قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل التاسع والأربعون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل التاسع والأربعون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل التاسع والأربعون

- حاضر يا ماما. قالها وهو يذهب ليفتح الباب، بعد ان عدلت كامليا من نفسها، وكأنه لم يحدث شىء، فتح الباب بالمفتاح، رات ابتسامة ابنها المعتادة و كاميليا واضح عليها الارتباك بشدة.
- هو انت كنت قافل الباب ليه.
- عادى يا مامى كنت بتكلم مع كاميليا في حاجة خاصة.
- خاصة من اى نوع؟!
- سر.
- سر ايه اللى خليها متوترة وباين عليها الخوف كدة.
رد عليها بعدم خوف.

- قائلا بلامبالة. اصلها كانت بتكلمني عن جوزها والمشاكل اللي ما بينهم.
- اه بتكلمك عن جوزها. طب ايه اللي جاب الاحمر ده على رقبتك يا ادم. قالتها بشخطة فيه.
ادم بمكر.
- احمر. احمر ايه يا ماما. قالها وهو يحسس على رقبته. وضعت امه يدها على رقبته تمسح روج صديقتها وارته اياه. اتسعت عينيها بصدمة، وهي وضعت راسها في الارض.
هبت فيهما بانفعال.
- قائلة بصراخ. ممكن افهم ايه اللى بيحصل هنا.

- ماما انت فاهمه الموضوع غلط
- وايه بقى الصح يا مستر ادم. قالتها بسخرية ممزوجة بعصبية.
- من غير تريقه. دى روج واحده كانت معايا في الكليه.
- معاك في الكليه بس غريبه نفس الروج اللي حطاه كاميليا.
- عادي صدفه يعني هو ممنوع ان الناس تحط زيه.
- تصدق كلامك صح صدفة. وصدفة برضو زراير هدومك متلخبطة برغم انها كانت معدولة من دقايق.
هنا كانت الصدمة الثانية له. فحاول ان يغير الحوار.
- قائلا باستفهام. هو الاكل جهز؟

صافى بحدة شديدة.
- قائلة باستفهام. ايه اللى بينك وبين كاميليا.
- هيكون ايه اللي بيني وبينها مجرد انها صاحبه امي.
بتقول صاحبه امك فقلت بقى تخليها صاحبتك انت كمان.
- ماما انتى بتتكلمى ازاى.
صرخت في وجهه بعصبية.
- قائلة بانفعال. بتكلم زى الناس. انا بتكلم زى الناس.
- اهدا يا صافي خلينا نتكلم بالعقل.
- هو انت خليتى فيها عقل يا كاميليا مصاحبه ابنى.
- اكيد انت فاهمه غلط.

- فاهمه غلط وقفل الباب والروج اللي على رقبته وهدومه اللي متبهدله و نظرات عينيك وتقولي لي برده فاهمه غلط.
- هو انا ايه اللي هيكون بيني وبينها.
- قول لنفسك ما خلصناش من البنات الصغيرين رايح تصاحب واحده من سن امك.
- ماما ينفعش الكلام ده دي طنط كاميليا.
- طنط قلت انها طنط مش تصاحبها. هي العلاقه واصله بيكو لفين.
- صافي كده ما ينفعش.

- انت اللي ما ينفعش وقال بتحبي جوزك هو فين الحب اللي بتحب لجوزك وانت بتنامي مع واحد من سن عيالك.
- لا انا مضطره امشي.
- صحيح انك بجحة وقليلة الادب.
- هو انا عملت ايه.
هبت فيها بغضب.
- قائلة بعتاب. بتنامى مع ابنى يا كاميليا.
- انتى كلامك اتخط الحدود انا ماشية. قالتها بعصبية وانصرفت من امامها.
- ما عدتش تدخلى بيتى يا كاميليا والعلاقه اللي ما بينا خلصت.
- ماما انتى ازاى تقوليلها كدة.

- انت تخرس خالص. قالتها بعصبية، وضربته على وجهه بشدة.
انصدم من فعلة امه.
- قائلا بعدم تصديق. ايه اللى انتى عملتى ده.

- عملت اللي كان لازم اعمله من زمان من اول ما نمت مع واحده في الحرام كان لازم اضربك واكسر عظمك واعرفك ان ربنا موجود وهيحاسبك وهيسالك على الزفت اللي بتعمله، لكن انا سبتك ودلعتك واهملت بتربيتك قلت بكره يعقل. النهارده حد هيادبه. النهاردة هيحصل. مفيش حاجه بتحصل يوم عن يوم وانت ماشى في عندك وماشى في قله ادبك وما فيش جديد.
صرخ في وجهها بعصبية.
- قائلا بانفعال. انا عملت ايه؟

- وكمان بتجادل في قلة ادبك مصاحب صاحبتى يا فاجر يا قليل الادب.
- يوه اى العيشة الزفت دى.
- فعلا زفت لما سبتك توصل للدرجه دى. ما بتعملش حساب لحد ولا مهتم بحد ودايس في الغلط ومكمل.
- انتى كدة جبتى اخرها.
- هي حصلت تهددنى يا ولد. قالتها وعالجته بكف اخر على خده الاخر.
- انا ماعدتش هدخل البيت ده تانى.
- دى اكيد بس قبل ما تمشى هات مفتاح العربية والكريدت كارت وكل حاجة دلوقتى.

- وانتى ما لك هو انتى اللي كنت جايبهم بفلوسك.
- حوش انت اللي بتشتغل وجايبهم بفلوسك دي فلوس باباك وفلوس اديم اخوك.
- مامي ما عنتيش هتشوفي وشي هنا.
- ده اللي نفسي فيه بس قبل ما تمشي زي ما قلت لك كل حاجه تطلعها ليا دلوقت.
- استحاله انا ماقدرش اعيش من غير الحاجات دى.
- اعتمد بقى على نفسك جرب الشغل واعرف الفلوس بتيجي ازاي اعرف زي اللي بيعرف.
- انا ابنك ادم هو انت ناسيه.

- مع الاسف فاكره بس من النهارده هامحيك من الذاكره خالص.
- وده كله ليه. تعصبت من كذبه الواضح.
- قائلة بامر. بطل تقولى ده كله ليه وما تنرفزنيش.
- انا بقى ما هاديكيش حاجه. قالها بالعند فيها. وانصرف من امامها او بمعنى صحيح هرب.
وهى ورائه تنادى عليه تنادى وتنادى وهولا يرد حتى اصبح خارج الفيلا ركب سيارته وقاد سريعا. وهي بدون تفكير ركبت سيارتها وسارت ورائه.

علي الجانب الاخر، كانت انتهت من تناول طعامها الذي احضرته بنفسها، بعد ان رفض ذلك المتعجرف ان ياكل معها، جلست على الطاولة وبدات تجهز وتحضر لذلك البحث الذي رفضه ذلك الظالم ان يعمله معها، تذاكر بهمه ونشاط ولا شيء يعكر عليها ذلك السلام النفسي الذي تعيشه مع نفسها، فوظيفتها هنا ان تحصل على اعلى الدرجات حتى تستطيع ان ترحل في اقرب وقت اصبحت لا تطيق التواجد هنا فكل شيء يضغط عليها وعلى نفسها، اديم كل وعوده اصبحت كذب منذ ان اتى بها الى هنا، وهو لا يهتم بها مثقال ذره واحده، عندما تراه يقدم لها الكثير من الاعذار، بانه مشغول وان العمل اهم شيء الى ما اخره، وانه ابتعد عنها ولا يجرى عليها الكثير من الاتصال، حتى يترك لها المجال لتتخذ القرار السليم في بناء هذه العلاقه التي من الواضح انها فاشلة من البداية، وقرارها من اول يوم كان صحيحا وصائبا بانهاء تلك العلاقه التي لا يوجد منها جدوى نهائيا، غير انها مضيعه للوقت واهدار للصحه وتفكير لا من اجل شيء، وهي منتبهه في عملها وتسعع لتحقيق الافضل، سمع صوت صارخ في شقة آدم. فقامت من مقعدها، وفتحت باب الشقة، رات امامها امراه في مقتبل الاربعينات ترتدى من اجمل الماركات، تطرق على باب شقته بعنف، وتنادى عليه بصراخ.

- صافى بعصبية. افتح يا أدم افتح يا زفت.
ردت عليها ورود برقة.
- قائلة بادب. ادم مش هنا.
التفت الى رقة الصوت رات امامها ملاك في صورة بنت جميلة جدا، يخلو وجهها من كل مساحيق التجميل. نظرت لها من اخمص قدمها حتى اعلى راسها بخبث.
- قائلة باستفهام. ايه اللي عرفك ان هو مش هنا.
- اصلا هو جاري ومعايا في نفس الكليه.
- اه في نفس الكليه. هو انت اسمك ايه.
- اسمي ورود.
- اسمك حلو يا ورود.
- شكرا لحضرتك.

- يا ترى بقى ادم فين.
- هو قال انه هو خارج مع ناس صحابه.
- واى اللى عرفك ان هو مع صحابه.
ردت عليها بمنتهى العفوية.
- قائلة برقة. اصل هو قالى قبل ما يخرج.
رفعت حاجبيها باستغراب.
- قائلة بخبث. قالك بمناسبة ايه. ما انا قولت لحضرتك انا جارته ووزميلته في الكلية.
- هو بابكى ومامتك فين.
- متوفيين.
- وانت بقى قاعده هنا لوحدك
- ايوه حضرتك.
- هو انت بقى زميله ادم ولا صاحبته. قالتها صافي بخبث شديد.

- قائلة بنفى. لا انا زميلته بس.
قالت باقتناع بكلامها.
- ما هو باين عليكى.
ثم تابعت في سرها. وهي تنظر الى وقارها وهدوئها في الحديث.
- صاحبته ايه دى كان زمانك مش لابسة حاجة.
- بتقولى حاجة يا طنط.
- لا يا روحى.
- ممكن حضرتك تفضلى جوا لحد ما يجى.
ضحكت على برائتها.
- قائلة باستفهام. هو انت لسه مصدقه ان هو مش هنا.
- اه لانه لم بيخرج ما بيرجعش دلوقت.
- مع الاسف ابني جوى مش راضي يفتح لاحد.
- هوحضرتك مامه ادم.

- مع الاسف مامته. قالتها باسى.
ثم تابعت طرق على الباب الشقة.
- قائلة بنداء. افتح يا ادم وبطل شغل العيال ده. ما تفضحناش قدام جيرانك.
-هو حصل ما بينكم حاجه.
- لا دي حاجات. افتح الباب ده بدل ما اكسره لك.
فتح الباب راى ورود وامه. نظر لها باعجاب بمنظرها الرقيق. ثم تابع مع امه.
- قائللا برفض. انا ماعيزش اتكلم.

- انا اللي مش حابه اتكلم معاك. بس اديني مفتاح الشقه دي ومفتاح العربيه والكريدت كارد. وبعد كده غور من وشي ماعيزاش اشوفك.
- ماما انتى اكيد بتهزرى انا هعيش ازاي من غير الحاجات دي كلها.
- شوف بقى واحده من اللي انت بتصاحبهم تنام معهم تديك الفلوس وتصرف عليك.
- ليه انتى كنتى شايفنى ست.
- يا ريتك كنت ست. انت وصل بيك الجبروت مع صحبتى.
نظرت له ورود بصدمة. وهو تضايق ان امه تحدثت امامها. تمالكت دموعها.

- قائلة بادب. عن اذنك يا طنط.
- لا ما تدخليش جوى. انت لازم تحضري الموقف ده.
- وهي ما لها بصفاتها ايه.
- صفاتها انك كنت قايلها انك مع ناس صحابك. قالتها صافي بخبث.
- ادخلي يا ورود ما تسمعيش كلام مامي.
- لا خليكى واسمعي فضائحنا وشوفي الكوارث البيه.
- مامى ما ينفعش اللي انت بتعمليه ده.
- هو انا لسه عملت حاجه. ده انت لسه هتشوف مني ايام سودة.
- غلطه وما هتتكررش.

- غلطاتك كانت كتيره لكن المره دي فرقت وبزياده كمان.
- ممكن تدخلى جوا علشان صوتك والجيران.
- هو انت بيهمك حد.
- معلشى تعالى على نفسك واتفضلى جوا.
هزات راسها بنفاذ ضبر ودلفت للداخل.
- وانت يا ورود كمان على شقتك.
- فعلا على شقتي يا ادم. انا اسفه ودي اول واخر مره ادخل شقتك دي.
- ورود ما تبقاش انت وماما.
- لا هتبقى مامتك بس ما عادش لك كلام معي نهائي.
هب فيها بانفعال.
- قائلا بعصبية. ما تجننينيش.

- هم دول صحابك اللي كنت رايح تشوفهم. -
انتى فاهمه الموضوع غلط.
- انا خلاص ما عدتش عايزه اعرف ولا افهم.
- طب ممكن تدخلي دلوقتي وبعد كده هافهمك.
- قلت ليك ما عايزاش افهم. الكلام اللي ما بينا خلص. قالتها بعصبية. ودلفت للداخل. واغلقت الباب في وجهه بعنف.
صافى رات طعام موضوع على طاولته. التفت له وسالته بفضول.
- مين اللى كان معاك وعملك الاكل ده.
- دى الشغالة.
صافي بخبث.

- قائلة بعدم اقتناع. وانت من امتى بتجيب ليك شغالة في البيت.
- قصدك ايه؟
- انت فاهم قصدى كويس من غير لف ودران.
- طب ممكن تقعدي خلينا نتكلم بالعقل.
- هو انت خليت في عقل.
اردف بصدق.
- قائلا بوعد. اوعدك ماعدتش هتتكرر.
- وعودك كلها في الارض. ازاي كنت بتنام معاها، وهي واحده من سني.
- غلطه وما هتتكررش.
- وايه الضمان لده.
- قلت ليك ما هتتكررش.
- كل مره بتقول كده ووساختك بتزيد عن اليوم اللي قبله.
- هاحاول المره دي.

- مافيش محاولات هات مفتاح الشقه ومفتاح العربيه والكريدت كارت، وبكده اضمن تغيرك.
- هتغير ازاي وانتى حرمت عني كل وسائل الحياه.
- تيجي تعيش معايا بالفيلا والسواق كل يوم يوصلك بالعربيه والفلوس خد مصروف.
- مصروف ليه هو انا لسه صغير.
- يا ريتك كنت صغير على الاقل كنت هاضربك وهتتعلم.
- مش كفايه انك ضربتيني.
- انا ما كانش مفروض اضربك انا كان لازم اكسر عظمك.
اراد ان يستعطفها.
- قائلا. صافي انا ادم ابنك حبيبي.

- خلاص مابقتش حبيبي. انت توصل بيك البجاحة انك تصاحب واحدة من سن امك انا حد دلوقتى مش مصدقة.
تجاهل ان يرد عليها.
- قائلا بتذمر. انا ماهقدرش على الحياة دى.
- لان هتمنع عنك كل وسائل الوقاحه بتاعتك.
- كانى اول مرة اعملها. مش معنى المرة دى.
- لان المره دي غير كل مره. انت فوقت كل التوقعات مره مع الخدامه مره مع اصحابك في الكليه مره في الكباريهات تيجى وتكمل مع صحبتى.
- انا شاب وكل اللى في سنى بيعملوا كده.

- ما تبررش الغلط انت غلطت واعترف بغلطك بدل ما تجادل كتير.
- طب انا اسف.
- اسفك مرفوض.
- اعمل لك اكتر من كده ايه؟
- اللي قلتلك عليه يتنفذ.
- ده مستحيل انا ما اقدرش اعيش في مكان غير الشقه دى. على الاقل اقدر اذاكر.
- لا حوش المذاكره كل سنة بتطلع من الاوائل بطل لف ودوران ونفذ الكلام.
- ازاى عايزانى اعيش كدة. وكمان يبقى ليا مصروف. انا آدم كارم النوار.
- ياريتك ماكنت آدم كارم النوار.

- هو انت بتبرى منى؟ تجاهلت الرد عليه.
- قائلة باستفهام. هي مين ورود دى.
- لا ما تفهميش غلط دى زميلتي في الكليه وجارتي.
- لا ما تخفش مصدقاك في الحوار ده اصل البنت باين عليها مؤدبه ومحترمه. مش زي اللي تعرفهم.
- ايه اللي خلاك تتكلمي قدامها.
- ما العالم كلها عارفة فضايحك.
- بس برده يا ماما.
- ايه؟ خايف على زعلها.
- ايوه طبعا. قالها سريعا وبعد ان لاحظ دهشته امه.

- قائلا بارتباك. لا انا قصدي انا كده هانزل من نظرها.
رمقته امه نظرة لامعة.
- قائلة بعدم تصديق. اول مره تهتم براي حد فيك.
- ما انا قلتلك خايف انزل من نظرها.
- هي بالنسبه لك ايه؟
- زميلتي وجارتي. هتخش لي بقى في حوارات وتعملى افلام هي مجرد زميلة بس.
- متاكد.
- ايوا طبعا.
- طب خليها تيجى تقعد معانا.
- بصفاتها اايه.
- زميلتك وجارتك في السكن. قالتها بسخرية مقلدة طريقة ابنها.
- صافى انتى عايزة منها ايه؟

- عايزاها تيجى تسمع فضايحك.
- كفاية اللى قولتلى قدامها.
- لا تسمع اكتر.
- ماما مالكيش دعوة بورود
قالها بعصبية.
- ناديها بدل ما اخد منك مفتاح الشقة والعربية وال...
قبل ان تكمل كلامها، كان هو اخرج مفتاح السيارة والكريدت كارت ومفتاح الشقة وكل ما يملك من جيب بنطاله.
- قائلا برجاء. خدى كل حاجة بس ابعدى عنها كفاية انها زعلت منى.
اخرج كل شىء وسط صدمتها واستغرابها.
- قائلة باستفهام. لللدرجة دى هي مهمة عندك.

- مالهش علاقة بلاهمية بس خايف على مشاعرها.
- حضرتك حساس اوى. ايه علاقتك بيها.
- ما انا قولتلك.
- لا دى مش مجرد جارة اللى تخليك قبل ما اكمل كلامى تتخلى عن كل حاجة بسهولة. هو ايه الحوار؟
- لا حوار ولا حاجة بنفذ رغبتك. - ادم ماتجننيش انت كنت رافض.
- ماما انتى ماكنتيش عايزة مفتاح الشقة والكريد كارت وكل حاجة. خدتيهم خلاص مالكيش كلام معايا بقى.
- بتحبها.
- هي مين؟
- اللى اتخليت عن كل حاجة علشانها.

- حب ايه هو انا بتاع حب.
- كلامك صح بس تصرفك دلوقتى بيدل على انك خايف تسمع فضايحك.
- وليه ماتقوليش انى اكتشفت غلطى وبصلحه.
- آدم اضحك على كل الناس الا انا.
- طب لو بحبها على كلامك. ايه اللى يخلينى كنت من كاميليا.
- لانك وسخ.
- لا لانى مستحيل احب.
- انت ازاى قدرت تعمل معاها علاقة وهي بتحب طليقها.
- دى ذكاء منى.

- اخرس يا حيوان بتتباهى بايه؟ قالتها بامر. ثم اخذت كل شىء موضوع على الطاولة، ووضعته في حقيبته، ماعدا مفتاخ الشقة والعربية...
- مااخدتيش كل حاجة ليه.
- انا اخدت الاهم. اللى من غيرها ماتقدرش تعمل حاجة.
- براحتك.
- من غير سلام. قالتها بضيق وانصرفت من امامه.

ام هي ذهبت على شقتها. واول مقعد وجدته ارتمت عليه وبدات تبكى بنواح ووجع شديد، لقد رائتها صديقتها صحبتها هي وابنها مع بعض. العلاقة التي بدات من اربع سنوات، ولا احد كان يعرف عنها شىء، فكل شىء بينهما كان يمارس في الخفاء، حتى اذن الملك بان يفضح سرهما اليوم، وامسكتهما صافى بالجرم المشئوم، لقد اخطات خطا فادح لا يغتفر، بعد ان طلقها زوجها بسبب امه التي كانت تكرهها بشدة، اصبحت وحيدة حتى ذلك المتعوس، الذي اغرقها معه في الحرام، نزلت الى قاع معه في جهنم، صافي كانت تتميز بالادب والاخلاق، لكن اليوم لا تختلف عن العاهرات في شىء، تبكى بصوت موجوع والم حزين بداخلها، سمعت ابنتها حور التي تبلغ من العمر الثامنة عشر صوتها وهي تذاكر فهى في الثانوية العامة، تركت ما بيدها، وذهبت لها. وسالتها بقلق.

- قائلة باستفهام. في حاجه يا ماما.
مسحتها دموعها.
- قائلة بكذب. ما فيش حاجة تعبانه شويه.
- لو تعبانة اجبلكلك دكتور.
- ليه يا حبيبتى. هو شوية صداع وهيروحوا لحالهم.
حور بعدم اقتناع.
- قائلة باستفهام. مدام صداع. ليه بتعيطى؟
- اصل مضايقة شوية.
- اعملك عصير ليمون يروق اعصابك.
- مافيش داعى تتعبى نفسك روحى كملى مذاكرتك.
- اروح ازاى وانت بالشكل ده.
- انا هقوم اخد شور اكيد هرتاح. قالتها وهي تقوم من على مقعدها.

سمعت جرس الشقة، ذهبت ابنتها لتفتح وجدت اباها امامها. ارتمت في حضنه
- قائلة باشتياق. بابا حبيبى واحشتنى.
- انتى اكتر يا حور. قالها بحب وهو يحضتن ابنته.
- اتفضل يا بابى. قالتها وهي تخرج من حضنه.
هزا راسه ايجابا ودلف للداخل، واغلقت حور الباب وذهبت له، القى التحية على كاميليا.
- قائلا بود. ازيك يا كاميليا. اى اخبارك.
تجاهلت الرد على تحيته.
- قائلة بغضب. ايه اللى جابك يا طارق.
- جاي اخد بنتى معايا.

- انا بنتى مهتعيش معاك.
- فترة حضانتك خلصت يا هانم ولا ناسية.
- انت شكلك نسيت ان انا اللى ربيتها وخليت بالى منها.
- ده دورك كام. فمن واجبك كدة. ولا انا غلطان.
- وانت كان فين دورك؟
- كان موجود بس بالوقت اللى سمحت لي الحكومة ان اشوفها فى.
هبت فيه بغضب.
- قائلة بعصبية. انت ليه عايز تدمرنى وتحرمها منى.
- ومين قالك انى هحرمها منك. تعالى شوفيها في اى وقت.
نظرت له بعشق.

- قائلة بعتاب. حرمتنى منك زمان وطلقتنى ودلوقتى بتحرمنى من بنتى.
لاحظ ان حديثها سيتاخذ منحنى اخر. فامر ابنته بادب.
- قائلا بطلب. ادخلى يا حبيبة بابى حضرى هدومك.
هزات راسها ايجابا ودلفت بطاعة.
بعد ذهابها نظر الى كاميليا بقسوة.
- قائلا بصرامة. ماتفتحيش في الماضى يا كاميليا.
اردفت بعند.
-قائلة بقوة. لا انا عايزة افتح فى.
صرخ في وجهها بوجع.
- قائلا بعصبية. انت اللى خنتنى زمان.

- والله ما حصل امك من كهرهها ليا لفقت ليا المصيبة دى.
- لسي عايزة تكملى نفس الكدبة.
- دى حقيقة انا عمرى ما خنتك.
- خنتنى ولا مخنتنيش دى صفحة واتقفلت بالنسبة ليا.
هبت فيه بانفعال. واحساسها العميق بالظلم الذي تعرضت له.
- قائلة بدعاء. حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا طارق انت وامك.
لم يتاثر بدعائها فهو لم يظلمها يوما بل هي من اظلمت نفسها بارتبكابها ذلك الذنب.
- قائلا ببرود. ماهردش عليكى.

ثم تابع بنداء على ابنته.
- قائلا بصوت عالى. يلا يا حور.
- حاضر يا بابا. قالتها وهي تدلف من غرفتها بحقيبتها الكبيرة. وحقيبة ظهرها.
نظرت لها بحسرة على فراقها.
- قائلة بعتاب. هتروحى لبابكى وتسيبنى.
حور بصدق شديد.
- قائلة بحب. انا عمرى مااقدر اسيبك بس ده بابى برضو.
- اه فعلا بابكى اللى طلقنى وسابنى.
تجاهل الرد عليها.
- قائلة بحنية. يلا يا حبيبة بابا.

- حاضر. سلام يا مامى. قالتها وهي تحتضنها بحب. ثم ذهبت مع والداها.
الذى قال لكاميليا باخلاق.
- خلى بالك من نفسك.
- ما انت خدت نفسي منى.
- تعالى شوفيها في اى وقت.
- عمرى ماهسامحك يا طارق.
- المسامح ربنا عن اذنك. قالها بادب وهي يجمل حقيبة ابنته منها...
لم تعلق على رحيل ابنتها، غير انها ارتمت ارضا تواصل بكائها، فليس لديها غير دموعها...

بعد عدة ايام كان كل واحدا انتهى من البحث التجارى مع شريكه، اتى مالك ان يسلم بحثه بعد ان قام به بنفسه، لان ماييفا رفضت التعامل معه، وهو يدلف لداخل وجد ورود، فالقى عليها السلام بحب.
- قائلا بادب. ازيك يا ورود.
التفت له بابتسامتها البشوشة.
- قائلة برقة. الله يسلمك يا مالك. اى اخبارك؟
- الحمد لله كويس. عملتى ايه في البحث.
- الحمد لله خلصته.
- طب كويس كان مين شريكك؟
- وائل نور الدين.
- دى ممتاز.

- رفض يعمل معايا البحث.
- ليه بقي.
- لانه مسلم وانا مسيحية.
- اى ده هو انتى مسيحية.
- اه عندك اعتراض انت كمان.
- لا بس اول مرة اعرف.
- هو انا لازم اعرف الناس ديانتى.
- لا يا بنتى. وائل ده متخلف واهبل.
- متجبش سيرته لانه مش موجود.
- يخربت الرقة والوداعة.
- هو انت مهتبطلش قلة ادب. قالها آدم الذي اقتحم عليهما الحديث.
- تصدق واحشتنى. قالها وهو ياخذه بالحضن.
بادله آدم الحضن.
- قائلا بصدق. وانت كمان.

- ايه مابتسالش ليه؟ قالها باستفهام، وهو يخرج من حضنه.
- مشاغل.
- لسي زى ما انت.
- والله اتغيرت وبعدت.
- وده من ايه؟
- علشان خاطر ورود. قالها آدم بصدق، وهو ينظر لها.
- بركاتك يا ست ورود.
- عن اذنك يا مالك. قالتها وهي تدلف.
امسك آدم يدها.
- قائلا برجاء. عايز اتكلم معاكى.
التفت له بغضب. قالت وهي تتخلص من يده.
- مافيش كلام ما بينا.
- انا بقالى فترة بحاول اتكلم معاكى وافهمك موقفى وانتى رافضة الكلام.

- قالت برفض. ماعيزاش اتكلم معاك.
- يا ورود كفاية زعل.
- مالكش دعوة انت مالك بيا.
- لا دى شكل الموضوع كبير. عن اذنك يا آدم. قالها مالك وانصرف بادب. وهو في طريقه راى احسان قادمة لورود سار بجوارها وكأنه لا يراها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة