قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثامن والأربعون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثامن والأربعون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثامن والأربعون

- بعد اللى حصل ده مستحيل اكمل معاك.
- انتى اتجننت.
- انا ابقي اتجننت لو كملت معاك.
- انا اسف.
- ماعيزاش اسمع اعتذرات نهائى.
- نسمة ماكنش قصدى.
- كفاية ماعايزاش اسمعك او حتى اتكلم معاك.
- دى كله علشان رميت خاتم الخطوبة.
- الموضوع اكبر من كدة بكتير.
- لا زى مافهمت. حضرتك متضايقة على خاتم الخطوبة.
- انا اصلا خطوبتى اتفسخت.
- ايه بتقولى ايه؟
- فؤاد فسخ الخطوبة لم عرف بسفرى.
اتسعت عينيه بصدمة.

- قائلا باستغراب. وليه كدبتى وليه لابسة الخاتم ده.
- لانى عايزة ابعد وانساك واحسسك ان في حد حياتى بيحبنى ويخاف على. مش انسانة وحيدة ضايعة بتحب واحد عمره ماهيحبهاش. انا تعبت من حبي ليك وعدم تقديرك انا باقدم و بس ومابستناش منك اي حاجه.
لا يعرف ماذا يرد على كمية الوجع التي تقف امامه، فرد عليه بتمنى.
- اسف. تعصبت عليه بشدة.
- قائلة بغضب. انا ماطلبتش منك تعتذر. ابعد عني بس وسيبني في حالي.
اديم بندم شديد.

- قائلا بوجع. نسمه انا وجعتك وانا ما اقصديش اعمل كده.
- حكيت ليك على وجعى وانت كل شويه بتدوس عليه.
- انا عايزك تكونى مرتاحة.
- انا راحتى في بعدى عنك.
- وشايفة ان دى الحل.
نظرت له بحزن.
- قائلة بقرار نهائي. انا هارجع مصر وده اخر مره تشوفني فيها.
انصدم من قرارها.
- قائلا بعصبية ممزوجة بضيق. ايه الجنان اللى بتقولى ده؟
صرخت في وجهه.

- قائلة باختناق. انا هتجنن فعلا لو فضلت هنا. انا بقيت ضلك في كل مشاويرك في خطواتك وفي كل نفس بتاخده برده. وانت ولا هنا.
- نسمة انا هحاول.
- وانا مش عايزاكش تحاول. خلاص خلصت على كدة.
- الشغل؟
تعصبت عليه اكثر.
- قائلة بتوبيخ. يولع الشغل انا خلاص ماعدتش هشتغل معاك.
- طب خدى اجازة وريحى اعصابك.
- انا اعصابى ماهترتحش غير لم ابعد نهائى عنك.
- طب اهدي كده.

- ما فيش هدوء انا قلت خلاص اللي عندي شغل ما عنتش هشتغل ومن بكره هاكون في مصر.
- انتى ليه بتعملي كده.

- انا اللي باعمل واللي انت بتعمله مش شايفه خالص سلام. قالت كلماتها وانصرفت من امامه، كان يجب ان تذهب، وجودها معه اصبح لافائدة منه، فهى رخصت من نفسها جدا، وقلقت من شان نفسها، اذا كان الحب بتلك الطريقة، سترحل ولا تنظر ورائها مرة اخرى، لقد عدت معه بمراحل كثيرة، سعادة فرح حزن احباط كل شىء، يختفى العشق اذا كان فقط وجه مهانة ذل فقدان كرامة، البعد في هذه الاوقات يكون افضل الحلول، ستنوجع قليلا، الوجع كم سياخذ منها شهر شهرين سنه سنتين عمر، ياخذ ما ياخذ ولكنها ستكون اشترت كرامتها وكبريائها باغلى ثمن، الله عز وجل لم يخلقنا حتى نرخص انفسنا، نحن غاليين جدا عنده، اما هو كان ينظر لها وهي تذهب بعيدا عنه، لا يعرف ماذا يفعل توا، هل يتركها تواصل طريقها، ام يذهب لها ويوقفها عن قرارها، ويخبرها بانه مات كل يوم عندما علم بامر خطبتها، وانها اصبحت ملكا لشخص اخر، ام مازال يصدق نفسه، بانه العاشق الولهان لورود وليس غيرها، هو لا يعرف ماذا يريد حقا، هو يريد حب نسمة وعطائها المستمر له، وورود بجمالها ورقتها، لا يوجد احد في الحياة ياخذ كل شىء، فالله قسمها باختلاف كل شخص منا، لديه اربعة وعشرون قيراطا، كل الذي عليه ان يحمد الله ويستغلهم بطريقة صحيحة...

- انتى ما شايفاش نفسك غلطانه.
- غلطت في ايه يا ادم.

- لا ما غلطتش انا اللي غلطان. سكتت ماذا ستقول له، وهي تجد نفسها ليست بخاطئة ابدا، هي كانت مجروحة من كلام وائل، واتى سراج وطيب خاطرها بهزاره البسيط، نظر لها بغيظ وتركها وذهب الى المرحاض، خلع عنه ملابسه بعصبية، وهو يسب باقذر الكلمات، شغل الماء ونزل تحتها ؛ ليخرج تلك الطاقة السلبية التي اصابته، عندما رائها تتحدث مع سراج، فهذا اشعل فتيل الغضب بقوة لديه، هو يخشى عليها من اى احد وخاصة وائل الذي يعلم جيدا انه يعشقها، ضرب الحائط بغضب. - قائلا بغيرة. الله يحرق جمالها هو السبب في ده كله كل ما حد يشوفها هيتجن عليها، وكان الكون مفيش زيها ولا اسمها كل ما حد يسمعه لازم ينبهر به يعني ما قلناش جمالها.

بعد ان تركها كانت جائعة بشدة، توجهت عند مطبخه المكشوف، وفتحت ثلاجته ووجدت بها كل ما لذ وطاب، كان يوجد لحمة وخضار وفاكهة، اخرجت اشياء خفيفة ؛ لتطبخ اكله ظريفه، حتى ياكلوها كعربون صلح بينهما...

الايام سرقتها واللحظات الحلوه ركضت سريعا، كانت فراشه طائرة في السماء، تشعر بان قدميها ليست على الارض نهائيا، واخيرا الحياة رضيت عليها، واصبحت مع الانسان الذي احبته في الماضى واختارته من سنين، ان يكون شريك دربها وحياتها، لكن الظروف والقدر كان لهما رايا اخر، نائمة في حضنه بمنتهى السرور والسعادة، هو ايضا سعيدا اكثر منها، بانه استطاع ان يكسر كل الحواجز ويكون معها، ويصبح اسمها على اسمه، هاتف غليظ رن عليها قطع تلك اللحظة السعيدة، فقامت من اخلى نوم واجمل حياة تعيشها مع حبيبها وجوزها اعتدلت في السرير، واخذت الهاتف.

- قائلة بنعاس. اخبارك ايه يا كاميليا.
رديت عليها.
- قائلة باستفهام. هو انتى فين.
ارتبكت من سؤالها الغير متوقع. فردت عليها بتلعثم.
- انا انا...
قالت كاميليا بقلق.
- مالك يا صافى.
تمالكت نفسها حتى لا يظهر عليها ارتباكها.
- قائلة بكذب. مافيش يا روحى انا في البيت.
انصدمت كاميليا من ردها.
- قائلة باستغراب. في البيت ازاى وانا في بيتك دلوقتى.
انتفضت من السرير.
- قائلة برعب. يا نهار اسود.

- صافى انتى كدة قلقيتنى عليكى. انتى فين.
- انتى كلمتى حد من الخدامين.
- ايوا قابلت الدادة ودخلتنى جوا.
- كاميليا انا معى كريم.
- بتعملى ايه معايا؟
- بصى اسكتى ماتتكلميش قدام حد وانا دقايق واكون عندك.
- هتكلم قدام مين؟
- انا قايلة للى في البيت انى انا عندك.
- يا نهارك ابيض. ازاى تعملى كدة.
- اسكتى بقي انا جاية وهحكى ليكى كل حاجة.
- حاضر يا صافى مستنياكى.
- انا مسافة السكة وهكون عندك بس ماتتكلميش مع حد.

- اوكى يا روحى. قالتها بطاعة واغلقت الهاتف معها.
اما هي ركضت على المرحاض سريعا. اخذت دشا في عجالة، وخرجت مرتدية ملابسها. وضع يده على الفراش، ليحتضنها وجد المكان فارغاا، ففتح عيونه واعتدل في سريره، رائها امامه. فسائلها بنعاس.
- قائلا باستفهام. راحة فين يا روحى.
- هروح البيت.
- ليه يا حبيبي في حاجه.
- كاميليا في البيت.
- عادى. قالها بعدم استيعاب.
هبت فيه بانفعال.
- قائلة بعصبية. اي اللى هو عادى.

عندما لاحظ غضبها، قام من على السرير. ليتحدث معها بهدوء ويمتص غضبها.
- قائلا بحنية. طب ممكن تهدى. انتى خايفة كدة ليه.
- اهدى ازاى وكاميليا راحت البيت. وانت عارف انا مفهمة كل الناس انى انا عندها ومجرد وجودها هناك يبقى كل حاجه دلوقتي كذب في كذب نفسك. قالتها بخوف شديد.
- طب خذ نفسك كده وما تقلقيش كل حاجه هتكون تمام. قالها بحنية وهو يحاول يحتضنها.
ابعدته عنها.

- قائلة بضيق. سبني دلوقت وانا هاروح اشوف الدنيا بدل ما تنهد فوق راسى.
لم يتضايق من فعلها. فهو يقدر وضعها بشدة.
- قائلا برجاء. ممكن تهدى.
- هحاول يا كريم هحاول.
- لازم حد ينغص علينا حياتنا.
- قولتك بلاش نمشى في الطريق ده لكن انت كنت مصر.
نظر لها بعشق.
- قائلا بصدق. انا بحبك وكنت عايزاك باى شكل.
- اهو حبك ده هيودينى في داهية.
غمز لها بخبث.
- قائلا بوقاحة. حبي انا بس.
تجاهلت مقصده الواضح.

- قائلة بعجالة. مش وقت كلام او عتاب انا ماشيه.
- اول ما توصلي طمنيني عليك.
هزات راسها ايجابا وركضت تلحق صديقتها، قبل ان تحدث كارثة اكثر من ذلك.

بعد ان دلف من المرحاض، ذهب الى غرفة تبديل الملابس، ارتدى ملابسه وخرج اليها، كانت هي جهزت وجبة خفيفة، وتضعها على الطاولة، اقترب منها.
- قائلا بضيق. انا خارج.
لاحظت بانه مازال غاضب منها.
- قائلة باستفهام. ادم انت زعلان.
لم يكب عليها في شىء.
- قائلا الحقيقة. ايوا زعلان وجامد كمان.
اردفت ورود بحنية.
- قائلة بطلب. طب لو سمحت حط زعلك على جنب وتعالى كل معايا.
اردف بعند.

- قائلا برفض. ما عايزاش انا هاكل مع صحابى.
تضايقت من رده.
- قائلة بغضب. مين صحابك.
- كاميليا.
- معانا في الكلية.
- لا.
- طب ايه؟
- واحدة صحبتى.
نظرت لها بغيظ.
- قائلة بحزن. اه فهمت.
- كلى براحتك ولو عايزة تنامى هنا مافيش مشكلة.
- انا هاكلش هروح شقتى.
- هو انتى كنتى بتحضرى الاكل علشان تروحى الشقة.
- نفسي اتسدت.
- هي ايه اللى اتسدت ما انتى كنت جعانة من شوية.

- انا حضرت الاكل وتعبت فى. وفي الاخر تقول ليا انك خارج تاكل مع صحايك. قالتها بعصبية وهي تضغط على حروق كلمة صحابك.
بمنتهى قلة الذوق.
- قال لها. ماحدش كان طلب منك تحضرى الاكل.
انصدمت من رده. ولكن الصدمة لم تدم طويلا فهذا هو آدم ولم يتغير. فحزنت في داخلها.
- قائلة بندم. تصدق كلامك صح انا اسفة. قالتها وهي تذهب.
امسكها من ذراعها بقوة.
- قائلا بامر. ماتمشيش الا لم تاكلى الاولى.

قالت بغضب، وهي تحاول ان تتخلص من يده.
- سيب دراعى يا ادم.
- هسيبك لم تبطلى عند وتاكلى.
- انا ماهكلش ورايا ابحاث.
- ورود انتى مش صغيرة على الكلام ده.
هبت فيه بانفعال.
- قائلة بغيرة. روح شوف صحابك وكل معاهم.
سعدت لغيرتها عليه.
- قائلا ببرود. دى مضايقنك بقي صحابى.
تعصبت من طريقته. فتخلصت من يده باعجوبة.
- قائلة بغيظ. انت مستفز.
- وسراج بقي عامل ازاى؟

- تصدق ان الواحد حرام يتكلم معاك. قالتها بغيظ وانصرفت من امامه على شقتها، وتركته ياكل في نفسه...

بعد ان ذهبت الى غرفتها، اتصلت بامها واخبرتها، انها ستعود الى مصر غدا، استغربت امها بشدة، فهى كانت معتقدة بانها ستظل شهر، وفي نفس الوقت سعدت بشدة، فهى اشتاقت الى ابنتها جدا، اخرجت حقيبة السفر ووضعتها على فراشها، وبدات تخرج الملابس و ترتبها فيها، الوقوع في الحب كان قدرها، لكن الرحيل هو قرارها ولا رجعة فيه، طرقت عليها تارا باب الغرفة، فهى كانت تريد ان تتحدث معها قليلا، فتركت مابيدها وذهبت لتفتح، رائتها امامها، وجه نسمة كان مملوء بالدموع والعتاب والوجع، قلقت على منظرها ذلك. فسالتها بقلق.

- قائلة باستفهام. مالك يا نسمة.
بدون ان تكذب خبر، ارتمت في حضنها تبكى بقوة، على حالها التعيس، بادلتها الحضن وهي ترتب عليها بحنية الام على ابنتها، ظلت على هذا الوضع دقائق تبكى حتى اخرجت كل الوجع الذي بها...
بعد ان ضبضبت نفسها. خرجت من حضنها.
- قائلة بامتنان. شكرا يا تارا.
- على ايه يا بنتى احنا اخوات.
نظرت لها بامتنان.
- قائلة بحب. حبيبتى.
- هفضل واقفة برا كدة كتير.

ادركت بانها مازالت خارجا. فقالت بحرج وهي تشير لها بالدخول.
- اه سورى اتفضلى.
دلفت الى الداخل. واغلقت نسمة ورائها الباب، رات حقيبة السفر موضوعة على السريروبها بضعة ملابس، التفت لها بتساؤال - قائلة باستفهام. اى ده هو انتى خلصتى الشغل.
ذهبت لتستكمل تحضير الحقيبة.
- قائلة بايجاب. لا الشغل ماخلصش بس انا طاقتى اللى خلصت.
هزات راسها باستغراب.
- قائلة بفضول. هو ايه اللى حصل بينك وبين اديم.
- ما فيش.

هبت فيها بانفعال.
- قائلة باستغراب. ازاي ما فيش. انت ما شايفهاش نفسك.
تركت الحقيبة ونظرت لها باهتمام.
- قائلة برجاء. مش حابه اتكلم يا تارا.
- هو اديم قالك حاجة تجرحك.
- حتى من غير ما يتكلم بيجرحني من غير اي حاجه.
- في حاجة عملتيها في الشغل.
- لا مالهاش علاقة بالشغل.
- طب ايه اللى حصل.
- سورى ماهقدرش اتكلم.
تضايقت من رفضها التام بعدم اخبارها.
- قائلة بعصبية. هو في ايه.
تنهدت بحزن.

- قائلة باختناق. في ان انا قرفت وزهقت ما بقتش طايقه نفسي.
- ايه اللى حصل لدى كله.
- ابقي اسالى ابن عمك انا خلاص قررت ارجع القاهرة.
- بقولك احجزى ليا معاكى.
- ليه بقي.
- البنات عندهم حضانة. وحاسه ان الموضوع بقى بايخ وجودنا هنا اوى.
- يا بنتي ايه اللي بوخه انت مع جوزك كنت انبسطي بوقتكم.
- ايوه ده اكيد بس الفكره ان انا محتاجه ارجع للدكتور بتاعي. وحياتنا هناك متعطله كفايه ان احنا قضينا هنا اسبوع كويس.

-اللي انت عايزاه.
- لا كدة افضل احجزى ليا والبنات وزين كمان.
- هو هيجى كمان معاكى.
- اه طبعا اسيبه هنا يعاكس البنات الفرنسية.
- هو يقدر يبص لحد وانتى موجودة في حياته.
- برضو لازم اعمل حسابى الرجالة مالهمش امان.
- طب تمام هجزلك معايا بس الاول خدي اذن جوزك.
- لا ما تخافيش هو هيوافق على طول.
- ده انت واثقه من موافقته.
- طبعا هو عشرة يوم دى عمر كامل.
- انا فرحانه انه علاقتكم رجعت زي الاول.

- يا حبيبتي يا نسمه عقبال فرحك يا رب.
- ما عادش فيها فرح. قالتها نسمة بحزن.
انصدمت تارا من الذي سمعته.
- قائلة بقلق. ليه يا بنتي ايه اللي حصل.
- فؤاد فسخ الخطوبة لم عرف بسفرى.
ضمت حاجبيها باستغراب.
- قائلة بصوت ضاحك. مجنون ده ولا ايه.
مدت شفتيها لامام.
- قائلة ببرود. ما اعرفش.
- هو انتى كنتى بتحبى.
- لا محبتهوش. بس كان مناسب ليا.
قالت بتوضيح وهي تشير على قلبها.
- مادام ده مادقش يبقي مناسبهوش.

ابتسمت بحسرة على حالها.
- قائلة بتمنى. ياريته ما كان دق.
- لا انتى شكلك الدنيا بايظه معاكى نهائي.
- اه فعلا بايظة. الحسبة كلها طلعت غلط.
- يمكن حسبتيها غلط من البدايه.
- اكيد حسبتها غلط الا ماكنتش وقعت الوقعة دى.
لاحظت الاسي في حديثها.
- قائلة باستفهام. ما لك يا نسمه بتتكلمي بوجع اوي كده ليه.
- حسبتها غلط فلازم اكون موجوعة.
- طب ما تقولي لي يمكن نقدر نعدلها من اول وجديد.

- ماهتتعدلش غير لما انا اتعدل او اكرر ان انا اتعدل.
-اوف الكلام ده كبير اوي.
- الكلام بيكون كبير على قد الوجع للانسان بيكون فيه.
- موجوعه.
- تعودت على الوجع. اصلا لو حد شاف اللي انا شفته في حياتي بيتعود او بيتلاشى او بيعمل نفسه مش شايفه.
- حضرتك بقت فيلسوفة.
- الوجع بيعمل مننا اعظم ناس.
- ما تجيبليش سيره الوجع لاني حافظه وعارفه تعبه وغضبه. الكارثة ان الوجع بيكون سببه اقرب الناس لينا.

- وكانهم بيشوفنا هنكمل ولا لا. بيقسوا حبنا ليهم على افعالهم.
- الحب ما يبقاش موجود اصلا وكل اللي موجود ما بيننا عتاب حتى ده بيروح مع الزمن.
- على رايك.
- احنا لو فضلنا نتكلم كدة ولا انتى هتحجزى ولا هتخلصي الشنطة بتاعتك.
- كلامك صح.
- اسيبك بقي مف نفسك تخلصى دنيتك.
- اوكى.

نزلت من سيارتها سريعا، رنت جرس الفيلا فتحت لها الخادمة، عندما رائتها على ذلك الوضع. وهي تنهج لتاخذ نفسها.
- سالتها بقلق. مالك يا هانم؟ حضرتك كويسة.
قالت بايجاب، وعينيها تبحث على صديقتها.
- اه كويسة فين كاميليا.
- في الليفنج روم حضرتك.
- طب روحى شوفى شغلك.

هزات راسها ايجابا وتوجهت الى مكان عملها، ام هي ذهبت الى عندها، عندما رائتها قامت من مقعدها لتسلم عليها، اغلقت الباب ورائها بالمفتاح، ثم ارتمت في حضنها لتاخذ نفسها في تلك الدقائق القليلة التي مرت بها، بعد ان استعادت انفاسها خرجت من حضنها.
- اهدى يا صافى انتى كويسة.
- لا ابدا مش كويسة خالص. هموت من الرعب.
قالت بطلب، وهي تمسك يدها ليجلسوا على الاريكة.
- طب تعالى اقعدى واهدى كدة وخلينا نتكلم بالراحة.

قالت بخوف، وهي تجلس بجوارها على الاريكة.
- تيجى منين الراحة؟
- ايه الجنان اللى سمعته في التليفون ده.
- دى حقيقة مش جنان.
- طب ليه ماقولتيش.
- يا سلام انتى ناسية ادم.
- اه صحيح طب هتعملى ايه.
- هسيبها للظروف بقي.
كاميليا بسعادة لصديقتها.
- بس احلى قرار اخدتى.
- اسكتى من يوم ما اتجوزت وانا مرعوبة وخايفة من اللحظة اللى هيعرف فيها آدم.
- بتفكرى في المصيبة قبل ما تنزل يا ستار يارب.

- اعمل ايه وانا ابنى لو عرف هيخرب الدنيا.
- يخربها ليه هو انتى متجوزة في الحرام.
- هتعملى زى كريم.
- دى حقيقة وامر واقع. وبعدين الخطوة دى كان لازم تعمليها من زمان.
- سيبك انتى ايه اللى حصل معاكى مضايقك.
- طليقى الزفت عايز البنت تكون في حضانته.
- دى اتجنن ولا ايه.
- ماتجننش ولا حاجة. لان البنت وصلت السن اللى تكون في حضانة ابوها.
- هو لسي فاكر ما كان سايبها مابيسالش عليها.

- هو كدة بيدور على اى حاجة بتضايقنى ويحرق بيها دمى.
- لسي بتحبى؟
تنهدت بحزن على نفسها.
- قائلة باسى. مع الاسف لسي متزفزت ولا عمرى نسيته. بس حركاته بدات تخلى الحب يقل.
- ربنا يهدى بينك وبينه.
طرق آدم على غرفة امه.
- قائلا بنداء. افتحى يا صافى.
- اى ده دى آدم. قالتها بلهفة ؛ لانها اشتاقت له بشدة. فتحت له الباب واخذته في حضنها.
- قائلة باشتياق. واحشتينى واحشتنى.
بدالها الحضن باشتياق.

- قائلا بصدق. وانتى كمان يا صافى واحشتينى.
- يا حبيبي. قالتها بحب وهي تداعب وجنتيه امام صديقتها الذي خجل منها. فابعد يد امه عنه.
- قائلا بتذمر. انا مش صغير على الحركات دى.
- لا هتفضل في نظرى صغير.
- ما تقولى يا كاميليا حاجة.
- فعلا يا صافى اى صغير دى. آدم دى راجل وسيد الرجالة.
التفت لها.
- قائلة بايجاب. دى اكيد بس هو نظرى صغير.
- همشى لو فضلتى تقولى كدة.
- لا انا ما صدقت اشوفك.
- وانا كمان.

- عامل ايه في الكلية.
- مش وقت اسئلة. روحى قولى للدادة تحضر ليا اكل.
- يا حبيبي انت جعان جدا.
- ميت من الجوع.
- طب دقايق والاكل يكون جاهز. قالتها وانصرفت من امامهما.
ام هو اغلق باب الغرفة. ونظر الى كاميليا باستفهام.
- قائلا بتساؤل. مالك.
- كنت تعبانة شوية ومحتاجة مامتك تكون جنبى.
- طب انا فين يا كاميليا؟
- انت موجود يا حبيبي.
- بس ماعايزاش بنتى تشك في حاجة.
- هحاول اقتنع بكلامك.
- انت كنت فين الفترة دى كلها.

- مشغول في الكلية من ابحاث للمحاضرات للسكاشن.
- انت عارف اخر مرة كنا فيها مع بعض امتى.
هزا راسه بتذكر.
- قائلا بصدق. مش فاكر.
- لم جت ورود ليك وانت كنت بتزعق ليها انت. بجد عامل معاها ايه؟
- لو سمحتى ماتجبليش ليا سيرتها.
- ليه مضايقك في ايه؟ حتى باين انها كويسة ومؤدبة.
- بقولك ماعايزاش اسمع سيرتها.
قامت من مكانها بدلع. ووقفت قبالته.
- قائلة بمياعة. مضايقة حبيبي في ايه؟
تجاهل سؤالها. وحضنها من خصرها ليقبلها.

- قائلا بوقاحة. واحشتينى.
ابعدته عنها بقوة.
- قائلة برفض. ماينفعش صافى.
غمز لها بوقاحة.
- قائلا بمكر. على اساس دى اول مرة نعملها هنا.
- بس برضو هتخبط علينا بعد شوية ماينفعش.
- كاميليا ماتعنديش اليوم النهاردة كان وسخ اوى.
- ومين اللى وسخه.
- مين غيرها الزفتة ورود.
- ماتقولى عملت ايه.
- انتى بتتكلمى كتير ليه. قالها وهجم على شفتيها ؛ يقبلها بعنف وقسوة كلما تذكر سراج مع ورود.

على الجانب الاخر، كانت انتهت الخادمة من تحضير الطعام، فذهبت صافى لتخبر ابنها، وضعت يدها على الاوكرة، وجدت الباب مغلق استغربت بشدة فطرقت الباب.
- قائلة بنداء. افتح يا ادم. هو انت قافل الباب ليه.
بعدته كاميليا عنها باعجوبة.
- قائلة بخوف. يا نهار اسود صافى برا.
- اهدى كدة وبطلى خوف.
- اهدى ازاى مامتك برا وبتخبط علينا.
- اعدلى هدومك بس وانا هقولها اننا كنا بنتكلم مع بعض.

- ازاى بتتكلم ببرود كدة وانا من الاول قولت ليك بلاش.
- خلاص بقي يا كامليا متعمليش حوار.
قالت صافى بقلق وهي تخاول فتح الباب.
- آدم هو في ايه؟! افتح الباب ده.
- حاضر يا ماما. قالها وهو يذهب ليفتح الباب، بعد ان عدلت كامليا من نفسها، وكأنه لم يحدث شىء، فتح الباب بالمفتاح، رات ابتسامة ابنها المعتادة و كاميليا واضح عليها الارتباك بشدة.
- هو انت كنت قافل الباب ليه.

- عادى يا مامى كنت بتكلم مع كاميليا في حاجة خاصة.
- خاصة من اى نوع؟!
- سر.
- سر ايه اللى خليها متوترة وباين عليها الخوف كدة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة