قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل التاسع والستون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل التاسع والستون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل التاسع والستون

- السر ده بس.
- في اسرار كتير.
- كلها اسبوع واحكيلك اجمل الاسرار.
- انت برضو مصر نتجوز بعد اسبوع.
- انا عايز النهاردة قبل بكرة.
- الكارثة انى مش عارفة ارفض ليك طلب.
- طب كويس انك مش عارفة ترفضى.
- يا اديم احنا بنجرى بسرعة اوى.
- لازم نجرى علشان نكون مع بعض في اسرع وقت.
- طب الفستان؟
- انتى ماعندكيش ثقة فيا.
- انا عارفة انى هلبس احلى حاجة في الدنيا. بس شكله هيكون ايه؟
- مفاجاة.

- المفاجاة دى مفروض تكون ليك مش ليا.
- انا وانتى واحد يا حبيبتى.
رمقته نظرة حائرة.
- قائلة باستسلام. ماهقدرش اغلبك في الكلام.
نظر الى داخل عينيها.
- قائلا بعشق. لا قدرتى تغلبينى انك اخدتى قلبى.
- انت بقي اخدت قلبي من اول مرة شوفتك فيها.
قال بخطورة وهو يقترب منها اكثر.
- انا مش مصدق انى خلاص.
قالت بخجل، وهي تهرب من امامه.
- انا هروح اشوف صافى بتعمل ايه؟ عن اذنك. قالتها وانصرفت من امامه.

قال بتمنى، وهو يعض على شفتيه باشتياق.
- اهربى كلها اسبوع وتكونى ملكى.
نزلت الى عندها في الليفنج روم، وجدتها ضامة ركبيتها عند بطنها والحزن والاسى ظاهران عليها. والتلفاز امامها يعمل وهي ليست معه.
- قالت بحزن على حالها، وهي تجلس بجوارها على الاريكة. لحد امتى يا صافى هتفضلى عاملة في نفسك كدة.
قالت بحزن، وهي تنظر الى الفراغ.
- لحد ما يرد على تليفونى.
- مصيره يهدى ويفهمى كل حاجة.

- مر شهر يا نسمة وقلبى تعب من غيره.
- الوقت قادر يعالج كل الجروح.
- اليوم اللى بيمر على من غير ابنى انا ميتة.
قالت بحنية، وهي تربت على كتفها بطيبة.
- كفل الشر عليكى يا حبيبتى.
قالت بالم، والدموع انزل على وجنتيها.
- انا تعبانة من غيره تعبانة.
- ما بحبش اشوفك كدة.
- اعمل ايه وهو ولا راضى يسمع ولا حتى يتكلم معايا.
- ادم في حالة صدمة.
قالت بقرار نهائى، وهي تعتدل لها.
- بس انا هروحله واتكلم معاى.

- ماينفعش يا صافى.
قال اديم بموافقة لرايها، الذي اقتحم عليهما الغرفة.
- حقها تروح تكلمه وتتفاهم معاى.
قالت نسمة بتوضيح وجهة نظرها، وهي تلتفت له.
- الصدام هيزيد ما بينهم اكتر.
قال اديم بعدم اهتمام للعواقب اهم شىء راحة صافى.
- ايه يعنى؟! بس هي هترتاح وهو هيعرف الحقيقة.
قالت باقتناع وهي تقوم من مجلسها لتذهب. - اديم كلامه صح انا لازم اكلم ابنى.
- ربنا يهدى يا صافى.
- يارب. قالتها بدعاء وانصرفت من امامهما.

قالت بحيرة له، وهي تقوم من مجلسها.
- مش عارفة اقولك ايه؟!
- خير ان شاء الله.
- يارب يسمعها ويتفاهموا.
- هيسمعها لانه مالوش الا هى.

على الجانب الاخر، بدلت ملابسها سريعا، وذهبت اليه، طرقت على شقته لم يفتح لها حاولت مرة اخرى لم يفتح لها، نادت عليه لم يفتح لها ايضا، اتصلت بلامن اخبرها بعدم وجوده، فوقفت امام الباب تنتنظره، رغم الحاح الامن لها ان يصعد اليها ويفتح باب الشقة، ولكنها رفضت حتى لا تزيد المشاكل بينهما اكثر، وبعد ساعة من الانتظار وكثرة الاسئلة والحيرة الكبيرة، راته امامها يدلف من المصعد ومعه ورود يمسكون يد بعضهم البعض بقوة، عندما رائها امامه، توقف الزمن قليلا وسالها بعينيه لماذا اتيت، فانا لا اريد رؤيتك فمشهدك الوقح لا يذهب من خيالى ابدا. ترك يد ورود، وهب فيها بغضب شديد.

- قائلا بعصبية. انتى ايه اللى جابك؟
قالت باصرار، وهي تحاول ان تقترب منه.
- لازم اتكلم معاك.
صرخ في وجهها بانفعال شديد.
- قائلا بغضب. وانا ماعايزش اتكلم معاكى.
- انت شوفت الموضوع من وجهة نظرك.
- انتى لسى عندك بجاحة وبتتكلمى.
- وايه المانع؟ انى اتكلم واعرفك حقيقة الموضوع.
قال بكره، وهو يرمقها نظرة استحقار.
- انتى زبالة.
- حكاية زى حكايتك انت ورود.
- انتى عايزة تقولى الزبالة اللى شوفتها دى زي حبنا لبعضنا.

اردفت بقوة.
- قائلة بشجاعة. انا وكريم كنا بنحب بعض قبل ما اتجوز بابك.
اتسعت عينيه بصدمة.
- قائلا بعدم تصديق. ايه؟ اى الهبل ده؟
- ده مش هبل دى حقيقة. انا وكريم كنا بنحب ب...
قال بعصبية، وهو يرفع اصبعه في وجهها بتحذير.
- غورى من قدامى احسن شوية وهنسى انك امى.
نظرت له ورود بحنية. - قائلة برجاء. ادم ممكن تهدى وتسمعها.
التفت اليها بانفعال.
- قائلا بغضب. انتى شايفة الهبل اللى هي بتقوله.

- انتى ايه اللى واجعك واحدة وجوزها؟
قال بعصبية، وهو يلتفت لها.
- جوز مين؟
- انا وكريم متجوزين بقالنا فترة.
قال بتجاهل، وهو يتخطى حديثها الذي غرس داخل اعماق قلبه.
- انا هعمل نفسي كانك ماجتيش.
- قالت بقوة، وهي تتحدث من وراء ظهره. ما انت حبيت ورود برغم انها كانت مخطوبة لاديم.
قال برفض، وهو يلتفت لها.
- هي مش خطيبته.
- لا خطيبته. لكن كريم حبيته وانا مااعرفش ان هو متجوز.
- انتى واعية للكلام اللى انتى بتقولى.

- انا واعية وعارفة بقول ايه. انا واحدة حبيت في وقت كان غلط.
- وجاية تصلحى الغلط دلوقتى.
قالت بوجع، وهي تبكى.
- بطبطب على قلبى اللى انوجع لم عرف ان اللى حبيته طلع متجوز ومقلش ليا.
- فحضرتك روحتى تتجوزى اخوه مكايدة فى.
- طب ليه ما تقولش انى كنت بدور على الامان.
- كدب. لو على كلامك يبقي كدب.
- انا مش كدابة انا لاقيت الامان مع بابك.
- ومادام لاقيتى اتجوزتى كريم ليه؟ اه لان الامان مات.

- اتكلم يا ادم وخرج كل اللى جواك. هستناك شهر سنة العمر كله.
- ان شاء الله يمر العمر كله المشهد اللي انا شفتك في مع اللي اسمه عمى ده. مش قادر اشيله من ذاكراتى.
- المشهد اللى انت شوفته ده ما بين اتنين اخيرا الزمن رضى عنهم وبقوا مع بعض.
- انتى فاكرة ده هيبرر الغلط اللى انتى عملتى.

- غلط ايه اللي انا عملته؟! انا واحده حبيت زي ما انت كمان حبيت. يمكن كمان انا في الضرر كنت اقل منك لانك حبيت واحده كانت خطيبة اخوك.
- قولتلك انها مش خطيبته.
- على اساس ان ده كان هيقلل الذنب اللى كنت بتحسه.
- انا وانت زى بعض بس مختلفين في الزمن والظروف.
- انا واحد حبيت في الوقت الغلط.
- وانا كمان حبيت كريم و ماكنتش اعرف ان هو متجوز وعنده تارا.
- ولم عرفتى روحتى اتجوزتى بابا.
- مش بالصورة دى.

- لا هي نفس الصورة مالهاش تفسير غير كدة.
- تعالى ندخل جوا ونتكلم براحتنا.
- مافيش كلام عاد يجمعنا تانى.
اقتربت منه ورود بهدوئها المعتاد، ونظرت في عينيه برجاء. وهي تمسك يده.
- قائلة بطلب. ادم ممكن تسمها.
- ورود لو سمحتى.
- ماهتخسرش حاجة وبعدين دى مامتك عاجلا او اجلا لازم تسمعها.
- يا ورود...
- لو سمحت...

لم يستطع ان يرفض لها طلب خاصة امام نظرات عينيها المترجيه له، هزا راسه ايجابا، وفتح الشقه ببصمة يده ودلف الى الداخل وامه ورائه، نادى عليها ولكنها لم تاتى اخبرت بعينيها بانها تركت له المجال يتحدث مع امه باريحية، اغلق الباب ورائها بعد ان دلفت الى شقتها واغلقت بابها، ذهب الى عند امه، كانت جلست على الاريكة بتوتر، عقد ساعديه امام صدره بنفاذ صبر.
- قائلا بضيق. اتفضلى اتكلمى انا سامعك.

- هنتكلم كدة ازاى؟ وانت واقف.
فك ساعديه بضيق.
- قائلا بعصبية. مالكيش دعوة بيا اتكلمى انتى.
تمالكت نفسها امام عصبيته.
- قائلة بهدوء. اقعد يا ادم ومتنساش انى امك.
- بعد المشهد اللى شوفته ده نسيت كل حاجة.
- المشهد ده بين واحدة وجوزها مش واحدة من الشارع.
- انتى بتتكلمى ببجاحة اوى.
- فين الغلط او الذنب اللى انا ارتكبته؟!
- احنا جاين نتكلم مش نبرر بجاحتك.

زمت فمها لامام بضيق ولكنها تجاهلت كل ذلك. وبدات في سرد حكايتها بدءا من اول يوم عملت فيه في شركة كارم النوار...
وفى خلال حديثها الذي صدم من كل تفاصيله، وحقا كلامها صادق فحكايتها تشبه حكايته الى حد كبير باختلاف الظروف والزمن والابطال، قصت له كل شيء دون زياده او نقصان...
- قال بصدمة، وهو يجلس قبالتها على الاريكة. يعني انتى وهو كنت بتحبوا بعض.
قالت بايجاب وهي تبكى من سرد حكايتها.

- ايوه امال كنت بتكلم في ايه.
- عشان كده كنتى طول الوقت سرحانه وما بتحبيش تشوفيه وعلى طول تتخاتقى فى.
- لانه كسر قلبي بطريقه وحشه جدا.
- فرديتى لى القلم واتجوزت بابا.
- انا كذبت على اديم وقلت له انى حبيته. اه حبيت بابك بس مش زى حبى لكريم.
- يا جبروتك وازاي قدرتي تكوني مع حد تاني وانت بتحبي كريم.

- برغم اني كنت بحب كريم. بس عمري ما خنت لحظه باباك. ولم كتبت كتابى على بابك عهدت نفسي مستحيل افكر في ولم كان يجى في خيالى غصب عنى كنت اتوضى واصلى علشان افكر نفسي ان ربنا موجود وهيحاسبنى.
- طب بعد وفاه بابا ما اتجوزتيش على طول كريم ليه.
- حاول كتير معايا. بس رفضت علشانك.
- مش معنى؟!

- لانك ما كنتش عارف يعني ايه حب، وما كنتش عايزه اصلا كريم يدخل في حياتي تاني لان الجرح والاقسي اللى دخله في قلبى كان صعب الانسان يناسى.
- اشمعنا دلوقتي وافقتى تتجوزيه.
- لانه قدر يعرف مفاتيحي منين؟ وعرفنى ان مهما مر العمر هفضل احبه. لما قولتلى على ورود كنت بموت. لانك عشت نفس الاحساس اللي انا كنت بعيش فيه. بس اهو كل المشاكل انحلت واديم هيتجوز بعد اسبوع.
نظر لها بصدمة.

- قائلا بحيرة. مش عارف اقول لك ايه؟!
قالت بحنية، وهي تقوم من مجلسها وتقف امامه، وتمسك يده بطيبة. - ما تقولش حاجه غير انك تعرف اني مش زباله او خاينه او اني واحده رخيصة بعت نفسى. انا واحدة انظلمت من اكتر انسان حبيته في حياتها.
نظر اليها بحزن وارتمى في حضنها.
- قائلا بندم. انا اسف.
قالت ببكاء، وهي تربت على كتفه بحنية.
- انا اللي اسفه. عارفه ان كلامي وجعك خاصه ان باباك كارم الله يرحمه.

قال بصدق، وهو يخرج من حضنها.
- احنا ما لناش حكم على قلوبنا. فعلا حكايتك كانت زي حكايتي. بس العمر سرقكوا وخطف منكوا اجمل اللحظات.
- اهو بنحاول نرجع لو القليل.
مازالنا نحاول ان نعيد ما سرقه منا الزمن بناسه وزحمته وكثرة مشغلات البشر، مازالنا نحاول...

فى تلك اللحظة كان يتانق هو واسرته مستعدين للذهاب اليها، ركب هو واخته نوران في سيارته الفاخرة، وامه واباه في سياره اخرى وذهبوا الى بيت امها، فضلت رقيه ان يكون في بيتها البسيط حتى يعرفوا حقيقه وضعهم الطبيعي، فتح لهم كامل البيت بنفسه ورحب بهم بشدة، ثم اخذهم الى غرفه الجلوس، جلسوا على الاثاث الراقى كان مالك متوتر وقلق، وعينيه تلف في المكان حتى استقرت على الحائط وجد صور لها معلقة وهي طفله صغيره، والابتسامة والبراءة تملا وجهها، وشعرها الاسود الكثيف الذي لم يراه الى الان ولا يعرف لونه او شكله ماذا يكون، لحنه صبر نفسه بانها كلها ايام ويعرف، دلفت رقية اليهم بحجابها المحتشم ووقارها المتعارف عنها، والقت عليهم السلام وهي تحمل بين يديها واجب الضيافة والذي وضعته امامهم، وهم كانوا سعداء بها بتواضعها ورقيها في التعامل، اما كامل تركهم ودلف الى ابنته الذي انبهر عندما رائها بتلك الصورة الملائكية، كانت مرتديه حجاب رائع، وفستان عليه نقشات بسيطه جدا باللون الابيض، ووضعت القليل القليل من المكياج، رمقها نظرة اعجاب.

- قائلا لها بسعادة. جاهزة يا احسان.
قالت بتوتر، وهي تفرك في يديها من القلق.
- بابا انا متوتره، ومش عارفه انت عملت ايه؟
قال بحنية، وهو يمسك يديها ليهدا من توترها الزائد وخجلها البادى عليها.
- عملت اللي قلبك وروحك وعقلك كله عايزينه.
قالت بايجاب، وهي تنظر له.
- اول مره اتحطي في الموقف ده.
- وهتكون اخر مره يا شقيه.
امسكت يده بقوة، ونظرت في عينيه بامتنان.

- قائلة باعتراف. على قد ما كنت بتضايق منك وكنت بحس انك بتجبرني احيانا بس حبك في قلبى عمره ما قل. كنت دايما حاطة حبك في روحن معين. اول ما تزعلنى اجرى على وافتحه وافتكر لحظاتك الجميلة معايا.
قال بحب، وهو يلمس وجنتيها بحنية.

- هو في اب بيكره الخير لعياله. انتى كل حاجه ليا في الدنيا. وقسوتي عليكى عشان تكوني بالشكل اللي انا شايفه قدامي دلوقتي بتصلي وحافظة القران ومحجبه وخايفه على دينك وشريعتك ومتفوقه في دراستك. انتى غيرتى انسان مستهتر ضايع فاشل. اهله عافروا كتير ان هم يغيروه. الانسان دلوقتي عنده استعداد يشتغل ويلم الزباله عشان يكون معاكي.
- هو انت هتقول لاهله على حاجه.
- ان هو كان بيشتغل عندى في السر.

- ياريت يا بابا متقولش.
- الموضوع ده هيفضل ما بيني وما بينك وعمره ما هيخرج برا.
قالت بحب، وهي ترتمى في حضنه.
- يا حبيبي يا بابا. انا بحبك اوي.
قال بحنية، وهو يربت على كتفيها.
- وانا بعشق امك.
قالت بعتاب، وهي تخرج من حضنه.
- عيب تقول كدة.
- اعمل ليها ايه ما هي مش راضيه ترجع ليا.
- اديها فرصتها.
- فرصه قد ايه؟
- 20 سنه مثلا اعتقد ده اقل رقم.
- اه هو انتى على قلبك حاجة ما اللى بتحبى هتتجوزى.

دلفت اليهم رقية بعصبية التي قطعت عنهما مواصلة حديثهم.
- قائلة بغضب. ايه يا كامل الناس مستنين برا.
- ان شاء الله يستنوا العمر كله.
- انتى ناسى انك راجل البيت.
لمسته كلمتها بشدة فالتفت اليها بحب.
- قائلة بتمنى. مادام انا راجل البيت. متوافقى ترجعى ليا.
قالت بعند، وهي ترمقه نظرة قوة.
- بعينك نتجوز.
- طب ليه العند يا رقية؟
- الناس برا يا كامل.

- انا رايح اشوف الناس. قالها وانصرف من امامهم ودلف الى غرفة الجلوس، ورحب بهم ترحابا حارا، ثم جلس امامهم ووضع قدم على قدم بوقار واحترام، وبعد دقائق دلفت رقيه وورائها ابنتها احسان، التي كانت تحمل عشره اكواب من المشروبات الغازيه، تقدمت اليهم و احنت ظهرها قليلا وهي تمد لاخته الصينية، فاخذت منها المشروب منبهرة بجمالها الخاطف، وذهبت قليلا وقدمت لامه واباه ثم هو الذي اخذ منها الكوب واردف بهمس.

- قائلا بعشق. بحبك.
انصدمت عندما سمعت ما قاله، وذهبت عند امها وجلست بجوارها والخجل ياكل كل ملامح وجهها، تجاذبوا بعض اطراف الحديث وعينيه لم تنفك من عليها، يريد ان ياخذها ويهرب بها من امانهم ويعبر لها عن كل الحب الذي بداخله من اتجاهها، لقد عانى كثيرا في حبه لها واخيرا اتى اليوم الذي سيخطو الى خطواته في الوصول اليها، قطع عليه سيل الحديث اباه الذي وضع الكوب بجانبه على الطاولة ووجه حديثه الى كامل.

- قائلا بوقار. طبعا حضرتك عارف سبب الزيارة.
رد عليه باحترام.
- قائلا بوقار. دى اكيد.
- اختصار الكلام احنا جاين النهاردة نطلب ايد بنتكوا احسان لابنى مالك.
- انا سالت عنكوا وعرفت قد انكوا ناس محترمين ماعدا مالك.
- هكدب عليك لو قولتلك ان هو مؤدب. بس من يوم عرف احسان كل ده اتغير بتاتا.
- علشان كدة سمحتله ان هو يجى ويطلب ايد بنتى.
قال مالك بحماس، وهو يرفع يده ليقرا.
- نقرا الفاتحة.

نظر اليه اباه. - قائلا بطلب. اصبر يا مالك.
- دى كلها شكليات يا بابا.
قال كامل بحزم، وهو يرمقه نظرة صارمة.
- دى عاداتنا وتقاليدنا.
- على راسى نقرا الفاتحة وبعدة كدة ان شاء الله نكمل كلامنا لصبح.
- ماينفعش نقرا من غير ما نتفق على اهم الاشياء.
- ماهنختلفش يا فرغل باشا. كل اللى هتؤمروا بى هيتنفذ.
- بعيدا عن الماديات. اهم حاجة راحة وسكينة بنتى.
- كلمة شرف منى ماحدش يقدر يجرحها او ياذيها بكلمة.

- بخصوص عش الزوجية دى لذوقك.
- ازاى دى حقها فعلشان كدة اتمنى منك انها تقعد معانا في الفيلا هتكون بنتى التانية.
- مافيش مشكلة.
- الشبكة اللى تعجبها احنا تحت امرها فيها.
- بكرة تنزل هي ووالداتها ومدام اناهيد ومالك يختاروا الشبكة اللى تعجبها.
- نقرى بقي الفاتحة.
- قالت اناهيد بهدوء، وهي تجز على اسنانها من استعجال ابنها. اهدى يا مالك.
- في ايه تانى تتكلموا في ما انتوا اتكلمتوا في كل حاجة.
- ماتخفش ماهطريش.

- انا خايف يرجع في كلامه.
- ليه انت بتكلم عيل صغير.
- مش الفكرة. بس ممكن تقول بنتى احلى منه بكتير وترفض.
- لا ما انا عارف من بدرى ان بنتى احلى منك بكتير.
- علشان كدة عايز نقرى الفاتحه قبل ما تفكر فيها وتحسبها.
- وانت فكرك انى ماحسبتهاش.
- اوعى تقول.

- نقرا الفاتحة. قالها فرغل بسعادة، وهم رفعوا ايديهم وقراروا الفاتحة. بعد ان انتهوا سلموا الرجال على بعضهم البعض والسيدات اخذن بعضهن وجلسوا في الليفنج روم، كان اباه وحماه المستقبلى يتحدثون في شئون العمل، وهو يريد ان يتركهم ويذهب اليها ويبارك لها بطريقته الخاصة. ولكن ماذا يفعل؟ فاباه سيقطع خبره اذا علم بما يريده، فصبرا جميلا سياتى اليوم الذي ستكون زوجته ويفعل فيها ما يشاء، يومها لن يسمح لاباها ان يتدخل نهائيا في شئونه.

لاحظ اباه شروده. فاقتحم سيل الافكار بداخله.
- قائلا باستفهام. بتفكر في ايه يا مالك.
- ما بفكرش.
- مبروك.
- الله يبارك فيك.
وجه حديثه الى كامل.
- قائلا باستفهام. الاولاد هيلبسوا الدبل امتى؟
- في اليوم اللى حضرتك تحضره.
- احنا عايزين نعمل خطوبة كبيرة اصل مالك اول فرحتى.
- يفضل لان احسان اول فرحتى برضو.
- خلاص اتفضل اختار حضرتك القاعة اللى تناسبكوا.
- اختار انت لانى مكلف بكل المصاريف.

- طب ما نسال عروستنا ايه اللى يعجبها.
قال باقتناع، وهو معجب بحديثه.
- حلو الكلام. ثم تابع وهو ينادى على ابنته. يا احسان.
عندما سمعت صوته استاذنت منهم بلادب وذهبت عند اباها.
- قائلة بطاعة. نعم يا بابا.
قال بحنية، وهو يمسك يدها.
- تعالى يا حبيبة بابا.
- عايزنى في حاجة؟
- حابة تعملى خطوبتك في اى قاعة؟
- اللى تشوفه حضرتك يا بابا.
- اللى تشوفى انتى دى خطوبتك.
- رايك يهمنى.
- يا روحى المكان اللى انتى حابى.

- الصراحة يا بابا. انا ماعايزاش اعمل خطوبة.
- ليه يا بنتى؟
- فلوس على الفاضى. احنا ممكن نوفر في حاجات تنفعنا.
- زى ايه؟
- نساعد حد محتاج حاجة زى كدة.
انبهر محمد بتفكيرها المغاير عن بنات جيلها.
- قائلا باعجاب. يا زين ما ربيت يا فرغل بيه.
- احسان دى تربية رقية.
عقبت على والداها بهدوء.
- قائلة بتفاخر. رقية وكامل.
قال بسعادة، وهو يرمقها نظرة امتنان.
- دى اكيد يا عيونى.
- اروح بقي لماما.
- اكيد يا حبيبة بابا.

هزات راسها ايجابا ودلفت من امامهم.
- احسان بنتى كاملة من كل حاجة. مع ان الكامل لله.
قال بحب، وهو ينظر الى الطريق الذي مشيت منه.
- علشان كدة حبيتها.
قال محمد بحدة، وهو يلكزه في كتفه.
- ولد ايه اللى انت بتقوله ده؟
قال ببرود، وهو يلتفت له.
- هو انا قولت ايه؟
- ماينفعش الكلام ده.
- هو عارف انى بحبها ؛ علشان كدة وافق انى اتجوزها.
- عارف بكدة وموافق بشدة.
- انت اديتنى فرصة حياتى.

- اللى انت عملته علشان بنتى. مافيش حد يقدر يعمله الا انا.
قال باستفهام، وهو يرفع حاجبيه باستغراب.
- هو عمل ايه؟!
قالت رقية بعتاب لابنتها، التي تجلس بجوارها على الاريكة، وقبالتهم اناهيد وابنتها نوران.
- ليه يا احسان كنا عايزين نفرح.
- فرحتك ما هتتحققش الا لم نعمل خطوبة.
- مش قصدى بس عايزة اشوفك بالفستان.
- هتشوفنى بس في الفرح.
- والله حاسة انك برضو ماهتعمليش فرح.
ردت عليها اناهيد.

- قائلة بهدوء. مش للدرجة يا رقية.
- لا يا اناهيد انتى ماتعرفيش بنتى.
- لا عارفها. كفاية مالك مالوش سيرة الا هى.
- بنتى غير كل الناس بكرة هتطلع فيلم في الفرح وتقولى رقية قالت.
- اكيد مامتك بتكبر المواضيع.
- اه. بس انا اكيد حرة في شكل الفرح اللى الاقى مناسب بالنسبة ليا.
- الفرح مايكونش فرح الا بالفستان والطرحة.
- الفرح بفرحة الواحدة باختيارها الصح.
قالت نوران بانبهار بتفكيرها.
- عجبنى تفكيرك اوى يا احسان.

- شكرا يا نوران.
- واضح يا رقية بنتك مش ناوية على الفرح.
- ما انا بقولك.
قال مالك بقوة، وهو يحدث كامل فرغل.
- انا عايز اقعد مع احسان لوحدنا.
نظر له بحدة.
- قائلا باستفهام. انت بتقول ايه؟!
اجابه بقوة.
- قائلا بشجاعة. عايز اقعد معاها لوحدنا.
- اكيد مايقصدش يا كامل باشا.
- على فكرة دى شىء من حقى.
- بصفتك ايه؟
- انى هكون زوج المستقبل ولسى قارى فاتحة.
- ولد ماينفعش كدة.
- انا ما غلطتش انا بطالب بحقى.

تجاهل حديثه ونادى على ابنته مرة اخرى.
- قائلا بصوت عالى. يا احسان.
- قالت بطاعة وهي تدلف اليهم. نعم يا بابا.
قال بتوضيح، وهو ينظر لها.
- مالك عايز يقعد معاكى على اتفراد.
ارتبكت بشدة عندما ذكر اسمه ووضعت راسها ارضا، ثم قالت والخجل يملا وجنتيها.
- اللى تشوفه حضرتك.
نظر اليه بضيق.
- قائلا باستفهام. هتكون عايز تقولها ايه؟
قال بقوة، وعينيه مسلطة على حبيبته.
- نفس اللى انت قولته لمامتها لم كنتوا مخطوبين.

- قولتلها انى بحبها.
- هو ده.
- على اساس انك مقولتلهاش.
- يا استاذ كامل عايز اتكلم معاها.
- انت لو قعدت مع بنتى سنة تتكلم ماهتردش عليك.
قال باستغراب، وهو ينظر له.
- ايه اللى عرفك؟
- اولا لانها بنتى ثانيا بنتى مابتتكلمش غير لم تشمت حد، فكلامك الملزق ده ما هياكلش معاها بربع جنيه.
- ربنا يحفظها ليكى.
- الله يخليك يا محمد باشا، دى ابنك ده جبار ان هو حرك الحجر اللى جواها.

- هي البنات المتربية كدة مابتحبش الحاجات دى.
- عايز ااتكلم معاها.
قالت بقوة، والخجل يتملك منها بشكل طفيف.
- قول عايز تقول ايه؟
انصدم من طلبها.
- قائلا باستغراب. قدامهم كدة؟!
- وايه المشكلة؟
- قولتلك بنتى وانا عارفها. ابقى اقولها كل حاجة لم تتجوزوا.
- انا لسى هستنى لم نتجوز.
- ما هي مابتعرفش تتكلم.
- اعلمها.
- عن اذنك يا بابا. قالتها باحترام ودلفت من امامهم.
- دى مشيت.
- احمد ربنا انها ماطولتش لسانها عليك.

- انا قارى فاتحة هو انت كاتب عليها.
- طب ما نكتب.
- ان شاء الله بعد ما تخلص دراستها.
- يا نهاااااااااااااااار اسود انا هستنى دى كله.
- دى اقل حاجة.
- اكيد حضرتك بتهزر.
- ماعنديش وقت انى اهزر معاك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة