قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السادس والثلاثون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السادس والثلاثون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السادس والثلاثون

هل تظن الوقوع في العشق شيء هين؟!، ربما يكون هين لأي شخص على كوكبنا هذا عداي، أنا من رافقني السلاح طيلة حياتي، من تخلي عن كل معان الحب حتى يبقى، من حطم قلبه ليستطيع العيش، من ابتاع بكل ما يملك أسلحه لترافقه في درب الهلاك، هل تظنيه يقع في الحب بسهوله؟!

تستنكرين ماانا عليه الآن وتريدين ماض دفنته منذ زمن بعيد، دفنته حتى أحيا ويحيا أحبتي، حتى إن لم أستطع أن أعطيهم الحب حتى ولو سُلب مني القلب، ولكنني كنت سبب في حمايتهم وإعطائهم الحياة.
لاترحلي. ولكن إذا أردتي الرحيل لن أمنعك هذه المره لأنني حقا أخشى الوقع في العشق.

هرج ومرج ساد قصر حامي العمري وخاصة في الغرفة التي رقدت بها نيرة، تفحصها الطبيب الذي أحضره شقيقها بعنايه وسط دموع عائشة التي تحمد ربها داخليا بأن زينه غافيه ولينا تجاورها، وإلا لحدثت لها صدمه آخرى الآن، خلع الطبيب نظارته الطبيه وتحدث برسميه: يا انسه عائشة أنا حذرتك مية مره من أي صدمه تتعرضلها.
كان هذا الطبيب الذي تتابع معه نيره وقد أسرعت عائشة في إعطاء رقم هاتفه ل حامي حتى يحضره.

نظرت عائشة ل حامي نظرة ناريه بعد ماتفوه به الطبيب ونطقت بتبرير: والله يادكتور أنا بحاول طول الوقت أبعدها عن أي موقف صعب، هي حالتها عامله ايه دلوقتي؟!
لاحظ حامي نظرات هذا الطبيب الغير بريئة تجاه زوجته، وقد تأكد من ظنونه حينما سمعه يقول: احنا ممكن نقعد في أي مكان بره ياآنسه.
جذبه حامي بشراسة من جاكيت سترته قائلا بغضب: لا ياروح امك خليك مع جوز الآنسة.

انتفض الطبيب واسرعت عائشة تبعده عنها في وسط قوله المتأسف: انا آسف والله مكنتش اعرف انك اتجوزتي.
اخلص حالتها عامله ايه؟!

تركه حامي بعدما تفوه بهذه الكلمات فعدل الآخر من هندامه وهو يردف بحرج: هي حالتها مستقره دلوقتي انا ادتها حقنه مهدئة، هي بس تنتظم على الأدويه بتاعتها لأن واضح انها اهملت فيهم شويه ومتتعرضش لأي موقف صعب أو ضغط عصبي، أي حاجه تحسوا انها هتأثر عليها ابعدوا عنها علشان ميحصلش الإغماء ده تاني.
هتف حامي عاليا: يحيي.
قدم يحيي من الخارج مسرعا فنطق حامي بلهجة أفقدت للطبيب المتبقي من كرامته: وصله واديله حسابه.

فهم يحيي كلمات صديقه المستترة فأردف بتمثيل وهو يقبض على يد الطبيب: بس كده عنينا للدكتور، يلا أحسن انا قلبي واجعني اووي وعايزك تشوفلي دوا
رمقته عائشة بغيظ بينما نفذ يحيي ما طلبه منه لتصرخ فيه عاليا: ايه قلة الزوق اللي بتكلم بيها الراجل دي.
نطق بهدوء محذرا: صوتك عالي.
الصوت العالي اهون مليون مره من طريقتك دي.
أعادها ثاينة بهدوء أكثر وقد زادت نبرة تحذيره: صوتك عالي للمره التانيه.

ودت لو التقطت أحد الأشياء وقذفته به الآن ولكنها صرخت عاليا: مستفز ووقح.
آتت لتخرج من الغرفه فجذبها قبل أن تخطو خطوتها الأخيره للخارج، أصبحت بين يديه احتضنها وكأنه يفرغ كل تعبه بها، شعرت بالتخبط كيف له أن يعنفها وويحذرها منذ دقيقة واحده. ويتشبث بها الآن محتضنا إياها وكأنه طفل صغير وجد أمه للتو.
همست بحيره وهو مازال محكما قبضته عليها: مبقتش فاهماك.

رفع وجهها بيده متحدثا بهمس أربكها: ايه اللي انتي عايزه تفهميه؟!
انت.
التقت زيتونيتاه بعسلياتاها وهو يقول: للأسف مش هيحصل.

تسللت من بين يديه مهروله للخارج ودموعها تتسابق على وجنتيها، يقطع كل أمل أو سبيل لحياتهم معا، التقطت وشاحها مسرعا لتحتمي به، كانت تبكي بصمت، خرجت من البوابة لتجد الحراس منشغلين بهذا الحشد الذي اقتحم المنزل منذ قليل فااستطاعت الخروج بسهوله من البوابه، سارت بلا هويه لاتعلم إلى أين، كل ما تعلمه فقط أنها تسير الآن بعيدا عن آسره وعن قيوده.

جلس رضوان بهيبة اكتسبها مجددا بعدما استعاد ولو قدر بسيط من سلطته، احتواه مقعد مكتبه الفخم وهو ينفث دخان سيجاره الغالي قائلا للماثل أمامه: مالك يارياض؟!، متوتر ليه؟!
نطق رياض بإرتباك جلي: حامي.

رفع رضوان حاجبه الأيسر قائلا: انت قلقان انه رجع مصر بعد ماكنا مفكرينه متصاب بره، عادي يعني ده ميمنعش اننا خدنا منه صفقه مهمه جدا امبارح وان خطتنا ماشيه بالظبط، والمواد الخام بدأت تنقص من مخازنه وقريب اوي هنبدأ نخلص منه ومن عيلته واحد واحد.
ابتلع رياض ريقه بخوف مردفا بتوتر: انا عملت حاجه كده.

تأكدت ظنون رضوان بأنه فعل كارثه ما حينما نطق رياض: أنا بعتت رجاله القصر عند حامي، ومهدتلهم الطريق ودخلوا ورجالة حامي واقفه معاه أول مارجع من السفر، بس معرفش هما مااتصلوش لحد دلوقتي ليه.
هب رضوان من مقعده بغضب جم: انت ايه اللي عملته ده يامتخلف، حامي كان عنده حق لما قالي مية مره انك لما بتخاف بتعمل مصايب.

ضرب رياض على الطاولة بغضب وهو يزمجر: يووووه حامي. حامي، حامي. ايه انت مبتزهقش لما انت بتحبه اووي كده عمل فيك اللي عمله ليه، فوق يا رضوان باشا لتكون فكرت ان حامي ابنك بجد، لا حامي مش ابنك حامي ابن الراجل اللي لو عرف مات ازاي مش هيخليك لا انت ولا نادر على الأرض لحظه، وبعدين كان لازم اعمل كده ولا انت مفكره هيسبلنا الصفقه بسهوله كده أكيد كان بيدبرلنا حاجه، كان لازم أشغله على الأقل دلوقتي.

اقترب رضوان من رياض بغل بين وهو يردف: اللي انت قولته ده انا هعرف هعرف احاسبك عليه كويس اووي، واديك شغلته اهو وريني بقى رجالتك هيعملوا ايه، ولآخر مره هقولك لو جبت سيرة موت أبو حامي تاني هيبقى آخر يوم في عمرك.
أبدى رياض استنكاره من هذه الكلمات وتحدث غاضبا: ونادر باشا هو كمان سايب بنته مرميه في قصر العمري ليه طالما هو كارهه.

عنفه رضوان قائلا: ميعرفش، نادر مراته مفهماه ان البنت عند اختها وهو طبعا مبيدورش ولا بيسأل حتى على بنته فمش هيعرف.
استفسر رضوان: انت متعرفش مين اللي اشتري الاملاك اللي حامي خدها مني.
لا حتى المالك الجديد مبينزلش الشغل ولا فتح الشركات ومكتمين على اسمه في السوق.
أومأ رضوان قائلا: هيبان كله هيبان. ثم سريعا مادفع رياض قائلا بعنف: وسع من وشي خليني اشوف هعرف اصلح اللي انت هببته ده ولا لا.

وقف يحيي جوار حامي الذي خرج لتوه من غرفة شقيقته نيره، أصدر هاتف حامي صوت إنذار مرتفع فاانتقض يحيي قائلا: في ايه؟!
اسرع حامي إلى هاتفه ينظر فيه حتى تفوه وهو يركض مسرعا للخارج: عائشة بره القصر.

أسرع إلى سيارته حتى يكون أسرع في اللحاق بها، امتلئت روحه بخوف حقيقي بغضته نفسه، ربما خوف فقدانها هو لايعلم، سار في أقرب طريق يؤدي إلى السيارات والماراه هو أقرب طريق تستطيع السير فيه وتلجأ له، وجدها بعد عدة أمتار تسير بسرعه عاليه وكأن خطواتها تنم عن غضبها وألمها، أوقف سيارته ونزل منها متابعا لخطواتها، شعرت به ولكن.

لم تلتفت له بل أكملت خطواتها للأمام فكان هذه المره خطواته أسرع وهو يتابعها حتى وصل لها
فاستدارت له وقد بانت ملامحها المعترضة وعيناها التي ذرفت الكثير من الدموع حتى احمرت، نطقت بغضب: جاي ورايا ليه.
أمرها بإنفعال: امشي قدامي.
صرخت فيه وقد فاض الكيل: لا مش همشي مع واحد حتى اني افهمه بقى لغز وصعوبة ومحتاج محاولات.

تابعت بنبرة باكية: عاجبك كده؟!، لايق عليك يعني؟!، دور الانسان اللي ميعرفش يعني ايه فرح ولا حزن، ولابيقول انه زعلان ولاحتى فرحان مفيش شعور واحد بيبان على وشه، فين الغلط في اننا نتوجع نصرخ ونقول احنا تعبانين وموجوعين، مش هيقلل منك أبدا لما تضايق تعبر، لما تتوجع تقول
كانت عيناه لامعه حينما اقترب منها ملتقطا كفها وقد قبض عليه يحتضنه بشده، قائلا: امشي يا عائشة.

حاولت نفض يدها قائله بغضب وصراخ: مش همشي معاك.
هتمشي
سارت معه وكأنها لم تعترض منذ ثوان
جلست في مقعدها وركب في المقعد المجاور لها ليجدها تردف: أنا حياتي مش معاك، ومش هينفع تكون معاك
تابع النظر إلى الطريق أمامه بعدما رمقها بجانب عينه وهو يقول: جايه تقولي كده دلوقتي!
في نفس التوقيت.

اتي رضوان اتصال هاتفي فأجابه ليسمع المتحدث يقول: مراته خرجت من شويه من القصر لوحدها وبعدها بمفيش لحقها بالعربيه وهما دلوقتي مع بعض في العربيه ومعاهوش الحرس.
همس رضوان داخليا: نادر كان عنده حق لما قال ان البت دي هي الغلطة اللي هنجيب بيها حامي العمري.
عاد رضوان إلى المتصل قائلا بشر: عايزهم الاتنين على المركب، الاتنين عايشين محدش فيهم ميت.
أوامرك ياباشا.

نطق رضوان مجددا بتفكير: انت قولتلي ان اخته اغمى عليها لما رجالة رياض دخلوا البيت.
أومأ المتصل قائلا: اه ياباشا.
طيب اسمع اللي هقولهولك ده وتنفذه بالحرف الواحد من غير ولا غلطه!
في تركيا وخاصة في ذلك المنزل الثري التابع ل دنيا تلك الفتاة التي قابلت حامي منذ فترة في المقهى الخاص بها، ذرفت دنيا الكثير من الدموع وهي تدثر والدتها جيدا مردفة: مامي بليز بلاش أي مجهود، أنا هتصل ب حامي يجيلك الصبح.

كانت والدتها منهكة للغاية وكأنها تذفر أنفاسها الأخيره، حاولت التحدث قائلة بتعب: ممكن ميلحقش يادنيا.
مطت الأخيرة شفتيها بحزن جلي وهي تردف ببكاء: مااامي متقوليش الكلام ده.
اقعدي جمبي يادنيا.
جاورتها ابنتها على الفراش فتابعت بتعب: الكلام اللي هقولهولك ده انتي اول حد يعرفه، الكلام ده عمره سنين يابنتي، بس عايزاكي توعديني لو حصلي حاجه تبلغي كل الكلام ل حامي
هزت دنيا رأسها مسرعه تقول بخوف جلي: اوعدك.

تحدثت نهله بتعب: من زمان اوي قولي من حوالي 30 سنه، كنت لسه صغيرة وطايشة كنت البنت الوحيدة وورثت كل فلوس ابويا بما اني مليش قرايب، محمد ساعتها كنت اعرفه كان زميلي في الكلية هو ورضوان ونادر.
تحدثت دنيا بإستفهام: مين الناس دي يامامي؟!

ابتلعت نهلة ريقها بتعب لتتابع بندم: محمد صادق العمري ده والد حامي، ورضوان ونادر دول كانوا اصحابه مش هتعرفيهم، المهم رضوان ده كان بيحب واحده اووي معانا في الكلية اسمها صوفيا، حاول كتير يتقربلها بس كانت بتسده دايما، فجأة عرفنا ان صوفيا ومحمد اتخطبوا كانت صدمة لرضوان، بس في نفس الوقت محمد مكانش ليه ذنب هو مكانش يعرف اصلا ان رضوان معجب بيها، ولو جينا للحق محمد حبها قبل رضوان، المهم يابنتي بعدنا بعدها سنين، ساعتها محمد فتح شركات ورضوان كمان بقى ليه اسم في السوق بس مش زي محمد، وفي ليلة جالي رضوان طلب مني رقم صوفيا، رفضت طبعا مهما كان دي ست متجوزة ومعاها أطفال، بعدها طلب مني فلوسي اللي ورثتها يكمل عليها ويفتح شركة ل نادر، ووعدني ان الفلوس هترجع خلال شهر بالظبط وفعلا مضالي وصل بالفلوس دي، مكنتش اعرف اي حاجه بس عمري ماتخيلت انهم هيعملوا كده.

شهقت عاليا عند هذه الكلمات وزاد انسياب دموعها على وجنتيها، فأسرعت ابنتها إلى المياه تعطيها إياها وهي تهتف بخوف: كفاية أرجوكي، لو الكلام هيتعبك كفايه دلوقتي.
هزت والدتها رأسها بالنفي لتتحدث بتصميم: لازم تعرفي كل حاجه علشان تقولي ل حامي و تقوليله يسامحني واني مكنتش اعرف.

أمائت ابنتها سريعا بدموعها المنسابه لتكمل هي: يوم افتتاح الشركة ل نادر، رضوان عمله حفلة افتتاح كبير عزمنا عليه كلنا رغم انقطاعنا عن بعض، ساعتها محمد جه ومعاه صوفيا بس مكانش مرتاح محمد اصلا مبقاش يرتاح لرضوان ونادر من ساعة ما اتغيروا معاه بعد مااتجوز صوفيا.
وبعدين؟

الحفلة دي كانت الخطوة اللي رضوان حاول يرجع بيها الود تاني، صوفيا مكانتش بترتاحله وفي يومها رضوان عرض على محمد انه يشاركه هو ونادر، بس طبعا محمد رفض وصوفيا عملت انها تعبانه علشان يقوموا ويسيبوا الحفلة وفي نفس الوقت متبقاش قلة زوق، وبعدين رضوان جه طلب مني اروح لمحمد وصوفيا واكلمهم في موضوع الشراكه واقنعني ان كل هدفه يتعلم من خبرات محمد وانه يوسع اسمه في السوق بشراكة زي دي، روحت لمحمد ساعتها واترجيته يشاركهم وهو مكانش بيرفضلي طلب، كان علطول معتبرني اخته وبعد محايلات طويله وافق انه يشاركهم.

كانت ترتجف كل لحظة والثانيه وكل ماحدث يمر أمامها كشريط اسود وهي تبكي وكأن البكاء يساعدها على إتمام كلماتها، صمتت قليلا ثم تابعت: بعد ماحصل رضوان بقى يروح بيت محمد كتير بحجة الشغل وغيره، وفي ليلة رضوان طلب مني اخد صوفيا ونخرج سوا بحجة انها مبترضاش تخلي محمد يخرج معاهم وهما عايزينه في شغل ضروري، فعلا طلبت من صوفيا انها تقابلني في كافيه قريب من بيتها، يومها محمد كان عند رضوان ونادر في الشغل واكتشف كل قذارتهم وان شغلهم كله شمال وبالذات نادر اللي كان بيتاجر في الأطفال، ورضوان طبعا حدث ولا حرج، محمد اتصل بيا وساب المكالمة مفتوحه علشان اسمع كل حاجه واعرف أد ايه هما ناس حقيرة، ساعتها اتأكدت انه اكيد كان بيخطط لحاجه لما طلب مني اقول ل صوفيا نتقابل، جريت على الكافيه اللي قولتلها تقابلني فيه بس حمدت ربنا لما روحت وملقتهاش، مكنتش اعرف انها جت بس رضوان خطفها.

الحقير ساعتها بعد لما اتكشف هو نادر، هدد محمد لو مااتنازلش ليهم عن كل أملاكه بتواريخ قديمه، هيقتلها، محمد مضالهم على كل حاجه ورضوان خده وراح القصر اللي كان حابس فيه صوفيا علشان محمد ياخدها بعد مااتنازلهم بس محصلش كده، كان رضوان ساعتها مأجر رجالة كتفوا محمد ورضوان اعتدي على صوفيا قدام عنيه ونادر كان بيصور كل حاجه.

شهقه عالية خرجت من دنيا التي تتابع الحوار من بدايته، كانت تحرك رأسها غير مصدقه لكل هذا الكم من الشر.

Flash back
كان مكبل الأيدي أمامها عيناه تملئها دموع الانكسار لم يستطع حتى حمايتها، أما هي فبعدما استنفذت روحها كليا نزفت دمعه آخرى من دموع قهرها هامسه: محمد.
اقترب منها رضوان يرفعها من خصلاتها بعنف قائلا بغضب جم: لسه بتنادي اسمه، حتى بعد ماقعد قدامك قليل الحيله مش قادر يعملك حاجه، ودعيه بقى علشان دي آخر مره تشوفيه.

ثم أخرج سلاحه مشهرا إياه وقد أطلق العديد من الطلقات على هذا المكبل أمامه حتى الصراخ لم يستطع فعله بسبب تكميم فمه بينما صرخت هي عاليا بقهر صرخة شقت عنان السماء
Back.

شهقت نهله عاليا ببكاء وهي تتذكر هذا المشهد بينما تابعت بألم: أنا مش هقدر أكمل أي حاجه، باقي الحكاية معنديش طاقه اقوله، انا قولتلك ده كله بس علشان تعرفي اني مظلمتكيش.
برقت عين دنيا ورمقتها بخوف وهي تقول بإستغراب: مظلمتنيش ازاي يامامي؟!
رمقتها نهله بتردد وهي تلقي بقنبلتها الأخيره: مظلمتكيش لما خدتك من ابوكي.
نظرت دنيا في الفراغ بنظرات مرعبة وهي تكاد تصرخ بالقابعه أمامها أن تتوقف عن هذا الهراء.

توقف حامي بسيارته في أحد المناطق النائية ناطقا بضجر: اربطي الزفت
تحدثت بلا مبالاه: انا حره.
رمقها صامتا بينما ابتسمت هي ساخرة: أيوة حره ولو عايزة أنزل دلوقتي واسيبك هسيبك بس أنا رجعت بمزاجي، وهمشي بمزاجي برضو علشان زي ما قولتلك حياتي مش معاك
ورجعتي معايا ليه؟!
استدارت له ناطقة بتهور: علشان خايفة عليك، علشان بحبك
رمقت صمته متابعه: بس للأسف حب وخوف مبيجتمعوش مع بعض ياحامي.

استدارت للجهة الآخرى تنظر من النافذة بحزن بينما أعاد هو وجهها إليه مرة ثانية وهو يغني بنبرة غاية في الجمال: يرتسم امامي محياك واسمع صوت صداك
ارتمي طوعا تحت خطاك منك الروح، منك هلاك
كيف لي الا انادي، من البس عمري سوادِ؟
اهواك، اهواك
لا تهواني، يكفي جفاك
انشلني من لهيب النار، هيا ادن اني اراك
انشلني حبك اعياني، قل لي لماذا اهواك
انشلني من لهيب النار، وارأف بمن ترجاك
اهواك انا اهواك
دهرا انا اهواك.

التمعت عيناها بدموع فرحه وقد زقزق قلبها وكأنما تم إعطاؤه الحرية ليحلق عاليا بينما جذبها هو محتضنا إياها وقد ضمها إلى صدره متابعا دندنته: حين يصير الليل نهار
ويسود في الافق قفار
تترامى امامي الافكار
انت ام البهجة اختار؟
ذهني صار في ذهان
من فرط الحب يناجي
اهواك، اهواك
اختتم غنائه حينما مال عليها مقبلا إياها بحب ومحتضنها بشده كمشرد وجد ضالته للتو بينما لم يدري بتلك الأعين التي تتابع سيارته.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة