قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثامن والثلاثون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثامن والثلاثون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثامن والثلاثون

عذرا سنقطع اليوم مااعتادتم عليه من مقدمة تخترق قلوبكم، أود أن أرسل لكم أحد الرسائل، حامي العمري وعائشة الزيني، شخصيات ظهرت في حياتي في توقيت صعب للغاية لم أكن أمتلك فيه أي وقت حتى اتعامل مع ظهورهم بشكل يروق لي ولكم، والآن قد ظهرت لكم هذه الرواية ببطلها الذي أثر في ذاتي وغير بي الكثير، الرواية مليئة بالأحداث والمشاعر والتدرجات كل شيء حقا يأخذ وقته الكافي له، قصة حب مستحيلة لن أكن صادقة معكم إذا جعلتها قصة رومانسية ساخنة من الفصل العاشر ربما، فلكي ننهي هذا الجدال، إنني أحب أبطالي للغاية وأرى أنهم يستحقون عمل مذهل يليق بهم، الرواية تسير بترتيبات خاصة وستظل تسير بها ومعكم.

منزل فخم، كل قطعة أثاث به تضج بالحيوية، ولكن به برودة تضرب بكل ما احتوته جدران هذا المنزل وكأنها تعبر عن برودة صاحب هذا المنزل، تأمل عمر اسم أمير المحفور أمامه على أحد جدران هذا المنزل، ابتسم بسخرية حينما شاهد كل تلك الصور ف أمير فخور بنفسه للغايه، أخيرا خرج أمير سار ناحية عمر الذي استقام واقفا، مد أمير يده للسلام قائلا: عمر ليك وحشة ياراجل.

رمق عمر كفه الممدود له بنظرة ساخرة وهتف: انت موحشتنيش خالص.
جلس عمر واضعا ساق فوق الآخرى هاتفا بثقه: طلبت نتقابل ياريت تقول اللي عندك؟
بدأ أمير في جس نبضه فقال بهدوء وهو ينفث دخان سيجارته: انت ايه نظامك مع حامي العمري؟!
نفس نظامك معاه.
أجابه عمر بإقتضاب بينما دوى صوت ضحكات أمير في المكان وهو يردف بمكر: يعني مش طايقه، بس ليه يعني ده انا اعرف انه اداك شركه هنا واول صفقة كمان كانت هدية منه ليك.

هتف عمر بحده: كله بمجهودي، هو مجرد حط رأس المال وانا اللي اشتغلت عليه وبكبره.
مط أمير شفتيه قائلا: افهم من كده انك مستعد تبيعه.
رفع عمر حاجبيه قائلا بحيرة: والله المصلحة تحكم، يعني لو لقيت فرصة أحسن من اللي ادهالي هبيعه طبعا.
ابتسم أمير بخبث مردفا: هتبيع الراجل اللي عملك اسم في السوق؟!

بادله عمر الضحكة قائلا بتلميح: متعلم منك، مش انت عملتها قبلي برضوا، وبعت ابويا وسرقت فلوسه وهو اللي كان السبب في كل العز اللي انت فيه.
قدم له أمير الكأس قائلا بتمثيل الحزن: كده هزعل بقى، مابلاش نتكلم في الماضي ياعمور، لو هنتفق يبقى ننسي الماضي.
ارتشف عمر المشروب ووضع الكوب قائلا: لا طالما فيها اتفاق بقى، يبقى اعرف انت كاره حامي العمري ليه؟!

Flash back
منذ عشر سنوات
كانت تلك السيدة الوقورة تتوسط قاعة الاجتماعات بعد ان انعقد، حاوطها العاملين بالشركة كل منهم يجلس على مقعده المخصص له بينما نطق أمير بتهذيب: ها يا مدام نهلة؟!، قولتي ايه اظن ان ال offer اللي انا مقدمه محدش هيقدم زيه.
ابتسمت نهلة من زاوية فمها وهي تهتف بتريث: والله لحد دلوقتي انت فعلا افضل offer اتقدم، بس متنساش ان حامي العمري لسه مقدمش ال offer بتاعه.

قطب أمير حاجبيه وقد بان الضيق عليه ونطق منزعجا: حامي العمري!، انتي بتقارني بين مين ومين يا مدام، الزفت اللي انتي بتتكلمي عنه ده مكملش في تركيا سنة ده غير ان خبرته صفر جمب خبرتي، اكيد المشروع اللي هيقدمه عمره ماهيحقق نفس الأرباح اللي أنا هحققهالك.

ضربت نهلة على الطاولة أمامها بغضب وهي تهتف بحده: أستاذ أمير ياريت تحترم المكان اللي انت موجود فيه وتتكلم بأدب، و حامي العمري فعلا بقاله سنه بس في تركيا لكن رغم خبرته الصغيره عمل شغل زاح بيه كل المنافسين في السوق، انا مفضلتش حد على حد انا بقول نستني نشوف ال offer بتاعه هو كمان.
أردف أمير بكراهية: وهو فين الباشا بقى ولا هو ميعرفش ميعاد الاجتماع.

انفتح الباب ليدلف حامي بهيئة جذابة لفتت الانتباه له ويسير بخطوات واثقة وهو يقترب من مقعده قائلا برسمية: ميعاد الاجتماع 9 بالظبط والساعة دلوقتي 9 الا دقيقتين، يعني أنا جاي قبل ميعادي كمان.
جلس على المقعد المجاور ل أمير والتفت غامزا له: حامي العمري مبيغلطش في مواعيده ابدا ياباشا.

لاحظت نهلة النظرات النارية المتبادلة فنطقت باابتسامة مرحبة: حامي من فضلك هاتلي نسخة من المشروع بتاعك وال offer اللي هتقدمه للشركة.
أخرج حامي احد الملفات والتقط احد الاوراق منها مقدما إياها لها وهو يقول برسمية: شرف ليا طبعا لو اتعاملت مع شركة زي شركتك يا مدام نهلة.
التقطت الأوراق منه مردفة بإبتسامة ودودة: ميرسي.

اخذت تطلع على الأوراق بعناية، بينما تنهد حامي عاليا وهو يضع ساق فوق الآخرى مما آثار غضب أمير الذي امتدت يده إلى نسخة من الأوراق الموضوعة أمام حامي مردفا بسخرية لاذعة: لما نشوف العيل اللي نازل السوق جديد مقدم ايه.
رفعت نهلة نظرها عن الأوراق هاتفة بحده: أمير. دي اخر مره هاا...
أوقفها حامي بإشارة من يده لكي تصمت تبعها بقوله: كملي يا مدام نهلة الورق اللي معاكي.

بينما امتدت يده إلى الأوراق الموضوعه أمام أمير مردفا: وماله ياباشا شوف طبعا، وأنا كمان الصراحة عايز اعرف الباشا مقدم ايه.
مال عليه حامي هامسا: إلا قولي ياباشا أخبار اخر مزاد ايه؟!، الشركة اللي كنت هتشتريها بمليون خليتك اشترتها ب 10، ابتسم ابتسامة خبيثه متابعا: مؤذي انا صح؟

رمقه أمير بغضب بين ونظرات مستعرة بينما عاد حامي إلى وضعه وهو يتطلع في الأوراق الخاصة بمشروع أمير، التمعت عين حامي عند أحد النقاط المكتوبة في الأوراق.
بينما قطع صوت نهلة المزهول تفحصه وهي تقول: واو، ايه الدماغ دي، حقيقي انا مزهولة ياحامي من المشروع وال offer كمان، انت لو استمريت بنفس الأداء ده بعد سنتين بالظبط هتبقى انت المتحكم في السوق كله.

ابتسم حامي بثقه مردفا بإمتنان: شكرا طبعا على كلامك يا مدام، بس لازم تختاري دلوقتي ما بينا، بس قبل اختيارك حابب اتكلم في نقطة معينة.
اتفضل طبعا.

استدار حامي ناحية أمير قائلا باابتسامه صفراء: حضرتك موضح في ال offer اللي انت مقدمه للشركة، انك هتعمل قرية سياحية تكاليفها كلها هتكون من مسؤليتك لكن القرية هتكون تحت رعاية الشركة، يعني من الآخر رأس المال منك بس القرية هتكون بااسم الشركة، مش شايف ان ده كرم زيادة شوية.
اعتدل أمير في مقعده بثقه قائلا: ده بيزنس اظن ان انت متفهمش فيه اووي.

ارتفعت ضحكات حامي ومسح على لحيته وهو يردف: هفرض معاك اني مبفهمش فيه، بس انت تقريبا كاتب برضوا ان اللي هيشرف على بناء القرية السياحية شركة B&s للمقاولات، الشركة دي يا مدام نهلة مرفوع عليها اكتر من عشرين قضية بسبب ان كل المباني اللي كانوا مشرفين عليها وقعت على الناس، ده غير سمعتهم اللي زي الزفت، تخيلي بقى لما فندق ينهار على النازلين اللي فيه، او شاليه يتدمر ويبقى كوم تراب، اسم الشركة بتاعة حضرتك هيقع ومش هتقومله قومة تاني، ده غير القضايا بقى وحقوق الانسان وخد عندك، وطبعا ده كله ملهوش علاقة بأمير باشا لأن اسم شركته مش هيكون تبع القرية دي هو مساهم برأس المال بس، سؤالي ليك بقى اظن ان عندك شركة مقاولات ليه متبقاش هي المشرفه على المشروع ده حتى انت اولى بالشغل ياباشا، الا إذا كنت انت بقى ليك هدف معين في دماغك وهو انك توقع شركة مدام نهلة.

ترك حامي الأوراق على المكتب وهو يغمز ل أمير قائلا: انا كده خلصت اللي عندي.
لعنه أمير وخاصة حينما نطقت نهلة بغضب: ممكن استاذ أمير يديني تبرير للكلام اللي اتقال حالا ده.

حاول أمير تبرير موقفه وهو يقول ببعض الارتباك: كلام غلط طبعا يافندم، الشركة اللي هتشرف سمعتها كويسة جدا، ومش علشان مبني ولا اتنين من اللي اشرفت عليهم وقع يبقى نحكم عليها بكده، وانا كنت هخلي شركتي هي اللي تشرف ع الموضوع بس انا للأسف الشركة عندي ماسكة شغل تاني دلوقتي.

نطقت نهلة بحده: عذرك مش مقبول، أرواح الناس مش لعبه في ايدينا. مش نروح نرمي نفسنا في النار ونستني ياتصيب ياتخيب، الشركة بتاعتي هتشتغل مع حامي العمري، وأي تعاقدات كانت بينا يا أمير اعتبرها ملغية.
تابع حامي مايحدث بإنسجام شديد ثم استقام واقفا بعد ان اختتمت نهلة كلماتها وقال: خلاص يا مدام نهلة يبقى ميعادنا بكرة نتكلم في التفاصيل.

توجه نحو الخارج وهو يطلق صفيرا متناغما قطعه ليستدير هاتفا بسخرية: أمير باشا اشوفك في ماتش الملاكمة بالليل.
تبع كلمته بإبتسامه خفية كرد منه على نظرات الشر التي تخترقه ثم واصل سيره بثقه حتى البوابة الخارجية.
Back.

حاول عمر إخراجه من شروده: ايه هو السؤال صعب للدرجادي
فاق أمير وأردف بضيق: ولا صعب ولا حاجه، كل الحكاية انه ضايقني كتير وجه الوقت اللي اضايقه فيه، اسمعني بقى كويس وركز معايا.
كانت غافية على مقعد السيارة المجاور ل سارة مسحت هي على رأسها بحنان واسرعت إلى هاتفها تتصل به وهي تدعو الله أن لا يدري أحد بفعلتها، أجابها حامي وقبل أن ينطق بأي كلمة قالت هي سريعا: حامي العمري معايا.
نعم.

نطقها بتأفف جلي فكل منهم يحل بمصائبه الآن وهو يبحث عن شقيقته، اسرعت تقول بتوتر: انا لقيت نيره في مخزن نادر اللي جمب العيادة بتاعتي، شوفت رجالة رضوان بيدخلوها، أنا خدتها ومشيت، معرفش حد شافني ولا لا بس هما لو شافوني مكانوش هيسيبوني.
طمأنها قائلا: اهدي و متخافيش، خدي نيرة واطلعي على القصر خليكي هناك.
استيقظت نيرة على صوت المحادثة ونطقت بنوم: عائشة.
قالت سارة إلى من يهاتفها: هي صحيت لو عايز تكلمها.

اديها التليفون.
أعطتها سارة الهاتف فتناولته نيرة با استغراب وهي تتفحص السيدة والطريق من حولها و: الو.
سمعت صوت شقيقها يهتف: نيرو.
أسرعت تقول بلهفة: انتوا فين، وانا ايه اللي جابني هنا.
طمأنها مردفا: اهدي انتي راجعه على القصر دلوقتي وعائشة هتبقى تفهمك كل حاجه، المهم انتي كويسة دلوقتي؟!
لا جعانة اووي.
لاحظت انغلاق الهاتف في وجهها وشقيقها يتمتم: لا كده انا اتطمنت عليكي.

أعطت ل سارة الهاتف مردفة بحرج: هو كده بيحب يقفل في وشنا دايما.
ضحكت تلك التي تنظر للطريق وهي تقول بعدم اكتراث: لا ميهمكيش، انا مقفول في وشي منه حوالي 150 مرة.
تبادلا الضحكات الودودة فاانشغلا معا أثناء طريقهما نحو القصر.

كانت عائشة غافية على مقعدها جواره فما عانته اليوم ليس بالقليل، اخيرا وصل إلى القصر. أوقف سيارته ونزل منها توجه ناحية البوابة الآخرى وفتحها حاملا إياها، كانت تصارعها كوابيس سوداء منذ أن رأت ذلك البغيض المدعو عمها تذكرت كيف دمرهم كيف قتلها بدم بارد يوم قتل والديها، لاحظ حامي تغيرات تعابيرها اثناء النوم فعلم أنها تحلم بأحد الأشياء السيئة، صعد إلى غرفته من الباب الخلفي حتى لا يقابل أحد، وضعها على الفراش بهدوء ودثرها جيدا ليجدها تهمس: انا بردانة اووي.

حاولت القيام لتجلس على الفراش فساعدها قائلا: استني هشغلك الدفاية.
نطقت وهو يشغل المدفأة: انت مش جعان.
لا
نظرت للطاولة جوارها فوجدت طبق التين المجفف فاالتقطته قائلة: خلاص انا هاكل ده.
اقترب من الفراش وجلس امامها قائلا: لا انا جوعت، هاتي الطبق ده.
انتشله من يدها بسهولة ليلاحظ تذمرها فضحك عاليا
ابتسمت قائلة: اول مرة تضحك من قلبك مش من تحت لتحت.
نطق بإستنكار: تحت لتحت!، دي بضحكها ازاي بقى.

لا مبعرفش اقلدها بس تحس انك بتضحك نص ضحكة كده بص هي اسمها من تحت لتحت.
وضع الطبق في منتصفهم مردفا: ماشي ياستي، قوليلي بقى كنتي بتحلمي بإيه وانتي نايمة.
امتعض وجهها ونطقت بضيق حقيقي: افتكرت بابا وماما لما شوفت رضوان، افتكرت اخر مره شوفتهم، حلمت بيهم وبرضوان بيأذيهم بس انا متكتفة مش عارفه اعمل حاجه، عارف انا نفسي دلوقتي اشوفهم لو لثانية واحده بس احضنهم ويمشوا تاني.

احتجزها بين ذراعيه محتضنا إياها بينما تشبثت به هي الآخرى، اردف بهدوء: هجبلك حقهم، وعد مني.
حاولت الاعتدال فمنعها، فنطقت بخوف: انا مش عايزة حاجه، انا عايزة حياة هادية مفيهاش سلاح في جيبك وفي ايدك وجمبك ع السرير حتى لما بتنام.
تنهد عاليا بتعب بينما ظل محتضنا إياها وهو يردف: في حجات كتير اوي انتي متعرفيهاش، ولا حد يعرفها، لو قدرت اخلص من كل اللي حواليا ده هبدأ من جديد.

طمأنتها كلماته فتمتمت بدعاء: بإذن الله هتقدر.
تابعت متذكر وهي تقول بتمثيل: صحيح مين هينام على الكنبة؟!
رمقها بغيظ وهو يقول: عارفه انا كنت ناوي اسيبك بس بعد اللي قولتيه ده خليكي كده بقى.
قهقهت عاليا بينما شد هو من احتضانها وكأن كل منهما يبث آلامه للآخر في حياة جديدة بدأها اليوم.
يوم ملبد بالكوارث، جاور عمر أمير في الطائرة و أمير ينبهه مردفا: كده كل حاجه تمام ياعمر باقي بس التنفيذ.

هز عمر رأسه وهو يقوم بالسرد قائلا: يعني احنا دلوقتي نازلين مصر، انت هتعمل حفلة افتتاح معرض العربيات بتاعك الجديد، في نفس وقت الحفلة هتكون مخازن حامي العمري بتولع كلها ودي طبعا ضربه في مقتل، لأنه بقاله فتره المواد الخام ناقصه من مخازنه ودلوقتي احنا هنمحيها خالص يعني بندمره، وبعد كده هتروح تعرض عليه انك تشاركه وتصتلحوا وهو هيوافق غصب عنه بعد اللي هيحصل، ووقتها بقى تقدر تخلص عليه بالبطيء.

ابتسم أمير براحه وهو يردف: حلو اووي كده اهم حاجة كل خطوة تتنفذ صح.
سارت نيرة في الغرفة بتوتر جلي بينما هدأتها زينة القابعة في منتصف الفراش قائله: هتجننينا كده اهدي شويه.
ألقت عائشة هاتفها ناطقة بقلق: مش بيرد برضو.
جلست نيره جوار الثلاث فتيات قائله بإنزعاج: ورجع تركيا تاني ليه اصلا، عمر بقاله اكتر من شهر متغير ومكالماته كمان قلت.

أفرغت لينا احد المسليات في الأطباق قائلة بتفكير: ايه رأيك يا نيرو نسافر ليه ونقفشه متلبس.
رمقتها نيرة بغيظ مردفة: ناوليني يازينة حبة لب بدال مااتنقط.
هتفت عائشة: متقلقيش يوم ولا حاجه لو مرجعش، هنتعامل.
التفتن لها الفتيات الثلاثة بينما نطقت هي بإاستغراب: في ايه؟!
هتفت نيرة ب بابتسامة ماكرة: اصلك بتقولي نتعامل، دي كلمة أخويا حبيبي وشكله بقى حبيب ناس تانية.

وكزتها عائشة في كتفها قائلة: انتي هتعملي حفلتك عليا ولا ايه يانيرو.
دلف حامي إلى الغرفة، حاوطهم بنظراته مردفا: ايه مزهقتوش من القعدة دي.
نطقت لينا بضجر: زهقنا، خرجنا واحنا موافقين.
يلا البسوا طيب هنخرج.
نطقت زينه بحماس: هنخرج فين؟!
اعطاهم اوامره قائلا: البسوا بس وبعدين هقولكم.
خرج من الغرفة بينما لاحظت عائشة رنين هاتفها فوجدت رسالة نصية: اطلعي فوق هتلاقيه فستان البسيه.

ابتسمت بحب وهرولت خارج الغرفة وسط دهشة الثلاث.
جلست دنيا بهدوء جوار علي قائلة: انت تقرب ل حامي، اصله لما كلمته يوم ما ماما دخلت في الغيبوبة قالي انك هتكون معانا في كل حاجة دايما
حرك علي رأسه بالرفض وهو يناولها شريحة الخبز في مقهي المشفي قائلا: لا انا لسه عارفه جديد، وهو اللي ساعدني اشتغل في المستشفي هنا، حامي شخص مهما الواحد لف عمره ما يلاقي زيه.

هتف بآخر كلماته وبداخله وجع لايضاهيه اخر، رمقها مجددا قائلا بابتسامة ودودة: بقالنا شهر اهو ومتعرفناش كويس نبدأ من جديد بقى انا ياستي علي رضوان عبد الحي.
تركت كوب الماء من يدها وارتفعت له بعينيها الجاحظة هامسة: انت قولت ايه؟!
أعاد اسمه عليها مره آخرى بينما شعرت هي بانسحاب الهواء من صدرها وكأن الأرض قد أصبحت ضيقة للغاية ولم يعد شيء يساعدها على التحمل.

كان ينتظرها في الحديقة، يتابع البوابة كل ثانية، وضع يده في جيبه ولكن ثبتت نظراته عليها حينما وجدها تخرج من البوابة بذلك الرداء الذي اختاره لها، دق قلبه بعنف وهو يتابع تقدمها منه. لم يكن هكذا يوما ما، قابل العديدات هي فقط من يشعر بجانبها انه عاد ذلك الصغير مرة ثانية، وصلت له فقطعت شروده قائلة: انا جهزت لو تحب اطلع اقولهم يخلصوا.

جذبها من كفها مردفا بإبتسامته المعهودة: لا تطلعي ايه، احنا هنروح لوحدنا.
ابدت اعتراضها وهي تقول: وهما؟!
اردف بسخرية: هما بقى هنلبسهم ل يحيي.
ضحكت عاليا بينما اقترب هو منها ففرت هاربة نحو السيارة فأردف بغيظ: ماشي يابنت الزيني، هنروح من بعض فين.
أخرجت أحد الأشياء ووضعته في كفه قائلة بصدق: خد ده، انا دلوقتي بس اقدر اديهولك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة