قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السابع

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السابع

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السابع

أخي!، ما ذنبك في طريق أقحمت به حالي. أنا تلك المتهورة العنيدة التي نشأت فلم تجد الأمان سوى معك وكلما هربت منك وجدت نفسها تهرب إليك، لن أقبل أن تحمل أثقالا أنا من اختارتها بمحض إرادتي، فلو كان الجميع ملوكا وأنت عبد لديهم لااختارتك انت ياابن أم
فلتغر لصغيرتك ذلاتها ولتكن معاها في كل خطواتها لأن من سوء حظها
أن الجحيم كُتِب لها.

في منزل حامي هبت عائشة من مكانها بعد ما سمعته. هل قال زواج؟!، أي زواج؟! هل بدلا من أن تحاربه وتقضي على فساده سيرتبط اسمها بإسمه، أي لعنة حلت بها.
جاورتها نيرة قائلة بحدة: صاحبتي مين؟!
كان يقف ببروده المعتاد وهو يبتسم بعبث قائلا: عيوش.
ضحكت عائشة بسخرية قائلة: يا حرام ده شكله عيي تاني.

كشف جميع أوراقه أمامهم وهو يرد عليهم بتحدٍ سافر: والله أنا مش هجبر عليكي طبعا الجواز بالإتفاق يا عيوش، بس ايه رأيك نتخيل مثلا أن عمر يعرف انه اخته متجوزه عرفي؟!
علت الصدمة ملامحها وهي تنظر له بغضب ونيرة التي لاتقل خيبتها عنها ليتابع هو: أو عمر يدخل السجن برضو بسبب انه اختلس مبلغ من الشركة اللي بيشتغل فيها، غمز لها قائلا بسخرية: ايه رأيك قضية محترمة.

وقفت أمامه لتصرخ به عاليا: أنت ايه؟!، ايه كمية القرف ده ازاي مستحمل نفسك كده، ازاي قادر تستحمل كونك حد حقير كده!
احتدت ملامحه بقسوة وعلى حين غرة ضغط على عنقها بعنف قائلا بهمس مميت: قلة الأدب دي هنا مش مسموح بيها، علشان اللي مترباش الأيام والليالي كفيلة أوي تربيه وأنا الأيام والليالي معايا سوده.

هرولت نيرة إليه صارخة بعنف وهي تبعد يده عن عنقها: وربي لو مسبتهاش دلوقتي، لأكون ناسية كل حاجة تربطني بيك حتى انك اخويا.
تركها فجأة لتقع على الأريكة خلفها لتلحق بها نيرة ويسمعا قوله المهين: عايزك تطمني، انا مش هاخد منك حاجة أنتِ مش عايزة تديهاني. ثم اقترب منهم ومال عليهم متابعا قوله وهو ينظر لها بحدة: اعتبريها لعبة، بنتسلى ولما أزهق نبقى نشوف، أو تقدري تقولي اعتبريها فرصة تتربي فيها من جديد.

ابتسمت بسخرية لتقول بغضب: لعبة فعلا. علشان أنت يشرفك واحدة من عينتك، أما بالنسبة للتربية فمش واحد زيك هو اللي يتكلم عنها.
نطقت نيرة بنبرة معاتبة: لما هي لعبة هتتجوزها ليه؟
التقط سترته ذاهبا إلى غرفته وهو يقول ببروده المعتاد: مصالح شخصية، هي اختارت ده. و الحياة علمتني ان مفيش حاجة بدون مقابل، الحياة فرص وانا بستغل كل فرصة كويس.

وقبل أن يدلف إلى غرفته نطق بتذكر: البيوتي سنتر هيبعتلك فستان الفرح كمان شوية وهيبعت فساتين نيرة والبنت، ياريت تجهزوا علشان مبحبش العطلة.
ثم دلف إلى غرفته مغلقا الباب في وجههما.
نظرت نيرة نحو عائشة الجالسة على الأريكة ونطقت بحسرة: هتعملي ايه؟!
بادلتها عائشة النظرة قائلة بخيبة: هعمل ايه يعني؟! اديكي شوفتي خيرني والمفروض يكون اختياري هو بإرادتي.
قالت نيرة بأمل: احنا ممكن نتصرف و...

قاطعتها عائشة وهي تهز رأسها بالسلب قائلة: مش هنقدر نعمل حاجة، اخوكي ممكن بدل مايخلي امضتي على ورقة جواز عرفي يخليها على ورقة رسمي وساعتها هيطلبني في بيت الطاعة وتبقي كملت.
هبت نيرة من مكانها وأخذت تسير ذهاب وإيابا علها تتوصل لحل.

حتى قطع حديثهم صوت الباب. أسرعت نيرة إلى البوابة لفتحها فوجدت أمامها إحدي الفتيات تحمل مجموعه من الفساتين المغطاة بالأغلفة الفخمة قائلة: مساء الخير يافندم احنا جايين نقيس الفساتين ونشوف هنحتاج نظبط ايه زي ما حامي باشا طلب.
توترت نيرة خوفا من ردة فعل عائشة التي هبت من مكانها سريعا قائلة بعصبية: سيبي الزفت دول احنا لا هنقيس ولا هنظبط!
قالت الفتاة بعند: يافندم ماينفعش.

قاطعتها عائشة قائلة بعنف وهي تجذبهم من يدها ملقية إياهم في الخلف: انتي مبتفهميش قولتلك هاتي.
ذهبت الفتاة من أمامها بسرعة وهي تتمتم ب: تحت أمرك يافندم.
قالت نيرة بنبرة مهدأة: اهدي يا عائشة و صدقيني هنتصرف.

انفلتت أعصاب عائشة فاالتقطت الفستان الموضوع داخل الغلاف الحاوي له واتجهت إلى الخارج سريعا. هرولت خلفها نيرة وهي تصيح بإسمها خوفا مما سوف تقوم به ذهبت عائشة إلى الخارج بإتجاه البوابة المغلقة لمزرعة الخيول وقامت بمحاولة فتحها لتصرخ نيرة بها: عائشة بس بتعملي ايه
منعتها نيرة بأن أبعدتها عن البوابة ولكن ثارت ثائرتها فأخرجت الفستان الثقيل من غلافة بغل وصرخت عاليا: مش لابسة زفت.

نزلت دموع نيرة بخوف وهي تقول: كفاية يا عائشة بالله عليكي.
وكأن جنون قد أصابها فلم تستمع لأي كلمه بل نظرت حولها تبحث عن مكان تتخلص فيه من هذا الرداء حتى وضعته تحت قدميها تدعس فوقه بغل
وفي نفس الوقت وفي غرفة حامي كان ممددا على سريره بإسترخاء مغمضا عينيه لتقطع خلوته هجوم الصغيرة لينا على الغرفة قائلة بصوت عالي: حامي انت صاحي؟!

اعتدل من نومته ونظر لها بااستغراب لنطقها اسمه مجردا من أي شيء و هجومها المفاجيء على غرفته.
اقتربت الصغيرة حتى جلست بجواره قائلة بصوت منخفض: أقولك سر؟!
كانت نظراته مصوبة عليها فقط ولا ينطق بشيء فتمتمت بضجر: انت مبتتكلمش وترد عليا ليه هو انت الناني بتاعتك قالتلك متتكلمش؟!
صرخت بضجر من عدم رده عليها: أنا قايمة ومش هقولك حاجة.
نطق أخيرا بملل: قولي.

عادت إليه سريعا ومالت على أذنه لتقول بهمس: عيوش ونيرو واقفين بره عند الأحصنة الجميلة وعيوش بتقطع فستان جميل وبتعيط هي ونيرو.
هب من مكانه ليذهب إلى الشرفة مسرعا ويري ذلك المنظر فااستشاط غاضبا وخرج مسرعا من الغرفة إلى الخارج.
فجأهم أثناء ظهوره وعائشة تفعل فعلتها.

فتوقفت عما تفعله لتنظر له بغل دفعها فابتعدت وهو يجأر عاليا مش عايزة الفستان حاضر أنا هولعلك فيه، أخرج قداحته مشعلا إياها ليلقيها على الثوب الذي تدمر كليا فزاد الأمر باشتعاله بالنار
جذبها من يدها إلى موضع اشتعال الفستان صارخا بشر: النار دي أوعدك اني هخليكي تتكوي بيها لو مبطلتيش الجنان ده.
قطع حديثهم صوت أحدهم يصرخ ب: مالك ومال أختي ياابن العمري.

استدار حامي ليجد أمامه عمر شقيق نيرة والذي مر رجاله صباح اليوم أن يتركوه.
ارتعدت عائشة التي تقف خلف حامي وشهقت نيرة بخوف.
نطق حامي ببرود و ابتسامة تحدي تعلو ثغره: كويس انك جيت علشان تبقى وكيل أختك في كتب كتابي عليها.
نطق عمر بتحدٍ سافر: مش هيحصل.

قهقه حامي عاليا وهو يمسح على ذقنه ثم استدار إلى عائشة و نيرة قائلا بسخرية: عمر شكله لسه مايعرفنيش وسرعان ما أخرج سلاحه من جيبه الخلفي و استدار لعمر ليجد عمر أيضا مصوبا سلاحه في وجهه.
اشتعلت الأوضاع ورفع كل منهما السلاح على الآخر مستعدا للقتال فنطق حامي بتحدي: ياانا اموتك، يا انت تموتني وانا متأكد ان انا اللي هموتك.
صرخت عائشة عاليا لتوقف هذا النزاع: حامي أنا موافقة على الجواز.

صرخ بها عمر بغضب: انتي اتجننتي ده كان حابسني في بيتي!
اقتربت عائشة وتوسطت بينهم لتمنعهم عن بعض ونطقت لأخيها بود: عمر نزل السلاح علشاني. انا موافقة و الله مش انت هتتجوز سالي وانا مكنتش موافقة عليها سيبني أنا كمان اختار حياتي، أنا عارفة إنك بتثق فيا، و عايزاك تتأكد إن ده اختياري
نظر لها عمر وهو ينطق بعدم استيعاب مشيرا على حامي: اختيارك؟!

نزلت دموعها وصرخت برجاء: أرجوك ياعمر عايزاك معايا، مش عايزة أكون لوحدي، أتربينا على إننا نتقبل اختيارات بعض، ممكن بقى تتقبل اختياري.
نظر عمر لها بعدم تصديق ثم نظر إلى الثوب المشتعل على الأرضية ليقول بحسرة: لا واضح فعلا انك موافقة، انا راجع بيتنا وبكره هجيلك وطالما ده اختيارك انتِ حره.
ثم رحل إلى الخارج وهو يلقي على حامي سهام من الغل والغضب.

بعد رحيل عمر استدارت عائشة إلى حامي لتلفحه هي ونيرة بنظرات الغضب وتنطق نيرة بغضب: ارتحت كده؟!
أجابها ببرود اعتاده: جداا، ارتحت جدا، تقدروا تدخلوا تناموا دلوقتي علشان بكره يومنا طويل.
تركهم ورحل لتقول عائشة بغضب: وقح.
سمعها فاستدار لها قائلا وهو يغمز بإحدي عينيه قائلا: نسيتي تقولي حقير كمان يا عيوش.

صرخت عائشة بغيظ بعد رحيله ولم تستطع نيرة كبت ضحكتها فكركرت عاليا فنظرت لها عائشة بغل لتقول نيرة مهدأة: مقدرتش ماضحكش والله.
وكزتها عائشة في كتفها قائلة: طيب قدامي يااختي على جوا.
من ذا الذي أذاك ودمر حينا، ماعاد الصديق صديق ولا عاد الحي حي، فقدت أمانك فتوحشت، وفقدت ملاذك فهربت، وفقدت الحب فصرت وحشا لايعرف الرحمة.

في غرفة نيرة وعائشة تمددت عائشة بجوار نيرة التي غطت في نوم عميق منذ دخولهم. استقرت عائشة في مكانها والتقطت الكوب الساخن الهاوي لقهوتها وقبل أن ترتشف منه دخلت لينا قائلة: عيوش هنام معاكم.
ابتسمت لها عائشة وحثتها على المجيء فتوسطت لينا بين عائشة ونيرة، فبدأت لينا ثرثرتها قائلة: عيوش انتي قطعتي الفستان ليه؟!، وليه عموري وحامي كانوا بيتخانقوا، قهقهت عائشة مقلدة إياها: عموري!، ده انا مابقولهاش ليه.

سريعا ما لفت نظر عائشة تلك القلادة التي ترتديها الصغيرة والتي تصدر ضوءا في الظلام، لمعت ببال عائشة فكرة فقالت للصغيرة بود: لينا ممكن اشوفها؟!
خلعتها لينا وأعطتها إياها وهي تقول: بابا قالي مااقلعهاش بس انا هقلعها علشان تشوفيها.
قبلتها عائشة بحب ثم التقطت القلادة منها وقالت مسرعة: هدخل اعملك نسكويك بس خليكي جمب نيرو علشان بتخاف.

أومأت الصغيرة بطاعة وخرجت عائشة إلى المطبخ مسرعة وقامت بتأمل القلادة ثم بدأت في فصل تلك الزجاجة الموجودة عن الحاوية المعدنية للقلادة وسرعان ما انفصلا ووقع شيء ما على الأرضية، التقطته سريعا لتشهق قائلة: الميموري!
وضعته في جيبها ثم أعادت تركيب القلادة سريعا وبدأت في إعداد المشروب قائلة بنصر: ياانا ياانت.

في صباح اليوم التالي كان حامي يجلس في هذا الصرح العظيم التابع له يتابع بعض أعماله ويطمأن على أوضاع شركاته خارج البلاد قطع انشغاله دلوف السكرتيرة الخاصة به قائلة: مستر حامي في واحدة برا عايزة تقابلك.
انكمشت ملامحه بااستغراب ثم قال: واحدة مين دي؟!
بتقول اسمها سالي.
التمعت نظراته بخبث عند سماع الاسم ثم قال مسرعا: قعديها عندك نص ساعة ولما تلاقيها جابت اخرها دخليها.

أومأت الفتاة ثم رحلت إلى الخارج ليتمتم قائلا: جت في ملعبي.
بعد مرور نصف ساعة
دلفت سالي بغنج إلى المكتب بملابس تظهر أكثر مما تخفي، جلست على الكرسي المقابل لمكتب حامي
لم يرفع أنظاره من على الأوراق منذ دخولها حتى قطع هذا الصمت قائلا بحدة: أنا قولتلك تقعدي؟!
ارتفعت أنظاره لها فتوترت ملامحها وقالت محاولة إصلاح الموقف: سوري.
انتي مين؟!
ارتفع حاجبها قائلة بإستنكار بين: عل أساس انك مش عارفني؟!

نظر لها بإهمال ثم قال: مش واخد بالي.
اتسمت بغيظ قائلة: سالي اللي كنت عند رضوان في اليخت.
انتبه لها مجددا قائلا: خلصي وقولي اللي جاية تقوليه.
أنا جاية أعمل معاك ديل.
ارتفع حاجبه بسخرية مشيرا إلى نفسه وهو يقول: معايا انا!
أومأت بالإيجاب: اه انت، هقولك على اتفاق تم بين رضوان ورياض بخصوص اختك نيرة وفي المقابل أكون تحت حمايتك وتضمنلي إن رضوان ميقتلنيش ولا يقرب مني.

عند ذكر اسم شقيقته اشتعلت ملامحه بغضب أعمي وهي من مقعده إليها فاارتعدت خائفة، مال على مقعدها ليحاوطه من الجانبين قائلا: قدامك دقيقة واحدة تقولي فيها اللي عندك وإلا هخلص عليكي انا قبل ما رضوان يعملها.
قالت بنبرة مرتجفة: اوعدني انك هتحميني!
نطق بجمود: قولي اللي عندك وانا افكر.

(رضوان طلب من رياض انه يقرب من نيرة بس من وراك واداله كل حسابتها على الفيسبوك وتويتر وانستجرام وبعد مايحببها فيه يطلب منها تقابله وساعتها ي...
صرخ بها بغضب حتى كاد يطيح المقعد القابعه فوقه قائلا بعنف: انطقي.
نطقت مسرعة: وبعد مايخطفوها يضغطوا عليك بيها بطرق زبالة ويوهموك انها راحت بإرادتها.
ذهب إلى طاولة مكتبه وأزاح كل ما عليها بعنف صارخا: ياولاد ال...

استدار لها ونظرات الشر تمليء عينيه مما جعلها تندم على انها آتت نطق بشر: اسمعي يابت انتي هترجعي دلوقتي لرضوان واللي انا هقولك عليه هتنفذيه بالحرف الواحد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة