قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السادس والعشرون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السادس والعشرون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السادس والعشرون

ماذا إن انهارت جميع حصونك، وبين ليله وضحاها وجدت نفسك صريعا لدى من أسرتها بين حصونك، عقلها يحتم عليها الهرب فلقد انحل الأسر، وقلبها يدفعها نحوك حتى تسرع في إنقاذك لأنه مهما وصل حجم خطاياك تبقى روحا يجب مساعدتها في النجاه.
هرولت بعيدا نحو النجاه وفي آخر طريقي وجدت ذاتي تهرول نحوك.
ماذا فعلت حتى تنال كل هذا، كيف تستطيع أسر جميع من حولك سواء بالإجبار أو بغيره.

اليوم ظننت ان حصونك انت من تنهار ولكن الحق هو
أن حصوني أنا من بدأت في الانهيار.
صدعت كلمات هذه الأغنية التي لطالما تعلقت بذهنها
لا تعلم ماحدث ولا كيف حدث
كل ماتدركه تمام الإدراك أنها الآن تتراقص معه على أنغام هذه الأغنيه، في وسط الحديقه المعتمه التي لا يضيئها سوى تلك النجوم التي تزين الصفحه الزرقاء
كان يقبض على كفها بإحكام كصغير يهاب فقدان أمه...

كان بارعا فيما يفعله مثلما كان بارعا في كل شيء، أدارها، ليدور معها ردئها اللامع كلمعان النجوم، جذبها مرة ثانيه ليصبح وجهها مقابل لوجهه، قبض على خصرها بإحكام وهما يسيران معا على الأنغام.
تلاقت عيناه بعينها فتمعن النظر فيها، وأبحرت هي الآخرى بزيتونيتيه وقد صدعت كلمات الأغنية الشهيره
في شيء جميل ووديع كمان بس ده كان قاسي وكان متوحش مش انسان
دلوقتي رقيق قربوا يا طيور معرفش انا كنت بخاف ازاي منه واطير.

قطع حامي السنيمترات القليله الفاصلة بينهما هامسا وعيناه لا تفارق خاصتها: متمشيش.
اشتدت قبضته على كفها مردفا بصدق بين: اوعي تسيبي ايدي.
عائشة، عائشة
صوت قطع ذلك الحلم الذي غاصت به أو ربما الكابوس، فهبت منتفضه من مكانها على الأريكة، نظرت حولها بأعين تكاد تكون مغلقه لترى أنها نائمه على الأريكة، دارت بعيناها حتى وجدته واقفا أمامها
وضعت يدها على وجهها متنهده بتعب وهي تردف: انت.

أعطاها حامي الهاتف قائلا: نيره عايزاكي.
التقطت الهاتف منه وهي تتابع بخفيه عيناه لتتذكر مارأته منذ قليل فنطقت بغيظ: لا كده كتير
ايه!
فتحت الهاتف لتجيب وقالت بتصنع المبالاه: ولا حاجه.
تركها وخرج متجها إلى غرفته الرياضيه بينما حادثت هي نيره التي بمجرد ان بدأ الاتصال سمعت شهقاتها العاليه وقولها من وسط نحيبها: عائشة انا تعبانه اووي.

وقف حامي في تلك الغرفة البارده عاري الصدر يتصبب عرقا إثر هذا التمرين العنيف، التقط المنشفه ليزيل قطرات العرق وقد قطع خلوته دلوف يحيي
بمجرد أن رآه نطق بصدمه: ايه يا حامي ده انت اتجننت، احنا الفجر والجو بيشتي وانت قالع هدومك وكمان في أكتر أوضه برد!
التقط حامي زجاجة المياه الخاصه به ليرتشف منها الكثير وينطق غير مباليا بما هتف به يحيي: قولت انك عايزني؟!

أعطاه يحيي قميصه القطني الملقى على الأرض قائلا: طيب البس، وكفايه تمرين علشان تعرف تسمعني.
تركه حامي يتحدث وسار نحو قفازاته، التقطهم ليرتدي إياهم ببرود وبدأ في إلقاء اللكمات إلى الكيس القابع أمامه.
أغمض يحيي عينيه وحرك رأسه بمعنى لافائده ثم وقف خلف حامي ناطقا بإرتباك: أمير.
استدار له حامي فجأة وقد ابتعد عن كيس الملاكمة وبدأت قطرات العرق تتجمع على جبينه من جديد، توحشت نظراته وهو يردف: ماله؟!

جلس يحيي محاولا استجماع كل أفكاره ليبدأ في السرد بتوتر جم: لما كنا في تركيا قبل ما ننزل مصر خالص اتعرفت على بنت اسمها هوليا. وفي ليله كنت شارب وروحت معاها الفندق معرفش ايه اللي حصل بالظبط كل اللي فاكره اني لقيتها الصبح عارفه ان اسمي الحقيقي يحيي مش عثمان.

احتدت نظرات حامي المشتعلة رامقا إياه بسهام غضبه الحارقه، بينما حاول يحيي المتابعه أمام هذه النظرات الحارقه ليردف: كان لازم اتصرف فااختفيت حوالي أسبوع ومردتش على أي تليفونات منها، كنت قافل كل أرقامي والحسابات بتاعتي كمان، بس سيبت حسابي في الفندق زي ماهو علشان ماتفتكرش اني خلعت، بعد ما الأسبوع خلص خليت واحد صاحبي يرد عليها من رقمي ويقولها اني عملت حادثه واتوفيت، وانهم لسه فاتحين تليفوني دلوقتي، ومن ساعتها وانا معرفش عنها أي حاجه سواء صدقت ولا لأ، كل اللي حصل ساعتها اني عرفت انها حصلها صدمه شويه وبعدين رجعت لطبيعتها عادي.

اقترب حامي بخطوات غاضبه منه ليردف بحده: والمفروض انا اعمل ايه بقى؟!، اروح اقولها ممكن تقوليلنا الباشا وهو سكران قال ايه تاني؟!، وايه علاقة ده كله أصلا بزفت أمير.
تنهد يحيي بتعب فهو مدرك حقا حجم الكارثة ولكنه متيقن من أنه لم يفصح لها سوى عن اسمه فقط، رفع نظراته ل حامي واردف بضيق جلي: المشكله الأكبر إن هوليا دي عرفت بعد كده انها شغاله عند أمير سكرتيره.

ضرب حامي بقبضته على الحائط وجأر بغضب ساخر: الله، يعني ممكن يكون الباشا كان زققها عليك بما إنك شغال معايا.
حرك يحيي رأسه بمعنى لا نافيا لكل شكوك حامي ليتابع بقلق: أنا اللي روحت اتعرفت عليها اصلا، كنت بتغدى و شوفتها فعزمتها وبعدين اتصاحبنا، أمير فعلا زاققها بس مش عليا انا.
انكمشت ملامح حامي بإستغراب وقطب حاجبيه مردفا بحيره: يعني ايه؟!

ألقى يحيي قنبلته الأخيره والتي أشعلت كل ما حولها و: البنت دي بقالها دلوقتي بالظبط تلات سنين في مصر، ومصاحبه عائشة مراتك بس مش بهويتها الحقيقية، مفهمه عائشة انها اسمها مي، وغيرت شكلها 180 درجه لدرجة اني معرفتهاش، تحسها اتحولت من ريكلام لدكتوره في جامعه.
تسارعت أنفاس حامي فتوجه نحو النافذة ليقف أمامها شاردا في أثر النجوم اللامعه بعمق ليستعيد بعضا مما عاشه.

Flash back
وقفا الاثنان أمام بعضهما، كل منهما قد نشط دفاعاته عله يحوذ على فرصه يستطيع بها القضاء على الآخر، النظرات المتوحشة هي المسيطرة بينهما، وقلوب المتابعين للمباراة ساد بها الإرتجاف.

كانت حلبة المصارعه ترتج من قوة الاثنين، لم تكن شراستهم نابعه فقط بسبب المنافسه، ولكن كل منهما عدو لدود للآخر، سدد حامي لكمه محسوبه جيدا لمنافسه لتصيبه إصابه ليست بالهينه في وجهه على إثرها نطق أمير بشراسة: هتخسر ياحامي صدقني.
ابتسم حامي من زواية فمه وهو يتفادى لكمة أمير له مردفا بثقه: حامي العمري مبيخسرش.

حاول أمير استفزازه حتى يستطيع التقليل من حماسته و دفاعاته النشطه ليردف بسخريه وهو يسعى لتفادي اللكمه المصوبه له: أكيد لما امك ولا ابوك سموك حامي كانوا مفكرينك هتبقى حامي بجد وتحمي اللي حواليك، بس ميعرفوش انك هتموت النهارده.
كانت لكمه فاضيه أطاحت بأمير أرضا ليخر صريعا بعدما أطاحته اللكمه إلى اخر الحلبه.

ارتفع صوت التشجيع هاتفا بإسم حامي بينما بدأ ذلك الرجل في الإحصاء ل أمير حتى وصل إلى الرقم 7، حينها سعى أمير جاهدا وقام من جديد، اشتعلت المباراه حينئذٍ، بينما اقترب حامي من أمير الشبه فاقد لقوته ليحاول كل منهما تفادي اللكمات العدائيه للآخر بينما نطق حامي بعنف وقد التمعت عيناه بشراسة: حامي اسم من أسماء الأسد، اسمي كده علشان اتعلم ازاي اهجم على فريستي كويس ومسبهاش غير وهي فاقده أي فرصه للحياه.

همس أمير بغل: مشكلتك انك مش عارف قدرات اللي قدامك كويس.

لكمه آخرى أطاحت بأمير ولكنه هذه المره فقد حتى القدره على مجرد رفع جسده فهوى على الأرضية البارده التي امتزجت ببرودة خسارته، انتهي الإحصاء ليتم الإعلان عن انتهاء المباراه، وبعد عدة دقائق، وقف المدرب يلتقط كف كل منهما في وسط حماس الجماهير المشجعه، ليرفع يد حامي معلنا فوزه، ارتج المكان بإسمه، وهتف الجميع له، لطالما عشق تركيا فا الجميع هنا يسانده منذ أن وطأت قدمه هنا.

التفت ل أمير المشتعل اشتعال السعير ليردف بثقه: حامي العمري عارف قدرات نفسه كويس اوي علشان كده مايهمهوش يعرف قدرات أي حد تاني ياوحش.
ثم تركه في دوامة غليله ليبدأ في مراسم الاحتفال بفوزه على غريمه في هذه المباراه الساخنة.
Back.

نطق يحيي للمره الألف: حامي، روحت فين!
لم يستدير له حامي فقط فاق من شروده وقد أظلمت نظراته وهو يقول: امشي انت دلوقتي وانا هتعامل.
حرك يحيي رأسه بمعنى لا فائده فهو مدرك تمام الإدراك أنه لن يستطيع جعله يفصح عما يدور بعقله، ولكنه سأله مستفسرا: مش شايف ان ريسك كبير اوي انك تخلي رضوان ورياض مع بعض، حتى لو ميقدروش على حاجه دلوقتي بس سمهم هيفضل محاوطهم.

أغمض حامي عينيه بتعب من هذا اليوم. اقترب من الطاوله ليتقط تلك العبوه الحاويه لسجائره، انتشل واحده ووضع اياها في فمه وهو يقول: رضوان لسه وراه كتير معرفتهوش ولازم اعرفه، رضوان لسه عنده كتير يعني مبقاش كارت محروق بالنسبالي، وبالرغم من كل اللي عملته فيه ده يتمنى بس اني ارجع ابقى في ضهره تاني.

نفث دخان سيجارته ليتابع أثره الضبابي في الهواء وهو يتمم بمكر: رضوان حساباته اللي بره مصر لسه فيها فلوس، ده غير الحسابات الوهميه اللي بأسماء ناس تانيين بس كل الفلوس اللي فيها بتاعته، علشان تلعب لازم تلعب صح، وانا بقى اللعب ده مكيفني اووي.
طب ورياض؟!

ضحك حامي عاليا بسخريه وهو يكمل باقي ما عنده: رياض ده اللعبه اللي هعرف بيها رضوان بيخطط لإيه وازاي، رياض مع أقل خطر بيتعرضله بيتوتر وبيبان عليه وأنا بلعب على الحته دي كويس اووي، ده غير ان نقطة ضعفه الستات وده بقى أسوء عيب ممكن يبقى في راجل بس بالنسبالي ميزه في رياض لأني عن طريق النقطه دي هعرف اشتغل عليه.

اقترب من يحيي وربت على كتفه ليقول بملامح قلقه وخوف حقيقي: حامي أنا خايف عليك، رضوان أكيد بيجهزلك ضربه علشان ترجعله تاني، ده غير نادر. وأمير كمان اللي ظهر فجأه ده ومنعرفش وراه ايه.
ابتسم حامي وهو يسمع كلمات يحيي مهما فعل فهو يكن له حب لم يعطه لأحد، فيحيي يخاف عليه ويدفع روحه فدءا له.
استدار له حامي قائلا: متخافش، أنا عارف ان رضوان بيجهز لحاجه وأنا هتعامل متقلقش.

ثم أزاحه للخارج متصنعا الضيق: ويلا روح بقى أنا عايز ارتاح شويه قبل السفر.
رمقه يحيي بغيظ وهو يخرج متجها إلى البوابه: بقى دى أخرتها، اطرد كده وش.
أغلق حامي البوابه الكترونيا بواسطة الجهاز الذي يحمله بيده قاطعا حديثه ليردف بتصنع الإنزعاج: بالسلامه يابابا.

استدار ليتوجه إلى جناحه عله ينال قسط من الراحه يستطيع به مواجهة الغد ولكنه وجد عائشه تهبط الدرج بحرص لتتأكد من عدم وجود أحد ولكنها صدمت برؤيته واقفا عند البوابه، تأففت بإنزعاج هامسه: ده لو بيقرأ الأفكار حتى مش هيعرف كل حاجه في وقتها كده.

وصلت إلى آخر الدرج، قامت بإحكام ذلك الوشاح الواسع وفردته على نصفها العلوي لتلتف به فوق ملابسها، ليساعدها في التدفئة , وحسابها الذي وضعته بإهمال لأنها متيقنه من عدم وجود أحد في الحديقه وأن الحراس يقفون عند بوابة القصر من الخارج ولكن للاحتياط، سارت بهدوء نحو البوابه الداخليه لينطق الواقف بجانبها والتي تصنعت تجاهله: على فين؟!

كانت تحاول جاهده فتح البوابه التي تعلم أنه لن يبادر بفتحها فنطقت من وسط انشغالها: هخرج اقعد في الجنينه شويه، في مانع؟!
تأففت بضجر بين من تلك البوابه التي فشلت كل محاولاتها لفتحها لتنطق بإنزعاج: مبيفتحش ليه ده.

لاحظت اقتراب حامي منها بخطوات وئيده، فظنت أنه سيساعدها على فتحها، ولكن نظراته التي التمعت بالمكر لم تطمئنها وخاصة أنا هنا وحدها لاتوجد نيره ولا حتى تلك الصغيره التي لطالما أنقذتها من مواقف عديده.
استندت على البوابه بظهرها تلقائيا بينما أحاط هو بها ساندا يديه على البوابه من فوقها، توترت كثيرا أمام ولكنها استجمعت شجاعتها لتردف بحده: في حاجه!

لاحظت اقتراب وجهه منها فأدارت وجهها تلقائيا للجهه المخالفه، في لحظه واحده ابتعد عنها وقد انتشلت يده رابطة شعرها بمهاره، لتنساب خصلاتها التي عقصتها منذ قليل على ظهرها، أدركت للتو أن حجابها قد وقع منها وهي تحاول فتح البوابه، بينما اقترب هو ثانيا وأزاح بيده خصله شارده على جبينها إلى الخلف ليقول بعبث غامزا لها: كده أحلى متربطيهوش تاني.

التقط الجهاز من على الطاوله ليقوم بالضغط على الزر فتنفتح البوابه تلقائيا ليردف بإبتسامه واثقه: بتتفتح كده.
التقطت حجابها ووضعته ثانيا وهرولت للخارج كمن وجد طوقا للنجاه من خطر كاد يفتك به، استدارت مره آخرى لتقول بغيظ حقيقي: على فكره انت وقح.

ثم استدارت متوجهه نحو الحديقه، بينما علت ضحكاته على توترها وحمرة وجنتها، نظر لرابطة الشعر خاصتها التي بقت بيده ثم وضعها في جيبه متمتما: لما نشوف آخرتها معاكي ايه يابنت الزيني.
انتهت إيلي من تحضير حقيبتها، لتتمم على كل شيء، فهي ستلاحقهما، لن تترك الفرصه لغريمتها أن تأخذ ماسعت جاهده لتكسب قلبه.

وقفت أمام المرآه تنظر لنفسها بغرور، وهي تستعرض تفاصيلها الجذابه، التقطت أحد العدسات اللاصقة بلون يماثل عين عائشة لتضعها وتنظر لنفسها من جديد برضا وهي تتمتم بفخر: أنا الأجمل دائما، حتى لون عيناها يليق بي أكثر.
تمددت على فراشها براحه وهي تستعد جديا لحرب شرسه ستخوضها مع منافستها التي تراها ليست سهله بالمره، تمتمت بثقه: سنرى من تحمل اسمه للنهايه.

صوت الطيور من حولك، امتزاج زرقة السماء بالبحر وبخضرة الطبيعه من حولها، نسمات الهواء البارده التي تتخبط بك، كانت الأجواء بالنسبه لهذه الطفله الصغيره لينا خياليه، بينما بالنسبه ل نيره لم تكن تهتم بها بل كانت شارده فيما حدث، قطع شرودها صوت لينا الملح: نيرو أنا عايزه آيس كريم.
ابتسمت لها بحنان ومسحت دمعه فرت هاربه وهي تقول: يلا ياست ليو نجيب أيس كريم.

اتجها إلى ذلك البائع الذي يقف على عربته لصنع المثلجات، طلبت منه نيره اثنين ولكن باللغه الأجنبية لعدم اتقانها للتركيه، وحمدت الله أنه قد فهمها، آتى الرجل ليقدم الخاص ب لينا وما كادت أن تلتقطه منه نيره حتى انتشله مره آخرى بمهاره ليفعل حركات وصفتها نيره بالسحريه.

وقفا على هذه الحاله فتره ليست بالقليله حتى صرخت نيره بضجر: ياعم هات بقى، استغفر الله العظيم يارب، لازم توريني يعني روح الساحر اللي جواك وعمال تاخد البتاعه وتروحلي بيها يمين أجيلك يمين تروح شمال.
كركرت لينا على طريقتها المتذمره بينما وكزتها نيره بغيظ قائله: مش عايزه يااختي تاكلي آيس كريم، ابقي قابليني بقى لو عرفنا ناخدهم من ايد عمو الساحر ده.
نيره الحقي.

استدارت نيره سريعا بعدما نبهتها لينا لتجد عمر يبحر في تلك البحيره التي كانت تجلس أمامها منذ قليل، معتليا أحد القوارب، كان يمسك بأحد مكبرات الصوت الكبيره ليصرخ به: يا نيره يابنت محمد صادق بحبك.
شهقت عاليا بصدمه واضعه يدها على فمها، حركت رأسها غير مصدقه وسرعان ما تحولت دموعها إلى كركره عاليه وهي تنطق: ماسك ميكروفون زي بتاع بياعين الخضار.

أشار لها ليعيد الكره ثانيا وقد تجمع الجميع من حولهم وارتفعت الهواتف للإلتقاط مايحدث، صرخ مره ثانيه: شايفه الناس فضحتينا وسط الأتراك، علشان نتلم بقى.
استدارت حولها لترى تجمع الناس حولهم وصاحب المثلجات الذي آتى إليهم به وعلى وجهه ابتسامه واسعه مما يحدث
نطق أخيرا بإبتسامه واسعه: Seni seviyorum يانيرو.

حينها تعالت الصيحات من خلفهم ليصفق الجميع بحب وانبهار بينما نطق هو: قولتهالك بالتركي والمصري اهو، لو اعترضتي تاني بقى والله ارميلك نفسي من هنا.
ضحكت نيره عاليا وقفزت لينا بمرح لتصرخ بسعاده: واو يانيرو، انا عايزه كده انا كمان.
نزل من القارب عندما وصل إلى الشاطيء وهرول ناحيتها، آتى ليحتضنها فأوقفته رافعه يدها لتقول بتحذير: عندك يابابا، بدل ما اديك قلم اخلي منظرك وحش قدام الناس دي كلها دلوقتي.

خلاص يلا نتجوز دلوقتي.
التقطت كف لينا لتردف بإبتسامه ماكره: حامي هيوصل النهارده، ابقى كلمه في الموضوع ده وانا من ناحيتي هفكر بس مااوعدكش.
رفع حاجبه قائلا بإستنكار: نعم يااختي!
كركرت عاليا وهي تقول بلامبالاه ونبره أثارت غيظه: يلا ياليو على بيتنا.
نطق متمثلا التوعد وهو يرمق آثرها: ماشي يا نيره ليكي يوم.

في طريقهم لمطار القاهره وقفت عائشة مشتتة فاقدة لكل شيء، كانت تجاوره هو الذي كان ينتظر أحد رجاله، فنزل من السيارة، وقرر أن يبقا في إحدى الاستراحات، ثم يكملا طريقهما إلى المطار بعد أن يحصل على ما يريد.
تتأمله هي بعينين ثاقبتين هذا الذي حطم كل القيود منذ قدومه وكأن اللعنة تمثلت فيه واقتحم حياتها ليقلبها رأسًا على عقب...

وقف بشموخه المعتاد رافعا رأسه لأعلى مرتديا حلته السوداء وواقفا بثبات، يختلس النظر لها بين الحين والآخر ويراقب تعبيرات وجهها التي تتغير كل ثانية.
قطع صمتهم نبرته التي تحمل الكثير من التهكم ليشعل استفزازها بدلا من هذا الصمت: قوليلي بقى حاطه الميموري في أني شنطه من شنطك الكتير دول؟!
التفتت له ترمقه بحدة وهي تقول: قولتلك معرفش طريق الميموري، هو أنت إيه مبتفهمش.

اشتعلت عينيه وتطاير منها الشرر وهو ينظر لها، لعنت نفسها على ماتفوهت به ولكن قبل أي شيء وجدته يحتجزها بين يديه ويسحبها خلفه كالبهيمة خارجا من هذه الاستراحة.
أخذت تقول بعنف: سيب دراعي، ااااه
التفت لها وجأر بغضب: اخرسي
قالت وهي تحاول ملاحقته في خطواته السريعة التي كادت أن تتسبب في سقوطها ألف مرة: طيب قولي بس رايحين فين.

قطع سيرهم أحد حراسه الذي هرول إليه بسرعة ووقف يحاول التقاط انفاسه: حامي باشا في عربيات برة قدام المكان مليانة رجالة و عمالين يضربوا نار على رجالتنا.
كور كفه بعنف وهو يقول بسخط ونبرة تملؤها الشر: عايزكوا تمسحوهم. فاهمني مش عايز منهم حد عايش، وابعت رسالة لرضوان قوله هديتك وصلت وحامي اتعامل.
سمعا دوي الرصاصات في الخارج، معركة شرسة تدور بين رجال حامي والرجال الآخرون.

تشنجت ملامحه فهو الآن محاصر والأدهى أنها معه.
هي التي من يوم أن قابلها وهو يري موته على أعتابها.
وجدها ترتعد بجانبه من ذلك الموقف الدامي فهتف بثبات وهو يحاوطها بيده ليحميها مما يدور في الخارج: اسمعيني، احنا هنخرج دلوقتي من هنا لحد عربيتي مسمعش حسك.
قالت بصوت مرتفع: ايه مسمعش حسك دي! أنا اتكلم زي ماانا عايزة.
سأم من كل هذا فحملها على كتفه واستدار خارجا وسط صيحاتها ومشاهدة الجميع لهم.

بمجرد خروجه للطريق الرئيسي تعالت الرصاصات وأخذت تندفع نحوه وهو يتلاشها بمهارة. أنزلها سريعا وأدخلها سيارته ودلف إلى مقعده وأخرج سلاحه وأخذ يطلق الرصاصات عليهم بلا هوادة من نافذة سيارته
أخذت تصرخ بذعر حقيقي: يالهووووي، هموت بطلوا ضرب نار
بدأ في قيادة سيارته وأخذ يأكل الطريق مسرعا وهو يطلق النيران وهي تتابع صيحاتها بتوسل: هدي السرعة عندي فوبيا، عندي فوبيااااا.

احتضنها لينزل بها لأسفل بعيدا عن تلك الرصاصات المتواليه
صرخ فيها بعنف: بت انتي اكتمي خالص وانزلي تحت بدل ما رصاصة تيجي فيكي وأخلص منك.
اخذت تصرخ فيه بعنف: اتصرف بقي اتصرف، مش عاملي فيها جيمس بوند.
وفجأة هدر بغضب بعد أن بدأ يفقد سيطرته على السيارة: ولاد ال، لعبوا في فرمال العربية.
تابعت صيحاتها وهي تقول بنبرة باكية: ايه!، يالهوي، مستقبلي ضاع خلاص، يعني يارب هموت معاه، هو دنيا وآخره.

حاول تمالك أعصابه حتى يستطيع تدارك الموقف الصعب وقال لها وهو يلقي الرصاصات في الخارج، اسمعيني اهدي خالص علشان أعرف أتصرف
صمتت بخوف وهي ترمق ما يفعله فرفع قدمه تدريجيا وببطيء من على دواسة الوقود فقلت سرعة السيارة ثم قام بإلغاء مثبت السرعة وقام بالضغط المتواصل على المكابح مرة تليها الآخري حتى تولد ضغط كافي أدي إلى وقوف السيارة.
تنهد براحة بعد أن توقفت السيارة وارتفعت هي وهي تصرخ بفرح: دي وقفت.

قطع كلماتها سيارتهم المتوقفة في منتصف الطريق ومحاطة بعدد لابأس به من الجدران البشرية يحملون الأسلحة.
تمتمت بيأس: دول مش بشر دول تيران!
ضحك بسخرية: امال مفكرة هيبعتولي مين يقتلني!
نظرت له وهي تقول بخوف: هننزلهم؟!
ابتسم من زاوية فمه وهو يقول بمكر: ده أكيد أنا مستني المقابلة دي من زمان أووي...
وبعدين حامي لازم يتعامل!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة