قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السادس

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السادس

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السادس

لا بأحلامك لا بأوهامك راح ترجع يوم تلاقيني
لا سلامك لا كلامك ولا منك نظرة بترضيني
نسيت الماضي ويا اللي كان
بقلبي ماعادلك مكان. ياما وياما من زمان من زمان، معك ضيعت سنيني
هل يمكن أن نعود في أحلامهم؟!، لقد كانوا حلمنا الأول واليوم صاروا لعنتنا الأولى، هي لعنتي وملاذي!
منها أهرب وإليها ألجأ، لم أكن أتمنى لقياها لأن حتما سيصيبها ظلامي، لست ذلك الطفل الذي وعدها وبني لها قصورا وهمية في خيالها.

أنا آخر امتليء قلبه بشر أعمي. سار في طريق لاعودة منه.
نبهتها كثيرا أن تبتعد، وبينت لها أن اقترابها خطوة آخرى ماهو إلا تفجير لغم يصيبني و يصيبها، ضربت بما أقول عرض الحائط واقتربت ولهذا لم أجد حلا سوى أن أقحمها معي.
جميلتي أنتِ من وافقتِ أن يأسرك الوحش
وأن تتراقصي معه على ألحان الحب العذاب!

في إحدى المناطق المعتمة كانت نسمات الفجر العليلة تعم الأجواء ولكنها تحمل في طياتها الكثير من الخوف والترقب اختبئت عائشة خلف تلك الأشجار الكثيفة.
أخذت تلتقط أنفاسها بعنف بعد أن انقطعت عنها. كانت الظلمة محيطة بها ولكنها اطمئنت بأنه لم يري المكان الذي تخفت به
دقيقة!، اثنان!

حتى شعرت بحركة خلفها وقبل أن تستدير وجدت السلاح مصوب على رأسها من الخلف و حامي مقتربا من عنقها ويقول بهمس مميت: انتِ اللي اختارتي قرار موتك، وأنا مش هراجعك في قرارك ده.
شهقت بفزع ولم تستطع حتى الصراخ وعلى حين غرة سحبها لتصبح مواجهة له
وقف أمامها يحرك سلاحه في تسلية، كانت ملامحه جامدة لايبين منها أي شيء سوى التسلية.

فقالت عائشة محاولة تصنع ثبات زائف: أنا مش خايفة منك ولا من مسدسك اللي في وشي ده ثم ابتلعت ريقها بخوف متابعة: بس عايزاك تعرف حاجة أنا لما اموت في ألف غيري هيكشفوا القرف اللي انت بتعمله.
ابتسم بسخرية من زاوية فمه قائلا بمكر: لا ماهو انتي مش هتموتي لوحدك.
التمعت عينيها بذعر حقيقي خوفا من أن يكون ما أدركته صحيح وهي تنطق ب: تقصد ايه؟
أقصد اني ميخلصنيش اسيبك لوحدك فاهبعت أخوكي معاكي.

كانت نظراته ثاقبة أمام نظراتها المرتعدة فقالت بصوت مهتز فقد ثباته: أخويا ملهوش دعوة.
اقترب منها عدة خطوات فلم يصبح بينهم سوي سنتيمترات معدودة. حاولت التراجع للخلف ولكنه ثبتها بقبضته قائلا بغموض: لو أخوكي مهم عندك، ثم أخرج ورقة مطوية من جيبه الخلفي قائلا: يبقى تمضي
نظرت لتلك الورقة حينما فتحها فوجدتها فارغة فنطقت بتردد: دي ورقة فاضية، أمضيها ليه؟!

ابتسم ابتسامة شيطانية وهو يضغط عليها قائلا: هو العرض كده، إما تمضي أو أعمل ليكي ولأخوكي فضيحة تعجبك أوي تموتكم بالبطئ.
نزلت دموعها ونطقت بترجي: طيب عرفني همضي على ايه.
التقط كفها ووضع القلم والورقة به ثم أغلقه عليهم قائلا: معاكي خمس دقايق.
سلاح بيده يتسلى به كأنه لعبة، وهو يضغط ويمارس عليها كل سبل التهديد، شرائط سوداء بدأت في الظهور، أم وأب فُقدوا
وأخيها لا ذنب له بفعلتها: بس كفاية حرام.

حاوطتها نظراته فقالت بألم: أنا همضي
التقطت الورقة ووقعت بتردد عليها ثم ناولته إياها فاانتشلها وأعادها إلى جيبه الخلفي متمتما: جميل جداا.
ثم جذب مرفقها مجددا ليسحبها خلفه إلى موضع السيارة كي يعودوا إلى المنزل.
في نفس التوقيت داخل ذلك المنزل المجاور لمزرعة الخيول أخذت نيرة تقضم أظافرها بتوتر ملحوظ تجاورها لينا التي انشغلت أمام أحد الأفلام الكارتونية.
تنهدت نيرة بسأم قائلة: وبعدين يا لينا.

قطعت الصغيرة مشاهدة الفيلم لتجيب: قولتلك نخرج ندور على عيوش
قالت نيرة بغيظ: الباب مقفول بالمفتاح.
سألت لينا: والمفتاح مع مين؟!
صرخت نيرة بغيظ: مع حامي، امال انا بحكيلك في ايه من الصبح؟!
ههمهت الصغيرة ثم قالت فجأة: هو أخوكي ده متجوز؟!
اندهشت نيرة من سؤالها وطالعتها بإستغراب قائلة: لا
قفزت الصغيرة بفرح وهي تصرخ عاليا: هييييييه
انكمشت ملامح نيرة وهي تسألها بدهشة: في ايه يا لينا.

اندفعت الصغيرة إليها في فرح قائلة: أصله حلو اووي، هيرو خليه يتجوزني يانيرو.
شهقت نيرة عاليا قائلة: انتي يابت انتي متأكدة ان عندك خمس سنين!
قاطعتها لينا قائلة: ونص، خمس سنين ونص.
قاطع حديثهم دلوف حامي تتبعة عائشة بملامح جامدة تحاكي الموتي.
هوت عائشة على أقرب مقعد قابلها. طالعتها نيرة بخوف ثم اندفعت قائلة: حامي عايزين نتكلم.
نظر لها بلا مبالاة ثم التقط سترته وخرج مجددا من المنزل مغلقا الباب خلفه بشده.

جلست نيرة متأففة بجوار عائشة وهي تقول بغضب: انا عايزة افهم في ايه بينك وبينه؟!، ومعناه ايه لما قولتيلي انه مجرم.
قامت عائشة من مكانها قائلة: نيرة انا مش فايقة
جذبتها لتجلس مرة اخري قائلة بنبرة باكية: لافوقيلي.
لاحظت عائشة بوادر انهيار نيرة فجلست ثانية قائلة: اهدي يا نيرة وانا هحكيلك
نظرت عائشة إلى لينا فوجدتها قد غفت فقالت: هدخلها واجيلك.
في نفس التوقيت وفي مكان آخر.

وصل حامي إلى اليخت التابع لرضوان وصعد الدرج حتى وصل إلى موضع جلوس رضوان
فوجده يجلس ومعه أحد الفتيات فنطق حامي بسخرية: شكلي جيت في وقت مش مناسب.
قهقه رضوان قائلا: انت طول عمرك مواعيدك بيرفكت.
شرد حامي في هذه الفتاة محدثا نفسه: هي مش دي البت اللي جالي صورها مع عمر أخو عائشة على انها خطيبته، اكيد في حاجة غلط وانا متلغبط.
قطع شروده رضوان هاتفا: حامي روحت فين؟!

لا ولا حاجة. ثم جلس على إحدى الأرائك ناظرا للبحر حوله ثم نظر في ساعته قائلا بهمس: الساعة 6 الصبح
كانت الأجواء لي تضيء كليا بسبب فصل الشتاء وغيومه
فنطق حامي بمكر قاطعا الصمت: مش تعرفني؟!
ثم أشار على الفتاة وهو يغمز بعينيه إلى رضوان
فنطق رضوان قائلا بعبث: دي سالي.
عند هذه النقطة تمتم حامي قائلا بهمس: دي احلوت اووي.
قطع شروده صوت رضوان قائلا لسالي: بيبي انزلي تحت.

هبت سالي من مكانها قائلة بغنج: أوكيه يارضوان. متتأخرش.
انطلقت ضحكات حامي الساخرة وهو يقول: العشيقة الجديدة دي ولا ايه؟!
لا كل اللي بينا شغل بس.
هز حامي رأسه بسخرية قائلا: ماهو واضح.
أخرج حامي الألماظ قائلا وهو يضعه على الطاولة: كده تمام.
نطق رضوان بفخر: انت طول عمرك تمام ياحامي، بس قولي عديته ازاي؟!
باغته حامي بقوله: على أساس رياض مقالكش؟!، عيب الشغل ده مش عليا انا!

قهقه رضوان قائلا: هو انا متمسك بيك ليه ماهو علشان دماغك دي!
ثم اعتدل في جلسته قائلا: ندخل في الجد بقى.
نطق حامي: خير؟!
التمعت عين رضوان بالشر قائلا: عائشة الزيني.
صدمة ومأزق لم يكن في الحسبان بالنسبة له ولكنه نطق بثبات: مالها؟!
بدأ رضوان في السرد قائلا: عائشة صاحبة اختك ومبيفارقوش بعض. البنت دي معاها بنت نادر ومش بعيد كمان يكون معاها الميموري.

أنا عارف انها صاحبة اختي لكن سيرة اختي متجيش في أي موضوع بينا يارضوان، تمام؟!
أومأ رضوان قائلا بمكر: تمام. المطلوب منك بقى تجيب البنت بنت نادر وتخلص على عائشة الزيني
قطع حديثهم دوي طلقات الرصاص العالية وعلى حين غرة كان اليخت مليء بالحائط البشرية كل منهم يصوب سلاحه تجاه رضوان ونطق أحدهم بعنف: احنا عايزين الألماظ، روحك قصاد الألماظ يارضوان.
هب حامي من مكانه قائلا: وتبقوا مين بقى؟!

تطاول أحدهم بيده على حامي قائلا: ملكش دعوه انت كلامنا مش معاك.
مسح حامي بلسانه على أسنانه ثم التقط يد ذلك المجرم لاويا إياها خلف ظهره: غلطت غلطة عمرك
أداره حامي ثم ناوله لكمة في وجهه أطاحت به على الأرض قائلا بفخر: أعرفك بيا حامي العمري.

خلع حامي سترته وعلى حين غره تجمع حوله عدد من الرجال كل منهم مشهرا سلاحه فنطق حامي بثبات: الراجل فيكوا يجيلي، لكن انتوا علشان بتاخدوا الأوامر زي النسوان محدش فيكوا هيقدر يقربلي.
بعد دقيقة واحدة امتلئت الباخرة برجال حامي الذين يفوق عددهم أعداد هؤلاء بكثير.
ابتسم حامي بنصر قائلا: نورتوا يارجاله.
تقهقر المحاوطون لحامي بعيدا عنه فمال ملتقطا الكيس الحاوي للألماظ قائلا: اللي عايزه يجي.

نظر الرجال لعدد هم ثم لرجال حامي فنطق أحدهم بأسف: اعتبر اللي حصل ده غلطة ياباشا.
اندفع حامي ناحيته قائلا بغضب: لا ياروح أمك حامي العمري مبيسامحش في الغلط.
علشان كده يا رجالة خدوهم على المستودع ويتربوا هناك لحد مااجيلهم بنفسي.
كان رضوان ينظر لهم بتشفي ورجال حامي ينفذون أوامره حتى أصبح اليخت خالي ولا يوجد سوي حامي و رضوان فنطق رضوان بفخر قائلا: مش بقولك انت ابني، ودلوقتي اطلب أي حاجة وأنا هنذهالك.

ابتسم حامي من زاوية فمه قائلا: وأنا عارف انك هتنفذ اللي هطلبه.
ايه هو طلبك.
نطق حامي بثبات: عائشة الزيني
في منزل حامي
نطقت نيرة بضياع بعد أن قصت عليها عائشة كل شيء: يعني أنا اخويا مجرم وقاتل كمان.
نطقت عائشة سريعا: انا مشفتهوش قتل حد يا نيرة يوم ما ضرب الطلقة اول مرة شوفته فيها كانت في الهوا، وبعدين فوقي معايا يا نيرة ابوس ايدك انا مش قايلالك علشان تنهاري، احنا لازم نفكر هنعمل ايه.

أزاحت نيرة دموعها قائلة: هنعمل ايه؟!
لازم ندور في كل مكان هنا نشوف في كل حته. نجمع أي معلومات تساعدنا نبعده عن السكه دي.
قالت نيرة بتساؤل: طيب وايه اول خطوة نعملها.
قالت عائشة: نحطله منوم علشان نعرف ندور براحتنا.
قطع حديثهم دلوفه المفاجيء إلى المنزل فصمتا الإثنتان فنطق بسخرية: ايه هو إذا حضرت الشياطين؟!
نطقت عائشة بسخرية: وهو انت معتبر نفسك من الملايكة ولا ايه؟!

جذبها من يدها بعنف قائلا بشر: بلاش، علشان صدقيني انتي مش أد ولا حاجة.
انت اصلا ولا حاجة.
شدد من قبضته على مرفقها حتى تأوهت فنظر ل نيرة قائلا: عاجبك صاحبتك؟!
كانت نظرات العتاب تمليء عين نيرة حتى قطعها صوته الحازم قائلا: جهزوا نفسكم.
نظرا إليه الاثنان فألقي عائشة على الأريكة بجوار نيرة قائلا: مش تباركيلي يانيرو!
نظرا له بإستغراب فألقي قنبلته قائلا: بكرة كتب كتابي على صاحبتك!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة