قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الحادي والخمسون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الحادي والخمسون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الحادي والخمسون

هل الحب جرم؟!
أم أنك لعنة تصيب كل من يحبك، ظننت أن النور يردع العتمة، ولكن العتمة ثعلب مكار يخبرك دائما أن خبثه لم ينته بعد.
خاب من ظن أن الحب عالم وردي لا يُفترش طريقه إلا بالورودِ، فقط أودُ أن أصارحك أنَ ما قبل هذه الورود أشواك تطعن القلب وما بعدها خيبات تحطم آمالنا على صخورِ اليأس.

ولكن إنه الأمل الذي يخبرني مع كل انكسار أن مثلنا ماخلق ليهزم وان الحب ينتصر دائما فمهما كثرت الأشواك سيحل الورد يوما ما.
ستغمرنا الشمس بدفئها ويحتضننا القمر برونقه ونحيا ننثر عبقنا هنا وهناك، عبق الحياة.
هناك من يقوم، يغفي، يعمل، يذهب ويأتي ولكنه يموت ولا يعرف معنى للحياة، وهناك من يحيا بالحب.
ياصاحب القلب الذي تخلل النور عتمته كف عن عذاب أحبتك.

اترك قيودك ها هنا وسير معي في درب جديد، درب يحب قلوبنا وأرواحنا، دون شروط، دون معرفة هوية، دون ظلام.
صامته، تجلس كالجماد لا تتحرك فقط تحتضن الأريكة جسدها ويمنع الغطاء عنها ذلك البرد المميت، جلست هنا جوارها مردفة بقلق: مالك يابنتي، انتي مكنتيش كده وانتي بتكلميني في التليفون.
تنهدت عائشة عاليا بتعب هامسه: ولا حاجه ياهنا، هرمونات بقى انتي عارفه.

التقطت عائشة طبق أم على الذي أحضرته هنا وتصنعت أنها تأكل منه حتى لا تلفت نظر هنا أكثر من ذلك.
قوليلي هي طنط صوفيا ماتت ازاي؟!
نطقت بها عائشة وهي ترمق هنا في حين نظرت هنا بحزن هاتفه: الله يرحمها، ماتت منتحرة.
أسرعت عائشة قائلة: انتي متأكده انها ماتت، قصدي مين دفنها؟!
في ايه ياعائشة؟!
نطقت سريعا بتدارك للموقف: لا مفيش حاجه، بسأل عادي.

رمقتها هنا بنظرات متفحصة وهي تنطق بشك: ووشك الأصفر زي الليمونه ده عادي برضو، على العموم يابنتي صوفيا الله يرحمها انتحرت وهي حاضنة حامي، انا اللي اكتشفت الموضوع ساعتها لأني كنت قاعده وياها كام يوم بعد وفاة جوزها، ساعتها مكانش قدامي حد يساعدني انقلها المستشفي اضطريت اتصل بالمخفي رضوان مكانش قدامي غيره، وساعتها كنت فاكراه راجل كويس، المهم جه وخدها على المستشفي وانا اضطريت اقعد مع حامي لأن صدمه زي دي على عيل تموته، فضلت قاعده على اعصابي وحامي كل شوية يسأل امه فين؟!، ورضوان لفيت عليه كعب داير تلات ايام مش لقياه، ظهر بعدها وجالنا البيت قالي ان صوفيا ماتت ودفنها جمب جوزها وانه مكانش قادر يظهر علشان بيخلص شوية مشاكل تبع تصريح الدفن.

يعني انتي مشوفتيهاش وهي بتدفن؟!
هزت هنا رأسها بالسلب في حين نطقت عائشة بتوتر ونبرة باكية: هنا انا هقولك حاجه بس توعديني حامي ميعرفش اي حاجه وانك تساعديني.
قطع حديثهم دلوفه المفاجيء، حضوره طاغي وغيابه مهلك، أنفاسه بمثابة خنجر يسم كارهيه واحتواء يضم أحبته.
أم على من غيري، لا انا كده اتنسيت خلاص.
قال هذا بضحكة ماكرة تبعها قول هنا: ودي تيجي، تعالى يلا كل معانا.

هتف برفض: لا انتو اللي هتقوموا تلبسوا وتيجوا معايا.
غمز حامي لهنا هاتفا: يحيي مستنيكي وهيفهمك كل حاجة.
أبدت هنا ضجرها وهي تقف مستعدة لمغادرة الغرفه فنطق حامي برجاء: بالراحه عليه شويه.
هزت هنا رأسها بحنان مبتسمة، وألقت خفية نظرة لعائشة تخبرها أن لهم جلسة آخرى.
خرجت هنا و تحرك هو ناحية عائشة يجذبها من مرفقها قائلا: مش عايزك تسألي أي سؤال النهاردة، تسمعي وبس.

تحركت معه بهدوء كأنها مسلوبة الإرادة جسدها هنا وعقلها في مكان آخر، فاقت من شرودها حينما فتح الخزانة ليسطع أمامها رداء باللون الأبيض مرصع بالقطع اللامعه، يخطف الأنظار لوهله تشعر أن صاحبة هذا الرداء نزلت للتو من السماء.
لمعت عيناها هامسه: ده حلو اوووووي.
أدارها إليه ناطقا بمشاعر صادقه: حلو علشان اتعمل لعيوش، التصميم ده بتاعي.
يبهرها دائما، يخبرها أن مالديه لم ينته بعد. موهبة جديدة تكتشفها فيه.

قطع شرودها حينما لامس اصبعه وجنتها متابعا: رسمته لما رجعتيني العيل الصغير اللي كان كل حلمه عجلة وعصفور و انتي حققتي الحلم ده، رسمته يوم مابقيتي انتي حلمي الجديد.
احتضنته وشد هو من قبضته على خصرها بتملك هامسا: هسيبك تجهزي علشان عندنا مشوار مهم جدا.

أتبع هذا بقبلته التي تركها على عنقها، أغمضت عينيها وظلت على حالة الخدر هذه حتى رحل من الغرفة، دمعه هاربة فرت من عينها، هو لا يستحق هذا، أصبحت متيقنه أن الظلام يعشقه فكلما تحرك خطوة نحو الضوء جذبه الظلام من جديد وكأنه من ظلام.
توجهت نحو الثوب تجذبه بإنبهار جلي تطلعت إليه بحب وقبل أن تقوم بإرتدائه
عائشة.
كانت نبرته حازمة، قوية. واثقه على عكس التي حدثها بها منذ قليل، ابتلعت ريقها بتوتر مستديرة له: نعم.

نطق بنظرات ثاقبة: كان في قلم نسيته على الكومدينو جمب السرير مشوفتيهوش.
نطقت بإستنكار: قلم!، لا مخدتش بالي من حاجه زي كده، استني ادورلك عليه.
رفع حاجبه الأيسر هاتفا: متأكده انك مشفتيهوش!
فرت بعينيها نحو الرداء، حاولت الهرب ولكن سمعت كلمته الساخرة قبل رحيله: خليهولك.
تنهدت عاليا بعد رحيله وقلبها يدق بعنف لا تدري ماذا عليها ان تفعل.

وضعت مي المشتريات على الطاولة هاتفه بهدوء: كده كل حاجه تمام يا سارة، انا جبتلك كل الحجات اللي ممكن تحتاجيها، لتاني مرة حامي باشا بينبه عليكي متطلعيش من هنا وهو هيتصل بيكي يأكد ده، متفتحيش لأي حد الباب مهما كان حتى البواب...
قاطعتها ساره: هو عرف منين ان نادر كان هيموتني وبعتك ازاي!
سالي سمعتكم واتصلت بيه.

وانا جتلك لأن وشي مش معروف ومحدش هيشك أبدا انك مع الباشا، ارجوكي تسمعي كل الكلام وانا هتفق مع بواب العمارة لا يطلع حد ولا ينزل حد.
هتفت سارة بقلق: انتي متأكده ان نادر ميعرفش يوصلي هنا.
نطقت مي مطمئنه: لا متخافيش حامي باشا مأمنلك كل حاجه، اخرجت مي بعض شرائح المحمول من جيبها متابعه: خلي دول معاكي، اي وقت تحبي تكلمي حامي هتكلميه من الشرايح دي وبعدها تكسري الشريحة اللي اتكلمتي منها وترميها.

عند هذه النقطة انكمش حاجبي ساره بإستغراب فهتفت مي بضحكه: لا متبصليش كده، انا مش فاهمه حاجه اصلا علشان افهمك دي اوامر حامي العمري، وبعيد عنك بقى حامي العمري ده لعنه لاتتفهم ولا تتحفظ، الشخصية دي تدرس وبس وانا متأكده ان حتى اللي هيدرسها مش هيقدر يبقى مميز زيه هو واحد وبس.

هزت سارة رأسها موافقه فمنذ يوم معرفتها الأول به وهي تدرك أنه قناص ماهر ذكي لأبعد حد ولكنه بالرغم من كل هذا لم يتواني عن حمايتها ولو للحظة، رد لها إبنها والآن ضم أبنائها في كنف حمايته، لم يخطيء أبدا من أسماه بهذا الإسم، فهو لغز يصعب كشف غموضه وتحل اللعنه على من يقترب دون رغبته!
نيرة، زينه، لينا، هنا، كريم، يحيي.

الجميع يقف هنا في هذه القاعه التي تزينت بالورود من كل جانب، دعاهم عمر إلى هنا، دلفت عائشة مع حامي بثوبها الخاطف للأنظار، فخرجت شهقه من الصغيرة التي هتفت بإعجاب جلي: واو زي أميرات ديزني بالظبط، الفستان ده جميل اووي.

رمقت عائشة حامي بضحك لتشير له لينا حتى ينزل لمستواها، نزل لها فهمست: هقولك على سر، عمر بعتلنا كلنا مسدج اننا نكون في المكان ده بس محدش عارف هو فين ولا جابنا ليه، ثم حذرته متابعه: اوعي اوعي تقول لحد.
ضحك محركا رأسه بمعني لا فائدة من هذه الصغيره في حين قطع كلماتهم خفوت إضاءة هذه القاعه ليظهر ظل أسود من خلف أحد الستائر المنتصفه للمكان، هتف في مكبر الصوت: كلكوا تسمعوني.

التفت الجميع إلى هذا الظل وهمست نيرة بعد أن سمعت الصوت: عمر، ده عمر.
تنحنح من خلف ذلك الحائل الشفاف هاتفا: ياريت قلب عمر تسكت و تسمعني.
ضحك الجميع على كلماته وحل الصمت لإعطاء الفرصه له في الحديث ليبدأ: زي كل حاجه حلوه بتيجي فجأه، نيرة اتولدت فجأه، نيرة كانت بالنسبالي الحلم اللي بسعاله والهدف اللي بجري وراه، مفيش حد عينه تقع عليها و ميحبهاش بشقاوتها وجنانها والربع الضارب اللي ورثته من عيوش.

ثم تابع ضاحكا: مسا مسا ياعائشة.
ضحكت عائشة بغير تصديق وهو يتابع: رغم كل العيوب اللي هي شايفاها في نفسها أنا بشوفها أجمل حد في الدنيا، حامي دايما يقول نيرة روح حامي العمري وزينه النفس اللي بيتنفسه وعائشة قلبه اللي دق ليها وبس وهنا أمه وأنا ويحيي اخواته، وانا جاي النهاردة اطلب منك روحك اللي مش هقبل اني اكمل اي لحظة في حياتي من غيرها...

كانت الدموع تتسابق على عينيها بتأثر و ابتسامه لامعه بزغت على وجهها وهو يختتم: بحبك يا نيرة، ياأحلى نيرة في الدنيا.
فجأة علت الإضاءة مرة ثانيه ليظهر هو من خلف هذا الحائل بحلته ذات اللون الأزرق القاتم فهتفت عائشة بمرح: يااختي قمر قمر قمر.
اقترب ناحيتها واتي ليجذبها حتى يحتضننها فأوقفه حامي هاتفا بعبث: لا احضنها وهي في ايدي.
كانت زينه منبهرة بما يحدث وهي تهتف بفرح جلي: حلوين اوي ياهنون.

هتفت هنا بسعادة: ربنا يسعدهم ياحبيبتي.
لاحظ الجميع ارتفاع بكاء لينا فمال عليها يحيي هاتفا بإستغراب: مالك ياليو.
مطت شفتيها بحزن طفولي: حامي بيقول عنكم كلكم كلام حلو ومش بيقول عني انا أي كلام حلو أنا زعلانه منه.
اقترب منها حامي في وسط ضحكاتهم عليها هامسا: ياليو انا بقول عنهم بس لكن انتي بديكي النضارات بتاعتي صح ولا لا؟!

أومأت سريعا بالموافقة ليتابع هو بمكر ضاحكا: واللي يدي لحد النضارة بتاعته يبقى بيحبه اووي.
هتفت بحماس طفولي: بجد؟!
غمز لها مؤكدا: بجد.
احتضنته سريعا هاتفة بضحك: خلاص انا مش زعلانه منك.
نطق كريم ليحيى المجاور له: انا لما اكبر هعمل لحبيبتي زي عمر كده، يلا اعمل انت كمان.
ابتسم يحيي بخبث وهو يرمق زينه المنغمسة في الحديث مع هنا: تصدق هعمل انا كمان.

آتي المأذون ليقطع خلوتهم حتى يبدأ في مراسم عقد القران فنطقت زينه بغير تصديق: انتوا هتكتبوا الكتاب!
هتف حامي بإبتسامه لشقيقته: انا عن نفسي موافق، صحيح عمر هياخد روحي بس لو فكر يزعلها هطلع روحه.
حمحم عمر وهو يحك مؤخرة عنقه هاتفا بتصنع الخوف: لا انا بقول بلاها الجوازه دي.
ساد جو من البهجة وسط الجميع وجلس حامي و عمر يتوسطهم العاقد الذي بدأ في وسط جو من البهجة، بعد عدة دقائق: الشهود ياجماعه.

آتى يحيي وهنا حتى يشهدوا على عقد القران فنطقت عائشة: كده ناقص واحده.
نظر لها الجميع فهتفت: اصل لو راجل واحد اللي هيشهد يبقى قصده 2 ستات يعني بدل 2 رجالة يبقى راجل و2 ستات.
ابتسمت هنا بحنان وكل يوم يزيد إعجابها بهذه الفتاه في حين تقدمت زينه سريعا: اشهد انا بقى، كفاية عليكي ياعيوش فستان ال princess اللي انتي لبساه ده.
هتف الشيخ بود: بطاقتك.
مش معايا.

نطقتها بخيبة أمل فأزاحها يحيي هاتفا: امشي بقى جتكوا البلاوي مليتوا البلد.
رمقته بغيظ في حين اقتربت عائشة تشهد هي واعطت بطاقتها الشيخ وهي تخفي الصورة
شيلي ايدك يابنتي.
هتفت برفض: لا هتفضح الله يسامحهم بتوع السجل المدني.
كركر الجميع في حين همس حامي لها: طب شيل ايدك ياوحش وانا مش هخلي حد يبص ع الصورة.
أزاحت يدها بتردد في حين اقترب هو بغته ليتمتم: ياساتر لا دي يتولع فيها علطول.

رمقته بغضب بينما ضحك هو وهما يستكملا عقد القران، اختتم المأذون هاتفا بفرح: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.
هرولت زينه تحتضن شقيقتها بضحكه عاليا وهي تصرخ: يانيروووو.
اقتربت عائشة تجذبها هي الآخرى هاتفه: لا مش مصدقه ان اكتر اتنين مجانين في حياتي اتجوزوا.
نطقت نيره بفرح: انا قلبي هيقف من الفرحه، انا عايزة ازغرط.

أنابت لينا عنها ليرتفع صوتها فضحكن الفتيات وهنا تقول: اهي لينا مش حارماكي من حاجه اهو، ألف مبروك ياحبيبتي.
اقترب حامي من شقيقته وجذبها من وسط هذا التجمع مقبلا مقدمة رأسها وهو يقول بصدق: أحلى بنت شافتها عيني، انتي بنتي اللي تعبت عمري كله علشان اتأكد انها مرتاحه ومستعد اتعب أده ميه مره علشان ضحكتك الحلوه دي تفضل على وشك.

احتضنته بشده وانهالت عليه بالقبلات مردفه بحب: وانت احلى أخ في الدنيا دي كلها، ربنا يديمك في حياتي.
اقترب عمر منهم يحمل الخاتم في يده وجذبها من مرفقها هاتفا: عن اذنك بقى، دلوقتي بقت مراتي البس براحتي، علشان دي كانت عاملالي حظر تجول. ربت حامي على ظهرها بفخر: وحش.
هتفت بفرح: تربيتك طبعا.
قبض عمر على كفها هاتفا بتذمر: طب تعالي يااختي البسك الخاتم.

وضع الخاتم المرصع بقطع الألماظ الصغيرة والتي يتوسطهم قطعه كبيرة حول إصبعها، تأملته بحب وهي تضع خاتمه هو الآخر، واختتم ذلك محتضننا إياها بإنتصار هاتفا بمكر: احضن براحتي ومااسمعش حسك.
ضحكت عاليا في حين اقترب يحيي من حامي هامسا: بقولك ايه ماتديني نفسك.
استدار له حامي رامقا إياه بإستنكار: اديك ايه يابابا!
أعاد يحيي الكلمه ثانية هاتفا: نفسك!
امشي يا يحيي بدل ما امسي عليك هنا.

نطق يحيي بتضجر: يا حامي بحبها عايز اتجوزها، انا مش هحلف بس لو مااتجوزتهاش في خلال شهر هخطفها.
رمقه حامي بتحذير مردفا: بتهددني!، طب اخطفها وانا هرجعها وهمسح اسمك من الأحياء.
انت عصبي كده ليه خليك رويح شوية.
كتم حامي ضحكاته هاتفا بحزم: انا قولت اللي عندي صلح انت وزينه كل حاجه الأول وبعدين تتجوزوا، لكن مش هينفع جواز كده خبط لزق وانتوا بينكوا مشاكل الدنيا.

نطق يحيي بلهفة: يعني لو صلحت كل حاجه بكره اتجوزها بكره!
مفيش مشكله.
احتضنه بحماس شديد وهو يهتف بصياح: انا بحبك اووي
نطق حامي بعبث: لا كده مش هتتجوزها خالص، انشف كده.
التقطت لينا وزينة كف عائشة واندفعا معا نحو تلك الحديقه الخارجية يمتعن أنظارهن وسط لهو الصغيرة.
هتفت زينة بفرح: أد ايه الحياة حلوة لما نكون مع ناس بنحبها، ناس عايزانا بكل كلاكيعنا وعيوبنا عايزانا علشان احنا وبس.

أكدت عائشة هاتفه: فعلا احنا عايشين بشوية الحب دول اصلا.
صدع صوت أحد الأغاني التي تعشقها عائشة
إذا هجرتَ فمن لي ومن يجمّل كلّي
ومن لروحي وراحي يا أكثري وأقلّي
استدارت سريعا تنظر حولها هاتفة بفرح: الله حد مشغل الأغنية دي، أنا بحبها اوي.
هتفت زينه بسعادة: وانتي قمر اوي بالفستان ده.
وجدت من يجذبها من كفها فشهقت بصدمه ليحيط خصرها بقبضته هاتفا: مش معقول ماارقصش مع الجميلة.

وقفت الصغيرة تشجع بمرح: حامي حامي حامي.
تابعتهم زينه هي الآخرى بسعادة وسط تصقيف لينا.
واندلع صوت الغناء من جديد
إذا هجرتَ فمن لي ومن يجمّل كلّي
ومن لروحي وراحي يا أكثري وأقلّي
أدارها ليستدير معها ثوبها الطويل وهي تبتسم بحب، سارت يده على وجهها وزيتونيتاه تحتفظ بملامح وجهها جيدا في حين تتابع الغناء:
أَحَبَّكَ البعض منّي وقد ذهبت بكلّي
يا كلّ كلّي فكنْ لي إنْ لم تكن لي فمن لي.

كان يحاوطها فخفف قبضته عن خصرها وقبل أن تتحرك جذبها ثانيا، جباههما متلاصقه ببعضها ونار عينيه تطفئها مياه خاصتها واختتم الغناء:
يا كل كلّي و أهلي عند انقطاعي وذلّي
ما لي سوى الروح خذها والروح جهد المقلّ.
أعادها عليها هامسا: مالي سوى الروح خذها.
ضحكت بفرح في حين اختتمت لينا رقصتهم بتصفيقها العالي وهي تقفز بسعادة، ليقطع كل هذا صوت سرينه سيارة الشرطة والتي تقريبا تقف أمام القاعه.

نظرت عائشة وزينه لبعضهما بإستغراب وقلق في حين همس هو بمكر: يا أهلا، كنت مستنيهم
وضحك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة