قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثامن والأربعون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثامن والأربعون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثامن والأربعون

نحن نعاني في عالم لا تعرفون عنه شيء، أبطال غزة، سوريا. فلسطين، العراق. لبنان
كل بطل يحارب من أجل الشرف والعرض، نعم فالأرض هي العرض، أقدم لكل هؤلاء دموع نزفتها قلوبنا ولكن لاتجدي!، قلوب تمزقت إربا على حالكم ولكنها هباء منثور، شعور قاتل بالعجز يفتك بنا كل يوم ونحن نرى صوركم تدافعون صامدون رغم كل هذه الانتهاكات ونحن هنا مجرد مشاهدون!
القصف يعصف بالبلدة التي يشعر القلب وكأنه منها...

والأهالي واقفة كأسد رابض لاتهزه أعتى الرياح.
أنتم فخر لنا ونحن عار عليكم
أبناء عروبتي آسف لكم واعلم ان آسفي حتى ولو امتد لنهاية الحياة لن يعوضكم عن صغير قُتل أو كبير سارت دماؤه لتروي أرضكم الطاهرة!
أنتم شجعان بواسل تنجبون الصغار لتضعوا الشهادة طموح أمام أعينهم، ولذلك اطمئن دائما بأن الله يحرسكم بعينه التي لا تنام، كنت أود أن أقدم التعازي ولكن لاتعازي فهم شهداء. مبارك لكم على شهدائكم، حرركم الله.

وأفاقنا نحن إخوانكم من الغفلة الكبري.
ارتعدت أوصالها حينما احتكت عجلات السيارة بالأرضية محدثة صوتا عاليا، شهقة عالية خرجت منها بينما تثبتت هو نظراته على المرآة أمامه ينظر لعينيه التي تراكمت عليها غيمة من الدموع، اتقدت عيناه وكأن اللهيب اقتحمها فاالتحمت النيران مع بريقها، رفعت رأسها بإرتعاد وهي تحمد الله أنه استطاع تفادي هذه السيارة، اقتربت منه تشدد على يده هاتفه بدموع: حامي كفاية.

كانت السيارة متوقفه بهم، شعرت بالخوف الجلي عليه فلقد فرغ مافي قلبه من آلام وانكسارات بعضها فقط كان كفيل بدغدغتها.
احتضنته و دموعها الحارقه تسير على وجنتيها هامسه: كفاية كده، انت تعبت وانا خايفة عليك.
تابع هو وقد اظلمت عيناه: نادر خرج من السجن وكان عايز ينتقم من رضوان، عمل كل المحاولات وفشل برضوا، علشان انا اللي كنت واقف في ضهر رضوان. اي محاولة ولو صغيرة كانت بتفشل.

منزلتش مصر تاني، ايام ماكنت لسه انا كان ينفع انزل لكن بعد مابقيت حامي العمري مبقاش في رجوع خلاص، فضلت برا بتطمن على نيره من بعيد ولو نزلت بقعد يومين وبهرب جري حتى هنا مكنتش بحاول اشوفها كنت بوفرلهم كل حاجه من بعيد مكنتش عايز اظهر في صورتهم، ده مش كل حاجه، ده جزء صغير اووي من حياة الوحش اللي انتي عرفتيه يا عائشة.

قبضت على كفه مردفة بعين لامعه: وأنا قابلاه بكل حاجه، وقابله اني افضل محبوسة في قصره بس يجري ورا النور اللي لقاه.
قبل باطن كفها وهو يهتف: وحتى لو مش قابلة تفضلي محبوسة أنا مش هسمح بخروجك.
ابتسمت وهي تحرك رأسها يمينا ويسارا بمعني لافائده منه بينما بدأ هو التحرك بالسيارة مرة ثانيه وقد شعر أن جزء ولو كان صغير تزحزح عن قلبه، هو الآن بجوار كل من يحبهم بصدق و أمنيته الوحيدة ان يستمر بقاؤهم.

توقفت السيارات في هذا المكان، تأمل الجميع الموقع بإعجاب ذلك المكان اللذي يغلب عليه اللون البرتقالي وكأنه سرق من الشمس ضيها، مليء بالمرتفعات والنخيل وتلك الرمال الصفراء، نزل الجميع من السيارات و توقفوا في انتظار من سيآتي إليهم، كان يحيي يساعد عمر في الوقوف وهو يهتف: انت مالك تقلت كده ليه.

وكزه عمر بغيظ بينما هتفت زينه بحماس: واااو انا مبسوطه اووي، طول عمري كان نفسي اجي مكان الصحراء والبدو واتفرج على المخيمات والشوي.
شاركتها نيرة السعادة مردفة: و ياسلام بقى لو نحضر فرح هنا، هتشوفي العجب، بس هو احنا جايين هنا ليه يا حامي؟
حاول حامي كبت ضحكته لكنه لم يستطع فاانفجرت ضحكاته العالية بينما نظر الجميع له بذهول فهتفت هنا: في ايه يا حامي؟!

توقف عن ضحكاته بصعوبة وهو يحاول تجميع الكلمات هاتفا: لا ولا حاجه.
أعادت عائشة السؤال فضحك من زواية فمه مردفا: مفيش حاجه ياوحش خلاص بقى
في نفس التوقيت
هتفت تلك الفتاة التي تسير بجوار شقيقها بتذمر: يعني هو انا الخدامة اللي الحاج جبهالك يا حسام، ياجدع ارحمني عايزة انام ده انا جاية من طريق سفر.

رمقها بغيظ وهو يهتف بسخرية: جرا ايه يابسنت، ماخلصنا بقى قولتلك ناس معرفه ولازم نروح نجيبهم مش عارفين الطريق، و بعدين معاهم بنات وانتي اللي هتاخديهم توديهم بيت الحاج وهدان.
صرخت عاليا: انا ايه اللي جابني من المستشفي النهاردة، انا ماانا كنت اروح السكن ويولع الفرح انشالله ماعني حضرت، انما لا لازم انزل هنا النهاردة وكمان عايز توديني عند الحاج وهدان.

تابعت بصوت مرتفع: أنا مروحة يا حسام، يا اخويا قصدي يااللي كنت اخويا قبل اللي تعمله فيا ده.
طفح كيله منها فرمقها بغضب ناطقا وهو يغلي: غوري يابسنت روحي.
تسمرت مكانها حينما شاهدت هذا التجمع وخاصة هو، نعم إنه هو، جذبت شقيقها هاتفه: قولي يا حسام الراجل ده جايب اخوه وجاي يتقدملي صح؟!
رفع شقيقها حاجبه الأيسر هاتفا بإستنكار: اخوه مين! ويتقدملك ايه؟!

يبقى جايب ولاد خالته يتقدملي واحد منهم، قول اه الله يباركلك.
ضغط على خذائها بقدمه حينما تقدما منهم، ثبت حامي مكانه لم يتحرك قيد انمله حتى تقدم حسام منه وقد مد كفه هاتفا: انا ملازم اول حسام وهدان.
حرك حامي رأسه وكأنه يتفحصه، قطع الصمت هاتفا بثقه: حامي العمري.
انتبه على ذلك الصوت وهي تقول: انت جايب اخوك علشان يتقدملي، بس عرفت طريقي منين بقى؟
هتفت عائشة بصدمه: انتي!

اعتذر حسام بأدب عن موقف شقيقته واستدار لها هامسا بغل: وربي يابسنت لو ماسكتي لا اطلع على بيت الحاج وهدان احكيله على قلة الحيا دي، ومش بعيد الدكتورة تسيب الشغل وتنزل تخدم مع الحريم تحت.
وضعت يدها على فمها علامه على الصمت التام بينما استدار هو مجددا يهتف بإبتسامه: بسنت هتاخد البنات ويروحوا بيت ابويا الحاج وهدان.
جذبت بسنت نيرة هاتفه بحماس: ده احنا عندنا فرح وهتتبسطوا اووي.

صرخت نيره هي الآخرى: بجد فرح هنا، الله.
اندفعت زينه ولينا بينما همس حامي ل هنا: خدي بالك من المجانين دول انا هخلص حاجه واجي.
ربتت هنا على ظهره هاتفه: مش مرتحالك بس ماشي.
التقط كفها يهتف بتحذير: عائشة ياهنا متخطيش خطوه برا، انا مش عايز حد معايا.
وقفت عائشة في وسطهم هاتفه: بتقولوا ايه بقى؟!
أخذتها هنا من يدها لتسير مع الفتيات وهي تهتف بضحك: تعالي ياحبيبتي وانا هقولك.

علمت عائشة مغزي الحديث فااستدارت ل حامي ترمقه بغيظ فغمز لها ضاحكا.
استدار حامي لهم مرة ثانيه فلاحظ كريم الذي مازال واقفا فأردف: كريم انت مروحتش معاهم ليه؟!
طنط قالت البنات بس.
اتجه حامي إلى عمر يسنده هو بينما رمق يحيي هاتفا: الحقهم بكريم وتعالي تاني انا مستنيك هنا.
نفذ يحيي ماطلب واتجه بالصبي ليلحق بهم بينما هتف عمر بضجر: حامي انا عايز افهم في ايه بالظبط؟!
اردف حامي ببرود: دلوقتي هتفهم متستعجلش.

كان حسام صامتا يتابع فقط مايحدث، هو لم ينكر إعجابه بدهاء هذا الرجل منذ المره الأولى، قطع الصمت صوت حامي: فين صاحبك؟!
المقدم مروان هيجي حالا.
حرك حامي رأسه بغير اهتمام مردفا: كويس.
تطلع عمر إلى حسام مردفا: هو في ايه؟!
مد حامي يده لأسفل متصنعا تفحص جرح عمر بينما ضغط على جرحه بهدوء مهدد مردفا: الدكتور قال ايه على الجرح؟!
أصدر عمر تأووه عالي بينما همس حامي: لو اتكلمت تاني ياوحش مش هدوس عليه بس.

ثم أردف بغيظ: مبيفصلوش، ملوك تصنيع الراديوا.
لم يستطع حسام كبت ضحكاته فخرجت عاليه وهو ينظر ل عمر ويدور في عقله ألف سؤال عن ماهية الواقف امامه.
كانت أمسية تختلف عن سابقيها، فقد حل ضيوف على المنزل، اتجهت بسنت نحو غرفتهم تحمل المشروبات هاتفه بحماس: انا جبتلكم عصير وحاجه خفيفة تاكلوها وكمان لبس علشان الفرح بالليل.
نطقت هنا وقد استفزها الوضع: فرح مين بقى يابنتي.

جلست بسنت في منتصف الفراش وبدأت ثرثرتها: فرح بنت خالتي، اصل انا خالتي من هنا لكن احنا كنا قاعدين في القاهره، بس امي اتحايلت على ابويا تيجي تقعد مع اختها فترة الفرح، ابويا بقى الحاج وهدان اكبر واحد هنا كلمته بتمشي على الكبير قبل الصغير، رغم انه مبيجيش هنا غير كل فين فين علشان يبص على حاجتنا لكن مكانته محفوظه، واخويا حسام، احنا بقى اصلا اصولنا من الصعيد.
قاطعها كريم هاتفا بضجر: انتي رغاية اووي.

وكزته هنا موبخة: عيب كده ياكريم.
اقتربت بسنت بمرح من الصبي هاتفه: لا مش عيب ولا حاجه، انا رغاية الراجل مكدبش.
ضحك الجميع على كلماتها بينما تحركت زينه تتفحص الملابس التي احضرتها لهم قائله: وااو احنا هنلبس كده.
أجابتها نيره وهي تقيس أحدهم: هنا كله بيلبس كده في الأفراح صح يابسنت؟!
هزت بسنت رأسها، تحركت عائشة تجاهها هامسه: بسنت هو اخوكي علاقته ايه بحامي؟!

مطت شفتيها بعدم معرفه: والله علمي علمك، انا اتصدمت لما شوفتكم تاني، كنت فاكره انكوا جايين تخطبوني بس يخسارة طلعتوا كلكوا خاطبين.
قطع جلستهم صوت تلك الفتاة الشابة ذات الملامح الجذابة ولكنها تحمل من الحزن ما تحمل وهي تهتف: روحي يابسنت كملي الأكل مع الحاجه، انا مش قادره.
اقتربت عائشة من تلك الفتاة تنظر في عيناها مردفه بتساؤل: انتي معيطه؟!

رحلت من امامها بينما ربتت بسنت على كتف عائشة متأسفه: معلش سيبيها متزعليش منها هي تعبانه شويه مش اكتر، هروح احضر الاكل.
توجهت عائشة نحو التي جلست على الفراش تهتف بتردد: انتي حد مزعلك هنا؟!، انتي شكلك تعبان اووي!
تجاهلت ماتقول وأحاطت نفسها بالغطاء علها تهرب من عالم تسبب لها في الكثير.
غرفة شبه مظلمه جلس فيها حامي يجاوره عمر ويحيي وفي المقابل مروان وحسام.

انت هتتحايل عليه ياحسام، بمزاجه او غصب عنه هيقول اللي عنده.
هتف مروان بهذه الكلمات، في حين ظل حامي على صمته ونظراته الجامده يتأمل الواقف أمامه بسخرية، شاب تولى رتبه هامه فظن نفسه امتلك العالم وسيخضع حامي العمري له.
هتف حسام بغضب: مروان كده مينفعش، حامي باشا ضيفنا ودي مش...
قاطعه ذلك الشاب وهو يردف بثورة عارمه: مليش دعوه ياحسام، يقول اللي عنده وبعدين نتكلم.

اشار حامي إلى عمر ويحيي واستقام واقفا، يعدل من هندامه وقد بدأ التحرك نحو الخارج هاتفا: كنت فاكر ان القعدة دي هيكون فيها رجالة تتفق بس طلعة قعدة عيال، وانا مرضاش اني انزل بمستوايا للعيال.
وقف مروان امامه يسد عنه الطريق هاتفا بسخرية: انت رايح فين مفكر انك تقدر تخرج من هنا!
رفع حامي حاجبه هاتفا بثقه: والله انا جيت هنا بمزاجي، القعدة دي انا اللي عاملها اصلا، وهخرج من هنا برضو بمزاجي.

نظر له مروان بإستنكار مردفا بسخرية: تبقى مين بقى علشان تتكلم بكل الثقه دي.
ابتسم حامي ببرود مثير للأعصاب واقترب من مروان بخطوات ثابته وعلى حين غره أطاح برأسه فتأوه مروان عاليا في حين اقترب منه حامي وقد اسرع في رفعه وهو يحكم قبضته على عنقه، هب حسام يحاول إبعاده فهتف حامي بحزم: خليك مكانك.

اقترب من وجه ذلك الماثل امامه يحاول التنفس ولا يستطيع هاتفا بشراسة: انت هنا مش سيادة المقدم، طول ماانت قاعد معايا تعرف كويس اووي تتكلم ازاي، انا ممكن دلوقتي حالا اطلعك من شغلك بفضيحة بس ده لا هو اسلوبي ولا طريقتي، وبالنسبة لسؤالك انا مين علشان اتكلم بكل الثقه دي؟!
لمعت عيناه بضوئها الوهاج وهو يتابعا مركزا ببصره على عيناه: اعرفك بيا حامي العمري.

هتف بهذه ثم ترك عنق الأخير ليهوى أرضا يحاول التنفس بصعوبة، انتفض يحيي حينما لاحظ بروز عروقه وتحول نبرته فعلم أن وقت تحوله قد حان، هتف مهدئا: حامي كفاية يلا نمشي.
استدار له يرمقه بسهامه الحارقه، في حين استند الآخير على حسام حتى يستطيع القيام فهتف حسام معتذرا: طيب انا اسف، اعتبر الكلام معايا انا.

استدار له حامي هاتفا بثبات: انا لو قعدت هيكون احترام للاتفاق اللي بيني وبينك واللي صاحبك طلع عيل ومااحترمهوش، اما بالنسبه للكلام فلما يجيلي مزاج بقى، ودي مبتحصلش كتير.
اندفع نحو الخارج بثقه وتبعه يحيي الذي يسند عمر الهامس له: رغم اني مش فاهم حاجه، بس حامي بااشا، خلى اللي اسمه مروان ده بقى منظره ذباله خالص.
ضحك يحيي بمكر هاتفا: بقى فانلة في نص القاعدة.

علت ضحكاتهم في حين توجه هو نحو السيارة وعقله مشغول بما حدث، قرر بدء أولى خطواته الآن ولكن لايتم الوضع بمفرده، اطمئن ان الاثنان معه بالسيارة وبدأ الحديث بنبرة لا تحمل النقاش: كل حاجه هتبدأ دلوقتي، اسمعوني كويس، يحيي انا عايز معلومة ان نهلة في مصر توصل لنادر ورضوان، وبالذات نادر، اما انت ياعمر فهتاخد الورقه دي ومهمتك انها تبقى مع رضوان، افتتح عمر الورقه ليجد بها اسم مدون، كريم رضوان عبد الحي.

حاول عمر فهم ما يشرع حامي في فعله فنطق هو منهيا الحوار: انا معايا اكتر من كارت كلهم وسائل مساعده، لكن الكارت اللي هيبقى هو القاضيه، نادر، اتنين تعابين اجتمعوا وانا بقول كفاية عليهم كده بقى ونفرقهم.
سأل يحيي بهدوء: قولي مي عملت اللي قولتلها عليه.

هز يحيي رأسه هاتفا: مي خدت عرابي معاها الشقه وهو ما صدق، وطلبت منه يطلع معاها بحجة يساعدها علشان السباكه ضاربه، بعد ماطلع شربته لحد ماسكر طينة وبعدها الرجالة بتوعنا طلعوا خدوه من عندها، واتصاحبت على البت بتاعة الكافيه بس معرفتش كل حاجه، اللي انا عرفته بقى ولاحظته بعد مراقبتي ليها ان البت دي هي اللي بتخطف العيال الصغيره، تشوف اي عيل شكله نصيف وتتسحب في وسط الزحمه تشده من ايد امه، وطبعا بلبسها الشيك ومنظرها محدش هيشك انها خاطفه عيل، وبعد كده العيال بتتسلم لعرابي وبيروح بيهم على نادر، اللي سليم منهم بياخدوا اعضاؤه واللي في عيب بيسرحوه مع عرابي، ده كل اللي عرفته.

همس حامي بشر: ياولاد ال.
نطق عمر هذه المره: وانت ناوي تعمل ايه؟!
لا انا مش هقول، اتفرجوا احسن، اللايف بيكون اجمد كتير من لما حد يحكيلك.
نظر يحيي وعمر لبعضهما وكلاهما غير مطمئن بالمره لما سيحدث.

أضواء تمليءالمكان، وأغاني بدوية لاحت على الساحه، تلك الشاه التي يتم شوائها وعندما تراها تود لو التهمتها الآن، النساء يتغنين ومظاهر الفرح تعم تلك الأمسية احتفالا بالعروس وزوجها، كانت حالتهم يرثي لها وخاصة ونيره تقول بأسف وهي تتابع مظاهر الاحتفال: يرضي مين بس بقى بعد ماعشمت نفسي اننا نتفرج يقوم حامي قايل هنمشي.

بادلتها زينه الحزن وهي تغلق اخر حقيبه استعدادا للرحيل، وعلى حين غره وقف الحاج وهدان في منتصف الطريق يهتف بإستنكار ل حامي: كلامك ده مايصحش ياابني، انتوا ضيوفنا ومشيك الليلة ده هيقل مني انا.
نطق حامي بتمثيل قلة الحيلة في حين ابتسم داخليا حينما شاهد مروان مطأطأ الرأس: والله ياحاج انا كنت جاي على اتفاق، بس...

قاطعه وهدان يسترضيه: ما بسش ياولدي، انا كبير المكان وقدام كل الناس دلوقتي بتأسف ليك عن اللي حصل.
تجمهر الجميع حولهم ليروا ماهية هذا الشخص الذي يتأسف له كبيرهم في حين دفع وهدان مروان هاتفا: حب على راسه واعتذر عن اللي حصل منك.
أعطي حامي إشارة من يده مانعا ما يحدث وهو ينطق: مش عايز حاجه، اعتذارك على راسي ياحاج، وده كفاية عندي.
ربت وهدان على كتفه بإبتسامه رزينه: ولد أصول ياولدي.

نطق مروان: أنا آسف على اللي حصل.
رمقه حامي بتشفي خفي وهو يهتف بلا مبالاة: محصلش حاجه.
هتف الحاج وهدان بحماس: انا اصولي من الصعيد، تابع هو يلتقط أحد العصي ويلقي إياها إلى حامي: علشان كده يلا ياولدي هنعمل الواجب مع العرسان ونشوف مين هيكسب.
سمعت عائشة تهامس الفتيات من حولها ومازاد الطين بله صوت لينا: البنات دول عمالين يعاكسوا حامي، انا هضربهم كلهم.

انطلقت عائشة نحو زوجها الواقف في المنتصف وبمجرد اقترابها وجدته يخلع سترته الفوقية حتى يستطيع التحطيب ويبقى بقميصه الأسود والذي أبرز عضلاته، استدار لها ليعطيها سترته فهتفت بغل: ماتلبسها ولا هو أي اقلع وخلاص.
دي اختك؟!

كان هذا صوت مروان الذي رمق عائشة بنظرات إعجاب جلية، فمال حامي على وجنتها يقبلها أمامهم جميعا، شهقه عاليه خرجت منها بسبب الصدمه بينما ارتفع هو يضغط على يد مروان المدودة حتى كادت ان تتهشم بين يديه وهو يهتف: دي المدام، مدام حامي العمري، مال على أذنه خفيه هامسا: المره دي سماح، المره الجايه النظرة مجرد النظره بموتك.

سمعت عائشة تهامسهن بخجل عن حبه لها رغم جبروته الظاهر فلقد قبلها امامهم دون خجل، أعطاها سترته وهو يربت على كتفها هامسا: لا اجمد ياوحش، هتقع مني كده.
هرولت بسترته نحو نيره بينما استدار هو لوهدان الذي هتف: بتحبوا بعض اووي ياولدي ربنا يهنيكوا
هتف وهو يقصد ردع مروان: اعمل ايه بقى مشوفتهاش من الصبح، دي بالذات القرب منها هلاك ياحاج.

نظر مروان أرضا وقد فهم مغزي كلماته، في حين اشتعلت الأجواء لبدء التحطيب، حامي أمام كبيرهم
هتفت بسنت بحماس للفتيات: هجبلكم بقى رز أحمر والضاني.
استنكرت لينا ماتقول فهتفت هي: دي اشهر اكله بتتعمل هنا في الأفراح، بس انا مش هقوم من مكاني غير لما اتفرج، ده انا كنت ناوية امشي بعد الفرح بس والله لأبات هنا.

علت الصرخات المحمسه وحامي يضرب بعصاه على عصا وهدان، اشتد الصراع حينما حاول وهدان أن يجعل عصا غريمه تقع فتفادى حامي ذلك بضحكه ماكره.
كانت بسنت شارده فحاولت هنا استجوابها: يابنتي قريبتك عماله تعيط ليه.

انتبهت بسنت لها، فااستدارت لتنظر بأسف على حالها وهي تردف: دي شهد بنت خالتي، ابوها في غزة، هو اصله من هناك واتجوز المرحومه خالتي في مره لما كان هنا في مصر، حبوا بعض واتجوزوا وماتت وسابتلوا شهد، هو كل حياتها، ودلوقتي راح يزور ناسه وبقاله فترة طويلة هناك، ومن ساعة القصف ما اشتغل وهو مبيردش خالص عليها، كلنا خايفين عليه.
سمعوا الصياح فااستداروا ليجدوا حامي وقد وقعت عصا كبيرهم بسبب ضربه منه.

هتف الحاج وهدان بضحك: انت تكسب ياولدي، اول مره تحصل دي.
ابتسم حامي بثقه في حين صرخت الصغيرة بذعر: الحقوااا
استدار الجميع ليجدوا شهد واقفه على أحد المرتفعات، تصرخ عاليا: مات يا حاج وهدان، استشهد وسط ناسه، وانا مش هكمل من غيره، بدأت تنظر لأسفل وهي تتحرك للخلف مقررة القفز: هروح للحبايب، علشان مفيش حياة بعدهم!
صوت خرج حازما مؤنبا منبها ربما صفعه او سوط قوي على ظهرها: و انتي بقى لما تنطي هتروحي للحبايب!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة