قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعبة في يده للكاتبة يسرا مسعد ج1 الفصل الخامس

رواية لعبة في يده بقلم يسرا مسعد جميع الفصول

رواية لعبة في يده للكاتبة يسرا مسعد ج1 الفصل الخامس

اشرق صباح يوم جديد استيقظت سالى مبكره عن ميعادها خوفا ان تتأخر من جديد وصلت الى الشركه وتوجهت الى الطابق الاخير ولم تسلم من تلميحات مروه "رويتر" عن انها ستكون بمفردها برفقه جاسر دخلت سالى مكتبها الصغير كان يحتوى على اثاث اكثر اناقه وتجهيزات اكثر حداثه من مكتبها القديم ومع ذلك شعرت بالغربه
شرعت سالى فى اداء عملها وبعد قليل رن الهاتف اخبرها معتز المحامى ان الملفات التى بعثتها له بالامس قد انتهى منها.

بعثت بالساعى اليه فأحضرها اليها توجهت بالملفات الى مكتب جاسر طرقته ودخلت
سالى: صباح الخير ...ملفات يسرى الطحان
جاسر: صباح النور
تصفح جاسر الملفات ثم عقد حاجبيه ورفع سماعه الهاتف وقال كلمته المعهوده: تعالا
لوت سالى شفتيها ساخره فنظر لها جاسر شزرا فاخفضت ناظريها
بعد قليل دخل زياد الغرفه: صباح الخير يا جاسر صباح الخير ياسالى

اومأت سالى برأسها بتحيه بسيطه فقد خافت ان ترد بالتحيه
قال جاسر: انت متأكد من الارقام دى
نظر زياد فى الاوراق سريعا وقال مؤكدا: مليون الميه
جاسر: انت عارف ده معناه ايه
زياد: الموضوع مش بسيط زي ماكنا متخيلين وممكن نضطر نعمل مفاوضات تانى... يسرى الطحان مش هيرضى بالسعر اللى عرضناه عليه بالسهوله دى
جاسر: وانا مش هرجع فى كلامى والا ده هيكون مؤشر لاى حد فى السوق انه ممكن يقرص علينا
زياد: اللى تشوفه اعمله واحنا معاك

وقفت سالى لفتره طويله تستعد لكتابه اى ملاحظه ومع ذلك لم يمليها جاسر اى شىء فتساءلت فى داخلها "هوا نسانى ولا ايه"
قاطع افكارها صوت زياد: العربيه عملت معاكى حاجه تانيه؟
نظرت له سالى وقالت بصوت هادىء منخفض: لاء الحمد لله
زياد: واضح انك بتسيبيها مركونه كتير من فتره للتانيه ابقى شيكى على الزيت والمايه
رفع جاسر رأسه ونظر الى اخيه متساءلا فقال الاخر: اصل عربيتها عطلت امبارح كان مافيهاش ولا نقطه زيت فوصلتها
عندها نظر جاسر الى سالى غاضبا وقال: ومانديتيش ليه على الامن يبعتوا حد يصلحالك.

فؤجئت سالى بهجومه فقالت مدافعه عن نفسها: العربيه عطلت بيا فى نص الطريق
زياد: كنت راجع لقيتها واقفه محتاسه بيها مايصحش طبعا اسيبها وامشى ولا ايه؟
نظر لها جاسر بطرف عينه وهز رأسه ثم قال: لا طبعا ...مايصحش .اتفضلى روحى انتى دلوقتى على مكتبك يا آنسه
شعرت سالى بالضيق من اسلوبه فغادرت بصمت
فيما نظر جاسر الى اخيه بغضب وقال: انا لاخر مره بحذرك هنا مكان شغل
زياد: طيب ماعطلكش عشان ااقوم اشوف شغلى
مر اليوم سريعا وانهمكت سالى فى اداء عملها وظلت ذكرى الصباح تطاردها منغصه عليها يومها
حتى حل ميعاد الغداء فنزلت الى القاعه.

فوجدت منى تجلس للاسف برفقه مروه والتى بادرتها بالقول: اللى على ..على مابقالكيش شهر واترقيتى وبقى مكتبك جنب مكتب جاسر يا خوفى يجى يوم وتبقى مديره الشركه بداله هههههههههه
نظرت لها سالى بضيق: ده على اساس ان معايا ملايين متلتله اشترى الشركه يعنى
منى: سيبك منها يا سالى شكلها رايقه وبتتسلى علينا انتى اخبارك ايه فوق
سالى: عادى الشغل هوا الشغل بس دلوقتى اكتر الاستاذ جاسر طول الوقت.. روحى.. جيبى... ودى... هاتى وطبعا ممنوع استعمال الساعى لازم انا بنفسى
منى: معلش يا سالى ربنا يقويكى انتى مش هتاكلى ؟

سالى: لاء انا ماليش نفس من الصبح وعماله اشرب فى نسكافيه انا بس نزلت عشان اشوفك واغير جو بدال الحبسه فوق
منى: ربنا يخليكى ياقمر
مروه: والله انا مستغربه لحقيتى تعلقيها بيكى اووى كده يا منى
ردت منى: من القلب للقلب رسول يابنتى وسالى قلبها طيب
مروه: وبنت حلال بتساعد الشباب هههههههه
احمرت وجنتا سالى بغضب وقالت: انا ما اسمحلكيش على فكره اتكلمى معايا كويس
ردت مروه ببرود: ايه وانا قلت ايه
سالى: انا قايمه يا منى مع السلامه اشوفك فى الباص
منى: انا جايه معاكى
مروه: مع الف الف سلامه
سارت منى برفقه سالى وقالت: مالك يا سالى صحيح شكلك مدايق.

روت سالى لها احداث الامس بالاضافه لما حدث فى الصباح الباكر فقالت منى بعدما انتهت سالى من سرد تلك الاحداث: بصى يا سالى انتى اختى وحبيبتى هيا كلمه واحده...بلااااااااااااش
سالى: بلاش ايه؟
منى: بلاش تدخلى مابينهم... زياد طول عمره بيدخل فى منافسه مع جاسر ويامه بيحاول يدايقه... وانا شايفه انا استغلك النهارده عشان يدايق اخوه... فى الاخر هيفضلو هما اخوات وحبايب وهتتعك فوق راسك
سالى: انا ماكنتش اعرف كده وكنت فاكره زياد طيب مش زى جاسر
منى: بالعكس جاسر هوا اللى اطيب على فكره... زياد حلنجى وبتاع بنات وكلامنجى درجه اولى... انما جاسر دوغرى ودايركت جداااا وفى الاول والاخر هوا هنا الكل فى الكل.

الشركه دى كانت زمان قبل ما ابوهم يموت كانت ولا حاجه
جاسر هوا اللى قوم الشركه والفلوس جريت على ايده وهما شركا بحكم انها ورث لكن بجد اللى بيتعب واللى بيخطط لكل حاجه هوا جاسر انتى مش بتشوفيه بيقعد فيها اد ايه ده ساعات بيبات
هزت سالى رأسها وقالت: الدنيا دى فيها ناس من كل الاصناف وانا لسه كأنى بتعلم لاول مره ازاى اتعامل ربنا يسترها
منى: معلش انتى بس عشان كان بقالك فتره مش بتحتكى بناس كتير وكمان ماعرفتيش تاريخ الشركه ودايما واخده موقف من جاسر.

سالى: ماهو من اسلوبه بجد مابتشوفيش بيتعامل معايا ازاى... دا انا ساعات بخاف لا يضربنى
منى: ههههههههه لا ياشيخه مش للدرجادى يعنى ليه عندك ايه ده شغل اخره انتى مرفوده مش يضربك
ابتسمت سالى وقالت: ربنا يطمنك يا منى زى مابتطمنينى
منى: امين يارب يسمع من بوقك ربنا
مرت الايام وحلت نهايه الاسبوع خرجت سالى برفقه منى مره اخرى فيما شهد قصر آل سليم حفله فاخره حضر فيها عليه القوم وارتدت فيها النساء القليل من الملابس والكثير من المجوهرات والاحجار النفيسه.

وقف زياد يتابع بشغف جمال الفاتنات الاتى حضرن الحفله فيما ركز انظاره على فتاه فى منتصف العشرينات ترتدى ثوبا عارى الكتفين ضيقا من قماش الشيفون مبطنا بالحرير الفضى اللامع وانسدل شعرها الاسود الغزير على ظهرها بتموجات رائعه فحملق فيها زياد ولم يكد يصدق عينه كأنها حوريه البحر
وكز زياد اخيه اسامه فى كتفه والذى كان يتحدث فى الهاتف ولكن زياد لم يبالى وظل يضربه بمرفقه على ساعده فيما كان يحدق فى الفتاه فأنهى اسامه المحادثه على عجاله وقال بعصبيه: ايوه يا زفت مش عارف اتكلم فى التليفون ايه في ايه؟

زياد: مين القمر اللى واقفه مع يسرى الطحان هناك دى... اوعى تقولى مراته ممكن اطب فيها ساكت
نظر اليه اسامه بفزع: لااا بقولك ايه انت تبعد عنها خااااااالص انت فاهم اوعى تقربلها نهائى دى بنت يسرى الطحان عارف يعنى ايه بنته
فوق كده اوعى تبوظلنا الشغل اخوك لو عرف ممكن يقطع خبرك
زياد: اسمها طيب؟

اسامه: شوف انا بقول ايه يقولى ايه انت باينلك مش هتجيبها لبر انا حذرتك وانت حر
تركه اسامه وانصرف فيما بقيت عينا زياد تتابع الفتاه فى اهتمام حتى لاحظ انصراف والدها لمحادثه بعضا من رجال الاعمال فاتجهت الفتاه الى مقصوره مفتوحه تعلو الحديقه فصعدت اليها عبر سلالم خشبيه قديمه ودخلتها لتجدها تحتوى على ارجوحه جميله معلقه فى فرع شجره كبير
جلست الفتاه عليها واسندت رأسها على الحبل الغليظ المغلف بقماش الستان الابيض الناعم ونظرت الى السماء
عندها دخل زياد دون ان يحدث اى صوت واقترب بخفه منها ودفع الحبل دفعه خفيفه فتعجبت الفتاه والتفت الى الخلف فى الحال
فوجدته زياد فابتسم ابتسامه واسعه وقال: اللى يقعد عليها لازم يتمرجح والا تزعل منه.

نظرت له الفتاه وقالت: همم والله .طيب زق بقى
استجاب زياد لامرها فى الحال وبدأ فى دفعها مره تلو الاخرى حتى دفعها دفعه كبيره متعمدا ثم جرى الى الامام فكادت الفتاه ان تقع فأمسك بها من خصرها فما كان منها الا ان صفعته بقوه على وجهه وتركته وانصرفت
وقف زياد شاعرا بالاهانه والصدمه فلم يكن هذا ماتوقعه بالمره ثم ابتسم فى فرح وقال: وراكى وراكى والزمن طويل يا بنت الطحان
انضمت الفتاه الى ابيها الذى كان يتحدث مع جاسر عندها احاطها ابيها من كتفها وقال: ايه يا آشرى كنتى فين؟
اشرى: ابدا يا باباى كنت بتمشى شويه

يسرى: اعرفك يا جاسر بنتى آشرى
جاسر: وهل يخفى القمر
آشرى: ميرسى
يسرى: آشرى دراعى اليمين بعتمد عليها فى كل حاجه وهيا اللى من هنا ورايح هيكون ليها كلام تانى معاك مش عجباها شروط الصفقه
ابتسم جاسر وقال: ليه كده بس؟ عموما احنا تحت امرها وان شاء الله نتفق والصفقه تتم
قاطعه زياد الذى حضر مركزا ناظريه بقوه على فتاته المتمرده: اكيد لازم نتفق
يسرى: ازيك يا زياد غطسان فين؟ مش باين

جاسر: ههههه ده نفس السؤال اللى بسأله ليه دايما
زياد: شغل والله يا يسري بيه جاسر على طول ظالمنى انما انا ماتعرفتش.. بنتك يا يسرى بيه؟
وجهت له آشرى نظره ذات مغزى
قال يسرى على الفور: بنتى آشرى ...زياد يا آشرى اللى كنت كلمتك عنه
زياد: اهلا يا آشرى ثم امسك يدها وقبلها واضاف: ياترى قولتلها ايه عنى يا يا يسري بيه؟
آشرى: قالى انك مسئول الابحاث فى الشركه
زياد: بس ...طيب الحمد لله مش حاجه وحشه يعنى

يسري: هههههه وانا اقدر يا زياد .طيب نستأذن احنا يا جاسر
جاسر: معقول يا افندم لسه بدرى متنورين بيك والله
يسري: معلش الوقت اتأخر وانا اصلى بحب اصحى بدرى وان شاء الله لينا لقاء تانى
زياد: ياريت يكون فى اقرب وقت احنا مانستغناش
انصرف يسرى برفقه ابنته الفاتنه فيما رمق جاسر زياد بنظره غير راضيه وكعادته زياد لم يبالى وتركه واتجه داخل القصر
انتهت الحفله وانصرف المدعوون توجه اسامه الى غرفه المكتب فوجد اخيه الاصغر يجلس وحيدا ينفث سيجارا
فقال له اسامه وهو ينزع ربطه عنقه: ايه سرحان فى ايه ؟

زياد: فى آشرى
اسامه: بنت الطحان ! برضه مافيش فايده فيك
زياد: لاا لاا لاا المره دى غير خاااالص
اسامه: اشمعنى ؟
زياد: سكعتنى قلم محترم
اسامه: ايه ؟هههههههههههههههه تستاهل والله البنت دى فعلا بمليون راجل زى مابيقولو عنها
زياد: وهما بيقولو ايه عنها بالظبط؟
اسامه: هيا اللى ممشيه مجموعه الطحان بحالها وابوها مابيخدش خطوه قبل مايرجعلها... بس ضربتك بالقلم ليه عملتها ايه؟
دخل جاسر الغرفه وقد سمع الجزء الاخير فسأل زياد بانزعاج: مين دى اللى ضربتك بالقلم ؟

اسامه: آشرى الطحان هههههه
غضب جاسر على الفور: وعملتلها ايه؟ بقولك ايه انت تبعد عنها احسن انا مش مستعد انك تضيع تعب شهور بسبب جريك وره البنات كل شىء وليه آخر
زياد: هوا انت ماعندكش غير النغمه دى؟ انت مش لوحدك اللى بتتعب وشايل الشغل فوق دماغك انا واسامه زينا زيك بنتعب زيك بالظبط ومش ذنبي ان اللى حصلك فى حياتك خلاك كاره الستات وبتهرب بالشغل من حقى انى اعيش حياتى زى ما انا عاوزها مش زى ما انتى مخططها.

اسامه: زياد .كفايه كده عشان انت بتغلط وانا ماطلبتش منك انك تدافع عنى ولا تتكلم على لسانى وانا اللى بقولك لو العمليه دى باظت بسبب استهتارك وجريك وره بنت الطحان اعرف ان مالكش مكان وسطينا... الشغل شغل
قام زياد واطفىء سيجاره بعصبيه وقال: انا طالع انام تصبحوا على خير
كان جاسر لازال يشعر بالالم جراء كلمات اخيه ولكنه اخفى ضيقه واتجه الى النافذه الواسعه المطله على الحديقه فتحها واستنشق الهواء العليل
شعر اسامه بضيق اخيه وجرحه الغائر فقال له: انت هتاخد على كلام العيل ده ...ماديقش نفسك وبعدين البنت تقيله اووى مش واحده تافهه واولها لطشته بالقلم خليه هيهزأ روحه.

هز جاسر رأسه وقال: هوا هيهزأ روحه لوحده ...
تنهد اسامه وقال:ربنا يهديه ...ثم اضاف: انا هروح بقى احسن اتأخرت
جاسر: هيا مش نرمين بايته معاك هنا؟
اسامه: لااا خافت على البنت من الدوشه مشيت من بدرى واظن طنط بايته معانا النهارده فاميصحش انى اتأخر اكتر من كده
جاسر: طيب اما توصل بالسلامه طمنى عليك
اسامه: اطمن اشوفك بكره فى الشركه

فى صباح اليوم التالى استيقظت سالى اتجهت الى عملها تشعر بالنشاط فقد انصاعت الى رغبه صديقتها منى فى اليوم السابق
ودخلت معها السينما وشاهدت فيلم احمد عز الجديد
تمنت ان تعثر على الحب او ان يعثر عليها كما حدث مع البطله
جلست على مكتبها تدندن كلمات اغنيه الفيلم "وبحبك وحشتينى ...بحبك وانتى نور عينى ...دا وانتى مطلعه عينى ..."
دخل زياد واكمل بقيه الاغنيه بصوت حالم: بحبك موووووت
رفعت سالى انظارها وابتسمت بخجل ورنت فى اذنها كلمه منى "بلااااااااش"

فتظاهرت بالجديه: صباح الخير يا زياد بيه؟ اؤمر حضرتك
نظر لها زياد متعجبا وعقد حاجبيه وقال: ايه ده؟ ايه المعامله الرسمى دى؟ مش متعود منك على كده
قالت سالى بتصميم: هنا مكان شغل
ابتسم زياد وقال: اوبااااااااااا...دا انتى اتعديتى منه بقى... ااه بقيتى معاه فى نفس الدور والظاهر انه نضح عليكى
حاولت سالى امساك نفسها من ان تضحك فيضيع مجهودها فى السيطره على الموقف هباءا فقالت بهدوء: خير حضرتك ماقولتش جاى عاوز ايه؟
زياد: كده مااااااشى يا سالى بس افتكريها .خدى ياستى الفاكس ده ابعتيه واول مايجى الرد تجيبى تحت عندى وتسلمهولى يدا بيد مفهوم.

سالى: مفهوم يا افندم
ضرب زياد بكفيه وقال: لااا يظهر مافيش فايده منك
غادر زياد المكتب وقامت سالى وتوجهت الى ماكينه الفاكس كى ترسل الخطاب واكملت الغناء من جديد "وبحبك وحشتينى ...
دخل زياد الغرفه مجددا وقال فى تهكم: طيب ما احنا بنغنى اهوه... ينفع الشغل كده .المهم اطبعى من الرد 3 نسخ واحده لاسامه وواحده لجاسر اوك وواحده ليا هه ولا احمد عز اكل دماغك خلاص.

نظرت له سالى بحده وقالت: اوك
بعد مضى ساعه رن هاتف سالى: الو
جاسر: الفاكس اللى اديهاولك زياد وصل الرد عليه؟
سالى: انا بعت الفاكس بس لسه الرد ماوصلش يا افندم
لم تسمع سالى بالمقابل اى رد فجاسر قد اغلق الخط

هزت سالى رأسها وقالت: عادى ده المتوقع ده لو اتصرف بذوق انا ممكن يغمى عليا
كادت سالى ان تسقط مغشيا عليها ولكن ليس بفعل ذوق جاسرالغير مرئى بل من رائحه العطر الرائع الذى اشتمته فى الاجواء استنشقته سالى بقوه وقالت: واو
وماهى الا لحظات حتى طلت عليها صاحبه العطر القوى النفاذ
نظرت لها سالى بافتتان وقامت من مجلسها شاعره بمدى ضائلتها فقد كانت المرأه طويله ذات قوام ممشوق ترتدى زيا ضيقا من اللون الاحمر القانى
سالى: صباح الخير يا افندم اؤمرى.

المرأه: ميرسى جاسر بيه موجود
سالى: اه موجود
المرأه: قوليله آشرى الطحان
سالى: طيب ثانيه واحده
رفعت سالى سماعه الهاتف سريعا وقالت: جاسر بيه آشرى هانم الطحان طالبه تقابلك
قال جاسر آمرا اياها بقوه: توصليها بنفسك لحد باب مكتبى
انصاعت له سالى على الفور وتقدمت امام المرأه وقالت: اتفضلى حضرتك.

فتحت سالى الباب فدخلت لتجد جاسر قد قام من مجلسه
وتقدم الى آشرى وامسك بيدها وسلم عليها بقوه وتعلو وجهه ابتسامه جذابه ثم اجلسها على الكرسى المقابل الى مكتبه
جاسر: الشركه نورت يا آشرى
آشرى: ميرسى
جاسر: تحبى تشربى ايه
آشرى: لا مالوش لزوم
جاسر: لا مش ممكن اول مره تجيلنا لازم تشربى حاجه
آشرى: اورانج جويس
توجه جاسر الى سالى التى تجاهل وجودها بالكامل وقال: عصير برتقان فريش وفنجان قهوه ساده
نظرت له سالى منزعجه ولم ترد خرجت سالى وهى قابضه على اصابعها بشده فكم تمنت لو كان بأمكانها توجيه ضربه محكمه له علها تهشم فكه فتنمحى ابتسامته الرائعه.

دخلت سالى مكتبها وحادثت عامل البوفيه وطلبت منه ان يحضر المشروبات لمكتب جاسر
وما كادت سالى ان تضع سماعه الهاتف حتى تصاعد رنين الهاتف مجددا جاءها صوت جاسر قائلا: اطلبى اسامه
وكعادته لم يضف كثيرا فنفذت سالى امره حادثت اسامه: الو صباح الخير يا استاذ اسامه
اسامه: صباح الخير يا سالى .ازيك؟
اسامه: الحمد لله يافندم .جاسر بيه عاوزك حالا فى مكتبه
اسامه: غريبه ماكلمنيش ليه على طول زى ما متعود
سالى: اظن انه مشغول .فيه واحده اسمها آشرى الطحان عنده دلوقتى
قال اسامه متفاجئا: انتى بتتكلمى جد .

انهى اسامه المحادثه فجأه وقالت سالى بأسف: حتى انت يا بروتس
رن الهاتف مره اخرى نظرت له سالى بغضب وقالت: مش هنخلص!
سالى: الو
منى: شوفتى الصاروخ اللى جه من شويه طلعت عندك اكيد
تنهدت سالى بارتياح: ههههههه ايه يابنتى دى دى شككتنى انى انتمى لجنس الستات من اصله
منى: كتنا نيله فى حظنا الهباب.. انا عارفه ماطلعناش كده ليه... كان لازم اهلنا يربونا اووى كده..., شوفتى اللبس عليها عامل ازاى بيتهيألى لو كانت قالعه ماكنتش هتبقى حلوه اووى كده... اوعى يكون معتز عند جاسر دلوقتى.

سالى: هههههههه لا اطمنى لحد دلوقتى ماجاش بس ممكن يطلبوه من يومين بعتله ملفات بخصوص شركتها
منى: ده لو شفها مش هزعل لو تف فى وشى
سالى: ياسلام قال يعنى كانت هتبصله هههههه
منى: ايوه ايوه انفخينى كده خلينى اوجهه وانا رافعه راسى
سالى: انا بكينام وانا واثكه فى نفسى هههههه
منى: لاء وحياتك انا مش قصير اوزعه انا طويل واهبل ههههههههه
سالى: ههههه هقفل دلوقتى فى حد على الويتنج.

ضغطت سالى على زر الهاتف ثم قالت: الو
زياد: هاه فين الفاكس ؟
سالى: لسه مجاش
زياد: معقول انتى بعتيه امتى ؟
سالى: اول ما ادتهونى والله
زياد: توء.. وبعدين بقاااا... طيب ابعتيه تانى
سالى: بس على فكره اظن ان مالوش لازمه ابعته تانى
زياد: ياسلام هتعرفى احسن منى
قالت سالى بتحزلق: فى الوقت الحالى اااه ...آشرى الطحان هنا بنفسها.

زياد: بتتكلمى جد
لم تسمع سالى المزيد فقد اغلق زياد الخط فقالت: لاااااا كده اوفر كل واحد فيهم يقفل فى وشى السكه
مرت نصف ساعه سمعت سالى اصوات مرتفع فى البهو فى الخارج بعدها رن هاتفها سالى: الو
جاسر: تعالى
قامت سالى واخذت دفتر الملاحظات واتجهت الى مكتبه دخلت لتجد جاسر ينفث سيجارا برفقه كلا من اخويه
سالى: تحت امرك ...
رفع لها جاسر انظاره: بكره فى اجتماع الساعه 8 الصبح عايز كل الموظفين يكونوا موجودين
دونت سالى ميعاد الاجتماع وقالت: حاجه تانيه
جاسر: المفروض النهارده كنتى تيجى مع الساعى لما جاب القهوه مايصحش الساعى يدخل مكتبى لوحده.

نظرت له سالى فلم تكن تدرى بوجود قاعده تلزمها برفقه الساعى فقالت معترضه: حضرتك اصلا طول الوقت وبتكلم البوفيه وبتطلب اللى حضرتك عاوزه
رد جاسر بغضب: انا بعمل كده عشان انا مابحبش تضيع الوقت ...انما لما يكون فى عميل مهم للشركه يبقى تطلبى البوفيه وتيجى بنفسك مع الساعى
وانا كده بتعامل معاكى بمنتهى الذوق فى سكرتيرات فى شركات تانيه بيدخلو بنفسهم القهوه والشاى دا ان ماكنوش هما اللى بيعملوها كمان.

شعرت سالى بالاهانه فأحمر وجهها فردت بثبات وعيناها لا تفارق وجهه: انا شاكره ذوق حضرتك جداا ومش هيتكرر تانى
قال اسامه محاولا تخفيف الاجواء: خلاص يا جاسر.. سالى لسه جديده ..ومجى آشرى النهارده كان مفاجئه لينا كلنا
جاسر: خلاص .اتفضلى دلوقتى
خرجت سالى ولاحظت ابتسامه زياد الواسعه ولم يكن هذا فحسب بل غمز لها بعينه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة