قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الخمسون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الخمسون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الخمسون

من عمر الأيام حدوته في قلبين
حتى مش أصحاب و لأهون أسباب
تلقى ده مع دي
في تغيير بسيط لو قاسي ماتلمحش
الإتنين خايفين مش مصدقين
جميلتنا و الوحش
هي كده يا بلاش قصة الاندهاش
نفس حكاية الخوف و القلب الملهوف
من الحلم ما يصحاش
من عمر الأيام لحن في قلب القلب
القلب إلى مال للسحر الحلال
من العيون ينصاب
زي طلوع الشمس و إزاي ما تطلعش؟
حدوته يا سلام من عمر الأيام
عن جميلة و وحش
حدوته يا سلام من عمر الأيام
عن جميلة و وحش.

Beauty and the Beast (من عمر الأيام )
صرخاتها مرتفعه ودموعها لا تتوقف، اقتربت من حامي الذي يسير مع وهدان نحو غرفة مروان تصرخ بغضب: عائشة مش عايزة تديني النضارة، تعالي زعقلها.
استدار حامي للصغيرة فمطت شفتيها بحزن جلي وهي تجذبه من يده هاتفه بإصرار: تعالي اضربها مش انت قولتلي النضارات دي بتاعتي.
نفض يده وقد أصدر صوت معترض فنطق وهدان: معلش هاودها روح معاها.

تنهد حامي عاليا بضجر واحتضن كفها الصغير مردفا بغيظ: امشي لما نشوف آخرتها.
هرولت لينا بحماس نحو غرفة عائشة لتحاول فتح البوابة ولكن لم تستطع، اقترب حامي منها يرمق البوابة بنظرات استغراب أزاده صوت لينا: عيوش مقفلتش الباب بالمفتاح قبل ماتنام، مين قفله.

استرق السمع ليخترق اذنه صوت انين خافت وكأن روح تنازع في الداخل، جن جنونه وهو يبعد لينا عن البوابة، التقط سلاحه من جيبه الخلفي ودفع الباب بجسده الرياضي عده مرات متتالية بعنف كبير حتى انفتح على مصرعيه، هرول نحو تلك التي تلتقط أنفاسها بعنف وتضع يدها على صدرها ناظره حولها بذعر، اقترب حامي منها هاتفا بقلق منفعل: عائشة ايه اللي حصل.

جلس جوارها على الفراش فأسرعت في الاحتماء به، احتضنته بعنف وقد تعالت شهقاتها، شد من احتضانها ومسح على ظهرها بحنان هامسا: اهدي، اهدي وقوليلي ايه اللي حصل.
توجهت أنظارها نحو النافذة المفتوحة لم تكن في في حالة تسمح لها بفعل أي شيء، فقط ترتعد وتزيد من التمسك به، رفع وجهها وهتف بهدوء: اتكلمي...
معرفش، هي نطت من هنا اول ماحاولتوا تفتحوا الباب، كانت بتحاول تخنقني بالمخده.

اشتعلت عين حامي وهو يهتف بغل: تعرفيها؟!
هتفت: لا.
جأر عاليا: نيره يا نيييره.
دفع لينا هاتفا: روحي اندهي نيره وزينه وقوليلهم حامي بيقولكوا متتحركوش من جمب عائشة.
التقطت عائشة كفه هاتفه بخوف: انت رايح فين؟!
نطق وهو يضغط على كفها يبث الأمان لها: متخافيش.
قام من جوارها ليهرول سريعا متجها إلى الخارج وقد تجاهل نداء وهدان له، اقترب وهدان من الصغيرة يستفسر: ايه اللي حصل؟!

نطقت لينا بحزن: في واحده كانت بتخنق عيوش.

جحظت عيناه بصدمه بينما في نفس التوقيت، نظر حامي إلى آثار الأقدام على الأرضية فعرف الطريق الذي فرت منه، هرول خلفها كأسد جائع يبذل قصارى جهده للحصول على فريسته، بانت من بعيد تهرول فاستخدم سلاحه يطلق الأعيرة النارية بلا هوادة مما جعلها تنظر للخلف بذعر جلي وكأنها قد أصيبت بشلل تام من مجرد النظرات، أكملت هرولة وهو خلفها، صبحت المسافات متقاربة للغاية فخرج صوته القاسي: كملي جري، انا عايزك تجري لما يتقطع نفسك، اهو حتى توصليني لأعلى جبل هنا.

أدركت مقصده، هل سيلقيها من فوق جبل ما؟!، نعم جبروته يجعله يفعل هذا بكل سهولة، تمكن الخوف منها وأخذت تنظر حولها بذعر، شعرت أن قدمها توقفت ولم تسعفها للهرولة ثانية، هذه الدقيقه كانت كافيه لتجده أمامها يحاوطها بنظراته الشرسه ويقترب منها بخطوات كانت كالسعير بالنسبة لها، أخذت تتراجع للخلف وهو يقترب وعلى وجهه نفس الابتسامه الشيطانية التي زعزعت نقطة الثبات الباقية، تعركلت في أحد الصخور الملقاة على الطريق فصرخت عاليا بذعر وسقطت على الأرضية، حاوطت قبضته عنقها فهطلت دموعها وقبضته تشتد حتى بدأت في الاختناق الفعلي وهو يهتف بنبرة ملتوية: انتي عارفة اللي انتي كنتي بتخنقيها دي مين؟!

عين جاحظة مستغيثه بينما أزاد هو من ضغطه قبل أن يتركها بعنف هاتفا: دي هلاكك!

رمقت السلاح بخوف وهي تهتف منتحبة: ابوس جزمتك ياباشا، انا مليش دعوه والله العظيم ماليا دعوه، انا هقول كل حاجه، في واحد اسمه نادر كان مكلفني امشي ورا مراتك، وابقى زي ضلها وكان متفق معايا اني ادخل عليها بدور الشحاته والزقلها بس معرفتش لأني فجأة لقتكوا هتمشوا من الفندق. لما عرفت انكم هتسيبوا الفندق ركبت في شنطة عربية من عربيات الحرس بتوعك، ووصلت معاك لحد هنا وقلت احاول اعمل ده هنا، دخلت بيت الحاج وهدان على إني واحده من اللي هيخدموا علشان الفرح ويساعدوا في الطبخ وشغل البيت وطبعا وسط الزحمة محدش سأل، النهارده لقيت نادر بيتصل بيا بيقولي اخلص عليها رفضت هددني انه هيموت اختي، فااضطريت اني اعمل كده.

كانت الشراسة تحاوطه وهو ينطق: جبتي مفتاح الأوضة منين؟!
قولت للحاجه ان عائشة بعتاني اخده وعلشان كانوا بيجهزوا لأكل العروسه ومشغولين قالتلي خديه اديهولها.
كان سلاحه يتحرك يمينا ويسارا على جبهتها يمارس عليها الضغط النفسي ببراعه وخاصة حين هتف ساخرا: اشمعني بعتك انتي!
خاف يبعت راجل حراسك يعرفوه او يشكوا فيه، لكن انا ست وكنت هعرف ادخل عليها بدور الحنية واعرف على الأقل الزقلها واجيب اي معلومات.

قطع حديثها رؤيتها له يتأهب للإطلاق عليها فصرخت عاليا: لا بالله عليك لا، ابوس ايدك بلاش، انا اختي هتموت بعدي.
ايه يخليني اسمع كلامك، انتي غلطتي وانا الغلطة عندي بفورة إلا إذا...
قاطعته تقول بلهفة: إلا ايه؟!
استكمل بخبث: إلا إذا كان عندك حاجه تانيه انا معرفهاش.

نطقت مسرعة بلهفة: انا سمعت حسام باشا بيكلم ابن خالته انك بتدور على المكان اللي نادر بيعمل فيه العمليات للعيال اللي بيخطفهم، انا عارفة المكان ده روحت هناك كذا مره، المكان مش هنا، اللي هنا في الواحات ده زي تمويه علشان لو عرابي او حد من اللي شغالين مع الباشا نطق في أي وقت هيقر على هنا والبوليس هيكتشف ان مفيش حاجه.
نطق بنبرة مميته: المكان الحقيقي فين؟
هتفت بتلهف: هوديك هناك بس اديني الأمان.

ضغط بعنف بسلاحه على جبهتها وهو يهتف بغضب: اللي زيك ملهاش أمان عندي، هتوديني هناك وبعد كده ابقى افكر هعمل فيكي ايه.
هزت رأسها سريعا موافقة بخوف من كتلة النار الواقفة أمامها، صدقا هو نار تقضي على الأخضر واليابس وهي تتضرع الآن أن يلحقها أقل ضرر من هذا السعير.
صباح جديد مشرق، استيقظت زينه على صوت لينا المعترض، فنظرت حولها بعين شبه مغلقه هاتفه: هما فين؟!

نطقت الصغيرة بضجر: انا عمالة اصحي فيكي من الصبح، قومي كلهم مشيوا.
انتفضت زينه من فراشها هاتفه بإستنكار: مشيوا!، بطلي هبل يا لينا.
توجهت نحو المرحاض لتغير ثياب النوم هذه إلى آخرى مناسبه للخروج، وتركت الصغيرة هي الآخرى تعد ملابسها استعداد للرحيل.
بعد قليل من الوقت
وقفا الاثنان معا أمام المنزل وقد هتفت زينه بقلق: وبعدين بقى هما راحوا فين؟!، وكله هنا نايم مفيش حد صاحي حتى نسأله.

كان يقف من خلفهما يلتقط بعض الصور لمعذبته كما ينعتها، لاحظته لينا فصرخت عاليا: زينه الحقي يحيي بيصورنا.
استدارت ترمقه فأنزل هو هاتفه سريعا، سألته بملامح مقتضبة: انت كنت بتصور؟!
تجاهل سؤالها مردفا: ليو روحي اركبي العربية اللي هناك دي هنمشي يلا.
توجهت الصغيرة في حين اندفعت هي: انت انا بكلمك.
دندن غير مباليا: زينه زينه زينه، زينه غاليه علينا زي ضي عنينا زينه زينه زينه.

حاولت كبت ضحكتها وتصنع ذلك الوجه الخشبي وهي تهتف: لو سمحت بطل أسلوبك ده وبعدين هما راحوا فين؟!
ابتسم تلك الإبتسامة الجذابة هاتفا: سبقونا انا قولت اني هجيبكم ونطلع وراهم.
وانت تقول بصفتك ايه!
طفح كيله وهو يهتف بغضب: لا ده انتي خدتي عليا اوي ماتحترمي نفسك بقى، انا عمال باعد روح البلطجي وانا بتعامل معاكي، بس لو عايزاها انا معنديش مانع.
رمقته بنظرات محتقنه فهتف متصنعا الحزم: امشي قدامي على العربية.

سارت امامه بغضب وهي تضرب الأرض من تحتها بينما تبعها هو قائلا: حددي اليوم اللي يعجبك وانا هحكيلك كل حاجه عن يحيي و عثمان.
أنا مش عايزة اسمع حاجه من واحد بتاع بنات زيك.
نطق بإنزعاج: امشي اركبي العربية بدل ما اشوه وشك دلوقتي.
هرولت نحو السيارة في حين جلس هو في مقعد القيادة، هتفت لينا بحماس: وريني بقى الصور اللي انا قفشتك بتصورهالنا
قفشتيني!، انا عايز اعرف هو انتي عملي الأسود في الحياة!

كانت زينه تنظر للأسفل بإنزعاج فغمز هو ل لينا وبدأ الغناء أثناء القيادة: حبتها لعبت بيا، عملتني مسرحية، مثلت مية ميه فرجت الناس عليا.
ارتفعت له زينه تهتف بغيظ: ده انا برضو!
استكملت لينا الغناء: دبحتني واحده واحده سكينة الحب جاحدة، الله يسامحك ياقلبي نقيت اقل واحده.
شهقت عاليا عند الجملة الأخيره رامقه إياهم بنظرات مشتعلة فنطق يحيي من وسط ضحكاته: بحبك يا لينا يا اللي مغلباني.

ضحكت الصغيرة بمرح وقد علمت مقصده فغمزت له هي الآخرى بمرح.
يوم التلات الساعه 3 يا لينا، وجايبلك تلاتات كتير اهو علشان عارفك بتحبيهم.
رمقته زينه بجانب عينها فكرر هو بمرح: اتفقنا ياليو خلاص.
هتفت لينا: اتفقنا هاخدلك ميعاد من مامي تقابلها يوم التلات.

هنا صدرت ضحكات زينه المتتالية بينما رمقها هو بحب فمنذ يوم مجيئها الأول ومنذ اجتماعه بوالدته وهو يشعر انه ولد من جديد ولكنه الخوف ذلك الشعور المقيت الذي يسلب لحظاتك الجميلة رغما عنك
هو الذي يجعله يتصرف دون تفكير، لكن اقسم انه من اليوم سيسير واثقا وقد نحى عن حياته كل ما فات
بادءا حياة جديدة مع من دق لها قلبه.
والله العظيم مااعرف حاجه.

خرجت هذه الكلمات من سارة التي قبض نادر على عنقها هاتفا بشراسة: انتي هتعمليهم عليا، مين هيبعت لرضوان ورقة زي دي غيرك، عايزه تفهميه ان الواد كان ابنه فيشك فيا والدنيا تقوم على بعض، مفكرني مش عارف ان كريم ابن رضوان، ده انا نادر يا و
أغمضت عينها بإشمئزاز مما نعتها به وهي تبكي بعنف صارخة: سيبني بقى حرام عليك.
جذبها من خصلاتها حتى كاد ان يقتلعها وهو يتابع: من اللحظة اللي شكيت فيها انه مش ابني، عملت DNA.

أوقفته صارخة: انا عارفه كل قذارتك تحب احكيلك بالتفصيل...
Flash Back.

اتجوزت نادر وسط فرح كبير حضره كل الطبقه اللي نادر بينتمي ليها، في نفس الشهر اللي اتجوزته فيه عرفت اني حامل، وكان الشك عندنا احنا الاتنين اللي في بطني ده ابنه ولا ابن رضوان بس مكنش قادر يصرحلي بشكه ده، استنيت لحد ما كريم اتولد واتسجل بااسم نادر بالنسبالي ده كان افضل مستقبل لكريم، وحمدت ربنا ان نادر بطل شك في ان كريم ابنه، لحد مافي يوم نادر خد كريم وخرج مكنتش مخونه بس ياريتني خونت نادر رجع من غيره وساعتها قالي ان كريم مات في حادثه، كان بيعدي الطريق من السوبر ماركت لحد العربيه ومات، نادر ظبط كل حاجه بالشعره حتى دفنة ابني محضرتهاش وساعتها برر للصحافه ان حالتي النفسيه وحشه، كل اللي اتقالي ساعتها ان الولد مات وبس، كانت اسود ايام عمري كرهت نادر وبقيت قرفانه منه وحاسه انه هو السبب في موت كريم...

Back.

تذكرت حديثها مع حامي وسردها له ما حدث، نظرت للواقف أمامها هاتفة بحقد: انا عارفه ان الولد انت السبب في اختفاؤه وعارفه انه مش ابنك ومش هيهدالي بال غير لما افضحك.
ابتسم نادر ابتسامه شيطانية هاتفا: لا طالما عارفه انه مش ابني يبقى انتي اللي بعتي الورقة لرضوان، بس للأسف هموتك دلوقتي قبل ما تكملي فضايح.

حررت خصلاتها بصعوبة وصرخت عاليا وهي تهرول منه، أكلت درجات السلم وهو يلاحقها بينما تفر هي بخوف تلاحقها جميع ذكرياتها السيئة، حظها العثر الذي اوقعها مع كهول مثل نادر ورضوان وهي الشابة التي لم تتجاوز عقدها الثالث.
كاد ان يمسك مرفقها ولكنها اسرعت خطاها، تسللت من بين الحرس تهرول في حين رج صوته المكان: امسكوها.
سمعت نباح كلابه من حولها وحراسه يلاحقونها في الطريق وهو من خلفهم بسيارته، موتها آت لامحاله.

أحكمت الرداء حولها وهي تبكي بخوف وتسرع في خطواتها، وفجأة آتى العون، وقفت إحداهن بتلك الدراجة البخارية هاتفه: اركبي بسرعه.
رمقتها بخوف فنطقت الآخرى: بسرعه هيلحقوكي، حامي اللي باعتني.
هرولت تركب خلفها بينما أسرعت الآخرى في قيادة دراجتها البخارية تفر من هؤلاء حيث التهمت الطريق وشتتهم حينما سارت من طرق مختلفة حتى استطاعت الهروب منهم فهمست سارة تحمد ربها وهي تنظر لملابس النوم التي ترتديها ببكاء.

ناولتها الفتاة معطف هاتفه: البسي ده واهدي، احنا خلاص في أمان.
طمأنت سارة نفسها بهذه العبارات والتقطت انفاسها بحرية وهي ترتدي المعطف تهمس بشكر للمولى أن نجاها من موت محقق.
وقفت في ذلك المطبخ تتفحص ما يوجد في البراد، لا تتذكر شيء سوى انهم آتوا أمس إلى الفندق من جديد هي وحامي فقط لم ترى منهم أحد حتى الآن.
أخرجت علبة المربى، ثم اتجهت ناحية تلك الفطائر الساخنة، قطع انسجامها هذا صوته: صباح الخير.

ابتسمت غير مصدقة وهي تردد بإستغراب: غريبه يعني، انت قولت صباح الخير!
حرك رأسه يمينا ويسار بمعني لافائده هاتفا: هو نقول مش عاجب، منقولش مش عاجب برضو.
ضحكت عاليا تهتف بمكر: انت بتعمل اللي يعجبك وبس، إلا لو كنت حامي العمري غير اللي اعرفه!
تحرك ناحيتها بخطوات ثابته حتى وقف أمامها هامسا بخطورة أمام وجهها: لا أنا الوقح اللي عرفتيه.

ارتفعت ضحكاتها المرحه في حين ضمها هو فهتفت: لا انا كده اتطمنت عليك، اعملك قهوة؟!
رفع وجهها ناطقا بترجي: بلاش لا انا عايز افوق مش اموت.
شهقت عاليا بغيظ: تقصد ان قهوتي وحشه!، طب ايه رأيك هعملها وهتشربها غصب عنك.
هتعمليها وهشربها بمزاجي يا عنود
التفتت له هاتفه بصدمه: عنود!، وتبقى مين دي بقى ان شاء الله.
هتف وعيناه الزيتونية تلتمع بحب جلي: عنود دي تبقى حياة حامي العمري.

تحركت نحوه بسكين المطبخ وهي تجأر: ده انا اقتلك واقتلها.
ارتفعت ضحكاته ولم يستطع التوقف، ظل يضحك على حالتها ثم انتشل من السكين على حين غره وقد احتضنها من الخلف هاتفا: لا اهدى يا وحش احسن انا كده هخاف.
حاولت التملص فلم تستطع ولكنها هتفت حانقه: مين زفته دي؟!
أدارها إليه لتتواجه عيناهما وهو يهتف: زفته دي تبقى انتي.
نطقت بعدم تصديق: ياراجل؟!

هز رأسه مصرا على حديثه وهو ينطق بحب: من اول يوم شوفتك وانا سميتك عنود، من قبل حتى مااعرف انتي مين من يوم الوشاح، اول ما بصيت في عينك اول اسم جه في بالي هو عنود
ابتسمت بفرح داخلي كبير وهي تردف: معناه ايه الإسم؟!

تنهد عاليا وهو يتابع: معناه ياستي العنيدة اللي دماغها عايزة الكسر، أو المائلة عن القصد، معناه المختلفه اللي القلب احتفظ بدقاته ليها وبس، اللي من يوم ما عرفتها وهي مكلبشة في الوحش رغم ان ضلمته تخوف أي حد، معناه انتي.
اعيط؟!، والله اعيط دلوقتي واقلبها مناحه.
كركر عاليا وهو يهمس: يابنت المجنونة.
تسائلت بفضول: انت عمرك مسألتني ايه حكاية الوشاح او كنت هناك يومها ليه، ايه مش عايز تعرف؟!

نطق بمكر: والله انا عارف، بس معنديش مانع تحكيلي تاني لما ارجع.
انكمش حاجبيها بإستغراب هاتفه: ترجع منين؟!، انت رايح فين؟!، وهما فين؟!، انت جبتني هنا وانا نايمة ولا دريانه بحاجه.
قطع اسئلتها الكثيرة رنين هاتفه فسار نحو الخارج هاتفا: مش هرد على ولا سؤال.
أغمضت عيناها بغيظ متمتمة: يا مستفز.

نظرت للأعلى بأمل أن ينتهي كل ذلك، ويحل محله حياة رسمتها لهم، ابتسمت بإشراق وهي تطمئن نفسها أن كل شيء سيكون بخير، سيكونا دائما معا، إنه الأمل الذي زرع نبتته من جديد في قلبها فحصدت هي حياة!

تحركت دنيا بفستانها الكلاسيكي والذي اختاره حامي خصيصا لأنه يحمل لمحه من الماضي وكأنها خرجت للتو من فيلم سينمائي قديم، زينتها التي أحسنت ميريهان خبيرة التجميل وضعها، منذ أمس وتلك الخبيرة تتدرب على وجهها حتى يصبح الشكل النهائي مطابق لصورة والدتها تماما، كل شيء على مايرام إلا شيء واحد، تلك الخطة التي أحاكها حامي، فلقد غير خطوطها كليا بعدما علم محاولة نادر قتل عائشة، أخذت خطته منعطف آخر نهايته اسوء بكثير عليهما.

نبهها علي حينما همس: دنيا جاهزة.
هزت رأسها وقد قبضت على كف شقيقها تأخذ منه الأمان الذي تركها وفر، وقفا أمام غرفة المكتب الخاصة بوالدها، وفتح على بهدوء
كان رضوان يستعد للخروج وبمجرد أن رأي ابنه هرول محتضنا إياه هاتفا بشوق: على مش تقول انك راجع النهارده، كل ده سفر!
هتف علي بسخرية: انا راجع من اسبوع يابابا بس حضرتك اللي مش بترد على مكالماتي وبعدين ده هما شهرين اللي قعدتهم في تركيا، اديني رجعت اهو.

برر رضوان موقفه هاتفا: معلش اكيد كنت مشغول متزعلش مني.
سأله علي بمكر: هي تمارا لسه قاعده عند حامي العمري حتى بعد خناقتكوا؟!
تهرب رضوان من سؤاله هاتفا: مش تعرفني!
توجه رضوان ناحية دنيا ومد يده للسلام، كانت تنظر للأرضية وبمجرد أن رأت يده رفعت وجهها له تبتسم ببراءة، جحظت عين رضوان وتقهقر للخلف يبتلع ريقه بخوف، لولا أنه علم بخبر موت زوجته الأولى لأقسم أن من تقف أمامه هي.

انها تشبهها في كل شيء لم تترك منها شيء، قطع دهشته صوتها اللائم: مش هتسلم عليا!
تحرك رضوان بسرعه ناحية البوابة وكأنه يفر من ماضيه وهو يهتف: معلش مضطر اسيبكم، حامي عامل حفلة علشان خطوبة اخته وعازمني.
بابا ايه العكاز ده!
هتف بها علي فااستدار رضوان هاتفا: دي حادثه بسيطه كده.
تابع على سؤاله: هو انت وحامي العلاقه بينكم رجعت كويسه علشان يعزمك؟!، مش انت قولتلي انكم متخانقين باين.

نطق رضوان بحده: هو تحقيق ولا ايه!
سار نحو الخارج مجددا فنادت الواقفه خلفه: دادي.
تيبث مكانه وكأن دلو ماء بارد سكب فوقه في حين تابعت هي بنبرة باكية اصتنعتها جيدا: انا دنيا بنتك، دنيا رضوان.
استدار لها يرمقها بغير تصديق في حين تابع على بسخرية: وعلشان اكملك المعلومة صح، واللي اعتدى عليها شريكك، نادر التهامي.

وقع عكازه وكاد أن يسقط هو الآخر لولا الحائط خلفه بينما أتقنا الإثنان دورهما ببراعه فمدربهما شديد الإحتراف، برع في تدريبهم فحصد أداء لا مثيل له.
إنه ذلك البارع، القريب البعيد. حامي العمري.
انا هتجنن بنت ال دي فلتت مني، دي ممكن تهد الدنيا.

نطق نادر بهذه الكلمات في حين هدأه رياض الجالس جواره في السياره: اهدى كده، كله هيتحل، وبعدين احنا رايحين دلوقتي عند حامي لازم تكون هادي علشان الصحافة اولا وعلشان اكيد حامي مش عازمنا لله في لله، اكيد في حاجه ورا العزومه دي، واحنا لازم نحضر علشان نقطع كلام الصحافه عن العداوه والكلام ده.
تنهد نادر عاليا بضجر، يفكر في حل لهذا المأزق.

وصلا أمام ذلك المكان اللامع، ولكنه لمعان زائف كقلوبهم، من المفترض ان يكون الحفل هنا ولكن كل شيء صامت، نطق نادر بإستغراب وهو ينظر من زجاج نافذته: ايه ده!، فين الحفله، الدنيا هوس كده ليه.
قطع حديثه ذلك المخدر الذي تم نثره في وجهه ليصرخ: ايه ده، في ايه؟!

لم يستطع تجميع أي كلمات آخرى بسبب سقوطه مغشيا عليه، تأكد رياض من ذلك ثم سريعا ماحركه عن مقعد القياده بصعوبة، ليجلس هو عليه مكملا طريقه نحو الوجهه التي طُلِبت منه.

استيقظت من نومها، صداع عنيف يكاد يفتك برأسها لا تتذكر كيف غفت، نظرت في الساعه لتجدها الحادية عشر مساءا، كيف نامت هذه المده، فردت عائشة جسدها، وقامت بهدوء من الفراش، كادت تسقط فوضعت يدها على رأسها هاتفه: لا في حاجه مش طبيعية، ده انا لو واخده منوم مش هنام النوم ده.
بحثت عنه في كل مكان في جناحهم فلم تجده، هاتفه مغلق وهاتف الجميع مغلق، ماذا يحدث؟!

هاتفت هنا فأجابتها اسرعت تقول بلهفة: هنا انتوا فين، انا هنا لوحدي ومش لاقيه حامي شكله نزل ومفيش حد بيرد.
نطقت هنا لنفسها: هو ده ياحامي اللي مش هتصحي إلا بكره.
أسرعت تجيب عليها: انا جيالك اهو يابنتي نقعد سوا، وعملالك أم على كمان.
هتفت عائشة بفرح: طب يلا بسرعه بقى طالما فيها ام علي، مش انتي في الأوضة اللي جمبي؟!
نعم هي تتذكر أن غرفة هنا قد حجزها حامي بجوارهم هنا في الفندق.
هتفت هنا مؤكده: ايوه ياحبيبتي.

طب يلا بسرعه بدل ما اجيلك انا.
نطقت هنا بتريث: طيب اقفلي انا جيالك اهو.
أغلقت الهاتف ولكن أزعجها صوت صفير عالي، سارت بحذر تبحث عن مصدر هذا الصوت، قلم!
نعم قلم ذهبي يصدر هذا الصفير واقع بجوار الفراش، هل وقع من حامي؟!

أصدر القلم الصفير من جديد، فتنبهت أن به أحد الأزار الصغيرة من الجانب، ضغطت عليه بإستغراب ليصلها صوت نهلة الصارخ تهتف: عايزاني اروح اقوله ايه، إذا كان هو مش طايق يبص في وشي، ابني راح خلاص.
نطقت المتصله من الجهة الآخرى: بس هو لازم يعرف.
نطقت نهلة هذه المرة بإنهيار أفقدها عقلها: يعرف ايه، عايزاني اروح اقوله صوفيا عايشة!، ومرمية في مصحة محدش يعرف طريقها غير رضوان!

وقع القلم من يدها وشهقت عائشة عاليا بخوف تحرك رأسها بغير تصديق، هوت على الأرضية تضع يدها على فمها، وقد بدأت دموعها في الهطول وهي تنظر حولها غير مصدقه، خبر مثل هذا ماهو إلا إعصار سيدمر كل شيء.
. إعصار خفي يسمي حامي العمري.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة