قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثالث والعشرون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثالث والعشرون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثالث والعشرون

قالت بتوتر، وهي تبتلع ريقها بصعوبة.
- وا حدة ازاى.
- واحدة زى اى واحدة.
ظهر على وجهها عدم الفهم، او تقريبا عدم التصديق من جراءة رده.
- انتى عايزة تفهمينى انك مش فاهمة.
هزات راسها ببراءة.
قال بتعجب، وهو يعض على شفتيه السفلى.
- انتى مستحيل.
- ليه مستحيل؟
- لانك مش عارفة قصد كلامى او بتسعبطى.
- انا فعلا مش عارفة! بس حاسة ان في حاجة غلط.
- كلامك صح في حاجة غلط. والغلط ده فيا انا.

- طب ليه ماتغيرش الغلط ده علشان ال...
- دى حياتى وعمرها ماهتتغير.
- بس اديم مقليش كدة.
- عارف. وده علشان بيحبك وكان عايزك تيجى هنا.
- بالكدب.
- ورود يمكن كدب عليكى في اخلاقى بس ده مش من شئونك يعنى على ما اعتقد.
- انا مايعنيش ليا غير الكدب.
- واحد بيحبك واضطر يعمل كدة. وبعدين انتى مالك.
- انا سبت بلدى وجيت هنا بالكدب.
- انتى ليكى اخلاق اديم. وبعد كدة مالقيش دعوة بيا.
- انت بتتكلم ازاى؟!

- فكك من الحوار وانسي.
- انت بتغضب الرب كدة.
- انا ماعايزش اديم يعرف اى حاجة من اللى حصلت دلوقتى.
- انا عايزة ارجع بلدى.
- انتى بتتكلمى عن بلدك كانها اروبا او فرنسا.
- يمكن تكون بلد بسيطة بس افضل من الكدب والخداع.
قال بتحذير، وهو يرمقها نظرة حادة.
- انتى كدة بتغلطى، وبتغلطى جامد اوى كمان.
- اسفة انى اخدت من وقتك كتير ممكن ترجعنى.
- ارجعك فين بطلى شعل العيال ده.
- انا عيلة وعايزة ارجع.

- انتى مالقيش دعوة بيا او بتصرفاتى.
قالت ببكاء، وهي تصرخ في وجهه.
- انا مابحبش الكدب.
- واحد حب واضطر يكدب. اى الكارثة في اللى هو عملها.
- حضرتك بتتكلم وكان الموضوع سهل او هين.
- حلوة حضرتك دى تانى.
- ممكن ترجعنى.
- ورود ارجعك فين، بعدين الموضوع سهل بانك تنسي انك قابلتينى او تعرفينى.
- بالسهولة دى.
- ايوا بالسهولة دى ولا في الجامعة ولا هنا.
- طب افرض احتجت حاجة.

- لو احتجتى اعتمدى على نفسك. لان القرب منى شبهة ليكى.
- انت بتعترف باخطائك.
- اكيد وليه اكدب. واللى لى حاجة عندى يجى ياخدها.
- انت بترتكب ذنب كبير.
تجاهل نصحها وامسك الهاتف ليتصل به.
- قائلا ببرود، وهو يذهب عند البلكونة. انا هكلم الامن يطلع المفتاح.

وجهت انظارها الى ذلك الفراش الذي تبعثرت الاشياء التي كانت موضوعة عليه، ومطبوع عليه احمر من شفاه تلك الفتاة المجهولة، وجعها قلبها بشدة وانقهرت على فعلته، فهو يغضب الرب بدون خجل او حياء، ادركت بان ذلك الشخص، يعاشر الفتيات في الحرام، ويدفع لهم المال مقابل ذلك، واخيه يعرف بكل شىء، ولا يساعده حتى في تغير نفسه، وهذا دليل على مشاركته في ذنبه، وتشجيعه عن الذي يفعله، دون قيود او حدود، فذلك الادم لديه جراءة ووقاحة في اقتراف الذنب غير طبيعية، فهو يعترف ولا يبالى وكانه امر سيان في حياته، كالطعام والشراب والملابس، الخ.

بعد ان انتهى. ذهب اليها، وجد عينيها مسلطة على سريره.
- قائلا بغضب. وهو ينادى عليها بضيق. ورود.
افاقت من شرودها على صوته. ونظرت له بصدمة وخوف.
- قال بضيق لها. بتفكرى في ايه؟
- انت ازاى كدة؟!
- انا زى اى حد.
- ازاى مش فاهمة.
- دى موضوع يطول شرحه.
- ممكن اعرف لو جزء بسيط منه.
- ليه هتحضرى منه رسالة الماجستير.
- فضول حابة اعرف.
- وانا ماهرضيش فضولك واعرفك حاجة.
- عايزة اعرف ايه الدافع اللى بيخليك تعمل كدة.

- ثوانى و الامن هيجيب المفتاح.
هزات راسها ايجابا وتفهما بانه لا يريد ان يتحدث معها في اية شيئا. ثم قالت باستفهام.
- هي الكلية امتى؟
قال بايجاب، وهو يتنهد بضيق.
- بكرة.
- طب هروح ازاى.
- انزلى من العمارة وخلى الامن يشوف ليكى تاكسى.
اردفت بقلق.
- قائلة بخوف. حاسة انى هضيع.
قال ببرود، وهو يتجاهل الخوف الواضح في عينيها.
- ما تقلقيش.
- طب ممكن تاخدنى اول يوم.
- دى مستحيل.
- طب ليه مستحيل.

- انا قولتلك مالقيش دعوة بيا نهائى انتى لا تعرفينى ولا انا اعرفك.
- طب هعمل ايه؟
قال بضيق، وهو يرمقها نظرة حنق.
- اكيد هيكون ليكى هناك اصحاب شبهك.
- انت ليه بتكلمنى كدة؟
- لانك غلطتى في اديم.
- انا ماغلطتش فى.
- اتهامه بالكذب دى ما غلطيش فى.
- اه هو كدب على لم مقاليش عن اخلاقك.
فاجئها ادم برده العنيف. عندما اردف بحدة.
- قائلا بتعنيف. وانتى مالك بيا هو انتى هتربطى بىا ولا بي.

قالت بخجل، وهي مصدومة من كلامه القاسى.
- انا اسفة.
- اهو ابتدينا في شغل العيال.
- انا قصدى الكدب واحد.
- واحد ولا اتنين علاقتك بيا انتهت هنا.
- طب هعمل ايه.
-...

كاد ان يرد على سؤالها، ولكنه سمع جرس الشقة، فذهب ليفتحه، وتركها تقف مصدومة في مكانها، والدموع على وجنتيها سيول، ماذا فعلت حتى يتعامل معها هكذا، فهى لم ترتكب كارثة او تكذب مثل اخيه، الذي من اصبح من الواضح بان كل وعوده كذب في كذب، اول يوم لى في القاهرة ويحدث معى هكذا، فماذا سيحدث في الباقى، حقا انها اخطات خطا كبير عندما صدقت كلامه، ونفذت كلام الام، لكن ماذا ستفعل مع كل الضغوطات التي واجهتها...

شكره واعطاه مبلغ من المال، ثم قال لها بامر، وهو ينظر لها بضيق.
- يلا.
هزات راسها ايجابا، وسارت ورائه، فتح لها باب الشقة، ثم احضر لها الحقيبة، واغلق عليها باب الشقة، بدون ان يشعرها بلامان، كل الذي قاله لها بقسوة، وهو ينصرف من امامها.
- اوعى تكلمينى في الكلية، انتى لا تعرفينى وانا لا اعرفك.

تقف في صاله الشقه، تنظر هنا وهناك بقلق وحيرة وضياع، عندما تذكرت من بالدار من اكبر عامل لاصغر عامل، واصدقائها وحياتها البسيطة والهادئة التي لا يوجد فيها تعقيدات او تحكمات، نزلت الدموع على وجنتيها بغزارة، ثم جثت على ركبتيها تبكى على الحالة التي وصلت اليها، نتيجة المصالح المشتركة التي بين الام واديم، لماذا دائما عليها دفع فواتير غيرها، عندما كانت طفلة تركوها اهلها امام الدار، واليوم الدار تخلت عنها ووضعتها في يد اديم، واديم ايضا وضعها في يد ادم، وادم تركها وحيدة حزينة ضائعة، ظلت تتنقل من شخص لاخر، فمسئوليتها عليهم كبيرة، هي لن تطالب احد ان يهتم بها او يسال عنها، لماذا يفعلون كل ذلك لها، فهى من حقها ان يكون لها راى، حتى لو كان سيقابل الرفض...

أنا وحيدة
ده أنا من كتر ما جرالي
بيصعب حالي على حالي
ومش عارفة منين جاية ورايحة لفين
أنا ضعيفة
ليالي الوحدة دي مخيفة
حياتي مملة وسخيفة
في نفس الدايرة أنا ماشية بقالي سنين
بنام بس الوجع صاحي
ومين بيحس بجراحي
لإمتى يا قلبي هاتخبي
وإمتى يا روحي ترتاحي
وجاية دنيتي عليا ومنسية
ساعات ببكي وأنا بغني
ويسرح بيا تفكيري
بطمني وبحضني
ما أنا أصلي ماليش غيري
وبمسح دمعة في عينيا بإيديا
ومش فارق
بقابل ياما وبفارق
ملامح بكرا مش ثابت.

بقيت حتى ما بحلمش في يوم أرتاح
و موعودة
بتعبي وخوفي موعودة
حياتي كإنها أوضة
تبان جنة لكن بابها مالوش مفتاح
بنام بس الوجع صاحي
ومين بيحس بجراحي
لإمتى يا قلبي هاتخبي
وإمتى يا روحي ترتاحي
وجاية دنيتي عليا ومنسية
ساعات ببكي وأنا بغني
ويسرح بيا تفكيري
بطمني وبحضني
ما أنا أصلي ماليش غيري
وبمسح دمعة من عينيا بايديا...
اتاها اتصال من اديم، اخرجت الهاتف من حقيبتها، وفتحته لتجيب. سمعت صوته الهادى والرازين بخلاف اخيه.

- قائلا بهدوء. اى اخبارك. وصلتى القاهرة.
- اه.
قال بتساؤل، وهو يحدثها بحنية.
- ادم ضايقك في حاجة.
قالت بكذب، وهي تنكر معاملة ادم لها.
- لا خالص هو انسان كويس ومحترم.
سعد عندما اخبرته بذلك الكلام. فهو خشى ان يفضحه ادم ويكشف عن علاقاته القذرة، ولكنه تعامل مع الموقف بسلاسة، تحمس من كلامها.
- قائلا بحب. ولسي لما تعرفى. هتعرفى قد ايه ان هو انسان طيب. بس لازم يعمل مصيبة من مصايبه. ومعلشى ان هو اتاخر عليكى.

قالت بحزن، وهي تمسح دموعها بيدها.
- لا ما تاخرش على خالص. اول ما نزلت من العربية لقيته مستنينى.
- طب كويس. لو عوزتى حاجة اطلبى من ادم انا نبهت على.
- تمام يا اديم.
- وعامة التلاجة فيها كل حاجة.
- ميرسي على ذوقك.
- ميرسي على تقبلك انك تيجى القاهرة.
- انت قولت انك ماهتجبرنيش.
- وانا لسي عند كلمتى.
- عامل ايه في الشغل؟
- الحمد لله كل حاجة ماشية هنا كويس. كلها يومين واكون في القاهرة.
- تنورها.

- هي نورت بوجودك يا ورود.
- شكرا يا اديم.
قال برقى، وهو يغلق الهاتف معها.
- العفو يا انسة ورود. اسيبك بقى تريحى شوية واكلم ادم.
اما هو كان يدلف الصالة ذهابا وايابا، ويعض على شفتيه من الغيظ والضيق، لا يصدق الموقف الذي وضعه اخيه فيه، اردف بعصبية.

- قائلا بعدم تصديق. دى اكيد اديم اتجنن. دى البنت الفقر بيحكى عنها، ولا شكلها الملخبط، انا مستحيل اكلمها في الكلية، دى تفضحنى وسط زمايلى، تخلى سمعتى في الارض، يا نهار اسود، اموت واعرف الهبلة دى عجبت اديم في ايه، دى نسمة احلى منها بمراحل، لا لا لا لا انا مش مصدق ان دى ورود اللى اديم كارم النوار حبها، وعلى ايه دى مفهاش حاجة عدلة، دى لو ارتبط بيها رسمى هتكون فضيحة بكل مقاييس العالم، مفهاش ميزة واحدة...

اتاه اتصال من اخيه، قطعه عن مواصلة التغزل في حبيبة القلب، اردف في داخله.
- قائلا بغيظ. زمانها قالتله كل حاجة عنى. ما الاشكال دى حافظها. ثم تابع بكره، وهو يفتح الهاتف.
- نعم يا اديم.
- مالك يا ادم حد زعلك؟
قال بغضب، وهو يتجاهل الرد على سؤاله.
- هي دى ورود.
قال اديم باستغراب.
- مالها ورود، هو حصل حاجة.
- اديم انت بتحبها.
- انت بتتكلم كدة ليه.
- اصل مستحيل تكون دى ورود اللى اديم كارم النوار حبها.

- اه هى. شوفتها مختلفة ازاى.
- اه نعم الاختلاف.
- اى نبرة السخرية دة.
اردف ادم بغيظ منها.
- قائلا بانفعال. دى واحدة متخلفة جاهلة وهبلة.
قال اديم باستغراب، وهو مصدوم من كلام ادم.
- انت بتقول ايه.
- انا لسي ماقولتش. دى هتفضحنا بكل مقايس العالم.
- ازاى تتجرا و تقول عليها كدة.
- معلشى غلطت في السفيرة عزيزة.
- ادم احترم نفسك ونقى كلامك.
- no way ان دى تكونى مراتك في المستقبل.
- وانت مالك.

- مالى ازاى واسم العالة لم ترتبط بواحدة زى دى اقل من الزبالة.
- انت فاكرها رخيصة وزبالة زى اللى تعرفهم. دى اشرف منهم مليون مرة.
- ورود دى عار واللى يرتبط بيها يبقي جاب العار لنفسه.
هب فيه بغضب.
- قائلا بضيق لاول مرة له. ماحدش عار يا ادم الا انت بمشاكلك ومصايبك اللى كل يوم بتحتل الصحف الاولى في الاخبار.
- اديم انت بتغلط في علشان واحدة زى دى.
- الواحدة دة انضف من كل اللى قابلتهم وعرفتهم في حياتك.

- انا اخوك ادم وهي ولا حاجة.
- هي كل حاجة. واللى يغلط فيها كانه غلط فيا.
- ازاى تحطنى معاها في مقارنة انا فين وهي فين.
- كلامك صح لان كفتها هي اللى تكسب. الغريب انى كنت لسي متصل بيها لم سالتها عنك. شكرت فيك ومقالتش كلمة واحدة غلط عليك وكنت هشكرك. انك رفعت راسى ومفضحتنيش قدامها. لكن من الواضح ان ورود قدمت الخير الاول.
- ورود دى تعبان ومصيرك تفتكر كلامى.
قال بعتاب، وهو يضغط على حروف الكلمة الاخيرة.

- شكرا على الواجب اللى انت عملته مع ورود يا اخويا. قالها واغلق الهاتف في وجهه وسط صدمته، فاول مرة يغلق الهاتف في وجهه، وكل هذا بسبب تلك الورود، التي اتت على غفلة، ذهب بسرعة اليها، كاد ان يكسر الباب عليها ولكنه اوقفه اتصال من صديقه الضال مثله، فتحه.
- قائلا بضيق. عايز اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااايه.
قال مالك باستفهام.
- مالك يا ادم؟
- موضوع ابن كلب.
اردف مالك بجراءة.

- قائلا بخبث. بقولك ايه حلك عندى.
قال بتساؤل، عندما فهم مغزى كلامه.
- طب فين؟
- في مكانا المعتاد يا اسطى هتلاقينى هناك.
- طب تمام دقايق واكون عندك.
. قال بوداع، وهو يغلق الهاتف معه.
- هو دى الكلام. سلام.

بعد ما انتهت من البكاء، قامت من مكانها لتستكشف الشقة، وجدتها بانها اصغر من شقة ادم، صالة صغيرة، ومطبخ مكشوف يوجد به كل الاجهزة الخاصة به، فتحت ثلاجته وجدت بها كل ما لذ وطاب كما اخبرها اديم، اخرجت منها علبه جبنة، واخذت قطعة خبز، ووضعتها على الطاولة الموضوعة في الصالة، وجذبت مقعدها وجلست عليها، تاكل بحزن وانكسار على نفسها، ليلة البارحة كانت مع اصدقائها تتناول طعامها في هدوء وسكينة، وسط الضحكات والغمزات والهمسات، واليوم تجلس على طاولة من ستة افراد بمفردها، دموعها خانتها ونزلت بصمت، مع كل قطمة تقطمها من الخبز ممزوجة بالجبن، نظرت الى الرب تعترف له بانها ضلت طريقها واختارت طريق واعر، لا يوجد به غير الزحام و الضياع والسكوت، اختارت من يختلف عنها في كل شىء، واوله دينها...

مرت الساعاات سريعا، ارسل قرص الشمس اخر ضوء له، معلنا قدوم ليل اسود. كانت الساعة الثامنة مساءا.

كان جالس على الاريكة في شقة صديقه الخاصة بالضياع والانحراف، كان في يده زجاجة من الخمر، واليد الاخر تحضن عاهرة من عاهراته، والتي كانت تبعث في ازار قميصه لتثيره، ولكن لا حياة لمن تنادى، فهو لم يتحرك شعرة من اتجاهه، كان يشرب بضيق وعصبية، وراسه كانت مع ورود، والذي فعلته معه، وضع الزجاجة على الطاولة التي امامه، ورفع ذراعه من على الفتاة، واخذ الهاتف من على الطاولة وحاول ان يكلم اخيه، لكنه مشغول ولا يوجد رد منه، تنهد بضيق وعبث في شعره بعصبية، لاحظ مالك حالة صديقه، وهو يلف سيجارة من الممنوعات. فساله باستفهام.

- قائلا بفضول. مالك يا ادم مش في المود ليه؟
قال بايجاب، وهو ياخذ من زجاجة الخمر ويشرب منها.
- اديم زعلان منى.
قال مالك ببرود، وهو يشعل السيجارة ويضعها في فمه.
- اى الجديد ما دى العادى بتاعكوا.
- يا غبى كل مرة بيزعل بس بنتكلم في وقتها.
- طب ايه اللى حصل المرة دى.
قال ادم بغيظ، وهو يتذكر افعال ورود معه.
- كله بسبب بنت الكلب.
قال مالك باستفهام، وهو يهزا راسه بعدم فهم.
- بنت مين؟
- ورود.
جذبه مالك الاسم.

- قائلا باستغراب. ايه! اسمها ايه؟
- اسمها ورود.
قال مالك بتغزل ممزوج باعجاب.
- اى الاسم الجميل ده.
- قال بتحذير، وهو يرمقه نظرة حادة. مالك ورود دى بتاعت اديم.
- هو اديم بقي لى واحدة.
- اه يا سيدى وهيتجوز قريب.
- قال بجراة. وهو يغمز له بوقاحة. اكيد من الاخر.
قال بحدة، وهو رمقه نظرة تهديد.
- مالك.
- هو انا قولت حاجة.
- لا هسيبك بروح امك لم تغلط وتقول.
- نسيبنا من امى. طب هي عملت ايه.

قال بضيق، وهو يشرب زجاجة الخمر جرعة واحدة.
- عملها اسود ومنيل.
- اهدى يا اسد كدة خطر على صحتك.
قال بضيق، وهو يهب من على الاريكة.
- انا ماشى.
- تمشى ازاى بحالتك دى.
- مالها حالتى ما انا تمام اهو.
- متعصب ومش طايق نفسك.
- اديم ما بيردش على ودى كله بسببها.
- طب ثوانى هكلمه انا من تليفونى.

هزا راسه بالموافقة. اخذ مالك الهاتف من على الطاولة، واتصل به، ترن ترن ترن ترن، لا يوجد اتصال، حاول مرة اخرى وادم يغلى من داخله، بعد عدة محاولات لا يوجد رد، غير ان الرقم مشغول...
- شفت بقولك مش عايز يكلمنى.
- دى حاجة غريبة بجد.
- ودينى لاربيها.
- اهدى يا ادم. هتعمل اي معاها.
- هعرفها مين ادم كارم النوار.
قام من مكانه ووقف قبالته.
- قائلا برجاء. وهو يهدا من وعيده. الكلام مايكونش بالطريقة.

- مين هى؟! علشان اخويا يزعل منى.
- تلاقيك عملت حاجة ضايقتها وهي قالت لاخوك.
- دى اللى يغيظك انها قالت ليه انى عاملتها كويس. عايزة تعاندنى.
- ما البنت كويسة اهو.
- انت عايز تحرق دمى.
- انت بتقول ماقالتش حاجة لاخوك معناها انها طيبة.
- دى مش طيبة دى خبث ولؤم.
- انت ليه بتصنفها كدة.
- اخرس يا. انا فاهمها كويس اوى.
- طب اقعد.
- لا انا همشى.
- لو روحت بالشكل ده اكيد هتعمل معاها مشكلة.

- ما انا هروح كدة ؛ علشان اعمل معاها مشكلة.
- طب ليه؟
- وفر نصايحك لنفسك. انا هخليها تندم الف مرة قبل ما تخلى اخويا يزعل منى.
- بلاش الشر.
قال بسخرية، وهو ينصرف من امامه.
- هي اللى ابتدت. سلام يا مصلح يا اجتماعى.
بعد ساعة وصل عند شقتها، ورن الجرس بعصبية شديدة، لم يكف عن ذلك فقط، بدا طرق على الباب، قال بعصبية، وهو ينادى عليها بصراخ.
- انتى يا زفت اللى اسمك ورود. ورود وررررررود.

قامت مفزوعة من نومها على صوته، ركضت من غرفة النوم الى الصالة، وفتحت باب الشقة، راته امامها يستشيط من العصبية والضيق، تحولت ملامحه عندما رائها بتلك البيجامة الطفولية، وشعرها منساب على ظهرها، ووجها ملامحه كلها رقيقة، وعينيها لا تستطيع ان تميزها من درجة جمالها، وشفتيها تحتاج الى الكثير في شرحها والتغزل بها، تسمر في مكانه وعينيه لا تصدق كتلة البراءة والجمال التي امامه توا...

- قالت بادب. وهي تخرجه من حالة الصدمة التي اصابته جراء انها رائها بذلك المشهد الجميل. نعم حضرتك في حاجة.
انتبه لنفسه. ثم قال لها بامر، وهو يرمقها نظرة غاضبة.
- كلمى اديم دلوقتى.
- ليه هو في حاجة حصلت؟
- انا بقولك كلمى من غير اسئلة.
- طب افهم الاول.
- ليه هو انتى عندك دماغ زينا وبتفهمى.
- لو سمحت ماتغلطش فيا.
- تصدقى لحظة سودة لم شفتك فيها.
- ليه هو انا عملت حاجة.

- بت انتى اطلعى من دور البراءة اللى انتى عايشة في ده.
- لو سمحت اتفضل على شقتك، وانا ماهكلمش حد.
- ما هو مش بمزاج امك. دى بمزاجى انا.
- على فكرة كلامك وجعنى.
- ليه هو انتى بتحسى؟
- هو حد ضايقك؟
- والله ماحد ماضيقنى ومعصبنى غير وجودك انتى.
- اعتبرنى مش موجودة انا لا اعرفك ولا انت تعرفنى.
تضايق من طلبها. فاراد ان يوجعها اكثر.
- قائلا باحتقار. ومين يتمنى يعرفك. يا بنتى روحى شوفى نفسك في المراية.

انصدمت من كلامه الموجع والقاسي لها.
- قائلة بذهول. انت بتقول ايه؟
- بقول انك ملخبطة ومبهدلة في نفسك. شرف ليكى ان اديم كارم النوار بص ليكى.
قالت بوجع، والدموع تترقرق من عينيها.
- شكرا جدا على ذوقك.
تعصب من بكائها اكثر، فزاد في وقاحته.
- فقال لها بغضب. انتى مستحيل تكونى مرات اخويا ؛ لانك وجودك في عالتنا هيعرنا.
اغمضت عينيها،
- قائلة بانكسار. وهي تبكى. ولتانى مرة شكرا جدا على ذوقك.
- انتى ايه جبلة ما بتحسيش.

فتحت عينيها الباكية، ورمقته نظرة حزن.
- قائلة بقلة حيلة. سيبتلك كل الاحاسيس والمشاعر.
- نفسي اعرف حب فيكى ايه.
قالت بادب، وهي تكاد تغلق الباب في وجهه.
- السؤال ده تسالو ليه. وعن اذنك بقي علشان انام.
قال بغضب، وهو يفتح الباب بيده.
- انا لسى مخلصتش كلامى.
- قالت بحزن، وهي تنظر في عينيه. كلامك بيوجعنى.
- وانت فاكرانى بقول كدة علشان اسعدك.
- طب ليه؟ هو انا عملت ايه زعلك؟
- سؤالك ده مقرف زى شكلك.

- طب انا هريحك من شكلى واتفضل على شقتك.
- لا عايز اتامل شوية في جمالك المقرف.
- حرام عليك كلام بيوجع.

تعصب من طريقتها، فخطفها من ذراعيها بقوة، ورزعها على الحائط، حتى اصبحت محاصرة بين يديه بكل جمالها الغير مالوف عليه، عجز بشدة امامها ولم يستطع ان يخرج حرف من فمه، غير انه ظل قليلا يتامل ذلك الجمال الذي ليس له اول من اخر، بداء من شعرها مروروا الى عينيها وشفتيها التي يريد ان يخطفها في قبلة، انصدم من تفكيره الحقير فتركها على الفور بكره.
- قائلا بامر. وهو يصرخ فيها بعصبية. اختفى من قدامى ماعايزاش اشوفك.

هزات راسها بخوف وهربت من امامه سريعا، واغلقت باب الشقة ورائها، نزلت ارضا على الباب، وهي تبكى بوجع والم من كلامه القاسي والعنيف لها، وضعت يدها على فمها ؛ لتكتم صوت بكائها، سائلة نفسها بوجع.

- هو انا عملت ايه في علشان يقولى كدة ويوجعنى، يارب انا مغلطتش فيا هو اللى غلط، وايه الكلام اللى بيوجع ده، ازاى يجى لى قلب يقولى كدة، دى انا يتيمة وماليش حد نهائى، ضمت يدها امام صدرها وبدات تعترف للرب يسوع وهي تبكى، كل كلمة تخرج من فمها ممزوجة بصوت بكائها ونواحها...

دلف الى شقته وهو لا يصدق نفسه بتاتا. اتاه اتصال من امه، فاخرج الهاتف من جيبه.
- قائلا بضيق، وهو يرد عليها. في ايه يا مامى.
- مالك يا زفت بتكلمنى كدة ليه.
- هيكون مالى غير ان اديم زعلان منى.
- ليه عملت ايه.
- مامى لو سمحتى ماعيزش اتكلم.
- اكيد عملت مصيبة من مصايبك.
- ماعملتش حاجة. هو زعلان منى وخلاص.
- انت بتزعقلى كدة ليه.
- انا بقيت على اخرى. ازاى يزعل منى.
- يبقي عملت مصيبة ومصيبة كبيرة كمان.

- تموتى وتلبسينى اى مصيبة.
- ماهو دى العادى بتاعك يا حبيبى. ولو عملت غير كدة مايبقاش العادى.
- كلمى انا مهقدرش انام وهو زعلان منى.
- خلاص ماتزعلش هكلمه واعرف ايه اللى حصل.
- خلى مايزعلش منى انا برضو اخو الصغير.
- لا دى الموضوع كبير اوى. انا عايزة اعرف ايه اللى حصل ما بينكم.
- مامى سيبى فضولك في مكان وخلى يكلمنى.

قالت بهدوء، وهي تغلق الهاتف معه ؛ لتتصل باخيه وتحل الخلاف الذي بينهما، الذي تموت من الفضول وتعرف سر الشجار بينهما، ولكن اول مرة تسمع صوت ابنها بتلك الطريقة، هل الشجار لتلك الدرجة كبيرا ويستحيل حله، خلال دقائق ستعرف، باتصالها معه.
- حاضر يا ادم.
اما هو كان يذهب ويعود، ويشد في شعره، سيموت من ورود وتصرفاتها، استوقف في مكانه عندما تذكر جمالها، سائلا نفسه باستغراب.

- بس ازاى حلوة كدة وشعرها هو في بنت كدة في جمالها، الله يحرقها من ساعة ما عينى شافتها وهي عاملة ليا مشاكل...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة