قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السابع والعشرون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السابع والعشرون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السابع والعشرون

أنا عارفه اني اتأخرت والله بس امبارح فعلا جاهدت علشان اقدر اكتب، لأن الكتابه دي والله عايزه وقت كتير جدا فاآسفه لو التأخير زعلكم مني.

بالنسبة لعلاقة عائشة وحامي. أنا بحب كل حاجة تكون منطقيه جدا، أنا مقدرش أخليه يحبها في الحلقه 10 مثلا، الرواية ياجماعه دسمه أحداثها كتير وشخصياتها كتير، وطبيعي جدا انها مش متقبلاه حامي يعتبر خاطفها وأجبرها وهددها وحجات كتير عيشتوها معانا من أول الروايه يعني مينفعش أبدا هوب بين يوم وليله يحبوا بعض، كل حاجه بتيجي بالتدريج والله وأنا مهدت لده في الكام فصل اللي فاتو.
فياريت تقولولي رأيكم.

وهحاول بإذن الله نكثف الفصول الكام يوم دول.
بسم الله الرحمن الرحيم
هل يمكن تخطي الماضي؟!، كذب كذبه كبيره من ادعى انه يمكننا تخطي الماضي وكأنه لم يكن، هناك شبح يطاردنا كل فتره يذكرنا بما كان، من منا بلا ماضي؟!
لحظات سعيده، آخرى تعيسه، هنا احتفلنا مره وهناك واجهتنا أحد الخيبات مره آخرى.
الماضي لايمكن نسيانه يمكن فقط التعايش معه والإعتياد على شبحه الذي يظهر كل فتره، ولكن ماذا إن تحول الشبح إلى حقيقه.

حقيقه تطاردك في كل مكان، حقيقه ظننت انها انتهت منذ زمن ولكنك مازالت تعاني آلامها.
والآن آتت لتحول آلامك جروح مبرحه فُتحت من جديد، وحينها فقط تعلم أن آلم شبح الماضي أهون بكثير من جرح حقيقه نهابها.
كانت الأجواء مشتعله، عين عائشه امتلئت بالذعر وهي ترمق هؤلاء الرجال الذين إن تقدم واحد منهم إنشا واحدا ستقوم حرب مدويه بين الطرفين.

تشبثت عائشة بمرفق حامي جيدا وكأنها تحتمي به، استدار لها فحاوطته بنظراتها الخائفه وهي تتمتم: متنزلش، انت مش شايف عاملين ازاي.
أشعت زيتونيتاه بالسخريه وهو يردف بضجر: امال المفروض اعمل ايه؟!، وبعدين اهو حتى يخلصوكي مني.
ازدردت ريقها بتوتر بين بينما أعد هو أسلحته جيدا ورمقها مره أخرى ملقيا تعليماته بنبره محذره: متنزليش ولا تعملي صوت حتى زيك زي الكرسي اللي قاعده عليه.

لم تجيبه ولا تنتبه له فقط دارت بعيناها حول المكان والذعر ينهش قلبها، كادت تنزل دموعها الحارقه. لقد عصفت بها كل المشاعر البغيضة، فاقت على قبضته التي ضغطت على قبضتها بقوه وكأنها ترسل لها رساله أن كل شيء سيكون بخير، حينها التفتت له فقابلها بعين صادقه قائلا: متخافيش.
نزل من سيارته بثقته التي اعتادها بينما أسرعت هي إلى النافذة التي تمكنك مشاهدة مايحدث في الخارج ولكن لايستطيع الآخر مشاهدتك.

وقف حامي ثابتا أمامهم بينما أشهر كل منهم سلاحه ليكونوا على أهبة الاستعداد للصدام معه.
وضعت عائشة يدها على فمها بذعر وهي تشاهد مايحدث بإضطراب، بينما ضحك حامي عاليا حينما شاهد استعدادهم بانت سخريته وهو يمسح على لحيته ناطقا: خدتوا كام بقى؟!
نظر كل منهم للآخر بدهشه بينما تابع حامي بنفس مكره: سواء معاكوا أوامر بقتلي أو بخطفي حتى، حابب أعرف ادفعلكم كام؟!

لمعت عين أحدهم بالطمع وآتى لينطق ولكن منعه الآخر بنظره غاضبه، ابتسم حامي من زاوية فمه وأردف بثقه: بصوا بقى علشان حامي العمري كلمته واحده وبس، ربع ساعه من دلوقتي هتلاقوا رجالتي محاوطين المكان ده غير البوليس اللي هيحصلهم، يعني مش هتخرجوا من هنا فيكوا الروح حتى بعد موتي، فأنا هعرض عرض واللي هيرفض يبقى يتحمل نتيجة أفعاله بقى.

تنهد عاليا بينما أكلهم الشغف لمعرفة عرضه فنطق بحزم: خمسه مليون وده علشان انا بقدر اللي يقدرني، وانا متأكد ان المبلغ اللي هيدفعلكم فيا ميجيش ربع اللي انا هدفعه.

رفع ساعته لينظر بها مردفا بمكر: باقي خمس دقايق من الربع ساعه و هتلاقوا البوليس هنا وهتبقى مجزره، وانا مش هخسر حاجه سواء موتت أو لا، بس صعبان عليا عيالكوا اللي هيتشردوا بعدكوا لما كل واحد فيكوا يترمي في السجن أو يموت، اما لو كنتوا معايا هتكسبوا الحمايه والفلوس.
ابتسم بخفاء حينما لمح نظراتهم الطامعه في عرضه فحاول الضغط أكثر وهو يردف بإبتسامه واثقه: باقي تلات دقايق.

تقدم أحدهم منه فرمقه حامي بنظرات ثاقبة بينما وقف الآخر أمامه قائلا بتودد: احنا يشرفنا نبقى معاك ياباشا، الرجاله كلها عارفه ان اللي مع حامي باشا مبيخسرش.
أومأ حامي بتشجيع قائلا: وأنا عند كلمتي تقدروا تمشوا دلوقتي وفلوسكوا روحوا الشركه بكره وهكلم حد يصرفها.
نظر كل منهم للآخر بشك بينما نطق من يتريسهم ليقطع شكهم: الباشا كلمته واحده، يلا يا رجاله.

رحلوا جميعا في هدوء واحدا تلو الآخر، وقف هو يتابع رحيلهم بإبتسامه واثقه ودهاء لا يقدر بثمن.
سار إلى سيارته بهدوء وبمجرد أن دلف إليها وجد تلك المشدوهه مما حدث تتابعه فقط بنظرات مبهمه، بدأ في قيادة سيارته فنطقت هي: كنتوا بتقولوا ايه، مقدرتش اسمع كنتوا واقفين بعيد.
ابتسم وهو يتابع طريقه مردفا: فضولك هيكون سبب موتك في يوم، بس على العموم هجاوبك. كلاب فلوس لقوا اللي يدفع أكتر.

تنهدت عاليا بتعب بينما توقفت سيارته مصدره صوتا عاليا، فنفث بضجر.
نزل من السياره بينما ظلت هي كانت لاتعي مايحدث حولها مازال تأثير الموقف يؤرقها، قطع شرودها قوله الساخر: المفروض اني هشيل العربيه بيكي مثلا.
عادت إلى طبيعتها الحاده فرمقته غاضبه وهي تردف: في ايه!، مالها العربيه؟!
عطلت بس والمفروض انها هتولع كمان شويه، أدرك شرودها فصرخ بها: انزلي هنمشي.

تأففت بضجر بينما التقط هو هاتفه لتسمعه يقول: أنا كويس متقلقش، اه هنسافر.
سمع الطرف الآخر ليردف مستنكرا: رجالتي!، هما دول رجاله كانوا فين ولا تاهوا في نص الطريق ده ليلتهم سودا معايا.
تابع حديثه قائلا: ايوه هنسافر دلوقتي نص ساعه وهنكون في الطياره.
أغلق هاتفه عندما سمعها تصرخ بضجر: اووف بقى.
استدار لها رامقا إياها بتساؤل، لتنطق هي بضجر: الكوتشي بيشوكني.

آتت لتتفحص مااأصاب حذائها بينما انطلقت ضحكاته العاليه ليقول من وسطها بسخريه على مقاس الحذاء الصغير: ده كوتشي لينا ده ولا ايه؟!
ارتفعت له ترمقه بغيظ قائله: بتهزر حضرتك!
نظرت مره آخرى للحذاء بضجر وهي تصرخ فيه كأنها تحدثه: ايه كمية المسامير دي دخلوا منين بس ياربي.
استقامت واقفه لتضع يدها على خصرها ناطقه بإنزعاج: هعمل ايه انا دلوقتي بقى.
حملها على ظهره على حين غره قائلا: لا متعمليش حاجه هعمل انا.

شهقت عاليا بصدمه وآتت لتردف بغضب قاطعه هو: لو نطقتي هنزلك وهتمشي حافيه، وشوفي بقى ساعتها هيبقى في الأكتر من المسامير، مش بعيد تعبان يقرصك، احنا على طريق هو، يعني أكيد ملجأ ليهم.
ابتلعت ريقها بتردد وأخذت كلماته تدور داخل عقلها لتردف داخليا: لا وعلى ايه خليني كده أحسن.
في حي المغربلين وخاصة في منزل هنا كانت الساعه الثالثه عصرا، دق أحد الحرس الباب قائلا بأدب: حضرتك تعرفي حد اسمه سناء عبد الهادي.

لاحظت هنا تلك المرأه المنقبه والتي تمتليء عيناها بذعر اختلط باللهفه، تنهدت عاليا ثم صرحت: اه يابني اعرفها دخلها.
سمح لها الحارس بالدخول فهرولت إلى داخل المنزل كمن دبت الروح به مرة آخرى.
أغلقت هنا الباب لتنطق بحزم: انتي مين ياست انتي؟!
هرولت ساره نحو كريم القابع أمام التلفاز تحتضنه بشغف، رفعت الوشاح ليظهر وجهها ليردف الصغير بحب: ماما.
لثمته على وجهه قائله بحب: انا اسفه ياحبيبي.

لم تعلم هنا أي شيء سوى أن آتى حامي لها بالطفل وطلب منها أن يبقى لديها لمده.
نطقت هنا بحزم: كريم ادخل جوا.
توسلت إليها ساره وهي تتشبث به قائله بحزن: بالله عليكي سيبيه معايا، وغلاوة ولادك عندك تسيبيه.
أشفقت هنا على حالتها المذريه فنطقت بشفقه: هسيبه يابنتي، بس نتكلم الأول وافهم منك ايه اللي، بيحصل.

أرخت عائشة جسدها على المقعد الخاص بها علها تنال قسط من الراحه بعد كل ما عانته، تقدمت منهم أحدهم تضع أطباق الطعام أمامهم بهدوء ثم رحلت.
لم تقم عائشة بل ظلت على حالتها المسترخيه حتى نطق: مش هتاكلي؟!
لا
همست بها قبل أن ترحل في نوم عميق، حتى مالت رأسها على كتفه، تيقن من نومها، فنادى الفتاه مره آخرى مردفا: شيلي الأكل.
وقع من جيب عائشة على الأرضية شيء أحدث رنين عالي.

مال حامي ليري هوية هذا الشيء فرفع حاجبه مستنكرا عندما لم يجد أمامه سوى سكين صغير.
جلست زينه على فراشها بضجر وإنزعاج من هذه الغرفة التي لا يقبع بها سواها، كان الصداع يلتهم رأسها فبدأت بالنحيب مجددا الذي قطعه دلوف نيره و لينا في الوقت المناسب لزيارتها، احتضنتها نيره وقلبها يعتصر ألما على حالتها، حاولت تلطيف الأجواء قائله: ايه يازينه، هنخيب ولا ايه، ده فات اسبوع. وانتي هتقعدي شهر واحد بس.

نطقت زينه من وسط نحيبها: مش قادره الأوضه دي وحشه اووي و كئيبه، وكمان انا دماغي مصدعه اووي يا نيره.
لاحظت نيره رنين هاتفها بإحدى مكالمات الفيديو، فقالت بحب ل زينه: طب امسحي الدموع الحلوه دي بقى، وهنتصرف متقلقيش.
بدأت زينه في إزالة دموعها بينما أجابت نيره لتجد عثمان أمامها في شاشة الهاتف نطقت بحزم: عايز ايه ياأستاذ.
ادي التليفون لزينه.
رفعت نيره حاجبها الأيسر قائله: وانت عايز منها ايه بقى؟!

همست لها لينا قائله بمكر: انا شوفته مره بيقولها وحشتيني يانيرو.
شهقت نيره عاليا بينما استمعت زينه للحوار فآتت لتجذب الهاتف فمنعتها نيره معنفه: لا، هو مافضلش غير البلطجي ده كمان.
أمرها ثانيا ولكن بلهجته العدوانية: اديها التليفون بقولك.
انتشلته منها زينه قائله: كفايه يا نيره كده، استني نشوفه عايز ايه.
نظرت زينه للهاتف ليقاطعها بقوله المتغزل: في حد بيبقى قمر كده في الفيديو كول.

ابتسمت زينه على كلماته بينما حست لينا نيره: اتصرفي يانيرو ازاي يعاكسها كده.
اقتربت نيره لتظهر هي ولينا لينطق يحيي بإنزعاج: أعوذ بالله، اهي هي دي المناظر الطبيعيه اللي بتظهر يازينه.
ارتفعت ضحكات زينه العاليه بينما صرخت نيره بغضب: والله لهقول ل حامي على قلة الأدب دي.
وهاتي التليفون ده انا هقفله، قبل أن تغلق المكالمه استعطفها قائلا: طيب هقولها كلمه كمان واقفلي.

انتشلته زينه مره ثانيه لتسمع نيره قوله المتملق: بحبك.
صرخت نيره بإنزعاج: لا ده انا اخرج اجيب اتنين ليمون بقى، اقفلي التليفون ده يازينه، عيب اوي اللي بيحصل ده.
لاحظت زينه اشتعالها فقالت متأسفه: معلش انا هقفل.
سيبك منها قوليلها تخرج تجيب الليمون.
كركرت زينه مره ثانيه بينما جذبت نيره الهاتف لتغلق إياه متمتمه بضجر: ايه الدلع ده.

رن هاتفها ثانيا ولكن هذه المره بمكالمه عاديه فأجابت دون أن تنظر للشاشه: انت عايز ايه ياحيوان انت ليك عين تتصل تاني.
حيوان، طب اقفلي يا نيره علشان انتي يومك مش هيعدي النهارده.
شهقت نيره عاليا عندما سمعت صوت عمر فحاولت إصلاح ما فعلته: عمر استني بس هفهمك
أغلق الهاتف في وجهها فنظرت للشاشه بيأس قائله: ياعمر استني ياعمر، حسبي الله ونعم الوكيل.

قصت ساره كل شيء على هنا التي لم تعد تعي أي شيء لتنطق: انا مش قادره افهم ايه علاقة حامي بكل ده يابنتي.
دق الباب فهرولت ساره لتحثها هنا قائله: ادخلي جوه وانا هتصرف.
فتحت هنا البوابه لتجد أمامها ذلك الشاب الذي بمجرد أن لمحها التمعت عيناه بوميض غريب ثم سريعا ما تدارك نفسه قائلا: لو سمحتي فين الست اللي دخلت هنا.
دي ضيفتي يابني وانا اللي دخلتها.

تنهد عاليا لم يكن قادر على أي شيء، كلمة بني هذه هدمت حصونه ولكنه استجمع قوته قائلا: حضرتك عارفه الأوامر، الباشا مانع دخول أي حد.
لاحظ شرودها فنظر إلى ما تنظر له فوجدها تحاوط تلك القلاده التي يخفيها تحت ملابسه ولا يظهر منها سوى طوقها...
وريني كده السلسله اللي انت لابسها دي.
لم يستطع التحدث بينما رفعتها هي من طوقها لتظهر لها جيدا فرفعت أنظارها له غير مصدقه وهي تحرك رأسها يمينا ويسارا متمتمه: يحيي.

ثم سريعا ما سقطت بين يديه فاقدة للوعي، ومستنكره لما شاهدته الآن وتخاف أن يكن وهما يتلاعب بآلامها.
كانت الطائرة قد أعلنت هبوطها ووصلا الاثنان إلى تركيا
سارت عائشة جواره تتأمل الأحياء السكنيه، وذلك العازف الذي يعزف الموسيقي ببراعه على أحد الأرصفه، فطلبت منه برجاء: أنا جعانه.
لاحظ تعلقها بمنظر الرجل والمتجمعين حوله يستمعون لموسيقاه، فأعطاها الفرصه قائلا: اقفي هنا، وانا هجيب اكل من هنا واجي.

هرولت سريعا ناحية العازف و الابتسامه تعلوا وجهها لتقف في وسط هذا الحشد الكبير.
بعد قليل من الوقت
أنهى حامي طلب المشتريات فأخذها وهم بالرحيل ولكن قطع خروجه وصول رساله نصيه ففتحها وكان نصها هو
(أهلا بيك ياحامي نورت تركيا من تاني، بس المره دي عملتلي خدمة العمر، جبتلي معاك حبيبتي، بجد مش عارف اشكرك ازاي، أمير ).

أغلق حامي هاتفه وهرول سريعا بعد أن القى الحقائب من يده إلى مكان وقوفها، أخذ يبحث عنها بين الحاضرين وألجمته الصدمه حينما لم يجد لها أي أثر بينهم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة