قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السادس والأربعون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السادس والأربعون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السادس والأربعون

حدثني كما شئت عن انكسارك، آلمك، خيبتك، قص لي كل مره رفرف قلبك فيها أملا وأهانته الحياه بقص أجنحته.
اسرد لي مرات ضياعك وانهيارك، مرات تحطمك واتبعها بتلك الذكري التي انتفض فؤادك لها فرحا، تلك الخطوه التي بثت بداخلك بصيص أمل جديد وكأنها تقول لك مازال هناك ما نحيا لأجله.
الفرحه او ربما الانتفاضة التي تتيقن بعدها أن الله يراقبك، يسمع همساتك، أنينك ويرسل لك رساله خفيه تنعش نفسك وتطرح الورود فيها.

متواجده معك بروحي وجسدي تستطيع بثي كل ما يدور في قلبك ولكن لا تترك نفسك للظلام بيحبك لعمق أكبر مما انت عليه الآن، عندما وجد الوحش من يحبه سار مبتعدا عن الظلام، وعندما امتدت أذرع السموم له وجد ذاته تهرول للظلام من جديد.

اتوسل إلى من أسرني ألا يستجيب لذاته ويبقى معي هنا حيث شعاع الضوء في وسط الظلام، ولكن إذا تحكمت انت وصدر امرك ستجدني في قاع بئر عميق أعاني وحيده هاتفه: ياصاحب القلب المظلم هل من خلاص؟

تكومت عائشة على الأرضية بملامحها الباهته وقد سكن صراخها تماما وكأنها استعاضت عن الصراخ بهذا الخيط من الدماء الذي يسيل أمامها، سكنت هي وتمرد طفلها، انتفضت نيره تصرخ عاليا مستغيثه وهي تحتضنها، قلبها لا يتحمل كل هذا، تستدير يمينا ويسارا وتدفع الباب بمحاوله لاتجدي نفعا وهي تصرخ ببكاء: ياحامي الحق عائشة بتنزف.

ادخل سلاحه متجاهلا نهله التي ارتطمت بالأرضيه حينما تركها، وهرول هو نحو الخارج يفتح الباب بجنون، اندفع للخارج وبمجرد أن رأي بقعة من الدماء على الأرضية مر أمامه مجموعة مشاهد منها انتحار والدته، الاعتداء عليها. قتل والده، وغيرها وغيرها.

فاق من كل ذلك على صوت نيره الباكي فأسرع نحو عائشة يحملها بخوف جلي وقد ضاع ثباته الانفعالي وحل محله كل ذعر العال، هرول بها إلى الأسفل وتتبعه نيره التي تتابع ببكاء محاوله تجميع كلماتها: عمر يا حامي، عمر كان معانا تحت، ضربوا نار، خدوه.

شقيقته لاتستطيع قول جملة مفيده من وسط شهقاتها، اسرع هو إلى باب السياره يفتحه ليضع عائشة داخلها بعنايه، ثم سريعا ما اتجه إلى مقعد القياده وهو يقول سريعا بنبرة عاليه مانعا نيره من الدلوف للسياره: اطلعي بسرعه ل يحيي احكيله اللي حصل.
لم تستطع حتى الاعتراض إذ قاد هو السياره بسرعه جنونيه تجاه أقرب مشفى لهم.
بعد قليل من الوقت.

توقفت السياره أمام المشفي الخاص وخرج حامي مسرعا وقد بان على وجهه كل علامات القلق و الارتياب، حملها سريعا واتجه بها نحو الداخل لتهرول ناحيته سريعا واحده من طاقم التمريض ليسرع: بسرعه دي حامل وبتنزف.
مرت دقيقتان حتى ظهر ذلك السرير فوضعها فوقه بعنايه وبدأ في نقل الحامل المعدني الراقده فوقه معهم حتى أوقفه الطبيب قائلا بإحترام: معلش حضرتك تستني هنا.

لم يكن في وعيه ولايسمع منهم اي كلمه، توقف في الخارج وانغلق الباب وقد غادر قلبه معها في الداخل، دمعه هاربه فرت منه مسحها بعنف وقد كور قبضته ضاربا إياها في الحائط بألم شديد.
اهدي علشان افهم بتقولي ايه.

هتف بها يحيي ل نيره الواقفه أمامه تبكي بعنف فأجلستها زينه على أحد المقاعد في غرفة هنا التي استدعت يحيي لتهتف زينه محاوله استدعاء ثباتها وكبت دموعها: احنا كنا بره مع عمر انا نيره، روحت اجيب قهوه لينا احنا التلاته وهما استنوني برا. جت عربيه ضربت نار طلقه منهم جت في رجل عمر احنا قعدنا نصوت بس قبل ماحد يجي كان في اتنين خدوه معاهم في العربيه دي، هو حاول يبعدهم عننا بس اتكاتروا عليه و خدوه.

ضربت هنا على قدمها ببكاء وهي تهتف: جيب العواقب سليمه يارب، فين يابنتي حامي انتي مش عايزه تتكلمي تقولي هو فين ليه؟
هتفت نيره بخوف وهي تحاول كبت دموعها: عائشة نزفت وحامي خدها المستشفي.
انكمش حاجبي هنا وفتحت فمها بصدمه هاتفه بذعر: سقطت!
أسرعت نيرة تقول بإرتياب: لا لا إن شاء الله لا.

حاول يحيي تجاهل كل شيء الآن وتولي أمر البحث عن عمر الذي كلفه به حامي فأخرج هاتفه ليفتحه على أحد الصور هاتفا: بصوا كده، واحد من دول كان مع اللي خطفوا عمر؟
أسرعت نيره وزينه ينظران فهتفت نيره بلهفه أمام أحد الصور: ايوه ده كان معاهم.
اندفع يحيي نحو الخارج بعد أن تأكدت شكوكه بينما هرولن خلفه تهتف زينه بذعر: استني انت رايح فين.

لم يستجب لهم بل أسرع في النزول بينما عادت كل واحده إلى مقعدها حتى هتفت هنا وقلبها يتآكل ذعرا: فين لينا؟!
شهقت زينه عاليا بتذكر: لينا نايمه فوق، انا هطلعلها بسرعه احسن تكون صحيت.
نظرت نيره نحو كريم النائم وهي تهتف ببكاء: يارب ساعدنا يارب.

خرجت الطبيبة من الغرفة متجهه للخارج فا اندفع حامي نحوها يسأل بقلق عن عائشة، فمسحت تلك الشابة الواقفه امامه وجهها بقلق هاتفه: انا مليش في الشغلانه دي انا قولت لابويا يسببني لمعهد الباليه مسمعش الكلام.
رفع حامي حاجبه الأيسر هاتفا بحده: نعم!
صرخ فيها بشراسة: ماتنطقي.

رفعت الطبيبه حاجبيها بخوف من نبرته هذه ثم سريعا ما استعادت رابطة جأشها هاتفه: احترمني شويه انا بقالي 7 سنين طالع عيني علشان تزعقلي في الآخر وبعدين انا عايزه اعرف ان مين علشان تزعقلي.
اقترب منها بخطوات بطيئة هاتفا بتوعد: حامي العمري.
شهقت عاليا وهي تضرب على مقدمة رأسها بتأنيب هامسه: يانهار ابيض ده انا قريبتي مقدمه على شغل في واحده من شركاتك، الحق اصلح اللي عملته بقى.

قدامك تلات ثواني تقولي فيهم حالتها ايه وإلا هتلاقي نفسك مطروده من هنا...
ختم كلامه بصرخته: سامعاني.
انتفضت من نبرته العاليه وهي تهفت بغيظ: انت قفوش كده ليه، يااختي انت قمر بعنيك اللي بيتلونوا دول.
لاحظت انفعاله الجلي وعروقه البارزه ففركت يدها هاتفه: لا انا بقول اتكلم بقى علشان خمس دقايق كمان وهبقى جثه بيتعلموا عليها التشريح.
أيدها حامي: بالظبط كده.

نطقت بجديه هذه المره خوفا من بطشه: أنا وقفتلها النزيف والجنين حالته كويسه، بس هتحتاج مثبتات الفتره اللي جايه تستمر عليها، وانها حركتها تكون أقل لأن الواضح انها بتتحرك كتير جدا، هي تقدر تخرج النهارده عادي
دكتووره بسنت.
صوت عالي صدح يهتف باسمها فهرولت هي تاركه حامي في وسط هتافها: كان على عيني اسيب القمر والله بس شكلي عملت مصيبه علشان كده مدير المستشفي بيزعق كده.

لاحظت سكون الصوت فعادت لحامي مره ثانيه قائله بإبتسامه واسعه: بما إنك شكلك جوز القمر اللي جوه دي وطيرت معندكش أخ حلو وهيبه زيك كده.
تنهد حامي عاليا وحرك سلاحه الموجود في جيبه هاتفا: لا عندي ده.
فتحت عينيها على وسعيهما وارتفع صوت مديرها يهتف بإسمها مره ثانيه فهرولت تفر من أمامه.
دلف حامي إلى غرفة عائشة ليجدها تغمض عينيها بألم فااقترب يلتقط كفها هامسا: عائشة.

فتحت عينيها تطالعه بألم جلي هاتفه: عمر ياحامي، نيره قالت اتضرب بالنار وخدوه.
هتف بطمأنه: عمر نص ساعه بالظبط ويكون عندك، بس قومي معايا دلوقتي نمشي من هنا، ولما عمر يرجع هوديكي لدكتورة بدل مستشفي المجانين دي.

أدركت أنه يتحدث عن بسنت فكتمت ضحكاتها فلقد عانت منها كثيرا طوال فترة الفحص، اتت لتقوم فشعرت بالدوار يهاجمها من جديد فأوقفها مكانها بإشارة من يده ومال ليحملها فشهقت هي عاليا هاتفه: لا ياحامي لا، نزلني فورا.

لم يستجب لما تقول بل توجه بها نحو الخارج في وسط اعتراضها وبمجرد أن فتح البوابة وجد بسنت تقف أمامه فرمقتهم بصدمه أتبعتها بنبرتها المتوسله: طيب انت شرير ولا طيب ولا ايه حكايتكوا بالظبط، لو أخوك هيشلني كده جوزني اخوك.
تنهد حامي عاليا بغضب فلقد طفح كيله منها حتى كاد ان يفتك بها وهي تهتف باابتسامه: يااختي حتى انت متعصب قمرين.
كانت تسد الطريق أمامهما فمال حامي على عائشة هاتفا بتساؤل: سمعتي حاجه ياعيوش؟!

رمقته عائشة بتساؤل فقال هو بمكر: اصل سمعت حد بيقول يازفته ياللي اسمك بسنت.
شهقت عاليا بصدمه وهي تفر من امامهم صارخه: يالهوي المدير.
قهقه حامي عاليا بتسليه ولم تستطع عائشة منع ضحكاتها خاصة وهو يهتف ل بسنت ملوحا: بالشفا ياوحش.
نزل حامي حتى وصل إلى مكان السياره فوضع عائشة في المقعد الخلفي بعنايه وهو يملي عليها أوامره هاتفا: انا بعتت جبتلك السواق هيروحك وانا هجيب عمر وارجع.

التقطت كفه تقبض عليه هاتفه: خدني معاك.
جذ على أسنانه بغيظ وهو يشير للسائق: تروح المدام وقول للحراسة ميسبوش مكانهم قدام اوض نهله ودنيا وعلي.
أومأ الحارس باحترام بينما غادر حامي مهرولا نحو السيارة الآخرى يجلس فوق مقعد القياده وهو يشير في المرآة الأمامية لسيارات حراسه في الخلف ان يتبعوه.
هاتف يحيي اثناء قيادته فأجاب عليه الآخر هاتفا: ايوه ياحامي انا فاضلي بالظبط خمس دقايق واكون عنده.

نطق حامي وقد التمعت عيناه بغل دفين: متدخلش، خليك واقف عندك.
هتف يحيي بقلق: حامي انت ناوي على ايه، وازاي مدخلش وعمر.
صرخ فيه بغضب جلي: نفذ يا يحيي اللي قولته اقف بالعربيات عندك.

اغلق حامي الهاتف ملقيا إياه بإهمال وقد زاد من سرعة سيارته بصوره شديده، فبفضل مهاتفة سالي له وتجسسها على نادر، علم المكان الذي اختطفوا به عمر بل وعرف جزء من خطتهم أيضا من جاسوسه الجديد رياض، ما يحضره لهم ليس بهين ابدا سينهيهم لامحاله ولكنه يحسب خطواته جيدا قبل أن يقذف بهم في الجحيم ولكن قبل ذلك يهمه كشف كل ما ورائهم.

اوقف سيارته في أحد الطرق المظلمه ونزل منها بثقه هاتفا لرجاله: محدش يجي ورايا انا لما احتاجكم هندهلكم.

تسلل خفيه وهو يتأكد من أسلحته، سار متخفيا خلف الحائط، وقف جانب أحد الحوائط يحاول التركيز وقد سمع صوت رضوان يهتف بنبرة ساخره ل عمر المقيد امامه على الأرضية: ايه رأيك بقى ياابن اخويا حته مقطوعه مفيهاش صريخ ابن يومين، انا حتى الحرس مشتهم علشان نبقى لوحدنا وعشان استحاله حد يلحقك مني، بس قول الصراحه مش الشغل ده انضف من شغل حامي العمري.

قهقه عمر عاليا رغم آلم قدمه المصابه وهو يهتف: لا الصراحه ياعمي حامي العمري ملوش في الوساخه وانت الشهاده لله أستاذ فيها، سواء انت ولا الكلب اللي اسمه نادر، الا هو راح فين قعد شويه ومشي، ولا هو بقي بيخاف من الضلمه.
اقترب رضوان منه جاذبا إياه من خصلاته بعنف فهتف عمر: طالما انت راجل اوي كده فكني وخليني اعرفك مقامك كويس.
هتف رضوان بغل: طول عمرك انت واختك لسانكوا زفر.

بصق عمر على وجهه هاتفا بكره: وانت هتعيش وتموت وسخ، بس قولي صحيح كان موقفك ايه لما حامي ولع فيك انت ونادر اوصفلي شعورك كده.
استشاط رضوان غضبا فدفع عمر للخلف هاتفا بغضب: اسمع ياابن اخويا، انت هترجع وهتنقلي كل اخبار حامي وبمزاجك بدل ما حبيبة القلب واختك تلاقيهم ميتين، ولا ايه رأيك ترفض وانا الشهاده لله نفسي ترفض علشان عايز ابعت جثتك هديه ل حامي العمري.

عيار ناري دوى صوته في المكان استقر في قدم رضوان الذي سقط أرضا بصراخ اثناء قول حامي بإبتسامه ساخره: وتبعتها ليه حامي العمري جالك بنفسه.
ابتسم عمر بتشفٍ جلي بينما اقترب حامي منه هامسا: وحش.
تلميذك.

اقترب حامي من رضوان الراقد أرضا يحاول وضع كفه على قدمه المصابه فاانتشل السلاح الموجود في جيبه هاتفا بسخريه: لا بس حلوه الطريقه دي، نخطف عائشة مره منفعتش، نخطف عمر واهو نكسب وقت ونشتت حامي علشان يبعد عننا ونقدر نشغله عنا.

اقترب حامي بوجهه من وجه رضوان ليري رضوان التماع عينيه الزيتونية وهو يهتف بشر: بس حامي بقى حتى لو فيها موته مش هيسيبك انت والكلب التاني، عيب عليك ده انا حامي العمري، ده انت اللي مربيني ولو عايز الحق هي تربيه زبالة الصراحه، وانا لازم اردلك الجميل ده.
هتف رضوان بغل رغم آلام قدمه: مش هتعرف تعمل حاجه، انا ورايا ناس كتير بمكالمة تليفون واحده يصفوك.

رفع حامي حاجبه مستنكرا وهو يقول بمكر: طب ماتكلمهم ولا ممعاكش رصيد، قول قول متتكسفش انا عارف انك مديون لطوب الأرض، حتى نادر موافقش انك تكون شريكه في الشغل غير بعض مامضاك على كل مليم.
اقترب هذه المره بوجهه اكثر ليطيح برأس رضوان بغل هاتفا: الحرب معايا خسرانه ده انا حامي العمري.
تابع بشموخ: ولو فاكر انك انت والكلب اللي معاك هتقدروا تخسروني جنيه واحد انا بقى هخسركم قصاده مليار.

اقترب حامي من عمر يفك قيوده ويعاونه على الوقوف بسبب إصابة قدمه فااستند عمر عليه بينما مد حامي كفه بالسلاح هاتفا بحزم: خد حقك، ردله الطلقه اللي في رجلك.
رمق عمر رضوان بإشمئزاز هاتفا: خلاص ياحامي.
رفع حامي سلاحه هاتفا بشر: لو انت سامحت انا مش مسامح.
اخترقت الطلقه الثانيه قدم رضوان نفسها فتزايدت عليه الآلام وهو يصرخ عاليا بينما سند حامي عمر وهو يسير به نحو سيارته، فهتف رضوان بغل: مخلصتش يا حامي.

رفع حامي صوته بتوعد هاتفا: وعد من حامي العمري مش هتخلص غير بنهايتك يا رضوان.
بمجرد خروجهم هرول يحيي ناحيتهم، فحاول مساعدة عمر حينما هتف حامي بحزم: تاخد عمر توديه المستشفي علشان رجله وتجيلي انت وهو بعد كده.
ليه؟!
هتف حامي بآلية وهو يجلس على مقعد القياده: هنروح الواحات كلنا.
غادر حامي مسرعا بينما هتف عمر ويحيي وكل منهما ينظر للآخر بدهشه: واحات!

اجتمعن حول عائشة جميعا فهتفت بضجر: خلاص بقى يا نيره انا كويسه والله.
أعطتها هنا كوب من العصير الطازج هاتفه: امسكي اشربي ماهو كله بسبب قلة الأكل والجري ليل ونهار.
نطقت زينه التي تنام لينا على قدمها بعمق: انا قلقانه عليهم اوي.
وضعت عائشة الكوب هاتفه بنبره باكيه: انا كمان هموت من القلق، انا حاسه اني سايبه حته من روحي، يعني ايه انا مش جمب عمر.

قطع حديثها دلوف حامي فهبت ناحيته وتبعها الجميع، هتفت بلهفة: عمر فين؟
طمأنها وهو يمسح على ظهرها هاتفا: متقلقيش عمر مع يحيي الدكتور هيشوف رجله ويجي على هنا علطول، هو كويس متخافيش.
هتفت هنا بطمأنينه: الحمد لله ياابني.
احتضنت نيره حامي بشده وهي تهتف: انا كنت خايفه اوي.
رفع وجهها اليه يطمأنها هاتفا: طول ماانا موجود مش عايزك تخافي، انا في ضهركوا علطول.
ابتسمت هنا بحنان هاتفه: ربنا يخليكوا لبعض ياابني.

اقترب حامي مقبلا رأس هنا وهو يهتف: انا عارف ان يحيي مزعلك بس وحياتك عندي لااربيه ع الكلام الزفت اللي قاله.
اقتربت زينه وقد تركت لينا على الفراش، احتضنته بقوه هي الآخرى فمسح على خصلاتها برفق هاتفا: ده انا همسك يحيي السلك عريان انه زعلكم انتوا الاتنين.
همست عائشة لنيره المجاوره لها بنبرة باكيه: انا عايزه عمر دلوقتي، انا قلقانه عليه برضو.
متخافيش حامي قال انه كويس الحمد لله انا واثقه في كلامه.

مطار عائشة شفتيها بحزن هامسه: طب انا عايزه اتحضن انا كمان، اشمعني كله بيتحضن وانا لا.
رفعت نيره صوتها هاتفه: حامي عائشة عايزه...
قاطعتها عائشة حينما وضعت يدها على فمها هاتفه بإرتباك: ام على نفسي فيها اووي.
رمقهم حامي بشك هاتفا بتحذير: عايزه ايه يا نيره.
هتفت نيره سريعا: ام علي، ام علي.
تنهدت عائشة براحه بينما خرج حامي من بينهم يجيب على هاتفه في الخارج.

تحدث بتخطيط: اسمعني كويس جدا، في واحد اسمه عرابي بيشتغل في تجارة الأطفال بياخد العيال اللي بتتوه في الشارع او بيخطف اطفال من اهلها وبعد كده بيسلمهم لنادر. منهم اللي بيبيعوا اعضائه، واللي بيطلع عنده عيب ولا حاجه بيسرحوه في الشارع مع عرابي ده، انا كمان ساعتين بالظبط رجالتي هينقلوا عرابي الواحات وانا هكون عندك بعدها بشويه علشان نوصل للمكان اللي بيعملوا فيه كل قرفهم ده، بس كل ده مش هيحصل غير بشروطي.

نطق محدثه بغيظ: انا عايز اعرف انت مش خايف وانت بتتكلم معايا كده، مفكر نفسك مين يعني!
نطق حامي بحزم: حامي العمري.
صمت محدثه فهو الآن في أشد الحاجه له بينما نطق حامي بثقه: احنا لسه مااتقبلناش، ولو مش هتبقى أد شروطك من دلوقتي بلاها المقابلة دي.
كاد أن يغلق الخط إلا ان محدثه هتف بغيظ: خلاص انا اسف، انا متحمس جدا علشان اقابلك.
تنهد حامي هاتفا: مفيش مشكله.

ثم اغلق هاتفه من قبل سابق إنذار وضحك بتسليه وهو يعلم ان الطرف الآخر يستشيط غضبا.
حامي.
سمع صوت عائشة من خلفه فااستدار لها هاتفا: يلا البسي هنروح للدكتورة.
نطقت بدهشه: دلوقتي!
أجابها: مقدمناش غير دلوقتي.
ليه؟
حرك رأسه يمينا ويسارا هاتفا: الرغي مش ممكن على الرغي
أتت لتنصرف مره آخرى بغضب ولكنه أعادها هاتفا بمرح: طب تعالي متزعليش.

احتضنها بحب بينما تشبثت هي به هاتفه بدموع: انا خفت اوي النهارده، خايفه من كل حاجه من نهله ومن نادر ورضوان ومنك.
رفع وجهها هاتفا بإستنكار: مني!
هزت رأسها بدموع وهي تتابع: انت بتتخلي عن الحياه بكل سهوله، وتخليك عن الحياه معناه انك بتتخلي عني، انت لو كنت موتت نهله كان كل اللي بينا هيضيع، انا موجوعه على اهلي اووي، وقلبي هيموت من الخوف انك تسيبنا وتبعد او يحصلك حاجه.

انهارت في البكاء وهي تتابع: انا بقيت ضعيفه من غيرك مع اني قبل كده كنت قويه لوحدي.
انا بحس معاك بكل احساس وعكسه.
احتضنها من جديد محاولا تهدئة بكائها وهو يردف: انا تعبان، عارفه لما تشوفي نفسك نار هتحرق الكل حتى اقرب الناس ليها، فتحاولي تبعدي عنهم تلاقيكي غصب عنك بتقربي، انا بحبك يا عائشة ودي حاجه حاولت ابعدها وانكرها بس كانت اقوى مني، دلوقتي مفيش رجوع هتكملي معايا حتى لو غصب عنك.
ولو تعبت في الطريق؟

نطق وهو يرمق عينيها بزيتونيتيه: صدقيني هكون تعبت اكتر منك بس مش هسيبك برضو.
قبل باطن كفها متابعا: انتي اللي شاورتيلي على النور في وسط كل الضلمه اللي انا حواليها، اللي بيحب بيتعب صح؟!
هتفت بدموع: صح وبيتوجع كمان، بس بنستحمل كل ده، حبيبك يبلعلك الزلط.
هتفت بها ضاحكه فقهقه عاليا محتضننا إياها من جديد وهو يهتف: طب ابلعيه بقى، انا مش ساعة ماشوفتك وانا ببلعه.

ضحكت عاليا بينما اردفت هي بمرح: غنيلي بقى وانا ابلعه كله ومااتكلمش.
مسح على خصلاتها وقد بدأ الغناء بنبرة أطاحت بها لعالم آخر عالم ليس به سوى النور فقط:
آه على قلب هواه محگم
فاض الجوى منه فظلما يكتم
ويحي أنا بحت لها بسره
أشكو لها قلباً بنارها مغرم
ولمحت من عينيها ناري وحرقتي
قالت على قلبي هواها محرم
كانت حياتي فلما بانت بنأيها
صار الردى آه على أرحم.

ابتسمت بحب رامقه زيتونيتيه بعشق جارف، محتضنه كفه وكأنها تخشي هروبه قطع كل ذلك صوت نهله التي وقفت خلفهم دون استئذان هاتفه: حامي عايزه اتكلم معاك!
استدار لها الاثنان وقد تجهمت تعابير حامي وهو يرمقها بسهام قاتله لو كانت حقيقيه لفتكت بها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة