قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لعبة القدر للكاتبة الشيماء الفصل الثالث

رواية لعبة القدر للكاتبة الشيماء

رواية لعبة القدر للكاتبة الشيماء

الفصل الثالث

شوق قاعده مستنيه لحظه خروج ابوها ويشوفها
وخطواته اهي بتقرب وتقرب وهيا وقفت هيا وامها واخواتها وكلهن مستنين مواجهتهم
واخيرا دخل واتفاجئ بيها وبصلها
سيد: ايه اللي دخل دي هنا؟
شوق: بابا ارجوك
سيد: اخرسي ما تنطقيش الكلمه دي ابدا ويالا اطلعي بره
امها: ياسيد بس
سيد: قسما بالله كلمه منك زياده لتطلعي معاها... اتفضلي بره
راح سيد ناحيتها وبيشدها جامد يخرجها
شوق: انا بنتك ارجوك سامحني بقي
سيد ضربها بالقلم وقعها في الارض

 

سيد: اخرسي بنتي ماتت من زمان يالا بره بيتي
اخدها جرجرها من شعرها لحد ما خرج بره البيت ورماها في الشارع
حازم واقف ومتابع اللي بيحصل وكان نفسه للحظه ينزل يطبطب عليها
فضلت تعيط شوق كتير وقامت تروح لبنتها وقعدت علي الرصيف بعد ما تعبت من المشي وفضلت تعيط
قلب حازم مش مستحمل عياطها وكسرتها بالشكل ده بس مش قادر برضه يعملها حاجه
فضل وراها لحد ما روحت بيتها واختفت من قدامه فرجع بيته
كان مكرم وساميه وشاهندا في البيت فاضطر يقعد معاهم بس كان تايه
الجو مره واحده قلب وبدأ يمطر جامد والليله كانت برد جدا لدرجه مش طبيعيه
طول الليل المطر بيمطر والبرق والرعد قالب الدنيا
وكأن الطبيعيه حست بالاعاصير اللي جوه حازم فبتشاركه فيها
اخيرا المطر وقف والشمس طلعت والدفا ملي المكان
حازم نزل وشيئ لا ارادي وداه بيت شوق يطمن عليها
فضل واقف كتير تحت البيت مستنيها تنزل تبدأ رحلتها اليوميه بس ما نزلتش
علي: تلاقيها نزلت هنفضل نستني كتير؟
حازم: لا كفايه يالا
واخيرا قرر يمشي ويدوب علي هيدور عربيته لمح رهف نازله الشارع تجري
حازم: خليك هنا
وهو نزل وراها وماشي وراها يشوف رايحه فين لوحدها كده ويسألها عن امها فين؟
دخلت رهف صيدليه وهو دخل وراها فالدكتور راح لحازم الاول يشوفه
حازم: معلش شوفها الاول عايزه ايه؟
الدكتور: عايزه ايه يا قمر؟
رهف طلعت عشره جنيه وحطتها قدام الدكتور
رهف: دي اللي معانا في البيت
الدكتور مستغرب: ايوه وعايزه ايه؟
رهف: عايزه دوا لماما
حازم قلبه بيدق بسرعه ووطي سألها: مالها ماما؟
رهف: ماما نايمه ومش بترد عليا ابدا وبتترعش من البرد وغطيتها بس برضه بتترعش
حازم هنا اختفي كل التردد جواه
حازم: رهف حبيبتي؟ خديني لماما
رهف: انت تعرفني؟
حازم: مش انا عارف اسمك ومامتك اسمها شوق صح؟ انا زميلها وريني مالها
حازم اخد رهف وراح وراها بيتها طلعت البنت وحازم وراها
السلالم قديمه ومتكسره لدرجه ان حازم مكنش عارف يطلع
وصلوا فوق السطح وهو وراها مستغرب ان في بني ادمين عايشين اصلا في مكان زي ده
فتحت بابا قديم ودخلت وهو وراها لقي اوضه واسعه شويه سقفها جريد مبلوله كلها ميه
فيها شعله وتربيزه عليها كام حله وكام طبق
حازم مش مصدق ابدا ان ممكن حد يعيش فاق علي صوت رهف
رهف: ماما اهي
بص حازم لقاها نايمه في الارض علي فرش قديم حتي مفيش مرتبه
قرب منها كانت بتترعش فعلا وسخنه جدا وزي ما تكون عندها حمي وكمان هدومها مبلوله والفرش مبلول
حازم: هيا نامت هنا؟
رهف: ايوه مع اني قلتلها تنام معايا بس مش رضيت
حازم: انتي نمتي فين؟
شاورت رهف علي تربيزه وتحتها فرش ومحاوطاها بكراتين علشان تحميها من البرد والمكان ضيق ميكفيش غير عيله يدوب
حازم مش مستوعب ايه اللي عمله ده؟ هو ممكن وصلهم للحاله دي؟ هو عارف ان في ناس فقراء بس ما تخيلش انهم للدرجه دي او ان شوق تكون منهم!
حاول يفوق شوق بس مش بتفوق ابدا
اتصل بعلي يطلعله بسرعه
حازم: رهف هاتي هدوم لماما ناشفه
رهف: مفيش غير دي واتبلت
شاورت علي هدوم متعلقه علي حبل وفعلا مبلوله
دخل علي ونفس دهشه حازم بالمكان وقسوته وبص لحازم يلومه بس من غير كلام
حازم: تعال ساعدني ننقلها مستشفي
علي: اشيلها؟
حازم: طبعا انا مش هقدر انزل بيها السلم ده... شيلها يا علي
رهف: انت هتاخد ماما فين؟
حازم: المستشفي تعالي يالا
حازم مسك ايد رهف وعلي نزل بشوق لحد العربيه وحطها وري وحازم دخل جنبها
ورهف ركبها قدام جنب علي واخيرا وصلوا المستشفي واخدوها منه
الدكتور: هيا فعلا عندها حمي بس كمان عندها انيميا شديده وكأنها ما بتتغذاش هيا حاليا نايمه واحنا هنحاول نرويها ونغذيها شويه ما تقلقش حضرتك
حازم دخل يطمن عليها وفعلا الارتعاش وقف ورهف جنبها خايفه عليها ودموعها نازله
حازم قعد قصاد رهف واتقابلت عنيهم في نظره طويله ومره واحده رمت نفسها في حضنه تعيط
حازم اتفاجئ من ده ومكنش عارف يحس بإيه؟ بس اكبر احساس حاليا مسيطر عليه هو احساس بالذنب
مش قادر يشيل منظر الاوضه اللي عايشين فيها
ولا شكلها وهيا بتترعش من البرد
وعمال يتخيل طول الليل والمطر والبرق والرعد وهو في بيته وهيا تحت المطر كده وبتغطي بنتها بكراتين
حس ان هو كمان هيعيط مع رهف
فشدها بعيد عنه ومسح دموعها بايديه
حازم: ما تعيطيش ابدا يا قمر انا موجود اوعي تخافي تاني
رهف: ماما هتبقي كويسه؟
حازم: اه هيا بس نايمه وبردانه من ليله امبارح بس خلاص هتنام شويه وتفوق وتبقي كويسه
رهف: هيا ماما ممكن تزعل اني خرجت من البيت من غير اذنها وخرجتها هيا كمان؟
حازم: لا يا حبيبتي انا هفهمها تمام... بقولك اكيد انت جعانه وانا كمان جعان ايه رأيك نفطر ونيجي تكون ماما صحيت؟
البنت فعلا جعانه لانها متعشتش
رهف: انا جعانه قوي بس مش عايزه اسيب ماما
حازم: هننزل ونيجي بسرعه قبل ما تصحي يالا
حازم خرج ورهف جنبه ويدوب كام خطوه لقي رهف مسكت ايده
مش عارف ليه كل لمسه من البنت دي بتخلي قلبه يدق
يمكن لانه اتمني في يوم انها تكون بنته؟ وان شوق تكون مراته؟
ايه يا حازم تفكيرك ده فوق من الوهم ده فوق لنفسك؟
حازم اخدها وفطروا مع بعض واكتشف قد ايه هيا بنوته مؤدبه ورقيقه وجميله وذكيه وبتتكلم كانها كبيره مش عيله عندها سبع سنين
اخدها حازم اشترالها هدوم كتير علشان يغير شكلها
لبست وبقت قمر بس شعرها معرفش حازم يعمل فيه ايه فاخدها كوافير يسروحلها وخرجت بنوته زي بنات الغلاف
حازم شالها واخدها ورجعوا علي المستشفي يستنوا شوق تفوق
النهار كله نامته والليل رهف بتنام وحازم جنبها
رهف: ممكن تفضل جنبي لحد ما انام!؟
حازم اتردد لانه عمره ما كان مع عيال صغيره قبل كده
بس فضل جنبها واخدها في حضنه لحد ما نامت
هو قام وقف يبص لشوق وضعفها ورقدتها دي
فضل يراقب كل التفاصيل الصغيره... كبرت عن الاول
دبلانه... ضعيفه... شعرها رجع طويل،.. الابتسامه اختفت تماما من وشها

ورجع لذكرياته سبع سنين
فلاش باك
صفيه: اهلا بحضرتك يا دكتور... اتفضل
الدكتور: اهلا يا هانم انا المره دي جبتلك ممرضه شاطره وذكيه وهيا اللي هتعرف تراعي حازم بيه وهتخلي بالها منه وهتعرف تتعامل معاه
صفيه: تاني ممرضات تاني؟ واكتر واحده بتفضل عشر ايام قبل ما تقول حقي برقبتي
الدكتور: المره دي مختلفه وهتشوفي بنفسك... تعالي يا شوق اتفضلي... دي صفيه هانم والده الاستاذ حازم
وزي ما سمعتي فقدت الامل
شوق: ان شاءالله يا هانم اكون عند حسن ظنك وما تقلقيش انا بالي طويل جدا وهعرف اتعامل مع الاستاذ حازم ماتشيليش هم نهائي
صفيه: لما نشوف تعالو
طلعوا ودخلوا عند حازم
صفيه: حازم الدكتور جه ومعاه الممرضه الجديده
حازم: انتي ما بتشبعيش صح؟ ولا بتزهقي؟ هتمشي زي اللي قبلها فيستحسن لو تمشيها دلوقتي
الدكتور: استاذ حازم حضرتك محتاج لحد يديلك الحقن والمحاليل في معادها ومحتاج رعايه طبيه فيا تفضل في المستشفي او تقبل بالرعايه هنا؟
حازم: او اطردك واقولك ولا عايزك انت ولا رعايتك
صفيه: حازم؟ وبعدين؟ عيب كده؟
الدكتور: سيبيه انا مقدر ظروفه
حازم: ايوه خدي المجنون ده علي قد عقله وهاوديه صح؟
الدكتور: يا ابني انت بس اعصابك تعبانه ومحتاج ترتاح فريح نفسك
حازم: ارتاح؟ ما انا بقالي سنتين مرتاح... حد قالك اني كنت مثلا بجري ولا بشتغل ولا حتي بقوم من السرير ده؟ ما انا راقد اهوه ارتاح ايه تاني؟ سنتين وانا ماشي وري كلامكم وبتنقل من سرير لسرير والنتيجه في الاخر واحده... مشلول وراقد مكاني
الدكتور: احنا اتقدمنا كتير احنا كنا فين وبقينا فين فتره بس كمان جسمك هيتقبل العمليه وهتقدر تتحرك
حازم ضحك: مين بقي ضحك عليك وقالك اني هعمل عمليات تانيه؟ انا اكتفيت فاكتفوا انتو بقي مني
الدكتور: با ابني
حازم: اطلع بره وخد ممرضتك معاك
الدكتور خرج وصفيه معاه والممرضه فضلت واقفه
حازم: انتي مش شفتيهم بيطلعوا بره يالا وراهم
الممرضه سحبت كرسي وقعدت قصاده
الممرضه: استاذ حازم انا اسمي شوق ومش ناويه اروح في اي مكان
حازم: انا بقولك اطلعي بره
شوق: وانا بقولك ما تتعبش نفسك معايا لاني مش همشي مهما تعمل
حازم مش عارف يعملها ايه؟ وهيتجنن منها
حازم بينادي: عبدالمنعم... عبد المنعم
شويه ودخل واحد كبير شويه
عبد المنعم: خير يا ابني؟
حازم: طلع البنت دي وارميها بره
عبد المنعم بص للمرضه الجديده: انتي الممرضه الجديده؟
شوق: ايوه انا
عبد المنعم: اعذريه يا بنتي اعصابه تعبانه ومش متقبل وضعه
شوق: لا عادي ما تشغلش بالك بيا حضرتك انا هعرف اتعامل معاه
حازم بذهول: علي فكره انا هنا وسامعكم انتو الاتنين ولا مش هتقبل وجودها ولا مش هتعرفي تتعاملي معايا ولا اعصابي مش تعبانه وانت يا عبد المنعم انت مطرود انت وهيا اتفضلوا بقي مع بعض بره
عبد المنعم: ما تشغليش بالك بيه انتي ما تتخيليش انا اتطردت كام مره في السنتين دول
حازم: المره دي بجد اتفضل بقي بره
عبدالمنعم: انت ما تقدرش تستغني عني فاسكت
حازم هنا حس بقمه العجز وكان عايز يعيط للدرجه دي مش عارف يعمل اي حاجه... هو فعلا ما يقدرش يستغني عن عبد المنعم لان ابسط حاجه ما بيقدرش يعملها... ما يقدرش حتي يسند نفسه ومحتاج حد يسنده ويشيله ويحطه
حازم: انت عندك حق انا مقدرش استغني عنك
قالها باستسلام رهيب... شوق حست بوجعه قوي
شوق: هو ينفع يا عمي عبدالمنعم توريني البيت ده ولا ايه؟
سحبته وخرجت بره علشان تدي لحازم فرصه يستجمع نفسه وما يضعف قدامهم
عبد المنعم: ليه خرجتي؟ انتي فعلا عايزه تشوفي البيت؟
شوق: لا انا بس بديله فرصه يتنفس وما يحسش بعجزه اكتر من كده
عبدالمنعم: انا متفائل خير بيكي المهم تعالي اوريكي اوضتك طالما خرجنا اهي جنب اوضه حازم علي طول بحيث تكوني قريبه منه
شويه وشوق دخلت لحازم حاطط ايد علي دماغه مداري بيها وشه
شوق: انا سيبتك اهوه لوحدك شويه بحيث تتقبل وجودي
حازم: مش هتقبل وجودك ممكن بقي تمشي؟
شوق: ريح نفسك... المهم بما اني هنا تحب تعمل ايه؟
حازم رفع ايده وبصلها: احب اتفرج عليكي وانتي خارجه بره البيت ايه رأيك؟
شوق: لا مش عاجبني غيره
حازم: ايه رأيك تقومي تعلقي نفسك في السقف وتشنقي نفسك
شوق بصت للسقف: لا برضه غيره
حازم: طيب ايه رأيك لو تعلقيني انا؟
شوق بصتله وكان بيتكلم بجديه وده وجعها
شوق: هو اغراء بس لا غيره
حازم: لأ ليه؟
شوق: انت تموت وترتاح وانا اتعلق وراك صح؟ لا شكرا انا عايزه رقبتي
حازم ابتسم لانها قالتها بطريقه تضحك
بس الابتسامه اختفت في لحظه بس عطت شوق امل
حازم: هاتيلي علبه السجاير اللي في درج التسريحه
قامت قلبت عليها وهو وصفلها مكانها وجابتهاله وهو مستغرب
حازم: شوفيلي كبريت او ولاعه
شوق جابتله ولاعه من درجه برضه وجت تناولهاله
حازم: ولعيلي بس الاول عايز اتعدل
شوق قربت منه ورفعت دماغه شويه وبتحاول ترفعه لفوق علشان يقعد شويه وكان تقيل عليها بس اخيرا قدرت كان حاطط ايديه حواليها لحد ما رفعته
شوق ولعت وقربت منه وهو مسك ايديها لحد ما ولع سيجارته واتقابلت عنيهم في نظره طويله تهكميه منه

حازم: مش هتديني محاضره في اضرار السجاير؟
شوق: هو انت محتاج لمحاضره؟ اعتقد ان دي حريتك الشخصيه وبعدين انت مش عيل صغير وتقدر تحدد انت عايز ايه؟
حازم: وطالما انا مش عيل ما تسيبوني في حالي سيبوني اموت
شوق: والله وانا مش موجوده اعمل ما بدالك بس مش وانا هنا اوك عايز حاجه تانيه؟
حازم: لأ
شويه وشوق قاعده زهقانه
شوق: ما تيجي نتمشي شويه في الجنينه الطويله دي
حازم: نتمشي! رجليكي فيكي وانزلي اتمشي
شوق: بقول نتمشي مش اتمشي
حازم: انتي مش واخده بالك اني مشلول ولا ايه؟
شوق: ماهو في ناس بيبقوا خارجين بالعربيه ويقولو نتمشي بالعربيه وغيرهم بيتمشي بالعجله احنا هنتمشي بالكرسي ايه المشكله؟
حازم: المشكله اني مش طايقك ولا قابلك ولا عايز اتمشي لان التمشيه دي عندي تبقي بالرجلين وبس
شوق رفعت ايديها باستسلام: انت حر
قعدت وسكتت وكل شويه تقول اقتراح وهو يرفضه
جه معاد الحقن بتاعته وقامت جهزتهم وجاتله
حازم: مش هاخد حقن
شوق: وبعدين؟
حازم: مش هاخد انا حر ولا ايه؟
شوق قعدت مكانها: طبعا انت حر
حازم استغرب منها لعدم اصرارها وخناقها معاها
فضلت تقلب في مجله قدامها
حازم: بس كده مش هتتخانقي معايا وتطلبيلي الامن يكتفوني ويدوني الدوا بالعافيه
شوق من غير ما تبصله: لأ انت حر
حازم: وبعدين؟ هتفضلي قاعده تموتيني بالملل كده؟
شوق: هو في احلي من القعده دي... جو رائع... تكييف.. استرخاء... بقلب في مجله... ولا بتوع السيما حتي... هو حد يلاقي الراحه ويقولها لأ؟ ده حتي يبقي اهبل
حازم: اه انتي بقي جايه ترتاحي هنا... للاسف ما تتعوديش علي ده لانك مش هتعمري هنا
شوق استرخت في قعدتها وغمضت عنيها وكأنها هتنام
شوق: طالما مش هطول يبقي سيبني بقي استمتع بالفتره البسيطه اللي هقضيها هنا... عايز حاجه اطلبها مش عايز اسكت وبطل تعمل زي العيال الصغيره الزنانه

حازم معرفش يرد عليها فسكت بس نفسه لو يطولها ويضربها ويرميها بره
فات ساعه وهيا قاعده قصاده وافتكر انها نايمه ففضل يراقبها
واخد باله انها جميله وجميله قوي كمان
شعرها اسود طويل بشرتها قمحاويه شويه ملامحها رقيقه قوي وفيها جمال طبيعي رهيب
مش حاطه اي ميكب نهائي فتخيلها لو حاطه ميكب هيكون شكلها ايه؟
استغبي نفسه من تفكيره ده وقرر انه لازم يمشيها لانه مش عايزها قدامه ومش عايز يتحسر علي شبابه
وهيا وجودها بجمالها ده بيحسره علي اللي ضاع منه واللي كان ممكن يبقي ملكه لو هو بصحته
لازم يمشيها باي طريقه
كان سرحان ومركز عليها قوي ففتحت عنيها
شوق: هتفضل باصيصلي كده كتير؟ عاجباك؟
حازم ارتبك: لا طبعا انتي ايه علشان تعجبيني؟ انا بس بفكر هخلص منك ازاي؟
شوق: وعرفت ولا لسه؟ المهم هتاخد حقنك ولا لأ؟
حازم: مش هاخدها
شوق: طيب لما تتعب وتحتاج للحقن والمسكن اللي فيهم ابقي قولي اديهملك
حازم: معلومه صغيره ليكي... انا علي طول تعبان والحقن دي ما بتعملش اي حاجه
شوق: متهيألك وعلي العموم اديك اهو هتجرب من غير الحقن وهتشوف بنفسك الفرق، لما تتعب قولي

حازم تجاهلها وسابها وكأنها مش موجوده وفضل يقري في كتاب معاه او هو بيتظاهر انه بيقري لانه مقلبش الصفحه ولا مره
شوق: انا هنزل اتغدي عايز حاجه مني؟
حازم: تروحي بيتكم
شوق: اوكي هتغدي واجيلك
نزلت هيا تتغدي وكان معاها عبد المنعم
عبد المنعم: عمل ايه معاكي؟
شوق: بيحاول يطردني باي طريقه حتي الادويه مش عايزها
عبد المنعم: وانتي وافقتيه؟ طيب كنتي ناديتيلي ونديهاله غصب
شوق: لا طبعا... انتو ليه بتعاملوه انه عاجز مسلوب الاراده كده.. انتو بتجرحوه قوي
عبد المنعم: ازاي؟ احنا عايزين نريحه وبنتمناله انه يخف
شوق: طريقتكم غلط... انتو بتحرموه من ابسط حقوقه... كل حاجه بيعملها غصب عنه بتعاملوه كأنه عيل صغير مالوش اي حق يقرر اي حاجه ابسطها انه ياخد دوي او لأ؟ هو بيعترض لمجرد انه يقولكم انه موجود... ما ينفعش تتجاهلوا كل حاجه عايزها لمجرد انها مش علي هواكم... هو زعلان علي نفسه وانتو استكترتو عليه الزعل ده... كان لازم تسيبوه يزعل ويعترض ويرفض وبعدها هيهدي ويتحول الغضب اللي عنده لاراده تشجعه انه يحاول يخف بدال ماهو كاره كل حاجه وحتي العلاج رافضه كده
عبد المنعم: والله عندك حق بس احنا لو سمعنا كلامه اول حاجه هيعملها انه هيطردك
شوق: ماهو مش كل حاجه هنسمعها
ضحكوا الاتنين

شوق: يعني علي الاقل نديله حريه ومساحه شويه
عبد المنعم: يا بنتي شوفي هتعملي ايه واحنا هنساعدك علي قد ما نقدر
شوق:اول حاجه ترجعوله سيطرته علي نفسه... اللي يطلبه يتنفذ حتي لو مش هياكل او مش هياخد دوي او كدا هو مش عيل صغير... هيجوع هياكل... هيتعب هياخد الدوا هو بس محتاج يحس انه بيسيطر علي اي حاجه حتي لو الحاجات البسيطه دي وهو مع الوقت هيهدي وهيتقبل الامور بس انتو ساعدوه
شوق خلصت اكل وطلعتله كان التعب بدأ يتملكه
وللاسف بيكابر ويعاند وهيا قاعده بهدوء
قامت جابت فوطه مبلوله وقربت منه مسحت وشه
شوق بهدوء: هتاخد ادويتك؟
حازم شد الفوطه من ايدها ورماها بعيد
حازم: لأ
شوق رجعت مكانها بهدوء وفضلت قاعده تراقبه وهو بيتألم بصمت لحد ما وصل لمرحله مش قادر يستحمل اكتر من كده
شوق قربت منه ووقفت جنبه
شوق: لحد امتي هتكابر كده؟ انت تعبان وادويتك هتريحك هيا ايوه مش هتخليك تقوم وتقف بس علي الاقل هتخفف وجعك ده
حازم: وايه الفايده؟
شوق: ما تتألمش كده ارجوك بقي
شوق اتجرأت وايدها علي شعره بتحاول تطبطب عليه زي العيل الصغير ومش عارفه ليه ألمه بيوجعها هيا
شوق: ارجوك سيبني اديكي الحقن هتخفف الالم شويه

شيئ في صوتها خلاه يستسلم.. او يمكن حنيتها... او يمكن المه الشديد.. في حاجه هو مش عارفها خليته يسكت وما يرفضش
هيا راحت جابت الحقن وعطتهاله حقنه وري التانيه
وهو مغمض عنيه وساكت
قعدت جنبه علي السرير بتمسح علي شعره زي العيل الصغير لحد ما لاحظت انه نام فقامت وخرجت
اول ما قفلت الباب قابلتها صفيه
صفيه: اخباره ايه؟
شوق: كويس هو نام حاليا
صفيه: اخد ادويته؟
شوق: اه اخدها
صفيه: ازاي؟ حازم كل يوم بنكتفه ونديله الحقن غصب عنه ولان الشيئ الوحيد اللي ينفع نديهوله هو الحقن فادويته كلها حقن! ازاي اديتهالو لوحدك
شوق: هو بيرفضها علشان انتو بتجبروه وانا ما جبرتوش رفض ياخدها سيبته لحد ما هو طلبها بنفسه لما تعب
صفيه: افندم؟ انتي سيبتيه يتعب لدرجه انه يطلب الادويه؟ انتي اتجننتي ولا ايه؟ الادويه بمواعيد سيادتك تلتزمي بيهم.. هو يتكتف وياخد الادويه غصب عنه انتي فاهمه؟ مش هتقدري قولي اشوف غيرك
شوق: هو محتاج يحس انه مسيطر علي حياته الاول وساعتها هو مش هيعترض لكن طول ما انتو بتجبروه هيفضل يرفض
صفيه: انتي هتعلميني ازاي اتعامل مع ابني؟ انتي مرفوده اطلعي بره!؟
شوق: لا يا افندم العفو بس انا بجرب اسلوب جديد مع ابن حضرتك واهو جاب نتيجه ولاول مره بياخد الادويه من غير تكتيف
صفيه: بانه يتعب لا طبعا

صفيه نزلت واتصلت بالدكتور وجابته وحكتله الوضع كله
الدكتور: والله يا مدام هيا فعلا عندها حق... النهارده من سنتين اول مره ياخد الادويه من غير تكتيف... اعتقد ان احنا نديها فرصه... اسلوبها صح
احنا نخليه يرجع ثقته في نفسه وسيطرته اللي فقدها بحالته دي... علي الاقل في الامور البسيطه دي... اسلوبك صح يا شوق ميه في الميه! اعتقد انك انتي هتقدري تقنعيه يعمل العمليه... مطلوب منك خلال التلات شهور دول تقنعيه بالعمليه دي
صفيه: انت متخيل ان دي هتقنعه؟
الدكتور: عندك حلول تانيه؟
صفيه: يعملها غصب عنه
الدكتور: العامل الاساسي في العلاج هو العامل النفسي يا مدام... وبعد العمليه محتاج لشوط طويل في العلاج الطبيعي تقدري تقولي هتقنعيه ازاي؟
لازم يدخل العمليات بارادته ويقوم يقف بارادته
احنا مضطرين نفضل مع شوق ونجرب طريقتها
صفيه: نجرب احنا هنخسر ايه؟ وليكي عليا لو اقنعتيه يعمل العمليه ليكي مكافأه 100 الف جنيه هديه مني ليكي
شوق: يا افندم انا مش عايزه مكافأت
صفيه: ده تعبك اقنعيه واول ما يسافر هتاخدي الشيك
والدكتور شاهد بينا اهوه

شوق طلعت جنب حازم لحد ما صحي وشافها كانت قدام المرايه فارده شعرها وبتلعب بيه
عجبه شعرها المفرود ده
حازم: هتتجنني من المرايه؟
شوق: دي اشاعات طلعوها البنات الوحشه
حازم: ايه هيا الاشاعه؟
شوق: ان اللي يقف قدام المرايه يتجنن
حازم: وانتي شايفه نفسك حلوه بقي؟
شوق: انا تخطيت الحلاوه من زمان... انا بدر منور
حازم: بدر؟ انتي عندك الأنا عاليه قوي... يا اما نظرك ضعيف.. ياحد ضحك عليكي وقالك كده؟
شوق: يا انا فعلا حلوه وانت كبريائك مانعك تعترف بالحقيقه دي وعايز تطردني لانك خايف تتسحر بحلاوتي وما تقدرش تستغني عني ابدا
هنا حازم ضحك بصوته كله وتقريبا دي اول مره يضحك فيها خلال السنتين دول
عبدالمنعم كان بره مع صفيه هيدخلوا عندهم
عبد المنعم: حازم بيضحك... سيبيهم يا مدام... اعتقد ان شوق مختلفه اديها فرصتها
صفيه: انت شايف كده يا عبدو... انا عارفه انك بتعتبره زي ابنك وانت اللي مربيه
عبدالمنعم: وانا بقولك اهو حازم بيضحك...

شوق ضحكت: كلامي صح؟ صح؟
حازم: انتي مش بس الأنا عاليه! انتي مجنونه رسمي
شوق: وانت عاقل خدت منه ايه العقل... هتفرق ايه مجنون او عاقل؟ في الاول وفي الاخر كل واحد فينا نصيبه وقدره مكتوب هنستفاد بقي ايه نبقي عاقلين او مجانين... احنا بس بنقول يارب يخلينا نتقبل قدرنا ونعيشه بفرحه علي قد ما نقدر
ارضي بقدرك واستمتع بكل اللي تقدر عليه
حازم: استمتع اني بقيت مشلول وبقيت عاله علي الكل؟
شوق: انت بتملك خدم وحشم لو رفعت صباعك هيجروا حواليك
حازم: باماره اني مش عارف اطردك؟ ولا باماره انهم بيكتفوني ويدوني ادويتي غصب عني؟ ولا باماره اني بحتاجهم علشان ادخل الحمام؟ هاه ردي
شوق: انا عارفه ان وضعك صعب ومهما اقول ايوه مش هحسه زيك بس تخيل للحظه لو انت فقير!
في غيرك مشلول وفقير... معندوش تمن الادويه اللي انت بتاخدها دي وبيفضل يتألم طول الوقت... معندوش ام بتخاف عليه وتجيبله كل يوم ممرضه ويطفشها... معندوش اللي يساعده ويدخله حتي الحمام... فتحمد ربنا انك احسن من غيرك ولا تبكي علي اللي ضاع منك؟ فكر بالطريقه دي هترتاح
حازم: ممكن تسيبيني لوحدي؟
شوق: انا الليل جه وهروح خالص اشوفك بكره
حازم: مش عايزك تيجي
شوق: لا هاجي
حازم: شوفتي بقي اني ما بسيطرش علي الخدم والحشم اللي انتي بتتكلمي عنهم؟
شوق: هو انت اول ما تسيطر هتسيطر عليا انا؟ وبعدين انت ما تعرفش امك عملالي راتب قد ايه؟ سيبني استرزق بقي.. سيطر علي الباقيين وبعدين انا لو مشيت هيجيبوا غيري... انا احسنلك
حازم: احسنلي في ايه؟
شوق: انا بسيبك براحتك مش بتقول بيكتفوك... انا مش النهارده نفذت كل طلباتك... سيبني استرزق تمام؟ واوعدك اني مش هطلق سحري عليك... انت في امان يا ابني معايا

حازم ابتسم: هسيبك تسترزقي بس قعدتك هنا مش هتكون سهله وانا مش هسهلها عليكي... وهخليكي تقولي حقي برقبتي وتجري من هنا
شوق: بالراتب ده مش هجري
حازم: هنشوف
شوق: هنشوف تصبح علي خير
شوق سابته ومشيت وهيا جواها احساس جديد مش عارفه معناه او تفسيره
طلع النهار وهو صحي علي صوتها بتفتح الشبابيك والنور بيدخل
حازم: يووووه اقفلي الشبابيك دي
شوق: ما تقوليش انك هتقضي اليوم نايم كده
حازم: احنا اتفقنا انتي تقبضي وتسيبيني انا في حالي
شوق: اعمل بلقمتي طيب قوم يالا
حازم: اطلعي بره وسيبيني انام
شوق: الفطار اهوه افطر ونام قوم اتعدل
شوق عدلته وهو بيعترض بس هيا متجهلاه
جابت الاكل ويدوب هتحطه قدامه حدف الصينيه من ايديها وطيرها
حازم: قولتلك مش عايز
شوق: علي فكره انت كان ممكن ترفض باسلوب كويس
حازم: ده اسلوبي لمي اللي في الارض واطلعي بره وقفلي الشبابيك عايز انام
شوق سمعت كلامه وسابته وخرجت ورجعت بعد ساعتين كان صاحي
شوق: طبعا سيادتك مجالكش نوم تاني... ادويتك ولا هتعمل زي امبارح؟
حازم ما ردش عليها فجابت الحقن وعطتهالو
فضلت تحاول تقرب وهو بيصدها وحتي الكلام مش عايز يتكلم معاها
فضلت الحرب مستمره بينهم لمده عشر ايام وهو مش بيسمع كلامها في اي حاجه وعلي طول بيصدها
حاسس انها مختلفه بس رافض هو يستسلم او يحن
بدأ يحن بس رافض يعترف... مايقدرش يستغني عنها بس ما بيقولش او يوضح... لو اتأخرت يتجنن بس عناد رهيب

كانت واقفه قصاد المرايه وهو في ايده مجله بيقلب فيها
حازم: بقولك في مقص عندك هاتيه عايز اقص صوره من هنا
شوق جابت المقص وراحتله وعطتهولو
حازم: تعالي شوفي الصوره دي ايه رأيك فيها؟
شوق قربت منه تشوف الصوره فمسكها حازم جامد تحديدا مسك شعرها اللي كانت عملاه ضفيره واحده طويله
حازم: علشان تاني مره ما تنسيش نفسك
المقص في ايد وشعرها في ايده وهيا مش مستوعبه هيعمل ايه؟ بصتله وهيا بتترجاه بس ماسمعهاش
وفي لحظه كانت ظفيرتها في ايده وحدفهالها في وشها
حازم: ورينا بقي جمالك الفتان... ولا اشتري غيره بالراتب اللي امي بتديهولك؟
شوق عندها حاله ذهول وشعرها يدوب عند رقبتها نزل علي وشها وهيا اصلا مش مصدقه
رفعت وشها وبصتله واتقابلت عنيهم ومعرفش حازم يفسر نظرتها معناها ايه؟ او رد فعلها هيكون ايه؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة