قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لروحك عطر لا ينسى للكاتبة مي علاء الفصل الأول

رواية لروحك عطر لا ينسى للكاتبة مي علاء الفصل الأول

رواية لروحك عطر لا ينسى للكاتبة مي علاء الفصل الأول

داخل فيلا إبراهيم السويفي، كانت الأجواء متوترة بوجود الطبيب في غرفة سيدة الفيلا سهام، لقد تعرضت ل أزمة قلبية مرة اخرى بعد ان اخبرها المحامي بعدم وجود أمل لإيجاد ابنتها الضائعة، هذا السيناريو يتكرر كل شهرين ولكن حالتها تسوء في كل مرة.
صعد عمر درجات السلم خاطفاً كل درجتين معاً بتعجل، التقط انفاسه حين قابل والده إبراهيم قبل ان يتجه لجناح والديه، امطر عليه اسألته القلقة.

- الدكتور قال اية؟، ماما بقت كويسة؟
- لحقناها الحمدالله
تنهد عمر براحة بعد قول والده، بينما استطرد الاخير بضيق
- انا مش عارف هي لية مُصِرة على انها تدور عليها، سلمى ضايعة اكتر من عشرين سنة، هي ازاي متوقعة اننا نلاقيها!
- عشان نريحها بس يا بابا
استنكر إبراهيم تعلله بصوت مرتفع
- نريحها؟، دي بتتعب نفسها وبس.

مسح عمر وجهه بكفيه وهو يؤيد قول والده، فلم ترى والدته الراحة منذ ان شرعت بالبحث عن اخته، وهو شخصياً لا يرى اي امل من هذا الامر لكنه لا يستطيع مواجهة والدته بهذا وإحزان قلبها اكثر.
- انا هدخل اشوفها.

دلف للجناح وتقدم من والدته الراقدة على الفراش والأجهزة حولها مُتصلة بها، شعر بالشفقة عليها والحزن، تمنى ان يكون الحل بيده ويساعدها لينتشلها مما هي فيه الان، جلس بجوارها وقبل يدها فأستقرت نظراتها المُتعبة عليه، شقت ابتسامتها ثغرها بصعوبة بحنين وهي تقول بصوت بالكاد سمعه
- عمر، مش عارفة الاقي اختك يا عمر، مش هقدر احضنها ولا اشم ريحتها قبل ما اموت.

عادت لتنتحب من جديد لتجعل قلبه يُمزق لرؤيتها هكذا، مسح دموعها بأصابعه وهو يعاتبها على ما قالته
- بعيد الشر متقوليش كدة لحسن ازعل منك، وأوعدك اني هلاقيها وهتبقى في حضنك قريب، بس متعمليش في نفسك كدة وفينا، ممكن!
اومأت برأسها وهي تصنع بداخلها أمل جديد، اخذت تسعُل فناولها كوب ماء لتحتسي القليل منه، قال بحزم
- يلا عشان نروح المستشفى، انا مش عجباني فكرة علاجك في البيت.

اعترضت سهام بصوتها الضعيف وانفاسها المُتقطعة
- لا لا مش بحب المستشفيات وغير كدة اهي الممرضة موجودة والأجهزة متعلقة ولا كأني في احسن مستشفى
كاد ان يعترض لكن والده منعه وهو يضع كفه على كتف عمر هامساً
- خلاص سيبها براحتها، كدة كدة مش هتسمع كلامك
زفر بسخط مما يحدث، لا شيء يسير بالشكل الصحيح المُفترض ان يُصبح عليه، اخذه إبراهيم للخارج ليتحدثا
- هتلاقيها فين دي؟، هتدور عليها فين انت كمان؟

سأله إبراهيم بعيون ضيقة فضولية، اجابه عمر
- عندي صحابي ممكن يساعدوني في الموضوع
اخرج عمر هاتفه الذي يرن من جيبه، استأذن من والده ليتجه لغرفته، سأله إبراهيم
- رايح فين؟
- هخرج مع صحابي شوية
ضرب ابراهيم كفيه ببعضهما بحيرة، منذ وهلة كان قلق على والدته والآن سيخرج ويلهو مع أصدقائه!، ابتسم وهو يتمتم
- طالع مزاجي زيي.

في المقهى
- انا تعبت مش قادرة
قالتها يارا وهي تضع الصينية جانباً وتُدلك رقبتها بتعب شديد، سخرت منها صديقتها ملك
- ياه دة انتِ لسة تاني يوم وبتقولي تعبتي؟
- المكان مبيفضاش والطلبات كل شوية تزيد
ضحكت ملك وهي تنكزها بمُزاح
- قولي ماشاءالله ليولع المكان
رمقتها يارا بعتاب بينما اردفت ملك براحة وهي تبتسم بسعادة
- بس لا بجد شابو انك معملتيش مشكلة للان، خليكِ كدة وحافظي على شغلانة بقى.

دافعت يارا عن نفسها بإنفعال
- مش انا اللي مش بحافظ على شغلي، الناس هي المُهزقة وبتطلعني عن شعوري وبتطرد اعمل اية؟
- بس افتكري ان وراكي مصاريف علاج أمك، فأمتصي غضبك شوية وانفعالاتك
ذكرتها ملك وهي تحمل الصينية وتخرج من المطبخ، مسحت يارا عرق جبينها وهي تأخذ نفس عميق قبل ان تلحق بها ومعها صينية أُخرى.

اوقف عمر سيارته جانباً وهو يهتف بإعتراض ل صديقه إياد عبر الهاتف
- قولتلك مش هروح مكان زي دة، متحاولش تقنعني
حاول إياد ان يُغريه ب
- يابني القعدة هتبقى حلوة وفيها بنات
- قولت لا، روحوا انتم وملكمش دعوة بيا
زفر إياد بإنزعاج من إصرار الآخر، تراجع هذه المرة قائلاً
- خلاص خلاص دة احنا بقالنا كتير مشوفناكش، نتقابل في الكافية بتاعنا؟
- ماشي، نص ساعة وابقى هناك
- اتفقنا يا صاحبي، سلام.

وصل إياد وباقي الأصدقاء للمقهى، تم أخذ طلباتهم لتأتي النادلة بعدها وتقدم ما طلبوه، نكز إياد صديقه مروان الذي لم يخفض ناظريه عن جسد النادلة التي تقدم لهم المشروبات، همس في أذنه بحزم
- خف شوية
- صاااروخ
قالها مروان بخفوت ومازالت عينيه مُعلقة على جسد النادلة، نقل إياد نظراته لها وقال رأيه بنفس نبرته
- مش قد كدة عادية يعني
- انت مش بتفهم في البنات فأسكُت
- انا!
قالها بإعتراض واردف بتفاخر.

- دة انا إياد العربي ال..
أصمته مروان وهو يُتابعها وهي تبتعد
- بعدين بعدين
ثم نهض ليلحق بها، فهتف إياد هامساً
- هتعمل اية يا غبي!
وصل عمر حينها ودلف للمقهى، اوقف مروان الذي كاد ان يتخطاه قائلاً
- رايح ف..
لم يُكمِل سؤاله حين وجد التي بجانبه توجه له كلماتها الغاضبة
- ما تحترم نفسك ياعم..
نظر عمر حوله بإستغراب لعلها تُحدِث شخص اخر لكن قولها أكد له انها تقصِده هو
- انت هتستهبل؟، بكلمك انت.

كان مصدوم من هذا الموقف، لا يعلم ماذا فعل لها حتى تُحدِثه بهذه الطريقة؟، ترك ذراع مروان الذي كتم ضحكاته وابتعد قليلاً، سألها بحيرة وهو مازال يحاول الإستيعاب
- عملتِلك اية انا عشان تكلميني بالأسلوب دة؟
- يارا، يارا
نادتها ملك بذعر وهي تركض لها وتمسكها من ذراعها محاولة سحبها وهي تهمس بجوار اذنها
- يابنتي ما انتِ كنتِ كويسة، تعالي معايا بلاش تعملي خناقة وتطردي
دفعت يارا يد صديقتها رافضة للصمت، هتفت بحدة.

- بيعاكسني وبيقل أدبه، اسكت؟
سقط فكه بذهول، عن من تتحدث هي؟، هل عاكسها، متى؟
- نعم؟، مين اللي عاكسك؟ انا؟
اسرع إياد لهم ليتدخل ويُهدأ الامر
- حصل سوء تفاهم و...
قاطعته يارا بخشونة وصوتها يرتفع مع كل كلمة تنطق بها
- نعم؟، سوء تفاهم اية، انا سمعته بودني
ابتعد عمر وهو يضحك في غضب قائلاً بصوت مُرتفع، فقد قرر تجاهل ما يحدث والانسحاب
- لا لا شكلك مجنونة وفي مخك حاجة.

- وانت واحد مريض اهلك معرفوش يربوك ويخلوك را...
ابتلعت باقي حروفها بفزع حين عاد لها كالثور الهائج وهو يهتف بصوت جهوري ارتجف جسدها على اثره
- اخرسي، لو طولتي لسانك هجيبك الارض
انه يهددها؟، كلماته استفزتها فتخلصت من ذلك الخوف الذي لامس قلبها لوهلة وواجهته بإستخفاف ظهر جلياً في نبرتها الحادة
- لا خُفت، غلطان وبتهدد كمان، بجح بصحيح
نعتته وهي ترمقه بإحتقار، سحبتها ملك بعنف وهي تصرخ بها برجاء.

- تعالي معايا بقى واسكتي، أمانة عليكِ
أخذ إياد عمر بصعوبة للخارج وساعده مروان محاولين كبحه من الشتم، دفع أيديهم عنه بخشونة وهو يلهث، وجه إياد حديثه ل مروان موبخاً اياه
- عاجبلك كدة اللي حصل؟، شوفت تصرفاتك وصلتنا لفين؟
ابتسم مروان قائلاً بوقاحة
- بس صاروخ برضه، شرسة بس قمر
- بتتكلموا على اية؟
سألهم عمر وهو ينقل نظراته بينهم بشك، اجابه إياد بضيق.

- اللي حصل جوه كان بسبب الزفت مروان، هو اللي عاكس البنت دي وهي افتكرته انت
رفع مروان كفيه مُعتذراً وهو يبتسم
- اني اسف يا طيار
جذبه عمر بحدة من ياقة قميصه قائلاً بحنق
- يعني انت السبب وساكت؟، دة انت مُهزأ و بصحيح
ثم تركه وهو يقول بإنفعال
- بس هي غبية لدرجة متعرفش تحدد مصدر الصوت؟، وثواني تعال هنا انت قولتلها اية؟
ابتسم مروان بخبث وهو يُعيد ما قاله دون خجل، ضربه عمر بقوة على كتفه قائلاً.

- دة انت تستاهل اللي قالته وزيادة، بس كل دة طلع عليا انا يا
- مش مشكلة انا وانت واحد
- لا يا شبح انت مروان وانا الطيار، وابعد عني دلوقتي لطبق وشك
ثم عاد ليدخل المقهى، فلحق به إياد.
في المطبخ، كانت ملك تحاول تهدأة يارا وتدعو الله ان يُمرر المدير الامر دون طردها، بينما كانت تقول إحدى زميلاتها
- ملقيتيش غير الطيار تتخانقي معاه؟، دة ايده طايلة وغير كدة محترم اوي مش قادرة اصدق انه عاكسك اصلاً.

اسرعت يارا لتدافع عن نفسها امام اتهام زميلتها الخفي لها
- دة الحصل، اكيد مش هتبلى عليه وانا معرفهوش اصلاً
- الله اعلم
عاد الجميع لعمله حين دلف المدير وملامح وجهه لا تُطمأن ابداً، اسرعت ملك لتدافع عن صديقتها
- اللي حصل من شوية كان سو..
قاطعها بنظراته، قال بنبرة لا تقبل النقاش ل يارا
- هتروحي تعتذري للسيد عمر على اللي عملتيه، حالاً
حاولت يارا ان تتحكم بأعصابها وتحتفظ بهدوئها وهي ترد.

- بس انا مش غلطانة عشان اتأسف
- يعني عايزة تطردي؟
- ايوة معنديش مشكلة اطرد
نهضت وهي تُجيبه رافعة رأسها، فقال ب صرامة
- هتطردي متقلقيش، بس قبلها هتعتذري برضه، عشان بعملِتك اسأتي لصورة المكان
- هو المفروض اللي يعتذر مش انا
- هو الزبون
- يعني يقل أدبه عليا واسكت عشان هو زبون؟
لم يستطع ان يظل هادئاً اكثر من ذلك، صرخ بها.

- ايوة، الدنيا ماشية كدة في الشغل، والزبون اللي مش عايزة تعتذري له دة هو اللي بتاخدي من فلوسه مُرتبِك
تدخلت ملك قائلة
- حضرتك اهدى بس، يارا هتعتذر
- مش هعتذر قولت.

هتفت بها يارا وهي تُلقي بالمريلة على الارض وتلتقط حقيبتها وتتجه للخارج، توقفت قبل ان تصل للباب لتنظر اتجاه عمر وتقاوم بصعوبة الذهاب اليه وسكب كوب العصير الموضوع على اقرب طاولة ليدها في وجهه، اسرعت الخارج قبل ان تفعل ذلك وتُسبب مشاكل اكثر للمكان ولصديقتها التي رشحتها للعمل معها.

دقت الساعة العاشرة مساءً
في سيارة عمر، كان يتحدث بسخط مع إياد الجالس بجواره
- كان ناقصني اللي حصل في الكافية دة، مش كفاية تعب امي وموضوع اختي!
- هي لسة بتدور على اختك؟
سأله إياد بدهشة، اجابه عمر
- ايوة، وانا وعدتها اني هلاقيها المرة دي
- وهتلاقهيا ازاي يا فالح؟
- مش عارف، صراحة معنديش امل اصلاً اني الاقيها
نكزه إياد وهو يخبره بعبث
- طب ما تعمل اللي اقترحته عليك قبل كدة
- شيل الفكرة دي من راسك، مش نافعة.

- لا هتنفع واوي كمان، بس نلاقي الشخصية الصح اللي تقدر تمثل وتتأقلم، ومحدش هيعرف حاجة مدام لاعبينها صح
تنفس عمر بعمق وهو يُعيد رأسه للخلف، قال إياد آخراً قبل ان يفتح باب السيارة
- فكر تاني ولو وافقت قولي، عندي واحدة تنفع
حرك عمر حدقتيه لتستقر على الاخر مُتسائلاً
- مين دي؟، اعرفها؟
- طبعاا ونعمة المعرفة
اجابه بإستمتاع وعينيه تلمع بخبث، اعتدل عمر بإنفعال قائلاً بحذر
- أوعي تكون، ميرنا؟

قهقه إياد مما يؤكد صحة تخمين عمر، استطرد الاخير بإستنكار ونفور
- مستحيل أوافق على واحدة زيها، دي تجيب العار للعيلة من اول يوم
ترجل إياد قائلاً مُطمأناً اياه
- بهزر طبعا مش ميرنا، واحدة تانية بس لسة هدور عليها واعرف معلومات عنها اكتر وأقولك، بس دة في حالة واحدة، لو وافقت
- استنى تعال هنا، يا إياد
لوح له بكفه وهو يبتعد مُتجاهلاً ندائه.

في احد الأماكن الشعبية وبين المباني المُتهالكة القديمة تقبع شقة يارا المتواضعة، لم تكن حالتها المادية في احسن أحوالها لكنها كانت راضية عن حياتها البسيطة مع والدتها كوثر العاجزة عن السير.
خرجت من المرحاض وهي تسند والدتها لتصل بها إلى الكرسي المُتحرك، طلبت منها قبل ان تُجلسها عليه
- نيميني على السرير عشان تعبانة وعايزة أنام.

اومأت يارا برأسها وهي تأخذها للسرير، بعد ان تدثرت اسفل الغطاء التقطت كف ابنتها وربتت عليها بحنان بجانب اسألتها القلقة
- قوليلي بقى رجعتي بدري النهاردة لية؟، حصل حاجة؟
لن تهرب اكثر من ذلك عن الإجابة، اقرت وهي تخفض رأسها
- انا اطردت النهاردة من الشغل الجديد
ابتسمت كوثر قائلة بسماحة
- وماله مش مشكلة، هتلاقي غيره ان شاء الله
- ان شاء الله، خدتي دواكِ؟
- ام محمد ربنا يباركلها جت واديتهولي.

ابتسمت يارا برضا وهي تشكر الله على تسخيره لأُناس طيبين يقدمون المساعد لهم دون مُقابل، تعالى رنين هاتفها فقبلت رأس والدتها قبل ان تُطفأ الأضواء وتذهب لغرفتها لتُجيب على ملك التي هتفت بعتاب
- حلو اللي عملتيه النهاردة دة؟
- متفتحيش الموضوع دة دلوقتي عشان دمي بيتحرق كل ما افتكر الحقير دة
- يابنتي حرام عليكِ كل شغلانة كدة!، بدأت اصدق ان الغلط منك
قالتها ملك بإحباط فردت يارا بإنفعال.

- هو عشان مش بسيب حقي ولا بسمح بحد يتطاول عليا ابقى غلط؟
- اكيد مش غلط بس تغاطي، يعني الكلام مش بيلزق يا يارا
- لا بالنسبالي بقى الكلام بيلزق، واقفلي الموضوع انا مش ناقصة
تنهدت ملك بإستياء قبل ان تسألها
- ماشي، بس هتعملي اية دلوقتي؟
- هدور على شغل عادي يعني
- متنسيش ان طنط كوثر محتاجة تعمل العملية و...
قاطعتها يارا بنفاذ صبر وقد تثاقل صوتها بالهموم.

- اكيد مش ناسية انا شايلة هم العملية وبفكر ازاي هتصرف، فمتضغطيش عليا لوسمحتي
- انتِ عارفة اني مش بضغط عليكِ بس بحاول اساعدك
- عارفة اكيد، غيري السيرة وقوليلي عن موضوع العريس الجديد، مكملناش كلام
اخذت ملك تتحدث عن العريس الجديد الذي تقدم لطلب الزواج منها وعن مُعانتها في إقناع والديها برفضها، قالت آخراً.

- انا مش عايزة واحد غني، اهلي عايزين كدة اما انا لا، هما بيبصوا للفلوس، مش حاطين في دماغهم انه ممكن يكون وحش او يذلني بعدين ويعايرني عشان الفرق الاجتماعي اللي بينا و...
قاطعتها يارا لتوضح
- لا مش للدرجاتي يا ملك، اهم حاجة اخلاقه، لو هو كويس عمره ما هيعمل اللي انتِ خايفة منه دة
- عارفة، بس كمان انا مش مستعدة لسة للارتباط والجواز
واكملا حديثهما حتى غلبهما النعاس وناما على الهاتف.

بعد مرور اسبوع
في فيلا إبراهيم السويفي
جلس عمر على طاولة السفرة مُلقيا التحية على والديه، سألته سهام قبل ان يهم بوضع الطعام في فمه
- ها في اي جديد؟، عرفت توصل ل سلمى؟
وضع الملعقة بضيق على الطاولة، لم تكُف والدته عن سؤاله في كل دقيقة عن الامر، تدخل إبراهيم بإنزعاج
- خليه ياكل الاول بعدها اسأليه، مش على الصبح كدة
عبست سهام وامتلأت مقلتيها بالدموع لتبدأ بعدها بالبكاء وتقول من بين شهقاتها.

- انا حاسة اني هموت قريب، عشان كدة مستعجلاك، نفسي اخد بنتي في حضني يابني
نسى عمر ضيقه جين رأى دموعها، تنفس بعمق قبل ان يقول بصوت دافئ
- متعيطيش انا وعدتك اني هلاقيها، وأهو هانت، هتبقى قدامك قريب، ثقي فيا بس
مسحت دموعها بكفها وهي تبتسم، هامسة
- واثقة فيك
نهض عمر مُستأذناً، فأعترض إبراهيم
- رايح فين؟، انت مفطرتش
- هفطر مع إياد
- والشغل؟
- طلبت اجازة
اردف سريعاً قبل ان يقول والده ما يعرفه هو جيداً.

- متقلقش، انا طيار شاطر مش هيستغنوا عني، والاجازة دي من حقي فريح بالك
وغادر هارباً من اعتراض اخر منه، صعد سيارته وهو يتحدث مع إياد عبر الهاتف، اخبره بحزم
- انا موافق على فكرتك، قولي على البنت، حالاً
- بص، انا شايفها مناسبة جدا جدا جدااا يعني
صرخ به عمر بنفاذ صبر
- خلص قول هي مين
تنفس إياد بقوة قبل ان يُعلن عنها
- يارا، البنت اللي اتخانقت معاك في المطعم
- نعم؟، مستحيل
هتف بذهول ورفض قبل ان يُغلق الخط.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة