قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعبة في يده للكاتبة يسرا مسعد ج1 الفصل العاشر

رواية لعبة في يده بقلم يسرا مسعد جميع الفصول

رواية لعبة في يده للكاتبة يسرا مسعد ج1 الفصل العاشر

صعدت سالى الى غرفتها واعدت حقيبه صغيره للرحله النيليه وضعت مستلزماتها وايضا كاميرا صغيره ودفتر الملاحظات
بعد ساعه زمنيه كانت سالى تجلس فى قارب صغير بصحبه فريق العمل وغاب زياد عن الرحله
جلست منى برفقه معتز يستمتعان معا بالنسيم العليل والمشهد الخلاب لصفحات النيل المتراميه.

فيما اتخذت سالى ركنا بعيدا فى آخر القارب الشراعى يوفر لها الخصوصيه
شعرت سالى بالسعاده ووفرت لها الاجواء هدوءا جعلها تفكر بعقلها والذى أمر قلبها الصغير ان يكف عن احلامه فهذا هو الواقع وتلك هى الحياه
ومايريده القلب لم يتخطى كونه احلاما ورديه بعيده المنال.

ارتسمت البسمه على محيا سالى الحالمه وارتسم الضيق على محيا مروه الحقود والتى ظلت تراقب الجميع بعيون ضيقه من وراء نظرتها الشمسيه الكبيره فهاهى منى تجلس فى شاعريه وتمتع بجو رومانسى حالم بصحبه معتز اما اسامه يجلس فى وفاق مع اخيه الاكبر جاسر والذى كان يسترق النظرات من وقت لاخر لسالى التى كانت تجلس بعيدا.

اسامه: نعمل ايه فى اخوك ده انا مش مطمن امبارح كنت عنده فى الاوضه اتصلت عليه آشرى وماردش عليها قال يقولى بتقل لحد ماتبقى تحت سيطرتى بالكامل انا خايف الموضوع يفلت منه والصفقه تروح مننا ساعتها الخساره هتبقى جامده
جاسر: انا عندى امل ان يسرى الطحان يكون شايف المصلحه قبل موضوع زياد وآشرى ده وبالعكس انا حاسس انه هيستغل وضعهم فى الضغط علينا مش اننا اللى نضغط عليه دى مهما كان آشرى الطحان الف من فى البلد يتمنوها ... اخوك بيعمل كده عشان حاسس بتقل البنت وعايز يعمله مكان وهيبه فى قلبها .وما انكرش انه صح بس على الله غروره ماياخدهوش بعيد.

اسامه: ههههههه ده لو سمعك دلوقتى وانت بتقول عليه انه صح هينفش ريشه على الاخر
جاسر: اخوك بينطبق عليه المثل ...فلح ان صدق
اسامه: الله ينور عليك هوا فعلا لو يصدق وماتزغللش عينيه بنت تانيه زى عادته
جاسر: مارضيش يجى النهارده معانا ليه؟
اسامه: علمى علمك قالى روحو انتو انا عامل ترتيب تانى خاص بيا وصاحبه الزفت ده محمد رضوان اتصل بيه امبارح مش عارف اتفقوا على ايه
جاسر: ربنا يستر

قاطع حديثهم صوت رنين هاتف اسامه فنظر اسامه فوجدا انها زوجته: عن اذنك ياجاسر دى نرمين هرد عليها
جاسر: اتفضل ...قام جاسر من مجلسه واتجه الى الناحيه الاخرى من القارب نفس الناحيه التى تجلس فيها سالى نظر اليها رآها تمد يدها لتصل الى المياه
توجه ناحيتها سريعا ورفع وامسك بذراعها ورفعه بقوه من الماء تفاجئت سالى من فعلته ونظرت اليه بخوف مشوب بالغضب
افلت جاسر يدها وقال فى غضب بصوت منخفض: ناويه تغدى تماسيح النيل النهارده .انتى اتجننتى تنزلى ايدك فى المايه مافيكيش مخ تفكرى فى خطوره عملتك دى
ابتلعت سالى ريقها واخرجت منديلا ورقيا من حقيبتها وونشفت يدها وادارت وجهها الى الناحيه الاخرى بعيدا عن جاسر.

نظر جاسر اليها بحيره فقد توقع اعتذارا وشكرا لما فعله ولكنها ادارت وجهها بعيدا عنه غاضبه منه لم يفهم لم هى غضبى فقد كان خائفا ان يصيبها مكروه
قام جاسر غاضبا هو الاخر واتجه ليجلس بعيدا وحيدا فيما كانت تراقبهم مروه بأعين تملؤها الكراهيه ونفس تميز بالغيظ
اخذت سالى تفكر فى الاهانه التى وجهها اليها بأنها غبيه " مافكيش مخ تفكرى" شاعره بالسخط مردد فى داخلها بعند " وهوا ماله كانت ايدى ولا ايده تلاقيه خايف على ايدى احسن مين اللى هيكتب الملاحظات والمذكرات ويطلع لسايادته الملفات ويجبله القهوه ! "

حط القارب على شاطىء قريب من مطعم اشتهر بتقديم السمك الطازج نزل الجميع قالت منى لسالى فى تذمر: الواحد شبعان سمك فى اسكندريه يجيبونا الاقصر ناكل سمك برضه ههههههه
سالى: وكنتى عايزه تاكلى ايه
منى: اى حاجه ههههههههه بس اماره والسلام
ابتسمت سالى ابتسامه صغيره فكانت لاتزال تشعر بالضيق وتصاعد ذلك الشعور لاعلى مستوياته عندما دخلت المطعم لتجد ان كامل الفريق سيجلسون على طاوله واحده كبيره معده لسته اشخاص.

تناول افراد الفريق طعامهم فى جو حميم تتردد اغنيه فيروز الرائعه فى الاصداء " سألتك حبيبى لوين رايحين "
جلست منى فى المنتصف بين معتز وسالى ولكنها سبحت فى عالم اخر برفقه معتز تاركه سالى التى لم ترفع انظارها مخافه ان تصطدم بأعين جاسر الذى كان يجلس قبالها جلست مروه فى المنتصف بينه وبين اسامه محاوله ان تصنع لها وضعا
ابتسم جاسر فجأه وقد نسى سخطه هو الاخر ودندن مع الاغنيه بصوت مرتفع قليلا: أنا كلّ ما بشوفك ...

كأنّي بشوفك
لأول مرة حبيبي
أنا كل ما تودّعنا...
كأنّا تودّعنا
لآخر مرة حبيبي
سمعته سالى بل سمعه الجميع
فابتسمت سالى ابتسامه صغيره على حياء واحمرت وجنتاها وركزت انظارها فى طبقها الذى بالكاد تذوقته محركه ملعقتها بعشوائيه فيما تصاعدت اصوت معتز واسامه بالغناء مع جاسر.

معتز: قللي احكيلي
نحنا مين
وليش منتلفّت خايفين
ومن مين خايفين ؟
اتبعه اسامه: موعدنا بكرى
وشو تأخر بكرى
قولك مش جاي حبيبي
عم بشوفك بالساعه
بتكّات الساعة
من المدى
جايي حبيبي.

فيما صفقت منى بيدها على ايقاع النغم واجبرت مروه نفسها على الفعل بالمثل
وتناقلت سالى بأنظارها مابين منى السعيده
وجاسر الذى ركز انظاره عليها وهو يقول بصوت قوى وغناء رائع الصوت: ويادنيي شتّي يا سمين
علي تلا قوا ومش عارفين
ومن مين خايفين ومن مين؟
انتهت الاغنيه وتصاعدت اصوات الجميع بالضحك والمزاح فقال جاسر لمعتز: بس يجى منك يامعتز يعنى
معتز: هههههه ما انا بقول شغله المحاماه دى رخمه واقف ااقول ياسياده القاضى وياحضرات المستشاريين اهو تغيير برضه
اسامه: بس انا ياجاسر بجد اول مره اسمعك تغنى ...

ثم اضاف مازحا: طيب ماصوتك طلع حلو اهوه يا اخى امال بس فى الشركه مقضيها شخط ونطر فينا وفى البنيه الغلبانه دى
اشار اسامه الى سالى فنظر لها جاسر باهتمام فهى لم تتكلم نهائيا واكتفت بالاستماع
فقال لها: ايه رأيك بعد كده تيجى الصبح اغنيلك واقولك... صباح الخير هاتى الملفااااات
ضمت سالى شفتيها بعزم ورفعت انظارها اخيرا وتلاقت عيناها البنيتان بعينا جاسر السود وقالت بصوت هادىء رزين فى تصميم: والله انا راضيه باى حاجه المهم مايكونش فى عصبيه ولا شخط

اسامه: ياعينى يا سالى والله انتى طيبه وبنت حلال هههههه ومستحمله منه يامه
منى معترضه بدبلوماسيه: لا بس استاذ جاسر برضه طيب وضغط الشغل كبير كان الله فى العون يعنى
جاسر: ربنا يخليكى يامنى لحسن شكل اسامه اتلم مع سالى عليا ...
واضاف بمكر: وانا مش قد سالى

احمرت وجنتا الاخيره ووتناولت كأس الماء لشرب قليلا منه وتفاجئت بجلسه مروه الممتعضه وعيناها اللتان تبعثان شرارا
بعد قليل قامت منى برفقه سالى بعدما انهو تناول طعامهم واتجهتا الى حمام السيدات
وما ان دخلت منى حتى اغلقت الباب وقالت بفرح: ايش ايش ايش ماشى ياعم ...قال مش اد سالى ...يالهووووووووى دا انا كان هيغمى عليا
سالى: ايه يامنى فى ايه ايه الكلام اللى انتى بتقوليه ده
منى: نعم انتى هتستهبلى عليا؟

واضافت بصوت حالم: دا قاعد يغنيلك فيروز يادينا شتى ياسمين .. ويديكى فى نظرات... وكلمات... حرااااااااام عليكى دا انا كنت هموت... عارفه لو ماكنش معتز غنا هوا كمان كنت سيبتنى منه للابد... ومسكت خدود جاسوره وخليته يبص فى عينا وهوا بيغنى واقوله.. انا.. انا... سيبك منها البت دى حجر...
واستطردت بغيظ: دا لو كان ابو الهول كان نطق ياشيخه . ارحمى امى.

سالى بنفاذ صبر: انت كل الكلام ده فى خيالك... عايشه فى قصه حب مع معتز وفاكره ان الناس كلها زيك لعلمك انا ولا فى دماغه اصلا انا عارفه ومتأكده
منى: عارفه ومتأكده دا ايه؟ انتى عبيطه يابنتى كل ده مش واخده بالك عماله تتقلى.. تتقلى.. يابنتى واحده غيرك كانت مصدقت ومسكت فيه بأيدها وسنانها انتى مش شايفه مروه قاعده عامله ازاى ...دى هتموت والله ممكن يجيلها سكته قلبيه وهى قاعده من كتر الغل والغيظ اللى جواها دى قعدت فى النص بينه وبين اسامه وهوا ولا معبرها.

سالى بعصبيه: اهو عندها بره تشبع بيه
منى: بس هوا مش عايزها هيا وعينه منك انتى ...اخاااخ منك.. اخخ منك فى واحده يجى لحد عندها جاسر سليم بجلاله قدره ويقولها انا مش ادك وتصدرله الوش الخشب.

ثم لمعت عينا منى فجأه وقالت لها: سالى ...اعترفى ...انتى بتحبيه ... وبتموتى فيه كمان وبتقاوحى نفسك
رفعت سالى عيناها ونظرت لمنى فى تحدى وقالت: انا حبيت قبل كده والنهايه انه طلقنى عشان واحده قبلى وماعنديش استعداد انى انجرح تانى... خاصه ان ده واحد فوووق اووووى والستات بتترمى تحت رجليه مال وسطوه وجمال واحلى منى ميت مره.

ثم اضافت بمراره:عايزه تقوليلى انه هيسيب كل ده ويبص للسكرتيره اللى عنده اللى طول النهار روحى ودى جيبى ولو غلطت فى هفوه يشخط فيا وينطر
ثم تساقطت دمعه صغيره من عيناها واضافت: ...ده من رابع المستحيلات مش حتى حلم ... وابقى غبيه ومافييش دماغ زى ما هو لسه قايلى من شويه لو مشيت وره الخيالات دى.

وتهدج صوتها وهى تقول: وكل اللى شوفتيه بره ده كل اللى عمله والغنا والكلام والنظرات كلها مجرد تسليه وبيقضى وقت لذيذ يغير بيه روتين حياته
مسحت سالى عيناها بقوه واستطردت: وهفكرك السبت اللى جاى لما نرجع اشغالنا ساعتها هيرجع جاسر اللى انتى عارفه كويس واللى انا عارفاه .مش كل الناس زيك يامنى ومش كل الحواديت بتخلص زى ماحدوتك مع معتز وصلت للنهايه السعيده دى
لم تجبها منى واكتفت بأحتضانها بقوه مدعمه صديقتها الطيبه المجروحه جرحا غائرا
دخلت مروه عليهم وقالت بنفاذ صبر: الله الله حمام ده ولا عش الاحبه ...اووف امتى الواحد يروح بقى انا قرفت

منى: ومين سمعك .خلصتى ياسالى
سالى: يالا بينا
خرجت سالى ورفعت انظارها لتجد ان الطاوله فارغه وان الرجال ينتظروهم فى الخارج فقالت لمنى: منى معلش خليكى معايا لحد مانوصل للمركب بعدها ااقعدى مع معتز وانا هرجع اقعد مكانى
منى: لاء انا هقعد معاكى
سالى: لاء عشان مايزعلش وبعدين ممكن مروه تمسك ودنه ساعتها هيجيب اخره
منى: على رأيك دى ممكن ماتصدق وتقوله اى حاجه عشان توقع بينا
سارت سالى برفقه منى حتى وصلتا كلتاهم الى القارب كان جاسر اتخذ مجلسه بجوار اخيه و معتز يناقشون امر الصفقه فجلست منى مع سالى على الناحيه الاخرى بعيدا عنهم.

منى: اديهم قعدوا جنب بعض اهوه يتكلموا فى الشغل
سالى: شوفتى عشان تصدقى
منى بتأثر: ليه الوقت الحلو بيعدى بسرعه اووى كده
سالى: كله بيعدى يامنى الحلو والوحش بيعدى بس احساسنا بالحلو بيبقى اعلى لكن لو طول بينا شويه يفقد بريقه وماتحسيش بيه من جديد الا لما يعدى عليكى وقت صعب ساعتها تستطعمى حلاوه الوقت اللى بتقضيه فى رضا وسعاده.

منى: حكم ... بتقولى حكم ياسالى والله
تنهدت سالى ونظرت بعيدا للنيل الساكن وامواجه القليله وقالت: مش حكم ولا حاجه بس اللى مريت بيه ...ربنا مايكتبه عليكى ويتمملك على خير انتى ومعتز ثم اضافت مرحه: تعالى اصورك
منى: ااه صحيح دا انا نسيت الكاميرا خااالص هصور من الموبايل
سالى: وعلى ايه ابقى انقلى الصور من الكاميرا بتاعتى
التقطت سالى صورا لها ولمنى
بعد قليل قام معتز واتجه اليهن وقال: كده برضه من غيرنا كده
ابتسمت سالى: طيب تعالا اصوركم.

معتز: لا هاتى الكاميرا واصوركم انتو الاتنين ونتصور كلنا سوا
التقط معتز صوره لهما وقالت منى بخبث: معتز ادى مروه الكاميرا تصورنا كلنا
نظرت لها مروه فى غيظ وقالت: وماله ما انا وقعت من قعر القفه
معتز: لا ياستى ااقفى جنب منى وسالى وجاسر بيه والاستاذ اسامه ااقفوا من فضلكم هنا وانا هصوركم وبعديها خدى الكاميرا وصورينا انتى
مروه: ماشى.

ولكن لم تطيعه مروه ووقفت بجانب جاسر
التقط معتز الصوره ثم اعطى مروه الكاميرا لتلتقط صوره بقيه الفريق عندها رن هاتف اسامه فقاطعهم وقال: معلش ياجماعه اعذرونى هرد على التليفون
وكزت منى معتز فى الخفاء ليبتعدا الاثنان ولم يتبقى سوى سالى برفقه جاسر
اعترضت مروه وقال: رايحه فين يامنى
همت سالى بالاعتراض هى لاخرى فبذلك الوضع لن يكون سواها فى الصوره برفقه جاسر.

منى: تعبت ...هقعد انا ومعتز صورى جاسر بيه وسالى
مروه: طيب تعالى خدى صوره لينا انتم احنا التلاته
جاسر: خديلى صوره انا وسالى وبعدين اصوركم انتم الاتنين
التقطت مروه الصوره وهى تشعر بالغيظ ووقفت سالى تشعر بالخجل من قرب جاسر منها بهذا الشكل
اعطت مروه الكاميرا لسالى فى تحدى اخذتها سالى وصورت جاسر برفقه مروه والذى تعمد ان يشرد بنظره بعيدا ويحيد بكتفيه عن مروه ناظرا الى سالى بمكر وهو يبتسم لها بجانب شفتيه.

انتهت الرحله النيليه ووصل الجميع سالمين الى الفندق صعدت الفتيات الى غرفتهن
وكعادتها مروه استبقت منى وسالى الى الحمام دون اى مرعاه
نظرت سالى لمنى فى عتاب وقالت بصوت منخفض: كده برضه تسيبيها تصورنى انا وجاسر
ردت منى بصوت منخفض هى الاخرى: كان لازم اغيظها معلش هههههه واهيه شوفتيها سكتت... جاسر قالها هصورك انتى وسالى اكتر من كده ايه مش عاوز يتصور معاها ولوح نفسه بعيد علها تفهم ولا تحس على دمها ههههههه
لم تكن مروه تغتسل كما تدعى ولكنها كانت ملصقه اذانها بالباب وسمعت حديثهما وقالت داخلها: طيب والله لاقلب التربيزه عليكم يا سالى.

انهت سالى حمامها وخرجت لتجد ان منى تخبرها بأن جاسر قد اتصل يطلبها لموافته فى غرفه الاجتماعات بعد نصف ساعه
ارتدت سالى ملابس عمليه مكونه من تنوره طويله سوداء يعلوها جاكيت ابيض من القطن مقلمه بخطوط سوداء رفيعه لامعه وطرحه من الشيفون المطعم بالستان من نفس اللونين واكتفت بساعه عريضه انيقه مطعمه بفصوص من الالىء كأسسوار توجهت الى غرفه الاجتماعات لتجد ان جاسر يجلس بمفرده يحتسى فنجانا من القهوه رفعت سالى حاجبيها متعجبه.

بادرها جاسر بالقول: من ساعه ما جينا ومارجعناش الملفات والاوراق سوا ...ااقعدى واقفه ليه
امتثلت سالى لطلبه صامته
نظر لها جاسر متفحصا مظهرا والذى لاقى استحسانا لديه وقال: اطلبلك حاجه تشربيها
سالى بجفاف: ميرسى يا افندم
شعر جاسر بدش من الماء البارد قد ُصب على رأسه عندما قالت سالى " افندم"
تصلب فك جاسر ورفع رأسه بكبرياء وقال: طيب نبتدى الشغل ...طلعيلى المذكره القانونيه بتاعه وزاره البيئه.

امضت سالى تعمل برفقه جاسر لمده تقرب من الساعتين تناول خلالهما جاسر فنجانا آخر من القهوه بالاضافه الى عدد لا بأس به من السجائر الامريكيه
واخيرا اغلق جاسر الملفات معلنا عن انتهاء العمل ولكن هذا ما ظنته سالى فقد امرها بعمل اضافى بعدما تصعد غرفتها قد يكلفها المساء بل والسهره
نظرت له سالى وابتسمت كأنما تقر امرا نظر لها جاسر وقال مستفهما: فى حاجه بتضحكى على ايه؟

قالت سالى بجرأه لم تعهدها: افلح ان صدق
قامت سالى من مجلسها وحملت الملفات الثقيله وغادرت تاركه جاسر ينظر لها بدهشه
وشعر لاول مره فى حياته بالغباء
تلك المقوله قالها ظهيره اليوم كان يقصد بها حال اخيه
والان تنتقل لشفتى سالى ومن المؤكد تقصده هو بشىء ما
ابتسم جاسر وهز رأسه وقال بصوت مرتفع: كده!..ماشى ياسالى.

رن هاتف جاسر ليجده يسرى الطحان يسأله ان كان متفرغا فهو يريد مناقشه بعض امور العمل معه
اكد له جاسر انه يملك الوقت فاتفق معه يسرى الطحان على مقابلته فى غرفه الاجتماعات فى غضون خمس دقائق
اتصل جاسر مره اخرى بسالى التى ردت على الهاتف فقال لها: انزلى تانى
توجهت سالى مره اخرى للغرفه وهى تلوم نفسها على جرأتها فى الحديث معه بهذا الشكل شاعره بقليل من الخوف يتسلل اليها
دخلت سالى الى الغرفه لتجد ان جاسر يجلس برفقه يسرى الطحان فتنفست الصعداء لهذا قد استدعاها مره اخرى ...واستمر اجتماعهم الاخير لمده ساعه استنجت سالى من مجريات الامور ان جاسر على بعد خطوات بسيطه من مراده

وهذا ما تأكد لها لدى انتهاء الاجتماع الضيق عندما نظرت اليه لم تكن السعاده مرتسمه على وجهه بل كان شعورا بالنصر ملىء جوانبه
خرج يسرى الطحان تاركا جاسر ينظر الى سالى فى تحدى
وقال مهددا: بس لان مزاجى مش جايبنى للشخط والنطر انا مش ححاسبك على كلمتك اللى قولتيها وجريتى ...لكن احب انبهك لنقطه مهمه جدا ...انا صادق فى كل الاحوال ...اوعى تفتكرى ان الشغل انتهى يمكن مش هتطلعى تسهرى على الملفات لكن حتحضرى نفسك وتبلغى مروه ومنى هما كمان بحفله الليله الساعه 9
سالى: حفله؟

جاسر: انتى كنتى سرحانه ولا ايه النهارده الطحان عامل حفله بمناسبه افتتاح المنتجع ولسه مأكد علينا دلوقتى
سالى: لاء ماكنتش سرحانه ولا حاجه بس كنت فاكره ان حضرتك بس المدعو
جاسر: تفكيرك كان غلط
شعرت سالى انه يقصد شيئا آخر بتلك الكلمات... فليعتقد مايشاء
صممت سالى على حمايه نفسها وقلبها من الجراح مره اخرى
تركته وذهبت الى الغرفه وابلغت رفيقاتها بأمر حفله المساء
قفزت مروه من على السرير صارخه: انتى متأكده قالك بعضمه لسانه اننا نروح الحفله
ردت سالى بهدوء: ايوه

مروه: دا يادوب الحق اعمل شعرى واحط المكيب لاء بقولكم ايه انا هجهز الاول وبعدين ابقوا خدو المرايه براحتكم او... ادخلو الحمام
نظرت لها منى بتعجب وقالت متهكمه: لا ولو عايزه المرايتين كلهم لوحدك عبال ماتلبسى وتتشيكى وتعملى شعرك براحتك خالص ياسمو البرنسيس... انتى عارفه انى انا وسالى مالناش فى الشعر والفرد.

مروه: لاا يا ماما انا شعرى حلو من يومه بس الجو فى الاقصر هنا حر وبوظه... ماتفكريش نفسك هنا انك ذات الشعر السايح النايح
اخذت سالى هاتفها وخرجت الى الشرفه لتحدث والديها الكرام استغرقت المكالمه بضعه دقائق اطمأنت عليهم واطمأنوا عليها
انهت سالى المحادثه الهاتفيه ونظرت الى ارجاء الحديقه التى تلألأت بالانوار المبهجه فى عتمه الليل واستنشقت النسيم المعبق برائحه الليمون ومرت عليها ذكرى اول يوم وصلت فيه الى الاقصر عندما كانت بصحبه جاسر فى شرفته والتى تطل على نفس الجانب من الحديقه
قاطعت منى حبل ذكرياتها عندما دخلت لتقول لها: ايه ياجميل واقف لوحدك ليه؟

سالى:عادى يعنى الجو تحفه وقلت ااقف اتفرج شويه
منى: تصدقى من يوم ماوصلنا واول مره اطلع البلكونه يابنت اللاذينه يامروه نايمه بسريرها جنبها ومش عارفين ان المنظر تحفه كده
سالى: اديكى شوفتيه سيبيلها المريات وهى تسيبلك البلكونه هههههههههههه
منى: انا مش عارفه بجد ايه ده ربنا يصبرنى مش هتدخلى تلبسى
سالى: مصدعه وماليش مزاج البس الصراحه
منى: غيبتى اووى تحت

سالى: هه قال وبقولك على السبت الجاى هيرجع جاسر القديم وحياتك 3 ساعات واكتر والشغل هوا اللى فى دماغه وبس وكان باعتنى بشغل متلتل كنت هسهر عليه لولا ان يسرى الطحان عازمنا على حفله افتتاح المنتجع
منى: الا فين بنته صحيح مش اسمها آشرى باين؟
سالى:مش عارفه ماشوفتهاش خالص بس غريبه ماتكونش موجوده النهارده فى الحفله دى مش باينه من ساعه ماوصلنا للاقصر
منى: بس شكل الحفله هتبقى جامده بصى التجهيزات وااااو ولا الخيم اللى حاطينها شيك اووى.

سالى: همم فعلا ...انا هغير هدومى واريح شويه
منى متعجبه: ايه ده انتى مش هتجهزى
سالى: ههههه اجهز! لا انا ممكن اصلا مانزلش
منى: لا بتهزرى ليه ؟
سالى: ماليش مزاج بجد وبعدين ناس معرفهاش
منى: مش هينفع يا سالى انتى سكرتيره جاسر
سالى: يعنى هفضل ماسكه فى دفتر الملاحظات وامشى وراه فى الحفله

منى: لاء بس افرضى سأل عليكى
سالى: ما اظنش هيبقى مشغول فى الحفله ومع يسرى الطحان عامه انا بس هريح ولو حسيت نفسى كويسه هنزل
منى: حاولى بجد ولو سأل عليكى هقوله انك بتجهزى فوق وهكلمك ماشى
سالى: يبقى كده احسن
نظرت لها منى متعجبه وقالت: انا حاسه انك بتهربى يا سالى
سالى: سيبينى على راحتى يامنى الله يكرمك
منى: خلاص مش هضغط عليكى بس عشان خاطرى ابقى انزلى ولو 10 دقايق حتى عشان خاطرى
سالى: حاضر

دخلت منى لترتدى ملابسها هى الاخرى كانت مروه اوشكت على الانتهاء فنظرت الى سالى بتعجب وقالت: انتى مش هتجهزى؟
سالى: لاء حاسه انى تعبانه واحتمال مقدرش انزلى انتى ومنى
مروه غير مباليه: براحتك
نزلت مروه بمفردها فور انتهاءها فلم ترد ان تكون لها شريكه فى لفت الانظار وهى تظن انها ستخطفها ريثما يطالعها الرجال فى ثوبها الاسود القصير التقليدى
اما منى فقد انتظرت حتى مر عليها معتز واصطحبها الى الحفله بعدها اغلقت سالى الغرفه واطفأت الاضواء واكتفت بالانوار التى تصل اليها والمنعكسه على زجاج الشرفه من الحفله المقامه فى الحديقه.

اخذت سالى تفكر فى مجريات اليوم ووجدت نفسها تدندن "سألتك حبيبى لوين رايحين ...خلينا خلينا ...مممم ويادنيا شتى ياسمين على اللى تلاقو ومش عارفين ..ثم قفزت صوره جاسر فى ذهنها وهو يسخر منها ...وكلمات منى "انتى بتهربى ياسالى "
عندها قامت سالى من على السرير وقررت حضور الحفله اخرجت من الدولاب فستانا بلون الكراميل الذهبى ارتدته يوم عقد قرانها ذو ثنايات دقيقه حول منطقه الصدر وحزام مطرز بأحجار ملونه باللون الذهبى والكريمى اللامع والبنيه الشفافه حول خصرها النحيل.

لينزل بأنسيابيه رائعه
وحجابها المكون من طبقات التل الذهبى والاورجانزا اللامعه والشيفون الكريمى اللون يعلوها
وضعت زينه بسيطه من الكحل البنى الذى اضاف لعيناها البنيتان اتساعا جميلا وملمع شفاه شفاف وقليلا من الماسكرا
وتوجهت الى الحديقه ونزلت درجات السلم بحرص لانها كانت ترتدى حذاءا ذهبيا يصل طول كعبه ل 7 سنتيمترات كامله
بحثت بعيناها عن صديقتها الطيبه ولكنها لم ترها عوضا عن ذلك تلاقت عيناها بعينا زياد والذى فرغ فمه اثناء تحدثه مع اخيه اسامه لدى رؤيتها ظل زياد محملقا بها لفتره من الزمن يكاد لا يصدق عينه "اتلك هى سالى؟".

لاحظ اسامه شرود اخيه فقال: اييي يا اخى ...هاى مالك... روحت فين؟
زياد منبهرا: سالى
اسامه: قلت ايه ؟سالى مالها سالى ؟
زياد: ده البت طلعت صاروخ ارض جو وانا مش واخد بالى
اسامه: الله يخربيتك يا اخى ..ارحم ارحم ابوس ايدك ...هتودينا فى داهيه انت نسيت آشرى ولا ايه
هز زياد رأسه بلا مبالاه: لاا آشرى مين فكك...امسك دى.

اخذ اسامه الكأس التى كان يشرب منها من يده وتركه زياد واتجه مسرعا يطارد سالى الفاتنه والتى كانت تبحث فى ارجاء الحديقه عن منى صديقتها
فيما كان يقف اسامه شاعرا بالسخط من تصرفات اخيه الطائشه مرددا داخله: افلح ان صدق فعلا ...كان معاك حق يا جاسر ...
وقف زياد على مقربه من سالى والتى التفتت لدى سماع صوته يسألها: بتدورى على مين؟ عليا؟

التفت سالى مبتسمه فى هدوء قائله: لاء الصراحه بدور على منى
ضم زياد شفتيه وتظاهر بالاسف: وانا اللى قلت انى وحشتك لانى ماجتش معاكم النهارده الرحله وبتدورى عليا تسألينى ماجتش ليه
ابتسمت سالى وقالت بلباقه: ماجتش ليه؟
قال زياد: كنت تعبان سنانى كانت قايمه عليا ياسالى اووى الصبح لا كنت عارف لا اكل ولا حتى اشرب
سالى غير مصدقه: بتتكلم جد؟

زياد: امال هكون بهزر ...ماتعرفيش دوا يخففهالى مارضتش حتى اكمل العصير واديته لاسامه خفت لاتعب تانى
سالى بتأثر: الف سلامه عليك تلاقى لثتك حساسه ابقى اتمضمض بمايه وملح دافيين او جيب مضمضه من الصيدليه
زياد: ربنا يخليكى يادكتوره ومايحرمناش منك ...على فكره انا شفت منى مع معتز راحو الناحيه دى فى البرجولا اللى هناك دى فوق شايفاها
سالى: ااه

زياد: لوتحبى اجى معاكى عشان ماتبقيش عامله زى العزول وسطيهم... شكلهم اتفقوا خلاص
ابتسمت سالى بخجل: ربنا يهنيهم
زياد: ويهنينا
لم ترد سالى فقال زياد ممازحا: طيب ياستى يهنى كل واحد فينا سولو ارتحتى كده
سالى: عادى يعنى
حاولت سالى التخلص من رفقه زياد فقالت: طيب انا هروح اشوف منى
قال زياد بتصميم: انا جى معاكى اصل الصراحه كنت عايز معتز وشكلى كان هيبقى بايخ لو رحت قطعت عليهم جوهم ده عشان الشغل ايه رأيك؟
هزت سالى رأسها موافقه وقالت: اوك يلا بينا.

اتجهت سالى الى اعلى الحديقه برفقه زياد فيما كان يراقبهم جاسر بعيون ضيقه شاعرا بالغضب المتصاعد داخله ولكنه حاول السيطره عليه كى ينتبه لما يقوله يسرى الطحان
كادت سالى ان تقع فى طريقها للصعود على الارض الغير ممهده فأمسكها زياد من مرفقها سحبته سالى بهدوء من يده وقالت له: طيب خليك قدامى احسن
زياد: هوا انتى على طوول مضحيه بروحك كده ههههه... برضه يوم العربيه كنتى عايزه تركبى فيها ...اطلعى اطلعى.

دخلت سالى المقصوره الخشبيه وقالت: مافيش حد فى البرجولا
قال زياد وهو يقف عند المدخل: معقول مشيوا رغم ان الجو هنا تحفه
سالى: انا هنزل بقى
جذبها زياد من يدها فسحبتها سالى مسرعه فقال لها زياد: خليكى الجو حلو مستعجله على ايه؟
خفضت سالى رأسها وقالت: من فضلك يا زياد عدينى
ابتسم زياد وقال بتسليه: خايفه؟
سالى: وهخاف من ايه؟

زياد: طيب طالما كده ماتخليكى شويه ايه المانع نقعد سوا شويه ...فى كلام كتير نفسى ااقولهولك وانتى مش مديانى الفرصه
سالى: زياد بجد كده ماينفعش مايصحش اللى انت بتعمله ده عدينى من فضلك
زياد: طيب خلاص ماتزعليش ولا تضايقى روحك بس يا سالى بجد من اول مره شوفتك وانا متعلق بيكى وكل مدى بلاقى نفسى بقرب منك وعايز احكيلك عن اللى جوايا وانتى مش مديانى الفرصه
فى تلك الاثناء وصل ضيفا هاما لم يتوقعه الجميع ...انها ..

آشرى
والتى وصلت وذهبت فى الحال لتلقى التحيه على والدها الذى كان يقف برفقه جاسر واسامه
وما ان رأها والدها حتى ارتسمت ابتسامه كبيره على وجهه واحتضنها قائلا: آشرى ! مش معقول ماقولتيش انك جايه
آشرى: حبيت اعملها مفاجئه يا بابى ازيك انت وحشتنى
يسرى: وانتى كمان يابنتى
آشرى برقه: هاى جاسر ...هاى اسامه... امال فين تالتكم؟
اسامه: هه ااه كان هنا ومش عارف راح فين
جاسر: تقريبا جاله تليفون
اسامه: انا هروح ادور عليه عن اذنكم
انصرف اسامه واخذ يبحث عن اخيه قبل ان تكتشف آشرى انه بصحبه سالى.

اخرج اسامه هاتفه سريعا وحادث اخاه الاكبر قال: الو جاسر بص زياد راح وره سالى وفى الغالب هوه معاها دلوقتى ماتنزلش عينك من على آشرى لحد ما انبه زياد
اتصل بعدها بزياد ولكن هاتفهه كان خارج نطاق الخدمه ! رفع اسامه انظاره الى السماء يدعو الله عندها رأى سالى تقف فى المقصوره الخشبيه اعلى الحديقه وقد ميزها من لون فستانها الفريد.

فى تللك الاثناء كان جاسر يحادث آشرى قائلا: الشغل فى المنتجع رائع يا آشرى
آشرى: ميرسى ياجاسر مبسوطه انه عجبك زياد كان بيقولى انه صعب الحاجه تعجبك
اما سالى فقد بدأت بالتملل وقالت لزياد بنفاذ صبر: خلصت ممكن بقى تسيبنى اعدى
زياد: مالك متعصبه عليا كده ليه
قالت سالى بغضب: لانى اكتر حاجه بكرهها هيا الكدب وان اى حد يضحك عليا او يخدعنى والحاجتين دوول انا مابسامحش فيهم وانت كدبت لما قلت ان منى هنا هيا ومعتز صح ولا انا غلطانه.

اقر زياد بهدوء: صح هما ماكنوش كده لكن الغايه تبرر الوسيله .انا كنت عايز ابقى معاكى لوحدينا فى اى مكان عشان جوايا كلام كتير زى ماقولتلك
سالى بقسوه: انت مافيش جواك غير الجرى وره البنات... من بنت للتانيه بتتنقل
زياد: انا فعلا كده بس ده كان قبلك
سالى: هههههههههههههههههههههههه لا والله قديمه

زياد: مش مصدقانى
سالى: زياد بجد انا خلقى داق واكتر من كده هتلاقينى بصرخ عدينى من فضلك ايا كان اللى جواك بجد انا مش عاوزه اسمع حاجه
شعر زياد بالغضب وانها قد اهانت كرامته فقال لها بكبرياء: خلاص اتفضلى مع الف سلامه
اخيرا خرجت سالى من أسرها وعادت فى طريقها مره اخرى كانت تنظر الى الارض تخطو بحذر تنتقى موضعا لقدميها عندها اعترضتها قدمان رفعت سالى رأسها لتجد انه اسامه ينظر لها بضيق لم تعهده منه لم تنطق سالى وتابعت طريقها فيما صعد اسامه بخطى واسعه عندها رأه اخاه الاصغر والذى قال: يوووه يا اسامه انت كمان هتعمل وصى عليا.

اسامه: آشرى جت
زياد: طيب وانا مالى سألت عنى؟
اسامه:ارحمنى ابوس ايدك مش اشرى دى اللى انت جريت وراها قبل كده واللى اتفقت معاها على الجواز اهى تحت واقفه مع ابوها وجاسر واول ماجت سألت عنك ابوس ايدك بكره او بعده بالكتير هنمضى العقود بلاش تبوظ كل حاجه على الاخر
زياد: اووووف انتو مابتصدقوا...طيب طيب ياسيدى اتفضل اما نشوف اخرتها
توجه زياد برفقه اخيه الى حيث آشرى وجاسر ويسرى الطحان
فقال زياد: كان قلبى حاسس انك هتيجى
آشرى: بجد همممم مش باين

زياد: شربتى حاجه
آشرى: لاء لسه واصله
زياد: طيب بعد اذنك يا يسرى بيه هاخد آشرى اشربها حاجه
انصرفت آشرى بصحبه زياد وقالت: مارديتش عليا ليه امبارح لما كلمتك
زياد: خفت على قلبى اسمع صوتك وانا مش قادر اشوفك قدامى قلت يمكن ساعتها تشتاقيلى زى ما اشتقتلك وتيجى بأه
اطمأنت آشرى بتلك الكلمات انها لاتزال فى فكر وقلب زياد والذى فى الوقت ذاته كان يبحث بعينيه عن سالى التى لم يكن لوجودها اثر .استأذنت آشرى لتذهب الى حمام السيدات واستأذن جاسر من يسرى الطحان وذهب الى حيث يقف اخيه والذى كان يشعر بالضجر من بحثه الغير مجدى فقد اختفت سالى من الحفله تماما.

جاسر: فين آشرى
زياد: راحت تظبط مكياجها
جاسر: انت عاوز ايه بالظبط من يومين آشرى النهارده سالى ؟ فهمنى بس عشان نكون على نفس السطر
زياد: هقولك ياسيدى فى الوقت الحالى انا عاوز الاتنين ...طماع انا مش كده بس الشرع يجيزلى اربعه مش كده ولا ايه ههههههه بس اطمن هتجوز آشرى الاول عشان الصفقه والشغل وبعدها بشهر ولا اتنين هتقدم لسالى ...خلاص اطمنت بقه شغلك هيفضل تمام والحياه هتمشى
جاسر: بقى كده ده اللى فى دماغك ؟
زياد بتحدى: ااه وده اللى هيحصل
جاسر بغموض: ماشى يازياد ماشى ...
رفع جاسر انظاره وقال: آشرى هناك اهه بس لو منك اركز عليها لانها واضح اوى انها جايه مخصوص عشانك النهارده

زياد بغرور: عشان تعرف اخوك مش سهل
تركه جاسر وصعد الى غرفته واثناء طريقه الذى لم يتعدى الثلاث دقائق كان عقله الفذ قد اعتمد خطه لانقاذ كل شىء بما فيها ...ابنه
ما ان دخل جاسر حتى تناول سماعه الهاتف طلب مكتب الاستقبال واخبرهم انه قد فقد مفتاحه وسيبعث اليهم بعد قليل بسكرتيرته لتأخذه ثم اتصل بسالى التى كانت فى غرفتها جالسه بمفردها وهى تشعر بالسخط من تصرف زياد الوقح معاها عندها رن الهاتف
سالى: الو
جاسر: طيب طالما طلعتى من الحفله اطلعى اوضتى دلوقتى خدى الملفات من الخزنه عشان تراجعيها بكره الصبح عندنا اجتماع اخير هنمضى بعديه العقود ...خدى المفتاح من الريسبشن
تكهنت سالى انه لازال بالحفله ورأها وهى تغادر فصعدت الى غرفته بعدما مرت على مكتب الاستقبال فى تلك الاثناء حادث جاسر اخيه اسامه وقال بقوه: اسمع اللى بقولك عليه وتنفذه بالحرف الواحد اما ارنلك تبعتلى مروه الاوضه.

اسامه: ليه مش فاهم
قال جاسر: منغير ليه نفذ اللى قولتك عليه
انهى جاسر المحادثه واتجه الى غرفه نومه وخلع ملابسه واتجه الى الحمام ليأخذ حماما ساخنا
وصلت سالى الى الجناح الملكى فى الطابق الاخير فتحت الباب ودخلت بهدوء وتوجهت الى غرفه نوم جاسر فتحت الخزانه ووقفت تحاول تذكر كلمه السر
استغرقت بعض اللحظات حتى وصلت للشفره الصحيحه فتحت الخزنه واخرجت الملفات وهمت بمغادره الحجره وفؤجئت بخروج جاسر من الحمام الملحق بالغرفه صعقت سالى لدى رؤيته واحمر وجهها فى الحال فلم يكن يرتدى الا منشفه كحليه اللون طويله تحيط خصره بأحكام وعضلات صدره السمراء القويه العاريه يعلوها بعض قطرات الماء.

ظلت سالى واقفه شاعره بالصدمه والخجل الشديد
ابتسم جاسر بلؤم: ماكنتش فاكرك هتطلعى بالسرعه دى فكرت ان حد تانى دخل الاوضه انا جوه
قالت سالى بوجه احمر وصوت منخفض: انا خدت الورق عن اذنك
جاسر: استنى كان فيه مذكره كنت عايزك تز]ولها ملاحظتين بالمره اكتبيهم
سالى: حاضر بس ماعيش قلم
خرج جاسر من غرفه النوم واتجه الى مكتب بجانب الشرفه واخرج قلما
اخذته سالى وكتبت ما املاه لها ولم تنتبه انه قد امسك بهاتفه وعبث فيه اثناء كتابتها
انتهى جاسر فقالت سالى: خلاص كده
جاسر بصوت حميم: خلاص كده بس فى موضوع كنت عايز ااقولهولك ... فاكره الورقه اللى قولتك تبروزيها وتعلقيها
سالى: ااه فكراها
جاسر: امال ليه مابتعمليش بيها
سالى: مش فاهمه.

امسك جاسر راحه يدها ونظر فى عيناها فأخفضت سالى انظارها سريعا وقال لها: انا كنت الضهر خايف على ايدك وانتى اخدتى كلامى انه شخط ونطر فيكى
سحبت سالى يدها وابتلعت ريقها وهزت رأسها وقالت: حصل خير
اقترب منها جاسر وقال: بس انتى زعلتى وانا حاولت اصالحك وفضلتى زعلانه برضه ... ينفع كده
طرق الباب بقوه وفتح لان سالى لم تغلقه كما اعتادت
ودخلت مروه وشاهدت جاسر وجسده النصف عارى وسالى المرتبكه ووجهها الذى يفضحها
عقد جاسر حاجبيه وقال: انتى ايه اللى جابك وازاى تدخلى كده.

مروه ببرود: استاذ اسامه قالى اطلع لحضرتك
جاسر: انا ما طلبتكيش واتفضلى اخرجى ... اكيد كان قصده زياد واتلخبط
خرجت مروه وهى تشعر بالاهانه مردد داخلها: بتطردنى عشان يخلالكو الجو ... والهانم معاه كانت بتعمل ايه عامله فيها طاهره الشريفه ؟
قالت سالى بعدما انصرفت مروه: انا هنزل تصبح على خير
غادرت سالى الغرفه جريا تكاد لا تصدق غبائها كان يجب عليها مغادره الغرفه فور خروجه من الحمام الان مروه ستسغل ما رأته فى تشويه سمعتها
توجهت الى غرفتها باكيه ولكنها خشيت ان تواجهه مروه وهى فى تلك الحاله فآثرت مغادره الفندق بالكامل حتى تهدأ.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة