قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثامن عشر

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثامن عشر

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثامن عشر

بعد ان انهى اتصاله مع الام، واتفق معها انه سيرزهم غدا، تحمست بشدة ووافقت على الفور، ميقنة انه ات لاجل تبرع...
خرج من مكتبه. راى نسمة منهمكة في عملها، او تدعى ذلك، فهى قررت في داخلها، لا يوجد اديم مرة اخرى، ذهب الى عندها ونادى عليها.
- قائلا بنداء. نسمة.
تركت ما بيدها، وتحدثت معه ببرود غير طبيعى.
- قائلة بقسوة. نعم يا مستر.
قال بطلب، وهو يقف امامها مباشرة.
- الغى كل اعمالى بكرة.

- حاضر. حضرتك تؤمر بحاجة تانية.
قال بقلق، وهو يستغرب بشدة ردة فعلها الباردة. خاصة انه من صفاتها الاستفسار ومعرفة كل شىء.
- في حاجة يا نسمة؟
- مافيش يا مستر. بتسال ليه حضرتك السؤال ده.
- لانه مش عادتك؟!
- انا خلاص عدت حساباتى وقررت ماادخلش في اللى ماليش فى.
- عيدى حساباتك بس مش للدرجة.
- كدة افضل لينا احنا الاتنين.
قال بصدق، وهو يتحدث معها بحنية.
- نسمة انا بعتبرك اختى.
قامت من على مقعدها.

- قائلة بحدة. وهي تهب فيه بغضب. انا مش اختك يا مستر اديم. انا مجرد سكرتيرة بتشتغل عند حضرتك.
قال بحزن، وهو مصدوم من ردة فعلها العنيفة.
- لا انتى ماعدتيش حساباتك. انتى غيرتى كل تفكيرك.
- التغيير مطلوب احسن من فقدان الكرامة.
- انتى اللى كنتى السبب في الموقف ده.
- علشان كدة قررت اغير من نفسي واكون انسانة جديدة.
- غيرى من نفسك مع كل الناس الا انا.
- ليه انت؟
وضع يده على مكتبها.

- قائلا بحزن. وهو ينظر في عينيها. لانك حد غالى على، ومقدرش احس انك بتعاملينى كواحد غريب.
لم تهتم بصدق مشاعره.
- قائلة بعدم اهتمام. ما هي دى الحقيقة حضرتك غريب.
قال بحدة، وهو يضرب بيده على المكتب بعصبية.
- نسمة بطلى طريقتك دى.
تجاهلت عصبيته ولم تبالى بنيران الغضب التي تخرج من خضراء عينيه الذي تحول الى شديد الاسوداد.
- قائلة بعند. كلام حضرتك هيتنفذ يا مستر اديم.
- بقي هي كدة.

هزات راسها ايجابا، وجلست على مقعدها مرة اخرى، ثم امسكت الاوراق لتواصل عملها بمنتهى البرود.
قال بحنق، وهو يرفع يده من على المكتب بضيق.
- شكرا يا نسمة.
- العفو يا مستر.
قال باستفزاز لها ؛ ليجعلها تتضايق مثلما تفعل معه.
- ماتعديش على بكرة ؛ لانى ما هكونش موجود.
قالت بعدم اهتمام، وهي تواصل عملها.
- تمام حضرتك.

رمقها نظرة غيظ، ودلف من امامها سريعا. قبل ان ينفجر فيها. ام هي تركت ما بيدها، ونظرت الى مكان خروجه. - قائلة بوجع. عمرك ما هتحسي باللى بحس بى.
قال بضيق، وهو يركب سيارته.
- مالها نسمة دى اتجننت اكتر من الاول. تصرفاتها دى دالة على انها بتعاقبنى على اللى عملته معاها. طب انا مالى؟ اوف عليكى يا نسمة.

ارسل قرص الشمس اخر ضوء له، معلنا قدوم ليل اسود، كانت الساعة الثامنة مساءا، في ذلك الوقت، كان جالس على سريره، وينفس في سجارته بشراهة، عارى الظهر، وفي حضنه كاميليا، عارية بالكامل مثله، مغطيين بغطاء، تعبث بصدره وتنعم بدفء حضنه، تحدثت بوقاحة.
- قائلة باشتياق. انت مش عارف واحشتنى قد ايه.
قال بحنق، هو ينفس في سيجارته.
- بطلى هرى يا كوكى.
قالت بصدق، وهي تخرج من حضنه وتنظر له.

- انا ما بهريش. بجد واحشتنى اوى يا ادم.
- لو كنت واحشتك كنتى حاولتى تخرجينى من الحصار اللى صحبتك حطتنى في.
- اعمل ايه كنت اروح اقولها فكى الحصار عن ابنك.
- متعمليش كدة بس كنت حاولتى.
- افرض حاولت وكانت شكت.
قال بغيظ، وهو يضع السيجارة في المنفضة.
- يعنى دى اللى همك؟
- ادم انت شكلك عايز تفركش.
- افركش! ايه اللى جاب الحوار في اللى انا بقوله.
- متضايق وبتقول كلام في الهوا.
- انا بقالى شهر مخرجتش برا البيت.

- اه بقالك شهر منمتش مع واحدة.
- انتى فهمتى كلامى كله غلط.
- لا هو دى الصح.
- انتى بتدورى على اى حجة ؛ علشان تعملى مشكلة.
- انا زبالة علشان رضيت ادخل معاك في حوار كلب زى ده.
لاحظ عصبيتها. فتحدث معها بهدوء.
- قائلا بحنية. اهدى يا كاميليا. لو سمحتى.
- انت مش شايف نفسك متضايق ازاى.
- فين اللى متضايق. وعامة انا اسف.
قالت بحزن وهي تقوم من على السرير، و تسحب الملاءة على جسدها.
- ماتعتذرش انا همشي.
- هتروحى فين؟

- انا ماشية.
- ماشية فين انا لسي ما شبعتش منك.
- كفاية عليك كدة.
- يا سلام.
- ادم انت ضايقتنى بالكلام اوى.
- اتنرفزت من تصرفات صحبتك.
- عايزاها تعمل ايه، وانت كل يوم بتعمل مصيبة.
- تهدى على يمكن ابطل.
- يمكن انت تبطل. دى عشم ابليس في الجنة.
- كلكو...
رن هاتفه قطعه عن مواصلة حديثه.
اردفت كاميليا بقلق.
- قائلة باستفهام. يا ترى مين دلوقتى؟
وجه انظاره الى الكومدينو الموضوع عليه الهاتف، اخذه ليجيب، نفخ بقرف.

- هاااا مين.
قال بضيق، وهو يتافف.
- من غيرها صحبتك.
- قالت بصدمة ممزوجة بخوف. صافى.
- ايوا يا كاميليا. انتى فقدتى الذاكرة ولا ايه؟
- بتيجى على السيرة.
- ياريتنى كنت جبت سيرة حاجة تانية.
- طب رد عليها علشان ما تقلقش.
هزا راسه ايجابا. وفتحه ببرود. سمع صوتها العالى.
- قائلة بصراخ. انت فين يا اااااااااااااااااااااااااااااااادم.

عندما خرجت من غرفة تارا. ذهبت الى غرفته لتطمان عليه. لم تجده ايقنت انه خرج، وخروجه بطاقة من كم فضائح غير طبيعى لن ينتهى ابدا.
اردف ببرود.
- قائلا بعدم اكتراث. اى يا مامى.
- رد يا زفت انت فين؟
- من غير صراخ انا مع مالك.
- كداب انت مع واااااااااااااااااااااااااااااااااأاااأااااحدة دلوقتى.
- انتى بتصرخى ليه ممكن افهم.
- لان خروجك بمثابة فضايح.
- مش ده السبب. مالك بقي؟
- تعالى دلوقتى لانى متضايقة.

- حاضر يا حبيبتى جاى ليكى.
- بجد يا ادم.
- بجد يا روحى مسافة السكة واكون عندك.
- مستنياك.
- وانا جاى.
-...
اغلقت الهاتف معه، لقد جنت عندما رات شاهيناز، وتحدثت عن افتراض بانها ستخبره، بانها كانت على علاقة مع عمه، لا تريده ان يغيب لحظة عنها، حتى لا تسمه تلك الشيطانة بسمها...
قام من على سريره، واختطف بنطاله الملقى على الارض، وارتداه بسرعة، فصوت امه غير طبيعى على غير عادتها، تحدثت معه كاميليا.

- قائلة بقلق. تكون حسيت بحاجة.
قال ادم وهو يرتدى قميصه.
- حاجة ايه؟
قالت كاميليا بتوتر، وهي تفرك بيدها.
- علاقتنا مثلا.
ضحك على كلامها.
- قائلا. انتى طيبة اوى يا كوكى. دى مستحيل.
- وليه مستحيل.
- لانها لو عرفت كانت جت هنا، وطربقت الدنيا فوق دماغنا.
- تفتكر؟
- من غير كلام انا عارف صافى اكتر منك.
- يارب يكون كلامك صح.
بعد ان انتهى من ارتداء قميصه. ذهب اليها. حتى وقف امامها امسك وجهها بحنية. وقبلها على وجنتيها.

- قائلا بنصح. ماتخليش افكارك تسرح كتير.
- اعمل ايه ما هو غصب عنى.
قال بطلب، وهو يغمز لها بوقاحة.
- قائلا بمكر. نسيطر بقي على الاوهام.
- هحاول.
- please.
قالها ودلف من امامها. ذاهبا الى امه...

وبعد ساعة وصل الى منزلهم، كالعادة صافى فتحت اسطوانتها الشهيرة، اين كنت وكيف ذهبت وماذا فعلت، وهذه الاسئلة لا تخلو ابدا من صوتها العالى، وادم كالعادة اجابها بمنتهى الكذب والبرود، صافى لن تكف عن اسطوانتها، وادم سيظل كما هو مفتعل للمشاكل...

مرت الساعات سريعا، وكل شخص عاد الى مضجعه منهم من نام بهدوء، ومنهما من مشتاق ومتلهف، ولكن ذلك لا يمنع الصباح المشرق الذي اتى...
فى تلك اللحظة كان متحمس بشدة، لذلك اللقاء، فهو احبها ويريدها في حياته مهما كلفه ذلك الامر، لديه ثقة عمياء بانه سيحقق مراده، فتح له الامن البوابة، دلف بسيارته الفارهة، اوقفها عندما راى وروده، نزل منها.

كانت تمسك خرطوم المياه، وتسقى الزرع، وتغنى بعض الترانيم بصوتها العذب الجميل.
- قائلة بغناء. يا ام النور يا جميلة، يا عذراء طاهرة ونبيلة
يا بنت داود يا أصيلة ••• يا أم إلهنا وراعينا
نورك يشبه المصباح ••• بعد الليل يهل صباح
يملأ الدنيا أفراح ••• ويرش الورد حوالينا
الملاك جالك وحياكي ••• وسلم عليكي وهناكي.

وقال لكي ربنا معاكي ••• ها تكوني أم فادينا
جالك الملاك ببشارة ••• وقال لكي أنتي المختارة
تكوني للدنيا منارة ••• ونور ابنك يحل علينا
نُمجدك ونقيد الشموع ••• نُعظمك يا أم يسوع
للنعمه أنت الينبوع ••• يفيض علينا ويسقينا.

وشعرها مفرود على ظهرها، اقترب منها، عندما راته امامها ابتسمت بطفولة، وتركت الخرطوم على الفور، وعدلت من فستانها البسيط.
- قائلة بترحاب. اهلا بحضرتك يا مستر اديم.
سعد لسعادتها. رفع نظارته الشمسية من على وجهه.
- قائلا بترحاب. اهلا بيكى يا ورود.
- نورت الدار.
- منورة بيكى.
- دى الام هتفرح اوى. لم تعرف انك هنا.
- بجد.
- ايوا طبعا. اكيد حضرتك جاى ومعاك تبرع جديد.
- هو باين اوى على.

- مش باين بس حضرتك اكيد جاى علشان كدة.
خاب امله في ظنها البرىء. كان يتوقع منها، ان تعرف سبب مجيئه، ولكن هذا لا يهم، فبعد دقائق، ستعرف السبب. تحدث بهدوء.
- قائلا بكذب. ايوا طبعا انا جاى علشان كدة.
قالت بوداعة، وهي ترمقه نظرة امتنات وشكر عميقة.
- قد ايه؟! انك انسان جميل وطيب.
- بس مش زيك.
- زى ازاى؟ انا ممعيش فلوس اتبرع بيها.
- انتى معاكى حاجات احسن من الفلوس.
- زى ايه؟

- عندك البراءة اللى موجودة في عينيكى اللى مبقتاش موجودة عند حد.
- لا كل البنات هنا كدة.
قال باعجاب، وهو سعيد كثيرا من ردها.
- حتى بترفضى الصفة تنسب ليكى. عايزة تحطيها في كل اللى حواليكى.
- دى مش رفض دى حقيقة هم طيبين هنا اوى.
- بس انتى اطيب منهم.
- شكرا على ذوقك.
- العفو يا ستى. عن اذنك بقي اروح مكتب الام.
- هتروح لوحدك.
- واى المانع هو انا عيل صغير.
- لا ماقصديش بس دى نوع من الترحاب.

- لا كفاية سعادتك اللى قبلتينى بيها اول ما شوفتينى.
- دى اقل واجب يا مستر.
رمقها نظرة اعجاب. ثم ارتدى نظارته الشمسية، ودلف من امامها بكبرياء وثقة، لا تستطيع ان تنكر بان ذلك الانسان يملك كم من الوسامة غير طبيعى، انها ستكون سعيدة الحظ من يرتبط اسمها باسمه، اخرجت تنهيدة اشتياق.
- قائلة في داخلها بحزن. وانا الى متى ساكون هكذا. اين انت...

(مكتب الام انجيلينا جابرى)
عندما دلف اليها راى كم من الترحاب الغير طبيعى، فبعد السلامات والكلمات المعتادة في ذلك الوضع، جلس اديم على مقعد مكتبها، وهي قبالته، اخبرها بسبب مجيئه الحقيقى، الخبر نزل عليها كالصاعقة، فطرحت سؤالها لتتاكد مما سمعته.
- قائلة بهدوء. مستر اديم حضرتك بتقول ايه؟
تحدث بثقة.
- قائلة بهدوء. بقولك بحب ورود وعايز اتجوزها.
- ورود مين ورود بتاعتنا.
- ايوا حضرتك.

- بس ورود مسيحية، والفارق العمرى بينكوا كبير اوى على ما اعتقد.
- ما انا عارف حضرتك، ودينى مايمنعش ده.
قالت بحدة، وهو مصدوم من برودة رده.
- بس بيمنع في المسيحية بكل الطرق.
- بلاش تعقيد.
هبت فيه بعصبية دفاعا عن الدين المسيحى. دين السلام والمحبة.
- قائلة بحنق. حضرتك بتتكلم عن شريعة، ودين احنا مااخترعنهوش من عندنا.
قال بتوضيح، عندما تدارك رده السىء. فتحدث بهدوء ؛ حتى لا تخرج الامور عن زمامها.

- انا ماقصديش المفهوم اللى وصلك. انا قصدى ان الدنيا بسيطة. وابسط من كدة بكتير.
- فين البساطة في اللى انت بتقوله. حضرتك عايز تتجوز واحدة من غير دينك.
- وايه المانع في كدة؟
- مافيش مانع عندك. لكن عندنا مرفوض حتى طرحه حتى لو في داخلنا.
لم يهمه ذلك الكلام. فالحب لا يعرف اديان او اجناس او عمر فالحب حب. فتحدث بعشق.
- قائلا بصدق. انا بحب ورود، وعايزاها تكون في حياتى.
- دى جريمة ومخالف لعرف وشرع الدين.

- الحب عمره ماكان فيه حرام او جريمة زى ما حضرتك بتقولى.
- مستر اديم عارف لو الكنيسة شمت خبر بالموضوع ده هتعمل ايه.
- وايه اللى هخليهم يعرفوا.
هبت فيه بغضب.
- قائلة بانفعال. انت عايز تتجوزها من وراهم.
- اكيد لا. بس مافيش حل غير كدة.
- لا انا عندى حل يريح كل الاطراف.
قال بحماس، وهو متلهف لكلامها.
- اى هو؟
- انك تنسي ورود، وتشوف واحدة تناسبك من كل الاتجاهات. وخاصة تكون من دينك.

- لو كنت لقيت المناسبة كان زمانى اتجوزت من زمان. بس ورود لاقيت كل حاجة انا كنت محتاجلها في حياتى.
- كلامك جميل. بس مع الاسف كل من في الكنيسة هيرفض طلبك واولهم انا.
- انا عارف كويس ان الكنيسة هترفض وبشدة كمان.
- ومدام عارف كدة بتتجرا وتتطلبها ليه؟
- عندى امل في ربنا كبير انك توافقى.
- انت بتطلب شىء انا ماقدرش اعمله ليك.
لقد مل الالحاح عليها، ورفضها التام لطلبه. فاردف بتجرا. - قائلا بعملية. 10 مليون.

هزات راسها بعدم فهم.
- قائلة باستفسار. هو ايه اللى 10 مليون جنيه.
- هتبرع للدار بعشرة مليون جنيه مقابل موافقتك.
قالت بغضب، وهي مصدومة من كلامه.
- انت بترشينى في ضميرى.
لم يهتم بعصبيتها او يخشاها. تحدث بقوة.
- قائلا بثقة. انا بشترى موافقة انتى شايفها مستحيلة.
- وهتفضل مستحيلة لحد اخر يوم في عمرى.

- انا كنت بتبرع للدار دى من قبل ما اشوف ورود. او حتى اعرف اذا كانت الدار مسلمة او مسيحية. عمرى ما سالت لانى كنت بعمل الثواب ده لوجه الله.
- دلوقتى بتضيع ثوابك.
- انا ماضيعتوش حضرتك بتجبرينى على شىء مش عايز اعمله.
- انا مااجبرتكش على حاجة. انت بتطالب بحاجة مش عندى.
- لا عندك وقادرة انك تعملى.
- اعمله بايه انى اغضب الرب.
- انا ماطلبتكيش انك تغضبي. انا بقولك بحبها وعايز اتجوزها.

- وافرض انى وافقت و خليتك تتجوزها. هتغير دينها مثلا.
- دينى ماامرنيش اجبر حد على حاجة. بالعكس كل انسان حر في ممارسة دينه بالطريقة اللى يحبها.
- عايز تقولى انك هتوديها الكنيسة وتساعدها في طاعة الرب.
- دى اكيد واقل حاجة اعملها ليها. حضرتك ماتخفيش انا مش انسان مؤذى.
- انا عارفة حضرتك طيب و كويس بس طلبك غريب.
- اى الغريب في انى حبيت.
- حبيت. انت اختارت حاجة مش شبهك.

- وافقى وانا اوعدك هخلى ورود اسعد انسانة في العالم.
- صعب جدا. وبعدين لو وافقت هقول ايه للكنيسة.
- قوليهم راحت القاهرة ؛ علشان دخلت كليه هناك.
- ومش معنى هي الوحيدة اللى تروح كلية في القاهرة.
- قوليلهم انها متفوقة ودى مكافاة ليها.
قالت بدهشة، وهي تستغرب سرعة رده.
- انت مرتب لكل حاجة.
- انا يتيم زى ورود، وحاسس ان دى اللى هتغير حياتى. وهتملى الفرح فيها.
لاحظت الحب في نبرات كلامه، ونظرة عينيه.

- قائلة باستغراب. انت بتحبها؟
ضحك على كلامها بغيظ.
- قائلا بسخرية. امال بتكلم في ايه من الصبح. ثم تنهد بعشق. اول مرة حد ياثر في بالشكل ده. ورود اقتحمت حياتى بشكل غير طبيعى.
- هي كدة ورد لها تاثير ايجابى على كل اللى بتقابلهم. بتخليهم يتعلقوا بيها بسرعة.
- ودى اللى بنتك عملته فيا. وافقى وحضرتك عمرك ماهتندمى.

صمتت قليلا لتفكر، وهو على نار ينتظر ردها، تذكرت عندما احبت انسان مسلم ؛ ولكنها رفضت من اجل خدمة الرب يسوع، وضيعت فرصة حياتها، لن تجعل ورود تعيش تلك الحياة، بل ستعطيها فرصة للحياة جديدة مع ذلك الاديم. تحدثت بهدوء.
- قائلة بجدية. انا موافقة.
سعد من قلبه بشدة.
- قائلا بفرح. شكرا جدا يا امى.
- الشكر للرب هو اللى وصلنى للقرار ده.
- طب هتقوليها ايه؟

- بعد ما تمشي هتكلم معاها، وماحدش في الدار هيعرف. غير انا وانت وورود.
- اكيد مؤقتا هتفضلى مخبية عليهم.
هزات راسها بالنفى.
- قائلة بايجاب. العمر كله، لو حد عرف ورود هتدفع التمن غالى اوى.

فهم مغزى كلامها، بان ردة فعل الكنيسة ستكون عنيفة وحادة. هزا راسه موافقا على كلامها، بعد ساعة من ذهابه، استدعتها الام، وسط استغرابها وتساؤلاتها، دلفت ورود الى مكتبها بتوتر، رحبت بها الام بشدة على غير العادة، ثم اخبرتها سبب مجىء اديم كارم النوار، قالت بعدم تصديق، وهي تنتفض من مكانها بصدمة.
- حضرتك بتقولى ايه؟
- بقولك اديم النوار طالبك للجواز.
قالت ورود بذهول وعدم تصديق.
- ازاى ده؟!

- ازاى ايه واحد شافك واعجب بيكى. وجيه اتقدم ليكى.
- حضرتك بتتكلمى بمنتهى البساطة.
- لان الموضوع بسيط مش محتاج تعقيد.
قالت بحسرة، وهي تتسارع دقات قلبها برعب.
- دى مسلم وانا مسيحية.
- وايه المانع.
- الرب بيمنع والعذرى، ولا نسيتى يا امى.
- لا ما نستيش يا ورود كلام الرب.
- واضح بان حضرتك طالبة منى اتجوز مسلم.
- لهجتك حادة وقاسية.
قال اخر كلمة بعصبية شديدة. فهذه ليست ورود الوديعة بل شرسة وعنيفة في ردة فعلها.

- انا اللى قاسية ولا طلبك منى اااااااااااااااااااااايه
قامت من على مقعد مكتبها، ووقفت امامها.
- قائلة بالم. لا عيشي وادفنى حياتك كلها هنا.
قالت بصدق، وهي تنظر لها برجاء.
- انا عايشة في خدمة الرب يسوع.
- وفين حياتك وسنك.
- حياتى وسنى راحوا لم اهلى سابونى واتخلوا عنى.
قالت بحدة، وهي ترفع اصبعها في وجهها بقسوة.
- وانا ماهسمحلكيش بكدة. تضيعى عمرك زى وتكونى اسيرة لخدمات الكنيسة.
- انا راضية بقدرى.

- هو انتى تحلمى تتجوزى اديم كارم النوار.
قالت ورود بقوة، وهي تعاند قرار الام.
- وانا مستحيل اعصى الرب والعذرى.
قالت الام بامر وهي تصرخ في وجهها.
- انا ماباخدش اذنك انا بامرك.
- ارحمينى يا امى انا مش عايزة.
امسكتها من ذراعها وهزتها بقوة.
- قائلة بصدق. انا برحمك يا مجنونة وعايزة اعيشك حياة كريمة.
قالت برفض عنيف، وهي تتخلص من يدها.
- انا مش عايزة.
- اخرجى من الدار وشوفى ناس جديدة.

- ماقدرش انا تولدت هنا وهموت هنا.
- بعد الشر عليكى.
- والرب يا امى سبينى، وانا هفضلة خدامة تحت رجيلكى.
- ورود انا ضيعت عمرى هنا. لم سبت اللى بحبه واختارت الكنيسة.
- الرب هيكافك وهتكونى من اهل الجنة.
- اكيد هتكافا. بس انا مش عايزاكى زى.
- انا راضية.
- دى هيدخلك الكلية اللى نفسك فيها.
- عمر البعد عن الرب كان مقابله ماله او اى حاجة تانية.
- وايه اللى هيبعدك عن الرب.
- هو هيقولى غيرى دينك.

- عمره ماهيطلب منك كدة. لان دينه ماامروش بكدة.
- مش عايزة اخرج من جلدى، واكون مع انسان مش شبهى.
- اديم بيحبك.
- متقولهاش انا مش مستنية حب من مسلمين.
- مش دى اديم اللى بتقولى عليه الملاك البرىء.
- اه كنت بقول على كدة. بس طلع اكتر انسان استغلالى وانتهازى.
- ورود انتى بتتكلمى على حد تانى.
- لا بتكلم عنه لم يستغل التبرعات انه يتقدم ليا.
- الراجل ما اجرمش دى حب.
- وانا مستحيل احبه او اكون ليه.
- مش بمزاجك.

- امال بمزاج مين.
- بمزاجى انا، وخلاص هتتجوزى اديم.
- انتى كدة بتدفينى بالحيا.
- لم تتجوزى وتشوفى العز اللى هتعيشي في هتنسي كل حاجة. حتى هتشكرينى وقتها.
- انا هكون شاكرة ليكى لو سبتينى هنا حتى الكلية مش عايزاها.
قالت بحزم، وهي ترمقها نظرة بان التراجع اصبح ليس له مكان.
- ورود انا خلاص صدرت امرى ومافيش مراجعة فى.
- الموضوع اللى بتكلم في ده. دى جوازى من انسان انا مش عايزاى.

- مش عايزاى ليه هو انتى اصلا تطولى تتكلمى معاي، او تسلمى على حتى.
- انا فعلا ما اطولش وعلشان كدة مش عايزة.
- انتى مين علشان يكون ليكى راى.
- اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااانا انسانة من حقى ارفض.
- الرفض لم يكون ابوكى وامك معاكى. لكن انتى هنا عبدة لرب الكنيسة.
- سبينى عبدة لى ومش عايزة اى حاجة.
- اديم كارم النوار دفع مبلغ كبير اوى. مقابل انك توافقى.
- دفع قولتلى.
- انتى قصدك ايه.

- ان هو اشترى وانتى بعتينى.
رفعت يدها وصفعتها على وجهها بقسوة. ثم جذبتها من ذراعها بقوة.
- قائلة بحدة. واحدة غيرك تشكرنى. انتى مين علشان تكونى مرات اديم كارم النوار. اوعى تنسي اصلك.
- قالت ببكاء. وهي تنظر لها بضعف. لا ما اقدرش انسى ؛ لان مافيش اصل اصلا.
قالت بقسوة، وهي تترك ذراعها بحدة.
- برافو عليكى. ودلوقتى غورى من وشى.
ثم تابعت بصرامة.

- قائلة بحزم. اديم هيجى بكرة. الكلام اللى قولتلى دلوقتى تنسي حالص.
هزات راسها بعجز.
- قالت لها بامر، وهي تذهب من امامها. اوعى حد يعرف في الدار او الكنيسة اللى حصل هنا هدفنك مكانك.

هزات راسها بخوف. وفتحت الباب. واغلقته ورائها. وركضت الى الكتيسة، والدموع سيووووووووووووووووووووووووووووووووووووووول على وجنتيها، ام الام تشعر بالندم الشديد. لم يكن امامها غير القسوة عليها. فالرب يسوع موجود في كل مكان حتى بيوت المسلمين...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة