قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الأول

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الأول

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الأول

فى الصباح الباكر وسط الورود والاعشاب الجميلة والاشجار الخضراء الكثيرة التي تكون بمختلف انواعها
التى تبهر العقل ويزداد جمالها مع مرور الايام. تتسلط كاميرا الحياة على تلك الجميلة الرقيقة الوحيدة التي تجلس بمفردها. تسند ظهرها وشعرها الطويل مفرود على جذع تلك الشجرة التي يمكن ان تكون من عمرها، تمسك بيدها مفكرة تسجل فيها الاتى.

شاءت الاقدار لى ان اعيش وحيدة في ذلك المكان الرائع الذي لا يمسه سوء الامان والاطمئنان. منذ 17 سنة تم وضعى امام كنيسة...

وانا طفلة رضيعة لا اعى للحياة شيئا. كبرت هنا ما بين الصدق والامانة، وبما اننا جميعنا بشر فلنا اخطاء فايضا كان يوجد بعضا من الكذب والتزيف والنفاق. لا اعرف الى اين ستقودنى الحياة؟ او ما الذي كتبه لى الرب؟ هل جنة اتمتع بكل ركن بها! ام ضياع وهلاك لتلك الحياة التي لا اعرف عنها معلما واحدا. فانا ضائعة مثل القلم الذي ادون به كل يوم مذاكراتى. لعلى استطيع ان اخرج ما بى من بركان حزن اغرق فيه لوحدى. كل يوم عندى خروجى من الملجا، لسببا ما او لشراء بعض الاشياء للدار. ابحث في وجوه البشر ربما اجد احدا من اهلى. او ينتمى لى، او احدا يشبهنى ولو بالقليل في الملامح. لا اجد...

اعود الى مكانى مثلما كنت فارغة اليدين. لا امتلك حيلة ولا جواب عن الكثير من اسئلتى. حتى اسمى. هم الذين اسمونى اياه. عندما وجدونى في صندوق صغير ملفوفة بقماش ابيض، ويحيط بى بالكثير من الورود، فاسمونى ورود...

ورود. صاحبة بشرة بيضاء جميلة ملامحها رقيقة جدا، وشعرها ناعم وثقيل. يصل طوله الى ما بعد مؤخرتها. لونه بنى قاتم. عينيها شىء يعجز الشعر عن وصفه فهى صاحبة عينين ذرقاء فاتحة. تلفت الناظر وتسر العاشق، ولكنها ليست على تلك الثبات. فذلك يعتمد على حالتها النفسية احيانا تكون خضراء مرة اخرى تكون زرقاء...

فتاة رقيقة جدا هشة، هادئة تمتلك كم من البراءة لا يمتلكه غيرها في تلك الحياة القاسية. تربت في ملجا خاص بالراهبات، نجحت في الثانوية بجموع كبير 95 جميع من في الدار يحترمها ويقدرها نظرا لهدوئها وتنفيذها الاوامر سريعا بخلاف الكثير من اصدقائها في ذلك المكان الذي يشبهونها في قصتها حتى ولو بالقليل
كل ليلة قبل ان اخلد لنومى. سائلة نفسي.
من ابي؟ لا اعلم
من امي؟ لا اعلم
من انا؟ لا اعلم.

لا اعلم غير انني ترببت وترعرعت في كنيسة...
خلقت لنفسي. كما خلق الاخرين مثلى من قبل. فتى احلام حتى استطيع انام في هدوء وسكينه ولا اشعر باننى وحيدة، ويوجد من بالخارج ينتظرنى ومتلهف لمعرفتى.
اريد ان اراك يا حلمي والمسك، واشعر بك بين الوجود.

قلبي احب شخصا لم يراه من قبل. ولكن قلبي وعقلي اللاوعي احبوه ورسموه في مخيلتهم. لم اجادلهم بل تركتهم يسرحون ويرسمون الخيال كيفما يشاءوا. الخوف ليس في المجادلة ولكنى كنت متفقة معهم في ذلك.

نظرت الى السماء في هدوء وسكينة وابتسامة رضا مرسومة على ثغرى. خطر في عقلى بان الإنجيل يخبرنى أنّ يسوع ينهض في الصباح باكرا جدا، ويذهب إلى موضع صلاة ليصلي[7]، ويرون أن الصباح الباكر هو أحسن وقت للصلاة الروحية، لأن الأرواح في الصباح الباكر تكون نشيطه ومنتعشة، وإنه لحسن جدا أن يلتمسوا من الله بركات بقية يومهم كله بالصلاة الصباحية. لذلك وضعت مفكرتى على جنب بجوارى.

ضامة يديها امام وجهها ؛ لصلاة على الرب العظيم يسوع. غامضة عينيها مردد بخشوع
- قائلة. ابانا الذي في السماء ليتقدس اسمك. لياتى ملكوتك. لتكن مشيئتك كما في السماء. كذلك على الارض. اعطنا خبزنا كفاف يوميا، واغفر لنا خطايانا. كما نحن نغفر لمن اخطا الينا، ولا تدخلنا في التجارب ولكن نجنا من الشرير. امي.
صوتا من بعيد نادها. قطعها من صلاتها
- قائلة بنداء. ورووووووووووود.
تعصبت عليها قليلا.

- قائلة بعتاب. لحد امتى يا شذى؟
(شذى 17 سنة، حكايتها لا تختلف كثيرا عن ورود، مثلها تماما باختلاف الشكل. الذي يكون بسيطا لابعد الحدود. فهى صاحبة عيون بنى وشعر بنى. وشخصيتها تختلف فهى قوية ولا تخشى احد. وترد دائما الكلمة بعشرة. فهى اكثر شخص مقرب لورود. دائما تدافع عنها وتنصحها بان لا تكون مطيعة في كل الاحيان يجب ان يكون لديها ردة فعل)
اقتربت منها ؛ حتى وصلت اليها
- قائلة. هو انتى كنتى بتصلى؟

- اومال بعمل ايه؟
اردفت ببرود
- قائلة. مهنصلى بعد الفطار.
- وانا هرجع واقولك انى ما بحبش اسيب الرب ابدا.
- اكيد كلامك صح بس الحياة...
- منتهية وذائلة
لم تعلق على كلامها المعتاد منها، وطرحت سؤالها لتتاكد
- قائلة باستفهام. ورود هو انتى بجد هتترهبنى؟
قامت من على الارض التي يملائها الحشائش الخضراء من كل مكان. عدلت من فستانها الرقيق الذي يشبها الى حدا بعيد
- قائلة. دى اكيد وكلام مفروغ منه.
انصدمت من كلامها.

- قائلة بدهشة. طب الجواز والحب والدباديب!
اخرجت تنهيدة حزن من صدرها
- قائلة. شكله عمرى ما هقابل اللى بتمناه.
- ممكن تقبلى.
هزات كتفيها بعدم معرفة
-...
صوتا من بعيد نادهما. قطعهما عن مواصلة حديثهم
- قائلة. ورود شذا. يلا علشان الفطار.
اجابتها ورود برقة
- قائلة بادب. حاضر يا نسرين جايين.

(نسرين. فتاة لئيمة وخبيثة وتكره ورود جدا. لانها دائما تنال اعجاب الاخرين فهى هادئة ومطيعة ومتفوقة في دراستها باختلاف نسرين التي دائما تفتعل الكثير من المشاكل. وتنسبها في كثيرا من الاحيان لورود وشذا)
شذا بكره
- قائلة بقسم. والرب ما بطيقها
- ليه دى طيبة؟
- ناقص تقولى عليها ملاك، يلا علشان ما نسمعش تهزيق من الام.
هزات راسها بوداعة. وسارت معها وسط الخضرة وصولا الى المطعم الخاص بهم...
الساعة الثامنة صباحا.

فى مكان غير المكان وزمان غير الزمان. في معادها المحدد يوميا ماعدا يوم الجمعة تقف تلك الفتاة المفعمة بالحياة والنشاط. منتظرة ان يفتح لها الباب على اعتاب ذلك القصر الشامخ الذي ينتمى لاكبر العائلات في مصر (عائلة النوار) يحاكي القصر لوحةً كلاسيكيّةً مترفة ً، حيث لا تفي صفة الفخامة المكان حقّه، في ظلّ أعمال الخشب المعتق الحاضرة في جميع الغرف. ويهيمن الطراز الكلاسيكي المطعّم بلمسات فرنسية على معظم الغرف، باستثناء مساحات محدّدة فيه، ومُصمّمة وفق الطراز المغربي. ومن الغرف المميّزة في القصر، تتقدّم مساحة الاستقبال المكتظّة بقطع الأثاث على الرغم من فساحتها وتنبض بالدفء والحميميّة، حيث يخال الزائر نفسه للحظات كأنّه يجول في أحد الأجنحة الملكية، وتلعب ال اكسسوارات الوافرة دور البطولة في هذه المساحة، حيث يتكون القصر من ثلاثة طوابق الطابق الاول يضم غرف الخدم والحشم وصالة الرياضة وغرفة الطعام والمطبخ وريسبشن كبير الحجم وحمام سباحة يكون ذلك في الحديقة الخلفية التي تتزين بورود مختلفة الانواع والاشكال. عندما تتوجه الى الطابق الثاني امامك خيارين للصعود، اما الدرج الاول الذي يكون على جانب اليسار او الدرج الاخر الذي يكون على الجانب الايمن فذلك الطابق يضم 10 غرف وبكل غرفة حماما خاصا بها الطابق الثالث يضم صالة سينما غرفة موسيقى تسمح بدخول 250 فرد. جميع من فيه يعمل تحت قدم وثاق دون الخروج عن اى بند من بنوده. وذلك تحت اوامر سيدهم أديم كارم النوار ينتمى الى عائلة ارستقراطية من الدرجة الاولى اخباره هو وعائلته سواء بالخير او الشر تحتل الصحف الاولى على جميع وسائل الاعلام المختلفة سواء كانت انستقرام توتير فيس بوك، الخ.

فتحت لها الخادمة الباب. رمقتها نظرة اهتمام
- قائلة بترحاب. صباح الخير يا انسة نسمة.

(نسمة حسان الشوادفى. تبلغ من العمر الثلاثون. تعمل في مجموعه شركات النوار منذ خمس سنوات. هي السكرتيرة الشخصية لاديم كارم النوار الذي عشقته في اول مقابلة بينهما. توفى والداها من سنتين فاصبحت مسئولة عن امها. خاصة انها وحيدة اباها. تخرجت من كليه تجاره انجلش في جامعة القاهرة، وتتحدث لغتين بطلاقة الانجليزية والفرنسية والقليل من الايطالية بالنسبة لجمالها فتاة عادية ليس بصاحبة الجمال الاخاذ ولا العيون التي تلفت الانظار اليها، ولكنها تمتلك جسد ممشوق، وتبلغ من الطول 168 متر. وصاحبة شعر قصير لونه اسود يصل الى اكتافها. مجتهدة كثيرا في عملها. تهتم بكل كبيرة وصغيرة لدى رب عملها. و حبيبها الذي تعشقه في صمت).

بادلتها الابتسامة
- قائلة بادب. صباح الخير يا دادة سعدية
(سيدة كبيرة بالعمر. تبلغ من العمر 50 سنة تعمل هنا من ايام كارم النوار، فهى كانت تراعى زوجته الاولى نادية هانم. فهى كانت مريضة جدا. فتتصف بالامانة والصدق ودائما وجهها بشوش كل من في البيت يحترمها ويقدرها)
بدات تسلط عينيها هنا وهناك باحثة على رب عملها
- قائلة باستفهام. مستر اديم صحى ولا لسى؟

علي سماع جرس الباب متيقنة بان تلك نسمة خرجت من غرفة الرياضة التي توجد بالطابق الارضى. حيث يوجد بها كل الوسائل التي تجعل الانسان يتميز بجسد رياضى ممشوق. لذلك كل من في القصر يتمتع بذلك وهي راسهم (صافى مرسى الهاشمى تلك السيدة الارستقراطية. التي تتميز برقة الملامح وقوة الشخصية. تزوجت من كارم النوار بعد وفاءة زوجته. فهى اصغر منه بفارق عمرى 38 سنة. وانجبت منه ابنها الوحيد ادم البالغ من العمر 1 2. هي لم تحب زوجها يوما. ولكنها كانت تحترمه وتقدره. بعد والدايها لم يبقى لها احد، فتزوجته هروبا من ذل الايام وقسوتها. وتعرفت على ابنه اديم فاحبته مثل اخيها الذي كانت تتمنى ان يكون لها اخا. وهو ايضا كان تعامله جميل واخلاقه عالية. وظهر ذلك بالاكثر بعد وفاءة اباه لم يطردها من البيت او يجور على حقها هي وابنها، تركهم يعيشون في البيت باريحية فهم اهله وعشيرته. وهكذا صارت الحياة بينهما).

ترتدي ملابس رياضية ضيقة
- قائلة باستغراب. كل يوم بتسال نفس السؤال وكل يوم بتسمعى نفس الاجابة.
التفت اليها بابتسامة. انبهرت بجمالها الاخاذ للعقول برغم سنها الذي يبلغ ال 42 سنة. ولكنها تحافظ عليه بالرياضة اليومية والاكل الصحى لجسدها
- قائلة باعجاب. وطبعا زى كل يوم هقولك ايه الجمال دى كله!
ابتسمت على كلامها، ثم اقتربت منها حتى وصلت اليها
- قائلة باحترام. صباح الخير يا نسمة.
- اجمل صباح ليكى.

ابتسمت برقة، ثم وجهت حديثها لسعدية
- قائلة باستفهام. حضرتى الفطار يا سعدية؟
اجابتها
- قائلة بطاعة. ايوا يا هانم.
اشارت بيدها الى غرفة الطعام الى نسمة
- قائلة. يلا بينا
- طب المستر اديم؟
- نسمة come on ما انتى عارفة مستر اديم نص ساعة وهتلاقى صاحى.
هزات راسها ايجابا نعم وتوجهت معها الى غرفة الطعام
حقا لم تكذب!

فتح عينيه الخضراء في معادها المحدد. ذلك الرجل يمتلك كل مواصفات الوسامة بدء من قدمه انتهاءا بشعر راسه الغزير. جسده بالكامل يوجد به عضلات. بدء من عضلات بطنه مرورا الى عضلا ذراعيه. عريض المنكبين ويبلغ طوله 188م. الرجولة لقب اسند اليه بعد وفاءة والداه لاكثر من 10 سنوات تحمل المسئولية كاملة، وحقق الكثير من النجاحات. لانه المسئول الاول والاخير عن مجموع شركات النوار باكملها.

قام من فراشه عدله ورتبه كالمعتاد منه، ودلف الى مرحاضه واخذ دشا سريعا، وبعد دقائق دلف بالفوطة على خصره. وبعد ذلك بدل ملابسه و ادى فريضته في خضوع. ارتدى بذلة رجالية فخمة باللون الازرق تبهر العقل وتجذب الجميع اليه، ووضع برفانه الرجالى الماركة
بعد ان انتهى ترجل درجات السلم بغرور و كبرياء.

(اديم كارم النوار. معنى اسمه هو اسم عربي يطلق على الذكور، ويعني الظاهر، فيقال أديم النهار أي سطوعه وبياضه، أديم الليل أي ظلماته، وأديم الأرض تعني سطح الأرض. وصاحب اسم أديم يتسم بشخصية واضحة وصريحة، لا يحب الخداع، كما أنه ذو شخصية جادة وحازمة.

يبلغ من العمر الثالثة والثلاثين. مصمم ازياء عالمى تتميز ازياءه بالرقى والفخامة واختلافه عن ما يوجد بالسوق. برزت موهبته عندما كان في التاسعة من عمره. كان ياخذ مصروفه ويشترى قماش ويفصله لاجل والداته المريضة التي اصيبت بالسرطان في القولون، كان يريد ان يسعدها ولو بالقليل ويخفف عنها الامها. عندما وصل سن الثالثة عشر توفيت والداته وتزوج اباه بفتاة تكبره بالقليل من السنوات وانجبت آدم. رحل الى باريس لليدرس الازياء وهو في سن السابعة عشر. وبعد اربع سنوات عاد الى مصر وافتتح متجرا في القاهرة. وقدم اول مجموعة له في كازينو بالعاصمة نال اعجاب الجميع ومنه والداه الذي سعد كثيرا لابنه. وترك الشركات الهندسية وتفرغ لازياء مع ابنه وبعد سنتين من ذلك توفى، وواصل اديم رحلة الكفاح مع نفسه، نظرا لمسئوليته اخاه وامه التي لاقى منها الرعاية والاهتمام واصبحت له اختا وليست زوجة اب واخاه ابنه الاوحد. قدم مجموعة خاصة به في ميلانو، وكان اول مصمم عربى يعرض في اسبوع الموضة في ميلانو. اطلق خطا للملابس الجاهزة في ميلانو. واصبح له دار ازياء خاصة به في ميلانو باريس امريكا. واسمه يوميا يكون تريند فهو محتل جميع وسائل الاعلام المختلفة، والفضائح التي يتصدرها اخاه الصغير الذي لا يدرك في حياته غير النساء. ).

توجه الى غرفة الطعام والتي عبارة عن خمسة عشر مقعدا على الجانب الايسر والايمن. يُلاحظ مزيج غنيّ بالألوان والأقمشة الفاخرة، ممّا يدفع الناظر إلى استرجاع صور قصور الملوك القديمة، مع ملاحظة طغيان اللونين الأبيض الكريمي المذهب والبني المعتق على المشهد. وعلى الرغم من توزيع الاكسسوارات من زهريات وفضيّات وشمعدانات بكثرة في المكان، إلا أن توزيعها كان موفّقًا في إضفاء لمسات الفخامة على المساحة.

عندما راته نسمة ارتبكت من وسامته وهيبته، واخذت انفاسها تعلو وتهبط. القى تحية الصباح ببرود
- قائلا. good moring. قالها ثم تراس الطاولة بكبرياء. اصبحت صافى على يمينه ونسمة على يساره.
ردت عليه نسمة بابتسامة رقيقة
وكان رد صافى وهي تتناول طعامها
- قائلة. good moring.
شرع في تناول طعامه، ثم وجه سؤاله المعتاد الى نسمة
- قائلا باستفهام. عندنا ايه النهاردة يا نسمة؟
تاففت صافى منه.

- قائلة بعتاب. حتى وانت بتفطر برضو. بتتكلم عن الشغل.
باستغراب من رد فعلها
- قائلا باستفهام. اومال هنتكلم في ايه؟
- في مواضيع كتير بعيد عن الشغل.
- زى ايه مثلا؟
عبثت في شعرها بتوتر
- قائلة بتردد. كلمت ادم؟
اجابها بمنتهى البرود
- قائلا بكذب. لا بقالى اسبوع ما اعرفش عنه حاجه.
هبت فيه
- قائلة بعدم تصديق. بتقول ايه؟ اسبوع ماكلمتوش.
وهو يتناول طعامه، ومازال على بروده
- قائلا بلامبالة. whats problem.
ردت عليه بعصبية.

- قائلة بعدم تصديق. whats problem وانا اللى فاكرة انك كل يوم بتكلمه وبتطمن عليه
- صافى انا مشغول.
- ايا كانت مشغولياتك ده اخوك.
نظر لها باهتمام
- قائلا بتوضيح. وانتى مامته.
ارتبكت من كلامه
- قائلة بتبرير. انت عارف ان احنا مابنكلمش بعض.
ترك الملعقة
- قائلا باستفهام. ايوه ما بتكلموش بعض ليه؟ انا بقى عايز افهم.
- هو مالقكش؟
- لا ماقليش. بس اكيد عامل مصيبة من مصايبه.
- الاستاذ المحترم...
- ماله؟
-...

لم تخرج حرف من فمها التزمت الصمت
- قائلا باستغراب. هو الشريط سف ولا ايه؟
تضايقت من سخريته
- قائلة بجدية. اديم مش وقت هزار.
- على فكرة انا ما بهزرش. ايه اللى حصل؟
اردفت بارتباك
- قائلة بتردد. فاتن!
- مالها؟ صحيح انا مش شايفها. هي فين؟
- اسكت ما تفكرنيش
- هو ضاجعها؟ he slept with her.
هزات راسها ايجابا. انفجر ضاحكا على اخيه. ووضعت نسمة يدها على فمها من الخجل.

وهو مازال يضحك بتلك الطريقة الجذابة، نظر الى نسمة باستغراب.
- قائلا باستفهام. مالك مكسوفة كدة ليه. ما دى العادى بتاع ادم. مصر كلها عارفة فضايحه.
صافى بضيق
- قائلة باستغراب. مش عارف طالع لمين؟
- انتى لسه بتسالي اكيد طالع لبابا الله يرحمه.
- الله يرحمه. بس بابك كان ناجح، لكن ده فاشل. مش نافع في حاجة غير الستات.
وهو يضحك.
- قائلا. صحيح بجح الدنيا زنقته اوى يكون مع الخادمة.
تعصبت منه.

- قائلة بضيق. انت لسى بتضحك؟
- اعمل ايه يا صافى ابنك فاق التوقعات.
- اتصرف انت اخوه الكبير.
- حاضر عيونى. بس سؤال.
- اتفضل
- انتى قفشتى فين؟
وجهت حديثها الى نسمة، ثم اشارت على اديم
- قائلة. ده قاصد يفرسنى هو واخوه.
ليزيد ضيقها اكثر
- قائلا بعند فيها. على فكرة انتى ما جاوبتيش على سؤالى.
- والله ما احد مبوظه الا انت.
- انا اللي بوظته اومال كريم باشا ده ايه بقى.

التجمت عندما سمعت اسمه يخرج سهوا من فمه كريم هو اول ح...
افاقها من شرودها
- قائلا. خلاص ماتضيقيش.
تعصبيت عليه
- قائلة بصراخ. ايه البرود اللي بتتكلم بيه ده؟
لم يتضايق منها، فهو يعلم جيدا سبب ضيقها. فالتمس لها العذر
- قائلا. اهدى يا صافى خلينا نتكلم زى الناس الطبيعين.
رفعت اصبعها في وجهه.

- قائلة. الكلمة دى بتعصبنى اوى يا اديم، وانت عارف كدة. وبعدين بقالك اسبوع ما بتسالش فيه وانا دى كله فاكره انك انت بتطمن على.
كانت تتابع الحوار من اوله لاخره، لذلك لم تستطع ان تكذب اكثر من ذلك. عندما رات قلق صافى وخوفها على ابنها الطائش. الذي لا يهمه في الحياة غير النساء.
اردفت نسمة بهدوء
- قائلة بتردد. صافى هانم اطمنى مستر اديم بيكلم ادم كل يوم وبيطمن عليه.

سعد قلبها لمجرد كلام نسمة، فطرحت سؤالها على اديم
- قائلة بعدم تصديق. بجد يا اديم.
رمقها نظرة غضب
- قائلا بضيق. هو طلب منك تتكلمى؟
ابتلعت ريقها بصعوبة
- قائلة بتبرير. كنت عايزة اطمنها على ابنها.
هب فيها
- قائلا بعصبية. ماحدش طلب منك انك تقوليلها.
- iam sorry.
رمقته صافى نظرة عتاب
- قائلة برجاء. بالراحة على البنت يا اديم. البنت ماعملتش حاجة كتر خيرها انها بتقولى.
- مهما عملت ليكى يا صافى برضو هبقى غلطان.

استغربت من رده
- قائلة بهدوء. are you ok؟
-iam ok
- بس انا برضو متضايقة منك ازاى ما تقوليش.
تافف في وجهها، وهب من على مقعده.
- قائلا. بتموتى في النكد. بتاخدى حقن. قالها ودلف من امامها بضيق.
قامت نسمة ايضا ودلفت ورائه وصافى ايضا دلفت ورائهما
- قائلة. ابقى كلم ادم وطمنى عليه.
التفت اليها
- قائلا بحب. اتمنى منك ما تنسيش ان هو ابنى قبل ما يكون اخوى
- انا عارفة ما تزعلش منى.
رمقها ابتسامة متواضعة.

- قائلا بامر. روحى كملى اكلك وماتشغليش بالك.
- thank you
- you welcome.
دلفوا خارج القصر، متوجهين الى جراج السيارات الذي عباره عن اسطول من السيارات تمتلكها عائله النوار، وخاصة اخيه الصغير ادم لديه هوس كبير بهم، وخاصة احدث الموديلات. وصافي ايضا في كل خروجة لديها سيارة معينة.
وفي خلال سيرهم تحدثت هي
- قائلة. انا اسفة يا مستر اديم.
رمقها نظرة جميلة
- قائلا بهدوء. انا كنت بهزر معاكى على فكرة.

ارجعت شعرها خلف اذنها
- قائلة. بس برضو ماكنش ليا اتدخل
- انتى مجنونة انتى ليكى تدخلى
تحمست من كلامه، وطرحت سؤالها
- قائلة. بصفتى ايه؟
- سكرتيرتى وانا بعتبرك اختى الصغيرة.
انصدمت من كلامه، وحزن قلبها بشدة، ولكنها تمالكت نفسها
- قائلة بثبات مصطنع. شكرا يا مستر.
- بطلى هبل يا بنت انتى، يلا علشان ما نتاخرش على الشغل.
هزات راسها ايجابا. وتوجهوا الى سيارته الفاخرة فتحها له السائق، وهي دلفت بجوار السائق.

همست في داخلها بحزن شديد.
- قائلة. اختك ما لازم اكون اختك. صحيح انا فين وانت فين. انت اديم كارم النوار ابن الحسب والنسب. وانا نسمة حتة سكرتيره ولا راحت ولا جت.
التفتت اليه راته كان مشغولا بعمله عن طريق الجهاز النقال. عاودت ادراجها، واعتدلت في مقعدها.

- قائلة بالم. عمرك ما هتحس بحبى ليك اللى اتولد من اول يوم قابلتك فيه. حبيتك لم شفت فيك الطيبة والتواضع بعيدا عن المتعارف عليه من الغرور والبرود والصرامة. انا ولا البنت الجميلة الملفتة ولا صاحبة العيون الساحرة ولا بشرة بيضة ناصعة...

في ذلك المنزل البسيط. الذي كان يملائه الحب والامان والاطمئنان. منذ سنتين فقد كل شىء لا يملائه غير الحزن الضياع العجز الخيانة. يملائه كل شىء موجع ماعدا ما كان عليه من قبل.

شقه فخمة تطل على النيل مكونة من العديد من الغرف. تنام تلك السيدة في فراش زوجها. تنتهز فرصة سفره كل مرة. وتدلف الى غرفته ؛ لتنام سرا بها. لتنعم بالقليل من رائحته وتسد لو جرعة من الاشتياق الذي يقتلها كل ليلة في بعده عنها. تنام في فراشه وموضع نومه لتروى وجع قلبها المشتاق اليه. و تاخذ وسادته في حضنها ؛ لتشعر انه مازال في احضانها ولم يبعد عنها. تسرق لحظة من زمن. قبل ان يعود الى شجاره وخناقاته معها. لقد تغير كثيرا منذ تلك الليلة اللعينة وهو بعيدا عنها كليا. اهتماماته اصبحت بناته ثم وجعها بعلاقاته مع تلك العاهرات التي تحتل فضائحه العناوين الاولى.

فتح باب الغرفة. لقد اتى من السفر ولم يخبرها بعودته، فهى في كل مرة تعلم متى يعود؟ اول مرة لم يخبرها. دلف الى الغرفة. رائها نائمة في سريره في تلك الهيئة المثيرة وشعرها الغزير بعضا منه مفرود على وجهها والباقى على الفراش. ومحتضنة وسادته. لقد اشتاق اليها كثيرا. سنتين لم يشعر جسده بجسدها. لم يسمح لقلبه ان يشتاق اكثر ويرسم لنفسه خيال. اضاء الانوار بعصبية. وهب فيها.

- قائلا بصراخ. تاراااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
(تارا كريم النوار، تبلغ من العمر الرابعة والعشرون. صاحبة جمال مصرى اصيل. كانت دكتورة جامعية بالجامعة الامريكية. لكن بعد تلك المصيبة اجبرها زوجها بترك العمل فنفذت على الفور، وبدات تتفرغ لرعاية ابنتيها التؤام خديجة وعائشة الذان يبلغان الخمس سنوات)
قامت فزعة على صوته
- قائلة برعب. في ايه؟
صرخ فيها
- قائلا بعصبية. في محشى يا ررررررررررررررررروح امك.

عندما راته بتلك الهيئة المتعصبة
- قائلة بتلعثم. انا اس ف ة.
- انتى بتعملى ايه في سريرى؟
- قائلة بكذب. كنت بظبط الاوضة.
- واللى بيظبط الاوضة ايه اللى يجيبه للسرير؟
- معلشى كتر التعب خ...
قطعها وهو يرمق جسدها نظرة كره
- قائلة بضيق. واللى يظبط الاوضة يكون لباس قميص نوم كدة.

نظرت الى نفسها. كانت مرتدية قميص احمر نارى مثير. لقد شهد ذلك القميص على ليالى مجنونة بينهما من قبل. فذلك زوجها وحبيبها الاول والاخير. الذي شاء القدر ان يبعدهما عن بعض.
ارجعت شعرها للخلف
- قائلة بارتباك. اص ل انت ماكنتش موجود.
اشار على حركة ارجاعها شعرها للخلف
- قائلا. الحركة دى دليل على كذبك.
- انا اسفة.
اقترب منها وثن ركبته على سريره، وقبض على عنقها بقسوة.

- قائلا بكره. انتى فاكرانى اهبل. علشان اصدق الهبل ده.
- قائلة بتلعثم. ز ين انا.
(زين عز الدين. 33 سنة. متزوج ولديه ابنتين تؤام عائشة وخديجة صاحب عيون ذرق وطول فارع ووسامة شديدة اصبح زير نساء بعد خيانة زوجته له. اصبح يمقتها بجنون ولا يطيق ان يراها ثانية لم يطلقها بعد خيانتها له. ليس انتقاما منها مثلما يدعى، ولكنه مازال يعشقها فهى حب طفولته. الرئيس التنفيذى لمجموعة شركات النوار).

ضغط على عنقها اكثر وخبط راسها في السرير.
- قائلا بكره. اسمى ما يجيش على لسانك الوسخ ده. يا كلبة.
دموعها خانتها ونزلت امامه. تضايق من بكائها
- قائلا بصراخ. بتعيطى لييييييييبببببييييبيه؟

لم تستطع ان تعبر عن وجعها. فهى كسرته باصعب شىء يتخيله رجل. ورغم ذلك سمح لها بالعيش مع بناتها. فهى لم تستطع الافصاح عن ذلك السر اللعين الذي في يدها اخباره بانها لم تخونه. ولكن سعادتها مقابل تعاسة اشخاص يهموها. فتركته يهينها كل ليلة ويصدق بانها خانته.
- على كدة بقى انا قاسى، لكن حبيب القلب كان حنين اوى معاكى.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة