قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثالث والخمسون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثالث والخمسون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثالث والخمسون

مثلما يخبىء المحار لؤلؤته الثمنية، انا اخبئك لين ضلوع قلبي ولا احد يراك سواى، مثلما يحمى الغصن براعمه الرقيقة في الربيع، انا احميك في ثنايا عينى، عميق جدا هذا الشعور الذي يحدث توا، يديك في اعماقى، انت هدية من الله لى، رموشك الذهبية في شمس الشتاء، لقد احببتك جدا، ربما من الصعب فهم ذلك بسبب صمتى، لقد عشقتك بعمق شديد، انت اقرا الكلمات في عيونى، وبين شفتى التي تقبلك، فانا سعيد ومحلق بين السماء، انه اخيرا وجدت نصفى الاخر، ودق قلبي لاول مرة في حياته، كانت تبدله العشق بخجل وارتباك، بدات حياتى عندما رايتك، وكاننى خلقت من جديد، انيق جدا وكم انك نقيا ايضا، نظرت اليك دون ان ترمش عيناى، ايقنت ان هذا هو هنا نصفى الاخر، يعجز الوصف عن تفسير حبي لك، لقد جعلك الله من نصيبي، فالحمد لله على هذه النصيب الجميل، ليغاروا مننا ليلى ومجنونها، ليسمعنى الجميع ها انا اعلن واقول، اننى احبك اكثر من اى شىء، لاخر انفاسي، واخر يوم في حياتى، واريد ان اهرم واكبر بين يديك، فانت اصبحت ملاذى وسعادتى التي لا تنتهى، راضتنى الدنيا بك وعوضتنى بتعب الحياة ومشاقها، وفجاه انقطعت عليهما اللحظات هذه، بهاتف ورود فابتعدت عنه ؛ حتى يترك لها المجال لتجيب عليه، رات اسم اديم، فارتبكت بشدة وانصدمت خاصة انه منذ سفره لا يسال عليها غير قليل جدا، ولا يهتم باخبارها بحجة انها يترك لها المجال حتى تقرر باريحية دون ضغط عليها، وهذا كله كلام في الهواء فاديم وجد الحب مع نسمة وفي اول نزوله القاعرة سيخبر ورود كل شىء، الهاتف يرن وهي متسمرة في مكانه، استغرب ادم من ذلك.

- قائلا باستفهام. مالك يا بنتي ما تردي.
نظرت له بصمت، ولم تجد كلمات لترد عليه، استنبط من نظرة عينيها والضياع الذي واضح عليها بان اديم اخيه هو المتصل، اتسعت عينيه بحسرة، وهي ضبضبت نفسها وفتحت الهاتف لتجيب ؛ حتى لا يشك بها.
- قائلة بتوتر. ايوا يا اديم اخبارك ايه.
- مال صوتك يا ورود.
- صوتى ماله ما هو كويس. قالتها بكذب وهي تعطى آدم ظهرها.
- في حاجة مخبياها على.
- لا ابدا. اى اخبارك؟

- اكيد يا ورود مافيش حاجة.
- لا اطمن انا كويسة، انت عامل ايه؟
- الحمد لله كويس. انا راجع بكره القاهره.
- ترجع بالسلامه والعرض كان عامل ايه؟
- كان كويس جدا والكل انبهر به.
- طب الحمد لله انت تستاهل اكثر من كده.
- انا عندي مفاجاه ليكى اول ما هارجع.
- مفاجاة ايه؟
- لو قلت لك عليها ما تبقاش مفاجاه.
- تمام ترجع بالسلامه.
- سلام يا حبيبتي.

- الله يسلمك. قالتها وهي تغلق الهاتف. اخذت انفاسها التي قبضت، ثم التفت لادم. وجدته ينظر لها بعتاب ووجع خاصة عندما سمع كلمة حبيبتى التي قالها لا، هل يغار عليها؟ ام يلعن نفسه الالاف المرات، بانه نظر لخطيبة اخيه، والتي ستصبح قريبا زوجته، تحدثت هي ببراءة. - قائلة برقة. اديم بكرة هيكون في القاهرة. لم يرد عليها غير انه احتقرها بشدة في تلك اللحظة، واحتقر نفسه اكثر، سائلا نفسه؟

ماذا حدث اين الكره الذي كان يكنه لها؟
اين الحقد الذي كان في قلبه من اتجاهها؟
اين الغل؟
اين الغضب؟
اين الرفض؟
كل تلك المشاعر واكثر. تحولت حب عنيف بينهما، وخاصة من اتجاهه هو اكثر، كيف حدث ذلك واحببتك بتلك الطريقة الجنونية...
كيف حدث ذلك؟
قلقت من صمته ونظرات عينيه.
- قائلة بهدوء ة. ادم فيه حاجه؟ انت كويس.
- ايه اللي حصل مني من شويه.
- هو ايه اللى حصل ياحبيبي.
هب فيها بانفعال.
- قائلا برفض. ما تقوليش يا حبيبي.

ارتعبت من صوته، ثم تابع بوجع.
- قائلا باستفهام. هو انا حقير للدرجه دي.
- ليه بتقول على نفسك كده.
- ورود انتى خطيبه اديم.
- انا مش خطيبته وانت عارف اللي ما بينا.
- ايا كان انتى امانه اخويا لى. وبدل ما اصونها حكيتها معاها.
- الشىء اللى حصل ده ما كانش بيدي ولا بيدك.
- ده هبل جنون ده لا لا لا انا اكيد باحلم انا صح باحلم.
- طب ممكن تهدي شويه.
- قد ايه انا خنت اخويا.
- الخيانة دى لم اكون متجوزة اخوك.

- انتى بتبرري الغلط اللي احنا عملناه.
- انا مش خطيبة اديم. ادبم سابني عشان افكر وارد عليه وانا اصلا قلت لك من قبل ما يحصل ما بين اي حاجه ان انا مش عايزاه.
- انت بتتكلمي ازاي اخوي سابك امانه في عهدتي ودلوقتي انا كنت ببوسك وبقول لك يا حبيبتي وعايش معاكى اللحظه.
- ادم...
- ادم ايه. انا نمت مع بنات قد شعر راسى. ويوم ما احب احبك. دون عن اللى قابلتهم في حياتى اختارك انتى.
- قدر والرب كتبه علينا.

- ربنا ما بيكتبش الذنب على الانسان هو اللي بيختاره بارادته ده كلام بنقوله عشان نصدق نفسنا ونعمل ان احنا ملايكه عايشين على الارض.
- ادم انا بحبك وما اقدرش استغنى عنك.
- ما تقوليش كده كلامك ده بيحسسني قد ايه ان انا حقير وزباله.
غرقت الدموع في عينيها.
- قائلة ببكاء. آدم انا ورود حبيبتك.
هب فيها بانفعال.
- قائلا بغضب. اخرسى بقي انتى بتفهمى ازاى.
- انت عايزانى اخرس.
- الا الخيانة يا ورود.

- خيانه ايه؟ هو انت عملت ايه؟
- عملت اوسخ حاجة ماحدش يتوقعها منى. عملت حاجه حقيره. حاجه ربنا هيفضل يحاسبنى عليها لليوم الدين.
- انت ليه بتقول كدة وبتحسسنى انى عملت جريمة.
- الجريمه دي انا اللي عملتها لوحدي لم سرقت منك حياتك وقربتك مني وخليتك تحبيني.
- لا يا ادم انت ما خلتنيش احبك لاني اصلا انا حبيتك اول ما شفتك.
- ما تتبرريش يا ورود.
- هي دى الحقيقة انا حبيتك من اول نظرة.
تجاهل صدق حديثها.

- قائلا باعتراف. انا في كل العبر لكن اخون اخويا استحالة اعمل كدة.
- افهم من كلامك ايه.
- ان اللى بينا انتهى هنا وادفن في التراب.
- انت ازاى تقول كدة.
- بقول اللى لازم يحصل.
- بسهولة كدة انساك.
- اه انسينى زى ما انا كمان هنساكى.
- عندك ايه للحوار ده.
- انا بتكلم جد وده امر مش هزار.
- وانا استحالة انساك لان قلبى مش زرار هضغط على فهينسى.
- روحى لاديم قوليله انا رافضاك لان بحب اخوك. شوفى رده هيكون ايه.

صمتت ولم تعرف بماذا سترد عليه.
- سكتى لان دى الحقيقة اللى كنا غافلين عنها. انسينى يا ورود. قالها ليذهب.
امسكته من يده.
- قائلة بغضب. ازاى انساك وانت بقيت محتل كل كيانى.
- انتى مرات اخويا. قالها ادم بانفعال.
- انا مش مرات حد ولا ملك حد.
تخلص من يدها بعنف.
- قائلا بقسوة. اانا هتعبرك من دلوقتى مرات اديم.
هبت فيه بانفعال.
- قائلة بعصبية. ماتجننيش.
- كفاية عك اكتر من كدة.
انصدمت من حديثه.

- قائلة بحسرة. عك؟ حبنا لبعض بتسمى عك.
- ايوا عك واكتر من اللى خيالك يتصوره.
- ازاى تعمل في كدة؟

- غصب عنى بس ده الحل الافضل عن اذنك. قالها بوجع ودلف من امامها بانكسار. ام هي ارتمت ارضا تبكى على حالها، شر اليوم وظلام الليل في المقدمة، اصبحت متشردة، وجف الربيع في عينى، اذا كان الامر بدونك فما معنى الاستيقاظ، هل يوجد شىء مهم بعد رحيلك لا اعتقد، لقد اصبحت الدنيا كالسم من جديد، انظر لقد عادت الاوجاع الى قلبي مرة اخرى، كم يوم سنتواجد فيه وسنذهب فيه، ونصفى الاخر رحل عنى، لقد اصطحبت عقلى وقلبي معك عند رحيلك، انت لم تسمع اوجاعى او تمسح دموعى التي تنزف بغزارة عليك، ربما ارتكبت خطا منى، لكنه لا يستحق هذا الرحيل، رغم كل شىء انتهى اليوم باسوء طريقة لم اكن اتوقعها، صمتت كل الاصوات واختفى القمر من امامى، جميع الافكار وضربات الشاطىء، لقد طارت مع الرياح ولم يعد بداخلى شىء، الصيف ليس كافىا، فانا احتاج الى كل الفصول حتى تشعر ما بى من الم، اخبر الماضى والحاضر والمستقبل، يوجد هناك اناس غير سعداء في هذه القصة، وهو انا وهو...

- نتجوز ونعيش في رحابه.
انصدمت من طلبه ومسحت دموعها.
- قائلة بانفعال. انت اكيد اتجننت.
تضايق من ردها الغير متوقع.
- قائلا بسخرية. واي سبب جنونى يا عاقلة العاقلين.
- من غير تريقة لو سمحت.
- وايه المانع انى اتجوزك؟
- انت بتتكلم ببساطة كدة ليه؟
- لان الموضوع بسيط مش محتاج تعقيد حضرتك.
مرت ماييفا وجيداء من جوارهم فهذا زاد حفظيتها وذكرها بما كان يفعله من قليل.
- قائلة برفض تام. انا مستحيل اتجوزك.
- وليه لا.

- اخلاقى غير اخلاقك.
- مش حجة شوفى حاجة تانية.
- حجة ايه انت مرفوض.
- طب ما تسالى قلبك وشوفى رايه. قالها بوقاحة وهو يغمز لها.
تعصبت من فعله.
- قائلة بغضب. مالك ابعد عنى ومالكش دعوة بيا.
استغرب ردها.
- قائلا باستفهام وهو يضرب كف على كف. هو انتى بتتحولى.
رفعت حاجبيها باستغراب.
- قائلة باستفهام. بتحول قصدك ايه.
- من شوية كنتى هتموتى على والدموع مغرقة عينيك دلوقتى تقولى مرفوض.
- دى كانت لحظة شيطان وراحت لحالها.

- تصدقى اول مرة الشيطان في حياته كلها يعمل حاجة مفيدة.
- هو انت بتتكلم عن نفسك.
- هو انتى لسانك ده مابتغيروش نهائى.
- لا دى بيطول على الاشكال اللى ذيك.
- ماهردش عليكى. المهم هقابل بابكى امتى.
- دى في احلامك.
- هو انا بتتكلم معاكى ليه.
- ليه مش انا صاحبة الشان.
- اذا كان صاحبة الشان هبلة وعبيطة.
- مادام هبلة وعبيطة هتتجوزها ليه.
- بحبها ماعنديكش حل للقلب اللى بيدق ليها. قالها بغزل وهو يشير على قلبه.

ضحكت على كلماته بخجل، ولم تستطع ان ترد عليه فاخفضت عينيها ارضا، فمد يده الى صدغها ورفعها اما عينيه، عندما انظر في عينيك، تصبنى لعنة الجنون واصبح مهووسا بك، لحسن الحظ انى احببتك، انت ملاكى الرحيم، ماذا سيحدث، ماذا سيحدث بعد ذلك، ما تريده انت فليحدث يا وردتى، اذا بقيت لدى، سيصبح لدينا ولد وبنت، ونبى بيت اساسه السلام والامان، ليكن حبنا ابديا ولا توجد قوة في الحياة تفرق طرقنا، قد تكون هذه فرصتنا الاولى والاخيرة، معك ساتحدى العالم باسره حتى تكونى ملكا لى، يوم انتصارى عندما تكون زوجتى المصون، وجوهرتى الكنونة بين الضلوع، ماذا فعلت حتى تكون انتى حبيبة قلبي الوحيد، مهما فكرت او حسبتها لم اتقوع ان اراك في يوم من الايام...

ذهب له ادم وشكله لا يسر عدو ولا حبيب.
رائه مالك على تلك الهيئة. فسائله قائلا باستفهام.
- في ايه يا ابنى.
هب فيه بانفعال.
- قائلا بعصبية. هات مفتاح العربية.
استغرب طلبه بشدة.
- قائلا باستفهام. عايزاها ليه؟
- انا هرجع مصر دلوقتى.
- طب ليه؟
هب فيه بانفعال.
- قائلا بعصبية. من غير كتر اسئلة هات المفتاح.
انصدم من ردة فعله.
- قائلا باستغراب. هو حصل حاجة مابينك وبين ورود.
- هتجيب المفتاح ولا اغور.

- حاضر. قالها وهو يخرج المفتاح من جيب بنطاله. اخذه منه وذهب من امامه سريعا.
- هو ايه اللى حصل؟ ما كان كويسة من شوية.
- مش عارف انا هروح الحقه ليعمل حاجة في نفسه.
- تمام.
- هبقي اكمل كلامى معاكى بعدين.
- مافيش كلام ما بينا.
- سلام. قالها وهو يركض وراء صديقه. ولكن مع الاسف لم يلحقه فادم ركب السيارة وهرب سريعا. ندى عليه بصوت عال.
- قائلا بنداء. يا ادم وقف العربية. ولكن لا حياة لم تنادى.

- ماله الواد ده ما كان كويس. اكيد في حاجة. قالها باستغراب وهو يضرب كف على كف. ثم ذهب الى عند احسان ليسائلها ماذا اين مكان ورود ليعرف
اقترب منها دكتورها في الكلية معجب به بشدة. فاردف باحترام.
- قائلا بادب. ازيك يا احسان.
ردت عليه بادب.
- قائلة برقة. الله يسلمك.
- اى اخبارك؟
- الحمد لله كويسة، واخبارك.
- انا كويس مادام شفتك.
- نعم!
ارتبك من سؤالها.
- قائلا بكذب. قصدى ان المكان هنا كويس جدا.

- اه فعلا كويس. اسيبك بقي تستمع بى.
- ما تخليكى نستمتع بى مع بعض.
- انا استمتعت كفاية عن اذنك. قالتها لتذهب...
- استنى.
التفت له باهتمام.
- قائلة باستفهام. في حاجة؟!
- شعرك خارج برا الحجاب...
قبل ان يكمل حديثه ادخلت خلصة الشعر الواحدة داخل حجابها. ثم شكرته بادب.
- قائلة بامتنان. شكرا يا دكتور.
- على ايه دى واجبى انى انبهك.
- ازيك يا دكتور معاذ. قالها مالك بغضب وهو يضع يده على كتفه بقوة.

- كويس يا مالك. قالها وهو يزيح يد مالك من على كتفه بضيق.
- اى بقي الحوار اللى بيجمعكو.
هبت فيه احسان بغيظ.
- قائلة بقوة. وانت مالك.
- مالى ازاى وانتى خطيبتى.
انصدمت من كلمته.
- قائلة بانفعال. انت اتجننت.
- كلمة زيادة هقطع لسانك.
- تقطع لسانها ازاى وانا موجود.
- هو انت ليه بتحب تحشر نفسك يا معاذ.
- معاذ؟! اسمى دكتور معاذ.
- على نفسك وشوف حد تانى تلعب على.
- هو انا زيك كل يوم مع واحدة.
هب فيه بانفعال.

- قائلا بتهديد. طب بقولك ايه بروح امك اختفى من قدامى احسن اعورك.
- انا همشى بس مش خوف منك دى احترامى لانسة احسان.
- عارف لو اسمها نطقته تانى مرة هقطعلك لسانك.
- في رئيس جامعة ابقي رد على الكلام في اللى انت بتقوله دلوقتى.
- ما تخلينا دلوقتى نرد على بعض هنا. قالها مالك بتحدى وهو يضربه على صدره.
خاف من نظرات عينيه التي لا تبشر بالخير ابدا، وذهب بهدوء دون ان ينطق بكلمة.
- انت ازاى تكلمه بالطريقة دى.

- احمدى ربنا انى مش ضربته.
- وتضربه لىه بقي.
- يعنى ايه يقولك دخلى شعرك جوا.
- الراجل لاحظ ان شعرى برا فتكلم بكل ادب.
- وهو مال امه بيكى.
- وانت مالك بيا. امسكها من ذراعيها بتملك وقربها منه.
- قائلا بقوة. انتى ملكى بتاعتى.
هبت فيه احسان بانفعال.
- قائلة برفض. انا مش ملك حد وسيب دراعى.
- عارفة لو شفته تانى مرة قرب منك هتشوفى وش عمرك ما شفتى. قالها وهو يترك ذراعها.
- هو انت ماكنتش رايح لصحبك. ايه اللى رجعك.

- مجنون ساق العربية بجنون مالحقتهوش.
- يا نهار ابيض.
- فجيت اسال عن مكان ورود لاعرف منها اى اللى حصل.
- طب خليك هنا وانا هروحلها.
ضحك على طريقته الطفولية.
- قائلا بابتسامة. تمام انا هستناكى بس ماتتاخريش.
هزات راسها ايجابا وذهبت لها، وجدتها ساجدة ارضا تبكى ودموعها منهمرة على وجنتيها، ركضت عليها بخوف.
- قائلة بقلق. مالك يا ورود.
نظر لها بالم.
- قائلة ببكاء. ادم سبنى ومشى.

- ما انا عرفت. هو ايه اللى حصل ما بينكوا. قالتها وهي تجلس بجوارها
- كنت حاسة ان الدنيا رضيت على اخيرا لكن رجعت للوضعها الطبيعى.
- ما هي الدنيا كدة مالهاش قواعد ثابتة فكك.
- ليه يدخلنى الجنة وبعد كدة يخرجنى منها.
استنكرت على حديثها وبدا الشك يتوغل قلبها.
- قائلة باستفهام. هو ايه الحوار؟! انا ابتديت اقلق.
- وايه اللى يقلق في الحب.
- حب؟! حب ايه يا ورود.
- انا وادم بنحب بعض.
اتسعت عينيها بصدمة.

- قائلة بذهول. ايه. طب ازاى.
- ما اعرفش هو وانا بنحب بعض وخلاص.
- خلاص ازاى انتى خطيبة اخوه.
هبت فيها بانفعال.
- قائلة برفض. انا مش خطيبة حد واديم لازم يعرف كدة.
- طب اديم لسي ما يعرفش.
- انا وهو مالناش ذنب التوقيت اللى كان غلط.
- انتى طفلة وماتعرفيش حاجة. هو مغيب مايعرفش انك خطيبة اخوه.
- انا ميعنيش لى الكلام ده ادم خلاص سبنى.
- يا مثبت العقل والدين. طب هو سابك ليه.
- ان دى خيانة لاخوه.

- طب كويس ان هو فاق لنفسه.
- حسي بيا يا احسان.
- والله حاسة.
- انتى ماتعرفيش يعنى ايه الاقي حد يطبطب على بعد وجع السنين دى. مش عارفة يعنى الاقي نفسي بقيت محور اهتمام حد. انتى مش عارفة يعنى ايه الاقي حد بيغار على وبيخاف على من الهوا الطاير. ادم كل حاجة حلوة دعيت بيها الرب وفجاة بدون سابق انذار يخرج من حياتى كدة.
استوعبت كل كلمة في حديثها حقا صعب ما تمر به توا.

- ادم ده كان العوض من شقي وتعب السنين كنت بقول لنفسي خلاص يا ورود اتريضيتى باحسن انسان في الكون. كنت سعيدة ومبسوطة وراضية حتى لو ما اتجوزناش كفاية ان هوفى حياتى. كنت بقول لو اتجوز بقي مع حد تانى كفاية ان هو موجود وهيجى يطمن على من فترة لفترة.
بكت على حديثها.
- قائلة بحنية. ورود انتى كدة بتهانى نفسك.
- اللى انا شفته هنا مايجيش جنب اللى شفته في الدار. كفاية انى ماليش اصل ولا فصل.

- اه يا حبيبتى. قالتها ببكاء وهي تاخذها في حضنها ؛ بتربت على كتفها بحنية
- نفسي ارتاح وافرح يا احسان...
علي الجانب الاخر بعد خمس ساعات وصل آدم القاهرة، طرق جرس الفيلا فتحت له امه الباب، وعينيه كلها ضياع ودموع.
اردفت بقلق عليه.
- قائلة باستفهام. آدم يا حبيبي مالك.

لم يرد عليها ودلف للداخل وسط استغرابها. راى فازة موضوعة في وسط الهول ذهب اليها والقاها ارضا بغل وخبط الطاولة بقدمه ووقعت ارضا، وانفتح في الصراخ الموجع والمعاتب. اه اه اه، وراح عند الستاير وشدها من مكانها. واسقطها ارضا. كل ما كان يراه في كل مكان يقوم بكسره، اصابه حالة من الهذيان والصراخ الغير الطبيعى، تجمع كل العاملين بالمنزل على صوته، سائلين انفسهم ماذا حدث معه حتى يصرخ بتلك الطريقة الموجعة. كان شكله فعلا عجيب شعره نازل على وشه وعينيه تذهب وتعود صرخت امه في الخدم، فذهبوا سريعا الى اماكنهم، ارتعبت عليه بشدة. - قائلة بقلق. في ايه يا حبيبي مالك.

التفت اليها بدموع في عينيه.
- قائلا بعصبية. انا مش حبيب حد انا شيطان.
- بتقول على نفسك كدة ليه.
- لان دى الحقيقة انا خنت كل اللى منى.
هزات راسها بعدم فهم.
- قائلة باستفهام. خنت مين.
- شيطان ماشى على الارض ولا عامل حساب لاحد حد.
- كلامك ده يدل انك اتغيرت.
- انا ماتغيرتش انا بقيت اسوء اكتر من الاول.
- هو في حد زعلك.
- ياريتنى فضلت زى ما انا في نص الطريق لا منى طولت الملايكة ولا حصلت حتى الشيطان.

- انت عملت ايه فهمنى. قالتها صافى بانفعال من صمت ابنها.
- عملت اللى شيطان مايقدرش يعمله.
- آدم انا كدة قلقت طمنى.
- اطمنك على ايه انى بقيت زبالة اوى.
- كل اللى في سنك بيعملوا كدة ولم بيقبلوا الحب الحقيقي بتغيروا.
هزات راسها بعدم فهم.
- قائلة بتعجب. الحب؟!
- هو انت حبيت.
- حب عاجز مرفوض منبوذ.
- هو ايه اللى منبوذ.
- قلبي اللى اختار شىء مالكنش لى من البداية.
- هي رفضتك.
- حتى لو قبلت دى مرفوض.

- هو انا مش فاهمة اوى بس هي اللى خسرانة.
وقعت عينيه على صورته المعلقة بالحائط بالحجم الكبير يوجد في عينيه غرور وتباهى وتفاخر بنفسه غير طبيعى وكانه هو الوحيد المتواجد على الارض ولا يوجد احد غيره. ابتسم بمرارة فهذا كان حاله قبل ان يقابلها ويتغير بتلك الطريقة الاعجازية لقد سرق انسانة من دنيتها وجعلها ملكا لقلبه الملعون مثله.

احب من؟ حبيبة اخيه. نظر الى اخيه المبتسم المتواضع الذي قدم له كل شىء وجعله في تلك الحياة المرهفة دون ان يبذل مجهودا واحدا، او يعرف لطعم العنان مكان، فاديم كان له الاب والاخ والسند وهو ماذا فعل.
- انا زبالة اوى. قالها وهو يركض على صورته ويتخطفها من على الحائط ويرميها ارضا ويدوس عليها.
- قائلا بصراخ. موت انت ماتستهلش ماتستهلش اى حاجة غير انك تموت.
امسكته امه من ذراعه.
- قائلة ببكاء. انت بتعمل كدة ليه.

- ابعدى عنى خلينى اموت.
- ليه يا حبيبي هو ايه اللى حصل.

- ابعدى. قالها بعصبية شديدة، وهو يرميها ارضا. صرخت من اثر الوقعة لم يهتم بصراخها. وركض الى المطبخ. وامسك سكينة وقطع به شريان يده وارتمى ارضا، اذا انا مت، اخفى دموعى بين الغيوم، اخلطى مذاقى وملحى مع ترابى، لاصبح زهرة واتفتح عند مجيىء الربيع، اذا مت انا ليكن حبك شجرة وتنتشر في جسدى، انقشي كل اسماء حبك عليها، اكتبى كلمة واحدة من اجلى، او اكثر فافعلى ما تشائى، فانا قد رحلت عن الحياة، اذا انا مت، اذهبى الى كل الاماكن التي جمعتنا سويا، وتنزهى فيها وتعايشي كانى معك توا واشاركك تلك اللحظات، ابكى على كتف امى وواسيها في رحيلى، اخبريها باننى احبها بشدة، وان لا تحزن منى فهذا افضل الحلول، واخبرى اخى باننى اخطات لربما يوما سيسامحنى على ما فعلته في حقه، ركضت عليه صافى واخذته في حضنه. - قائلة بصراخ. الحقونى آدم آدم فتح عيونك يا روحى.

خرج جميع العاملين على صوتها، وجدوا آدم مغمى عليه ويده غارقة بالدماء، فتحدث احدا منهم.
- قائلة بقلق. نعمل ايه يا هانم.
- اتصلوا بلاسعاف الحقوا ابنى.
ركض احد فرد الامن اليه، وحمله بين ذراعيه وذهب...

اما عند آدم فهو كان لا يشعر بشىء، انا احببتك كثيرا الى حد الجنون، الى حد الموت والهلاك، انا احببتك كثيرا بكل حواسى، يا طفلتى لقد اعطيتك قلبي، يا وردتى لقد اعطيتك عمرى لتعيشي، لقد احببتك اكثر من حبك لى، معك لاخر مرة لو بامكانى التحدث، معك لاخر مرة لو بامكانى البكاء، سارحل اليوم في هدوء، وعند هذا المطاف ستنتهى حكايتنا، ولا يعلم بها غير التراب، الذي سادفن فيه بعد دقائق، اتمنى ان تنسى كل شىء بيننا، وتعيشى مع اخى في سعادة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة