قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل التاسع

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل التاسع

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل التاسع

لقد انتهى الأمر، ولم يعد هناك شيء يمكن فعله للنجاه من الهلاك، سرنا بمحض إرادتنا ياقلبي العزيز ووصلنا إلى شاطيء مظلم حذرتك من إكمال السير، ولكن ضربت بتحذيري عرض الحائط، وبسببك حان الوقت لنركب سفينة الهلاك، تلك السفينة التي يقودها صاحب القلب المظلم، أما صديقي في الحي فلنقرأ له الفاتحة.

في صباح يوم جديد وداخل إحدي المقاهي المطلة على النيل العريق جلس عمر في انتظار سالي بعد أن طلب مقابلتها، مضي القليل من الوقت حتى حضرت، كانت ملابسها لا تليق إلا بملهي ليلي جلست على المقعد المقابل ل عمر مبتسمة وهي تقول بإلتواء: وحشتني.
رفع حاجبه بإستنكار قائلا: وحشتك!، لا والله
ابتلعت ريقها في توتر قائلة: في ايه ياعمر؟!

داهمها بسؤاله: انتِ فين بقالك اربع ايام ياسالي واللي هو المفروض يعني عارفة ان اختي مش لاقيها، فبدل ما تقفي معايا ألاقيكي اختفيتي!
تصنعت الأسف قائلة: عمر سوري. أنا والله بابا طلب مني أفاتحك في موضوع المؤخر تاني وعلشان كده كنت محرجه أكلمك.
ضحك بسخرية قائلا: مؤخر!، أقولك مكنتش لاقي أختي تقوليلي مؤخر!
ثم احتدت ملامحه غاضبا وهو يقول: وايه اللبس اللي انتي لابساه ده.
نطقت بدهشة: ماله لبسي بقى؟!

أشار إلى ملابسها قائلا: ده لبس واحده رايحه كباريه ولا ينفع لأي مكان تاني غير كده.
تصنعت البكاء قائلة بتمثيل: كده ياعمر، بتقول عليا كده، أنا فعلا مش مصدقاك.
نطق بحده: سالي لآخر مره هسألك كنتي مختفيه فين بقالك اربع أيام ومتصعيش عليا علشان انتي عارفة اني لو بعدي حاجة بعديها بمزاجي.
قالت ببرود: ولو ماجاوبتش على السؤال هتعمل ايه؟!
سألها بملل بان في ملامحه: هتجاوبي ولا لا؟!
كان ردها قاطعا وهي تقول: لا.

هب واقفا ثم وضع النقود على الطاولة وبعد ذلك خلع خاتمه وألقاه لها على الطاولة قائلا: ابقي ادي الدبلة لبابي بقى وقوليله معلش مش هتعرف تطلع بمؤخر محترم تتعوض في العريس الجاي، وحاجتي اللي جبتهالك خليهالك ياسالي.
ثم تركها راحلا فهبت من مكانها تلحق به وهي تهتف بإسمه: عمر استني ياعمر هنتفاهم.

كان قد ركب سيارته وسار بعيدا فألقت حقيبتها بضجر وتمتمت بقلق: رضوان لو عرف ان الخطوبة اتفشكلت هيخرب بيتي، بس مش مهم انا كده كده في صف حامي العمري وده الأقوى.
في غرفة نيرة و عائشة جلست لينا في منتصف السرير مستيقظة حتى نطقت بملل: اصحوا بقى أنا زهقت، انتوا هتفصلوا نايمين لحد امتى.
قفزت على الأرضية قائلة بمرح: هخرج بره عند الأحصنة، لحد مايصحوا.

أخذت أحد المقاعد ووضعته أمام الباب حتى تقف عليه وتستطيع فتح الباب وبعد أن فتحته خرجت بمرح متجهة إلى بوابة المنزل لتفتحها، كان حامي في داخل المطبخ فخرج على صوت خطواتها فنطق عندما وجدها أمام الباب: رايحة فين؟!
التفتت لينا بخضة قائلة: خضتني حرام عليك
اقترب منها معيدا سؤاله بتحذير: رايحة فين؟!
ابتسمت بمرح قائلة: رايحة عند الأحصنة لحد مانيرو وعيوش يصحوا.

تنهد محاولا أن ينال بعض الهدوء وهو يقول بحزم: ادخلي جوه نامي ولا العبي. مينفعش نزول دلوقتي تحت.
تعلقت بيديه قائلة بمرح: خلاص هقعد معاك، يلا اعملي فطار زي ما عموري عملي قبل كده.
نطق بسخرية: عموري!، ادخلي صحيهم وقولي لنيرة يجهزوا نفسهم علشان هنروح القصر.
اندهشت قائلة بفرحة عارمة: انت عندك قصر جميل. نيرو حكتلي عنه بجد هتودينا هناك.

جلس على الأريكة ملتقطا كوب القهوة الساخنة وهو يقول: ادخلي صحيهم واعملي اللي قولتلك عليه ومترغيش علشان مصدع.
لاحقته جالسة بجواره قائلة بتودد: طيب آخر سؤال.
لم يجيبها فسألت هي مسرعة: انت هتتجوز عيوش.
نطق بسأم: بيقولوا.
طيب ماتتجوزني أنا.
علت الدهشة ملامحه من طلبها ونطق بضجر وهو يربط على كتفها: قومي ياماما صحيهم وخليهم يسقوكي اللبن ويغسلولك سنانك.
نهضت من جانبه ذاهبة إلى الغرفة وهي تقول بغضب: أنت وحش.

ثم فتحت باب الغرفة بواسطة المقعد ودخلت إليها وقبل أن تغلق الباب قالت بفرح: بس مش مهم أنا بحبك.
خرجت ضحكته قائلا: تلات مصايب وقعوا عليا مره واحده.
وقفت نيرة في الغرفة وهي تهتف بضجر: يابنتي البسي بقي ربنا يهديكي
نطقت عائشة بعناد وهي مازالت جالسة على سريرها: مش هلبس ومش هروح في أي مكان، مش هيبقي الجواز بالغصب والمشي كمان بالغصب.
هبت من مكانها ملتقطة حجابها وهي تقول: أنا هخرج أقوله في وشه.

اندفعت نيرة خلفها تلاحقها وهي تقول: عائشة اهدي مش عايزين مشاكل دلوقتي.
لم تلحقها فقد جاوزتها للخارج واندفعت نحوه فقد كان جالسا على الأريكة يشاهد التلفاز. لم يبالي لظهورهم حتى نطقت عائشة بضجر: انت يا شخص انت.
لم يجيبها فنطقت بتشنج وغضب: أنا مش هروح في أي مكان علشان تكون عارف بس.
قام من مكانه بسأم ووقف أمامها قائلا: أنتِ عايزة ايه؟!
قالت بغل بين: اللي سمعته.

ضغط على قبضته بعنف قائلا محاولا تصنع البرود: وماله خليكي هنا.
ثم جذبها من يدها ساحبا إياها خلفه وهو يقول: بس بالليل بقى يابرنسيس هنروح القصر وكلامي أنا اللي هيمشي، ثم ألقاها بعنف على نيرة قائلا بتحذير: ولمي الدور علشان اللي بتعمليه ده مش في صالحك.

ثم استدار عندما سمع دقات على الباب ففتحه ووجد امرأة يبدو على وجهها الصرامة يبدو من ملامحها انها في الأربعين من عمرها تنطق بجدية: أنا جيت يافندم ومعايا فستان جديد زي ما طلبت
أدخلها قائلا: البنات في الأوضة دي ثم أشار على الغرفة متابعا: لو العروسة مرضيتش تقيس الفستان علشان تشوفيه. اتعاملي معاها.
أومأت برأسها قائلة: أوامرك.
في نفس التوقيت دقت المرأة باب الغرفة فهمست نيرة: مين بيخبط.

جاورتها عائشة قائلة: أكيد مش أخوكي. ده اخر صلته بالإحترام انه سايبنا ناكل وننام.
دلفت المرأة على حين غرة قائلة بحدة: مابتردوش ليه لما انتو جوا، مين فيكوا العروسة؟!
ابتلعت عائشة ريقها بخوف هامسة لنيرة: ايه الست دي؟! أنا خايفة منها.
نطقت لينا بخوف: يامامي هي دي أمنا الغولة، أنا راحة لحامي هقعد معاه.
ثم هرولت تجاه الباب فصرخت بها السيدة: بنت اقعدي مكانك.

همست عائشة و نيرة في وقت واحد: انا كمان عايزة اروح لحامي.
صرخت السيدة بهم: بقول العروسة فيكوا تقوملي.
قامت عائشة على مضض متجهة إليها ثم على حين غرة فتحت الباب وخرجت سريعا إلى غرفة حامي صارخة به: قوم مشي الست دي.
نطق بملل غير مباليا بها: سيبي مدام روز تشوف شغلها.
نطقت بيأس: طيب قولها تتعامل بالراحة، دي هتاكلنا، قام من مكانه جاذبا إياها خلفه فنطقت بغضب: وسع ايدك دي.

وصل بها إلى الغرفة وألقاها فتلقتها السيدة فغمز لها قائلا: مدام روز اتعاملي وأنا هقفلك الباب من برة بالمفتاح.
صرخت عائشة بغيظ: وقح.
أوقفتها السيدة بغضب: بنت!، اقفي عدل خلينا نشوف الفستان.
تبادلت النظرات مع نيرة قائلة بيأس: حسبي الله ونعم الوكيل.
كان رضوان منتظرا حامي و رياض في مكتبه دلف رياض أولا جالسا على المقعد المقابل لرضوان فبادر رضوان الحديث قائلا: عملت اللي قولتلك عليه.

قال رياض بضجر: أخته مبتفتحش أي حسابات ليها لا فيسبوك ولا انستا ولا أي حاجة، بس أنا عايز أعرف انت مقلق من حامي ليه
نطق رضوان بحزم: أنا مش مقلق منه أنا بس عايز أضمن انه يفضل تحت سيطرتي علطول، حامي لو عرف اللي فيها هيتجبر ويهد المعبد على اللي بانيه.
وأديك شايف اهو في ظرف سنة واحدة عمل الإمبراطورية دي كلها، وأصعب مهمة ميقدرش عليها حد إلا هو، حامي شخص زكي جدا علشان كده لازم نقطة ضعفه تبقى في ايدي.

قطع حديثهم دلوف حامي بهيبته الطاغية فقال بثبات: خير يا رضوان جايبني ليه.
ثم جلس على الأريكة متابعا ببرود: صحيح كتب كتابي النهارده وانتوا معزومين.
نطق رضوان بحماس: ألف مبروك متعرفش فرحتي ازاي ان ابني هيتجوز.
قطع حديثهم دلوف أحد العمال فجأة وهو يصرخ بقهر: حرام عليك يا رضوان باشا اللي بتعمله فينا ده مش عدل، انت مخلينا شغالين في مصانع الغزل ليل نهار وفي الآخر اللي بيحصله حاجة مننا عياله بيتشردو.

وقف رضوان قائلا: وأنا مايرضنيش علشان كده هشردلك عيالك، ثم سرعان ما أخرج سلاحه من درج مكتبه وقبل أن يصوبه على الرجل كان حامي ممسكا بالسلاح قائلا: عيب، عيب ياباشا ترفع السلاح على واحد من رجالتك.
نظر له رضوان بغضب ثم أنزل سلاحه قائلا: وانت شايف ايه؟!
سأل حامي الرجل: انت بتقبض كام؟!
قال الرجل بحزن: ألف ونص ياباشا مبيكفوش حتى المواصلات.

نظر حامي ل رضوان قائلا: كلف وقبضهم كويس علشان تاخد منهم شغل كويس، 7 آلاف جنيه كويس لكل عامل.
نطق رياض متدخلا بمعارضة: نعم ياحامي ده خراب بيوت.
نظر حامي لكلاهما قائلا بمكر: واللي بيطلع من ورا الرجالة دول مش شوية برضوا، ولا ايه يا رضوان باشا.
نظر له رضوان قائلا بغل دفين: وهو انت بتقول حاجة غلط ياابن العمري.
صرف حامي العامل الذي دعا له قائلا: ربما يبعدك عن ولاد الحرام يابني.

ضحك بسخرية ثم تبع الرجل راحلا وهو يقول: لازم امشي ورايا حجات كتير لسة، أشوفكم بالليل.
جلست عائشة على الأريكة تبكي بصمت بعد أن تبقي دقائق قليلة على قدوم المأذون قالت لها نيرة بتودد: عيوش خلاص بقى، وبعدين متقلقيش ده جواز على الورق بس يعني اول ما يخلص كتب الكتاب هتيجي معانا ونعمل سهرة أنا وانتي والبت لينا للصبح.
ابتسمت عائشة بحماس ثم قالت: طيب يلا اطلعي انتي ولينا وأنا جاية وراكي.

أوما نيرة ثم ذهبت إلى الصغيرة التي تبدو كالأميرات بثوبها الأبيض وذلك التاج الصغير، و نيرة في ثوبها الأزرق الذي اختاره أخوها لها
قالت نيرة بإنبهار: ايه القمر اللي انا فيه ده الفستان هياكل مني حته.
أسرعت لينا تقول: وأنا كمان يانيرو، بس عيوش أحلى واحدة فستانها حلو اووي عامل زي فستان سندريلا.
قالت عائشة بضجر: انت مش، عايزاه يطلع كده بعد اللي أمنا الغوله دي عملته فيا.

قالت نيرة قبل أن تخرج من الغرفة: ده كان فاضلها فولت وتولع فينا، يلا ياعيوش احنا هنخرج شوية وحصلينا.
خرجا الاثنتان وبقت عائشة بمفردها في الغرفة أكثر من نصف ساعة حتى سمعت صوت قدوم الشيخ
في نفس التوقيت في الخارج هبت نيرة من مقعدها قائلة: أنا هدخل أجيب عائشة.
أوقفها حامي قائلا بحزم: أنا هجيبها.

سار حامي ناحية الغرفة ودلف للداخل فوجدها مازالت جالسة على الأريكة تأمل ثوبها الذي لاق بها كثيرا وملامحها الهادئة والتي تصبح نارية عند عراكهم فنطق بإعجاب: لا مدام روز عملت شغل برضو.
لم تجيبه فقال بملل: هي الأميرة مش هتحن علينا وتخرج ولا هنقعد هنا للصبح!
نطقت أخيرا قائلة: سيبني لو سمحت نص ساعة وهخرج.
ذهب ناحيتها ساحبا إياها من يدها إلى الخارج فنطقت بضجر: أنا مش حيوان علشان تفضل ساحبني كده.

لم يجيبها وصلا إلى مكان التجمع في تلك الردهة الكبيرة المجهزة لعقد قرانهما، وجدت أخيها عمر فااحتضنته بشده فهمس لها بحب: كنت أتمنالك أحلى جوازة في الدنيا، بس عايزك تعرفي أنا في ضهرك مهما حصل، بس قوليلي ايه القمر ده.
كركرت على كلمته قائلة: لا ده انت اللي واكلها النهاردة بدلة وببيون مكلف الصراحة.
نطق بغيظ: مكلف يابيئة.

حثتها نيرة على الجلوس فجلست هي و حامي ويتوسطهم الشيخ الذي بدأ في قول خطبته ثم بدأ في إتمام مراسم عقد القران وعلى حين غرة دلف رياض إلى القاعة يتبعه رضوان
الذي احتدت ملامح عمر عند رؤيته.
فألقي رضوان قنبلته قائلا: ايه يا عروسة مش هتخلي عمك يشهد على جوازك ولا ايه.

أصبحت ملامحها تحاكي الموتي ونظرات الكره والغل في عينها وفجأة خارت قواها لتسقط فاقدة للوعي بعد ظهور ذلك الذي ظنت انه ابتعد عن حياتهم إلى الأبد...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة