قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الأربعون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الأربعون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الأربعون

هل ينتصر الخير؟
تعددت الإجابات ومازال الجواب الذي يرضي قلوبنا مجهول، تارة نشعر أن سلاح الخير يهزم أعتي حصون الشر وتاره آخرى تسقط سماء أحلامنا علينا، كان لي جناحان أحلق بهما أينما شئت وآتيت أنت واقتلعتهم مستبدلا إياهم بآخرين، نعم مازلت أطير ولكن في حدودك انت بشروطك انت بموافقتك انت.
انت، أكبر عقبة في حياتي، كلما أخذت خطوة لكي ابتعد هرول القلب ناحيتك وكأنه قلبك انت وليس قلبي.

ولكن لن يستمر الوضع، إذا كنت تعشق فااعلم ان مائي ستطفيء نارك عنوة ياصاحب القلب المظلم.
وينتصر الخير.
ادي ياستي اتنين اسبريسو يعدلوا الدماغ.
هتف بها علي وهو يتقدم من دنيا الجالسه على فراش والدتها المريضة في ذلك المشفي، بينما سحب هو مقعد وجلس مقابلها، ابتسمت بهدوء وهي تتناول منه ذلك الكوب ووضعته جانبا وهو يهتف: يلا بقى تحكيلي كل حاجه.

هزت رأسها وهي تتنهد بتعب ثم بدأت في الحديث قائلة: رضوان، دايره كبيره اووي متعرفش اولها فين وآخرها منين، مامي قالتلي ان اول ما رضوان اتجوز اول جوازة ليه، مخلفش فراح هو ومراته يكشفوا، طلعت هي سليمه بس هو كان عنده مشكله تمنعه من الخلفه وده اللي الدكتور قالهوله وبرضو قاله ان المشكله دي هتتحل بالعلاج، ساعتها مراته ساومته إما يكتبلها شركه او تفضحه في كل مكان وساعتها اسم رضوان عبد الحي كان لسه بيشق طريقه وضربه زي دي كانت هتهزه جامد، بس رضوان رفض يكتبلها الشركه وضربها علقة موت وطلقها...

تابعت دنيا بسخرية مريره: طبعا بعد ما طلقها فضحته في كل مكان الصحافة والفضائيات وخد عندك بقى، فالباشا علشان يكدبها طلع قال انه كان متجوز اولها وعنده بالفعل بنت عمرها اربع سنين اسمها تمارا، وده يثبت كدبها، طبعا كان واكل دماغ الناس بالأعمال الخيرية اللي بيعملها وغيره فالكل صدقه ماانت عارف بقى اصل المصريين عاطفيين شويه، بعدها بفترة صغيره اتجوز واحده تانيه وخلفك.

مط علي شفتيه بعدما نطقت هذا وقال بألم: تمارا دي كمان مطلعتش اختي، طلعت اخت حامي العمري واسمها الحقيقي زينه وهو كان خاطفها منهم.

هتفت دنيا هذه المره وهي ترتشف من كوبها: الصدمه بقى ان امي هي نفسها اللي فضحت رضوان وقالت انه مبيخلفش وعملت كل الليله دي علشان العشم كان واكلها اووي ومفكره انه هيديها الشركه زي ماطلبت، وكانت برضو هي اللي مظبطه مع الدكتور يفهم رضوان انه عنده مشكله علشان تقدر تضغط عليه، بس لما طلقها وماادهاش حاجه كانت حامل فيا اصلا، يعني رضوان معندوش اي مشكله.

جحظت عين على وهو يهتف بصدمه قائلا: يعني مدام نهله هي مراة رضوان اللي قالت انه مبيخلفش!
نطقت دنيا بألم مرير: حتى دي كمان مااسمهاش نهله. اسمها الحقيقي علياء الرفاعي واسمها ده غيرته لما سافرت بره، امي خانت اكتر حد عاملها كويس واعتبرها بني ادمه وطعنته في ضهره.
خانت مين؟!
تنهدت دنيا عاليا وهي تقول بتعب: خانت حامي العمري.
حرك علي رأسه بعدم تصديق قائلا: ازاي ده حصل؟! ومين اللي قالك الكلام ده.

هي مقالتليش كل حاجه، باقي الموضوع عرفته من مذكراتها اللي هي كاتباها، انا حقيقي تعبت ومش هقدر اكمل ياعلي.
مسح على كتفها قائلا بهدوء: خلاص يادنيا كفاية كده انا هخرج وارتاحي انتي على السرير ده شويه.
هزت رأسها بخضوع بينما خرج هو بعد أن أطفأ نور الغرفه، جلس على أحد المقاعد في الخارج واخرج من تحته أحد الكتب قائلا: آسف يادنيا بس انا لازم اعرف كل حاجه.

في ذلك المنزل المطل على البحيرة، تململت عائشة في نومتها وفتحت عيناها ببطيء لتصتدم عيناها بمنظر البحيرة امامها، ذلك اللوح الزجاجي الذي يطل على الخارج لترى منظر المياه البديع من غرفتك وفراشك، آتت لتتسلل من تحت يد حامي المحتضنه إياها عانت كثيرا حتى استطاعت الخروج واستقامت لتذهب إلى المرحاض بهدوء حتى لاتزعجه.

بعد فترة ليست بالقصيرة خرجت من المرحاض تجفف خصلاتها ووقفت امام المرآة ترتبها بعناية، اهتز جسدها على غلق باب المرحاض فااستدارت لتجده قد استيقظ ودلف، نطقت بااستنكار: طب قول صباح الخير حتى، مفيش فايدة فيك.
خرج بعد فترة ليجدها قد غادرت الغرفه فتنهد عاليا، صراعات داخلية تدور وخوف من القادم وقلب يهاب فقدانها ويخاف أذاها، هو يرى ان كل مايقترب منه ينتهي وهو لايريد انتهائها.

ارتدى ملابسه المكونة من سترة سوداء وسروال بنفس اللون وخرج ليجدها جالسه امام التلفاز تستمع له بحماس فجلس جوارها. أسرعت هاتفه: صباح الخير، دي بقى بتتقال الصبح لما يكون في ناس قدامك.
ايه! صباح الخير ايه انا مبقاش طايق الدنيا اساسا وانا صاحي.
شهقت عاليا وهي تقول بعتاب: بقى كده طب ماشي انا قايمه.
ضحك عاليا جاذبا إياها لتعود مكانها وهو يقول مهدئا: طب تعالي، صباح الخير ياعيوش.

وانتي اول حد في حياتي على فكره اقوله صباح الخير.
ابتسمت عاليا وهي تقول: صباح النور.
احتضنها قائلا بعبث: لا ده انا ع الضحكة دي هقولك صباح الخير كل تلات دقايق.
ضحكت عاليا بينما قال وهو يمسح على خصلاتها: انا عايز قهوه هتعرفي تعمليها ولا ايه نظامك!
انتفضت لتواجهه قائله بحماس: هعرف طبعا ده انا احسن حد يعمل قهوه في الدنيا، انت بقى تعرف تعملها؟!

هز رأسه بغموض وهو يهتف بشك: انا بعملها لنفسي كل يوم، بس شاكك في كلامك ده وانك بتعرفي تعمليها.
ابتسمت بحرج وهي تهتف: ليه الاحراج ده بس، بص انا بعملها بس من غير وش، بعملها وحش الصراحه.
ارتفعت ضحكاته وجذبها من يدها قائلا: طب قومي اعلمك تعمليها حلو ازاي.
وصلا إلى المطبخ بحماس بينما تابعته هي بعيناها وهو يحضر الأدوات قائلا: بتحطي معلقتين بالظبط من البن، اي نوع بقى بتحبيه ويكون بيعدل دماغك.

رفع امامها احد العبوات متابعا: انا بشرب من ده.
هزت رأسها والإبتسامه تعلو وجهها تتابع بحماس يينما استكمل هو بآلية: وبعدين بتحطي معلقة سكر واحده لو بتشربيها مظبوط، بس انا بشربها ساده فمش بحط سكر.
بعدين بقى بتجيبي المية وتكون ساقعه، شوفي مثلا انتي هتشربي في الفنجان ده، بتروحي ملياه ميه وتصبيه في الكنكه زي معيار يعني.

وبعد كده بتحطيها على نار هادية جدا وتسيبيها تستوي مع نفسها وبتقلبي تقليبه واحده بس في الأول، وقبل ما تطفي عليها بتقلبي تاني.
وبتسبها ياوحش بقى ع النار.
ضرب على رأسه بخفه قائلا: التليفون.
قالت بتذكر: اه صح فين تليفوني ملقتهوش لما صحيت.
نطق وهو يخرج من المطبخ: كنت قافلهم علشان انتي عارفه الزن، خدي بالك من القهوة.

بقت بمفردها فاابتسمت بحب وهي تتمني أن يدوم كل شيء، كم سعد قلبها بمفجآته لها أمس وبذلك المنزل المنعزل عن الجميع قطع شرودها أحدهم يوجه سلاحه على رأسها من الخلف وهي تفتح عينيها على وسعيهما.
ساااااره
انتفضت ساره الجالسه امام التلفاز اثر صوته العالي فهبت واقفة تقول بغضب للماثل امامها: في ايه؟!، وبتعلي صوتك كده ليه.
التقط مرفقها قائلا بغضب اعمى: كنتي بتعملي ايه عند المخزن القديم!

هتفت بشر: سيب دراعي ده، وبعدين الموضوع ده عدى عليه اكتر من شهر وشويه وكنت هناك فعلا بدور على الخاتم الألماظ بتاعي ولو مش مصدق ثواني.
صدح صوتها عاليا وهي تهتف: أميره.

هبطت سالي بهدوء ناظرة للأرض كانت قد غيرت في شكلها كليا منذ ان عملت هنا حتى لا يتعرف عليها نادر لانه ربما شاهدها مره مع رضوان، كانت خدعة مساحيق التجميل بارعه في إخفاء ملامحها، وقفت امامهم بهدوء بينما نطقت ساره: احكي للباشا على اللي حصل يوم ماروحت عند المخزن.

هتفت سالي متصنعه التوتر: انا آسفه والله ياباشا اسفه بس انا ايدي اللي تتقطع اتمدت على خاتم الهانم، وهي دورت عليه في كل حته بس انا رجعته ليها والله وطالبه تسامحني.
سألها نادر: الهانم دورت ع الخاتم فين؟!
دورت هنا وبره في الجنينة وورا اليلا عند المخزن القديم، حتى واحد من الحرس مكانش عايزها تدور.
رمقها نادر من أعلاها لأسفلها قائلا: وانتي مين؟!، اما اول مره اشوفك.

هتفت سالي سريعا ببكاء: انا بشتغل مع الخدم ويساعد مدام ساره في العياده والنبي ياباشا ماتقطعوا عيشي وايدي مش هتتمد تاني الله.
هتفت ساره بحزم: تقدري تطلعي على شغلك.
اختفت سالي من الأجواء بينما نطقت ساره بضجر: ياشيخ بقى ده انا قرفت منك ومن اللي انت فيه ده، هكون روحت هناك عملت ايه يعني، ولا انت بقى كنت مخبي حاجه هناك وخايف اكون عرفت.

هي تعلم جيدا ان نيره كانت هناك وانها هي من قامت بتهريبها وربما لقطتها احد الكاميرات وهي تسير امام المخزن ولكنها فعلت كل هذا لتبعد الشبهه عنها، فحينما يتيقن نادر انها كانت تبحث امام المخزن لن يشك لثانية انها هي من تسللت من الجهة الخلفية وقامت بتهريب نيره.

ارتبك نادر ونطق: هكون مخبي ايه يعني، بقولك ايه ياساره ابعدي عن طريقي احسن علشان انتي عارفه انا لدعتي والقبر، ويكون في في علمك انا مبقتش مرتاحلك يعني خدي بالك الفترة الجايه بقى.
هتف بتلك الكلمات وسار راحلا فهمست هي: غور جتك القرف ربنا يخلصني منك بقى
ثبتت عائشة مكانها بهدوء على الرغم من دقات قلبها المنتفضة بينما نطقت بثبات للواقف خلفها: انت مين وعايز ايه.

هتف بشر: انا مين ملكيش دعوه اما عايز ايه بقى هتعرفيها حالا، امشي قدامي من غير صوت.
علي حين غره وجد ذلك المجرم من يتسلل ليقبض على عنقه من الخلف هاتفا بشراسة: تعالي بقى نعرف منك انت مين.
لكمه اللكمه الأولى اتبعها باانتشال السلاح من يده والقاءه على الأرضية ثم توالت لكماته له ليطيح به أرضا، تأوه الرجل بألم بينما مال عليه حامي قائلا بعنف: مين اللي باعتك يا و.

لم يجد منه رد فسدد له ركله صرخ منها عاليا بينما استفسر حامي ثانيا وقد التمعت عيناه الزيتونية بالشراسة: تاني مره، مين اللي بعتك، وعلشان تكون عارف التالتة مع حامي العمري بموتك.
هتف الرجل سريعا بألم: واحده هي اللي بعتاني، اقسم بالله مااعرف اسمها.
التقط حامي السلاح من الأرضية هاتفا بشر وهو يعده للتصويب: انت اللي طلبت.
صرخت به عائشة بذعر جلي: حامي لا.

كانت نظراته محتدمه ارتفع ينظر لها بينما نطق الرجل متوسلا: والله ما اعرفها بس هقولك على المكان اللي قابلتني فيه.
مال عليه حامي مره ثانية وهتف بشر جلي: وانا موافق، بس لو عرفت للحظة انك بتكدب هخليك تكره اليوم اللي شوفت فيه حامي العمري، احفظ الاسم كويس بقى.
استقام واقفا وجذبها بهدوء للخارج بينما عاد إلى ذلك الرجل ونطق بسخريه: قوم.

امتثل سريعا وحاول التغلب على آلامه ليقف على قدمه بينما سحبه حامي إلى أحد الغرف وألقاه بها غالقا البوابة.
استدار إلى عائشة الواقفة خلفه واقترب منها محتضنا إياها بصمت، آتت لتتحدث فتنهد قائلا: عائشة اسكتي، انا دلوقتي كده حاضن الموت بإيدي.
همست: الموت!
نطق داخليا بتعب من كل شيء: انتي المرض والدوا.
حاول تغيير الموضوع قائلا بسخرية: القهوة عامله ايه!
نطقت بضحك من وسط بكائها: باظت.

ضرب على رأسها بخفة قائلا بضحك: طب سلميلي عليها، واوعي تفكري نعمل قهوه تاني.
ارتفعت ضحكاتهم بينما نطقت قلوب كل منهم بآماله ومخاوفه.
كان يحيي يستعد ليخرج من الغرفة يتناول وجبة الافطار معهم جميعا وبالأخص والدته، ولكن قطع خروجه صوت هاتفه فأجاب: ألو
اكلم حامي؟!
هتف يحيي بهدوء: لا هو مش موجود حاليا للأسف، بس تقدر تقولي انا.
طيب حضرتك مين؟!
نطق يحيي بثبات: انا زي اخوه. تقدر تتكلم.

هتف علي يخوف بين: طيب لو حضرتك حقيقي زي اخوه ارجوك لو الميموري مع حامي اوعي تخليه يفتحه، ارجوك تمنعه.
الميموري لو اتفتح صدقني حامي العمري هيموت ناس كتير اووي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة