قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الحادي والأربعون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الحادي والأربعون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الحادي والأربعون

لماذا تنظر لي هكذا؟!
ماذا تخبيء تلك النظرات الجامعه التي لاآراها منك إلا حينما تخلع نظارتك المعتمة.
هل تخبرني بحب دار بين الطرقات حتى تاه ولم يعد يجد مأواه!، أم تخبيء خلفها الفراق، عيونك لامعه دائما ولكني لم أعد أدري هل تلمع بالخير أم الشر؟!
هل تلمع بالتسامح أم تلمع بسبب اشتعال نار الانتقام داخلها، نظرات غامضة مبهمة الشعور الوحيد الذي استطيع تفسيره كلما نظرت إلى عينك هو الأسف!

هل ستصيبني بلعنة آخرى فتتأسف على الآتي، أم سيتحول طغيان نارا موقدة تلتهم الجميع فتعتذر مني على ضياعك في الطريق.
في كل الأحوال أرجوك ألا تتركني ياصاحب القلب المظلم.
تشبث بيدي وأعدك أن أعطيك حياتي إن احتجت اليها، فرباطنا صار أبدي ولم يعد هناك مجال للعودة!

أوقدت سارة المدفأة، وتطلعت إلى غرفتها المضيئة تتفحصها بصمت، ذهبت تجاه زر الاضاءة لتطفئه واتجهت ناحية فراشها تجلس عليه ببكاء جلي وهي تتطلع إلى صورة صغيرتها وقلبها يحترق على ابنها.
زاد نحيبها وارتفع صوته ولكنها حاولت تدارك نفسها عندما وجدت دقات هادئة على الباب فهتفت وهي تمسح دموعها: مين؟!
نطقت سالي بهدوء: انا سالي يامدام ساره.

سمحت لها بالدخول، فدلفت سالي مغلقه البوابة خلفها بإحكام، لاحظت دموع سارة فجلست على الفراش قائلة بحرج: أنا آسفه بس انا كنت طالعه اقولك ان نادر خرج سمعتك بتعيطي، ممكن اعرف بتعيطي ليه؟!
هتفت ساره بألم: ولادي وحشوني اووي، للأسف امهم غلطت مرتين بس مكانتش تعرف ان هما اللي هيدفعوا تمن غلطها ده.

تنهدت سالي عاليا وربطت على كتفها مهدأة: اهدي بس، وبعدين كده أحسن ليهم، البنت الصغيرة مع حامي باشا دلوقتي وده أكبر امان ليها، ولا انتي عايزة تؤجعيها هنا وتخلي نادر يضغط عليكي بيها تاني وانتي عارفه ان البنت مش فارقه معاه اصلا ولا كأنها بنته هو كل اللي يفرق معاه مصلحته وبس، والولد زي ما قولتيلي برضوا مع حامي العمري ومأمنه يعني استحاله نادر يوصله هما دلوقتي في أمان اكتر صدقيني.

تطلعت إليها ساره وقد هدأ حزنها قليلا لتهتف: للأسف كل اختيار في حياتنا بنتحاسب عليه بالمللي، وانا بقى اختارتلهم ناس غلط كل اللي بيعرفوا يعملوه انهم يكونوا شياطين وبس، رمقتها بحزن متابعه: اقولك على حاجة وتصدقيني، انتي عارفه انا وديت بنتي لعائشة ليه؟!، عائشة كانت قريبتها بتتعالج عندي واتصاحبنا جدا، وفي يوم كنت سايبة لينا مع الدادة في البيت وكنت انا هنا في العيادة، فجأة لقيت البنت بتتصل بيا وعمالة تعيط مش مبطله، طلع ان الباشا خلى الدادة بتاعتها تمشي، وكان جايب واحده من الزبالة اللي بيعرفهم معاه ومكلفش حتى يقفل عليهم الباب والبنت نزلت وسمعت صوتهم خافت وطلعت تاني جري تتصل بيا، انا بحمد ربنا لحد النهاردة انها مكملتش نزول وشافتهم، وخصوصا ان لينا فضولية جدا، ياعالم لو كانت شافتهم كان هيحصلها ايه مش بعيد كانت اتعقدت، في الوقت ده عرفت اني لازم ابعدها عن الزبالة ده بدل مااخسرها زي أخوها، اتصلت بعائشة تاخدها عندها فترة لحد مااظبط اموري واشوف هعرف اهرب واسافر بيها ولا لا بس كل حاجه اتغيرت لما طلع ابني عايش.

استفسرت سالي بفضول: معلش يعني في السؤال بس هو انتي مطلبتيش منه الطلاق طول الفترة دي ليه؟!

ابتسمت سارة ساخرة وهي تعيد كلمتها: طلاق!، نادر ده زي الحيه اللي بتتلون بمليون لون ومتعرفيش ايه جلدها الحقيقي، ده انا مره قومت محامي علشان ارفع عليه قضية خلع كان هيموتني فيها وساعتها بعد لينا عني شهرين كاملين، بيستخدم البنت كارت كويس اووي علشان يقدر يضغط عليا، انا اصلا بالنسبة لنادر كنت البيضة الدهب اللي هتخليه يمسك اهم مفتاح في حياته.
ليه؟!

ابتلعت ريقها بندم هاتفه: مراة رضوان، اللي كان متجوزها عرفي ورماها في الشارع بعد ماقطع الورق، نادر كان بيكره رضوان جدا بالنسبة ليه عدو رضوان صديقه، و تخيلي الصحافة بقى لما تعرف ان رضوان رمى مراته اللي كان متجوزها عرفي ونادر الشهم هو اللي لحقها، تنهدت عاليا بتعب مختتمة: الدايرة دي مقرفه اووي وحقيقي نفسي حامي يخلص كل حاجه واخرج منها، بس قوليلي ياسالي انتي حكايتك ايه؟!

فركت سالي يديها علها تشعر ببعض الدفيء ثم سريعا ما أصدرت ضحكة عاليه وهي تقول: لا ياستي انا بقى حكايتي حكايه، انا كنت بنت واحده على ولدين امي الله يرحمها كانت بتخدم في البيوت وابويا راجل مفتري، كان بيفتري عليها لحد ماراحت وربنا رحمها، حظي الابيض بقى ان ابويا بيكره خلفة البنات فمرمطني وطلع اخواتي زيه بالظبط، لولا واحده معرفه صرفت عليا لغاية ماكملت تعليمي مكنتش نفعت، وطبعا كان لازم انزل اشتغل. الدنيا بهدلتني وابويا مرحمنيش قابلت رضوان في مطعم اشتغلت فيه فتره، عجبته فعرض عليا بعد ماعرف ظروفي انه يتجوزني عرفي مقابل مبلغ يأمنلي بيه حياتي، اترددت في الأول بس فجأة لقيته غير خطته وقالي اني ارسم على عمر أخو عائشة، علشان افضل دايما محاوطاهم وانقله اخبارهم اول بأول لأن من معرفتي بيه اكتشفت انه بيقلق منهم جدا وخصوصا عائشة، المهم انا قولت اعمل اللي هو عايزه واخد القرشين احسن مااتجوز عرفي، اتعرفت على عمر وجه البيت خطبني طبعا ابويا واخواتي خلتهم رسموا قدامه الدور علشان ميقولش انه وقع في عيلة زفت، عمر كان كويس معايا جدا وكنت كتير بضايق عائشة من وراه بس للأسف هو عمره ماحبني، عارفه لو كنت حسيت للحظة انه بيحبني كنت هعترفله بكل حاجه واسيب رضوان يولع، انما عمر كان بيعدي بيا تجربة مش اكتر وبصراحه انا رضوان كان مكلفني اقرف عائشة في حياتها فبعد ماحامي العمري ظهر في حياتهم وانا زودت العيار شويتين عمر سابني، بعد ما بعدت عنه بقيت كارت محروق بالنسبة ل رضوان وبقيت مستنيه الغدر في أي لحظة، لحد ما سمعته في يوم بيتفق مع رياض على اخت حامي العمري، فقولت اكسب كارت عند حامي واروح ابلغه وبكده هو يحميني لو رضوان فكر يغدر بيا، بعدها بفتره اتخانقت مع رضوان خناقة كبيره وهددته اني اروح اقول لعمر على كل حاجه، سيب رجالته ساعتها عليا وانا مروحه ضربوني لغاية ماكنت هموت ورموني على طريق مقطوع ساعتها اتصلت برقم حامي وبعتلي واحد من طرفه وداني المستشفي واتعالجت ومن يومها وهو مخليني هنا علشان اساعدك في اي وقت نادر يتعرضلك فيه، وكمان اساعدك تراقبيه، بس هي دي كل حكايتي.

شعرت ساره بالشفقة تجاهها فهتفت بحذر: طيب هو بعد ما اللي مطلوب منك يخلص هتعملي ايه؟
هتفت بقلة حيله: ولا أي حاجه هرجع لابويا تاني هو فاهم اني دلوقتي مسافره بشتغل وبيسكت بالقرشين اللي ببعتهم ليه كل اول شهر.
تنهدت ساره عاليا بتفكير ثم اسرعت قائله: انتي ممكن تشتغلي معايا، انا كل شركات رضوان القديمه بقت بتاعتي ده غير العياده، تقدري تكوني معايا فيهم و تاخدي بيت بعيد عن والدك، استقري بنفسك.

هتفت سالي بغير اكتراث: متقلقيش عليا انا حامي باشا وعدني انه هيشغلني، وبعدين سيبك مني انا بقى. انا هقوم اعملنا حاجه نشربها في البرد ده، وانتي ارتاحي شويه وفكي من الاكتئاب ده.
نطقتها بإبتسامة لامعه فبادلتها ساره إياها وتابعت خروجها من الغرفه بنظرات ممتنة لإهتمامها هذا.
تجمع الجميع في صالة منزل هنا، بينما صرخت نيرة بغضب وهي تلقي الأوراق: يحيي بيغش والله ياهنا.

نطق عمر بضجر: هو انتي كل ماحد يكسبك تقولي بيغش، أخرج عمر أحد ورقات الكوتشينه من كم ملبسها قائلا بسخرية: الولد ده بيعمل ايه هنا!
ارتبكت نيره وقالت بتلعثم: ده تلقيه وقع كده ولا كده بالغلط وبعدين متداريش على غلطكم.
سمعوا دقات الباب فنطقت لينا بحماس: انا هفتح.

أسرعت إلى البوابة تفتحها لتجد حامي و عائشة فصرخت بفرحه عارمه، آتت هنا محتضنه إياهم وهي تقول بلوم: انتوا مجتوش معاهم ليه، ده بقالهم 3 ايام عندي كلهم.
غمز لها حامي قائلا بعبث: ماانا اللي باعتهم.
هرولت عائشة للداخل تجلس في وسطهم على الأرضية قائله: كوتشينه من غيري ياأندال.
همست هنا ل حامي الذي يسير جوارها بخبث: شكلك بيقول انك مبسوط.
همس بنفس طريقتها بمكر: وانتي شكلك بيقول انك عامله ام علي.

وكزته في كتفه قائله بقلة حيله: هتفضل طول عمرك كده مبتعرفش اللي حواليك الا اللي انت عايزهم يعرفوه وبس.
تجول بنظره وهو يبتسم على كلماتها ليجد الجلسة خاليه من كريم فنطق بتساؤل: فين كريم؟!

تنهدت هنا بتعب وهتفت متألمه: نايم، انا عايزاك تشوف حل معاه، الواد كلامه قليل اووي وعلطول قاعد لوحده ومش عايز يقعد معايا ولا حتى يتفرج على التليفزيون، ماتوديه لامه ياابني بدل وجع القلب اللي هو فيه ده، انا قلبي بيتقطع عليه، حتى لينا كل شويه تكلمه وتقوله تعالي العب معانا ولا اخرج معانا وهو لا انا عايز اكون لوحدي، ياابني ده كل يوم اقوم على صوت عياطه.
تحدث بنبرة جامده: أنا داخله.

منعت هنا خطواته ناحية الغرفه قائله بلطف: هو نايم دلوقتي سيبه، لما يصحى ابقى ادخله.
قطع حديثهم صوت عمر الذي يركز في الأوراق امامه: ما تنزل تلعب ياحامي.
آتى ليتحدث ولكن قاطعه يحيي قائلا: لا حامي ملوش في الجو ده، مش بعيد اصلا يكون مبيعرفش يلعب.
رفع حامي حاجبه الأيسر مكررا جملته بلهجة تحذيرية: مبعرفش العب!، ده انا هلعب عليك نفسك دلوقتي.
هتفت عائشة بتوسل: انزل العب معانا.

حثته هنا حينما دفعته قائله: يلا معاهم عقبال ما اعملك ام علي.
ابتسم قائلا وهو يسير ناحيتهم: لا طالما فيها ام على نلعب.
جلس جوار عائشة التي هتفت بحماس: دور جديد بقى وانا اللي هوزع الورق.
بعد قليل من الوقت
هتفت لينا بضجر طفولي: اشمعني حامي بس اللي بيكسب، انا عايزه اكسب.
قذفت عائشة الأوراق قائلة: ده ظلم بقى حرام، انت لاعب في الورق ده.

نطقت زينه هذه المره بغضب: وبعدين هي مش ال كوتشينه 4 ولاد بس انت جبت الخامس منين يايحيي.
هتف يحيي بضجر: ادينا سرقنا كلنا وربنا عاقبنا وحامي قطعنا.
وكزه حامي قائلا بثقه: علشان تتعلم ماتلعبش مع الكبار التاني.
هتف يحيي بإطراء: باشاا.
شعر حامي بإهتزاز هاتفه فااستقام واقفا ليبتعد عن هذا التجمع، بينما وقفت عائشة وقد شعرت بالإرهاق الشديد فااتجهت بهدوء ناحية أحد الغرف ولكنه استوقفها قائلا: انتي رايحه فين.

حاسه اني مرهقه شويه هدخل انام، انت خارج تاني؟!
هز رأسه وهو يقترب منها قائلا: مشوار صغير وراجع.
استفسرت بتساؤل: مشوار فين؟!
تخطى سؤالها مقتربا منها يقطع الخطوات الفاصلة بينهما بينما شهقت هي عاليا قائله بحرج: عيب عيب عي...
أسكتها حينما مال عليها قائلا وهو ينظر لعينيها: هو انا مش كسبتك؟!
همست ب: اه
وهو مش اللي بيكسب بيحكم ع التاني.
نطقت بتوتر وهي تحاول الإفلات من هذا الوضع: يعني ايه؟!

اقترب مقبلا ثغرها، وسط دهشتها بينما غمز له هو بعينيه قائلا بعبث: يعني كده.
مسح على وجهها قائلا بإبتسامته المعهوده: سلام ياعيوش.
تابعت خروجه بملامح تائهة بينما وضعت هي يدها على قلبها قائله بتنهيدة عاليه: هيجنني، ابن العمري هيجنني.

في أحد المطاعم، جلست إيلي مرتديه تلك النظارة الشمسية وتجاورها إحداهن، فتحدثت إليها قائلة بلهجة أجنبية: لماذا طلب هذا الغبي مقابلتنا، هو لم ينفذ اتفاقي معه فلن يحصل على أي أموال.
مطت الجالسه بجانبها شفتيها بضيق قائله بلهجة لم تفهمها إيلي: كان مالي انا ومال ام الحوار ده، على آخر الزمن اشتغل بترجم لواحده وكمان تدبسني انا مع البلطجية بس على مين انا طلعت منها بشياكه.

استقامت إيلي بصدمه وهي تهتف بغير تصديق: حامي.
اقترب حامي من طاولتهم قائلا لتلك التي تجاور إيلي: مهمتك خلصت، قومي.
وقفت الفتاه تقول بتودد: انا كده ياباشا براءه، صح؟!
رمقها بنظره مهينه أربكتها وهو يهتف بثبات: حامي العمري كلمته واحده، غوري.
تحركت الفتاة بخوف راحله بعد كلمته الأخيره بينما جلس هو ببروده المعتاد على احد المقاعد قائلا باإبتسامه تزين ثغره: كيف حالك إيلي؟!
ابتلعت ريقها قائله بتوتر: بخير.

مط شفتيه قائلا بخبث: امممم، أودك أن تكوني بخير حتى بعد محادثتنا هذه، مارأيك يا إيلي في واحده تتفق مع أحد الأشخاص على قتل زوجتي ولكي تبعد الشبهه عنها تآتي بفتاه نتحدث العربية بطلاقة لكي تقوم بالإتفاقات بدلا عنها، ولكن حظها العثر أوقعها في شر أعمالها، واعترفت عليها تلك التي استأجرتها لأنها أدركت أن المباراة مع حامي العمري ماهي إلا مباراة يخسر فيها الطرف الآخر.

نطقت إيلي بإرتجاف و دموعها تتساقط: حامي، اتوسل اليك...
ضرب حامي على الطاوله بقبضته فاانتفضت محتوياتها ورمقها بعينيه الشرسه قائلا: الذعر الذي تعرضت له عائشة ثمنه عندي الموت، الرجل الذي أرسلتيه فشل ببراعه واعترف عليكي وتلك الفتاه التي استأجرتيها هي من آتت بكي إلى هنا بتخطيط مني، اختارت عمرها وألا تغامر بالخوض معي...
قاطعته قائله ببكاء: أنا احبك فعلت هذا لأجل حبك.

رفع رأسه قائلا بثقه وهو يشير بأصابعه: ثلاث اختيارات، السجن، الموت، الاختفاء.
مد يده لها بأحد تذاكر السفر متابعا: فرصتك الأخيره، ولأنك تعلمين أن الخطأ عندي يجب دفع ثمنه، فنصف شركاتك أصبح من حق ويليام ذلك الشاب الذي سرقتي ثروته بليلة واحده على سريره.

هتف بها غامزا لها، فا ابتلعت هي ريقها بذعر جلي بينما تابع هو بتحذير رافعا سبباته: أخلاقي الحسنه، انتشلت نصف ثروتك وأعادتها لصحابها، أما أخلاقي السيئة تنتشل روحك إذا صدرت منكي أي فعله ثانيه.
التقطت منه التذكرة بإرتعاد، بينما استقام هو واقفا يرتدي نظارته الشمسية قائلا بإبتسامه: أمير بين جدران السجن الآن، و انتي خسرتي نصف أملاكك، تذكري جيدا المره الآتيه روحك إيلي.

همس بالأخيره وعيناه تحاوط عينيها بينما رحل بثقه قائلا: بون ابيتي إيلي.
تابعت خطواته الواثقه وهو يرحل وهي ترتعد كليا مقرره العوده وتشعر بالندم الشديد على ثروتها التي خسرت نصفها.
أخرجت عائشة كل مافي معدتها للمره الثانيه بينما ظهر عليها التعب الجلي، خرجت بهدوء إلى غرفتها وتبعتها نيره ولينا، نطقت نيره بقلق جلي: عائشة انا لازم اقول لحامي.
همست عائشة للصغيرة قائله: ليو اطلعي اقعدي بره بس شويه وهندهلك.

أومأت الصغيره واسرعت في الخروج بينما نطقت عائشة ل نيره التي جاورتها على الفراش: انزلي هاتيلي اختبار حمل.
نطقت نيره بإستنكار: اختبار ايه!، انتي حامل.
حركت عائشة رأسها قائله بنفي: معرفش، عايزه اتأكد.
طيب انتوا متجوزين بالظبط بجد مش ع الورق بقالكوا أد ايه؟!
هتفت عائشة: لما كنا في تركيا يعني من حوالي تلات او اربع شهور.

نطقت بخوف جلي: انا فرحانه اووي وخايفه اووي، انا بحب حامي يا نيره. بس قلبي بيتقبض كل ماالمح السلاح معاه، انا واثقه انه هيتغير، الوحش هيكون أمير صح!
التقطت نيره كفها مؤكده بعيون لامعه: زي ماخليتي قلبه يدق هتخليه يكون أمير.
التقطت حجابها قائله بفرح: انا هنزل اجبلك الاختبار، لما نشوف يمكن ابقى عمتو ويجي طفل يحترمني.

قهقهت عائشة بينما قطع ضحكاتها صوت اهتزاز هاتفها ففتحته لتجد رساله نصيه من يحيي يقول فيها: عائشة لو سمحتي عايزه اقابلك لوحدنا، ياريت لو ينفع دلوقتي. و متجبيش التليفون معاكي لأن حامي هيعرف، ضروري يا عائشة لازم نتقابل.
تطلعت للرساله بإستغراب وهي تقول بدهشه جليه: ياتري عايز ايه، وايه الحاجه اللي عايز يقولهالي من غير ما حامي يعرف!

جلس حامي في شركته يتابع كل الأعمال الناقصه، أحضر حاسوبه بهدوء وهو يتحدث داخليا: كده رضوان ونادر ماشيين على الخطه اللي رسمتهالهم بالظبط، فاكرين انهم بيخسروني وان المواد الخام نقصت عندي، و فاكرين برضوا انهم خدوا الصفقة مني، يشربوا بقى من اللي جاي.
فاق من شروده واستدعي احدهم بواسطة هاتفه فآتى مسرعا، نطق حامي بثقه: عملت ايه يا وحش.

نطق الواقف امامه: كل حاجه اتنفذت ياباشا، انا روحت المكان اللي بيسهر فيه رياض واتعرفت عليه، وبعد كده سرقتلهم ورق الصفقه بتاعتنا زي ماانت طلبت وادته ليهم، وكنت بخلي العمال ينقلوا المواد الخام من مخازن الشركه ويودوها المخازن السريه علشان رضوان ونادر يفتكروا ان عندنا عجز زي ما احنا مصورين ليهم.
حرك حامي رأسه قائلا بإعجاب: تعجبني، بكره هيستلموا اول طلبيه من الشركه اللي تبع الصفقه صح؟!
أكيد ياباشا.

ضحك عاليا وهو يقول بشماته: طب خليهم يعملولي قهوه بقى على روحهم مقدما لما يعرفوا بكره ان الشركه اللي اتعاقدوا معاها بلح، وان الصفقه دي بايظه من الأول علشان كده رمتهالهم ماهو اصل الزباله للزباله.
ضحك الواقف امامه وابدى إعجابه الجلي بذكاء رب عمله بينما نطق حامي بإبتسامه ساخره: بكره يتبعتلهم بوكيه ورد كبير على اسمي واكتبلهم فيه تعزيه.
نطق الرجل بموافقه: اعتبره حصل ياباشا.

أذن له حامي بالخروج، فخرج وهو يتمتم: ايه الدماغ دي.
أخرج حامي الميموري وهو يقول بتسليه: لما نشوف كده ونتسلى.
في نفس التوقيت
جلست عائشة في هذا المقهي الشبابي قائله بقلق: خير يايحيي قلقتني.
هتف يحيي بملامح مرتبكه: انا اصلا قلقان من امبارح، في مكالمه جاتلي انا مفهمتش معناها.
حركت رأسها بااستفسار قائله: مكالمة ايه!
واحد اتصل بيا وقالي اوعي تخلي حامي يفتح الميموري، وانه لو فتحه هيقتل ناس كتير.

شهقت عائشة عاليا ودق قلبها بعنف وهي تهتف: انت بتقول ايه!
هدأها يحيي هاتفا: اهدي بس، انا عارف ان الميموري معاكي، اهم حاجه ماتوديهوش لحامي لحد مانعرف الميموري في ايه.
شعرت بإنسحاب أنفاسها وأن العالم بأجمعه يدور من حولها وهي تقول بوهن: أنا اديت الميموري ل حامي
جحظت عين يحيي وهو يهتف بصدمه: يانهار اسود!

بينما سقطت هي مغشيا عليها وقد وقعت من مقعدها على الأرضية وتحطم الكوب الذي كانت تلتقطه حولها وكأنه يرسم تحطم قلبها ودقاته العنيفة التي تصدر فقط عند النطق بإسمه
حامي العمري.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة