قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثاني والعشرون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثاني والعشرون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثاني والعشرون

لقاء ادم ورود اول مرة.

فى صباح مشرق وجميل، وزقزقة العصافير بصوتها المبدع الخلاب، في تلك اللحظة كان يركض الجميع من مضاجعهم ذاهبين الى اعمالهم واشغالهم، قبل ان يتاخروا، كان نائم هو على بطنه، وبجواره تلك العاهرة، الذي قضى معها ليلة مشتعلة من المعاصى والذنوب، لا تنسي ابدا وغضب رب العباد عليهما، متجاهلا عن يوم لا ينفع فيه المرؤ امه وابيه، ولا احد ينفعك، سوى اعمالك الصالحة، ترن ترن ترن، صوت الهاتف جعله يفيق ويعى ما هو فيه، سحب الهاتف من على الكومدينو الذي بجواره، فتحه ورد عليه، وهو مازال على وضعه. تحدث اديم بانفعال.

- قائلا بعصبية. انت فين يا ادم؟
قال ببرود، وهو يرد عليه بنعاس.
- في السرير.
- ادم انت بتهزر.
- فين الهزار في كدة.
- طب ورود يا حيوان.
اردف بعدم استيعاب.
- قائلا بصدق. ورود مين؟
- يانهارك اسود انت نسيت.
- هو انا هفتكر ايه ولا ايه.
شخط فيه بزعيق اكثر.
- قائلا بعصبية. ادم.
مجرد صراخ اخيه قام على الفور من مكانه. معتدلا في السرير.
- قائلا بارتباك. في ايه يا اديم؟ ؛.

- قال بامر، وهو يجز على اسنانه بغضب. انزل جيب ورود يا حيوان.
- في ثوانى هروح اجيبها واجى.
- ابن كلب اللى يعتمد عليك.
- طب بتغلط في بابا ليه.
- ادم البنت جاية لوحدها. انت مش مستوعب الموقف اللى انت حطتنى فى.
- حاضر هجيبها.
- اول واخر مرة اطلب منك حاجة.
- لايه دى كله.
- يا حيوان دى اول مرة تنزل القاهرة، ومش عارفة عنها حاجة.
- طب ما تخلى اهلها اللى يجبوها.

- اقولك ايه. ورود يتيمة زى. ومالهاش الا اهل بابها ومامتها.
- معلشى نسيت.
- هو انت هتفتكر ايه وايه.
- اى دى انت اخدت الكلمة منى.
- انت بس تفتكر الستات والعلاقات الوسخة اللى ذيك.
- بذمتك مش دى موضوع لازم الانسان يفتكره.
- مهلعقش على كلامك لانى انا اللى حطيت نفسي في الموقف ده.

في تلك اللحظة، كانت في عربية القاهرة، تنظر من شباك السيارة، اخرجت تنهيدة اشتياق من صدرها، بعد ان ودعت كل شىء، في ذلك المكان، الذي ضم الكثير والكثير من ذكرياتها الجميلة، بدات بالكنيسة اكثر مكان يعنى لها، دخلت اليها وصلت به اخر صلاة فيها، وبعد ان انتهت كانت عينيها تودع كل ركن فيها، وتحفظه في ذاكرتها من المقاعد الى الصور المعلقة على جدران الكنيسة، والشموع الموضوعة فيها، وتستنشق رائحتها التي ستشتاق اليها، هذا المكان يحوي الكثير لها من الذكريات والمعالم السعيدة، التي لم يكن من السهل فراقها، ودعت اصدقائها كثيرا وخاصه شذى صديقة عمرها ورفيقة دربها، التي تعرف كل شيء عنها، فهى تثق ثقه عمياء بها، صديقة وفية مثلما قال الكتاب عنها، ذهبت الى الحديقه التي ساهمت في ذراعة كل واحدة من زهورها، وجلست عند شجرتها المفضلة لتودعها، فهى كانت دائما تجلس بجوارها، وتصلى وتدعو للرب ان يستجيب كل امنياتها، وها هي امنية واحدة منها تحققت وهو ذهابها الى اعرق وافضل الجامعات بمصر، ولكن زواجها من اديم لا تريده بتاتا ولكنها ستجرب، فليست بفاقدة لشىء، كل من في الدار عالم برحيل ورود الى القاهره، لكي تدرس لانها حاصله على درجات عاليه في الثانويه العامه، الكثير منهم شكك والبعض لم يقتنع لان تكلفة الكليه التي تذهب لها باهظة الثمن ولا يدخلها غير الطبقة المخملية، ومتى الدار تسمح للطلاب بتعليم مثل هذا، فهذا موقف عجيب، اختفت ظنونهم عندما اخبرتهم الام بان هناك رجل اعمال، تبرع بمبلغ كبير جدا، ولم تخبرهم باسم المتبرع، بحجة انه يريد الثواب ولا يريد ان يعرف احد اسمه، فالتبرع من اجل تعليمها، وهي من وقع عليها الاختيار، فلا داعى للشك او الظنون، فلامر ظاهر كوضوح الشمس، الرحيل لم يكن سهلا بتاتا عليها، فهى ولدت في ذلك المكان، نشات وترعرت فيه، لم تصدق بان يومها سيبدا في القاهره، بعد ان كان يبدا في تلك الدار البسيطه تستيقظ مع زملائها، وتذهب الى الكنيسه، تدعو وتعترف وتصلى للرب يسوع، وبعد ذلك تذهب الى المطعم وتنفذ اى امر اذا طلب منها او تسال احد من القسيسين عن شىء في الكتاب المقدس، لا تعرف شيء في القاهره، فهي كل حياتها هنا، ماذا الذي يجمع بينها وبين القاهرة، فهى عبارة عن صور كانت تشاهدها من خلال التلفاز، مشهد من فيلم ما للبطل والبطلة في القاهرة، غير ذلك لا تعرف...

عندما وصل عند موقف عربياات الفيوم، نزل من سيارته الفارهة، وكان ينظر هنا وهناك، ولكنه ضحك في سخرية على نفسه، فهو حتى لا يملك صورة لها، ونسي ان يسال اخيه عن شكلها وطولها وملامح وجهها، فخشى ان يطلب صورتها منه لانه كان متعصب منه بشدة، فطلبه منه انه سيذهب لياخذها جعله ينصدم، كان في موقف غير طبيعى، هو توا عليه ان يجد تلك الورود، ويذهب بها الى شقتها، ولا يعرف عنها شىء سوى اسمها، ماذا يفعل لكى يصل لها، فكر ان ينادى عليها، ولكنه اذا فعل ذلك ستكون فضيحة، وهذا موقف عام، ليس في المطار الدولى، عبث في شعره بعصبية.

- قائلا في داخله بنرفزة. ايه اللى عملته ده يا أديم. طب اعرفها ازاى دلوقتى.

في تلك اللحظة كانت هي نزلت من العربية، تائهة ضائعة غريبة، فاديم تركها في نصف الطريق، واين الوعود التي وعدها بها، بانه سياخذها بنفسه للقاهرة، ولكن خالف كل التوقعات، وترك اخيه من يستقبلها، والذي لاتعرف عنه شيئا واحدا، ولا حتى صورة واحدة لديها منه، كان ينظر هنا وهناك، ويعض على شفتيه بغيظ، فهو حتى ليس معه رقم هاتفها، راى امامه بائع حلويات شرقية، لمعت في داخله فكرة عبقرية، ذهب على الفور لينفذها، وعندما وصل عنده، اخذ منه ورقة من الورق الذي يلف به الحلوى للزبائن، ودفع له ثمنها وسط دهشة واستغراب، البائع المتجول البسيط، فهى مجرد ورقة لا تستحق كل هذا المبلغ الذي دفعه، ولكن هذا ادم كل شىء في نظره له مقابل، بعد ذلك توجه الى السوبر ماركت المجارو له، واشترى منه قلم جاف، ورسم عليه مجموعة من الورود، وكتب تحتها انتى فين يا ورود. وسط تساؤل واستغراب صاحب المحل، وهو يخرج من المحل، راى طفل يبيع بين العربيات، علب مناديل وشحن هاتف وسماعاات، الخ، فنادى عليه، فاتى على الفور بلهفة وحماس.

- قائلا بلهجة الشارع. اؤمرنى يا باشا.
- قال بطلب، وهو يعطيه الورقة. خد الورقة دى وارفعها قدام عربيات الفيوم.
اعتقد انه لم يفهم ماذا يبيع.
- قائلا بشرح. انا بيبع شواحن وسماعات وعلب مناديل.
- اعمل اللى انا عايزه، وانا هدفعلك تمن البضاعة دى كلها.
سعد الطفل.
- قائلا بحماس. بجد يا باشا.
قال بصدق، وهو يخرج محفظته ويعطيه ورقة 100 دولار.
- بجد وكمان علشان تصدقنى. خد.

انفرجت اساريره بسعادة. واخذ منه النقود. ابتسم ادم في سخرية على ردة فعل الولد، فسعد ذلك الطفل الذي راى العملة النقدية، التي لا تسوى شىء عند ادم، فهذه تعد ربع جنيه بالنسبة له، اخذ منه الورقة، وذهب عند عربيات الفيوم، ورفع ذلك الطفل الذي يبلغ تقريبا العشر سنوات، كانت مازالت ورود بانتظاره ضائعة وتائهة وحزينة، تنظر هنا وهناك بقلب وحيرة، حتى وجدت ذلك الطفل، رافعا تلك الورقة المتواضعة، التي مكتوب عليها where is flower. ومرسوم عليها مجموعة من الورود البسيطة.

- سائلة نفسها بحيرة. هو فين ادم ومين الطفل ده.
تركت كل اسئلتها على جنب، واقتربت منه.
- قائلة برقة. انا ورود.
قال وهو ينحيها جانبا.
- ابعدى يا انسة لو سمحتى هي مش طالبكى.
- انا ورود. انت مين وفين ادم؟
- بقولك ايه اطلعى من دماغى.
- انا البنت اللى اسمها مكتوب على الورقة.
كان هو يقف بعيد عنه يتابع الوضع، حتى راى فتاة بسيطة جدا، اقتربت منه وبدات تتحدث معه، والواضح من ملامحها انها تعصبت.

- قائلا في داخله بغيظ. مين المتخلفة دى. ممكن تكون مساعدة ورود. بس اديم قالى انها جاية لوحدها. يمكن قرايبها رافضوا. وهو انا هفضل اسال نفسى كتير كدة. ما اروح واشوفها.
اقترب منها. كانت تتحدث مع الطفل بضيق ممزوج بخوف.
كان تحملها نفذ.
- قائلة بعصبية. هو فين ادم.
قال بايجاب، وعينيه تفصلها تفصيلا...

بدا من شعرها الناعم الذي يشبه الحرير في انسيابته ولمعانه، المجدل كذيل حصان ويصل ما بعد خصرها، وفستانها الابيض المطبوع عليه مجموعة من الزهور، اقل من البسيط واضح من منظرها انها فقيرة ولا تملك من المال شىء، فملابسها وحذائها واضحين كوضوح الشمس لاعمى، وعينيها لا يستطيع ان يحددها...
- انا ادم.

فهى كانت تنظر ارضا بخجل واحراج شديد من ذلك الوضع، الذي وضعت فيه، فعندما اقترب منهما واجابها، انصدمت بشدة من وسامته الفائقة، التي تتنافس مع جمال القمر وهدوئه، ووهج الشمس وشقاوتها المفرطة، وارتدائه ملابس شبابية فخمة في الجمال والرونق، وتسارعت دقات قلبها عندما تحدث بذلك الصوت الاجش، والذي زاد الموضوع صعوبة، طريقته الغريبة في الوصول لها، ابتلعت
- قالت بخجل، وهي تبتلع ريقها بصعوبة.
حضرتك انا ورود.

قال باستغراب، وهو يرمقها نظرة عدم تصديق.
- قائلا باستغراب. ورود خطيبة اديم.

هزات راسها ايجابا، وهو مشبكة يدها في بعضها بخجل واحراج من الموقف ككل، ادم لم يكذب خبر، واخذها في حضنه على الفور، كنوع من الترحيب، اما هي اتسعت عينيها بصدمة، وتسارعت دقات قلبها بقوة شديدة. تك تك تك تك، فهذه اول مرة تحضن من رجل، انكمشت في نفسها ولم تبادله الحضن، وارتعشت اوصالها، كأن الشتاء هل وامطاره تنزل بغزارة، لا تعرف الرحمة اين طريقها، كل الذي عليها تتزايد في غزارتها ومائها، استغرب ادم من ارتعاشها...

- قائلا باستفهام، وهو يخرج من حضنها. هو في ايه!
اردفت برقة وعينيها ارضا.
- قائلة بخجل. اصل حضرتك ماينفعش.
قال بضيق، وهو يحدثها بضيغة الامر.
- خلاص فهمتك. يلا.

هزات راسها ايجابا، شكر هو الطفل واعطاه مبلغ كبير من المال، واخذ منها حقيبتها المتواضعة، ووضعها في صندوق السيارة، ثم فتح بابها لها باحترام، اؤمات راسها بامتنان ودلفت داخل السيارة، وهو دار حول السيارة، وجلس بجوارها ودار مقودها ودلف بسرعة من ذلك المحان، متوجها الى شقته، كانت خجولة جدا، كانت تنظر من نافذة السيارة، لا تريد ان تتلاقى اعينيهما، فهى اول مرة توضع في موقف مثل هذا، ادم غير اديم جدا، نظر لها كانت تشبك اصابعها مع بعضهما، وخدودها حمرة مثل الطماطم، قرر ان يخرجها من حالة الخجل والانكماش. فتحدت اليها بحنية.

- قائلا بترحاب. نورتى القاهرة يا ورود.
قالت بارتباك، وهي تنظر الى الامام دون النظر اليه.
- شكرا لحضرتك.
قال باستغراب، وهو يضحك على ردها.
- حضرتك؟! حلوة الكلمة دى.
-...
- هو انا كل ما اتكلم كلمة ماهتتكلميش.
-...
لم ترد ايضا فطريقته غريبة جدا عن اديم، فاديم لديه وقار وثبات وذلك الادم لديه جراءة في الحوار.
قال بحنق، وهو يعض على شفتيه بضيق من تجاهلها التام له.
- انا مابحبش اتكلم وماحدش يرد على.
اردفت برقة.

- قائلة بارتباك. انا ماقصديش.
- اومال سكوتك تسمى ايه.
- اصل انا مش متعود.
- متعودة على ايه؟!
- انى اكلم راجل.
- انا مش راجل انا ادم.
- اتشرفت بحضرتك.
- الشرف ليا يا انسة ورود.
-...
صمتت مرة اخرى حين لم تجد كلمات لتتحدث معه...
نظر اليها باستغراب، ثم تحدث قائلا بهيام، وهو ينادى عليها.
- ورود.
اردفت ببراءة.
- قائلة بادب، وهي تنظر له اخيرا. نعم حضرتك.
- مافيش حاجة انا بس بتلذذ باسمك.
هزات راسها ايجابا.

- هو انتى بتكونى مع اديم كدة.
- كدة ازاى مش فاهمة.
- ساكتة يعنى.
- لا بتكلم بس بحدود.
- هو انتوا اتعرفتوا على بعض ازاى.
- عادى عن طريق شغله.
قال باستنكار، وهو يرفع حاجبيه باستغراب.
- وايه اللى هيجمكوا انتى طالبة وهو مصمم ازياء.
- السؤال ده ممكن تساله ليه.
- عجبنى الرد.
- شكرا لحضرتك.
- استمرى على كلمة حضرتك دة كتير.
هزات راسها ايجابا.
قال بتعجب، وهو يضحك في داخله على برائتها.
- انا اول مرة اشوف اخويا كدة.

- ممكن توضيح؟
- متاثر بحد ومتمسك بى للدرجة دى. رغم الاختلاف الكبير اللى ما بينهم.
- مش عارفة اقولك ايه.
- هو انتى ليه كدة؟
- كدة ازاى.
- مش عارفة تتكلمى مش عارفة تتعاملى حاسس انك طفلة.
- شكرا لذوقك.
قال بضيق، وهو يرمقها نظرة استياء.
- العفو.

ثم التفت الى طريقه. قائلا في داخله بعدم تصديق. مستحيل تكون دى خطيبة اديم، دى ملخبطة ومبهدلة في هدومها، والفقر واخد من حقها جامد، اكيد اديم اتجنن لم فكر يرتبط بيها، هو الواد ده انهبل ولا ايه، ورود دى غير كل البنات اللى قابلهم غير مهتمة بنفسها بتاتا...
بعد ان انتهى، كان لا يريد ان يتحدث معها، فهى ترد على كلامه الا باقتضاب ورفض شديد، شغل اغنية اجنبية، وتجاهل وجودها...
I said goodbye
I fell apart.

I fell from all we had
To I never knew
I needed you so bad
You need to
Let things go
I know، you told me so
I ve been through hell
To break the spell
Why did I ever
Let you slip away
Can t stand another day
Without you
Without the feeling
I once knew
I cry silently
I cry inside of me
I cry hopelessly
Cause I know
I ll never breathe
Your love again
I cry
Cause you re not
Here with me
I cry
Cause I m lonely
As can be.

I cry hopelessly
Cause I know
I ll never breathe
Your love again
If you could see me now
You would know just how
How hard I try
Not to
In something new
Oh please
Somebody tell me
It s not true
(Oh girl)
I ll never be over you
Why did I ever
Let you slip away
Can t stand another day
Without you
Without the feeling
I once knew
I cry silently
I cry
ترجمة الاغنية
قلتى وداعا
انهرت
وقعت من كل ما كان لدينا
لم اعرف ابدا.

انى احتجت اليك بطيش
نحتاج لترك الاشياء تمر
اعرف، لقد اخبرتنى لذا انا كنت في الجحين
لابطل السحر
لماذا كان على تركك تذهبين.
لن اصمد يوما اخر بدونم
بدون الشعور بانى اريدك الان
ابكى بصمت
ابكى في داخلى
ابكى بلا امل
لانى اعرف انى لن اتنفس حبكى مرة اخرى
ابكى لانك لست معى هنا
لانى يمكن ان اكون وحيدا
اذا كنت تستطيعين ان ترينى الان
انتى تعرفى فقط كم
كم حاولت بشدة
ليس لتسالى لماذا
ان استطيع تصديق شىء ما اخر.

اوه رجاء شخص ما يخبرنى انها ليست الحقيقة
يا فتاتى
لماذا على تركك تذهبين...

بعد اتصاله مع اخيه، وصلت له رسالة من لورين كامبل تلك المراة الفرنسية، التي تتميز بالشعر الاشقر، والعيون الذرق، مثلها كمثل الاجانب، مسئول عن اكبر تنظيم في عروض الازياء العالمية اختيار من ترتدى هذا وتترك هذا، وايضا الحفل ككل من موسيقى للمقاعد للطعام وشراب، كل شىء خاص بعروض الازياء من الالف للياء ارتدى بدلة ذرقاء ودلف من جناحه الفخم، متوجها الى المكان الذي سيجتمعون فيه، وبعد ساعة كان وصل اليها، السلام من ناحيتها كان فاطر ولا يوجد به اى نوع من الترحيب، ولكنه لم يعلق، جلسوا قبالة بعضهما البعض على هذه الطاولة الراقية، وبعد ذلك اتى النادل، طلبوا منه ما ياكلوه ويشربوه، بعد ان انتهى النادل من طلباتهما ذهب ليحضر لهما ما يريدون...

بعد ذهابع تحدث اديم باللغة الفرنسية بطلاقة.
- قائلا بعتاب. وهو ينظر لها برقى. لماذا اوقفتى تنظيم حفلتى؟
اردفت لورين باصرار.
- قائلة بعند. هذا ما اريده ولن اتعامل معك مرة اخرى.
- لورين كفى عن شغل الاطفال.
قالت بانفعال، وهي تصرخ في وجهه.
- كيف تجرؤ ان تفعل ذلك.
- ماذا فعلت لكل ذلك.
- هل تمزح معى؟ فنسمة اخبرتنى بكل شىء.
قال بغيظ، وهو يتحدث في داخله.
- كل ده من نسمة.
- ماذا تقول توا؟
- حياتى الخاصة ليست من شانك.

- كيف لم تكن من شانى، وانت تعلم مدى حبى لك.
- لورين تعقلى فالذى يجمعنا هو العمل وليس اكثر من ذلك.
قالت بصدق، وهي ترمقه نظرة عشق.
- اديم انا اعشقك منذ ان بدات عمل معك.
- انا اكن لك كل احترام، ولا شىء سوى ذلك.
قالت بوجع، وهي تصرخ في وجهه بحزن.
- من التي اخذتك منى. اريد ان اراها.
- كفى عن الصراخ.
اردفت بعند.
- قائلة بتحدى. لن اكف وسادمر لك العمل.
- كيف تفعلين؟
- لانك فضلت على امراة اخرى.
لقد مل الالحاح عليها.

- قال بنفاذ صبر، وهو يقوم من مقعده. افعلى ما تشائين.
قالت بلهفة، وهي تقوم من على مقعدها سريعا.
- الى اين انت ذاهب.
- الى الفندق وبعد ذلك الى مصر.
- هل تلك الدرجة تعشقها؟
- لورين انت غالية على، وبيننا سنوات كثيرة من النجاح، لا تضيعها بسبب اعتقاد خاطىء في مشاعرك.
- انه ليس خطا. بل انى اعشقك.
- لا تقللى من نفسك امامى، فتعلمى ولو القليل من الكبرياء.
- لقد فقدت كل ذلك من اجلك.
- وانا لم اطالبك بفقدانه.

- وماذا تطلب منى. ان اتخلى عن حبك.
- هذا ما اطلبه منك. وان تكونى صديقة لى.
- لن افعل ؛ ولكننى سواصل العمل معك.
- شكرا على تفهمك.
قالت باصرار. وهر تخطف حقبيتها من على الطاولة...
- سياتى اليوم الذي ارى فيه من انتزعتك منى. وذهبت سريعا، والدموع نزلت على وجنتيها...

كانوا وصلوا امام احد البنايات المطلة على النيل، نزل من السيارة، وذهب عند الصندوق وفتحه واخذ منه الحقيبة، كانت هي دلفت من السيارة ايضا، ونظرت الى البناية عالية الارتفاع، التي لا ترى الا في الافلام والمسلسلات، دلف داخل البناية، وهي ورائه تنظر في ذهول وتعجب من اتساع صالة المكان، تقريبا اتساع الصالة يبلغ مساحته مساحة الدار والكنيسة، ذهب عند الاتجاه الايمن، حيث مكان المصعد، ضغط على ذره، بعد دقيقة وصل له، دخل به وهي دخلت بتوتر وريبة، اغلق بابه، قلقت لانها اول مرة تركب المصعد، ولكنها سيطرت على نفسها، او بمعنى صحيح دارت على قلقها، بدات نتذكر اسم الرب يسوع وامه العذراء، رمقها نظرة استغراب وضيق، ولكنه لم يعلق على فعلها، حتى وصل المصعد الى الشقة المنشودة، عندما فتح كان يوجد به شقتين امام بعضهما البعض، على الجانب الايسر شقة ادم، والايمن ورود، دلفوا منه ومشيوا قليلا، وكان سيفتح شقتها ضرب على راسه بانه نسى المفتاح...

- قال بشرح، وهو ينظر لها. نسيت مفتاح شقتك.
قالت ورود ببراءة ممزوجة باستفهام.
- طب هنعمل ايه؟
- تعالى معايا لشقتى استنى فيها، هكون كلمتالبواب يجيب المفتاح بسرعة.
- طب هستنى هنا لحد ما تكلمه.
قال بحنق، وهو يتضايق من ردها وخوفها الواضح منه.
- على فكرة انا مش هاكلك.
اردفت بارتباك.
- قائلة بخجل. ماقصديش انا بس ق...
قال بضيق، وهو يذهب لشقته.
- ورود انا مش صغير. يلا معايا.

هزات راسها بقلة حيلة، وذهبت معه وضع يده على باب الفتح، فتحت الشقة آليا، ودلفوا للداخل عندما دخلت انبهرت من جمال الشقة، وروعتها وخاصة انها تطل على النيل، فاتى نظرها عند سريره، الذي كان مبعثر بشدة، وكل ما عليه من وسائد ملقى ارضا، ويوجد حذاء امراة، وملقى لها بعض الاشياء الداخلية، وملابسه ايضا، فليلة امس كانت عنيفة بشدة لهما، كمباراة كرة قدم بالتساوى بينهما، فالعهر الذي جمعما كان متساوى في التفاعل، فالقوى كانت بين السحب والدفع.

انصدم عندما شاهد ذلك المنظر. رافعا حاجبيه باستغراب. - قائلا باستفهام. هي لسي هنا؟!
اجابت على سؤاله، عندما خرجت امامه من المرحاض ملفوفة بفوطة على جسدها العاهر لا اكثر من ذلك، اتسعت عينيها بذهول وصدمة...

- قائلة بتوتر. وهي تعطيها ظهرها على الفور. يا رب يسوع ارحمنى فانا الخاطىء. يارب يسوع ارحمنى فانا الخاطىء، تردد وتعترف للرب بذنبها من تلك الامراة، سائلة نفسها في داخلها، هل هي زوجته، واذا كانت كذلك لماذا لم يخبرها اديم، فثمة شىء غريب في ذلك الادم، قطعت عن اسائلتها وحيرتها وضيقها، وعدم تصديقها للموقف الذي وضعت فيه، فهى اول مرة في حياتها تشاهد ذلك الموقف اللعين، زادت اكثر في اعترافها، واخرجت السلسال الصليب. مرددة.

- يارب يسوع ارحمنى فانا الخاطىء.
اما هو تحدث إلى تلك العاهرة بضيق.
- قائلا بعصبية. هو انتى لسي هنا؟
قالت بوقاحة، وهي تقترب منه بدلع ومياصة.
- قولت اخد شور، واكون جاهزة ليك لحد ما تيجى.
قال بغضب، وهو يبعدها عنه بضيق.
- شور ايه يا روح امك هو انا فاضيلك.
تجاهلت وقاحته.
- قائلة باستفهام. وهي تنظر الى ورود بغيرة. هي مين دى.
هب فيها بغضب.
- قائلا بعصبية. وانتى مال امك وباى صفة بتسالينى؟

- انا ماقصديش يا حبيبي. بس...
- بقولك ايه غيرى هدومك و روحى بسبسي في حتة تانية.
- طب هشوفك امتى؟
- لم الشوق يبعتنى.
خشيت ان يلقى غيرها. فهو غنى ويدفع لها بالعملة الصعبة.
- قائلة بجراة. هو انا ماعجبتكش امبارح.
اردف ادم بحزم ممزوج بنفاذ صبر.
- قائلا بحدة. وهو يعد على يده. خمس دقايق وتغورى من هنا، اصلك هتشوفى وش عمرك ماهتحبى.

هزات راسها برعب، وركضت سريعا تجمع ملابسها من على الارض، وبعد ذلك ذهبت الى المرحاض، وبعد خمسة دقائق بالكثير، كانت انتهت من ارتداء ملابسها ودلفت من المرحاض واخذت الاموال التي وضعها لها على الفراش، وذهبت
بعد خروجها، التفت لها، كانت واقفة في مكانها تدعو الرب وتعترف.
- قائلة بدعاء. يارب يسوع ارحمنى فانا الخاطىء.
- على فكرة هي مشيت.
قالت باستفهام، وهي تنظر له بخوف.
- هي مين دى؟

قال بعدم اكتراث، وهو يرد عليها ببرود.
- واحدة.
قالت بتوتر، وهي تبلع ريقها بصعوبة.
- واحدة ازاى.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة