابحبكيش انا بعشقك.

كانت تشعر بانها ليست على الارض، وكل الكلام الذي قاله لها كان غريبا وجميلا، سعيدة بشدة وتشعر بان الحياة اخيرا تصالحت معها ورضيت عليها، وان الانسان الذي كانت تكتب عنه الاشعار والدواوين اخيرا اعترف لها بحبه، وقال لها كل الذي كان فى، وانها ملكه هو فقط، هذه بريئة لا تفهم شىء تسعد باقل كلمة تقال لها...

لا استطيع ان اكذب واقول انى لا احبها، بل عشقت كل شىء بها، عصبيتى المفرطة عليها، لانى كنت اختنق من قربها لى، وحاولت بكل الطرق ان ابعدها عن طريقي، وكنت اموت من الغيرة عندما ارى احد يقترب منها او يحاول الحديث معها، كنت اشعر بنار في قلبي مشتعلة، ورود دخلت حياتي غيرتها 180 درجه لافضل وليس الاسوء، جعلتنى انسان مسؤول وقد كلمته ويعرف قيمة الاشياء التي تكون في يده، وان السيدات ليسوا شبه بعضهم، في احد مثل ورود مختلف وجميل بريء ملاك نازل على ارض قرار ان هو يعيش معنا، كل كلامها في سلام وداعة وبراءة، عندما اكون معها اشعر انى ملكت الدنيا، وعندما اسمع صوتها اشعر بان هذا الامان الذي كنت ابحث عنه، كثير من اصدقائى كان يرى باننى مستحيل ان احب او قلبي في يوم يدق لاحد، كنت فعليا ارى بان الحب كلام فارغ واشياء ليست موجوده الا في الافلام والمسلسلات والروايات، الحب كان بعيد كل البعد، حتى دخلت وغيرت كل الكلام وكسرت كل القواعد، وبقت هي فقط محتلة عرش قلبي، اليوم اصبح من غيرها لا يمر مرور الكرام دون ان يفعلوا شيئا فيه، ام الذهاب للسوبر ماركت لشراء مستلزمات البيت او السينما و الملاهى، الخ.

السنوات التي مرت عليه لم يكن يعيشها ابدا، فمعها يعيش عمر جديد وحلم جميل، عندما نخرج امسك يدها بتملك حتى اعلنها للجميع بانها حبيبتى وملكى بمفردى وانها موجودة في حياتى وانها حبى الاول والاخير ونقطة لاخر السطر...

بعد ان انتهت المحاضرات، خرجت هي واحسان وجدوا الطلبة يصطفون حول اعلان، كان معلق على الحائط مكتوب بالبونط العريض رحلة لشرم الشيخ مدتها اسبوع بالاقامة والوجبات بالمجان، اخبرتها احسان بانها ستذهب معها، سعدت ورود بشدة.
- قائلة بحماس. انا اول مرة هطلع رحلة.
حزنت احسان على حالها. - قائلة بحنان. يا حبيبتى.
- اصل واحنا في الدار عمرنا ما روحنا رحلات.
- افرحى بقي هنطلع شرم مع بعض.

- هو انا فرحانة بس. دى انا هطير من السعادة.
- طب تعالى نحجز قبل التذاكر ما تخلص.
اردفت ببراءة.
- قائلة باستفهام. هو بالحجز.
- امال هيطلعونا على حسابهم يعنى.
- اكيد لا بس ماكنتش فاكرة كدة.
- لا هنا بالحجز.
- بس انا ممعيش يكمل.
- انا موجودة عيب تقولى كدة.
- انا معايا ليا بس ممعيش لادم.
- هو انتى هتحجزى للادم معانا.
- اه طبعا علشان يكون معايا.
- احسان بشك. انا حاسة علاقتك انت وادم بقت واخده مجرى كدة مش طبيعى.

ارتبكت ورود من سؤالها.
- قائلة بتوتر. ايه اللى مش طبيعى احنا عاديين.
لم تعلق على كذبها الذي تفعله لاول مرة. وقررت ان تمر الامر حتى لا تحرج صديقتها. وتحدثت برقي.
- قائلة بادب. يلا نروح نحجز.

هزات راسها ايجابا وسارت معها، حجزوا ثلاثة تذاكر لاجلها واجل صديقتها وذلك الادم، وبعد ذلك ذهبت الى منزلها لم تفتح شقتها بل طرقت عليه هو، فتح لها وهو نائم على نفسه وشعره الكثيف مغطى وجهه، ترك لها الباب ودلف للداخل اغلقت الباب ورائها ودلفت للداخل، كان يشرب من كوب ماء حتى يفيق ولو قليلا بعد ان انتهى وضعه على الطاولة وسالها.
- قائلا باستفهام. النهارده كان عامل ايه في الكليه.

اردفت ببرود لتغيظه. معاقبة على عدم حضوره معها اليوم.
- قائلة بلامبالة. كويس.
انصدم ادم من اجابتها الغير متوقعة.
- قائلا بدهشة. كويس بجد.
- اه كان كويس هو انت عايزه يكون وحش.
هب ادم بانفعال.
- قائلا بتسلط. اه لازم يكون وحش من غيرى.
- لا طبعا دى كان الاجمل. قالتها ورود باستفزاز لتشعل فتيل الغضب لديه.
- يا سلام.
- اه هو كدة.
زم فمه لامام بغيظ.
- قائلا بضيق. هي بقت كدة.
- هو انت عايزاها ازاى.

- طب تعالى هنا بقي. قالها بمزاح وهو يركض ورائها.
ركضت منه بسعادة. حتى امسكها من خصرها ورزعها على الحائط واحتجزها بين احضانه.
- قائلا باستفهام. قولى الحقيقة كان عامل ازاى من غيرى.
ارتبكت من حجزه له ومدى القرب بينهما الذي لايفصل بينهما غير سنتمتر.
- قائلة بتوتر. حرام عليك يا ادم. انت هتجبرنى على الكدب.
- فين الكدب يا حبيبتى دى حقيقة.
- مش لازم اليوم يكون سعيد بوجودك يعنى.
- يعنى انتى شايفة كدة.
- دى اكيد.

- اتصل بقي بماييفا اعرف رايها ايه في الحوار ده.
- اكيد بتهزر.
- لا ما باهزرش انا هاعمل كده فعلا ما دام اليوم كان سعيد وجميل من غيري.
- اعمل كده وشوف انا هاعمل ايه.
- هتعملي ايه مثلا.
- لا انا هاعمل كتير اول حاجه اني هاخنقك. قالتها وهي هتحاول ان تخنقه.
- سبينى يا مجنونة. قالها بضحك على ردة فعلها وهو يسحب يدها من رقبته.
ضربته على صدره وبعدته عنها.
- قائلة بغيرة. فكر اعمل كدة بس.
قال بوقاحة وهو يغمز لها.

- في حد يعمل في حبيه كدة.
- اه انت تستاهل لانك خاين.
- انا خنتك امتى.
- بتكلم الاكس متبقاش خيانة.
- وانتى كلامك يكون ايه؟
- حقيقة انا مابعرفش اكدب.
- مادام حلو. ايه اللى جايبك تخبطى على بابى.
- في رحلة طالعة بكرة شرم وانا حجزت لينا.
- لينا مين حضرتك.
- انا وانت.
- ابقي بقى شوفي مين هيطلع معاكى الرحله دي.
- ادم بتهزر صح.
- لا ما باهزرش يا ورود انا مهطلعش الرحلة دى. قالها بعند ليتحداها.

- انت بتقول كده علشان اقول ان اليوم كان وحش من غيرك.
- وحش ولا حلو ماعدتش فرق. ورحله انا ما هطلعش.
- كلام في الهواء عامه التذكره ايه. قالتها وهي تفتح حثيبتها وتخرج التذكرة منها وتضعها الطاولة. لتخرج...
ركض اليها واحتضنها من الخلف بتملك.
- قائلا باستفهام. زعلتى.
- لا اصل دى الطبيعى بتاعك.
- يا حبيبتى اليوم كله من غيرك كان وسخ وبسالك بتقولى ماكنش فارق معاكى.
تخلصت من يده والتفت له.

- قائلة بانفعال. ازاى مش فارقة وانا حجزت ليك تذكرة معايا.
- طب ليه كدبتى وحسستنى انى مش فارق.
- بهزر معاك.
- هزرى في كل حاجة الا اشتياقنا وحبنا.
هزات راسها ايجابا وارتمت في حضنه.
- قائلا بحميمية. خلىكى في حضنى على طول بحس انى عايش.
- ادم انا بتنفسك انا كلى ليك.
- انتى حبي الاول والاخير...

ادم لم يستطيع ان يصدق في وعده لها، لم يستطع الذهاب معها ؛ لانه كان لا يمتلك المال، فاراد ان لا يخبرها بذلك الامر ابدا، فحزنت منه بشدة، وخاصة انها كانت تريد ان تقضي معه وقت جميل، وترى بلد جديدة عليها، كانت تشعر طوال الرحلة بانها غريبة على تلك الاجواء برغم ان احسان معها وكل اصدقائها، لكن حبيبها غير موجود بينهما، فادم كان سيخلق جو حلو جدا، كانت ستطتيع ان تخرج معه اكثر وترى اشياء جديدة معها، احسان سافرت معها كتغير جو لكن طوال الوقت عقلها في اشياء بعيدة عنهم، تحاول ان تتاقلم معهم حتى لا يشعروا بوجعها، لكن ورود تشعر بها جدا، ولكنها لا تستطيع ان تفعل لها شىء، اقتحم عليهم صديقة لهما.

- قائلة بطلب. اى يا بنات هتفضلوا واقفين كدة.
احسان بملل.
- عايزين نعمل ايه.
- في حفلة عند البار تحفة.
- كويسة دى اهو على الاقل نفك شوية.
- يعنى نروح يا احسان. قالتها ورود ببراءة.
- ايوا هي دى محتاجة كلام.
- يلا يا بنات احنا هننبسط اوى.
هزوا راسهم ايجابا وذهبوا معها...

علي الجانب الاخر
اتصل هو بمالك.
اردف مالك بنعاس.
- قائلا بتعب. ايوا يا ادم انت فين.
- هكون فين بروح امك قاعد في البيت.
- طب ليه الغلط يا ابنى على الصبح. هو انت مطلعتسش الرحلة.
- هطلع ازاى وانا ممعيش فلوس.
- طب يا ابنى مش معاك ماجتش تاخد منى ليها.
- مش كل شوية هتقل عليك.
- طب هتقل على مين. تعالى وخد وبطل هرى كتير.
- هاجى وتيجى معايا.
- لا فكك منى خالص.
- هي ماوحتكش.
تنهد باشتياق من صدره.

- قائلا بحزن. وحشتنى انا ميت من غيرها.
- خلاص يا معلم هعدى عليك ونروح مع بعض.
- يخربيت زنك.
- دقايق واكون عندك. قالها ادم بحماس ممزوج بسعادة شديدة.

ام عند ورود واصدقائها ذهبوا عند الحفلة التي كانت تحيها مطربة مشهورة، وسط اجواء مملاؤة بالسعادة والحماس، التفت احسان وورود حول طاولة، ليشاهدوا الحفلة. انبهرت بكم الناس المتواجدة وخاصة انهم جميعهم اصدقائها في الكلية، كانت تنظر لها ماييفا باستحقار وكره، وجيداء ايضا تنظر لاحسان بحقد وغل بان مالك منذ ان عرفها تركها على الفور دون ان يلتفت للوراء، وانها بالنسبة له كانت مرحلة وتخطاها بسهولة، تريد ان تنتقم منها وتاخذ بحقها، لكن احسان ليست مثل ورود، فهى قطة شرسة تنهش من يقترب منها، هدوء وصمت ماييفا ليس من فراغ فهى تعد لها العدة الصحيحة، عندما تقع بين براثن يدها لن ترحمها وعليها وعلى اعدائها، لكن كل شىء سياتى في الوقت المناسب ستحرق قلبه العاشق لها عليها...

حل القمر سماء الدنيا، وذهبت الشمس الى مكان اخر لتمارس مهنتها المعتادة، كان ادم ومالك وصلوا الى الفندق الذي يقيم فيه اصدقائهم، ذهب ادم عند موظف الاستقبال وساله عنهم، اخبره بانهم عند البار لانه كانت هناك حفلة تقام، حجز مالك غرفة له وغرفة لادم، وتركوا لهم الحقائب ياخذوها الى اماكن غرفهم، ثم شكره بادب وذهب هو مالك الى هناك، عندما وصلوا كانت الحفلة انتهت، راى ماييفا مع اصدقائها يلتفون حول طاولة، وسراج ايضا واحسان بمفردها على طاولة، ذهب لعندها.

- قائلا بنداء. احسان.
التفت ماييفا على صوته وكل من كان معها. استدارت احسان على صوته.
- قائلة بسعادة. ادم اى ده انت هنا.
اقترب منها.
- قائلا بايجاب. شوفتى ازاى؟!
- ورود قالت انك مش جاى. قالتها باستغراب، وعينيها على مالك الذي ذهب عند طاولة ماييفا واصدقائها وارتمت جيداء في حضنه لتشعل غيرتها.
- لا ما انا زنت على مالك وجينا.
رفعت حاجبيها باستغراب.
- قائلة بسخرية. زنيت على؟!
- ماكنش عايز يجى.

- ليه دى حتى جيداء ارتمت في حضنه من السعادة. قالتها بغيرة شديدة.
لاحظ ادم عليها ذلك، فاراد ان يشعل الجو اكثر
. - قائلا باستفزاز. اصل لم قولت لى جيداء هناك جهز شنطته بسرعة.
- اه طبعا دى جيداء يسافر ليها اخر الدنيا.
- صحبى سحره لا يقاوم.
اردفت بغيظ في داخلها.
- قائلة بدعاء. ولعة تولع فى.
- بتقولى حاجة يا احسان؟

- لا ابدا ورود هتلاقيها على الشاطىء اللى هناك. قالتها وهي تشير له باشارة من يدها على مكان صديقتها.
- مش معنى راحت هناك.
- حبت تكون لوحدها.
- تمام شكرا يا احسان.
- العفو.

نظر لها بامتنان. ثم نظر لمالك بانه سيذهب الى هناك. هزا راسه ايجابا له، وواصل حديثه مع اصدقائه وعينيه تنظر لها بالخفاء، مشتاق لها بشدة، انت مجنونة يا احسان، ايوجد فراق بتلك الطريقة، اتفارق الروح جسدها؟! فالعقل من بعد فراقك اصبح مجنونا، عندها يتحول صيف ربيعك الى خريف، وتبدا اسئلة القلب اللعين، اين حبيبتك التي تدق لاجلها كل ثانية، سيمتلىء قلبى بالحزن على العند الذي تمتلكه، وسوف تعى معنى حياتك بدونى، في النهاية ستحاسبك الايام، على ارتكاب ذلك الذنب في حقنا، ستقع الذكريات صفحة صفحة، وانت بقلبى قطعة قطعة، هذا البعد في النهاية لم يدعنى احيا، فهذا حب مميت من الدرجة الاولى...

حاولت اقاومك بكل السبل، ولكنى دائما اعود اليك، وانا عاجزة ونصفى منى ضائع في حبك، من اين وقعت على راسى واتيتنى بحب مستحيل
. - انا بحبك يا احسان. قالها في داخله بوجع.
وهى ايضا اعترفت بداخلها.
- قائلة بالم. انا بعشقك يا مالك. بس مالنش طريق مع بعض. قالتها وذهبت بعجز...
وهو ركض ورائها بشوق.
- قائلا بنداء. استنى يا واجعة قلبى.
عندما سمعت صوته وقفت بمكانها، و نزلت الدموع بغزارة على وجنتيها...

ذهب لعندها ووقف امامها.
- قائلا بصدق. انا بحبك. انا بس مش بحبك انا بعشقك. ماتقوليش انى كداب او بلعب بيكى لان الوجع اللى في قلبى لا يعلمه الا الله.
- لو تعرف ربنا ابعد عنى لو سمحت. قالتها بصعوبة وهي تبكى.
- وانا علشان اعرفه ماهبعدش عنك مهما حاولتى.
- طريقنا مش واحد.
هب فيها بانفعال.
- قائلا برفض. طظ في كل الطرق. انا البعد نهى على كسر فيا كل حاجة حلوة.

- مش انت لوحدك اللى نهاك البعد انا موت كل يوم في بعدك. قالتها بعتاب له ممزوج بالبكاء.
- ماحدش قالك انك تبعدى.
هبت فيه بانفعال دفاعا عن دينها.
- قائلة بعصبية. ربنا قال ان حرام فلازم ابعد.
- خلينا نعمل زى ما ربنا قال.
- اللى هو.
- نتجوز ونعيش في رحابه.

وصل عند الشاطىء، وجدها وحيدة بمفردها تحتضن نفسها بذراعيها، وشعرها الجميل يتطاير هنا وهناك ويقع على وجهها الملائكى...
- وقفة لوحدك ليه؟
التفت على الصوت. عندما راته اتسعت عينيها بسعادة وركضت اليه، وهو ركض اليها وارتموا في حضن بعضهم البعض باشتياق...
اردفت باشتياق شديد. وهي تغوص بين احضان قلبه.
- انت واحشتنى اوى.
- انتى اكتر يا عيونى. قالها وهو يزيد من احضتانه لها.

- لو كنت وحشتك كنت جيت معايا الرحلة. قالتها ورود بعتاب وهي تخرج من حضنه.
- يا حبيبتى ماتزعليش متظلمنيش.
- لا اظلمك لانى بقالى يومين هنا لوحدى.
- اكيد ماخطرتش ابدا على بالك.
- ومين قال كدة.
- عتابك ليا.
- دى استحيل مافيش لحظة عدت وانت مش على بالى.
نظر في عينيها بحب.
- قائلا بصدق. انا بعشقك انتى عارفة كدة.
- لا ما اعرفش.
- دلعك على قلبي زى العسل.
- ادم انا بجد ز...
هجم على شفتيها وقبلها بعشق شديد...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة