قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعبة في يده للكاتبة يسرا مسعد ج1 الفصل الرابع

رواية لعبة في يده بقلم يسرا مسعد جميع الفصول

رواية لعبة في يده للكاتبة يسرا مسعد ج1 الفصل الرابع

استيقظت سالى فى صباح اليوم التالى متأخره للغايه ولسوء حظها لم تستطع اللحاق بأتوبيس الشركه فاضطرت الى ركوب سيارتها القديمه
دخلت الشركه متأخره بثلاثون دقيقه كامله لاحظتها منى على الفور ونظرت لها مشفقه واخبرتها ان جاسر قد وصل اليوم مبكرا للغايه وطلبها فى مكتبها ولم يجدها لم تسر سالى على الاطلاق عند سماعها لذلك النبأ.

فتوجهت الى مكتبها سريعا وضعت حقيبتها واخذت دفتر الملاحظات
وانطلقت الى مكتب جاسر طرقته بخفه وسمعت صوته قائلا: ادخل
دلفت سالى الى الغرفه وقالت بصوت خافت: صباح الخير
نظر لها جاسر شزرا ثم نظر فى ساعته الفخمه: متأخره نص ساعه بحالها
سالى: اسفه بجد راحت عليا نومه
قال جاسر بصوت قاس: وكنتى سهرانه طبعا

نظرت له سالى بتعجب وقالت: لاء مش كده بالظبط
لوى جاسر شفتيه وقال بعصبيه: مخصوم منك النهارده وده اول واخر انذار انتى فاهمه
قالت سالى بصوت مخنوق: اللى تشوفه حضرتك
ظلت سالى واقفه فيما املها جاسر ملاحظاته وبعدما انهى صمت فلم تفهم سالى اتنصرف ام تبقى ان كان لديه مزيد رفعت سالى ابصارها ونظرت اليه لتجده يحدق بها
سالى: فى حاجه تانيه ولا خلاص كده ؟

ظل جاسر محدقا بها فتنحنحت سالى شاعره بالارتباك فقالت: اروح اطبع الملاحظات دى واجيبهم لحضرتك تمضيهم
قال جاسر بهدوء: ااقعدى واقفه ليه
رفعت سالى حاجبيها وقالت داخلها: تو ما افتكرت
جلست سالى فقال جاسر: اتأخرتى ليه النهارده؟ عايز الصراحه
نظرت له سالى متعجبه وقالت: قلت لحضرتك انى صحيت متأخره ومالحقتش الباص
قال جاسر بتحفز: وجيتى ازاى حد وصلك
سالى: لاء جيت بعربيتى
جاسر: همممم

وضع جاسر مرفقيه على المكتب ودعك وجهه ثم قال: اعملى حسابك من بكره هتتنقلى للدور هنا معايا فى المكتب اللى جنبى
لم تفهم سالى ووهزت راسها قليلا ثم قالت: وهسيب تحت
قال جاسر باقتضاب: ااه ..بكره .. واتفضلى دلوقتى
قامت سالى شاعره بالتخبط وانصرفت وهى لا تفهم شيئا
وفى وقت الغداء نزلت سالى الى القاعه وجلست برفقه منى والتى قالت: طمنينى عملتى ايه مع جاسر؟
قالت سالى بانزعاج: زفت... خصم منى النهارده وقالى ده اول واخر انذار وفوق كده مكتبى من بكره هيتنقل جنبه
قالت منى بتعجب: ايه...!... ليه كل ده؟عشان نص ساعه تأخير ؟

لوت سالى شفتيها باستياء وقالت: افترى... انا مش مدايقنى غير ان مكتبى يتنقل ...الدور فوق مافيهوش غير مكتبه وقاعه الاجتماعات وبس... تحت على الاقل الموظفين رايحين جايين وكنت حاسه بالونس دلوقتى هتحبس
منى: هههههه واحلى حبسه ياريتنى كنت انا
سالى: مستعده ابدل معاكى ايه رأيك
منى: موافقه ههههه بس هو يرضى هههههههه
قاطعتهم مروه وجلست دون استئذان: بتضحكى على ايه؟ شوفتو اللى حصل النهارده؟
منى: ايه يا رويتر ؟

مروه: جاسر
منى: ماله؟
مروه: مسك زياد النهارده سلخه عشان اتأخر
سالى: هوا كمان ههههه دى فره بقى
منى: ياسلام ليه دا النهارده شيفاه جاى قبلك ياسالى بحاجه بسيطه دقيقتين بس وكده يبقى جاى بدرى مش متأخر
ضاقت عينا مروه وقالت: وانتى جيتى متأخر النهارده يا سالى انتى كمان ؟
سالى: صح النوم انتى ماخدتيش بالك انى مركبتش معاكم الباص النهارده ولا ايه؟
مروه: لاء ماخدتش بالى ...وجاسر عرف انك اتأخرتى
منى: طبعا عرف سألنى عليها النهارده وخصملها اليوم كمان
مروه بلهجه متصنعه الشفقه: ياااااه معقول معلش
سالى: اللى حصل انا هقوم يامنى مش عاوزه حاجه
منى: لسه يابنتى التلت ساعه مخلصتش وبعدين انتى ما اكلتيش

سالى: اتسدت نفسى ..سلام
اتجهت سالى الى مكتبها وشرعت فى اداء عملها عندها دخل زياد مكتبها قائلا: ازيك يا سالى
رفعت سالى ابصارها وقالت: الحمد لله ازيك انت يا استاذ زياد
تظاهر زياد ان شيئا ما قد اصاب صدره وكاد ان يقع ثم قال بصوت مسرحى: ااااه ...استاذ! ياخبر ليه كده؟
لم تتمالك سالى نفسها وابتسمت ابتسامه مشعه: خلاص ..خلاص ازيك يا زياد
ابتسم زياد بالمقابل ابتسامه فاتنه وقال: ايوه كده خلى البساط احمدى .سمعت انك اتأخرتى النهارده
هزت سالى رأسها وقالت: ااه راحت عليا نومه

زياد: همممم كنتى سهرانه بتابعى الفيلم ولا بتشيتى ...يا خوفى يابدران
ضحكت سالى ولم تتمالك نفسها وقارنت بين طريقته فى سؤاله وطريقه جاسر رغم ان السؤال يكاد يكون متشابها ثم اجابت: لا ده ولا ده خرجت امبارح ومشيت حبه حلوين رجعت نمت ماحستش والظاهر انى ظبط المنبه غلط قومت مع نفسى مارنش خالص عملته pmبدال am
زياد: ههههههههه بتحصل فى احسن العائلات معلش وخرجتى مع مين بقى اوعى يكون البوى فريند.

نظرت له سالى بعتاب وقالت: لاء... منى
تظاهر زياد بالتأثر: انتم الاتنين! طيب حتى رنه.. ماسج ...اى حاجه.. تعالى يازياد احنا مايهونش علينا نخرج من غيرك
ضحكت سالى ولم ترد فسألها زياد: ورحتوا فين
تنهدت سالى وقالت: تصدق ماما ماسألتنيش الاسئله دى كلها ...رحنا باسكن روبنز
فغنى زياد: عشان تاكلى جلاس وتدوبى فى قلوب الناس
ضحكت سالى ثانيه ثم فؤجئت بجاسر واقفا وعيناه تحملق بهما بغضب شديد فاكفهر وجهها وتلاشت ابتسامتها سريعا
فاستدار زياد على الفور ليجد اخاه فقال بصوت هادىء: اهلا جاسر ...خير
جاسر: انت واقف عندك بتعمل ايه؟

زياد: حلوه اوى واقف عندى بعمل ايه عادى كنت جاى لسالى فى شغل هكون جاى ليه؟
جاسر: وياترى يا انسه سالى خلصتى الشغل ولا واقفين تتسامروا
امتقع وجهه سالى ونظرت اليه بحده ثم قالت فى تحدى: اول ما اخلص غدايا هكمل شغل
جاسر: انا مش شايف معاكى غدا
زياد: ما انا اكلته هههههههه .

نظر له جاسر بغضب ثم توجهه لسالى بالحديث: هاتى الملفات اللى قولتلك عليها وحصلينى على مكتبى
انصرف جاسر تاركا زياد والذى شعر بضيق سالى فقال مخففا عنها: معلش ولا تاخدى فى بالك جاسر اصله بيحب يعيش دور ناظر المدرسه بجانب انه مدير مجلس الاداره ...كنا بنقول ايه؟
سالى: كنا بنقول ان هودى الملفات واشوف اللى ورايا بدال ما احنا واقفين نتسامر
قال زياد بخفه: براحتك سلاام
انهت سالى عملها فى تمام الخامسه واستعدت للانصراف حينها رن الهاتف
سالى: الو
جاسر: تعالى
اغلق جاسر الخط فتعجبت سالى منه وهزت رأسها وتمتمت مقلده صوته بحنق: تعالى...ايه ده فى حاجه اسمها من فضلك تيجي شويه او لو سمحتى عاوزك فى مكتبى ...مش تعالى ...صبرنى يارب.

قاطعتها منى والتى دخلت مكتبها وقالت: ايه يابنتى انتى بتكلمى نفسك
ابتسمت سالى بوهن: ااه من غلبى انتى لسه مامشتيش
منى: انا استنيتك تحت لقيتك مانزلتيش قلت اطلع استعجلك الباص هيمشى
سالى: لا ياقمر روحى انتى انا معايا العربيه
منى: ااه صحيح نسيت خالص

سالى: كنت هقولك تيجى معايا بس الاستاذ جاسر طلبنى فى المكتب دلوقتى وهأخرك معايا روحى انتى بقى
منى: غريبه...وهوا يعنى خلاص ثم ان مواعيد الشغل انتهت يعنى لو ماكنش معاكى العربيه النهارده كان هيخلى الباص يستناكى ؟
سالى: هوا تقريبا عايزنى اعوض النص ساعه تأخير مش كفايه انى اتخصم منى النهارده .هطلعله بقى بدال ما اسمع كلمتين انا خلاص جبت اخرى منه
منى: طيب سلام ياقمر واما توصلى طمنينى عملتى ايه معاه
خرجت سالى من المكتب وهى تقول: ان شاء الله ادعيلى ..سلام.

نظرت لها منى وهى تتنهد: ربنا معاكى ...سلام
صعدت سالى الى الدور الاخير فى البنايه الانيقه وجدت باب المكتب مفتوح على مصرعيه دخلت متعجبه
ولم تجد احدا فنادت بصوت هادىء: جاسر بيه ؟
بعد لحظات خرج جاسر من الحمام الملحق بالغرفه ولاحظت سالى على الفور ازره قميصه المفتوحه حتى منتصف صدره مظهره عضلاته القويه وسمرته وشعره الاشعث المبلل والذى منحه هيئه خطره
فاكتست وجنتيها بحمره الخجل واخفضت رأسها وقالت بصوت منخفض: حضرتك طلبتنى
تخلخلت اصابع جاسر النحيله شعره محاولا تمشيطه وقال: ملفات شركه يسرى الطحان خلصت ؟
سالى: ايوه يافندم وبعت العقود للاستاذ معتز المحامى عشان يراجعها
جاسر: عايز بكره الموضوع ده يخلص قبل الساعه 12 تكونى طلعتيلى الملفات مفهوم
سالى: مفهوم.

جلس جاسر على الاريكه الجلديه ورفع ناظريه اليها: مكتبك من بكره هيتنقل هنا فى الدور جنبى ياريت 7 بالدقيقه تكونى عليه
هزت سالى رأسها: امرك
نظرت له سالى وكان يبدو انه سيقول شيئا ما فقالت: فى حاجه تانيه حضرتك؟
ضاقت عينا جاسر وقال بتحفز: فيه...فيه ان هنا مكان شغل مش تربيطات وارتباطات
نظرت له سالى ولم تفهم فحوى كلماته وقالت: يعنى ايه؟ حضرتك تقصد ايه؟
مال جاسر براسه الى اليمين قليلا ثم ارجع نفسه الى الخلف وفرد ذراعيه على ظهر الاريكه ووضع قدما فوق الاخرى مما اخجل سالى اكثر فنصف جسده الاعلى تقريبا عارى.

قال اخيرا بتمهل: كلامى مفهوم جدا.. هنا... مكان... شغل.
شعرت سالى بالحنق والغضب الشديد فقالت: وانا بشتغل وشايفه شغلى على اكمل وجه ومابأخرش حاجه واللى حصل النهارده كان فوق ارداتى انا ماليش مزاج انى اتأخر واعرض نفسى للاهانه والخصم
اخفض جاسر ذراعيه بسرعه وانحنى الى الامام بتحفز وقال بغضب: انا اهنتك؟
قالت سالى بصوت مهزوز بفعل غضبها: حضرتك من الصبح وبتتعامل معايا بمنتهى ال... مش عارفه ااقول ايه بس... الاسلوب صعب كأنى اخترقت ناموس الكون ...فحين ان اى عمل فى الدنيا معرض ان الموظفين فيه يتأخروا ...فى مواصلات ...صحيان متأخر... وعشان كده اتعملت الاذون ودقايق التأخير ...مش خصم اجر يوم كامل وتعنيف مستمر.

نظر لها جاسر وقد فتن بوجهها الاحمر من الغضب واندفاعها فى الكلام بل وجرأتها فى معارضته فحين انه قد مر زمن طويل منذ ان فعل احدهم هذا
فقام من مجلسه ومشى خطوات قليله باتجاهها حتى اصبح على بعد سنتيمترات قليله ففزعت سالى من قربه منها بهذا الشكل وظنت انه سوف يضربها
فرفعت رأسها بخوف وفؤجئت بانه يبتسم ابتسامه واسعه وقال بحنان بصوت منخفض: خلاص ماتزعليش نفسك اووى كده ان كان على يوم الخصم ...خلاص مافيش خصم بس ما تتأخريش تانى.

نظرت له سالى بحيره وفتحت فمها تريد النطق بشىء ما ...اى شىء عندها تراجع جاسر وادار لها ظهره واتجه الى مكتبه وقال: يالا عشان تروحى وماتنسيش اللى قولتلك عليه ملفات يسرى الطحان تخلص فى اقرب وقت
نظرت له سالى متحيره فقد انقلب من انسان دافىء حنون الى انسان غايه فى البرود فى ثوان معدوده فقالت متردده: حاضر ...ومتشكره اووى عن اذنك
خرجت سالى واغلقت الباب خلفها واخذت نفسا عميقا ثم توجهت الى مكتبها ولملت اشيائها وانصرفت الى سيارتها المركونه.

ركبت سالى السياره وانطلقت عائده الى منزلها وبعد قليل بدأ محرك السياره فى اصدار اصوات غير مطمئنه بالمره الى ان توقفت السياره تماما
حاولت سالى اعاده تشغيله ولكن لافائده فقد غاب عن الحياه
ترجلت سالى من السياره ورفعت الغطاء الامامى ونظرت الى مكونات السياره بيأس وقالت: قال يعنى هعرف اصلحها ده لو العيب قصادى ولا عين الشمس ولا حعرف ...وبعدين الدنيا هتليل والمكان مقطوع اعمل ايه ياربى
اخرجت سالى هاتفها وقلبت فى الاسماء وما هى الا ثوانى حتى سمعت صوت عجلات تقترب منها وتبطىء ادارت وجهها فوجدت انها سياره زياد الرياضيه الحديثه ترجل زياد من سيارته ونظر لها بعبث طفولى محبب وقال: ايه عطلت منك؟
تنهدت سالى وقالت براحه لدى رؤيه وجهه المألوف: ااه مش عارفه فيها ايه
اقترب زياد منها وقال:طيب وسعى اشوف فيها ايه
فحص زياد السياره سريعا ثم قال: الزيت
نظرت له سالى ببلاهه وقالت: ماله؟

زياد: مافيش ولا نقطه زيت يامفتريه ده كده التروس بتاكل فى بعضها .ربنا يستر وماتكونش حاجه اتكسرت
سالى: ياخبر طيب وانا اعمل ايه
زياد: اركبى معايا وانا هقطرهالك .معاكى حبل
سالى: ااه معايا خلاص انت ممكن تربطها وانا اركب جواها تحسبا لاى حاجه تحصل
زياد: هههههههه ياسلام عشان لو حاجه حصلت وانتى جواها تبقى راحت العربيه بسالى ...لاء طبعا ايه اللى انتى بتقوليه ده بطلى هبل ادينى الحبل واركبى ياله
انصاعت سالى لامره فلم تجد حلا اخرا وستبدو فى غايه الوقاحه ان اصرت على الركوب بمفردها
ربط زياد السياره باحكام ثم صعد الى سيارته واغلق الباب وابتسم الى سالى ابتسامه مشعه: العربيه نورت .
ثم اضاف بتأثر شديد:تصدقى من ساعه ما اشتريتها وماحدش ركبها غيرى اما كنت حاسس بوحده فظيعه جواها
لم تتمالك سالى نفسها من الضحك وقهقهت بصوت مرتفع: انت مش ممكن على فكره مش عارفه بتجيب الكلام ده منين.

ضحك زياد وقال: من قلبى ..من احساسى... ايه مش مصدقانى
سالى: ابقى عبيطه لو صدقتك
رد زياد بدهشه: كده برضه؟ ده جزاتى ماشى ياستى الله يسامحك بس اعمل ايه حلاوتك مطيره برج من نافوخى
حاولت سالى تصنع الجديه: لو هنبتدى الكلام كده هقولك نزلنى
زياد: لا خلاص خلاص ماتهونيش عليا اسيبك لوحدك .هاه تحبى تروحى فين
سالى: معلش ممكن تودينى محرم بيه بس لغايه البنزينه نزلنى هناك واتفضل انت
زياد: ايه ده... ايه ده ؟ ايه الكلام ده انا منغير حاجه حودى العربيه البنزينه يحطو الزيت وبعدين اخدك ونطلع اى مكان نتغدى سوا
سالى: لا والله انت ماصدقت بقى.

زياد: طبعا ده يوم المنى
سالى: مش هينفع انا لازم اروح
زياد: ما انا هروحك بس نتغدى الاول انتى ماتغديتيش فى الشركه
سالى: ما انا هتغدى مع ماما وبابا
زياد: كده . واهون عليكى تسيبنى اتغدى لوحدى
سالى: روح واتغدى مع اهلك انت كمان

زياد: ياااااريت من بقك لباب السما العيله دى يابنتى بتتجمع فى المناسبات السعيده وبس
تعرفى الناس بتحسدنا على القصر اللى عايشين فيه لو يعرفو ان جوه القصر ده كله عايش فى ملكوت مع نفسه
كنا نصعب عليهم مش يحسدونا هههههههه
سالى: بكره ربنا يرزقك ببنت الحلال وساعتها تتغدى معاك وتتعشى كمان
زياد: طيب ما انتى بنت حلال مصفى كمان ومش عاوزه تيجى تتغدى معايا.

سالى: مش هينفع يازياد بجد ارجوك بلاش تحسسنى باحراج يكفى انك وقفتلى وانقذتنى من الموقف اللى كنت فيه
زياد: ياقمر انت تؤمر واى حاجه تحصل معاكى تليفون صغير وتلاقينى واقف قصادك واقولك شبيكى لبيكى زياد تحت امرك وملك عينيكى
سالى: انا رأيي انك تسيب انت قسم البحوث وتمسك قسم العلاقات العامه حقيقى لا يعلى عليك
زياد: انا يابنتى خساره فى البلد دى والله هههههههه
وصلت سالى الى منزلها اخيرا فبادرتها امها بالسؤال: اتأخرتى كده ليه ياسالى ابوكى قلقان عليكى وبتصل بيكى التليفون غير متاح
سالى: العربيه اصلها عطلت منى فى السكه وانا راجعه
مجيده: ياخبر وعملتى ايه ؟.

سالى: ربنا بعتلى زياد قطر العربيه ووداها للبنزينه حطولها زيت وجيت على هنا بيها
مجيده: ومين زياد ده ان شاء الله؟
سالى: ده واحد من اصحاب الشركه
مجيده: وماكلمتيش ابوكى ليه ...ليه تيجى مع واحد غريب
سالى: يا ماما اكلم بابا ازاى بس وبعدين انا اول ماعطلت لقيته وقفلى وقطر العربيه وكتر خيره ساعدنى
مجيده: كتر خيره انه ساعدك بسم الله ماشاء الله تركبى العربيه مع راجل غريب دى اخره تربيتى فيكى .استنى ابوكى اما يرجع من الصلاه يجى يشوف عملتك المهببه
لم يطل الوقت فما هى الا ثوان معدوده حتى فتح باب المنزل ودخل محسن منزعجا: ايه خير يا مجيده صوتك جايب الدور اللى تحت . حمدلله على سلامتك يالولو خير ياحبيبتى اتأخرتى كده ليه النهارده.

لم تمنحها مجيده فرصه للرد: العربيه عطلت منها قامت الهانم ركبت العربيه مع راجل غريب ورجعت بالسلامه يرضيك كده يا محسن؟
سالى: يا ماما مش ده اللى حصل بالظبط
مجيده: ابوكى عندك احكيله ولو انى عارفه انه هيقف فى صفك ما انا عدوتكم
انصرفت مجيده الى غرفتها غاضبه فقال محسن: ايه يا سالى اللى حصل احكيلى
قصت سالى على والدها ما حدث فقال اخيرا: برضه يا سالى كنتى كلمتينى اتصرف انا قبل ماتركبى معاه عربيته يابنتى
سالى: يابابا انا فعلا كنت هكلمك لقيته فى وشى ربط عربيتى وحسيت انى هبقى قليله الذوق ان رفضت اركب معاه
وبعدين دى مدير فى الشركه.

محسن: طيب اللى حصل حصل خلاص .بس تانى مره تكلمينى ولو كنتى فى آخر الدنيا انا هجيلك اتفقنا
سالى: ربنا يخليك ليا يا بابا ولا يحرمنى منك ابدا
محسن: ياله ادخلى صالحى ماما واعتذرى منها انتى برضه غلطانه وهيا معاها حق تقلق عليكى وتعالى عشان نتغدى
سالى: حاضر يا بابا
دخلت سالى غرفه والدتها وقبلتها معتذره وقالت: خلاص يا ماما بقى اوعدك مش حيحصل تانى
ربتت مجيده على ظهر ابنتها وقالت: ياحبيبتى انا خايفه عليكى وعلى سمعتك الناس مش بترحم
وتانى مره ماتركبيش الزفته دى تانى ان شالله ماتروحيش الشغل خالص.

سالى: ادعيلى ما اتاخرش تانى المدير ادانى كلمتين فى العضم اللى هما وكان هيخصملى اليوم كمان
مجيده: انتى اللى عملتى فى روحك تذلى نفسك للى يسوا واللى مايسواش
سكتت سالى فلم تكن راغبه لجدال والدتها ثم قالت: طيب ممكن بقى تقومى ياست الكل عشان نتغدى سوا
مجيده: روحى غيرى هدومك وانا جايه.

بدلت سالى ملابسها لملابس منزليه مريحه وغسلت يدها وذهبت لمساعده والدتها فى تحضير طاوله الطعام
في الوقت نفسه كان زياد قد اوقف سيارته وترجل منها ومشى خطوات قليله فى حديقه القصر الواسعه
دلف بعدها من الباب المعدنى الكبير فاستقبلته الخادمه وقالت: اهلا زياد بيه حمد لله على السلامه الجماعه فى الفرانده بيتغدوا
رفع زياد حاجبيه تعجبا وتوجه الى الفرانده وقال لدى رؤيه افراد عائلته مجتمعون: متجمعين عند النبى .خير مش بعاده يعنى
الام(سوسن): ازيك يا حبيبى حمدلله على سلامتك اتأخرت ليه جاسر قال انه مشى بعدك ووصل من بدرى
زياد: يعنى طلعلى مشوار وهوا فين جاسر؟

اسامه: جاله تليفون
زياد: وانت فين مراتك؟
اسامه:طلعت تنيم مريم فوق ونازله
حضر جاسر وجلس على طاوله الطعام فخاطب اسامه قائلا: ده كان يسرى الطحان شكله عايز يرجع فى كلامه لكن انا وراه اخر الاسبوع عزمته على حفله هنا اعمل حسابك تكلم متعهد الحفلات يوضب القصر عايزاها حفله يحكو ويتحاكو بيها
سوسن: والحفله دى منغير مناسبه كده؟
جاسر: لزوم الشغل يا ماما .الصفقه دى هتنقل المجموعه نقله تانيه
سوسن: يا ما نفسى يجى اليوم اللى اعمل فيه حفله برجوع سليم الصغير

شعر جاسر بالم يعتصر فؤاده: ان شاء الله قريب
سوسن بعصبيه: قريب امتى وانا شيفالك مافيش فى دماغك غير الشغل
قال زياد مدافعا عن اخوه الاكبر: يعنى هوا يا ماما فرحان ببعد ابنه عنه
سوسن: ماقولتش حاجه بس الولد وحشنى اووى نفسى اشوفه قبل ما اموت
جاسر: بعد الشر عليكى يا امى ووحشنى انا كمان.. دا ابنى الوحيد بس اعمل ايه كل اللى ف ايدى عملته والمحامى طمنى وقالى انه قريب بس لازم اصبر
اسامه:ربنا يصبرك وان شاء الله يرجع بالف سلامه وتعمليله احلى حفله يا ست الكل
نزلت نرمين زوجه اسامه وانضمت الى زوجها فجلست جواره: اخيرا نامت.

سوسن: غلطانه كنتى اديتيها للشغاله تنيمها كده انتى بتعلقيها بيكى اكتر خلى البنت تطلع معتمده على روحها
نرمين: يا ناناه دى لسه بيبى وبعدين مش بطمن عليها مع اى حد غريب دا حتى عند مامى مابخليش حد يقرب منها
اسامه: نرمين قلوقه بزياده يا ماما انا نفسى ساعات مابترضيش تخلينى اشيلها
سوسن: ليه ان شاء الله مش ابوها
نرمين: كده يا اسامه ...انا مابخلكش تشيلها لما تكون راضعه بخاف لا ترجع عليك الحق عليا كده انت هتزعل ناناه منى
سوسن: وازعل من ايه بنتكو وانتو احرار
جاسر: ايه اللى أخرك كده يا زياد انت ماشى النهارده قبلى
زياد: هوا انتى تزعقلى الصبح فى الشركه عشان اتأخرت ولما ارجع البيت تسألنى كنت فين؟ تكونش فاكر نفسك المدام؟
سوسن: اتكلم مع اخوك بأدب يا ولد انت.

زياد: ولد!...والله انا بتكلم بأدب وماحدش هنا ليه عندى حاجه انا اخرج واروح زى ما انا عاوز تكونو مفكرنى بنتكم اخر العنقود وخايفين عليها
نرمين: ههههههههه لا مش كده يا زياد بس احنا النهارده متجمعين على الغدا سوا يعنى
زياد: وانا ماحدش قالى انه حيحصل الجمع الفريد ده كنت جيت بدرى
اسامه: سيبك منه يا نرمين دا عايز يعمل مشكله منغير لازمه... جاسر كان قلقان عليك ماكلنا عارفين سواقتك والسرعه الرهيبه اللى بتمشى بيها
زياد: لا اطمنو كنت سايق بالراحه وانا جاى
اسامه: ااه احترم نفسك مش كل شهر والتانى تكسرلنا عربيه بنص مليون جنيه.

زياد: والله من فلوسى ماحدش بيدفعلى حاجه من جيبه
جاسر: كل يا اسامه الله يخليك وبلاش مجادله معاه لانى بيتحرق دمى اكتر
زياد: لا وعلى ايه انا قايم ولا احرق فى دمكم ولا انتو تدايقونى سلام
سوسن: زياد...احترم على الاقل وجود امك واقعد كل وسطينا ..عيب عليك
قبل زياد رأس امه وقال: عشان خاطرك بس انتى يا سوسو
تناولت افراد عائله سليم وجبتهم وسط اجواء مشحونه بالتوتر الذى طالما ظل سائدا بين الاخين الاكبر والاصغر حتى اعلن اسامه عزمه على الانصراف برفقه زوجته وابنتهما الصغرى فأعلنت الام اعتراضها وقالت: مانتو بايتين معانا النهارده انا لسه ماشبعتش من البنت
نرمين: معلش يا ناناه مره تانيه اكون عامله حسابى.

نظرت سوسن الى ابنها الاوسط وقالت: براحتكم انا مش عايزه اضغط عليكم
اسامه: يا ماما الجيات اكتر من الريحات ويومين ولا حاجه ونيجى تانى
سوسن: ماشى يا حبيبى خدو بالكو من السكه واما توصل اتصل بيا اطمن عليكم
غادر اسامه اخيرا وصعد زياد الى الطابق العلوى فأبدل ملابسه واستعد للخروج عندها رآه جاسر وهو يستعد للخروج فقال: على فين العزم؟
زياد: خارج اسهر مع ناس صحابى تيجى معانا.

جاسر: ولا والله ...دعوة مراكبيه اكيد
ابتسم زياد ابتسامه واسعه وقال: اكييييييييييييييد
توجه زياد الى السلم المؤدى للدور الاسفل وخطى بضعه درجات ثم رفع ناظريه الى اخيه الذى يقف وعلى وجهه علامات الضيق وقال: سلام يا جاسوره البس الشراب واشرب اللبن قبل ماتنام
هز جاسر رأسه بنفاذ صبر ولم يرد عليه واتجه الى غرفه المكتب لمتابعه بعض الاعمال كما اعتاد كل مساء.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة