قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثامن

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثامن

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثامن

في إحدي المطارات وقفت عائشة مشتتة فاقدة لكل شيء، كانت تجاوره هو!
نعم هو الذي حطم كل جميل منذ قدومه وكأن اللعنة تمثلت فيه واقتحمت حياتها لتقلبها رأسًا على عقب.
وقف
بشموخه المعتاد رافعا رأسه لأعلى مرتديا حلته السوداء وواقفا بثبات وكأنه لم يفعل أي شيء.
كان يختلس النظر لها بين الحين والآخر ويراقب تعبيرات وجهها التي تتغير كل ثانية.

قطع صمتهم نبرته التي تحمل الكثير من التهكم: لسة قدامك عشر دقايق، تقدري تراجعي نفسك فيهم من تاني.
التفتت له ترمقه بحدة وهي تقول: قولتلك معرفش طريق الميموري، هو أنت إيه مبتفهمش.
اشتعلت عينيه وتطاير منها الشرر وهو ينظر لها، لعنت نفسها على ماتفوهت به ولكن قبل أي شيء وجدته يحتجزها بين يديه ويسحبها خلفه كالبهيمة خارجا من هذه الاستراحة.
أخذت تقول بعنف: سيب دراعي، ااااه
التفت لها وجأر بغضب: اخرسي.

قالت وهي تحاول ملاحقته في خطواته السريعة التي كادت أن تتسبب في سقوطها ألف مرة: طيب قولي بس رايحين فين.
قطع سيرهم أحد حراسه الذي هرول إليه بسرعة ووقف يحاول التقاط انفاسه: حامي باشا في عربيات برة قدام المطار مليانة رجالة و عمالين يضربوا نار على رجلتنا.
كور كفه بعنف وهو يقول بسخط ونبرة تملؤها الشر: عايزكوا تمسحوهم. فاهمني مش عايز منهم حد عايش، وابعت رسالة لرياض قوله هديتك وصلت وحامي اتعامل.

سمعا دوي الرصاصات في الخارج، معركة شرسة تدور بين رجال حامي والرجال الآخرون
تشنجت ملامحه فهو الآن محاصر إن كان بمفرده لخرج لهم الآن وقضي عليهم ولكنها معه.
هي التي من يوم أن قابلها وهو يري موته على أعتابها.
وجدها ترتعد بجانبه من ذلك الموقف الدامي فهتف بثبات: اسمعيني، احنا هنخرج دلوقتي من هنا لحد عربيتي مسمعش حسك.
قالت بصوت مرتفع: ايه مسمعش حسك دي! أنا اتكلم زي ماانا عايزة.

سأم من كل هذا فحملها على كتفه واستدار خارجا وسط صيحاتها ومشاهدة الجميع لهم.
بمجرد خروجه للطريق الرئيسي تعالت الرصاصات وأخذت تندفع نحوه وهو يتلاشها بمهارة. أنزلها سريعا وأدخلها سيارته ودلف إلى مقعده وأخرج سلاحه وأخذ يطلق الرصاصات عليهم بلا هوادة من نافذة سيارته
أخذت تصرخ: يالهووووي، همووت بطلوا ضرب نار.

بدأ في قيادة سيارته وأخذ يأكل الطريق مسرعا وهو يطلق النيران وهي تتابع صيحاتها بتوسل: هدي السرعة عندي فوبيا، عندي فوبيااااا. عاااا
صرخ فيها بعنف: بت انتي اكتمي خالص وانزلي تحت بدل ما رصاصة تيجي فيكي وأخلص منك.
انحنت لأسفل وهي تصرخ: اتصرف بقي اتصرف، مش عاملي فيها جيمس بوند.
وفجأة هدر بغضب بعد أن بدأ يفقد سيطرته على السيارة: ولاد ال، لعبوا في فرمال
العربية.

تابعت صيحاتها وهي تصرخ: ايه!، يالهووووي، مستقبلي ضاع خلاص، أحلامي اتسرقت.
حاول تمالك أعصابه حتى يستطيع تدارك الموقف الصعب وقال لها وهو يلقي الرصاصات في الخارج، اسمعيني اهدي خالص علشان أعرف أتصرف
صمتت بخوف وهي ترمق ما يفعله فرفع قدمه تدريجيا وببطيء من على دواسة الوقود فقلت سرعة السيارة ثم قام بإلغاء مثبت السرعة وقام بالضغط المتواصل على المكابح مرة تليها الآخري حتى تولد ضغط كافي أدي إلى وقوف السيارة.

تنهد براحة بعد أن توقفت السيارة وارتفعت هي وهي تصرخ بفرح: دي وقفت
قطع كلماتها سيارتهم المتوقفة في منتصف الطريق ومحاطة بعدد لابأس به من الجدران البشرية يحملون الأسلحة.
تمتمت بيأس: دول مش بشر دول تيران!
ضحك بسخرية: امال مفكرة هيبعتولنا مين يقتلنا!
نظرت له وهي تقول بخوف: هننزلهم؟!
ابتسم من زاوية فمه وهو يقول بمكر: ده أكيد أنا مستني المقابلة دي من زمان أووي...
وبعدين حامي لازم يتعامل!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة