قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل التاسع والأربعون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل التاسع والأربعون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل التاسع والأربعون

انت السبيل حيث لا أحد ياربي
منجاتي، خوفي، استغاثاتي، فرحي، تعاستي، كلهم كنت معي فيهم.
أراك بقلبي قبل عيني، اشعر بلطفك الذي يحاوطني
واليوم جئت أبث ما في القلب من متاهات، صاحب القلب المظلم أتعبني كثيرا.

أخشي أن يظل مأواه الظلام ويهوى قلبي أرضا حينما تمر على عقلي فكرة أن يبتعد، روحي صارت معلقة به وقلبي قد أحكم عليه بقبضة ظلامه فااخترق العتمة بصيص من نور، أحببته واستسلمت وأحبني لكنه يحارب، يظن الحب ضعف ولم يمر بخاطره أن الحب رغم عذابه هو السلاح الأقوى للمواجهة.

إنها قلوبنا معلقه جميعها بأحبال لا يحكمها سواك، إن أردت أحببنا، وإن قدرت بغضنا، فبحق لوعتي هذه حول الظلام نورا، اعطني معجزة، أتيقن من أنها آتية بفضلك، سنعاني نعم، سنتحمل ربما
ولكن الأهم أن يظل الحب.
ياصاحب القلب المظلم...
أحبك بقدر بغضي للظلام وبقدر تقبلي لعتمتك.

استدار الجميع بعد صرخة الصغيرة التي رجت الساحة ليجدوا شهد واقفه على أحد المرتفعات، تصرخ عاليا: مات يا حاج وهدان، استشهد وسط ناسه، وانا مش هكمل من غيره، بدأت تنظر لأسفل وهي تتحرك للخلف مقررة القفز: هروح للحبايب، علشان مفيش حياة بعدهم!
صوت خرج حازما مؤنبا منبها ربما صفعه او سوط قوي على ظهرها: و انتي بقى لما تنطي هتروحي للحبايب!

نظرت عائشة تجاه حامي بمجرد أن نطق بهذه الكلمات، في نفس التوقيت آتت بسنت مهرولة بعد أن كانت اختفت من الحفل تجلب بعض الأواني من المنزل، صرخت بلهفة حينما علمت من لينا ماحدث: انزلي ياشهد، ابوكي مماتش والله العظيم. انزلي.

حركت تلك الواقفه على المرتفع رأسها بغير تصديق في حين أكدت بسنت: ياستي والله أبوكي كويس، كان سايب تليفونه مع صاحبه وصاحبه استشهد، الراجل اللي رد عليكي افتكرك بنت اللي استشهد لكن ابوكي والله كويس، انا لسه مكلماه.
رفع الحاج وهدان صوته بغضب: ماتنزلي بدل مااطلع اجيبك اكسر عضمك قدام الكل هنا.

انتحبت تبكي بعنف وبدأت في التراجع عن قرارها وهي تنزل ببطيء وذعر جلي، بمجرد نزولها هرول وهدان نحوها وبمجرد أن رفع يده ليصفعها أبعد حامي يده رامقا إياه بثبات وهو يهمس: انت في مقام أبوها، هتهينها قصاد كل دول!

تراجع وهدان للخلف بعد أن بهت وجهه إثر تلك الكلمات في حين اقتربت عائشة منها والتقطت كفها هاتفة بلطف جلي: شوفتي انتي بالنسبالك حياتك رخيصة ازاي!، هما هناك بيعانوا بيحافظوا على أرواحهم علشان يفدوا بيها وطنهم، وانتي هنا بتخسريها عادي كده، مش هقولك انه حرام وانه يأس من رحمة ربنا والكلام اللي عادة بيتقال في المواقف دي بس كنت عايزة اقولك ان حتى لو كان حصل ووالدك استشهد ده تكريم ليه من عند ربنا، لو كل واحد في غزة اهلوا استشهدوا انتحر مفيش حد هيفصل يدافع عن الأرض وعن الأرواح، وعلى العموم بسنت قالتلك والدك عايش وبخير، أما انتي بقى اتمني انك تعيدي تفكير في اللي حاولتي تعمليه وتقدري تكوني بخير.

كانت هنا تبتسم بدفيء على حديث عائشة والذي شعرت منه أن الفتاة تؤنب نفسها الآن بينما اتجهت نيرة وزينه نحو شهد وقد هتفت لينا بتأنيب: تعالي معانا ندخل علشان تلبسي لبس غير ده. وماتطلعيش على الجبل وتوسخي هدومك تاني كده عيب.
ضحكت شهد على كلمات الصغيرة وهي تسير معهم نحو الداخل، في حين اقتربت هنا من عائشة هامسة: انتي كويسة.

شعرت أنها ليست على مايرام فصرخة الفتاة ومنظرها ذلك، حرقتها على أبيها أيضا أعادت لها الكثير من الذكريات، حركت عائشة رأسها هامسه: انا كويسة، هروح اقعد بعيد شوية بس علشان الدوشة مضيقاني.
كانت نظرات حامي لا تفارق واحده منهن، انشغل بالحديث مع وهدان الذي هتف بتعريف: حسام يبقى ابني، ومروان زي ابني بالظبط بس هو يبقى ابن اخت الجماعة.
رفع يحيي حاجبه الأيسر هامسا: جماعه.

وكزه عمر حتى لايسمعه أحد: يقصد مراته يعني بس هما كنوع من الغيرة يعني بيقولوا جماعه.
لاحظ حامي اختفاء عائشة فااستدار ل عمر الجالس بجانبه في حلقة الرجال: عائشة فين؟!
دخلت معاهم تقريبا!
هتف بإنفعال جلي وهو يبحث عنها بعينيه: مدخلتش، انا شوفتهم وهما داخلين.
نبه يحيي هنا بإشارته فرمقته مستفسرة، دفعه حامي: قوم اسألها هي فين.
الواد مروان راح فين ياحسام؟!

اندفع حامي على أثر جملة وهدان وقد هب واقفا، يسير بخطوات سريعه نحو هنا. لم يستمع لكلمة يحيي بل هتف هو: عائشة فين ياهنا؟!
هدأته بعد أن لاحظت ملامحه المنقبضة: متقلقش ياابني هي قالت هتقعد بعيد عن الدوشة شوية.
مشيت منين؟!

أشارت له هنا على الطريق الذي سارت منه عائشة، ليسير فيه بخطوات عنيفه، التهم الطريق فلم يأخذ، منه سوى دقيقتان حتى رآها تجلس في هذا المكان المنزو وذلك الواقف أمامها يهتف بإعجاب: انا حقيقي معجب جدا بالكلام اللي قولتيه ل شهد، معقول لسه في حد بيفكر زيك كده.

همت واقفة لتجيبه بغضب فقد استائت من طريقته وتطفله ولكن قطع صوتها نظرة حامي التحذيرية والذي يقف خلفه فصمتت عن الحديث في حين تابع مروان: سكتي ليه اتكلمي انا حابب اسمع منك.
كانت نظرات عائشة مرتبكة وهي تهمس موجهة نظرها لأسفل بإرتباك: حامي عينه بتطلع نار، يؤسفني اقولك انك هتطحن.

تابع مروان بنفس نبرته الحالمه: انتي باصه في الأرض ليه، حاسك عايزة تتكلمي بس في حاجه مانعاكي، سيبي نفسك متقيديهاش، بصراحة يا عائشة انا حاسس ناحيتك احساس غريب من اول ماشوفتك برا دلوقتي.

رفعت نظرها عند هذه الكلمات وقد تيقنت ان الواقف أمامها هالك لا محالة لترمق حامي ولكن شهقه عاليه صدرت منها حينما ركله حامي ركلة عنيفة فوقع على وجهه، تأوه مروان بألم وهو يحاول أن يدير وجهه لمعرفة من فعل به ذلك ولكن منع ذلك جذب حامي له من خصلاته وقد رفع رأسه ناظرا في عينيه بشراسه وهو يهتف: انا حذرتك وعملت اللي عليا وانت مسمعتش الكلام وعملت اللي انت عايزه، غلطت وانا الغلطة عندي بفورة.

نطق بالأخيرة وقد لكمه لكمة عنيفه في وجهه أطاحت به فصرخ مروان متأوها بخفوت، حاولت عائشة إبعاده ولكنه منعها بإشارة من يده ونظراته المشتعلة فتراجعت للخلف بينما اتجه هو نحو ذلك الذي يتأوه بصوت منخفض يردف بغضب أعمي: خايف تعلي صوتك صح، خايف يتلموا ويعرفوا انك و، بس انا هخليهم يتلموا بقى علشان يشيلوك وانت مكسر.

لكمة آخرى في وجهه بمجرد أن حاول القيام تبعها ركلة في معدته فحاوطها بألم وهو يحاول التحدث بصعوبة: كفاية.
ضغط بحذائه على قدمه هاتفا بغل: كفاية ايه بالظبط!، الظاهر ان الإحساس الغريب اللي حسيته ناحيتها بيوجع اوي يابطل.
اختتم حديثه بلكمة عنيفة في وجهه مرة ثانية حينها هتفت عائشة بذعر: يا حامي كفاية هيموت.
لم تهتم بنظراته هذه المره بس حالت بينهما مردفة بترجي: كفاية.
صرخ فيها بعنف: اسكتي.

رفعت صوتها وقد تحول الترجي إلى تحدي وهي تهتف: لا مش هسكت وكفاية.
دفعها للجانب ثم عاد إليه ليجده يتأوه عاليا فسدد له ضربة عنيفة هاتفا بشر وقد تلاقت نظراتهما: انا عرفتك بيا بس كان نظري، دلوقتي بقى اسم حامي العمري بقى معلم في كل حتة في جسمك، ومتأكد دلوقتي انك مش هتنساه، علشان الوش ده ميتنسيش.

انهى كلامه حينما ركله بقدمه في حين تكوم الآخر لا يقدر حتى على التأوه فااستدار حامي متجها نحو عائشة وقد جذبها من مرفقها هاتفا بحزم: امشي.
آتت لتجذب مرفقها فزاد من قبضته وهي تتحدث: مش همشي انا زهقت، مش كل حاجه اوامر.
كان يسير بها بعيدا غير آبه بكلماتها وهو يقول ببرود: بكره تتعودي.
نطقت بغضب: مش هتعود.
استدار لها رامقا إياها بزيتونيتيه هاتفا بإصرار: هيحصل.

تابع سيره جاذبا إياها، لم تستطع التحمل فنطقت: سيب دراعي ايدي وقفت.
ترك مرفقها فمسحت عليه لتخفف من حدة الألم، حاولت خداعه لتهرول في الاتجاه المعاكس عائده فلحقها قبل أن تخطي آخري جاذبا إياها من مرفقها و: أنا اللي غلطان.
ظل يتابع سيره وسط اعتراضها حتى وصلا أمام أحد الجبال الشاهقة، ترك مرفقها ظلت تتفحصه حينما تحدث هو بغضب: لو مكنتيش قومتي مكانش ده حصل، ولا كنتي جرأتي كلب زي ده يقوم وراكي.

رفعت نظراتها له تتحدث بهدوء واثق: اولا انا مغلطتش لما قومت انا حسيت اني مخنوقه محتاجه اقوم فقومت دي فطرة، لازم تعرف اننا مش كلنا محاوطين بدايرة حامي العمري نعمل اللي هو يقول عليه وبس.
لا تعملي اللي اقول عليه.
صرخت بغضب مماثل له: لا مش هعمل.
توحشت ملامحه وهو يصرخ: هتعملي.

أنا مش عروسة خيوطها في ايدك تحركها زي ماانت عايز أنا عائشة ياحامي ومش هلغي ده في مقابل اني ابقى ماشية حسب اللي انت راسمه.
تابعت بإنفعال: أنا كنت هعرف منين انه جاي ورايا ولا هو انا المفروض اكون تحت عينك طول الوقت، انا مش عصفورة انت اشترتها هتفضل محاوطها بالقفص ولا مسجونة انت السجان بتاعها، انا من حقي اتنفس ياحامي ولا النفس كمان بقى ممنوع!

جاوبها بنظراته الجامدة التي تحتويها: ممنوع طالما مقولتش اتنفسي.
نظرت له بعدم تصديق وهي تحرك رأسها بمعني لا فائده هاتفه بسخرية: انا تعبت حقيقي تعبت، ده موت.
اقترب منها بخطوات ثابته ليتواجها وهو يهتف وقد التمعت عيناه: بس معايا.

قاومت النظر له، سهامه هذه تضعفها تقضي على أدنى اعتراض تقدمه وكأنه يخبرها انه هو المتحكم بقيود اللعبة هذه دائما وأبدا، تجاهلته متحركه تجاه أحد قطع الصخور الصغيرة الواقعه بجانب الجبل لتلطقتها هامسه بإنبهار: كريستال!
آتي من خلفها ينتشلها منها ناطقا بسخرية: لحد امتى هفضل اعلم فيكي!، ولحد امتى هتفضلي متسمعيش الكلام!

حرك القطعه أمام عينيها هاتفا: ده مش كريستال صحيح في لمعته بس لمعه كدابه، شكله يقول انه كريستال انما حقيقته انه منظر وبس.
رفع يده مشيرا على الجبل وهو يتابع: ده جبل طلعوا عليه ان اسمه جبل الكريستال، لأن لما تبصيله تحسي انه كريستال حقيقي، لكن بعد ماكشفوا عن الصخور دي اكتشفوا انها منظر بس، وكده هنعيد الدرس من تاني ياعيوش مش دايما اللي ظاهر بيبقى هو الصح.

رمقته بصمت ثم سريعا ما وجهت نظراتها الحزينه للأرضيه ليرفع رأسها هاتفا: لو عايزة تمشي امشي، بس تقوليها الأول وانتي قدامي.
حركت رأسها بنفي سريعا تردف بذعر: مش عايزة امشي، انا مقدرش ابعد عنك البصة في عينك بحسها بتحاوطني، انا عمري ما كرهتك رغم الخطف والجواز الغصب لأن انا علطول معاك حاسه بالأمان وبالفطرة لما نلاقي الأمان بنجري عليه، وانا كل مااجي اهرب منك ألاقيني رايحالك تاني.

قاطع كلماتها حينما احتضنها بشده وقد أغمض عينيه بألم، كاد أن يموت حينما تخيل أن هذا اللعين قد أذاها.
سمع همستها: حتى الحضن ده أكبر أمان بحسه بينطق يقولي ان كل حاجه هتبقى بخير.
هاتي ايدك.
رفعت وجهها تنظر له بإستغراب في حين التقط هو كفها مقبلا باطنه وهو يهتف: ابويا زمان قالي لما بنحب حد اوي بنديله حجات غاليه علينا ومنحسش اننا زعلانين.

وضع تلك القطعه المعدنيه في يدها. فتفحصتها لتجد اسمه محفور عليها، منظر القطعه نفسه يوحي بهيبته الطاغيه
ادتهالي ليه؟!
رمقها بحب وهو يقول: علشان انتي عائشة، عائشة وبس.
احتضنته مردفة بعشق جارف: وانت الوحش، احلى وحش في الدنيا.
من يتحكم!؟، هل نحن من نتخذ القرار؟!، أم أن دقة القلب بمثابة إخبار لنا أن حريتنا في الرحيل قد اختفت وأن وجودنا هنا أصبح إجباريا، لأن عبق الحياة لايوجد سوى هنا!
معهم، أحبتنا.

ضرب على مكتبه بغضب وهو يهتف: الورقة دي معناها ايه يا رياض!
هتف بهذه الكلمات رضوان وقد ثارت ثورته عندما استلم ورقه مدون بها: كريم رضوان عبد الحي.
هتف رياض بتوتر: انت متعصب عليا انا ليه، شوف انت بقى، انت جوازاتك كتير مش بعيد واحده منهم بتلعب معاك اللعبة دي.

استند رضوان على تلك القطعه المعدنيه حتى يستطيع القيام فمنذ مواجهة حامي الأخيرة، خسر قدمه كانت صدمة عندما علم أنه لايستطيع السير إلا بواسطة الاستناد على هذه القطعه المعدنيه.
صرخة غاضبه خرجت وهو يقول: انت مبقتش مظبوط يا رياض.
حاول رياض إخفاء مابه وهو يصرخ مثله: ما لازم ما ابقاش مظبوط، إذا كانت انت وحامي كان هيضيع رجلك فيها، انا بقى بأقل راجل عنده هيتقري عليا الفاتحة.

قطع جلستهم دلوف نادر يدندن بهدوء فرمقه رضوان ساخرا في حين توقف الآخر هاتفا: في ايه؟!
التقط رياض الورقه معطيا إياها إلى نادر هاتفا: ورقة اتبعتت ومن ساعتها رضوان باشا حالته كده.
التقط نادر الورقه يقرأ ما بها وبمجرد أن وقعت عيناه على ذلك الإسم جحظت عيناه وابتلع ريقه بتوتر، كور الورقه في يده هاتفا بإرتباك: ده تلاقيه حد بيهرج، انا هروح مكتبي امضي ورق متأخر و ارجعلك.

اندفع نحو الخارج كالصاروخ في حين حاوطته نظرات رضوان المتفحصه وهو ينطق لرياض: هو انا ليه حسيته مش طبيعي؟!
مط رياض شفتيه بعدم علم وقد دق على البوابة في نفس اللحظة المساعده، سمح لها بالدخول فأعطته بطاقات ناطقة بأدب: دول لسه واصلين حالا.
التقطهم منها رياض ليهتف أثناء تفحصهم: دي دعوة...
صمت عن الحديث ليندفع فيه رضوان: ما تنطق.

تنهد رياض عاليا بتعب هاتفا: حامي العمري باعتلنا احنا التلاته دعوة علشان نحضر خطوبة اخته بكره.
نزل الخبر على رضوان كالصاعقة، كيف يدعوهم الأمر أصبح مريب وشكوكه أن حامي يحضر لهم شيء أصبحت يقين تام
صباح جديد ظلا يتجولا حتى هذا الصباح، شاهدت كل معالم المكان، حتى شروق الصباح حضراه سويا
احنا شكلنا توهنا.
هتفت بها وهي تحاول البحث معه عن طريق العوده في حين نطق هو بلا مبالاة: أحسن خلينا تايهين.

ضحكت عاليا وتوقفت عن الضحك حينما سمعته يدندن بنبرة عذبة: يا بسمة روحي في وجه السجون
يانسمة ليل طويل السكون
يارسمة نور كبدر تكون
ياخير العطايا في وجه الرزايا خطاكي خطايا يازوجي المصون.
نظرت له بفرحه وهي لاتستطيع التوقف عن الضحك هكذا في حين نبهها هو: وصلنا اهو متوهناش ولا حاجه.
نظرت حولها لتجد أنهما بالفعل قد وصلا، دفعها هو نحو البوابة هاتفا بغموض: هعمل مكالمة و ارجعلك علطول.

ابتعد عنها قليلا، ليخرج هاتفه ويطلب منتظرا الإجابة آتاه الرد من الطرف الآخر: الو
نطق بهدوء: ايوه يا مريهان، وصلتي؟!
اه يافندم وصلت انا في اوضة البنت دلوقتي.
هز رأسه برضا هاتفا: جميل جدا، اسمعيني بقى. انا عايزك تعملي Makeup ل دنيا يخليها شبه الصورة اللي بعتهالك بالظبط، فهماني؟!
اه فاهمة حضرتك وكمان اصلا البنت فيها شبه كبير من الصورة يعني هتحتاج شغل بسيط جدا.

نطق بحزم: أنا مش عايز شغل بسيط ياميرهان أنا عايز لو حد كان يعرف صاحبة الصورة يفتكر ان دنيا هي نفسها اللي في الصورة.
هيحصل يافندم، طيب بالنسبة لصاحبة المناسبة آنسة نيرة ومدام حضرتك مش هعملهم هما كمان!
نطق بإنزعاج وتحذير: ميريهان خليكي في شغلك.
تنحنحت بحرج متمتمة: سوري يافندم.

أغلق الهاتف في وجهها وهو يفكر جيدا في خطوته التالية، حفل خطوبة شقيقته الصحافة والكاميرات تحاوط الأجواء والأهم رد فعل رضوان بالنسبة له، حينما يدلف حامي العمري في يده دنيا، التي تشبه والدتها كثيرا والتي بالتأكيد ستجعل رضوان يفقد عقله ولكن عائشة ماذا سيفعل؟!
قطع تفكيره صوت وهدان: انت كنت فين ياابني، احنا قلبنا عليكوا الدنيا.

اتي ليجيب ولكن قاطعه صوت بسنت من الخلف هاتفه: انا بقول نودي مروان المستشفي احسن.
نطق حامي متصنعا الدهشة: مستشفي لاحول ولا قوة إلا بالله، ايه اللي حصل؟!
هتف وهدان: لقيناه امبارح معدوم العافية ومش عايز يقول مين عمل فيه كده بيقول خناقه.
حرك حامي رأسه متصنعا التأثر وهو يهتف: يانهار ابيض، لا ده انا لازم ادخل اشوفه حالا واطمن عليه كمان.

ربت وهدان على كتفه بإمتنان في حين ابتسمت بسنت خفيه فلقد سمعت هذيان مروان بإسم حامي أثناء معالجة الطبيب له وتيقنت الآن أن من فعل ذلك هو، هتفت داخليا: احسن، خليه يربيه إياك يحس على دمه بقى ويبص للي بتحبه والله انا خسارة في مروان ده بس اعمل ايه بحبه قلبي المهزأ واقع فيه.
في نفس التوقيت.

عفت عائشة على الفراش براحه وقد تجاهلت كل تساؤلاتهم لتنعم بالقليل من النوم، وقفت لينا جوارها تهتف بضجر: انتي وحشة ياعيوش وانا مش هكلمك تاني علشان حامي اداكي النضارة وانا لا.
يابنتي والله ماخدت زفت، النضارة دي بتاعتي انا وبعدين دي نظر مش شمس يا لينا.
هتفت الصغيرة بإلحاح: طب اديهاني.
نطقت عائشة بإستنكار: واتعمي انا بقى حضرتك.
اخرجي يا لينا عايزه انام.

ابدت تذمرها وهي تتمتم بغضب خارجة من الغرفة في حين اغمضت عائشة عينيها براحه، شعرت بخطوات داخل الغرفة من جديد والباب يُغلق فنطقت بتذمر وهي مغمضة عينيها: مع نفسك بقى ياليو.
انغلق ضوء الغرفة ارتعبت عائشة واتت لتصرخ بضجر في الصغيرة ولكن قطع صرختها تلك الوسادة التي منعت صرختها لتوضع فوق وجهها ويتم الضغط بقوه، كُتِمت الصرخات والأنفاس يضا وتواصل الضغط بغل بالوسادة على وجهها في محاولة لتفقد حياتها ايضا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة