قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعبة عاشق بقلم يسرا مسعد الفصل الثاني والعشرون

رواية لعبة عاشق الجزء الثاني يسرا مسعد

رواية لعبة عاشق بقلم يسرا مسعد الفصل الثاني والعشرون

تتعاقب الفصول والأزمنه وكذلك المشاعر ينقلب السخط إلى رضا، والحزن إلى فرح، والتوق إلى زهد وماكان مستحيلا بالأمس القريب يكون واقعا ملموسا بجوانبه تعملت أن تخوض دروب الحياة وتحصد ما تقدمه يديها بلحظة إنهارت حياتها وأطاحت بكل ما هو ثابت لها بيت وزوج وأسرة صغيرة باتت " شبه وحيدة " كما تحب أن تفكر، وتعلمت أيضا أن تأخذ بالجانب الإيجابي فقط من الأمور كما أخبرها کریم ذات مرة أنهت آخر حالة وودعها الطفل الصغير بإبتسامة عريضة وهو يردد لوالديه " ماحستش بحاجة خالص " فابتسم له کریم بالمقابل ودلف إلي العيادة ليحادثها مازحا:

- خلاص كل الأهالي بقت بتطلبك أنت بالذات للأطفال فابتسمت سالي ومازحته:
- ربنا يبعد عنا بس العين فضحك کریم:
- أنا مش بقر أنا بنق بس، المهم فاضية النهاردة على ستة كده ؟
فعقدت سالي حاجبيها قائلة:
- يعني ممكن نخليها سبعة، خير ؟
فقال كريم بجدية:

- السمسار كلمني وبيقول لقى موقع خرافي فابتسمت سالي هازئة:
- على الله يكون صادق المرادي بقاله يجي شهرين ملففنا وراه رفع کریم يده قائلا بحزم:
- لا أنا آخر مرة كلمته جامد وأكد عليا المرادي أنه فيه كل المواصفات فقالت سالي:
- خلاص بس خليها سبعة أكون لحقت أقعد مع الولاد شوية فاقترب منها كريم قائلا بلطف:
- هوا باباهم لسه مش موافق يعيشوا معاك تنهدت سالي بحزن:
- أنا فاهماه کویس، جاسر طول عمره عنيد، بس عندي أمل يفوق ويحس ده مأثر إزاي علي نفسية الولاد، سلیم بالذات فعبس کریم متشككا:
- هيا مراته بتعامل الأولاد إزاي ؟

فضحكت سالي هازئة:
- اللي عرفته أنه محرج عليها تحتك بالولاد وهيا أصلا مالهاش خلق على مراعيتهم فزم کریم شفتيه مستاءا:
- بجد شخصية غريبة أوي، أنا ممكن أعند في شيء يخصني إنما مصلحة ولادي دي مافهاش عند فهزت سالي كتفيها وقالت هامسة:
- ده جاسر هوا صح إلى أن يثبت العكس وتطلع أنت اللي غلطان برضه فقهقه کریم بصوت مرتفع وهز رأسه غير مصدقا وقال وهو يتأمل ملامح سالي المستاءة:
- وده كنت عايشة معاه إزاي؟!

فسرحت سالي بأبصارها بعيدا عنه ولكأنما تذكرت فكيف لها أن تنسى كيف كانت الحياة إلي جوار هذا الصلد العنيد؟!
فأقرت بحزن هامس:
كنت بسمع الكلام ظل کریم ينظر لها مليا حتى قال:
- بس الجواز مش واحد يتكلم والتاني يسمع ياسالي، الجواز اتنين يتكلموا ويتفاهموا فهزت كتفها دون حيلة قائلة بسخرية مريرة:
- یعني أنت كنت شوفتني كملت؟!
فاقترب منها هامسا:

- أنا مش بقولك كده عشان كنت تكملي أنا بقولك كده عشان تتأكدي أنك كنت صح " فن التجاهل " عنوان أحد كتب التنمية البشرية التي تكتظ بهم مكتبة کریم والذي اعتادت إستعارة الكتب منه وكان لا يجد أي غضاضة في ذلك، بل كان سعيدا بتلك الحالة من التفاهم والانسجام بينهما فلقد إكتشف ولعهما المشترك بنفس الأشياء القراءة والتريض ومشاهدة الأفلام الكلاسيكية القديمة ولشدة ولعها بذلك الكتاب منحها كريم إياه مازحا بأنه ارتكب أحد أكبر الحماقات في التاريخ إذ تبرع لها بالكتاب دون مقابل فالكتب بنظره ثروة، کنز ثمين، فكيف بصاحبه أن يتخلى عنه؟!

كانت بالماضي تختزن داخلها كل الذكريات والمواقف السيئة، تعيرها حجما كبيرا وتقتطع منها طاقة هائلة للتعامل مع كم هذا المخزون ولكن بخطوات بسيطة استطاعت تنمية هذا الشعور الرائع بل هو الأروع على الإطلاق " التجاهل " فأصبحت المضايقات المتكررة التي تلاقيها على يد تلك المدعوة داليا تثير سخريتها وليس غضبها تجعلها ترى أي إمرأة مهزوزة ضعيفة هي بل توصلت لحقيقة الأمر إنها أضعف منها هي شخصيا إنها ك " دون کیشوت " تحارب طواحين الهواء تسوق قدماها نحو الماضي لتحارب أشياء ماتت واندثرت وكل هذا في سبيل أن تتوقف سالي عن الحضور اليومي وملاقاة أطفالها والتمتع معهم بوقتها رغم أنها لم تری جاسر سوی مرتان فقط خلال الشهرين المنصرمين وفي المرتين تحاشت الإحتكاك به لا خوفا منه ولا مراعاة لتلك الغيورة بل لخاطر أطفالها وها هي تقف تبتسم لها بسماجة قائلة:

- كويس أنك بتعرفي تيجي المشوار ده كل يوم نظرت لها سالي بطرف عيناها وابتسمت لها ساخرة ثم التفتت لسليم الذي كان يحملق بكتاب الرياضيات غاضبا وقالت:
- سلیم حبيبي ماتدایقش نفسك حل مسألة تانية، فيه حاجات تأجيل مواجهتها بيكون أفضل مش لأنك مش قادر تحلها أنت بس ذهنك دلوقت مش صافي، في الآخر ماتضيعش وقتك فاحمر وجه داليا وزمت شفتيها وقالت:

- طيب واضح أنكو مشغولين وأنا الحمل بيخليني أدوخ هروح أرتاح شوية لم تكن سالي لترد على عبارتها التي تظن أنها قد تستفزها بها كيد النسوة الضعيفة، فلقد مرت هي بحمل وولادة ولديها بالفعل أطفال تراعهم وانتبهت سالي لصوت هاتفها الذي أخذ يعلو بالرنين فابتسمت وأجابت دون أن تدري بوجود تلك المتلصصة من خلف الباب:

- أيوا یا کریم . . . . ثم ضحكت قائلة:
- لا ماتقلقش مش ناسية . . سبعة بالدقيقة نتقابل زي ما اتفقنا ونروح سوا فوضعت داليا يدها على صدرها بفرح بالغ وهي تهمس لنفسها کریم، أي مصيبة المهم تاخدك وارتاح "    كانت تنظر له غاضبة، التغيرات التي طرأت على حاله فأصبح نزق المزاج مشتت كثير الانتقاد للمحيطين به ببساطة لكأنما خط فوق جبهته عبارة " سريع الإشتعال " فقالت بعند:
- دي رابع مرة أعيد فيها الشغل فقال زاعقا:

- إن شالله حتى عشرة يادرية فرفعت حاجبها الأيمن بانتقاد قائلة بنبرة خافتة:
- لو سمحت يا جاسر ماتعليش صوتك عليا وتفهمني إيه اللي ناقص المرادي فنفث غاضبا بلهب وهو ينزع ربطة عنقه الذي يشعر كأنها تخنقه قائلا:
- أنا مش لسه هعلمك الشغل بادرية فقامت درية وقالت بحزم:
- كويس أنك عارف، وأظن أنت كمان عارف دقة شغلي وعشان كده لو سمحت اتفضل وقع على الورق عشان التأخير مش في مصلحة الشغل فهز رأسه وقال بعند أكبر:

- لاء وسيبيه اسامة يراجعه طالما أنت مش عاوزة تعيديه نظرت له وملامحها تعلوها دهشة بالغة وتمتمت:
- ده كأني بتعامل مع أيهم فهدر فيها محذرا:
- درية وضعت عويناتها وابتسمت له ببرود:
- نعم فزم شفتيه وقال:
- علي التكييف واتفضلي على مكتبك نفذت ما أمرها به والتفتت له قائلة بنفس الإبتسامة التي قد تجمد مياه المحيط:
- أي أوامر تانيه؟!
فأقر بما يمر به مرهقا:

- هاتيلي حاجة للصداع ألم يفتك برأسه منذ الصباح فأطفاله على وشك الانتهاء من العام الدراسي وقد بكت له سلمي على مائدة الفطور وصرحت له برغبتها بقضاء فترة الصيف برفقة أمها، أما سليم فكان ينظر لها غاضبا وهمهم متبرما " بس يا سلمى بابا أصلا مش هيوافق " ولم يمتلك ردا سوى أن يغمغم لهم بأمر مقتضب للانتهاء من فطورهم وداليا لا تنفك عن محاولتها الحثيثة بالاقتراب منه واختراق الأسوار التي يصنعها حول نفسه وفي أوقات يجد نفسه ضیعفا للحد الذي يسمح لها باختراقها بقدر يسير فبالنهاية مالذي يمنع رجلا بتلقي الحب والرعاية من زوجته؟!

ألأنه يرغب بتلقي المثل ولكن من أخرى أصبحت لا تعيره أي إهتمام أيسير بدربها كالمسكين خلفها يرجو منها شفقة ونظرة عطف لحاله وحال أطفالهما؟!
ويلقبونه هو بالعنيد ؟
أيهما العنيد؟!
سارت إلي جواره كطفلة صغيرة سعيدة تتلمس الجدران وبفضول تتجول في غرفه الواسعة بسرعة فائقة والبسمة المرتسمة على شفتيها أخبرته أنها أغرمت به فابتسم هو الآخر سعيدا ليس لأنهما أخير عثروا على مكان يناسب مشروعهما الصغير الذي يسعى حثيثا نحو النور ولكنه لأنه أخيرا حاز على رضا تام منها صاح مبتهجا:
- واضح أنه المسطح عجبك هزت رأسها لتقول بسعادة:

- جداااا فاقترب منها وعقد حاجبيه بمكر قائلا:
- أنت كده هتخليه يعلي السعر علينا فضحكت وزمت شفتيها ورسمت تعبيرا غامضا على وجهها وظهر أمامها السمسار وقال بحفاوة:
- أظن أهوه في الآخر عملت اللي عليا وزيادة فقالت سالي بنبرة متشككة:
- أنت شايف كده ؟
يعني أنا رأيي نبص على المكان التاني اللي قلت عليه بهت الرجل وأدار رأسه نحو کریم الصامت والذي كان يكتم ضحكاته قائلا:
- ماتحضرنا یادکتور، ده موقع يشرح الروح هوا فيه بعد كده والناس طالبين فيه مبلغ مش بطال فهز کریم رأسه موافقا وقالت سالي:
- لا لا . السعر بالذات لو يعني لو هنتفق هيبقي فيه كلام تاني خاالص فهز الرجل يده دون حيلة وقال:

- صدقيني يا دكتوره استحاله تلاقي حاجة أحسن من كده فتدخل کریم في الحوار جادا:
- طب سيبني ياحاج مع الدكتوره وهنرد عليك فقال الرجل يائسا:
- عموما إحنا ممكن نحرك السعر شويه بس بالكتير ٥ الآلآف مش أكتر وصلا كلاهما لحيث سيارة كريم المرصوفة وودع الرجل بتحية حارة وهو لازال يكتم ضحكاته حتى انفجر قائلا:
- إنت مش ممكن، ممثلة درجة أولى فعبست بوجهه قائلة:
- مش أنت اللي قولت كده هيعلي علينا فهز كفه نافيا وهو يضحك ممازحا إياها:
- نصابة درجة أولى ده الراجل طول الطريق لعربيته عمال يقنع فيا نقبل وهينزل السعر أكتر فضحكت سالي قائلة:
- من بعض نصائحكم فتح كريم السيارة وقال داعيا إياها للصعود:
- يالا طيب أوصلك في سكتي فاحمرت وجنتا سالي وقالت:

- مافيش لزوم تتعب روحك أنا هاخد تاکسي نظر لها کریم مليا فهي دوما ترفض بشكل مبطن مرافقته لأي مكان بسيارته وهو كان لا يمانع إذ أنه يجد من غير اللائق دفعها للقيام بأمر لاتحبذه فقال عابسا:
طب ماتجيبلك عربية بدال وجع القلب ده همت لتسخر من تلك الفكرة ولكنها تذكرت إمتلاكها لملايين وإمتلاك سيارة لن يؤثر على ميزانتيتها ولكنها مع ذلك قالت:
- ناوية بإذن الله أول ما أحوش مبلغ محترم أدفعه مقدم ففتح لها كريم الباب وبعند قال:
- طب اركبي أوصلك لأقرب مكان حتی وبطريقتي السحرية هقنعك أنه من الطبيعي تستغلي الفلوس في حاجات تانيه بخلاف المشروع الخيري فهزت سالي رأسها دون فهم فكيف إستطاع الولوج لعقلها ومعرفة السر الذي يمنعها من تحقيق رغبتها وبالفعل صعدت السيارته وما أن صعد هو الآخر حتى قالت للدفاع عن نفسها:
- على فكرة الموضوع مش زي ما أنت فاكر وأنا . . قاطعها كریم قائلا:

- من مبادىء الإحسان والخير أنه الواحد يحسن لنفسه الأول یاسالي عشان تقدري تدي لازم تاخدي . ده أمر ضروري عشان ماتهدریش طاقتك عقدت سالي حاجبيها وهي تفكر في مغزی کلماته فتابع هو:
- العربية دي وسيلة تسهل عليك الانتقال من مكان للتاني مهمة ليك وللولاد كمان، فرضا لاقدر الله أي حاجة حصلت بسرعة هتعرفي تكوني معاهم فظهرت إمارات الإقتناع على وجهها حتى قالت بامتعاض:
- أنت معاك حق بس الحقيقة إني حتى نسيت السواقة وبقالي زمن ماسوقتش عربية فقال كريم ببساطة وبإبتسامة واسعة:
- وأنا رحت فين كعادته مؤخرا طبع قبلة دافئة على جبين صغاره وهم نائمون وقبل أن ينصرف متجها لغرفته ليبدل ملابسه باغتته الصغيرة بعناق متشبث برقبته وغمغمة هامسة محلاة بطعم أحلامها البريئة:

- أنا بحبك يا بابا فتوقف عن الحراك للحظات وضمها لأحضانه مرة أخرى ودثرها جيدا وهو يغمغم لها:
- وأنا بحبك ياقلب بابا ثم اتجه لفراش أخيها مرة أخرى وقبل جبينه مرة أخرى قائلا بهمس:
- بكرة تكبر وتعرف أد إيه أنا بحبكوا خطواته كانت متعبة، في الواقع مذنبة مهما ابتعد بعناده السافر سيعود لأرض الواقع ليقر بحقيقة لاجدال فيها يفتقدها ويفتقد لذة أمان أحضانها حوله وحول صغاره عنادا بات مرا كالعلقم عندما يستيقظ صباحا ليجد أن من تحوطه بأحضانها أخرى، يجد نفسه غريبا عنها مهما حاولت هي الاقتراب وجدها تنتظره بغلالة إرجوانية تكشف الستار عن مفاتنها وعطرها النفاذ يستبقها لتستقبله بأحضان حارة وعلى النقيض استقبلها هو ببرود جم قائلا بصوت متجمد كعضلات جسده:

- لسه صاحية ! فابتسمت له بافتنان:
- أنا حتى لما بكون زعلانه منك بعمل نفسي نايمة بس مابقدرش يغمضلي عين وأنت مش في حضني فهز رأسه واتجه بصمته نحو الخزانة ليخلع سترته ليجد أن أناملها امتدت واقتحمت فتحة قميصه لتتولى هي خلعه عنه فغمغم بضيق:
- داليا أنا . . فمدت أصابعها بجرأة بالغه نحو صدره العاري قائلة بهمس مغوي:

- أنت محتاج مساج من بتوع زمان، فاكر ربما لم يستجيب عقله لتلك الذكرى ولكن جسده لم ينفر منها فهو بحاجة لذلك التلامس الذي يشعره بكونه على قيد الحياة بالفعل، مرغوبا وتلك الرغبة تزيد من رعونة أفكارة التي دفعته لدسها بين أحضانه وسحقها تحت وطأة ذراعه متجها بها للفراش وعقله مغيب بصورة الأخرى التي تحتل عرش قلبه الذي يصطرخ مبررا بكون مايخوضه لهو في حقيقة الأمر " هروبا مشروعا " " موسم الإمتحانات " عبارة تلخص معاناة كل أسرة أو بالأصح أم مصرية ولم تكن درية مستثناة من تلك القاعدة ليس لأنها تخشى حصول أبنائها على درجات متدنية فهي تؤمن بأن النجاح بالمستقبل يظل بید من يسعي له حتى آخر رمق ولو كان بآخر لحظة ولكنها تخشی توابعه فوقت الفراغ الذي يقضيه أبنائها بعد حصولهم على إجازة العام، كان دوما أمرا شاقا ينتهي بتدخل والدها الضاري والذي يسعد به الأحفاد أفكار انغمست بها حتى أنها لم تلحظ أنه كان يراقبها لدقائق منصرمة وهي تحيط نفسها بعدة أوراق وملفات وأصابعها تعبث بها بطريقة عشوائية ليست من شیمها وعندما لاحظته أخيرا ارتسمت على وجهها نظرة مؤنبة وقالت:

- خیر یا باشمهندس؟!
فاقترب منها مانحا إياها إحدى نظراته الماكرة دون حساب قائلا ببسمة متواضعة:
- أبدا كنت جاي لجاسر فقالت وكأنما تهذب طفلها المشاكس:
- أظن أنت عارف أنه بقي بيتأخر الصبح شوية هو كان يدرك تلك المعلومة إذ أن أخيه بحالة نفسية سيئة بعد رحيل أمهما فأصبح يستغرق وقتا في الاستيقاظ والتوجه بهمة لعمله ولدافع قوي ليعود لمنزله البارد دونها ودون طيف زوجته السابقة فقال وهو يهز رأسه بهدوء:
- طيب أن هدخل استناه جوه وهاتي البوسطة أمضيها فعبست بتوتر:

- علي أي أساس يعني فغمز بعيناه وقال وهو ينصرف لغرفة جاسر:
- على إعتبار ماسيكون فضمت حاجبيها بغضب وقامت لتتبعه بعند قائلة:
- بس جاسر ما دانیش أوامر بكده فالتفت لها هازئا:
- أصل الحاجات دي بتحصل فجأة يعني زي الخطوبة كده فنکست رأسها وقالت باستسلام:
- أنا ما اتخطبتش يا أسامة فاقترب منها ليقول حانقا:
- ماهو ده بقى اللي عاوز أفهمه، علي أي أساس كان بيتكلم البأف ده فنهرته بشدة:
- ماتقولش عليه بأف فاستشاط غضبا هو الآخر وزعق بها:
- نعم يا أختي ففغرت فمها بذهول وقالت مؤنبة:

- أسامة ثم انتبهت لزلة لسانها ريثما اقترب منها بل في الواقع اقترب بشدة حتي بات يخترق بأنفاسه حجابها الحاجز وهو يقول بهمس دافئ- يا عيون أسامة وتدافعت قدماها نحو الخلف هارية بخطوات سريعة كتدافع الدم لوجنتها:
- أنا ورايا شغل بذهن مشوش إنصرف من عمله كما أتی صباحا تاركا درية تنظر لإثره بشفقة بالغة عائدا للقصر الذي يدرك أنه في تلك الساعة تكون هي قد غادرته منذ قليل ورسالة نصية من داليا تخبره بوجود عطل ما في شقتها وأنها ستغيب عنه تلك الليلة رغما عنها فاستقبلها براحة تامة فهو بحاجة للاختلاء بنفسه ولكنه لايدرك ألسوء حظه أم لقدره السعيد دلف لغرفة أطفاله ليجدها لازالت برفقتهم فاستقبلته ببرود وقالت هامسة خشية أن توقظ الأبناء وهي تهرب من صحبته نحو الخارج:
- سلیم بكرة عنده إمتحان فضلت قاعدة جمبه لحد مانام فتبع إثرها وأغلق باب الغرفة وقال بهدوء مستفسرا:

- إمتحان إيه ؟
فالتفتت له وارتسم على وجهها رغما عنها ملمحا ساخرا:
- ماث فعقد حاجبيه ليقول بحنق:
- مش معنی أني مش عارف يبقى كده أنا مش مهتم، هيا الفكرة إني واثق بأنك واخده بالك منهم، فما كفرتش لما ريحت دماغي من جهة ولا حرام أرتاح من الفكر شوية فزمت شفتيها وقالت بصلابة:
- بإيدك ترتاح من الفكر تماما وتسيبهم معايا فاقترب منها قائلا بعند أكبر:
- عشان لما يكبروا يحسوا أني رميتهم توترت أنفاسها وقالت بحنق:

- ده اللي انت بتفكر فيه شكلك قدامهم؟!
، مابتفكرش أنهم طول النهار هنا في رعاية الدادات، جدتهم الله يرحمها وأنت بترجع بعد العشا وكلها أسبوع ويخلصوا مدرسة، مين هيراعيهم طول الوقت؟!
فقال مدافعا عن نفسه وهو يشعر بالغضب يختنق أنفاسه:
- أنت اللي سيبتيهم وجاية دلوقت تقولي مين هيراعيهم، مافكرتيش في ده قبل كده ليه ؟
شددت قبضتها على حقيبته المعلقة على كتفها وقالت:
- طبعا ماهو الذنب ذنبي لوحدي وحضرتك خالي من أي مسئولية فتهكم منها بضحكة خافتة:

- وأنا لما أسيبهوملك كده أبقى شيلت المسئولية فاقتربت منه دون خوف وأمسكت بذراعه في لحظة أطلقت لغضبها منه العنان:
- أنت بتعمل كل ده عشان حاجتين بس مالهومش تالت، عندك وإحساسك بالعظمة وأنه مهما كان أنا دوري على الهامش في حياة الولاد فنظر لكفها الرقيق الذي يحيط بذراعه بقبضة واهية وأمسك به فأجفلها وقال بصوت أجش هامس وهو يقربه من شفتيه ولثم باطنه بحرارة تختلج صدره شوقا:

كده يبقوا ۳ حاجات ياسالي والتلاته غلط فارتجفت شفتيها بل ارتجف جسدها كله لكأنما أصيبت بصاعقة كهربائية، لا قبلة صغيرة دافئة الملمس حطت على كفها الصغير القابع بين أنامله القوية لتفترش ذكرياتها البعيدة والقريبة قلبها لينوح بصراخ يدوي بالشوق إليه رغما عنها، فسحبت كفها بغتة وكذلك خطواتها لهروب نحو الخارج ودموعها تستبق الرحيل من مکمن جفونها المرتخية بعيدا عن أي شاهد   من كان يظن أنه لا يستطيع التنقل داخل حجرات القصر بحرية ويقبع منتظرا وصول أخيه بغرفة الصالون كأي ضيف لا لأنه ليس على وفاق مؤخرا معه أو لأن والدتهما قد رحلت بل لأن اخيه أصبح متزوجا بتلك الحية الرقطاء التي استقبلته بإبتسامة بارده وعللت عدم قدرتها بالترحيب به كما يجب بسبب حملها المزعج الذي كثيرا مايسبب لها الغثيان وكأنه يأبه لها ولغثيانها تلك اللعينة ! لو كانت سالي مازالت زوجته حتى الساعة لما شعر بحرج أفكار مريرة تناوشه تذكره بما خسره وبما تبقى له وتشعره بالنهاية أنه غاية في الضالة إن كان يشعر بالغربة بمنزل طفولته فكيف يشعر الطفلان ببعدهما القسري عن الحنون أمهما نظر لأعينهما المتسعة البريئة وابتسم لهم إبتسامة صافية من قلبه قائلا:

- هاه أخدتو الأجازة ولا لسه ؟
هزت سلمى رأسها بحماس قائلة بفرح:
- أخدتها بس سليم لسه أخدها النهارده، كان عنده امتحان ماث فالتفت له زیاد قائلا:
- وعملت إيه في الإمتحان یا سليم رد سليم بفخر:
- حليته كله صح ماما كانت مراجعه معايا كل المسائل فرد زیاد بدهشة:
- هيا ماما بتيجي هنا ؟
ابتسم الطفلان وقالا سويا:

- آه كل يوم فهز زیاد رأسه بتقدير بالغ فيبدو أنه قد بخس سالي حقها إنها أم بالفطرة ولم تكن تلك الحية ولا ذاك الرأس الصلد المتحكم بأفعال أخيه بعائق لها وانتبه لوجه أخيه وهو يحدق به بدهشة فقام وقال بسخريته المريرة:
- أرجو ماکنش بتطفل عبر جاسر باب الغرفة سريعا وقال بضيق:
- وقاعد في الصالون ليه فكرت جالنا ضيف زم زیاد شفتيه وقال:
- ماهو أنا فعلا بقيت ضيف، أسامة قالي أنك مصمم تشتري نصيبنا فالتفت جاسر لأطفاله وقبلهم وأمرهم باستباقه لغرفة المعيشة وما أن أطاعاه حتى التفت لأخيه قائلا بإصرار متألم لسوء ظن أخيه به- لأن مش من حقي أقعد فيه أنا وعيالي منغير ما أديكم حقكم فيه، لكن ده هيفضل بيتك بازياد ماتجيش تقعد في صالونه زي الأغراب تنهد زیاد وقال بشبه اعتذار:

- عموما أنا ماكنتش هطول أنا جيت أسلم عليك أنت والولاد وحشوني، كمان أنا رجعت إسكندرية بشكل دایم فعقد جاسر حاجبيه وقال:
- والكافية ؟
فرفع زیاد حاجبيه دهشة فاستطرد جاسر:
- ناس معارف قالولي أنك شارکت واحد وفتحت کافية في القاهرة فضحك متهكما وقال:
- قصدك جواسيس، عموما لو كنت استنيت شوية كانوا قالولك إني رجعت عشان أفتح فرع تاني هنا وفي الوقت الحالي بنجهز فرع في شرم فهز جاسر رأسه بتقدير ومد يده ليصافح أخيه الأصغر قائلا بصدق:
- مبروك صافحه زیاد وتابع بنفس النبرة الساخرة:

- عقبال ما أباركلك على المولود قابلت مراتك وبلغتني فتلاشت ملامح الود من على ملامح جاسر سريعا وارتسمت بدلا منها مشاعر الغضب والضيق فتابع زیاد بنبرة متوترة:
- برغم كل اللي بينا يا جاسر أنا فعلا مشفق عليك فرد جاسر بصلابة:
- مافيش حاجة بينا يازياد أنت هتفضل أخويا مهما كان وأنا کویس الحمد لله وفر شفقتك فابتسم له زیاد وقال وهو يدفعه لأحضانه:
- من قلبي بتمنى تكون كويس- والله بقينا مشغولين ومش فاضيين يا ست سالي قالتها مازحة وهي تعبر سياج الحديقة الصغيرة المحيطة بالممشى المستطيل داخل النادي فالتفتت لها سالي وقالت ضاحكة:

- والله يا آشري بجد ماعنديش وقت خالص وبالعافية بلاقي وقت للولاد حتى بقالي أسبوع ما عتبتش النادي فعبست آشري وهي لا تزال تشعر بالحنق من صديقتها:
- ولا حتى تليفون وبعدين ليه كل ده ؟
فمضت سالي تسرد عليها مجريات حياتها مؤخرا وما توصلت له و حتى اليوم فهتفت آشري بحماس:
- الله بجد مرکز خيري، بریلانت، جود فور يو أنا مبسوطة عشانك أوي فابتسمت سالي بود وقالت:
- بس ماتتخيلیش الموضوع مرهق أد إيه ولولا كريم أنا كنت ضيعت فالتفتت لها آشري وقالت بنبرة ماكرة:
- کریم، مین کریم ؟
فاحمرت وجنتا سالي رغما عنها وقالت بتوتر لا تدري سببه:

- ده مدير المركز اللي بشتغل فيه وصاحب الفكرة الحقيقة وصمم إنه يكون المدير المالي ده غير أنه ساهم معايا بمبلغ كده بس هوا شخصية محترمة جدا فضحكت آشري وهي تراقب ردة فعل الأخيرة وقالت:
- سالي وشك أحمر خالص فعقدت سالي حاجبيها غاضبة وقالت:
- ده من الشمس على فكرة وبعدين مافيش اللي في دماغك ده نظرت لها آشري بحنان وقالت بتصميم:
- على فكرة ده من حقك تعيشي حياتك بالشكل اللي تحبيه من غير قيد ولا شرط كفاية جاسر عايش حياته بالطول والعرض جلست سالي على أقرب مقعد وقالت بهدوء:
- أنا مش بفکر کده خالص والموضوع مش رد فعل ولا باي باك، کریم انسان محترم وأقرب لأخ وقف جمبي كتير زي ما أنت وقفت جمبي مش أكتر فهزت آشري كتفها وارتشفت القليل من قنينة المياه التي تحملها وقالت:

- أنا بتكلم إن جينرال، مستقبلا، ماتحسيش بتأنيب ضمير ولا تعقدي الدنيا يا سالي، موف أون، الدنيا مابتقفش على حد هزت سالي رأسها وقالت بمرارة الفقد التي تستشعرها دوما:
- حاليا واقفة على ولادي، نفسي أغمض عين وافتحها الأقيهم في حضني فربتت آشري على كتفها:
- هيرجعهوملك وبكرة تقولي آشري قالت نفضت سالي رأسها وكذلك نفضت الدموع بعيدا عن عيناها ووقفت قائلة:
- أنا أتأخرت يادوب أقضي نص ساعة في الجيم عشان ألحق أطلع على المشروع سارت آشري لجوارها قائلة بمزاحها المرح:
- وأنا هاجي معاكي وأتمنى تقبليني شريكة متواضعة وتقبلي الشيك اللي هيديهولك، ولا أخلي كلامي مع دکتور کریم فوکزتها سالي بغيظ وسارتا ضاحكتان وكلا منهما تفكر بالشريك الغائب الموصوم بلعنة آل سليم رغما عن كرامتهما الجريحة وما كانت تخشاه بالفعل واقعا متجسدا أمامها فقط بهيئة أكثر إثارة متمثلة في جسد فارع وحلة رياضية ونظارة شمسية تخفي ورائها نظرة ماكرة وأبيها يعلنها واضحة- طارق عرض عليا ياخد الولاد في رالي کررت ورائه ببلاهة وهي تحاول إستيعاب الأمر وكيفيه سوق رفض لائق وقاطع في الوقت ذاته خاصة مع أعين صغارها المشتعلة بحماس- رالي ! ! | استطرد طارق وهو يخلع نظارته وإبتسامة تعلو ثغره:
- رالي ده سباق عربيات قاطعته بحدة:
- أنا عارفة الرالي . . . السؤال فين ؟

اقترب منها مهدئا قائلا بصوته العميق وعيناه تبلعان تفاصيلها البسيطة والمغرية في الوقت ذاته- ماتقلقيش على بعد خمسة كيلو بس من المزرعة وياريت تيجي معانا هتنبسطي أووي وتعالت صيحات ابنها الأوسط مشجعا:
- ياريت يا ماما هتنبسطي جدا صدقيني تبعها تأكيد من الأكبر أن الأمر مشوقا أما الصغير فلم يتسنى لها فعل أي شيء تجاه حماسه المنقطع النظير إذ قفز يتسلق کتف طارق صائحا بابتهاج والتفتت لأبيها ونظرتها المخيبة للآمال استقبلها هو ببراءة تامة قائلا:

- ما هو الولاد أخدو الأجازة ومش معقول هيفضلوا محبوسين في المزرعة وفرصة أنت النهاردة أجازة نعم، بالفعل الكثرة تغلب الشجاعة بل ما غلبها حقا في تلك اللحظة عيناه الباسمتان وصوته الذي خصها فقط بهمس صادق لم تلتقطه سوى أذنيها- أرجو ما تعتبريهاش تطفل مني لأن في الواقع دي طريقتي للاعتذار انسابت ضحكاتها العذبة تحملها نسمات النسيم ورغم الفراق لم يكن لينساها وزاد إفتقاده لها فسار ببطء نحوها فهو يعلم أنها عندما تراه سوف تخفت تلك الموسيقى وتبهت إبتسامة وجهها ولم تكن تلك رغبته أشارت له صغيرته بتحية من قبضتها الصغيرة وتدافعت خطواتها نحوه والتفتت لتراقب تقدمه الحذر بدهشة فعبست رغما عنها وساورتها الشكوك رفع سلمي في الهواء بقوة ودغدغها تحت أنظارها المحملقة به بغرابة فهيئته كانت غريبة بعض الشيء إذ تخلى عن حلته الرسمية بل وسرواله الكلاسيكي ليستبدله بآخر كاكي قصير وقميصا قطنيا بلون أزرق اقترب أكثر ولاحظت لحيته النبتة واشتاقت رغما عنها لملمسها الخشن ولم يسعها إلا أن تلاحظ أيضا نظرة عيناه الماكرة  تبا له، يعلم جيدا تأثيره عليها ونبرة صوته تمتع بالعبث إذ قال بابتسامة جانبية:

- إزيك يا سالي ؟
بغضب متصاعد ودت أن تقول " أحسن منك " ولكنها ستكون كاذبة وسترقد في ظلمات الجحيم بكذبتها تلك فتنحنحنت واستجمعت أعصابها المتقافزة قالت بهدوء رصين بعد برهة:
- الحمد لله جذب کرسيا بالمقابل لها وجلس بأريحية متسائلا:
- فين سليم ؟
ردت صغيرته بالنيابة عن أمها:
- لسه ماخلصش تمرین فقامت سالي فجأة وقالت وهي تهرب بدقات قلبها التي فقدت إيقاعها السليم:
- أنا هروح أشوفه، خليكي هنا مع بابا ياسلمی فقام بدوره وقال ببساطة:

- نيجي معاكي أنا عاوز أشوفه أنا كمان عبرا البوابة المعدنية ليدلفا سويا عبر المكان المخصص لتدريب " الكارتية " وتشاغلت سلمى باللعب مع فتاة أخرى تماثلها عمرا تحت أنظار سالي التي تراقبها صامتة وفي الوقت ذاته تمنح بكفها تحية مشجعة لسليم والذي كان يبلي بلاءا حسنا بتمرینه خاصة بعد أن رأى طيف جاسر يراقبه هو الآخر ويمنحه تشجيعا إضافيا ظلا صامتين وإن كانت عيناه كالصقر لاتخفي عنه شاردة منها حتى قال بصوته الأجش:
- سليم لعبه اتحسن في الكام دقيقة اللي إحنا واقفين فيها سوا أنا وأنت فردت بعند متجاهلة تلميحه المبطن:
- هوا سليم دايما كده بيبتدي التمرين عنده رهبة وبعدين بيكمل کویس فالتفت لها وقد ضاقت عيناه وقال:
- قاوحي يا سالي واعندي وأركبي دماغك زي ما أنت عاوزة وكل ده وأنا صابر عليكي عشان مسيرك ترجعي ليا وللولاد فاحمرت وجنتها بشدة الغيظ واحترق قلبها بألم الغدر وقالت بمرارة النبذ مستنكرة:

- أنا ! أنا اللي بعند . . . وأنت . . . أنت اللي صابر یاجاسر ! ! . . كتر خيرك هقولك إيه غير كده فزم شفتيه وقال مؤكدا:
- هترجعي إمتی یاسالي ؟
، مش كفاية كده أنا كل ده وسايبك بكيفك فنفثت بلهيب الغضب:
- مش هرجع يا جاسر فوضع ساقا فوق الأخرى بعنجيهته الفطرية:
- عند يعني مش أكتر فمضت تراقب أطفالهما لترسل أنظارها بعيدا عنه في محاولة فاشلة للتجاهل قائلة بسخرية:
- آه عند فضحك متهكما فيهدي محاولتها صفعة مدوية إذ بائت بالفشل:

- وهتترهبني من بعدي ياسالي، خليكي حقانية، عمرك كله هتقضيه وأنت بتحاولي تنسيني ومش هتقدري، إستحالة تقدري فعادت أنظارها لتستقر دون تصديق على ملامح وجهه الواثقة والتي أهدتها إبتسامة واسعة ولجم لسانها وفتأت تحاول أن تجد ربما ولو شق كلمة لترد بها على غروره الوقح فتمحي بها آثار إبتسامته الواثقة دون رجعة ا ولكنها بائت بالفشل فاحمر وجهها أكثر وأكثر فأشفق عليها واستحوذ على كفها فجأة وربت عليه برفق ورفعه ليلثمه مرة أخرى في غضون أيام قليلة ويرسل المزيد من الشحنات التي أتت على ما تبقى من تماسكها الضعيف ورغما عنها أغلقت عيناها بقوة لتمنع سقوط مزر لدموع لا تستطيع التحكم بها وقامت فجأة قائلة بقوة:
- أنا هروح أسأل لسلمي عن معاد تمرینها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة