قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل التاسع عشر

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل التاسع عشر

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل التاسع عشر

منذ غايب زوجته وهو يفيق مبكرا، ليستيقظ بناته، ويحممهم بمساعدة الدادة، وبعد ذلك يفطروا، لذهاب للحضانة، ولكنه اليوم غير وجهته، وسياخذهما لزوجته وحبيبته وامهم تارا، كمحاولة منه، لاستمالتها والرجوع الى البيت، فتحت له الخادمة بابتسامتها المشرقة، ورحبت به ترحاب حار، وخاصة بابنتيه خديجة وعائشة، سال عن تارا اخبرته بانها وصافى بعد ان انتهوا من افطارهما، توجهوا الى الحديقة الخلفية، ليشربوا الشاى ويتجاذبوا اطراف الحديث في مودة وحب، رفع حاجبيه باستغراب، فهذا وقت متاخر بشدة على موعد الافطار، اخبرته بانهم استيقظوا متاخرا، فكانت هذه هي النتيجة، هزا راسه بتفهم، وشكرها وتوجه اليهما...

قالت صافى بحنية، وهي تضع كوب الشاى على الطاولة.
- عاملة ايه النهاردة.
ردت عليها تارا برضا، وهي تجلس امامها على الطاولة.
- كويسة الحمد لله.
- تاكدى نفسيتك هتتحسن هنا اوى. ولو احتجتى طبيب نفسي موجود بس شاورى.
- شكرا بجد يا صافى على اهتمامك.
- مافيش شكر بين البنت وامها.
- عايزة اتخلص من كل الضغوط اللى اتعرضت ليها في الفترة الاخيرة.
- هتتخلصى بس هي مسائلة وقت.
قال زين بمحبة، وهي يقتحم عليهما الحديث.

- الحلوين عاملين اى النهاردة.
التفت على صوت حبيبها. رات ابنتيها قامت من على مقعدها بلهفة، واخذتهم في حضنها باشتياق عنيف. تقبل فيهما هنا وهناك، لم تترك واحدة على حدة، الاثنتين سويا، فقد اشتاقت لهما وزين بتلك الحركة فعل لها خير كببر، من كثرة المشاعر ترقرقت الدموع من عينيها.
- قائلة ببكاء. انتوا واحشتونى اوى.
قالت خديجة ببراءة، وهي تسالها بطفولة.
- مامى انتى بتعيط ليه.

عندما سمع سؤال ابنته. اثنى ركبتيه و جلس بجوارها.
- قائلا بدفء. وهو يربت على ظهرها بحنية. ايه يا حبيبتى بتعيطى ليه.
قالت بايجاب، وهي تمسح دموعها.
- اصلهم واحشونى اوى.
- ما انا جبتهم ليكى، وكمان خليهم يباتوا معاكى النهاردة.
قالت بسعادة، وهي ترمقه نظرة امتنان.
- بجد يا زين.
قال بحب، وهو يساعدها في القيام.
- ايوا يا روحه وعقله.

بعد ان رحبت به صافى بحفاوة هو وابنتيه، استاذنت صافى منهما بالادب، واخذت البنات ليلعبوا معها وذهبت، وتركتهما ليتحدثوا سويا باريحية، جلسوا امام قبالة بعضهما البعض. لم يطرح سؤال كمعتاد في ذلك الوقت. بل وجه لها كلمة تدل على مدى تلهفه.
- قائلا بصدق. واحشتينى.
- قالت بعدم فهم لمشاعرها. وهي ترتبك. مش عارفة ارد اقولك ايه.
- هي صعبة للدرجة دى.
- هي مش صعبة بس محتاجة طاقة.

- انا متفهمك جدا يا تارا، ولو احتجتى دكتور نفسي قولى.
- لسي صافى بتعرض على كدة.
- طب كويس. هتعملى ايه بقي.
- انا اكيد محتاجة علشان اعدى الازمة دى.
قال بلهفة، وهو يتحمس بسرعة.
- وانا هكلملك احسن دكتور في مصر باسرع وقت.
- انت مستعجل كدة ليه؟
- هو انتى عايزانى استنى سنة كمان من عمرى يضيعوا، واحنا مش مع بعض؟
- ماتخفش مهيضيعش حاجة.
- دى بالذات بيجرى من غير ما نحس بى، زى السنتين.

- ومين قالك انى ماحستش بيهم. دى كل يوم منهم كان بيعدى على بموتى.
- زين بحزن. انا بقي غيرك انا ماحستش بيهم ؛ لانى كنت ميت من غيرك. والميت مابيحسش بحاجة حاولى.
صمتت قليلا من كلامه الموجع.
- قائلة بقلة حيرة. مش عارفة اقولك.

بعد خروجه من عند الام، لم يذهب الى القاهرة، كان متحمس لمعرفة ردة فعل ورود، هل وافقت سريعا، ام اخذت وقتا طويلا، تنهد بانتظار، فقرر ان يتجول بسيارته الفارهة، في شوارع الفيوم البسيطة، هي اقل جمالا من اروبا وشوارعها، ولكن بساطة اهلها وطيبتهم غير طبيعية، فملامح وجههم البسيطة، تشهد بذلك لهم، لفته محل للهواتف، فنزل من سيارته، ودخله، واشترى اغلى هاتف به، وذلك من اجل حبيبته، وبعد ذلك ذهب الى محل للورود، واشترى لها باقة جميلة، وبعض الاشياء التي تعشقها الفتيات...

وبعد ان انتهى اتصل بلام، واخبرها انه اشترى بعض الاشياء لورود، ويريد ان يعطيها لها بنفسه، اندهشت الام بسعادة، هل لتلك الدرجة يعشقها، فهو لم يذهب الى بلدته، وظل منتظرا، حتى يشترى بعض الاشياء...
طلبت منه ان ينتظر قليلا، حتى يذهب الجميع الى المطعم، فهذا موعد العشاء، وافق على كلامها، وانتظر مثلما امرته، حتى ذهب الجميع، واتصلت به، فدخل سرا محملا بكم من الاشياء التي لا حصر لها...

استدعت الام ورود، فاتت اليها بحزن واسي، وجدتها تقف خارج مكتبها في انتظارها، استغربت ورود ذلك الفعل، ولكن لا داعى لاستغراب، فلام منذ اديم وهي تتصرف بطريقة مخيفة، اقتربت منها...
- قائلة باستفهام. وهي تتحدث بحزن. في ايه يا امى؟
- اديم جوا.
قالت باستغراب، وهو مصدومة من اجابتها.
- هو مكنش مشى.
- اه مشى ورجع تانى. بس جبالك هدايا وحاجات حلوة ادخلى شوفيها.
- لا مش عايزة اشوف حاجة.
اردفت الام بحزم.

- قائلة بحدة. ورود احنا اتكلمنا في ايه.
- حضرتك اللى اتكلمتى مش انا.
- انا امك اللى قولك عليه تنفذى من غير جدال.
اردفت بحزن ممزوج بوجع.
- قائلة بانفعال. وفين انا وفين راى.
- رايك ده هنشوفه بعدين.
- يا امى اسمعينى ان...
- لا اسمعينى انتى. اديم بيحبك ويتمنى راحتك. ودى فرصة حلوة علشان تعيشي حياة سعيدة وكريمة.
- بس انا مش موافقة ومش عايزة الفرصة.
- خلاص الراجل مستنى جوا.
- يا امى...

- ورود خلاص خلصنا. ادخلى لى جوا، والهبل اللى قولتى ده تنسي خالص. مفهوم ولا لا.

هزات راسها بعجز ودلفت الى الداخل، طرقت على الباب، اذن لها اديم بالدخول، عندما دخلت قام من على مقعد المكتب بسعادة، واقف بشموخ وهيبة، ويرمقها نظرات تحتوى على العشق، ابعدت انظارها عنه، ونظرت على مكتب الام، وجدت بانه موضوع عليه، باقة من الورود الحمراء الرقيقة، ودبدوب كبير الحجم (دب الباندا الشهير باللون الاحمر) وعلبة شكولاتة، وبجوارهم علبة الهاتف...
رفعت انظارها عن الاشياء بكره، ووجهت له السؤال بضيق.

- قائلة باستفهام. اى دى كله؟
اجابها بحنية.
- قائلا بطيبة. حاجة بسيطة ليكى.
- دى حاجة بسيطة.
قال بسعادة، وهو يقترب منها.
- دى اقل حاجة اقدمها ليكى
اوقفته في مكانه. بطرح سؤالها الساخر.
- قائلة باستغراب. مش معنى انا.
هزا راسه بعدم فهم.
- قائلا باستفهام. مش فاهم.
- مش معنى انا دون عن اللى تعرفهم.
- هو قلبى اللى اختارك وحبك.
اردفت بحزن.
- قائلة بسخرية مقهورة. اختارنى. ولو حبيت تمتلكنى زى اى حاجة بتحب تملكها.

قال بذهول، وعينيه تتسع بصدمة من كلامها.
- امتلكها وحاجة. انتى بتقولى ايه؟
تركت ذهوله ودهشته على جانب.
- قائلة بوجع. يا ترى المبلغ اللى دفعته ليا كام؟
- ورود انتى بتتكلمى ازاى.
- الام قالت ليا كل حاجة. انك دفعت مبلغ كبير اوى.
- بس المبلغ ده للدار، وبعدين تحكيلك ليه وعلشان ايه؟
هبت فيه بانفعال.
- قائلة بوجع. لانك متعود اى حاجة بتعوزها. بتدفع فيها اى رقم علشان تكون ملكك.

- انتى ماتعرفنيش كويس علشان تحكمى على.
- الجبروت وصل بيك انك تشترينى في دينى.
- كلامك كبير وصعب، وتفسيرك لمشاعرى غلط كبير اوى.
- انا مسيحية وهعيش وهموت مسيحية.
- ورود انا كنت بتبرع للدار دى قبل ما اشوفك او اعرفك.
- ولم عرفتنى قولت تستغل الفرصة.
- فرصة ايه اللى استغلها؟
- انك تكون قريب منى.

- وايه المانع اكون قريب. انا واحد لقيت الحب بعد السنين دى كلها، فقررت اتجوز الانسانة اللى بحبها. ايه الغلط او الذنب اللى ارتكبته.
- انك مسلم وانا مسيحية.
قال باستغراب، وهو يضرب كف على كف.
- وايه المانع في كدة.
- الرب يسوع بيرفضه بكل الاشكال.
- ورود وافقى انا بحبك وعايزك.
- وانا مش عايزة.
- ياربى. ماتخفيش ماهبعدكيش عن دينك.
- مستر اديم قولى لامى انك فكرت مع نفسك ولاقيت انى مش مناسبة ليك.

ضرب كف على كف بحسرة من تصرفاتها، لقد اتى عليه اليوم، الذي ترفضه فيه فتاة، بعد ان كان الجميع يتمنى قربه، ماذا حدث لقد انقلبت كل الموازين، فتلك الورود تعاقبه بطريقة سيئة جدا.
- هاااا قولت ايه؟
- يعنى رافضانى، وكمان عايزانى اقولها انك مش مناسية ليا. وبتقولى على انى انا جبروت.
- ما هو مستحيل اتجوزك او اكون ليك.
- مستحيل. انتى عارفة انى كل الستات تتمنى كلمة منى.

- مستر اديم حضرتك انسان كويس بس انا ماانفعكش.
- انتى انسانة مجنونة.
- لازم تقول كدة ؛ لانك فرصة بالنسبة لكل الناس. ماعدا انا.
- حاجة شبه كدة. ورود لو وافقتى هيكون ليكى عايلة. تارا وزين وكريم وصافى وادم.
- هم دول اهلك.
- اه.
- هو انت مش يتيم؟
- اه يتيم ذيك. بس صافى دى مرات بابا.
- وعايشة معاك؟!
- اه. هي اصلا تعتبر اختى الكبيرة. وادم ابنها اخويا الصغير.
قالت باستفهام، وهي تستغرب من كلامه.

- عايشين مع بعض ازاى.
- زى اى عايلة عادية بنحب بعض ونخاف على بعض. بس ادم دى كارثة.
- ازاى يعنى؟
- ما انتى لم توافقى هقدملك معاي في نفس الكلية.
- هو في كلية ايه؟
- كلية ادارة اعمال بالجامعة الامريكية.
انبهرت ورود من اسم كليته.
- قائلة بحماس. اكيد ممتاز.
اردف اديم بسخرية.
- قائلا بصدق مصطنع. جدا مابسبيش الكتاب من ايدىه.
- هو في سنة كام.
- هو المفروض يكون رابعه. بس دلوقتى هو في اولى.

- ليه؟ هو انت مابتقولش عليه ان هو مجتهد.
استمر في كذبه ؛ حتى لا ترفض عدم المجىء الى القاهرة. - قائلا بكذب. مجتهد بس الامتحان بيجى من برا الكتاب.
اردفت ورود ببراءة.
- قائلة باستفهام. هي الكلية صعبة اوى كدة.
- مش اوى. بس يا حبيبي بيحاول بكل الطرق وبرضو بيفشل.
اردفت بحزن.
- قائلة برقة. اكيد دلوقتى نفسيته مدمرة.
- ما هو انتى لو وافقتى نفسيته هتتغير.
- ازاى يعنى؟!
- ما انتى هتكونى اخته وهتذاكروا مع بعض.

- مستر اديم انا...
- طب بصي ادخلى الكلية معاى، وبعد سنة نتخطب.
- حضرتك بتقول ايه؟
- بقولك نقضي سنة نتعرف فيها على بعض من غير وعود او التزامات.
- ازاى هيحصل ده وانا في الفيوم.
- اشوفلك شقة في القاهرة تقضى فيها فترة دراستك.
- طب افرض انا ماوافقتش.
- عادى حصل خير وكملى التلات سنين على حسابى مافيش مشكلة.
- طب ليه اروح واجى ومافيش حاجة هتتغير.
- منه هتتعلمى وتشوفى بلد جديدة وتتعرفى على اهلى.

- انت ليه بتعمل دى كله؟
قال بصدق، وهو يرمقها نظرة عشق.
- علشان بحبك ومش عايز اخسرك.
- مستر اديم انا مش عايزة اوجعك.
- مافيش وجع واى قرار هتاخدى انا هحترمه.
- انت ازاى كدة؟
- انا انسان حب وبيحاول بكل الطرق يوصل لحبيبه.
صمتت قليلا من محاولاته المستميتة للموافقة عليه. ثم تحدثت بقلة حيلة.
- قائلة بحيرة. مش عارفة اقولك ايه.
- ماتقوليش حاجة وافقى وبس، وتعالى عيشي في القاهرة وكونى صديقة ادم في الكلية.
- هو شبهك.

- من ناحية الشكل.
- لا العند.
- لا دى اعند منى بكتير. وكل تصرفاته مجنونة.
- زى اى مثلا؟
- ما انتى لم تجى هتقابلى هو وصافى وتعرفى كل حاجة عنه.
- انت بتحبه؟
- هو دى سؤال يا ورود انا بعشقه. دى ابنى ووحيدى وكل حاجة ليا.
اردفت بحزن.
- قائلة بتمنى. كان نفسي يكون ليا اخ.
- ما خلاص بقي ليكى ادم موجود، وانا مؤقتا.
ضحكت على كلامه برقة. اعجب بها.
- قائلا بغزل. ما احنا بنصحك اهو، ليه التكشيرة بقي؟

تنهدت بحزن. ربت على كتفها بحنان.
- قائلا بدفء. سيبيها على اللى خلقك هو اللى قادر على تدبير امورك.
- حاسة انى بعيش حياة غريبة على.
- كلنا هنكون معاكى في القاهرة وهنكون اخوااتك...

هزات راسها ايجابا، سعد بشدة على موافقتها، وانها ستعطى له فرصة لمدة سنة، تتعرف فيه عليه وتقرب من عائلته، التي هي سبب رئيسي في تلك الموافقة المجهولة، هي لا تستطيع ان تنكر بانه رجل مثالى، واية فتاة اخرى تتمنى قربه، لكن هي لا، فورود دائما مثلها حمثل اية فتاة عادية، تحلم بفارس الاحلام الذي سياخذها على حصانه الابيض، فجميع المواصفات التي تتمناها لا تتمثل في اديم، واولهم انه مسلم وكبير عنها في السن كثيرا، ولكن الى متى ستنتظر فارس الاحلام، ربما يكون اديم فارسها وهي لا تعرف، ستترك نفسها للايام، تفعل بها ما تشاء، حتى تعرف نهاية الطريق الذي سلكته معه، هل الصواب ام الخطا...

الشمس تميل نحو الغروب مسرعة، كأنها تستحث الليل المظلم على الوصول، كان هو في سيارته الفارهة ذاهبا الى القاهرة، والسعادة تملا جوانب قلبه، اجرى اتصال مع اخيه، ليخبره...
فى تلك اللحظة كانوا يجلسون في الليفنج روم، ماعدا ادم الذي كان يلعب مع خديجة وعائشة ويركض ورائهم هنا وهناك، وضحاكتهم تملا ارجاء المكان باكمله...
اردفت تارا بسعادة.
- قائلة بطلب. كفاية يا ادم البنات تعبت.

قال ادم باستفهام، وهو يسالهم بطفولة.
- انتوا تعبتوا يا بناات.
رد الاثنتين في صوت واحد.
- لا يلا اجرى ورانا.
قالت تارا بفرحة، وهي توجه حديثها لزوجها الذي يجلس بجانبها على الاريكة والبنات امامهما يلعبون.
- شوفت البنات يا زين مش عايزين يبطلوا شقاوات.
- سبيهم خليهم ينبسطوا.
اردفت صافى التي تجلس قبالتهما على الاريكة الاخرى البعيدة عنهم.
- قائلة بهدوء. على الاقل ادم مايخرجش النهاردة ويعمل مصيبة من مصايبه.

- كلامك صح يا صافى. العب يا ادم مع البنات.
قال ادم بضيق مصطنع.
- تصدقى انا قليل الادب انى بلعب بناتك وبسليهم.
عقب زين على كلامه.
- قائلا بتوضيح. هي دى اخرتها يا ابنى مافيش شكر نهائى.
- على رايك يا زين. مهما تعمل للستات دى مابيطمرش فيهم حاجة.
اردفت صافى كعادتها.
- قائلة بسخرية. اخرس يا حيوان العب وانت ساكت.
اردفت تلك الطفلة عائشة التي تعشقه.
- قائلة بضيق من صافى. ما تشتميش دومى انتى شريرة.

قال ادم بسعادة، وسط ضحك الجميع على كلام عائشة الطفولى.
- يا حبيبة قلبى يا عائشة. ثم رفعها بيده وقبلها على وجنتيها بحب.
دبت خديجة اقدامها في الارض بغيرة.
- قائلة بحزن. وانا يا دومى.
قال ادم بحب، وهو يثنى ركبتيه ويحملها على يده الثانية مثل اختها.
- يا روحى انا اسف.
اردفت تارا باعجاب من حنية ادم.
- قائلة بصدق. تصدق يا ادم تنفع تكون اب.
- يا شيخة كفل الشر.
هبت فيه صافى بانفعال.

- قائلة بسخرية. دى واحد مش عايز يتجوز دى عايز كل يوم يكون مع واحدة.
- اهو من باب التغير.
- اخرس يا زفت.
اتت الخادمة وهي تنادى على ادم.
- قائلة بادب. مستر ادم موبايل حضرتك.
قال بطلب، وهي يعطها خديجة.
- طب خد بقى.
اخذتها منه. وقام زين واخذ الاخرى.
قالت صافى باستفسار، وهي تقوم من مكانها.
- مين دى يا ادم.
قال بضيق من استفسارها. وهو يريها اسمه مكتوب على الشاشة.
- دى اديم.
- طب رد شوفه عايز ايه؟

هزا راسه ايجابا. ورد كما طلبت منه.
- قائلا بحب. ايوا يا حبيبي. في ايه؟
- تعالى يا ادم على شقة ستة اكتوبر.
قلق ادم من طلبه المستعجل.
- قائلا بقلق. ليه في ايه.
ضحك على رد فعله المقلق.
- قائلا بهدوء لاطمئنانه. خير يا ابنى ما تقلقش موضوع هيفرحك اوى.
قال بحماس، وهو يغلق الهاتف معه.
- اذا كان كدة ماشي. جايلك في السريع.
اردفت صافى باستفهام.
- قائلة بقلق. هو اديم عايزاك في ايه؟
- ما اعرفش. هروح واعرف.

- طب لم تروح ابقي طمنى.
قال بادب واستاذن من امامهما.
- تمام يا صافى. عن اذنكوا يا جماعة.
بعد ساعة وصل له، في شقة ستة اكتوبر، بعد الترحاب بينهما، جلس قبالة بعضهم البعض على الاريكة، ليتحدثوا...
كان يحاول اديم ان يجد كلمات ليخبر ادم عن خطبته من ورود.
قال ادم باستغراب، فقد قلق من صمت اخيه.
- مالك يا اديم. اتكلم في ايه.
قال بتردد، وهو ينظر له بحيرة.
- مش عارفة ابدا منين؟
- هو الموضوع خطير للدرجة دى؟

- لا ما تقلقش كدة.
- اومال ايه؟
- انا هخطب.
قال باستغراب، وهي تتسع عينيه بصدمة.
- ايه؟ بتقول ايه؟! هتخطب.
- اه قابلت انسانة مناسبة وهخطبها.
- انا اكيد بحلم.
- لا ما بتحلمش حقيقة انا هخطب.
- واخيرا، ومين بقى سعيدة الحظ.
اردف اديم بحب.
- قائلا بايجاب. ورود.
اعجب ادم بشدة من جمال اسمها.
- قائلا بانبهار. واو. بجد واو.
غار اديم من ادم بانبهاره من اسم طفلته.
- قائلا بضيق. اى اللى واو يا ادم.

- الاسم لو بجمال ده، فمبالك بالشكل.
- احترم نفسك.
- سورى اصل سحر جمال اسمها خدنى.
قال بحزم، وهو يرمقه نظرة ضيق.
- ادم.
- خلاص يا بوص. قولى بقي مصرية ولا لبنانية ولا فرنسية...
- لا مصرية.
- كويس بتشتغل في اى شركة. ولا مجالها ايه.
- هي ما بتشتغل.
- اومال بتعمل ايه في حياتها.
- ورود لسي هتدخل الجامعة.
اتسعت عينيه بصدمة.
- قائلا بسخرية. ايه اندر ايدج.
- ادم ايه التخاريف اللى بتقولها دى.

- انا اللى بقول تخاريف. دى واحدة عمرها تقريبا 17 سنة.
- وايه المانع.
- مافيش مانع بس غريبة.
- غريبة في ايه.
- انا كنت متخيل عروستك دى اجنبية واكبر منى مش اصغر.
- ورود غير كل الناس اللى قابلتهم في حياتى.
- غير في ايه؟ ما هي انسانة وهم زيها.
- لم تحب هتعرف.
قال ادم بخبث، وهو يغمز له بوقاحة.
- ايوا يا كبير طبيت وحبيت.
- اه حبيت وبعشقها كمان.
قال ادم بسعادة شديدة لاجل اخيه. فهو لاول مرة يراه على تلك الشاكلة.

- بركاتك يا ست ورود.
ثم تابع بلهفة.
- قائلا بسرور. وايه تانى فيها؟
- ورود دى انسانة بعيدة كل البعد عنى اصغر منى بكتير و مسيحية.
- وكمان غير الدين.
- اه مسيحية ومتدينة جدا كمان.
- دى الحب ده. بيعمل معجزات يا ناس.
- بخليك تتنازل عن كل شئ مقابل تكون مع حبيبك.
- متحمس اوى اشوف ورود اللى غيرت حياتك.
- قريب اوى هتشوفها. هي الكلية امتى.
حزن ادم لمجرد ذكر اسم الكلية.

- قائلا بضيق. الاسبوع الجاى مش عارف مستعجلين ليه.
- ليه ماكفكش مشاكل في الاجازة.
قال ادم بصدق، وهو يهزا راسه برفض.
- لا.
- انت صعب.
- حاولت اكون سهل بس الظروف.
- بقولك انا عايزاك تنتبه لتصرفاتك.
- هحاول.
- لا متحاولش ورود هتكون معاك في نفس الكلية.
- ايه يا بوص. انت جايب خطيبتك تراقبنى.
- تراقب مين يا حيوان؟ ورود ما تعرفش حد في القاهرة انا خليتها معاك. علشان تخلى بالك منها.
- انا اخلى بالى منها ليه.

- لانها اختك الصغيرة
- ما تخلى انت بالك منها، وتخلعنى من الحوار ده.
- هسيب شغلى واجى اشوفها.
- وماله ما هي خطيبتك. هي خطيبتى انا.
اردف اديم بحزم.
- قائلا بصرامة. انا قولت وكلامى هيتنفذ.
- انت ليه اتعصبت.
- اصل اول مرة اطلب منك حاجة وانت بتعترض.
- بص يا سيدى ولا انا ولا انت نخلى بالنا منها. اهلها موجودين.
- ورود زى يتيمة.

حزن ادم عليها من قبل ان يعرفها. فهو يعرف جيدا معنى الفقدان لكن الله رزقه باخيه وامه وعمه. فمن يرعاها.
- قائلا بحزن. علشان كدة حبيتها.
- يمكن ده يكون سبب. بس مش اساسي. ورود وحيدة وعايشة في الفيوم.
قال ادم باستغراب.
- فيوم؟ ايه فيوم دى؟
ضحك اديم على ملامح وجهه المستغربة.
- قائلا بضحك. نفس رياكشن بتاعى اول مرة روحتها.
ثم تابع بتوضيح.
- قائلا بشرح. دى محافظة جميلة موجودة في مصر.
- وايه اللى عرفك بيها.

- ظروف الشغل يا سيدى.
- ليه كان عندك ديفيله هناك؟
- حاجة زى كدة.
- تمام.
- هتخلى بالك منها.
اردف ادم بحب.
- قائلا بتاكيد ممزوج بسعادة. اه طبعا في عيونى. وبعدين دى خطيبة اديم كارم النوار. يعنى مرات اخويا المستقبلية.
- حبيبي وهو دى العشم. انا قولت لمغاورى يفتح الشقة لقدامك ليها.
- انت كمان هتخليها جارتى.
- اه طبعا اومال هتخلى بالك منها ازاى.
- دى انت مخطط لكل حاجة بقي.

- ايوا. صافي ما عايزهاش تعرف حاجة دلوقتى. لان الخطوبة هتكون في نص الترم.
- اللى تامر بي يا بوص...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة