قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السابع والأربعون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السابع والأربعون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السابع والأربعون

يقولون أن اللحظة الأولى في كل شيء مؤلم تكن الأصعب على الإطلاق، تمزق القلب إربا، أول لحظة بعد إخبارك بوفاة عزيز عليك، الثانية الأولى التي تعيشها وحد بعد فراق عزيز عليك، اللحظة الأولى في مواجهة الخطر ولكن ماذا عن اللحظة الأولى في الحب؟!
ماذا عن أول دقه يصدرها القلب معلنا الحرب علينا حينما يحتوينا أحدهم، ربما أحدهم هذا هو الوحش.

اللحظه الأولى معك كانت الأصعب على الإطلاق، مشاعر متخبطة تعصف بي هنا وهناك، وحتى الآن أشعر وكأن كل دقيقه معك هي الأولى لنا.
ها هو كفي مددته لك من قبل عدة مرات ولكن خذه الآن وكأنها المره الأولى واعلم ان اسيرتك لن تتركك حتى ولو كانت روحها الثمن.
أعطيت الوحش الحب فصار أميرا في حبي وحشا مع من يلحق الضرر بي، وأعطاني هو جناحان صرت أحلق بهم هنا وهناك لأجعل من ظلام قلبه نورا يضيء الدرب.

ياصاحب القلب المظلم أحبك حتى النفس الآخير.
كانت الأجواء تسير على مايرام حتى اندلع صوت نهلة تهتف ببكاء: عايزه اتكلم معاك.
استدارا الاثنان، كانت عائشة ترمقها بكره جلي، كيف لها ان تكون بكل هذا الشر، هز حامي عائشة هاتفا بحزم: ادخلي جوه.

ظلت على حالتها لم تتحرك إنشا واحدا، فاالتقط هو مرفقها وسار بها نحو الغرفة وسط اعتراضها الجلي، ليتركها في الداخل مغلقا البوابة، عاد إلى نهلة مره ثانيه واقترب منها ببطيء مهلك لها، وقف أمامها بشموخ ملامحه جامده وعلى الرغم من ذلك امتلئت عيناه ببغض وشر لم تراه منه يوم ما، هي التي لطالما اعتادت على نظراته الودوده، دفاعه عنها، شهقت بحسره بينما رمقها هو بملل فحاولت الدفاع عن نفسها: متبصليش كده، انا اعتبرتك ابني مستاهلش منك كل ده.

هتف بشر جلي وقد ظهرت شراسته على ملامحه وهو يهتف: انتي فعلا متستاهليش اي حاجه، حتى القتل، انتي اوسخ من انك تنولي شرف موتك على إيدي.

كلماته المهينه اخترقت قلبها كخناجر تمزق فيه بلا رحمه، لو طالت أن تشحذ شفقته عليها لفعلتها، التقطت كفه فنفض كفها بعنف وقد أرعبتها نظرة عينيه فتراجعت عن قول مايريد بعد أن شعرت بالدنيا تموج من حولها، كادت أن تسقط فااستندت سريعا على الجدار المجاور لها هاتفة بتوسل: دنيا ملهاش ذنب، دنيا ضحيه، دنيا بنت رضوان من مراته الأولى، اللي فضحته انه مبيخلفش وبعد مااتطلقت منه اكتشفت حملها، لجأتلي علشان اساعدها خافت على نفسها وساعدتها بس للأسف ماتت وهي بتولدها. فخدت البنت وسافرت أبدأ حياتي بره وكتبتها بااسمي.

قابل كلماتها بتجاهل تام وهو يهتف: ميهمنيش كل اللي بتحكيه ده.
استرسلت هي وقد ارتفع صوت نحيبها: انا عملت تنازل عن املاكي، نصها ليك والنص التاني لدنيا.
اقتربت منه تمسح على جاكته بتوسل هاتفه بااستعطاف: اعتبره اخر طلب ليا، اديني ولو نظرة حب واحده تطمني قبل ما اموت، عارفه اني بطلب المستحيل، بس انا والله العظيم ماكنت اعرف انهم هيعملوا كده، انا كل تخيلي انه اخره بالكتير يخطف صوفيا ويهدد محمد بيها...

اصمتها بإشارة من يده وعينيه ترسل لها إنذار وتحذير فصرخت هي بإنهيار: انا الموت عندي اهون من بصتك دي، طب افتكرلي اي حاجه، انت طول عمرك في ضهري، الحب اللي بحبه ليك ميغفرليش حتى عندك ولو شويه.
ابتسم بسخريه من زاوية فمه وهو ينطق: الحب مبيغفرش كل حاجه، ده لو كان الحب موجود اصلا.

اقتحمت عائشة خلوتهم بعد أن كادت تجن من الانتظار، فهرولت نهلة ناحيتها حتى كادت ان تسقط ولكن لحقتها عائشة سريعا، فرفعت الأولى عيناها بذل: سامحيني، والله العظيم ماكنت اعرف انه سم انا الكلب فهمني انه منوم هينيموهم شويه لحد ماياخدوا اللي عايزينه.
شعرت بالشفقة عليها ولكن أي شفقه مهما توسلت هي أخطأت في حق أبرياء ليس لهم ذنب سوى الشرف، شرفهم بالنسبة للشياطين كان خطيئة كبري!

ساعدتها عائشة على الوقوف لتبادلها النظرات هاتفه بغصه مريره: مش هقدر اقولك اني مسامحاكي لأني هكون كدابه، كل اللي اقدر اقوله ان ربنا يسامحك.
حركت رأسها بيأس شارعه في البكاء ولكن بكاء من نوع آخر، يقطع نياط القلب، كاد أن يفقد سيطرته شياطين الجن والانس مجتمعه امام عينيه الآن تحثه ان يريها الجحيم كيف يكون.

نفض كل ذلك عن رأسه وهو يهتف بإقتضاب: حسابك هنا مدفوع والحرس موجودين، ملكيش خروج من هنا، و فلوسك هترجعلك انا مش عايز منك حاجه، كل حاجه تخلص واخد اللي عايزه وبعدها مش عايز اشوف وشك تاني لو عيشتي ولو موتي يبقى ساعتها ربنا رحمك من اللي هتشوفيه.
سحب عائشة من يدها بينما لم يعطي لنهله فرصه لاستعطافها حتى إذا دلفا وتركها تقف وحيده تغمض عينيها متنهده عاليا بتعب.

جلست عائشة في وسط تجمعهم في انتظار عمر ويحيي للإطمئنان على عمر، هتفت لينا بضجر: هو في ايه؟!، انتوا عاملينلي إزعاج وانا هجبلكم الأمن.
رمقتها نيره بإستنكار ثم سريعا ماوكزتها هاتفه: نامي يااختي بلا أمن.
شاورت هنا إلى عائشة تسأل بعينيها: فين حامي؟!
مطت عائشة شفتيها دليل على عدم المعرفة
في نفس التوقيت.

وقف أمام حراسه بهيبه وهو يعطي أوامره مشيرا بحزم: مش عايز غلطه طول ماانا مش موجود، مدام نهله الحراسه تفضل على اوضتها 24 ساعه، في ممرضه هتيجي تبات معاها والدكتور هيجيلها كل يوم، ميدخلش غير لما يتفتش هو والممرضه، اي غلطه ولو صغيره في فترة غيابي اعرفوا انها بموتكم.

هز الجميع رأسه بإحترام لرب عملهم بينما تحرك هو بثبات تجاه غرفة دنيا، في حين همس أحد الحراس: ربنا يعدي الأيام الجايه على خير احسن الباشا ميطمنش.
دق باب الغرفه دقات ثابته كل دقه فيهم بمثابة قنبلة مدويه بالنسبة ل دنيا التي طمأنها شقيقها: اهدي وانا هفتح.
توجه علي نحو الباب يفتحه بهدوء فدلف حامي للداخل وبمجرد دلوفه هتف علي بدفاع: دنيا ملهاش دعوه بحاجه، دنيا اول ماعرفت جت تبلغك علطول.

أوقفه عن الكلام بإشارة من يده بينما وقفا الاثنان أمامه وخاصة دنيا التي ترتعد خوفا كلما تقابلت الأعين، قطع هو هذا الصمت المميت هاتفا: انا مش عايز أي كلام انا اللي هتكلم وانتوا هتسمعوا وتقولوا اللي عندكم.
نظرا لبعضهما بإستغراب في حين هتف هو بدهاء: هتبقوا معايا ولا مع رضوان؟
ثم ابتسم ساخرا وهو يصحح: قصدي ابوكوا.

هتفت دنيا بألم: الراجل ده عمره ماكان ابويا، اللي يستاهل اني اكون معاه هو اللي فضل في ضهري من صغري وعاملني زي اخته واكتر كمان، انا معاك ياحامي.
رمق علي بإستفهام ليعرف رده ليجده يقول بحرقه: هو للأسف ابويا ورباني ومنكرش انه بيحبني، بس بعد اللي عرفته واللي لسه بيعمله انا مينفعش اكون غير معاك.
ربت حامي على كتف علي هامسا له: وحش.
ابتسم علي هاتفا: اللي مع حامي العمري مبيندمش أبدا.

ضحك حامي من قلبه هذه المره وقد ذهب نحو أحد المقاعد جالسا عليها براحه وهو يهتف بغموض: هتسمعوني بقى كويس علشان نتفق على كل اللي جاي، من غير غلطه.
انتبهت حواسهم وكل منهم متوق شوقا لسماع ماسيتفوه به.
دلف يحيي وهو يساعد عمر بسبب إصابة قدمه، انتفض الجميع تجاه عمر يطمئن على حالته وخصوصا عائشة التي احتضنته هاتفه بنبرة باكيه: انا كنت هموت.
احتضنها هو الآخر بينما اقتربت لينا بحذر تلمس قدمه هاتفه: هي بتوجع!

كاد ان يصرخ عاليا ولكن ابعدتها نيره وهي تذجر: اتربي بقى، اتررربي
تابعت نيره بتمثيل الحزن: هو احنا كل مانيجي نتخطب تحصل مصيبه، بقولك ايه ياعمر تعالي نفركش.
رمقها بغيظ فااقتربت هاتفه بمزاح: بهزر يا رمضان مبتهزرش.
قطع ذلك الجو صوت يحيي الذي هتف: امي ممكن نتكلم.
صمت الجميع فجأة يرمقهما بينما تجمدت ملامح هنا وهي تهتف متجاهله: اطفي النور يا عائشة عايزة انام.
يحيي.

صوت هتف بااسمه بحزم فااستدار تلقائيا ليجد حامي يقف خلفه، اصاب الذعر الجميع حينما أطاح حامي برأس يحيي حينما ضربه برأسه، فتقهقر إثرها للخلف، شهق الجميع عاليا بينما قطع هو أي كلمه لهم حينما سحبه من ملبسه ليخرج به من هذه الغرفه هاتفا بغضب: مش عايز حد بره.

أخذه واتجه به لغرفه آخرى، بمجرد دلوفه دفع الباب خلفه بقوه، واتجه ناحية يحيي لاكما إياه بقوه، لم يتفادي يحيي لكمته على الرغم من مهارته في هذه اللعبة فهتف حامي بشراسة: ما تلعب، مش انت راجل وتربية شوارع وامك ملهاش انها تكلمك، قوم بقى لاعب تربية الشوارع اللي زيك.
أعاد عليه كلماته التي قالها ل هنا، رفعه من سترته ليقف أمامه ويلكمه الثانيه هاتفا: امك دي اسمك مكانش بيفرقها طول غيابك.

بكي يحيي بألم فصرخ فيه حامي: متعيطش، عياطك ميجيش حاجه جنب قهرتها لما قولتلها انها ملهاش دعوة بيك وانك تربية الشارع ومش عايزها.
جلس على الأرضية يبكي بعنف صارخا: معرفش قولت كده ازاي وليه، كل اللي حسيته ساعتها اني عايز اتكلم، انا بحبها اووي بس مش قادر اعود نفسي اني رجعت للست اللي اتحرمت منها كل السنين دي.
مش عايز اتعود خايف البعد يلعب لعبته تاني.

جذبه حامي ليقف مرة ثانيه، بينما هتف حامي بألم: على الأقل انت لاقيتها في الآخر، انما انا شوفت امي بعيني وهي بتموت بالبطيء ومقدرتش اعملها حاجه، امك اللي انت كنت هتتسبب في وقوعها دي هتندم عليها طول عمرك لو جرالها حاجه.
اندفع يحيي إليه يحتضنه بقوه وهو يهمس ببكاء: انا اسف.
تنهد حامي عاليا بتعب وهو يهتف: اسفك ده ميكونش ليا انا، تروح تعتذر ل هنا
همس يحيي: طب وزينه؟!

رمقه بغيظ هاتفا: اعتذر ل هنا عن كلامك اللي زي الزفت وانا هفهمهم بعد كده على اللي حصل.
مسح يحيي على وجهه هاتفا: انت ايدك تقلت اووي كده ليه!
لم يستطع كبت ضحكاته بينما ارتفعت ضحكات يحيي أيضا واحتضن كل منهما الآخر، فهو لطالما اعتبر يحيي شقيقه ولكنه كان لابد أن يعلم مقدار جرمه فا الإعتراف بالخطأ هو اول خطوة للتصويب.

خمس سيارات دفع رباعي، سيارة يستقلها حامي تجلس بجواره عائشة، بينما وقفت زينه امام الثانيه هاتفه بضجر: انا مليش دعوه والله ما هركب غير في العربية اللي فيها نيره.
نطق يحيي بإنزعاج: يابنت الناس اسمعي الكلام وتعالي اركبي معايا.
مش هيحصل.
هتفت لينا بحماس: احنا نركب كلنا في عربيه واحده زي المره اللي فاتت، صرخ عمر من فكرتها: لالالالا.

بينما تجاهله الجميع واندفع الجميع إلى السيارة من الداخل في وسط هتاف نيره ل هنا: يااختي كده دفا اهو بندفي بعضينا، استني ننده لعيوش كمان.
زجرها عمر بغضب هاتفا: هو فرح خالتك ياعماد، فوقي ياماما العربية دي مش هتتحرك كده، احنا على طريق صحرا، ده مش بعيد تتشفط بينا في الأرض.
هتف كريم الصغير: هي مشيت قبل كده بينا هتمشي دلوقتي عادي.

ساعد يحيي عمر على الدلوف وهو يهتف بقلة حيلة: اركب ياعم دول شلة مجانين مش هتجيب معاهم لاحق ولا باطل.
دلف يحيي وجلس في مقعد القيادة هاتفا بتحذير: انا مش هحلف بس اللي هسمع صوتها هولع فيها وفي العربية دي كلها.
بدأت لينا الغناء مصتنعه التأثر: بموت جوايا وببكي على حالي.
بادلتها نيره بصوت عال: وأحزاني اللي جيالي، خلاص ضيعته من ايدي.

صرخت زينه بتأثر هذه المره: ووقت القسوه كان مااالي، و نازلة دمووعي سألاني هيتعوض بمين تاني، همووت لو راح.
هتف كريم هذه المره: ولا سامع ولا راضي واقوله هموت يقول عادي. وبيحسسني بذنوبي وبيفكرني بالماضي...
صرخ فيهم يحيي بضجر: بسسسسس، اسكتوا بقى.
استدار ل هنا يتغني مثلهم بشقاوة: حبيبي بيمشي مش راجع بقاله كتير بيتحمل قسايا عليه.
كبتت ضحكتها وهي تدفعه للأمام هاتفه: بص ع الطريق قدامك بدل ما نعمل حادثة.

تابع وهو ينظر في المرآة إلى زينه: ونازلة دموعي سألاني هيتعوض بمين تاني، ها يازينه يتعوض بمين ها.
ابتسمت زينه وهي تنظر للأسفل بينما في نفس التوقيت
أخرجت عائشة من حقيبتها أحد الشطائر الملفوفة وقدمتها له هاتفه: خد انت مأكلتش حاجه طول اليوم.

توقفت بدها في منتصف الطريق حينما سمعته يهتف وقد تحولت نبرته الحازمه لآخرى متألمه: حضنتني ساعتها، قالتلي انا سميتك حامي علشان اكون حمايه وسند لاخواتي، مكنتش فاهم الكلام بس كنت حاسس بالألم وحسيته اكتر لما نمت وصحيت لقتهم بيقولوا انها ماتت، ماتت ازاي انا كنت حاضنها قبل ماانام فجأة كده مش موجوده.

سقطت الشطيرة من يدها وهي توجه كل حواسها له بألم بينما تابع هو أثناء قيادة السيارة: قالتلي عايزاك دايما في ضهر اخواتك، عايزاك أسد، و عايزاك تفتكرني دايما، أنا منستهاش اصلا علشان افتكرها.

مشيت وسابتلي نيرة وزينه كنا قاعدين مع هنا، بعد وفاتها بأسبوعين اتنين اتاخدت زينه وملقناش غير هدومها اللي مليانه دم، ساعتها قعدت اجري زي المجنون، انا مقدرتش احميها، انا حتى مكنتش عارف هوفرلهم مصاريفهم ومصاريف دراستهم منين، هنا كانت هتجيب منين لده كله.

عشت أسوأ ايام حياتي بقيت بحس كل يوم ان حته مني بتتاخد وانا عاجز مش قادر اعمل حاجه، لحد ما ظهر رضوان، كنت شوفته كام مره مع ابويا بس مكنتش اعرف ايه اللي بينهم، فهمني انه صاحب ابويا وانه يقدر يساعدني، طلبت منه شغل اقدر اصرف بيه عليا وعلى نيره، اتاريه كان بيلعب عليا يضمن اني في جيبه، حتة العيل الصغير هياخده ويشكله زي ماهو عايز ومنها يبعد الشكوك اللي اكيد دارت حواليه بعد ماأبويا مات، بقى هيقتل الراجل ويربي ابنه تيجي ازاي دي!

اتكلم معايا بعدها، انه هيسفرني ادرس بره واروح الشغل في شركاته اللي هناك علشان اتعلم، ساعتها افتكرت نيره مكانش ينفع اسيبها لوحدها وخصوصا ان ساعتها لما يحيي اختفي وهنا كانت فاكراه مات ومكانتش واعيه لأي حاجه حواليها، روحت لرضوان شركته اتكلم معاه في موضوع السفر ده وانه مينفعش، اتفاجأت بنادر في مكتبه ورافع عليه المسدس، كنت عيل معرفش حاجه ورضوان ده كان القشه اللي انا همسك فيها، سحبت مسدس رضوان اللي كان على الترابيزة وبقيت واقف ورا خايف اعمل اي حاجه، حتى السلاح ده عرفت استخدامه في اليومين اللي كنت مع رضوان فيهم، ايدي اترعشت كنت هرميه بس بصة رضوان استنجدت بيا، ضربت نادر طلقة في ايده واستغربت انه مضربش عليا نار، طلع اصلا مسدسه صوت بس كان جاي يهوش بيه، وقع نادر ورضوان طلبله البوليس ومن ساعة اليوم ده رضوان كان بيقولي انت ابني، حاولت اقنعه اني مينفعش اسافر، سمعت في كلامه تلميحات انه هيشيل ايده وانه مش هيساعدني لو معملتش اللي يطلبه، كنت لازم احافظ على نيره واوفرلها عيشة كويسه، وافقت ودخلت نيره مدرسه داخليه وهنا ساعتها كانت في ملكوت تاني كانت ممكن تنساكي وانتي بتكلميها، سافرت وصدق معايا وبقيت اتعلم في احسن مدارس بره بالنهار واروح شركته اتفرج الشغل بيمشي ازاي بعد المدرسه، لحد ما وصلت ل 16 سنه بدأ يظهر على حقيقته معايا، وراني رضوان الحقيقي، طلب مني انفذ اول عملية ليا، كان عايز يسرق الماظ من واحد هناك، وكان شايف ان انا انسب واحد يعمل كده، كان علطول بيقول اني فهد دماغي نضيفه وهكسبه دهب، اول ما طلب مني رفضت صدمتي من حقيقته مكانتش أكبر من صدمتي لما خلى رجالته ضربوني قدامه في المكتب وبعدها رماني في الشارع ولا تعليم ولا غيره، قضيت اسوء اسبوع في حياتي، كنت باكل من الزبالة وبفكر في اختي اللي مش هتقدر تواجه لوحدها، ذلني وكان عارف ان صباعي تحت ضرسه واني يومين بالكتير وهرجع وهقوله من نفسي اني هنفذ كل حاجه، رجعت فعلا بس مرجعتش العيل اللي كان بيشكله، رجعت واحد تاني الضرب والذل والظلم ملوا قلبه لحد ما مات، قولتله اني هنفذ العمليه ساعتها حضنني وقالي كده انت ابني اللي اعرفه، حتى هو ساعتها استغرب الجمود اللي كنت فيه، اداني 100 ألف جنيه كهدية رجوعي، خدتهم منه وعرفت ساعتها ان علشان مبقاش عبد لحد لازم ابقى حامي العمري، حامي بس مش حامي اللي بيشتغل مع رضوان، نفذتله العمليه وهو اداني فلوس كتير بقيت بحوش كل مليم علشان اعمل الامبراطورية اللي انتي شايفاها دي، وبعد ماكانت حدودي كلها رضوان، كبرت وبقى ليا علاقات مع ناس كتير منهم الشريف ومنهم الوسخ، كسبت رضوان كتير بس بقيت اسحب السجادة من تحت رجليه وبعد ماكنت انا اللي محتاجه بقى هو اللي ميقدرش يستغني عني، لدرجة ان الصحافة بدأت تكتب اني ابنه، وانا عندي 22 سنه دخلت مزاد قصاد رضوان على شركه كانت للبيع وكسبت المزاد ورسي عليا، بقيت انفذ اللي انا عايز انفذه بس واللي ميعجبنيش بقيت اقول لرضوان لا، قلبي جمد، كان في واحد اسمه محمد الصياد فاتح شركه جديده بس كان في الإدارة مش اوي، عرضت عليه اني ادير الشركه ويبيقى هو براس المال وانا بدماغي، ووافق، عملت شغل مفيش حد في المنافسين قدر يعمله واسم حامي العمري بقى بيرن في كل حته، محمد الصياد كان راجل غلبان لما كل حاجه كترت وفتح بدل الشركه تلاته، اداني شركه، شاف انها حقي قصاد كل اللي كسبه من ورايا، الشركه اللي هو ادهالي دي كنت متمسك بيها وبشتغل على اني اكبرها اكتر من اي شركة تانيه، لأنها كانت اول شغل تكون فلوسه حلال واصل رأس المال مش حرام، مكانتش تفرق معايا اوي لأني كده كده كنت اعمي عن اي نقطة خير، بس في حاجه خلتني اعمل كده، بعدها ظهر أمير اللي كانت بيحاربني علشان خايف اني اكل السوق منه زي ماكلته في البوكس وخليته بعد ماكان بطل بقى واحد ملهوش لزمه بيجي الماتش يتضرب ويروح، عرفت نهله بعدها من شغل، كانت واقعه مع ناس كبيرة وانا اللي خلصتها، نهلة الوحيدة اللي كنت بحس ان ليها جوايا شوية مشاعر، اعتبرتها امي، وهي كانت بتعمل كل حاجه علشان ترضيني، كنت بستغرب حنانها ده وكنت بقول ليه؟! هي فعلا شايفاني استاهل كل الحنية دي، بقيت على استعداد افديها بروحي، كبرتلها شغلها وطلعتها من مصايب كتير، عاملتها معاملة غير الكل كنت بشوف في عنيها نظرة تخليني اجري عليها احضنها لما اتعب، نهلة الوحيدة اللي طبطبت عليا في غربتي، بس للأسف طلعت الإيد اللي هي كانت بتطبطب بيها غرقانه بدم امي وابويا.

هتف بالآخيرة بشراسة وقد تجمعت غيمة من الدموع على عينيه فزاد من سرعة السيارة وهو يحاول تفادي من امامه خاصة مع صرخة عائشة المختلطة بالدموع و الممتلئة بالذعر: حامي حاااااسب.
حاااسبوااا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة