قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السابع والثلاثون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السابع والثلاثون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السابع والثلاثون

شكرا على تقبلكم عذر امبارح، انا بس عايزة اسألكم سؤال. ايه رأيكم في كتاباتي؟! انا حرفيا محطمة ومليش نفس الكتابة بالمره وده بسبب ان كل محاولات النشر الورقي جبتلي اكتئاب ما بين محاولات نصب وتعدي على حقي ومحاولات تانيه بتقول ان كتاباتي متنفعش تكون كتب.
أنا مش هبطل كتابة مهما حصل ومهما اتقال بس حقيقي استحملوني الفترة دي لاني تعبانة بسبب كل اللغبطة دي.
آسفة لو الفصل قصير ودمتم متابعين.

بسم الله الرحمن الرحيم
حياة مرهقه، كلما ظنناها أصلحت أخطائها معنا ومهدت لنا طرقا منثورة بالورود تصفعنا مره آخرى لتخبرنا انه مازال هناك التواءات بعد، وأن الطريق لم يخلوا من الصعاب. بل مامر ليس إلا قدر بسيط فقط وآن ما آتي يحمل المزيد والمزيد، هل تستمر الحكاية؟!، هل يغلب الحب؟!، أم يزداد توحش الوحش ويضرب بكل تقاليد الحب عرض الحائط.

أنا هنا وأنت هناك وحقا لن أترك كفك حتى لو ذهبنا إلى الجحيم سويا ياصاحب القلب المظلم.
لم يعلما كم مر من الوقت، هو فقط متشبثا بها محتضنا إياها بقوة كادت تهشم ضلوعها، تنهد عاليا وهمس: عائشة
آتت لتخرج فمنعها قائلا: خليكي كده.
احنا في الشارع مينفعش كده.
ابتسم ساخرا وهو يهتف: بصي حواليكي المكان فاضي، وحتى لو في حد ميهمنيش.
ضحكت وهو تقول بقلة حيله: مفيش فايده فيك.

حل وثاقها فجأة بينما اعتدلت هي في مقعدها ترمقه حينما وجدته يخرج أحد الأشياء فنطقت بتساؤل: انت بتجيب ايه.
كانت نظراته ثاقبة في مرآة السياره فاارتبكت حينما وجدته ينظر للطريق خلفهم هكذا فأعادت سؤالها: حامي في حاجه؟!

دقيقة، اثنان. ثلاث من التوتر والقلق حتى سمعت صوت اندلاع الرصاص من حولهم فصرخت عاليا من الصدمة بينما دفعها هو أسفل يده قائلا بثبات: اهدي، دول واقفين بقالهم بالظبط نص ساعه لو كانوا عايزين يقتلونا كانوا ضربوا من شويه...
يعني ايه؟!
أردف وهو يضع سلاحه في جيبه الخلفي ويجذبها من يدها لينزلا من السيارة: يعني دول جايين ياخدونا نزور حد.

توقفت الطلقات النارية حينما خرج حامي من سيارته بينما اتجه هو بخطوات واثقه نحو هؤلاء الرجال وتجاوره عائشة التي يشدد على قبضتها وكأنه يرسل لها رساله أن كل شيء آمن، توقف أمام السيارة بينما خرج الرجال القابعين بها ليحاوطوه فمسح على لحيته حينما نطق أحدهم مرحبا: باشا
نظر لهم حامي نظرة متفحصه وهو يردف: ازيكوا يارجاله.
همست عائشة: حامي هما مش دول اللي جم ورانا ساعة المطار، لما جرينا بالعربية.
اسكتي.

نطق حامي بحزم وهيبة لاقت له: تقدروا تروحوا الصبح الشركة وهتلاقوا مقابل انك طلعتوا رجالة معايا، ودلوقتي بقى ودوني عند الباشا اللي الظاهر انه متعلمش من آخر مره.
تقدم أحدهم منه قائلا بفخر: بس ايه رأيك ياباشا في الاحتفال اللي عملتهولك ده، فكرة ضرب النار دي فكرتي.
ابتسم حامي ساخرا وهو يهتف: احتفال!، طب خدها نصيحة مني متفكرش تاني.

حاولت عائشة كبح ضحكاتها، هي لا تعي شيء ولكنها أدركت ان هؤلاء الرجال ربما على اتفاق مسبق معه.
فتح له أحدهم الباب الخلفي وأردف بإحترام: اتفضل ياباشا، معلش هنروح بعربيتنا علشان كل حاجه تمشي صح.
أومأ حامي بينما دخل هو و عائشة إلى السيارة فهمست له: حامي ممكن تفهمني؟!
استدار لها قائلا بعبث: بقيتي تقولي اسمي كتير!، لا في تغيير واضح.

تذمرت ونظرت له بغضب ثم اتجهت بنظراتها إلى الناحية الآخري، تحركت يده بعبث على ظهرها فشهقت عاليا بينما نطق أحد الرجال من الأمام: في حاجة ياباشا.
اكتست وجنتاها باللون الأحمر من فعلته ونظرت نحو الناطق بخجل وارتباك بينما نطق هو: لا مفيش المدام مخضوضة شوية.
استدارت له ترمقه بغضب على فعلته بينما همس هو لها: بصة كمان من دول وهبوسك قدامهم، وانتي عارفاني انا مبهددش بتعامل وبس.

ابعدت نظراتها عنه سريعا ونظرت أمامها متمتة: وقح وقليل الأدب.
رفع حاجبه الأيسر قائلا بتحذير: بتقولي حاجة؟!
تنحنحت وهي تهتف: لا. ولا حاجة.
اغمضت عينيها بتعب وقد بدأت بوادر النوم لديها فأراحت جسدها علها تنعم بقسط صغير من الراحة.
قلقت زينة في نومتها فااعتدلت على الفراش ونظرت في هاتفها بتثاؤب لتري كم الساعه، هتفت بنوم: الساعه 2 الفجر.

قامت من الفراش ودثرت الصغيرة التي غفت جوارها، اتجهت نحو ذلك المقعد لتلتقط سترتها تردتديها فوق فستانها القصير، سارت زينه نحو الخارج حينما شعرت بسكون الأجواء على غير العاده لتستنشق ذلك الهواء العليل من حديقة القصر.
أحكمت ردائها حولها واتجهت نحو الأرجوحة تجلس عليها بصمت، لاحظت أن أحدهم يحرك الأرجوحة من خلفها فااستدارت سريعا لتجده هو!

مشاعر متضاربة عصفت بها، هي لم تراه منذ أن سافرت ولم تحدثه منذ تلك الصورة التي رآتها، نزلت سريعا وسارت بخطوات عنيفه نحو الداخل فأوقفها حينما سد الطريق أمامها قائلا: وحشتيني.
لو سمحت وسع من طريقي.
أغمض عينيه وهو ينطق: تؤ تؤ مش هوسع.
استشاطت غيظا فذفرت بغضب مردفة: انت جاي هنا ليه اصلا؟!، انت عارف الساعه كام؟!
قال بهدوء: كنت جايب الدكتور ل نيره علشان تعبت شويه.

شهقت عاليا بخوف هامسه بإسم شقيقتها وآتت لتهرول إلى الداخل فمنعها قائلا: سيبيها ترتاح دلوقتي علشان نايمة، متقلقيش هي بقت كويسة جدا دلوقتي.
حاولت تخطيه وهي تقول: انا طالعه اوضتها مش هقلقها.
انسي.
نطقها بنبرة مستفزة فنطقت بغيظ: نعم؟!
أخرج هاتفه وجذبها جواره ملتقطا لهم عدة صور في وسط دهشتها العارمه بينما انتهي هو واعطي لها الهاتف قائلا: ايه رأيك في الصور دي؟!

فتحت فمها بصدمه من تصرفاته الغريبه فأمرها قائلا اقفلي بوقك ده.
أغلقته سريعا وقد استعادت وعيها ووضعت الهاتف في يده قائله بحده: انا مش فاهمه حاجه من اللي انت بتعمله ده.
حرك رأسه بمعني الموافقة قائلا: وماله هفهمك، انتي دلوقتي لو اخدتي الصور الحلوة اللي احنا اتصورناها دي وروحتي على نفس الجروب اللي لقيتي صوري عليه مع واحده، ونزلتيها وقولتي ده جوزي وانا شاكه انه بيخوني، حد فيهم هناك هيشك اني مش جوزك؟!

مطت شفتيها وقد شعرت بصحة كلماته بينما تابع هو: جروبات الفيس و الواتساب اللي غرضها الشو و الفضايح دي كلها فيك، فين الثقه لما واحده تنزل صورة جوزها ولا خطيبها علشان تعرف هو بيخونها ولا لا؟!، دي تراقبه اسهل. ده لو كان جوزها اصلا!
هزت رأسها بحيرة مردفة: يعني ايه؟
يعني الصور اللي شوفتيها دي بلح.
نطقت بإستغراب مستنكرة: بلح!
اتسعت ابتسامته قائلا: اه بلح بتحبيه.

تناست تماما شجارها معه وصفقت بحماس: اه بحبه جدا بالذات البلح الأحمر.
نطق وهو يرمق ثوبها ذو اللون الأصفر: انا بقى بموت في الاصفر.
هزت رأسها بإبتسامه بلهاء وسرعان ما أدركت تلميحه فوبخته بحده: احترم نفسك، وبعدين انت عرفت منين موضوع اني شوفت صور ع الجروب ده؟
تجاهل سؤالها وقد أعد هاتفه قائلا: تعالي بقى نتصور بجد.
أبدت حماسها وارتفعت ضحكتها وجاورها هو ملتقطا الصورة لهم.

نظر للصورة قائلا: متصور مع مارلين يا اخواتي.
ضحكت عاليا بينما فتح هو تطبيق الانستجرام قائلا بتمثيل: وهنشرهالك كمان اهو علشان مراتي تشوفها.
وكزته في كتفه بغيظ بينما كتب هو اسفل الصورة: زينة قلبي.
لسه زعلانه؟!
حركت رأسها بالسلب قائلة بحب: لا مش زعلانه بس هستناك تحكيلي.
نطق بصدق: وانا اوعدك لما كل حاجه تخلص هحكيلك.
ابتسمت قائلة: هطلع ل نيرة بقى.

ابتسم بعبث وهو يقول: مولاتي تقدر تتفضل والحارس الشخصي بتاعها هيفضل واقف هنا.
ابتسمت بسعادة واشارت له مودعة إياه وقد طار قلبها فرحا بهذا اللقاء، و بالأمل الذي انتعش فيها من جديد.
وصلت إلى غرفة نيرة فااندهشت حينما وجدت البوابة مفتوحة بالفعل، تسمرت مكانها حينما وجدت الغرفة فارغة وشقيقتها ليس لها آثر بها.
برودة مميتة تعم المكان، وعتمة تمليء الأجواء تشبه قلوب البعض.

في الساعة الثالثة فجرا وعلى متن إحدي السفن الفخمة في منتصف البحر
كانت عائشة متشبثة بملابسه من خلف ترتعد خوفا استدار لها حامي قائلا بنبرة مميتة: اهدي ومتبينيش خوفك
نظرت له بصمت محاوله ابتلاع ريقها الذي جف من الخوف.

قطع الصمت صوت حامي الذي تحدث بثقة تامة: ملهوش لزوم الشو اللي أنت بتعمله ده يا رضوان، والطريقة الرخصية اللي جبتنا بيها هنا أنا هحاسبك عليها بطريقة أرخص منها ثم تبع كلماته بضحكته المثيرة التي جلجلت في المكان.
تقدم رضوان منه بخطوات وئيدة وقال: مش خايف، روحك في ايدي، مركب في نص البحر، والساعة تلاتة الفجر، ورجالتي محاوطينك أنت وهي من كل حتة.

نظر حامي حوله نظرة تمثيلية ثم قال متصنعا الدهشة: ايه ده؟! هما دول رجالة تصدق مكنتش أعرف!
جلجلت ضحكة رضوان وهو ينظر أمامه ثم نطق بثقة: بلاش الثقة الزايدة دي، في حاجة تخصك معايا!
التفت حامي لعائشة قائلا ببسمة مستفزة: سجايري ياحبيبتي معاكي؟!

كانت لاتفقه شيء مما يدور ولم تصدر أي آماءة سوي أن هزت رأسها سلبا، فاالتفت حامي لرضوان مرة ثانية قائلا بثقة: يبقي معاك سجايري أكيد، خليهالك يارضوان باشا أنا مقدر ظروفك برضوا وعارف إنك مش لاقي تاكل بعد اخر قرصة قرصتهالك.
استشاط رضوان غيظا ثم أخرج هاتفه ووجهه إلى حامي فظهرت أمامه شقيقته نيرة متكومة في أحد المخازن التابعة لرضوان.

أصدرت عين حامي شرارات نارية تجاه رضوان وكاد يفتك به وهو يقول: مش هسيبك يا...
ارتفعت ضحكات رضوان و: تؤ تؤ تؤ عيب كده ياحامي مش أخلاقك دي، قدامك حل من اتنين مفيش تالت ليهم.
نطق حامي بنبرة مميتة: ايه هما؟!

اقترب منه رضوان وابتسم وهو يشير على عائشة: يإما ترميها في البحر دلوقتي وساعتها هنسي عملتك اللي عملتها فيا وهترجع حامي ابني تاني، يإما هولع في المركب وأنتوا ونصيبكوا بقى بس خليك عارف انك لو ربنا خدك أختك باي باي.
لحظات مميتة، وصمت قاتل، وخوف من القادم
استدار لها حامي فوجد الدموع تمليء مقلتيها...
شددت على يده وهي تقول: بالله عليك لا، متعملش فيا كده.
احتضتنها بشدة وهو يقول: آسف.

علت شهقاتها بين أحضانه وقالت هامسة بأسي: قولتلك قبل كده إني بخاف من الماية صح؟!، مترمنيش ليها ياحامي، مترمنيش بالله عليك
كفف حامي دموعها ثم أعادها لوضعها واستدار لرضوان قائلا بإبتسامة جانبية تزين ثغره: معاك ولاعة يارضوان ولا تحب أجيبلك!
استشاط غضب رضوان وجأر عاليا: مغلطتش لما قولت انها هتكون سبب نهايتك.

اقترب منه حامي وقد تواجها واردف بشراسة: عارف يا رضوان انت عمرك ماهتقدر تولع في المركب دي، انت عارف كويس اووي مين اللي قدامك.
أشار على نفسه بفخر قائلا: بصلي كويس كده، قدامك حامي العمري، اللي بكلمه واحده منه يخليك انت واللي معاك تحت الأرض.

انت جبتني هنا بس علشان توريني انك قومت من الضربه اللي ضربتهالك، ولو فاكر انك جبتني بمزاجك لا انا جيت بمزاجي انا، اللي انت بعتهم يجبوني طلعوا رجاله علشان عرفوا ان حامي العمري هو اللي بيكسب في الآخر فبقوا معاه، اما عن اختي بقى فأنا هعرف كويس ازاي ارجعها.
جأر حامي عاليا: يلا يا عائشة.
هرولت عائشة ناحيته فاالتقط كفها وأحكم قبضته عليه قائلا بسخرية: رضوان باشا كان عيان، وانا قولت اجيبك نزوره.

ثم غمز لها متابعا: مش زيارة المريض واجب برضو ولا ايه؟!
هزت رأسها بينما سار هو تجاه السلم لكي ينزلا من السفينة بخطوات واثقه مما أثار رضوان الذي همس بشر: ربيتك التربية اللي المفروض كنت اربيها لاابني، وانت ذكي وبتلعب على ده كويس اووي. بس العب ياحامي، رضوان برضوا لسه عنده اللي هيلعب بيه.

وقفت دنيا خارج رواق المشفي بملامح جامده، كانت تبتلع ريفها بخوف لاتدري ماذا تفعل؟! وأي بئر عميق سقطت به، زاد عمق البئر حينما نطق الطبيب بأسف: للأسف والدة حضرتك دخلت في غيبوبة وياعالم هتفوق امتى.
ارتفعت بنظرها لذلك الطبيب، الشاب المصري الذي تعرفت عليه من فترة قريبه هنا نطقت بخوف: ارجوك اتصرف اعمل اي حاجه، هي لازم تفوق.
أهدئها علي قائلا: اهدي يادنيا.

لم تستجيب له فقط أخرجت هاتفها تبحث عن رقم حامي بجنون اتصلت وانتظرت الإجابة وبمجرد ان اتاها الرد نطقت بصراخ: حامي الحقني، ارجوك الحقني، مامي بتموت.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة