قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل التاسع والثلاثون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل التاسع والثلاثون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل التاسع والثلاثون

كيف لقلب أن يتخلي عن حياته؟!
تنازلت عن فؤادك وهرولت نحو الظلام لتصبح النيران جزء منك، تحرق بها غيرك وانت لا تدرك انها تكويك كل يوم، أنا تلك البريئة التي حلمت بعالم وردي يخطفها فيه فارس على حصان أبيض ففاقت على صفعة الواقع ووجدت كفها قد انتشتله قبضتك ليصبح محاوط بالنيران، وللأسف قد عشقت.

عشقتك بكل جوارحي، أحبك نعم يهتف قلبي بها كل لحظة ولكن عقلي يأبي كل ثانية أن يكمل حياته في عالمك المظلم ونارك المشتعلة
فهل تطفيء مياه براءتي الصافية جحيمك المستعر؟!
أم يكبلني الجحيم من كل جهة ونحترق سويا ياصاحب القلب المظلم؟!

أنغام الموسيقى الصاخبة، حفل منظم على أعلى مستوى، الصحافة تمليء المكان، رجل الأعمال الشاب السيد أمير يحتفل اليوم بافتتاح اول معرض سيارات له في مصر، تلك الطبقه المنمقه التي تلمع خارجيا لتجذب نظرك من الوهلة الأولي، نجوم مضوية ولكن ضوء مزيف فإن هذا الضوء حقيقته الوحيدة هي الظلام، كان كل الحاضرين من أصحاب هذه الطبقة، الساحه تضج بالتحف الفنية والعازفين يسكروا من أمامهم وذلك الفراش الغالي في الأرضية والشاشات المتراصة في كل مكان، وقف أمير يلقي التحية على ضيوفه بينما نادي عمر هامسا له: فاضل نص ساعه ياعمر وننفذ.

عدل عمر من هيئته وهو بتفحص الجميع هاتفا: متقلقش كله هيبقي تمام.
توجه المصورين فجأة عند البوابة فاارتفعت انظار أمير و عمر ليجدوا حامي العمري يدلف بخطوات واثقة وسترة سوداء لامعه أعطته هيبه لامثيل لها، ويحتضن كف زوجته التي كانت تنظر للأجواء بضيق جلي، ولكن أناقتها في هذا الثوب وحجابها الهاديء لفت الأنظار لها.
همست عائشة ل حامي: احنا فين؟!
هتعرفي دلوقتي.

تجمع المصورون حولهم لينطق أحدهم قائلا: حامي باشا حضرتك وعدتنا انك هتجاوبنا على كل الاسئلة في حفل خطوبة الآنسة نيره. ممكن نعرف سبب تأجيل الحفلة.
هتف حامي بهدوء: حبينا نعدل شوية حجات، ومتقلقوش انا عند وعدي معاكم.
اندفعت إحداهن قائله: حضرتك جاي النهاردة تهني أمير بيه، مع اننا سمعنا ان في خلافات بينكم.
اتجه آخر يقول: ممكن يا مدام تقوليلنا ازاي قدرتي تتكيفي مع حياة صعبة زي حياة حامي العمري.

جذبها حامي و هتف بلطف حازم: ده مش وقته يا شباب.
تحرك بها من وسط هذا الحشد ليقف أمام أمير الذي يجاوره عمر، نظرت عائشة بصدمة لشقيقها قائله: عمر انت بتعمل ايه هنا!
التقطت عيناها هذا البغيض الذي يرمقها هي و حامي بنظرات متشفية قائلا: سوري جدا اني معزمتكش، بس اكيد طبعا انت مش محتاج عزومة.

ابتسم حامي لعلمه بتلك الكاميرات المحاوطة له ونطق بلهجة مماثلة: أكيد طبعا، ده انا مخصوص انا والمدام علشان نهنيك، إنما ايه اللي لم الشامي ع المغربي؟!
قالها وهو يرمقه هو و عمر بنظرات متفحصه، فنطق عمر بتوتر: شغل.
رمقته عائشة با استنكار وهي تنطق: مع ده!

انتشلها حامي جاذبا إياها معه إلى أحد الطاولات بعيدا عن نظرات امير التي لم تخفي عليه وعدسات المصورين المحاوطة إياهم، جلست عائشة بجوار حامي بملامح متذمرة ونطقت بضجر حتى كادت ان تبكي: انت جبتنا هنا ليه؟!، علشان توريني عمر؟!، اديني شوفته. قوم يلا نروح.
غمز لها قائلا ببرود مثير للأعصاب: اهدي و اتفرجي.
مرت النصف ساعه
حينها همس أمير ل عمر: أكيد الرجالة بتنفذ دلوقتي ومخازن حامي العمري زمانها اتفحمت.

أضائت الشاشات الكثيرة المتراصه في القاعه، لينجذب جميع المشاهدين لما يُبث داخلها، تفجأ الجميع بأن الشاشات تبث حريق هائل بجميع المخازن الخاصة ب أمير.

كل شاشة تختص بأحد مخازنه، علت صيحات الدهشة و الاستنكار بينما اقترب أمير من الشاشة غير مصدق لما يحدث، كانت بسمة الانتصار تعلوا وجه حامي بينما اقترب أمير بجنون من طاولته فحذره حامي بإبتسامة: الكاميرات حواليك في كل حتة والصحافة بتصورك، واظن مش هتحب تتفضح اكتر من كده وانا بطحنك وسطهم هنا.
اقترب عمر منهم فجلس جوار حامي قائلا بأبتسامه واسعه: باشا.
بادله حامي الابتسامه قائلا: حبيب قلبي.

جن جنون أمير وهو يرى مايحدث، إذا عمر كان على اتفاق مسبق مع حامي، انشغلت عائشة عنهم بمتابعة تلك الحرائق المشتعلة داخل الشاشات، بينما هز الحفل دلوف رجال الشرطه الواحد تلو الآخر، فوقف الجميع بدهشة بينما اقترب الضابط من أمير قائلا برسمية: امير باشا ياريت تتفضل معايا.
نطق أمير بغضب: اتفضل معاك فين انت معاك اذن نيابه!

أخرج الضابط ورقه قائلا: إذن النيابة اهو، ومن غير إذن احنا مسكنا شحنة مخدرات بتتسلم عند المينا والرجالة كلهم اعترفوا انها تبعك، فياريت تمشي من غير شوشرة.
جذبه الضابط من يده بعد معارضته فجأر أمير عاليا: اللي بيحصل ده هتندموا عليه كلكم.
نطق حامي للضابط الذي يسحب أمير: براحة عليه بس أحسن ندمه وحش اووي.
ضرب حامي على كتف عمر قائلا بإطراء: وحش ياعمر.
ابتسم عمر هاتفا: تلميذك.

هتفت عائشة بغضب: انا لآخر مره هسأل في ايه.
جذبها عمر قائلا بإشتياق: انتي واحشاني اووي تعالي نخرج وهحكيلك.
جذبها حامي من مرفقها قائلا بآلية: لا، بص انت اطلع على كافيه (، ) هتلاقي البنات ويحيي هناك، واحنا هنحصلكم.
لم ينتظر حامي إجابته بل أخذها وانسل من البوابة الخلفية تجنبا لهؤلاء الذين يلقوا الأسئلة دون ملل.

خرجا إلى سيارته، فجلست جواره وعلى وجهها علامات التذمر، ونطقت بغضب: لما يكون في حاجه، المفروض اكون عارفه ايه بيحصل، مش جايبني اقعد زي الحمارة مش فاهمه أي حاجه ولا عارفه اي بيحصل.
استدار لها مبتسما وهو يقول ببرود: لا على فكره هو مش المفروض تفهمي حاجه انا مش عايزك تفهميها، وعلى العموم عايزة تفهمي حاضر هفهمك بس لما نوصل.
احنا رايحين فين، وماتقوليش هتعرفي دلوقتي.
هتف بهدوء: هتعرفي دلوقتي.

صرخت عاليا قبل أن تتوجه بنظرها للنافذة الخارجية بضجر: يووه.
اجتمعوا جميعا في هذه الأمسية الرائعة
في ذلك المقهى الشبابي، وكانت حالة الملل هي السائدة تصيب الجميع عدا زينة و يحيي، ضربت نيرة على الطاولة أمامها بضجر فاانتفض الإثنان وخاصة وهي تنطق بتذمر: اجبلكم اتنين ليمون، قولوا والله ماتتكسفوا.
وكزتها لينا قائلة: لا يانيرو هما هيفرحوا اكتر لو سبناهم قاعدين لوحدهم.
يااااريت.

هتف بها يحيي بأمل بينما هتفت نيرة بإنزعاج: فين حامي و عائشة وبعدين هي دي الخروجة!، جايبني في كافيه وكمان سايبني انا ولينا و قاعدين تحبولي في بعض.
مطت زينة شفتيها هاتفة: في ايه يانيرو ما الكافيه جميل اهو وعلى النيل كمان عايزه ايه تاني، ده كفاية الميوزك.
أعادت نيرة كلمتها قائلة: ميوزك!، طب اتلهي.
آتى النادل ليقطع جلستهم قائلا بأدب: مين فيكم آنسة نيره.
هتف يحيي بدلا عنها قائلا: خير؟!

قدم النادل علبة مخملية باللون الأزرق هاتفا: دي مبعوته ليها.
انصرف بأدب بينما انقض الجميع على تلك العلبة فهتفت نيرة بغضب: إياك حد يلمسها، هو انتوا اسمكوا نيره!
هتفت لينا بغضب طفولي: لا مليش دعوه انا عايزة افتحها.
انتشلتها نيرة وهي تهتف: محدش هيفتحها دي بتاعتي وانا اللي افتحها.
فتحت نيره العلبة بقلب مضطرب لتصدر صيحات الإعجاب بهذا الخاتم اللامع الذي يتوسطه فص على شكل قلب صغير من الألماظ الخالص.

أردفت زينه بإنبهار: وااااو.
قطع جلسة تأملهم دلوف عمر المفاجيء وهو يجذب المقعد جالسا ويهتف بإشتياق: وحشتيني.
رمقته نيره بعتاب وأغلقت العلبة قائله: امسك انا مش عايزه منك حاجه.
تصنع الحزن وهو يهتف: لا ده انا كده اقوم اموت نفسي.
أحسن قوم.
ضحك الجميع عاليا بينما نطق عمر: ايه يا نيرو الإحراج ده، والله لو حكتلك السبب هتعذريني.

هتفت بحزن جلي: مفيش أي سبب يخليك تقعد اكتر من شهر ولا ترد على مكالماتي ولا حتى تفكر تكلمني.
حاول يحيي تهدأة الأوضاع فهتف بهدوء: طب اسمعيه.
تابع بهدوء: قومي يا زينه نتمشي شويه.
هبت زينه من مكانها بينما نطقت لينا بإصرار: انا مش هقوم من هنا.
جذبها يحيي هاتفا: يلا ده احنا هنروح نتفرج على السمك امشي بس.
رحلوا جميعا وتركوا الاثنان سويا فهتف عمر: نيرو.

لم تجبه فقط علامات الضجر تكسوا وجهها فهتف هو بهدوء: انا عارف انك ليكي حق تزعلي بس انا والله كنت في ظروف، الحكاية ياستي وما فيها ان في واحد الله ينتقم منه كان عايز يأذي حامي و عائشة ده غير ان ليا معا تار قديم، فااضطريت اشتغله وافهمه اني هساعده في اني هوقع حامي معاه علشان اعرف هو بيفكر في ايه من ناحيتهم، وطبعا مكانش ينفع خالص نتكلم او حتى اتصل بيكي لاني كنت متراقب كل ثانية واي حاجه كنت هعملها كانت هتكشفني، انا حتى حامي كنت بتواصل معاه بأكونت فيك وببعتله المسدجات من الحمام كمان متخيلة!

هتفت بدهشة: يانهار أبيض!، طيب وانتوا عملتوا ايه مع الراجل ده.
ابتسم عمر هاتفا بشماته: حامي روقه.
أعطاها العلبة قائلا: البسي الخاتم بقى ماتبقيش غلسه.
ابتسمت نيره وهي تهتف بتردد: انا هسامحك بس علشان خاطر انا طلعت ظالماك بس الخاتم خليه معاك البسه في حفلة الخطوبة، بس بصراحه هو حلو اوووي.
ده انتي اللي حلووه اوووي.
رفعت اصبعها محذرة: احترم نفسك ياعمر بدل والله مااقول لحامي.

نطق بضجر: يا فصيلة، اتجوزك بس وانا هعلمك تبطلي كلمة احترم نفسك دي.
ابتسمت هاتفه بحماس: يلا قوم فرجني ع السمك بقى.
مط عمر شفتيه هاتفا بحسره: سمك!، اقولك وحشتيني تقوليلي سمك!، قومي يااختي افرجك واخد بنت اختي معايا.
هرولت ناحية ذلك الحوض الحاوي للأسماك وهي تهتف: انت كمان وحشتني على فكره.
علت الضحكه وجهه ولا حقها في هرولتها قائلا: نيره استني، انا كمان عايزه اتفرج ع السمك.

توقف بسيارته في أحد الأماكن المظلمة، فهتفت عائشة وهي تتفحص الظلام من حولها: حامي احنا فين؟!
احتضن كفها قائلا: أنا معاكي متخافيش.
مش خايفه بس المكان ضلمه اووي.

نزل من سيارته بهدوء وكالعادة لم يفتح لها البوابة فاابتسمت محركة رأسها بمعني لا فائدة، نزلت هي الآخرى من السيارة، وبمجرد نزولها قبض على كفها وسارا معا وسط هذا الظلام، كانت تتوق شوقا لمعرفة أين هما وماهذا، توقفا أمام بوابة ضخمة مفتوحه على مصرعيها ومزينه بتلك الأضواء اللامعة من كل جانب آتت لتتحدث فقاطعها قائلا: اسكتي.

دلفا معا من هذه البوابة وهي تنظر لها با انبهار وبمجرد دلوفهم، ضائت الأجواء بالألعاب الناريه التي تزين السماء، رفعت عائشة عينيها لترى اسمها مكون في السماء بتلك الألعاب النارية، استدارت له ناظرة بغير تصديق فشدد على قبضتها قائلا: اسمك ده زي ما مكتوب فوق بالنار كده، هو فعلا جوايا نار بتحرق في قلبي كل يوم من لحظة ماشوفتك، زي مايكون قلبي هو مأواها، حاولت كتير ابعد، حاولت ابعدك، عاملتك بالوش اللي لما بعامل أي حد بيه بيخاف ويهرب، بس انتي كنتي بتقربي اكتر زي ماتكوني بتقوليلي انك هتفضلي تحرقي فيا لحد مااطفي انا النار دي بإيديا، النهاردة وبعد كل اللي حصل ده أنا مش ندمان على أي حاجه عملتها، انا لما اتجوزتك اتجوزتك علشان العيل اللي جوايا اللي ضاع منه كل حاجه طفولته ولعبه وكل حاجه، وفجأة لقى قدامه حاجه باقيه من نفسه القديمه، مكانش حب على أد ماكان خوف ان الحاجة دي تضيع وتملك ان الحاجة دي بتاعته، النهاردة وبعد كل اللي عشناه سوا ده، بحبك يابنت الزيني.

كانت دموعها تتسابق على وجنتيها تقف أمامه وتنظر في عيناه بعدم تصديق بينما مرر هو إبهامه على وجهها يمسح هذه الدموع قائلا: النهارده الوحش بيقولك ان قلبه دق علشانك وبس.
همست هي: النهارده الوحش أسرني للمرة التالتة.
تابعت كلماتها بحب صادق وهي تنظر في عيناه: الأولى لما حبسني بين حيطان قصره، والتانيه لما حبيته غصب عني، و التالتة النهارده.

مال عليها مقبلا ثغرها، ثم احتضن إياها مشددا عليها، فهمست هي: بس ايه المكان ده!
جذبها معه لتشاهد منزل صغير مبهر للأعين يصيبك بالراحه للوهله الأولى لايوجد سواه في المكان وتقبع أمامه أحد البحيرات مما وكذلك انعكاس المياه والنجوم المرصعة في السماء تجعلك تشعر وكأنك ملكت العالم بما فيه.
رمقته بعدم تصديق قائله: كل ده.

علت نغمات تلك الأغنية التي سمعاها للمره الأولى معا، فاابتسمت بحب بينما مد هو كفه لها دعوها للرقص فقدمت كفها بلا تردد، تحركا معا على أنغام هذه الموسيقى، البحر يحتضنهم والنجوم تزيد من لمعانهم وعيناه اللامعه تقبض عليها بشده، وكلمات الأغنية تصدع في الأجواء
أبلغ عَزيزاً في ثنايا القلبِ مَنزله
أني وأن كُنتُ لا ألقاهُ ألقاه
وأن طرفي موصولٌ برؤيتهِ
وإن تباعد عَن سُكناي سُكناهُ.

يا ليته يعلم، ياليته يعلمُ أني لستُ أذكرهُ
وكيف أذكرهُ إذ لستُ أنساهُ
يامَن توهم أني لستُ أذكره
واللهُ يعلم أني لستُ أنساهُ
إن غابَ عني فالروح مَسكنه
من يسكن الروح، كيف القلب ينساه.
تمايلت معه كالفراشة يحركها هو كيفما شاء، جذبها من مرفقها لتقترب منه وهي تعيد: إن غاب عني فالروح مَسكنه، من يسكن الروح كيف القلب ينساه.
ضحك حتى ظهرت نغزتيه وحملها متجها بها إلى ذلك المنزل قائلا: بحبك ياعيوش.
أنا كمان.

اختتمها بدلوفه بها إلى المنزل، يحتويها كنجمه من السماء حصل عليها للتو، غالقا البوابة خلفه بقدمه.
جلس يحيي بجوار زينه و لينا على أحد الطاولات البعيدة وقال: انتي عدتك خلصت امبارح صح.
هزت رأسها سريعا بإبتسامة واسعه فهتف هو: خلاص نكتب الكتاب بكره.
هتفت لينا بمكر: لا طبعا ياعمو لازم نعمل خطوبة.
أكدت زينه على حديثها قائله: ايوه انا هعمل خطوبة. انا عايزة اتعرف عليك لسه.

خلع يحيي زي لباقته واستعان بتذمره قائلا: ت، إيه يااختي، امال التلات شهور اللي انا عاملك أراجوز فيهم دول ايه، ده انا كان ناقص اطلعلك في التليفزيون، هو كتب الكتاب بكره خلاص.
لا يعني لا
هدأتها لينا قائله: اهدي يازينو انكل يحيي جميل وهيسمع الكلام.
هتف بشراسة: لا ياحبيبتي انا مش آنكل ده انا، نهايتها يا زينه هنتجوز بكره.

اسمع بقى انا لا هتجوز ولا اتخطب إلا لما تحكيلي كل حاجه من الأول خالص، و علاقتك بحامي ولما خطفتني والصور، انا عايزه اسمع كل حاجه وبعدها نبقي نشوف هنتخطب ولا نتجوز.
قطع حديثهم دلوف مي المفاجيء والتي قطعت خلوتهم حينما مالت على الطاوله قائله بضحكة مستفزة: ياحلاوتكم.
نطقت زينه بإمتعاض: ليو أنا حاسه اني قرفت من الترابيزة.

ذهبت لينا بأنظارها ل مي قائلة: طنط هو فين بقية فستانك، القطه أكلته؟!، على فكره بقى زينه أحلى منك بكتير.
قالتها وهي تخرج لها لسانها فااستشاطت مي غضبا قائله: ما تعرفهم يا يحيي على مراتك ام ابنك.
رمق يحيي زينه خفيه يحسها على الهدوء بينما استقام واقفا وهو يقول بسخرية: عيدي تاني علشان مسمعتش.
رمقته بصدمه جليه وقالت: تنكر انك كلمتني وقولتلي اني وحشتك و بتحبني وموافق نكمل.
لا ماانكرش طبعا.

شهقت زينه ولينا بينما تابع هو: اصل علشان تعرف تثبت قذارة حد لازم للأسف تنزل مستنقع القذارة ده.
أخرج أحد التسجيلات من جيبه ووضعه أمام عيناها فهتفت بإرتباك: ايه ده؟!
ده ياروح امك تسجيل ليكي انتي وصاحبتك وانتوا بتتفقوا عليا وع الواد اللي هتلبسيهولي والصور اللي هتنزليها علشان تخلي زينه تبعد.

أخرج آخر متابعا با ابتسامه ماكره: وده واحد تاني بقى بس صوت وصورة سجلتهولك وانا معاكي في الشقه الأسبوع اللي فات، وانتي بتتفقي معاه على شحنة المخدرات وانك هتشرفي على كل حاجه.
تبعهم بآخر وهو يقول: وده بقى كل مكالماتك انتي وأمير لما كان بيطلب منك تراقبي عائشة وكنتي بتبلغيه بأخبارها أول بأول.

اختتم حديثه قائلا: على مقاسك بالظبط ياقطه، ايه رأيك بقى نقدم بتاع المخدرات ده للبوليس واهو تشرفي جمب أمير باشا في السجن اظن انك عارفه انه اتقبض عليه النهارده، وماتقلقيش هجبلكوا عيش وحلاوة.
قالت مسرعه بخوف وهي تستعطفه: لا أرجوك، انا مليش دعوه.
استدار يحيي إلى زينه قائلا: ايه رأيك سامحها؟!
استعطفته بدموع مزيفه قائلة بترجي: بلاش السجن بالله عليك.
هتفت زينة: يحيي كفاية كده.

قهقه عاليا وهو يقول: انتي مصدقاها، دي دموع تماسيح ياحبيبتي ومي شاطره اوي في الموضوع ده.
علي العموم انا هطلع راجل معاكي وموافق اني مااقدمش التسجيلات دي بس طبعا ده مش ببلاش.
أنا موافقة على أي حاجة.
ابتسم قائلا: تمام ياحلوه، يلا يا زينه علشان هنمشي.
قامت زينة وسحبت لينا معها ليتجهوا جميعا نحو منزل هنا.

في تركيا وخاصة في ذلك المنزل جلسا على و دنيا معا في الحديقه كل منهم يفكر بآلامه فنطقت دنيا ساخرة: بقى اللي بيعالج امي هو نفسه اخويا!
انا مش فاهم أي حاجه يادنيا وانتي مش عايزة تحكيلي بالظبط.
هزت رأسها بيأس قائله: كل اللي اقدر اقوله ان حامي اللي بيحميني دلوقتي لو سمع جزء بس من الحكاية هيتحول نار تااكل الكل ومش بعيد تطولني.
ايه هي الحقيقة؟!
ابتسمت بألم مردفة بغموض: هحكيلك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة